ØÙƒÙˆÙ…Ø© معاوية ودورها ÙÙŠ تشويه الإسلام :
أمسك معاوية والطغمة Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯Ø© من بني Ø£Ùمية بزمام الØÙƒÙ…ØŒ وأكملوا بذلك Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù الذي ØØµÙ„ من Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ©ØŒ ØÙŠØ« ØÙˆÙ‘Ù„ معاوية Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© إلى ملك عضوض مستبدّ، ØÙŠÙ† ØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ø¹Ø¯Ø§Ø¦Ù‡ للأمة الإسلامية واعتر٠بعدم رضى الأمة به ØØ§ÙƒÙ…اً بقوله: والله ما ولّيتها Ù€ أي Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© Ù€ Ø¨Ù…ØØ¨Ù‘Ø© علمتها منكم ولا مسرّة بولايتي ولكن جالدتكم بسيÙÙŠ.
ولكنّ معاوية والتيار الذي تزعّمه واجه عقبةً كؤوداً، هي تطبيق الإمام علي(عليه السلام) لأØÙƒØ§Ù… الشريعة الإسلامية بصورتها الصØÙŠØØ©. Ù…Ø¶Ø§ÙØ§Ù‹ إلى أنّه لم يترك الأمة ØØªÙ‰ عمّق العقيدة ÙÙŠ النÙوس، ÙØ£ØØ¨Ù‘ته الجماهير Ù€ وخصوصاً أهل العراق Ù€ وكان ÙÙŠ ذلك ØØ±ÙŠØµØ§Ù‹ على الرسالة والأمة الإسلامية ومÙنّداً مزاعم أرباب Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ© ØÙŠÙ† عبّر أبو بكر عن عجزه واعتذر عن كثرة أخطائه بقوله: ÙØ¥Ù†ÙŠ Ù‚Ø¯ ÙˆÙلّيت عليكم ولست بخيركم. ÙØ¥Ù†Ù‘ هذا الاعتذار قد ÙŠÙهم منه عدم إمكان التطبيق التام للشريعة الإسلامية. ولكنّ الإمام عليّاً(عليه السلام) قد قدّم النموذج الØÙŠÙ‘ للقيادة الكÙوءة الواعية والمعصومة بعد الرسول(صلَّى الله عليه وآله)ØŒ Ùكانت الأمة المسلمة تتوقّع قائداً كعلي بن أبي طالب(عليه السلام) .
ولكن معاوية شرع ÙÙŠ تشويه هذه القيم الإسلامية ÙˆÙ…ØØ§Ø±Ø¨Ø© القوى Ø§Ù„Ù…ØªØ¹Ø§Ø·ÙØ© مع أهل البيت(عليهم السلام) وهدم كلّ ما بناه الإمام علي(عليه السلام) ÙÙŠ الأمة الإسلامية من قيم ÙØªÙقد إرادتها ويموت ضميرها لئلاّ تكون قادرة على مواجهة أهواء الØÙƒÙ‘ام Ø§Ù„Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ© للدين الØÙ†ÙŠÙ . لقد أعلن معاوية Ù€ منذ أوّل خطوة Ù€ أنّ هدÙÙ‡ الأساس هو استلام زمام الØÙƒÙ… ØØªÙ‘Ù‰ لو أريقت من أجله دماء المسلمين Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘مة بكلمته Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ©: والله ما قاتلتكم لتصلّوا ولا لتصوموا ولا Ù„ØªØØ¬Ù‘وا ولا لتزكّوا، وإنّما قاتلتكم لأتأمّر عليكم.
منهج معاوية Ù„Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© الإسلام :
ولابدّ لنا من دراسة موجزة للمخطّطات الشيطانية التي تبنّاها معاوية وما راÙقها من Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« الجسام، ÙØ¥Ù†Ù‘ها من أهمّ الأسباب ÙÙŠ ثورة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام).
لقد رأى الإمام(عليه السلام) ما وصل إليه ØØ§Ù„ المسلمين من التردّي عقائدياً وأخلاقياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً. وكان كل هذا التردّي من جرّاء السياسات التي أبعدت الأمة عن مسار الإسلام الأصيل من خلال ممارسات معاوية التي بلغت ذروتها ÙÙŠ ÙØ±Ø¶ يزيد بالقوة Ø®Ù„ÙŠÙØ©Ù‹ على المسلمين، Ùهبّ (سلام الله عليه) بعد هلاك معاوية إلى
ØªÙØ¬ÙŠØ± ثورته الكبرى التي أدّت إلى إيقاظ النÙوس ÙˆØªØØ±ÙŠÙƒ إرادة الأمة. واليك بعض معالم سياسات الجاهلية الأÙموية التي تصدّى لتنÙيذها معاوية:
1 ـ سياسته الاقتصادية :
لم تكن لمعاوية أيّة سياسة اقتصادية ÙÙŠ المال ØØ³Ø¨ المعنى المتداول لهذه الكلمة، وإنّما كان تصرّÙÙ‡ ÙÙŠ جباية الأموال ÙˆØ¥Ù†ÙØ§Ù‚ها خاضعاً لرغباته وأهوائه، Ùهو يهب الثراء العريض للمؤيدين له ÙˆÙŠØØ±Ù… معارضيه من العطاء، ويأخذ الأموال ÙˆÙŠÙØ±Ø¶ الضرائب بغير ØÙ‚Ù‘ØŒ وقد شاع ÙÙŠ عصر معاوية الÙقر ÙˆØ§Ù„ØØ±Ù…ان عند الأكثرية الساØÙ‚Ø© من المسلمين، Ùيما تراكمت الثروات عند ÙØ¦Ø© قليلة Ø±Ø§ØØª تتØÙƒÙ‘Ù… ÙÙŠ مصير المسلمين وشؤونهم، وهذه بعض الخطوط الرئيسة ÙÙŠ سياسته الاقتصادية :
Ø£ Ù€ Ø§Ù„ØØ±Ù…ان الاقتصادي :
أشاع معاوية Ø§Ù„ØØ±Ù…ان الاقتصادي ÙÙŠ الأقطار التي كانت تضمّ الجبهة المعارضة له ØŒ مثل :
* يثرب : لم ينÙÙ‚ معاوية على أهل يثرب أيّ شيء من المال ØŒ لأنّ Ùيهم كثيراً من الشخصيات المعارضة للأسرة الأموية والطامعة ÙÙŠ الØÙƒÙ… ØŒ يقول المؤرخون : إن معاوية أجبرهم على بيع أملاكهم ÙØ§Ø´ØªØ±Ø§Ù‡Ø§ بأبخس الأثمان ØŒ وقد أرسل قيّماً على أملاكه Ù„ØªØØµÙŠÙ„ وارداتها Ùمنعوه عنها ØŒ وقابلوا ØØ§ÙƒÙ…هم عثمان بن Ù…ØÙ…د وقالوا له : إنّ هذه الأموال لنا كلّها ØŒ وإنّ معاوية آثر علينا ÙÙŠ عطائنا ØŒ ولم يعطنا درهماً ØØªÙ‘Ù‰ مضّنا الزمان ونالتنا المجاعة ØŒ ÙØ§Ø´ØªØ±Ø§Ù‡Ø§ بجزء من مائة من ثمنها ØŒ ÙØ±Ø¯Ù‘ عليهم ØØ§ÙƒÙ… المدينة بأقسى القول وأمّره .
وقد نصب معاوية على Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² مروان بن الØÙƒÙ… تارةً وسعيد بن العاص مرّة أخرى، وكان يعزل الأوّل ويولّي الثاني، وقد جهدا معاً ÙÙŠ إذلال أهل المدينة وإÙقارهم.
* العراق :
ÙØ±Ø¶ معاوية على أهل العراق عقوبات اقتصاديةً Ø¨ØµÙØªÙ‡ المركز الرئيسي للمعارضة، وكان واليه المغيرة بن شعبة ÙŠØØ¨Ø³ العطاء والأرزاق عن أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ وقد سار الØÙƒÙ‘ام الأمويون بعد معاوية على هذا النهج ÙÙŠ اضطهاد أهل العراق ÙˆØØ±Ù…انهم ØŒ باعتبارهم الثقل الأكبر ÙÙŠ الخطّ الواعي الذي وق٠مع أمير المؤمنين (عليه السلام).
ب ـ استخدام المال لتثبيت ملكه :
استخدم معاوية بيت المال لتثبيت ملكه وسلطانه، واتّخذ المال Ø³Ù„Ø§ØØ§Ù‹ يمكّنه من التسلّط على الأمة، Ùقد كان من عناصر سياسة الأمويين استخدام المال Ø³Ù„Ø§ØØ§Ù‹ للإرهاب وأداةً للتقريب، ÙØØ±Ù… منه ÙØ¦Ø©Ù‹ من الناس، وأغدق Ø£Ø¶Ø¹Ø§ÙØ§Ù‹ Ù…Ø¶Ø§Ø¹ÙØ© Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© أخرى ثمناً لضمائرهم وضماناً لصمتهم.
ووهب معاوية خراج مصر لعمرو بن العاص، وجعله طعمة له مادام
ØÙŠÙ‘اً ØŒ وذلك لتعاونه معه على مناجزة أمير المؤمنين (عليه السلام).
ج ـ شراء الذمم :
ÙØªØ معاوية باباً جديداً ÙÙŠ سياسته الاقتصادية وهي شراء الذمم ØŒ Ùقد أعلن عن ذلك بكل دناءة قائلاً : والله لأستميلنّ بالأموال ثقات علي ØŒ ولأ قسّÙمنَّ Ùيهم الأموال ØØªÙ‰ تغلب دنياي آخرته.
كما روي أنّه ÙˆÙØ¯ عليه جماعة من أشرا٠العرب ÙØ£Ø¹Ø·Ù‰ كلّ ÙˆØ§ØØ¯ منهم مائة أل٠درهم وأعطى Ø§Ù„ØØªØ§Øª عمّ Ø§Ù„ÙØ±Ø²Ø¯Ù‚ سبعين Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ ØŒ Ùلمّا علم Ø§Ù„ØØªØ§Øª بذلك رجع مغضباً إلى معاوية Ùقال له بلا خجل ولا ØÙŠØ§Ø¡ : إنّي اشتريت من القوم دينهم ØŒ ووكلتك إلى دينك.
Ùقال Ø§Ù„ØØªØ§Øª : اشتر منّي ديني. ÙØ£Ù…ر له بإتمام الجائزة.
د ـ ضريبة النيروز :
ÙØ±Ø¶ معاوية على المسلمين ضريبة النيروز ÙÙŠ بدعة سنّها من غير دليل ÙÙŠ الشريعة الإسلامية، ليسدّ بها Ù†Ùقاته، وبالغ ÙÙŠ إرهاق الناس واضطهادهم على أدائها ØŒ وقد بلغت Ùيما يقول المؤرخون : عشرة ملايين درهم، وهي من الضرائب التي يألÙها المسلمون ØŒ وقد اتّخذها الØÙƒÙ‘ام من بعده سنّةً ÙØ£Ø±ØºÙ…وا المسلمين على أدائها.
2 Ù€ سياسة Ø§Ù„ØªÙØ±Ù‚Ø© :
بنى معاوية سياسته على ØªÙØ±ÙŠÙ‚ كلمة المسلمين، إيماناً منه بأنّ الØÙƒÙ… لا يستقرّ له إلاّ بإشاعة العداء بين أبناء الأمة الإسلامية، (وكانت لمعاوية ØÙŠÙ„ته التي كرّرها وأتقنها وبرع Ùيها، واستخدمها مع خصومه ÙÙŠ الدولة من المسلمين وغير المسلمين، وكان قوام تلك الØÙŠÙ„ة، العمل الدائب على Ø§Ù„ØªÙØ±Ù‚Ø© Ùˆ التخذيل بين خصومه بإلقاء الشبهات بينهم وإثارة الإØÙ† Ùيهم، ومنهم من كان من أهل بيته وذوي قرباه... كان لا يطيق أن يرى رجلين ذوي خطر على ÙˆÙØ§Ù‚ØŒ وكان Ø§Ù„ØªÙ†Ø§ÙØ³ Ø§Ù„ÙØ·Ø±ÙŠ Ø¨ÙŠÙ† ذوي الأخطار ممّا يعينه على الإيقاع بهم).
أ ـ اضطهاد الموالي :
بالغ معاوية ÙÙŠ اضطهاد الموالي وإذلالهم، وقد رام أن يبيدهم إبادةً شاملةً. يقول المؤرخون: إنّه دعا الأØÙ†Ù بن قيس وسمرة بن جندب وقال لهما: إنّي رأيت هذه الØÙ…راء قد كثرت، وأراها قد قطعت على Ø§Ù„Ø³Ù„ÙØŒ وكأنّي أنظر إلى وثبة منهم على العرب والسلطان، Ùقد رأيت أن أقتل شطراً منهم، وأدع شطراً لإقامة السوق وعمارة الطريق.
ب ـ العصبية القبلية :
Ø£ØÙŠÙ‰ معاوية العصبيات القبلية، وقد ظهرت ÙÙŠ الشعر العربي صور مريعة ومؤلمة من ألوان الصراع الذي كانت السلطة الأÙموية تختلقه لإشغال الناس عن التدخّل ÙÙŠ الشؤون السياسية ØŒ وقال المؤرّخون : إنّ معاوية عمد إلى إثارة الأØÙ‚اد القديمة بين الأوس والخزرج Ù…ØØ§ÙˆÙ„اً بذلك التقليل من أهمّيتهم، وإسقاط مكانتهم أمام العالم العربي والإسلامي، كما تعصّب لليمنيّين على المضريّين ØŒ وأشعل نار Ø§Ù„ÙØªÙ†Ø© Ùيما بينهم ØØªÙ‰ لا ØªØªÙ‘ØØ¯ لهم كلمة تضرّ Ø¨Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø¯ÙˆÙ„ØªÙ‡.
3 ـ سياسة البطش والجبروت :
ساس معاوية الأمة بسياسة البطش والقمع، ÙØ§Ø³ØªÙ‡Ø§Ù† بمقدّراتها وكرامتها، وقد أعلن Ù€ بعد Ø§Ù„ØµÙ„Ø Ù€ أنّه قاتل المسلمين وسÙÙƒ دماءهم كي يتأمّر عليهم، وقد أدلى Ø¨ØªØµØ±ÙŠØ Ø¹Ø¨Ù‘Ø± Ùيه عن كبريائه وغطرسته Ùقال: Ù†ØÙ† الزمان، من Ø±ÙØ¹Ù†Ø§Ù‡ Ø§Ø±ØªÙØ¹ØŒ ومن وضعناه اتّضع.
وسار عمّاله وولاته على هذه الخطّة الغادرة، Ùقد خاطب عتبة بن أبي سÙيان المصريّين بقوله: Ùوالله لأقطعنّ بطون السياط على ظهوركم.
وجاء ÙÙŠ خطاب لخالد القسري ÙÙŠ أهل مكة : ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ والله ما أوتي لي Ø¨Ø£ØØ¯ يطعن على إمامه (يعني معاوية) إلاّ صلبته ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±Ù….
4 Ù€ الخلاعة والمجون ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªØ®ÙØ§Ù بالقيم الدينية :
Ø¹ÙØ±Ù معاوية بالخلاعة والمجون، يقول ابن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯: كان معاوية أيام عثمان شديد التهتّك موسوماً بكلّ Ù‚Ø¨ÙŠØØŒ وكان ÙÙŠ أيام عمر يستر Ù†ÙØ³Ù‡ قليلاً; Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ منه إلاّ أنّه كان يلبس Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ± والديباج ويشرب ÙÙŠ آنية الذهب ÙˆØ§Ù„ÙØ¶Ø©ØŒ ويركب البغلات ذوات السروج المØÙ„اّت بها Ù€ أي بالذهب Ù€ وعليها جلال الديباج والوشي...
ونقل الناس عنه ÙÙŠ كتب السيرة أنّه كان يشرب الخمر ÙÙŠ أيام عثمان ÙÙŠ الشام.
وروي عن عبد الله بن بريدة قوله: دخلت٠أنا وأبي على معاوية ÙØ£Ø¬Ù„سنا على Ø§Ù„ÙØ±Ø§Ø´ØŒ ثم أوتينا بالطعام ÙØ£ÙƒÙ„نا ثم أوتينا بالشراب ÙØ´Ø±Ø¨ معاوية! ثم ناول أبي Ùقال: ما شربته منذ ØØ±Ù‘مه رسول الله(صلَّى الله عليه وآله).
وثمة روايات عديدة ØªØØ¯Ù‘ثت عن أكل معاوية للربا ØŒ منها : أنّ معاوية باع سقاية من ذهب أو ورق بأكثر من وزنها ØŒ Ùقال له أبو الدرداء : سمعت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) نهى عن مثل هذا إلاّ Ù…ÙØ«Ù„اً بمثل ØŒ Ùقال معاوية : ما أرى به بأساً. Ùقال له أبو الدرداء : من ÙŠÙØ¹Ø°Ø±Ùني من معاوية؟ أنا أخبره عن رسول الله وهو يخبرني عن رأيه! لا Ø£ÙØ³Ø§ÙƒÙ†Ùƒ بأرض أنت بها. ثم قدم أبو الدرداء على عمر بن الخطّاب ÙØ°ÙƒØ± له ذلك ØŒ Ùكتب عمر إلى معاوية : أن لا تبع ذلك إلاّ مثلاً بمثل ووزناً بوزن.
ومن مظاهر Ø§Ø³ØªØ®ÙØ§Ù معاوية بالقيم الإسلامية Ø§Ø³ØªÙ„ØØ§Ù‚Ù‡ زياد بن عبيد الرومي وإلصاقه بنسبه من دون بيّنة شرعيّة، وإنّما اعتمد على شهادة أبي مريم الخمّار وهو ممّا لا يثبت به نسب شرعي، وقد خال٠بذلك قول رسول الله(صلَّى الله عليه وآله): (الولد Ù„Ù„ÙØ±Ø§Ø´ وللعاهر Ø§Ù„ØØ¬Ø±).
5 Ù€ إظهار الØÙ‚د على النبي (صلَّى الله عليه وآله) والعداء لأهل بيته(عليهم السلام):
ØÙ‚د معاوية على النبي(صلَّى الله عليه وآله) Ùقد مكث ÙÙŠ أيام Ø®Ù„Ø§ÙØªÙ‡ أربعين جمعةً لا يصلّي عليه ØŒ وسأله بعض Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ عن ذلك Ùقال : لا يمنعني عن ذكره إلاّ أن
تشمخ رجال بآناÙها). وسمع المؤذّن يقول: (أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ Ù…ØÙ…ّداً رسول الله...) ÙˆØ§Ù†Ø¯ÙØ¹ يقول: لله أبوك يا ابن عبد الله، لقد كنت عالي الهمّة، ما رضيت Ù„Ù†ÙØ³Ùƒ إلاّ أن يقرن اسمك باسم رب العالمين.
وسخّر معاوية جميع أجهزته Ù„Ù„ØØ·Ù‘ من قيمة أهل البيت (عليهم السلام) الذين هم وديعة رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) ØØªÙ‰ استخدم أخطر الوسائل ÙÙŠ Ù…ØØ§Ø±Ø¨ØªÙ‡Ù… وإقصائهم عن واقع الØÙŠØ§Ø© الإسلامية ØŒ وكان من بين ما استخدمه ÙÙŠ ذلك :
1 Ù€ تسخير الوعّاظ ليØÙˆÙ‘لوا القلوب عن أهل البيت (عليهم السلام).
2 Ù€ Ø§ÙØªØ¹Ø§Ù„ الأخبار على لسان النبي(صلَّى الله عليه وآله) Ù„Ù„ØØ·Ù‘ من قيمة أهل البيت(عليهم السلام) وقد Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯ من أبي هريرة الدوسي ØŒ وسمرة بن جندب ØŒ وعمرو بن العاص ØŒ والمغيرة بن شعبة، ØÙŠØ« اختلقوا مئات Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« على لسان النبي (صلَّى الله عليه وآله).
3 ـ استخدم معاوية معاهد التعليم وأجهزة الكتاتيب لتغذية النَشْء ببغض أهل البيت (عليهم السلام) وخلق جيل معاد لهم.
وتمادى معاوية ÙÙŠ عدائه لأمير المؤمنين (عليه السلام) ÙØ£Ø¹Ù„Ù† سبّه ولعنه ÙÙŠ نواديه العامة والخاصة ØŒ وأوعز إلى جميع عمّاله وولاته أن يذيعوا سبّه بين الناس ØŒ وسرى سبّ الإمام ÙÙŠ جميع Ø£Ù†ØØ§Ø¡ العالم الإسلامي ØŒ وقد خطب معاوية ÙÙŠ أهل الشام Ùقال لهم : أيّها الناس ØŒ إنّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) قال لي : إنّك ستلي Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© من بعدي ÙØ§Ø®ØªØ± الأرض المقدسة Ù€ يعني الشام Ù€ ÙØ¥Ù†Ù‘ Ùيها الأبدال وقد اخترتكم ÙØ§Ù„عنوا أبا تراب.
6 Ù€ العن٠مع شيعة أهل البيت(عليهم السلام) : اضطÙهدت الشيعة أيام معاوية اضطهاداً رسمياً ØŒ ومورس معهم أشدّ٠أنواع القمع والقهر. وقد وص٠الإمام Ù…ØÙ…د الباقر(عليه السلام) الإرهاب الأموي بقوله (عليه السلام) : (وقتلت شيعتنا بكلّ بلدة وقطعت الأيدي والأرجل على الظنّة، وكان من ÙŠÙØ°ÙƒØ± Ø¨ØØ¨Ù‘نا والانقطاع إلينا Ø³ÙØ¬Ù† أو نهب ماله أو هدمت داره).
وعمد معاوية إلى إبادة القوى المÙكّرة والواعية من الشيعة، وقد ساق Ø£Ùواجاً منهم إلى Ø³Ø§ØØ§Øª الإعدام، من قبيل: ØØ¬Ø± بن عدي ورشيد الهجري وعمرو بن الØÙ…Ù‚ الخزاعي وأوÙÙ‰ بن ØØµÙ†.
ولم يقتصر معاوية على تنكيله برجال الشيعة، وإنّما تجاوز ظلمه إلى نسائهم، ÙØ£Ø´Ø§Ø¹ الذعر والإرهاب ÙÙŠ العديد منهنّ مثل: الزرقاء بنت عدي وسودة بنت عمارة وأم الخير البارقيّة.
وأوعز معاوية إلى جميع عمّاله بهدم دور الشيعة ومØÙˆ أسمائهم من الديوان وقطع عطائهم ورزقهم، كذلك عهد إلى عمّاله بعدم قبول شهادتهم ÙÙŠ القضاء وغيره مبالغة ÙÙŠ إذلالهم وتØÙ‚يرهم.
إنّ Ø§Ù†ØØ±Ø§Ùات معاوية وجرائمه لا يمكن استيعابها ÙÙŠ هذه الإشارات السريعة ØŒ وهي تتطلّب كتاباً خاصاً بها لكثرتها وسعتها، ولقد كنّا نرمي ÙÙŠ الدرجة الأولى من هذه الإشارات إلى التمهيد للتطرّق إلى ذÙكر جريمته الكبرى التي أدّت بالإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) إلى إعلان ثورته ØŒ هذه الجريمة التي تمثّلت ÙÙŠ ÙØ±Ø¶ ابنه يزيد Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ù‚ وليّاً للعهد.
7 Ù€ ÙØ±Ø¶ البيعة بالقوّة ليزيد Ø§Ù„ÙØ§Ø¬Ø± :
لقد كانت Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© أيام أبي بكر وعمر وعثمان ذات Ù…Ø³ØØ© إسلامية وكانوا ÙŠØÙƒÙ…ون ØªØØª شعار Ø®Ù„Ø§ÙØ© الرسول (صلَّى الله عليه وآله) .
على أنّ معاوية ØÙŠÙ†Ù…ا بدأ بالسيطرة على زمام السلطة ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ Ù€ رغم الخداع والتضليل الذي عرÙنا شيئاً عنه Ù€ لم يجترئ على ØªØØ¯Ù‘ÙŠ الرسول (صلَّى الله عليه وآله) ورسالته بشكل علني ÙˆØµØ±ÙŠØ ÙÙŠ بداية ØÙƒÙ…Ù‡; إذ كان يستغل المظاهر الإسلامية لإØÙƒØ§Ù… القبضة ولتØÙ‚يق مزيد من السيطرة على رقاب أبناء الأمة الإسلامية. ومن هنا وص٠معاوية بالدهاء والذكاء Ø§Ù„Ù…ÙØ±Ø·; لأنه كان ÙŠÙلبس باطله لباساً إسلامياً.
ولكن تØÙ…يله ليزيد Ø§Ù„ÙØ§Ø¬Ø± المعلن Ø¨ÙØ³Ù‚Ù‡ على الأمة جاء هتكاً ØµØ±ÙŠØØ§Ù‹ للقيم الإسلامية واستهتاراً ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ لعر٠المسلمين ; وذلك لما عرÙÙ‡ المسلمون جميعاً من أنّ Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© الإسلامية ليست ØÙƒÙ…اً قيصرياً ولا كسروياً لينتقل بالوراثة ØŒ ولا يستØÙ‚ هذا المنصب إلاّ العالم بالكتاب والسنّة ØŒ العامل بهما والقادر على تØÙ‚يق أهدا٠الرسالة الإسلامية وتطبيق Ø£ØÙƒØ§Ù…ها .
هذا Ù…Ø¶Ø§ÙØ§Ù‹ إلى أنّ ÙØ±Ø¶ البيعة ليزيد على المسلمين كان جريمة كبرى ذات أبعاد اجتماعية وسياسية خطيرة تنتهي بتصÙية الإسلام ومØÙˆÙ‡ من على وجه الأرض، لولا ثورة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) سبط الرسول الأعظم(صلَّى الله عليه وآله) Ø§Ù„ØØ§Ùظ لدين جدّه من الضياع والدمار .
ولأجل الوقو٠على عظمة هذه الجريمة; لابدّ أن نعر٠أوّلاً من هو يزيد؟ وما هو السبب الذي جعله غير ØµØ§Ù„Ø Ù„Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©ØŸ ولماذا يكون ÙØ±Ø¶ بيعته عدواناً ØµØ±ÙŠØØ§Ù‹ على الإسلام وارتداداً عنه وعودة إلى الجاهلية التي ناهضها الإسلام؟
من هو يزيد بن معاوية ؟
قبل Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن تولّي يزيد للØÙƒÙ… وموق٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) من ذلك لابدّ وأن نعر٠من هو يزيد ÙÙŠ منظار الإسلام والمسلمين ØŸ وما هو رأي الإسلام ÙÙŠ البيت الأموي بصورة عامة ØŸ
لا يشك Ø£ØØ¯ من Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ«ÙŠÙ† والمؤرّخين ÙÙŠ أنّ الأمويين كانوا من ألدّ أعداء الإسلام وأنكد خصومه منذ أن بزغ ÙØ¬Ø±Ù‡ ÙˆØØªÙ‰ آخر مرØÙ„Ø© من مراØÙ„ ØÙƒÙ…هم. وأنهم لم يدخلوا Ùيه إلاّ بعد أن Ø§Ø³ØªÙ†ÙØ¯ÙˆØ§ جميع إمكاناتهم ÙÙŠ Ù…ØØ§Ø±Ø¨ØªÙ‡ ØØªÙ‘Ù‰ باؤوا Ø¨Ø§Ù„ÙØ´Ù„. ولمّا دخلوا Ùيه مرغمين أخذوا يخطّطون لتشويه معالمه وإعادة مظاهر الجاهلية بكلّ أشكالها بأسلوب جديد ÙˆØªØØª ستار الإسلام.
وكان معاوية يرتعش جزعاً ويضجر عندما كان يسمع النداء باسم النبي Ù…ØÙ…د بن عبد الله(صلَّى الله عليه وآله) ويشعر بانطلاق هذا الاسم المبارك ÙÙŠ أجواء العالم الإسلامي من أعلى المآذن ÙÙŠ كلّ يوم.
وهكذا كان غيره من ØÙƒÙ‘ام ذلك البيت الذين ØÙƒÙ…وا باسم الإسلام وهم يعملون على تقويضه وإبرازه على غير واقعه وتشويه قوانينه وتشريعاته ÙˆÙ…ÙØ«Ù„Ù‡.
ويزيد بن معاوية الذي وق٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) منه ذلك الموق٠الخالد كان كما يصÙÙ‡ المؤرّخون ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ¯Ù‘ثون مستهتراً إلى ØØ¯Ù‘ الإسرا٠ÙÙŠ الاستهتار، وممعناً ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØØ´Ø§Ø¡ والمنكرات إلى ØØ¯Ù‘ الغلوّ ÙÙŠ ذلك.
ولادة يزيد ونشأته ÙˆØµÙØ§ØªÙ‡ :
ولد يزيد سنة (25 أو 26 هـ ) وأمه ميسون بنت بجدل الكلبية، وقد ذكر المؤرّخون: أنّ ميسون بنت بجدل الكلبية أمكنت عبد أبيها من Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ØŒ ÙØÙ…Ù„Øª بيزيد (لعنه الله) وإلى هذا أشار النسّابة الكلبي بقوله :
ÙØ¥Ù† يكن الزمان أتى علينا = بقتل الترك والموت الوØÙŠ
Ùقد قَتل الدعيّ٠وعبد٠كلب = بأرض الط٠أولادَ النبي
أراد بالدعيّ عبيد الله بن زياد لعنه الله ... ومراده بعبد كلب يزيد بن معاوية، لأنّه من عبد بجدل الكلبي.
ÙˆÙيما يتّصل Ø¨ØµÙØ§ØªÙ‡ الجسميّة Ùقد وصÙÙ‡ ابن كثير Ù€ ÙÙŠ بدايته Ù€ بأنّه كان كثير اللØÙ… عظيم الجسم وكثير الشعر مجدوراً.
أمّا ØµÙØ§ØªÙ‡ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ© Ùقد ورث ØµÙØ§Øª الغدر ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ والطيش والاستهتار من سلÙه، ØØªÙ‘Ù‰ قال المؤرّخون: وكان يزيد قاسياً غدّاراً كأبيه، (إن كان من معاوية طبعاً) ولكنّه ليس داهيةً مثله، كانت تنقصه القدرة على ØªØºÙ„ÙŠÙ ØªØµØ±Ù‘ÙØ§ØªÙ‡ القاسية بستار من اللباقة الدبلوماسية الناعمة، وكانت طبيعته المنØÙ„ّة وخÙلقه Ø§Ù„Ù…Ù†ØØ·Ù‘ لا تتسرّب اليها Ø´Ùقة ولا عدل. كان يقتل ويعذّب نشواناً للمتعة واللّذة التي يشعر بها، وهو ينظر إلى آلام الآخرين، وكان بؤرة لأبشع الرذائل ØŒ وها هم ندماؤه من الجنسين خير شاهد على ذلك ØŒ لقد كانوا من ØØ«Ø§Ù„Ø© المجتمع.
وقد نشأ يزيد عند أخواله ÙÙŠ البادية من بني كلاب الذين كانوا يعتنقون المسيØÙŠØ© قبل الإسلام ØŒ وكان مرسل العنان مع شبابهم الماجنين ÙØªØ£Ø«Ù‘ر بسلوكهم إلى ØØ¯ بعيد ØŒ Ùكان يشرب معهم الخمر ويلعب معهم بالكلاب.
ولع يزيد بالصيد :
ومن مظاهر ØµÙØ§Øª يزيد ولعه بالصيد ØŒ Ùكان يقضي أغلب أوقاته Ùيه ØŒ قال المؤرّخون : كان يزيد بن معاوية ÙƒÙ„ÙØ§Ù‹ بالصيد لاهياً به ØŒ وكان ÙŠÙÙ„Ø¨ÙØ³Ù كلابَ الصيد الأساورَ من الذهب والجلال المنسوجة منه ØŒ ويهب لكلّ كلب عبداً يخدمه.
شغÙÙ‡ بالقرود :
وكان يزيد Ù€ Ùيما أجمع عليه المؤرّخون Ù€ ولعاً بالقرود، وكان له قرد يجعله بين يديه ويكنّيه بأبي قيس، ويسقيه ÙØ¶Ù„ كأسه، ويقول: هذا شيخ من بني اسرائيل أصابته خطيئة Ùمسخ، وكان ÙŠØÙ…له على أتان ÙˆØØ´ÙŠØ© ويرسله مع الخيل ÙÙŠ ØÙ„بة السباق، ÙØÙ…Ù„Ù‡ يوماً ÙØ³Ø¨Ù‚ الخيل ÙØ³Ø±Ù‘ بذلك وجعل يقول :
تمسّك أبا قيس Ø¨ÙØ¶Ù„ زمامها = Ùليس عليها إن سقطتَ ضمانÙ
Ùقد سبقتَ خيل الجماعة كلّها = وخيل أمير المؤمنين أتانÙ
وأرسله مرّةً ÙÙŠ ØÙ„بة السباق ÙØ·Ø±ØØªÙ‡ Ø§Ù„Ø±ÙŠØ Ùمات ÙØØ²Ù† عليه ØØ²Ù†Ø§Ù‹ شديداً، وأمر بتكÙينه ودÙنه كما أمر أهل الشام أن يعزّوه بمصابه الأليم، وأنشأ راثياً له:
كم من كرام وقوم ذوو Ù…ØØ§Ùظة = جاءوا لنا ليعزوا ÙÙŠ أبي قيس
شيخ العشيرة أمضاها وأجملها = على الرؤوس ÙˆÙÙŠ الأعناق والريس
لا ÙŠÙØ¨Ø¹Ø¯ الله قبراً أنت ساكنه = Ùيه جمال ÙˆÙيه Ù„ØÙŠØ© التيس
وذاع بين الناس هيامه وشغÙÙ‡ بالقرود ØØªÙ‰ لقّبوه بها، ويقول رجل من تنوخ هاجياً له:
يزيد صديق القرد ملّ جوارنا = ÙØÙ†Ù‘ إلى أرض القرود يزيد
ÙØªØ¨Ù‘اً لمن أمسى علينا Ø®Ù„ÙŠÙØ© = ØµØØ§Ø¨ØªÙ‡ الأدنون منه قرود
إدمانه على الخمر :
والظاهرة البارزة من ØµÙØ§Øª يزيد إدمانه على الخمر ØØªÙ‰ أسر٠ÙÙŠ ذلك إلى ØØ¯ كبير، Ùلم ÙŠÙØ±ÙŽ ÙÙŠ وقت إلاّ وهو ثمل لا يعي من ÙØ±Ø· السكر، ومن شعره ÙÙŠ الخمر :
أقول Ù„ØµØØ¨ ضمّت الخمر شملهم = وداعي صبابات الهوى يترنّم
خذوا بنصيب من نعيم ولذّة = Ùكلّ وإن طال المدى يتصرّم
وينقل المؤرّخون عن عبد الله بن ØÙ†Ø¸Ù„Ø© الذي خرج على يزيد بعد أن Ø§ØµØ·ØØ¨ ÙˆÙØ¯Ø§Ù‹ من أهل المدينة إلى الشام ÙÙŠ أعقاب استشهاد الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) وصÙÙ‡ ليزيد بقوله: والله ما خرجنا على يزيد ØØªÙ‰ Ø®Ùنا أن Ù†ÙØ±Ù…Ù‰ Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© من السماء، إنّه رجل ÙŠÙ†ÙƒØ Ø§Ù„Ø§Ùمهات والبنات والأخوات، ويشرب الخمر ويدع الصلاة، والله لو لم يكن معي Ø£ØØ¯ من الناس لأبليت لله بلاءً ØØ³Ù†Ø§Ù‹.
وقال أعضاء Ø§Ù„ÙˆÙØ¯: قدمنا من عند رجل ليس له دين، يشرب الخمر ويعز٠بالطنابير ويلعب بالكلاب.
ونقل عن المنذر بن الزبير قوله ÙÙŠ وصÙÙ‡: والله إنّه ليشرب الخمر، والله إنّه ليسكر ØØªÙ‰ يدع الصلاة.
ووصÙÙ‡ أبو عمر بن ØÙص بقوله: والله رأيت يزيد بن معاوية يترك الصلاة مسكراً...
ويتبدّى Ø§Ù„ÙƒÙØ± ÙÙŠ وصÙÙ‡ للخمر ÙÙŠ الأبيات الآتية :
شميسة كرم برجها قعردنّÙها = ومشرقها الساقي ومغربها Ùمي
اذا اÙنزلت من دنّÙها ÙÙŠ زجاجة = ØÙƒØª Ù†ÙØ±Ø§Ù‹ بين Ø§Ù„ØØ·ÙŠÙ… وزمزمÙ
ÙØ¥Ù† ØÙŽØ±Ùمَتْ يوماً على دين Ø£ØÙ…د = ÙØ®Ø°Ù‡Ø§ على دين Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ø¨Ù† مريمÙ
وعنه قال المسعودي : وكان يزيد ØµØ§ØØ¨ طرب ÙˆØ¬ÙˆØ§Ø±Ø ÙˆÙƒÙ„Ø§Ø¨ وقرود ÙˆÙهود ومنادمة على الشراب ØŒ وجلس ذات يوم على شرابه وعن يمينه ابن زياد وذلك بعد قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ ÙØ£Ù‚بل على ساقيه Ùقال :
إسقني شربةً ØªÙØ±ÙˆÙ‘ÙŠ Ù…ÙØ´Ø§Ø´ÙŠ = ثم Ù…Ùلْ ÙØ§Ø³Ù‚٠مثلها ابن زيادÙ
ØµØ§ØØ¨ السرّ والأمانة عندي = ولتسديد مغنمي وجهادي
ثم أمر المغنّين ÙØºÙ†Ù‘وا، وغلب على Ø£ØµØØ§Ø¨ يزيد وعمّاله ما كان ÙŠÙØ¹Ù„Ù‡ من Ø§Ù„ÙØ³ÙˆÙ‚ØŒ ÙˆÙÙŠ أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة، واستعملت الملاهي وأظهر الناس شرب الشراب.
ويؤكّد ÙÙŠ مكان آخر : وكان يسمّى يزيد السكران الخمّير.
وكان ليزيد جماعة من الندماء الخليعين والماجنين يقضي معهم لياليه الØÙ…راء بين الشراب والغناء (ÙˆÙÙŠ طليعة ندمائه الأخطل الشاعر المسيØÙŠ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠØ¹ØŒ Ùكانا يشربان ويسمعان الغناء، وإذا أراد Ø§Ù„Ø³ÙØ± ØµØØ¨Ù‡ معه، ولمّا هلك يزيد وآل أمر Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© إلى عبد الملك بن مروان قرّبه، Ùكان يدخل عليه بغير استئذان، وعليه جبّة خزّ، ÙˆÙÙŠ عنقه سلسلة ذهب، والخمر يقطر من Ù„ØÙŠØªÙ‡).
إن مطالعة الØÙŠØ§Ø© الماجنة ليزيد ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© أبيه تكÙÙŠ Ù„Ùهم دليل امتناع عامة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© والتابعين من الرضوخ لبيعة يزيد Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© .
إنّ نوايا يزيد ونزعاته Ø§Ù„Ù…Ù†ØØ±ÙØ© قد تجلّت بشكل ÙˆØ§Ø¶Ø Ø®Ù„Ø§Ù„ ÙØªØ±Ø© ØÙƒÙ…Ù‡ القصيرة ØŒ ØØªÙ‰ أنّه لم يبال بإظهار ما كان يضمره من ØÙ‚د للرسول(صلَّى الله عليه وآله) وما كان ينطوي عليه من Ø¥Ù„ØØ§Ø¯ برسالته (صلَّى الله عليه وآله) بعد أن دنّس يديه بقتل سبط الرسول ÙˆØ±ÙŠØØ§Ù†ØªÙ‡ أبي عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وهو متسلّط Ù€ بالقهر Ù€ على رقاب المسلمين باسم الرسول الأعظم (صلَّى الله عليه وآله) .
Ø¥Ù„ØØ§Ø¯ يزيد ÙˆØÙ‚ده على رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) :
لقد أترعت Ù†ÙØ³ يزيد بالØÙ‚د على الرسول(صلَّى الله عليه وآله) والبغض له، لأنّه وتره بأسرته يوم بدر، ولمّا أباد العترة الطاهرة جلس على أريكة الملك جذلان مسروراً، Ùقد استوÙÙ‰ ثأره من النبي(صلَّى الله عليه وآله) وتمنّى ØØ¶ÙˆØ± أشياخه ليروا كي٠أخذ بثأرهم، وجعل يترنّم بأبيات عبد الله بن الزبعرى :
ليت أشياخي ببدر شهدوا = جزع الخزرج من وقع الأسلْ
لأهلّوا واستهلّوا ÙØ±ØØ§Ù‹ = ثم قالوا يا يزيد لا تشلْ
قد قتلنا القرم من أشياخهم = وعدلناه ببدر ÙØ§Ø¹ØªØ¯Ù„Ù’
لعبت هاشم بالملك Ùلا = خبر جاء ولا ÙˆØÙŠ Ù†Ø²Ù„Ù’
لست من خند٠إن لم أنتقم = من بني Ø£ØÙ…د ما كان ÙØ¹Ù„Ù’
بل إنّ يزيداً جاهر Ø¨Ø¥Ù„ØØ§Ø¯Ù‡ ÙˆÙƒÙØ±Ù‡ عندما ØªØØ±Ù‘Ùƒ عبد الله بن الزبير ضدّه ÙÙŠ مكة، Ùقد وجّه جيشاً لإجهاض ØªØØ±Ù‘Ùƒ ابن الزبير وزوّده برسالة إليه، ورد Ùيها البيت الآتي :
ادع إلهك ÙÙŠ السماء ÙØ¥Ù†Ù‘ني = أدعو عليك رجال عك وأشعرا
جرائم ØÙƒÙ… يزيد :
ذكر المؤرّخون أنّ يزيد ارتكب خلال ÙØªØ±Ø© ØÙƒÙ…Ù‡ القصيرة التي لم تتجاوز ثلاث سنين ÙˆÙ†ØµÙØŒ ثلاث جرائم مروّعة لم يشهد لها التأريخ نظيراً، بØÙŠØ« لم تسوّد تأريخ الأمويين إلى الأبد ÙØØ³Ø¨; وإنّما شوّهت تأريخ العالم الإسلامي كذلك، ومن هذه الجرائم :
1 Ù€ انتهاك ØØ±Ù…Ø© أهل بيت الوØÙŠ Ø¨Ù‚ØªÙ„ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† السبط(عليه السلام) ومن معه من أسرته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وسبي نسائه ÙˆØ£Ø·ÙØ§Ù„Ù‡ وعرضهم على الجماهير من بلد إلى بلد سنة (61 هـ ) وهم ذرية رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) وملايين المسلمين تقدّسهم وتذكر Ùيهم الرسول(صلَّى الله عليه وآله) وكلّ ما ÙÙŠ الإسلام من ØÙ‚Ù‘ وخير.
2 Ù€ إقدامه بعد ملØÙ…Ø© عاشوراء على انتهاك ØØ±Ù…Ø© مدينة الرسول(صلَّى الله عليه وآله) وقتل أهلها ÙˆØ¥Ø¨Ø§ØØ© أعراضهم لجيش الشام، لأنّهم استعظموا قتل الإمام
Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وأنكروه عليه.
3 Ù€ إقدامه على ØØµØ§Ø± مكّة وتدمير الكعبة وقتل آلا٠الأبرياء ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±Ù… الذي جعله الله ØØ±Ø§Ù…اً وآمناً.
السرّ الكامن وراء نزعات يزيد الشرّيرة :
Ø±Ø¬Ù‘Ø Ø¨Ø¹Ø¶ المؤرّخين أنّ بعض نساطرة النصارى تولّى تربية يزيد وتعليمه ØŒ Ùنشأ نشأةً سيّئة ممزوجةً بخشونة البادية ÙˆØ¬ÙØ§Ø¡ الطبع ØŒ وقالوا : إنّه كان من آثار تربيته المسيØÙŠØ© أنّه كان يقرّب المسيØÙŠÙŠÙ† ويكثر منهم ÙÙŠ بطانته الخاصة ØŒ وبلغ من اطمئنانه إليهم أن عهد بتربية ولده إلى مسيØÙŠ ØŒ كما اتّÙÙ‚ على ذلك المؤرّخون.
ولا يمكن أن تعلّل هذه الصلة الوثيقة وتعلّقه الشديد بالأخطل وغيره إلاّ بتربيته ذات الصبغة المسيØÙŠØ©. هكذا ØØ§ÙˆÙ„ بعض المؤرّخين والكتّاب أن يعلّل استهتار يزيد بالإسلام ومقدّساته ÙˆØØ±Ù…اته.
وهذا التعليل يمكن أن يكون له ما يسوّغه لو كانت Ù„ØÙŠØ§Ø© البادية وللتربية المسيØÙŠØ© تلك الصبغة الشاذّة التي برزت ÙÙŠ سلوك يزيد من مطلع شبابه إلى أن Ø£ØµØ¨Ø ÙˆÙ„ÙŠÙ‘Ø§Ù‹ لعهد أبيه ÙˆØØ§ÙƒÙ…اً من بعده.
ÙÙŠ ØÙŠÙ† أن العرب ÙÙŠ ØØ§Ø¶Ø±ØªÙ‡Ù… وباديتهم كانت لهم عادات وأعرا٠كريمة قد أقرّها الإسلام ÙƒØ§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ ÙˆØØ³Ù† الجوار والكرم والنجدة وصون الأعراض وغير ذلك ممّا ØªØØ¯Ù‘Ø« به التأريخ عنهم، ولم يعر٠عن يزيد شيء من ذلك، كما وأنّ التأريخ لم ÙŠØØ¯Ù‘Ø« عنهم بأنّهم استØÙ„ّوا Ù†ÙƒØ§Ø Ø§Ù„Ø£Ø®ÙˆØ§Øª والعمّات كما ØØ¯Ù‘Ø« التأريخ عنه. والذين ولدوا ÙÙŠ البادية على النصرانية طيلة ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù… قبل Ø§Ù„ÙØªØ الإسلامي وعاشوا ÙÙŠ ظلّ أعراÙها وعاداتها ØÙŠÙ†Ù…ا دخلوا ÙÙŠ الإسلام تغلّبوا على كلّ ما اعتادوه وألÙوه عن الآباء والأجداد.
Ùلابدّ إذن من القول بأنّ لذلك Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù الشديد والوبيء ÙÙŠ شخصية يزيد وسلوكه سبباً وراء التربية ÙˆØ§Ù„ØØ¶Ø§Ù†Ø© المسيØÙŠØ©.
إلى هنا نكون قد وقÙنا على صورة ÙˆØ§Ø¶ØØ© عن واقع شخصية يزيد Ø§Ù„Ù…Ù†ØØ±ÙØ© عن خطّ الإسلام Ø§Ù†ØØ±Ø§Ùاً لا يسوغ لأيّ مسلم الانقياد لها والسكوت عليها ما دام الإسلام يمنع الإباØÙŠØ© ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ù‚ ويدعو إلى العدل والتقوى، ÙˆÙŠØØ§ÙˆÙ„ تØÙ‚يق مجتمع عامر بالتقوى، ويريد للمسلمين قيادة ØªØØ±Øµ على تØÙ‚يق أهدا٠الإسلام Ø§Ù„Ù…ÙØ«Ù„Ù‰.
ومن هنا كان علينا أن نطالع بدقّة كل مواق٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) باعتباره القائد الرسالي Ø§Ù„ØØ±ÙŠØµ على Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø±Ø³Ø§Ù„Ø© والأمة الإسلامية وندرس تخطيطه الرسالي للوقو٠أمام Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù الهائل الذي كان يمتدّ بسرعة ÙÙŠ أعماق المجتمع الإسلامي آنذاك.