لقد Ø£ØØ¯Ø«Øª تلك المجزرة هزَّة Ø¹Ù†ÙŠÙØ© ÙÙŠ العالم الإسلامي لم يعر٠المسلمون ÙÙŠ تاريخهم Ø§Ù„ØØ§ÙÙ„ Ø¨Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« أعن٠منها أو مثلها ØŒ ولا ØØ§Ø¯Ø«Ø§Ù‹ من Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« كان له من الآثار العميقة ÙÙŠ النÙوس والعقائد والØÙŠØ§Ø© السياسية والاجتماعية والأدبية ما كان لمجزرة كربلاء.
لقد تركت تلك المجزرة صدمة ÙÙŠ Ù†Ùوس المسلمين لم ÙŠÙØØ¯Ù‘ÙØ« التاريخ بمثلها ØŒ ألهبت مشاعر المسلمين ولا تزال ذكراها تÙلهب المشاعر وتثير Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³ ØØªÙ‘Ù‰ يومنا Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ ØŒ وستبقى لها تلك الآثار ما دام التاريخ ØŒ ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø§Ù„ØªØ´ÙŠÙ‘ÙØ¹ بعدها عقيدة ممزوجة بالدماء متغلغلة ÙÙŠ النÙوس بعد أن كان عقيدة هامدة تنقصها الØÙ…اسة ØŒ وشتَّان بين العقيدة الهامدة والعقيدة الممزوجة بالØÙ…اس والدماء ØŒ وغدت ذكرى تلك المجزرة الرهيبة الملطَّخة بدماء آل بيت الرسول كاÙية لأن تثير Ø¹Ø§Ø·ÙØ© الØÙ…اس ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† ÙÙŠ قلوب الناس ÙÙŠ مختل٠العصور ومنبعاً لكل ما يلهب النÙوس ÙˆØØªÙ‘Ù‰ للأخيلة والأقاصيص.
ولا Ø§ØØ³Ø¨ أنَّ ÙÙŠ كل ذلك شيئاً من الغلو والغرابة Ø› لأنَّ المسلمين Ù€ على ما بينهم من Ø®Ù„Ø§ÙØ§Øª ÙÙŠ النزعات والاتجاهات Ù€ ÙŠÙ‚Ø¯Ù‘ÙØ±ÙˆÙ† Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) مكانته من الإسلام وصلاته بجده ØµØ§ØØ¨ الرسالة ØŒ وقد سمعوا منه الكثير الكثير ممَّا كان يقوله Ùيه ÙˆÙÙŠ أخيه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وكي٠كان يعامله ÙÙŠ مجالسه العامَّة والخاصَّة ØŒ ورأوه Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹ وكأنَّ الغيب قد تكشَّ٠له عن مصيره يبكي Ù„ØØ§Ù„Ù‡ ولÙمَا يجري عليه ØŒ وكانوا يبكون لبكائه ØŒ Ùليس بغريب إذا ألهب مصرعه على النØÙˆ الذي وقع عليه المشاعر ÙˆØ£Ø±Ù‡Ù Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³ وأطلق الألسن وترك ÙÙŠ Ù†Ùوس المسلمين أثراً ØØ²ÙŠÙ†Ø§Ù‹ دامياً يجمع القلوب ØÙˆÙ„ هذا البيت المنكوب :
وأيّ٠رزيَّة عدلت ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‹ غـداة ØªØ¨ÙŠÙ‘ÙØ±Ù‡ ÙƒÙَّاً سنان
نعم ØŒ ليس بغريب إذا استعظم الناس على اختلا٠ميولهم ونزعاتهم هذا التنكيل الشائن بعترة الرسول الأمين (صلى الله عليه واله) وسلالته ÙˆÙلذَّات كبده وقرَّة عينه ØŒ ورأوا Ùيه ÙƒÙØ±Ø§Ù†Ø§Ù‹ Ù„ØÙ‚Ù‘ÙÙ‡ وتعريضاً لغضبه وامتهاناً لكرامته ØŒ وقال قائلهم :
مـاذا تـقولون إذ قـال النبي لكم مـاذا Ùـعلتم وأنـتم أخـر الأمم
بـعترتي وبـأهلي بـعد Ù…ÙÙ€ÙØªÙ‚دي نصÙÙŒ Ø£ÙØ³Ø§Ø±Ù‰ ونصÙÙŒ Ø¶ÙØ±Ù‘ÙØ¬ÙˆØ§ بدم
ما كان هذا جزائي إذ Ù†ØµØØª لكم أن تـخلÙوني بـشرّ٠ÙÙŠ ذوي رØÙ…Ù
ÙØ¨Ù‡Ø°Ø§ وأمثاله قالت Ø§Ù„Ù†Ø§Ø¦ØØ§Øª ÙÙŠ جميع العواصم والبلاد الإسلامية ØŒ يندبن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ومَن Ù‚ÙØªÙ„ معه من بنيه وإخوته وأنصاره ØŒ ويبكين لمصارعهم وما جرى لهم من ØÙيد هند وأبي سÙيان وجلاَّديه ØŒ وانطلقت الألسن الشاعرة ترثيه ÙˆØªÙØµÙˆØ± أس٠النبي (صلى الله عليه واله) وهو ÙÙŠ قبره ØŒ ÙˆØØ²Ù†Ù‡ العميق على سبطه ØŒ ÙˆØ§ØØªØ¬Ø§Ø¬Ù‡ على أمته التي لم تØÙظ له ØÙ‚َّاً وترعَ له ØØ±Ù…Ø© ØŒ وتÙلقي على الأمويّÙين مسؤولية جريمتهم ومروقهم من الدين وانتهاكهم لجميع Ø§Ù„ØØ±Ù…ات والمقدَّسات.
لقد هال الناس هذا Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø« الجلل ØØªÙ‘Ù‰ الأمويّÙين Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… ØŒ ÙØ£Ù‚ضَّ المضاجع وأذهل العقول ØŒ وارتسم ÙÙŠ الأذهان ØØªÙ‘Ù‰ Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø´ØºÙ„ الشاغل للجماهير ØŒ ÙˆØØ¯ÙŠØ« النوادي ÙˆÙ…Ø³Ø±ØØ§Ù‹ خصباً للتخيّÙلات ØŒ وادعى الناس ÙÙŠ المدينة غيرها : إنَّ الجنَّ كانت ØªÙ†ÙˆØ Ø¹Ù„Ù‰ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وإنَّهم سمعوا Ù‡Ø§ØªÙØ§Ù‹ يقول كما جاء ÙÙŠ الطبري وابن الأثير:
أيّÙـها القاتلون جهلاً ØØ³ÙŠÙ†Ø§ ابـشروا بالعذاب والتنكيل
كل أهل السماء يدعو عليكم مـن نـبيّ٠ومَـلاك٠وقبيل
قد Ù„ÙØ¹Ù†ØªÙ… على لسان بن داود وموسى ÙˆØµØ§ØØ¨ الإنجيل
وراØÙˆØ§ يتصوَّرون لمدة شهرين أو أكثر كأنَّ الØÙŠØ·Ø§Ù† ملطَّخة بالدماء ساعة تطلع الشمس ØØªÙ‘Ù‰ ØªØ±ØªÙØ¹ كما نص على ذلك الطبري ÙÙŠ تاريخه.
ورووا عن النوار Ù€ زوجة خولي بن يزيد الأصبØÙŠ Ù€ أنَّها قالت لزوجها ليلة دخل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© برأس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأدخله عليها: لقد جاء الناس بالذهب ÙˆØ§Ù„ÙØ¶Ø© وجئتني برأس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ وكان قد وضعه ØªØØª الإجانة ÙÙŠ صØÙ† الدار ØŒ Ùقامت من ÙØ±Ø§Ø´Ù‡Ø§ غضبى وخرجت إلى الدار ØŒ ÙØ±Ø£ØªÙ’ نوراً يسطع مثل العمود من السماء إلى الإجانة وطيوراً بيضاء تتهاوى من السماء ÙˆØªØ±ÙØ±Ù ØÙˆÙ„ها.
كما استغلَّ الشعراء هذا Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø« Ø§Ù„Ù…ÙØ¬Ø¹ ÙØ±ÙˆÙˆØ§ ØÙˆÙ„Ù‡ شتى Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« وصاغوها بألوان شعرية دامية يصدرها قلب مكلوم ثائر ØØ²ÙŠÙ† يدعو إلى الثورة العارمة بعن٠وصرامة ØŒ ويسجّÙÙ„ تلك Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ù† العلَوَيَّة بأس٠ولوعة ØŒ منادياً : يالثارات Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ وغلبت على الأدب الشيعي والشعر الشيعي وبخاصة العراقي منه هذه النزعة Ø§Ù„ØØ²ÙŠÙ†Ø© الباكية ØŒ وغدوا أمام أدب تبعثه Ø¹Ø§Ø·ÙØªØ§Ù† بارزتان : Ø¹Ø§Ø·ÙØ© Ø§Ù„ØØ²Ù† ØŒ ÙˆØ¹Ø§Ø·ÙØ© الغضب ØŒ ØªÙØµØ¯Ø±Ù‡ الأولى ØØ²ÙŠÙ†Ø§Ù‹ باكياًَ ØŒ وتبعثه الثانية قويَّاً ثائراً ØŒ ومن هذه النماذج التي ØÙظها لنا تاريخ تلك Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© ما رواء الرواة عن عبدالله بن الØÙرّ٠الجعÙÙŠ ØŒ الذي زار المعركة بعد أيَّام من ØØ¯ÙˆØ«Ù‡Ø§ وهو يتلوَّى Ø£Ø³ÙØ§Ù‹ ولوعة ويتمنَّى لو أنَّه ÙˆÙÙ‘ÙÙ‚ لنصرته والاستشهاد بين يديه ØŒ وأنشد على قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام):
يـقول أمـير غـادر ØÙ€Ù‚ غادر ألا كـنتَ قاتلتَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن ÙØ§Ø·Ù…Ù‡
Ùـيـا نـدمي ألاَّ أكـون نـصرتÙÙ‡ ألا ÙƒÙ€Ù€Ù„Ù‘Ù Ù†Ù€ÙØ³Ù لا تÙÙ€Ø³Ø¯Ù‘ÙØ¯ نـادمه
وأنّÙـي لأنّÙـي لـم أكـن٠من ØÙماته لـذو ØÙ€Ø³Ø±Ø© مـا أن ØªÙØ§Ø±Ù‚ لازمه
سـقى الله Ø£Ø±ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ù‘ÙŽÙ€Ø°ÙŠÙ† تـآزروا عـلى نصره سقياً من الغيث دائمه
ÙˆÙ‚Ù€ÙØªÙ عـلى أجـداثهم ومـجالهم Ùـكاد Ø§Ù„ØØ´Ù‰ ينقضّ٠والعين ساجمه
لعمري لقد كانوا مصاليت ÙÙŠ الوغى سÙـراعاً إلى الهيجا ØÙ…اة خضارمه
تـأسّÙوا عـلى نصر ابن بنت نبيّÙهم بـأسياÙهم آسـاد غـيل ضـراغمه
ومـا أن رأى الـراؤن Ø£ÙØ¶Ù„ منهم لـدى الـموت سادات وزÙهرٌ قماقمه
أتـقـتلهم ظـلماً وتـرجو ودادنـا Ùـدعْ خـطة لـيست لـنا بملائمه
لـعمري لـقد راغـمتمونا بـقتلهم Ùـكم نـاقم٠مـنَّا عـليكم ونـاقمه
أهـمّ٠مـراراً أن أسـير بـجØÙÙ„ إلـى Ùـئة زاغت عن الØÙ‚ ظالمه
ÙـكـÙÙ‘Ùوا وإلاّ زرتـكـم بـكتائب أشـدَّ عـليكم مـن زØÙˆÙ الديالمه
ومن هؤلاء الذين Ø£ØØ³Ù‘Ùوا بأخطار تلك الجريمة النكراء رضي بن منقذ العبدي ØŒ Ùقال :
ولـو شـاء ربـي ما شهدت قتالهم ولا جعل النعماء عندي ابن جابر(1)
لـقد كان ذاك اليوم عاراً وسبة ØªÙ€Ø¹ÙŠÙ‘ÙØ±Ù‡ الأبـناء بـعد المعاشر
Ùـيا ليت أنّÙÙŠ كنت٠من قبل قتلة ويوم ØØ³ÙŠÙ† كنت ÙÙŠ رمس قابر
لقد Ø£ØØ³Ù‘ÙŽ المسلمون على اختلا٠ميولهم واتجاهاتهم بالندم والخيبة لخذلانه وعدم مناصرته ØŒ ÙˆØØªÙ‘Ù‰ الذين قاتلوه وقادوا المعركة ضدَّه كانوا يبكون ويندبون مصيرهم Ø§Ù„Ø³ÙŠÙ‘ÙØ¡ ØŒ Ùقد جاء عن عمر بن سعد الذي قاد تلك المعركة أنَّه كان يقول: لا تسل عن ØØ§Ù„ÙŠ Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽÙ‡ لم يرجع غائب عن منزله بأشرَّ ممَّا رجعت به ØŒ Ùلقد قطعت القرابة القريبة وارتكبت الأمر العظيم . ÙˆØØªÙ‘Ù‰ أنَّ يزيداً بكى وندم على قتله ØŒ وكلَّما ذكر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ كان يقول: وما عليَّ لو Ø§ØØªÙ…لت الأذى وأنزلت Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† معي ÙÙŠ داري ØŒ ÙˆØÙƒÙ‘َمته Ùيما يريد وإن كان عليَّ وهن ÙÙŠ سلطاني Ø› ØÙظاً لرسول الله ورعاية Ù„ØÙ‚Ù‘ÙÙ‡ وقرابته من رسول الله ØŒ لعن الله ابن مرجانة ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽÙ‡ اضطره ØŒ وقد سأله أن يضع يده ÙÙŠ يدي أو يلØÙ‚ بثغر من الثغور ØØªÙ‘Ù‰ يتوÙَّاه الله ØŒ Ùلم يجبه إلى ذلك ØŒ ÙØ¨ØºØ¶Ù†ÙŠ Ø¥Ù„Ù‰ قلوب المسلمين بقتله وزرع لي ÙÙŠ قلوبهم العداوة ØŒ ÙØ£Ø¨ØºØ¶Ù†ÙŠ Ø§Ù„Ø¨Ø±Ù‘Ù ÙˆØ§Ù„ÙØ§Ø¬Ø± ØŒ مالي ولابن مرجانة لعنه الله وغضب عليه).
ÙˆØÙŠÙ†Ù…ا علم ملك الروم بتلك المجزرة غضب لذلك وكتب إلى يزيد كتاباً جاء Ùيه: لقد قتلتم نبيَّاً أو ابن نبيّ٠ظلماً وعدواناً على ØØ¯ تعبير البيهقي ÙÙŠ كتابه المجالس والأجسادي .
وقال عثمان بن زياد شقيق عبيد الله: والله ØŒ لوددت أنَّه ليس من بني زياد رجل إلاّ ÙˆÙÙŠ أنÙÙ‡ خزامة إلى يوم القيامة وأنَّ ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‹ لم ÙŠÙقتل.
والى جانب تلك الآثار Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ© السيئة التي Ø®Ù„Ù‘ÙŽÙØªÙ‡Ø§ تلك المجزرة الرهيبة ÙÙŠ Ù†Ùوس الجماهير المسلمة ØŒ Ùلقد كان لها أعظم الأثر ÙÙŠ تقويض الدولة الأمويَّة وعدم الاطمئنان إليها واستغلالها من قبل أعداء أهل البيت كابن الزبير وأمثاله ØŒ وجعل ÙŠÙ†Ø¯Ù‘ÙØ¯ على يزيد والأمويّÙين ويرثي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ويلعن أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© لخذلانهم أباه ويزيد بن معاوية وجميع Ù…ÙŽÙ† اشترك ÙÙŠ قتاله ØŒ ويقول: أبعد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† نطمئن إلى هؤلاء القوم ونصدّÙÙ‚ لهم قولاً ØŒ أمَا والله لقد قتلوه ØŒ طويلاً بالليل قيامه ØŒ كثيراً بالنهار صيامه ØŒ Ø£ØÙ‚Ù‘ÙŽ بما هم Ùيه منهم ØŒ وأولى ÙÙŠ الدين ÙˆØ§Ù„ÙØ¶Ù„.
لقد استغل ابن الزبير مصرع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠÙ†Ø¯Ø¨Ù‡ ويتباكى عليه ÙÙŠ ØÙŠÙ† لم يكن ÙÙŠ العالم الإسلامي Ø£ØØ¯ أثقل عليه من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ ولم يكن معاوية ويزيد ابنه أشدَّ عداء للبيت العلوي من ابن الزبير ØŒ وكان ذلك Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ§Ù‹ لدى عامة المسلمين Ø› لأنَّ مواقÙÙ‡ من أمير المؤمنين ÙˆØªØØ±ÙŠØ¶Ù‡ عليه ÙÙŠ البصرة وسواها لا تزال ماثلة لهم ØŒ ÙˆØ¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى ذلك ØŒ Ùلقد اشترك هو ÙˆØ·Ù„ØØ© ÙÙŠ التغرير بعائشة وأخرجاها من البيت الذي أمرها الله أن تقرَّ Ùيه إلى البصرة لتقود المعركة ØŒ وقد قال Ùيه ÙˆÙÙŠ أبيه أمير المؤمنين: (ما زال الزبير منَّا أهل البيت ØØªÙ‘Ù‰ نشأ ابنه عبد الله) ØŒ وكان وجود Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ مكَّة ØØ§Ø¦Ù„اً بينه وبين الاتصال بالناس ØŒ وقال له ابن عبَّاس بعد أن يئس من إقناع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بعدم التوجّÙÙ‡ إلى العراق: قرَّت عينك يا ابن الزبير بخروج Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† إلى العراق.
لقد أقرَّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عين الزبير وهيَّأ له بخروجه من مكَّة المناخ المناسب لغرس أطماعه ØŒ ولم يبق على Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© غيره ØŒ ÙØ§Ù„تÙÙ‘ÙŽ ØÙˆÙ„Ù‡ المكّÙيّÙون وغيرهم ØŒ وبخاصة بعد تلك المجزرة التي أدمت قلوبهم وألهبت مشاعرهم وأصبØÙˆØ§ يدركون أنَّ الأخطار باتت ØªÙ‡Ø¯Ù‘ÙØ¯Ù‡Ù… وتطاردهم من كل جانب ومكان.
لقد كان موق٠ابن الزبير من مصرع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) أشبه ما يكون بموق٠معاوية من مصرع عثمان بن عÙَّان ØŒ وهما كما يبدو من تاريخهما من معدن ÙˆØ§ØØ¯ ÙÙŠ الدجل ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ والإجرام واستعمال الدين غشاء للتضليل والتمويه عندما تدعو Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© ØŒ لقد كان بن هند يتمنَّى أن ÙŠÙقتل عثمان خلال ثورة المهاجرين والأنصار عليه ØŒ ويَعمل بكل ما لديه من وسائل الإجرام من أجل ذلك Ø› ليتَّخذ من قتله أداة للتشنيع على علي (عليه السلام) والمطالبة Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŒ وكان يتمنَّى لعائشة أن تÙقتل ÙÙŠ البصرة Ù„ÙŠØ´Ù†Ù‘ÙØ¹ بقتلها على أمير المؤمنين كما صارØÙ‡Ø§ بذلك خلال زيارته للمدينة بعد أن تمَّ له الاستيلاء على السلطة.
أمَّا ابن الزبير ØŒ Ùلم يكن شيء من الدنيا Ø£ØØ¨Ù‘٠إليه من خروج Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† من مكَّة إلى العراق ØŒ ومن المصير الذي انتهى إليه . وكان ÙŠØ±ØºÙ‘ÙØ¨Ù‡ ÙÙŠ الخروج إلى العراق والاستجابة لطلب أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© بأسلوب مليء بالمكر والدهاء ØŒ ÙˆØÙŠÙ†Ù…ا بلغه نبأ مقتله ووجَدَ المسلمين Ù€ على ما بينهم من خلا٠ÙÙŠ الاتجاهات Ù€ يتململون Ù„Ùمَا جرى عليه ØŒ ويندبونه ويلعنون أميَّة وأشياعها ØŒ طابت Ù†ÙØ³Ù‡ واطمأنَّ لمصيره ØŒ ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠØªØ¨Ø§ÙƒÙ‰ على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆÙŠØ±Ø¯Ù‘ÙØ¯ ÙØ¶Ù„Ù‡ وما جرى عليه ÙÙŠ مجالسه واجتماعاته ÙˆÙŠÙ†Ø¯Ù‘ÙØ¯ بالأمويّÙين وجرائمهم ØŒ تجاوباً مع شعور الجماهير ورغباتهم دجلاً ÙˆÙ†ÙØ§Ù‚اً Ø› Ù„ÙŠØ¹Ù’Ø¨ÙØ± من وراء ذلك إلى السلطة التي كان يتمنَّاها ØŒ واستطاع بهذا الأسلوب الماكر أن يستØÙˆØ° على العدد الأكبر من مسلمي Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² الذين كانوا ÙŠØ¨ØØ«ÙˆÙ† عن بديل للأمويّÙين ØŒ ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³ يقولون Ù€ كما جاء ÙÙŠ رواية الطبري Ù€ : ليس لها بعد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† غير ابن الزبير . وتمَّت له البيعة ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² بسبب ما جرى Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† وبنيه وإخوته وأسرته من قتل وتمثيل وسبي وامتهان لعترة الرسول وكرامته ØŒ وتوالت Ø§Ù„Ø§Ù†ØªÙØ§Ø¶Ø§Øª ÙÙŠ Ù…Ø®ØªÙ„Ù Ø£Ù†ØØ§Ø¡ العالم الإسلامي ضدَّ الأمويّÙين وأنصارهم ØŒ وشعار الثائرين Ù€ مع ما بينهم من خلا٠ÙÙŠ الاتجاهات Ù€ : يا لثارات Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†.
ولم تخمد ثورة ÙÙŠ مكان إلاّ لتقوم ثورة أخرى ÙÙŠ مكان آخر بسواعد الشيعة وشعارهم الوØÙŠØ¯: يا لثارات Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†.
لقد كانت تلك المجزرة ذا ØØ¯Ù‘َين Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯ منها أعداء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† كابن الزبير الذي استغلها ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² للتشهير بيزيد والأمويّÙين وجعل يتباكى ويتظاهر Ø¨Ø§Ù„ØØ²Ù† على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØØªÙ‘Ù‰ اجتمع الناس عليه والتÙَّوا من ØÙˆÙ„Ù‡ ØŒ كما أيقظت شيعةَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وجعلتهم يشعرون بأخطائهم وتقصيرهم وتخاذلهم عنه وعن أبيه وأخيه ØŒ وانضمَّ إليهم جميع العناصر المناوئة للأمويّÙين من الموالي وغيرهم واتÙقوا جميعاً على ØµÙŠØØ© ÙˆØ§ØØ¯Ø© تستر وراءها أغراضهم Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ©: يا لثارات Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ Ùكان لهذه Ø§Ù„ØµÙŠØØ© الصدى الواسع ÙÙŠ جميع الأوساط الإسلامية الذي أقلق الظالمين وزعزع عروشهم وقوَّض دعائهم دولتهم ÙÙŠ المشرق العربي وأصبØÙˆØ§ لعنة على لسان الأجيال إلى قيام يوم الدين ØŒ وباء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØØ¯Ù‡ Ø¨Ø§Ù„ÙØ®Ø± الذي لا ÙØ®Ø± مثله ÙÙŠ تاريخ بني الإنسان Ø› ÙˆØØ³Ø¨Ù‡ أنَّه ÙˆØØ¯Ù‡ ÙÙŠ هذه الدنيا الشهيد بن الشهيد وأب للمئات من الشهداء والقدوة لكل ثائر على الظلم والظالمين ÙˆÙØ±Ø§Ø¹Ù†Ø© العصور ÙÙŠ كل مكان وزمان.
______________
(1) لقد كان كعب بن جابر Ø£ØØ¯ جنود الجيش الذي شارك ÙÙŠ ØØ±Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ Ùقالت له زوجته بعد أن رجع من المعركة : أعنت على ابن ÙØ§Ø·Ù…Ø© وقتلت Ø³ÙŠÙ‘ÙØ¯ القراء Ù€ وكان قد قتل برير Ø³ÙŠÙ‘ÙØ¯ القراء ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© Ù€ لقد أتيت عظيماً من الأمر ØŒ والله لا أكلّÙمك من رأسي كلمة أبداً ØŒ ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡Ø§ بأبيات ÙŠÙØªØ®Ø± Ùيها Ø¨ÙØ¹Ù„Ù‡ وضمنها بيتاً يذكر Ùيه أنَّه أنقذ رضيَّ بن منقذ من القتل ØÙŠØ« أعانه على قتل خصمه.