لماذا امتنع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) من البيعة ليزيد بن معاوية ØŸ
قوله تعالى : {Ø¥Ùنَّ الَّذÙينَ ÙŠÙØ¨ÙŽØ§ÙŠÙعÙونَكَ Ø¥Ùنَّمَا ÙŠÙØ¨ÙŽØ§ÙŠÙعÙونَ اللَّهَ يَد٠اللَّه٠Ùَوْقَ أَيْدÙيهÙمْ Ùَمَنْ نَكَثَ ÙÙŽØ¥Ùنَّمَا ÙŠÙŽÙ†Ù’ÙƒÙØ«Ù عَلَى Ù†ÙŽÙْسÙه٠وَمَنْ أَوْÙÙŽÙ‰ بÙمَا عَاهَدَ عَلَيْه٠اللَّهَ ÙÙŽØ³ÙŽÙŠÙØ¤Ù’تÙيه٠أَجْرًا عَظÙيمًا} [Ø§Ù„ÙØªØ: 10].
البيعة لغة : من البيع ضد الشراء . ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„Ø§ØµØ·Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø±ÙÙŠ : إعطاء المØÙƒÙˆÙ…ين ثقتهم Ù„Ù„ØØ§ÙƒÙ… وانتخابهم له , وقبولهم به ØØ§ÙƒÙ…اً وأميراً .
ÙˆÙÙŠ الشرع ومنطوق الآية الكريمة : عبارة عن معاهدة وميثاق مع الله تعالى يوقّعها المسلم بواسطة النبي (صلّى الله عليه وآله) أو نائبه الشرعي Ø› معاهدة وعقد وميثاق على الطاعة والانقياد والعبودية الكاملة ÙÙŠ كلّ ما يأمر به وينهى عنه على لسان أنبيائه ÙˆØØ¬Ø¬Ù‡ .
ومرجع هذا المعنى إلى المعنى اللغوي السابق أي البيع ضد الشراء ÙØ§Ù„بيعة تعني : بيع الإنسان Ù†ÙØ³Ù‡ لله تعالى على ØØ¯Ù‘ قوله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ : {Ø¥Ùنَّ اللَّهَ اشْتَرَى Ù…ÙÙ†ÙŽ Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ أَنْÙÙØ³ÙŽÙ‡Ùمْ وَأَمْوَالَهÙمْ Ø¨ÙØ£ÙŽÙ†Ù‘ÙŽ Ù„ÙŽÙ‡Ùم٠الْجَنَّةَ} [التوبة: 111] .
ÙØ§Ù„مبايع للنبي (صلّى الله عليه وآله) أو نائبه يعني سلّم Ù†ÙØ³Ù‡ وإرادته بيد المبايع له مقابل قيام الأخير بأداء واجبه تجاهه Ø› Ù…Ùنْ تبليغ وإرشاد وتنظيم على أكمل وجه . وكلّ إخلال أو تقصير بلوازم هذه البيعة وهذا الميثاق من الطرÙين يعدّ خيانة لله تعالى كما أنّ تنÙيذ مقرّراتها والالتزام بشروطها يؤتي الأجر العظيم ÙÙŠ الدنيا والآخرة .
وعليه Ùيجب على المبايع أنْ لا يمدّ يد البيعة إلاّ بعد التØÙ‚ّق والتأكّد Ø› ØØªÙ‘Ù‰ يعر٠إلى مَنْ يمدّ يده وممّنْ يبيع Ù†ÙØ³Ù‡ ولمَنْ يسلّم مقدراته ومقدّرات اÙمّته ومجتمعه Ø› لله تعالى أمْ للشيطان للØÙ‚Ù‘ أمْ للباطل للعدل أمْ للجور Ù„Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ والصدق أمْ للخيانة والكذب .
إنّ البيعة ÙÙŠ عصرنا Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø± عبارة عن الانتخاب أو قريبة منه Ùكلّ صوت ÙŠÙØ¹Ø·Ù‰ Ù„Ù„Ù…Ø±Ø´Ø Ù„Ù„Ø±Ø¦Ø§Ø³Ø© أو النيابة هو بمثابة البيعة معه ÙØ¥Ø°Ø§ كان Ø§Ù„Ù…Ø±Ø´Ù‘Ø Ø´ÙŠØ·Ø§Ù†Ø§Ù‹ Ù…Ùنْ شياطين الإنس يكون مثله مثل شيطان الجنّ إبليس {Ø¥ÙØ°Ù’ قَالَ Ù„ÙلْإÙنْسَان٠اكْÙÙØ±Ù’ Ùَلَمَّا ÙƒÙŽÙَرَ قَالَ Ø¥ÙنّÙÙŠ بَرÙيءٌ Ù…Ùنْكَ} [Ø§Ù„ØØ´Ø±: 16].
والخلاصة : إنّ البيعة ÙÙŠ الدنيا على قسمين : بيعة ØÙ‚Ù‘ وهداية أو بيعة باطل وضلال Ø› لأنّ هناك شروطاً ÙˆØµÙØ§Øª يجب أنْ تتوÙّر ÙÙŠ المبايع له ØØªÙ‘Ù‰ تكون البيعة بيعة ØÙ‚ وهداية . وقد لخص تلك الشروط ÙˆØ§Ù„ØµÙØ§Øª الإمام علي (عليه السّلام) ÙÙŠ خطبة له Ù…Ùنْ نهج البلاغة Ùقال : وَقَد عَلÙمتÙÙ… أَنَّه٠لا يَنبَغÙÙŠ Ø£ÙŽÙ† ÙŠÙŽÙƒÙونَ الوَالÙÙŠ عَلَى الÙÙØ±Ùوج٠وَالدّÙمَاء٠وَالمَغَانÙم٠وَالأَØÙƒÙŽØ§Ù…Ù , ÙˆÙŽØ¥ÙÙ…ÙŽØ§Ù…ÙŽØ©Ù Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù„ÙÙ…Ùينَ البَخÙيل٠؛ ÙَتَكÙونَ ÙÙÙŠ أَموَالÙÙ‡Ùمْ نَهمَتÙÙ‡Ù , وَلا الجَاهÙÙ„Ù ÙÙŽÙŠÙØ¶ÙلَّهÙمْ Ø¨ÙØ¬ÙŽÙ‡Ù’Ù„Ùه٠وَلا الجَاÙÙÙŠ ÙَيَقْطَعَهÙمْ Ø¨ÙØ¬ÙŽÙَائÙه٠وَلا الØÙŽØ§Ø¦ÙÙÙ Ù„ÙلدّÙÙˆÙŽÙ„Ù ÙÙŽÙŠÙŽØªÙ‘ÙŽØ®ÙØ°ÙŽ Ù‚ÙŽÙˆÙ…Ø§Ù‹ دÙونَ قَوم وَلا Ø§Ù„Ù…ÙØ±ØªÙŽØ´ÙÙŠ ÙÙÙŠ الØÙكم٠Ùَيَذهَبَ Ø¨ÙØ§Ù„ØÙÙ‚Ùوق٠وَيَقÙÙÙŽ بÙهَا دÙونَ Ø§Ù„Ù…ÙŽÙ‚ÙŽØ§Ø·ÙØ¹Ù وَلا Ø§Ù„Ù…ÙØ¹ÙŽØ·Ù‘ÙÙ„Ù Ù„ÙلسّÙنَّة٠ÙÙŽÙŠÙهْلÙÙƒÙŽ الأÙمَّةَ .
وعلى ضوء كلّ ما ذÙكر يظهر جلياً الجواب الكاÙÙŠ عن السؤال القائل : لماذا لمْ يبايع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) يزيد بن معاوية ØŸ
ÙˆØØ§ØµÙ„ الجواب هو : أنّ يزيد لمْ يكن أهلاً لأنْ ÙŠÙØ¨Ø§ÙŠÙŽØ¹ Ù…Ùنْ قبل أي مسلم كان ÙØ¶Ù„اً عن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) المسلم الأول ÙÙŠ عصره وسيد شباب أهل الجنة . بل إنّ يزيد لمْ يكن مسلماً بالمرّة Ùكي٠يبايع بإمرة المؤمنين ÙˆØ®Ù„ÙŠÙØ© على المسلمين ØŸ! ÙØ¥Ù†Ù‘ ÙƒÙØ± يزيد وزندقته ÙˆØ¥Ù„ØØ§Ø¯Ù‡ واستهتاره بكلّ القيم والمقدّسات أشهر من الشمس ÙÙŠ رابعة النهار .
ولقد أجمع المؤرخون وأهل السيرة على أنّ يزيد بن معاوية كان ÙØ§Ø³Ù‚اً ÙØ§Ø¬Ø±Ø§Ù‹ خمّاراً سكّيراً يضرب بالطنبور ويلعب بالÙهود والقرود ÙØ±Ø¶Ù‡ أبوه معاوية Ø®Ù„ÙŠÙØ© على المسلمين بقوّة السي٠مع علمه Ø¨ÙØ³Ø§Ø¯Ù‡ ØÙŠØ« كان يقول : لولا هواي ÙÙŠ يزيد لأبصرت رشدي .
واليك ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª بعض الخبراء بيزيد من الأولين والآخرين .
مَنْ هو يزيد بن معاوية ؟
ولنبدأ بكلمة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ù†ÙØ³Ù‡ عن يزيد التي قالها Ø¨Ù…ØØ¶Ø± واليه على المدينة الوليد بن عتبة ÙˆØ¨Ù…ØØ¶Ø± قريبه مروان بن الØÙƒÙ… Ùلمْ ينكر عليه Ø£ØØ¯ منهما Ùقال (عليه السّلام) : . . . ويزيد رجل ÙØ§Ø³Ù‚ ÙØ§Ø¬Ø± شارب للخمر قاتل Ù„Ù„Ù†ÙØ³ Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù…Ø© معلن Ø¨Ø§Ù„ÙØ³Ù‚ ÙˆØ§Ù„ÙØ¬ÙˆØ± ومثلي لا ÙŠÙØ¨Ø§ÙŠØ¹ مثله . وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون وعلى الإسلام السّلام أنْ قد بÙليت الاÙمّة براع مثل يزيد بن معاوية .
آراء٠العلماء الأقدمين والمعاصرين ÙÙŠ يزيد :
وهذا عبد الله بن ØÙ†Ø¸Ù„Ø© غسيل الملائكة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨ÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ù„ÙŠÙ„ ورئيس ÙˆÙØ¯ أهل المدينة إلى الشام بعد قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ùلمّا عاد إلى المدينة جمع الناس ÙÙŠ مسجد الرسول (صلّى الله عليه وآله) وقال : أيّها الناس قد جئناكم Ù…Ùنْ عند رجل يترك الصلاة ويشرب المسكرات ÙˆÙŠÙ†ÙƒØ Ø§Ù„Ø§Ùمهات والأخوات ويلعب بالقرود والكلاب وإذا لمْ ØªÙØ®Ù„ع بيعته أخشى أنْ Ù†Ù‚Ø°Ù Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© من السماء .
وهذا Ø§Ù„ØØ³Ù† البصري العالم والنابغة المعرو٠بزهده وعلمه قال ÙÙŠ معرض بيان جرائم معاوية العظيمة الموبقة التي لخّصها ÙÙŠ أربعة وهي : اغتصابه Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ثمّ Ø§Ø³ØªÙ„ØØ§Ù‚Ù‡ زياد بن سميّه بأبيه أبي سÙيان ثمّ قتله Ù„ØØ¬Ø± بن عدي الكندي ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وأخيراً ÙØ±Ø¶Ù‡ لابنه يزيد الخمّير السكّير Ø®Ù„ÙŠÙØ© على المسلمين بعده .
ويشارك اللاØÙ‚ون من العلماء مَنْ سبقهم ÙÙŠ الرأي ÙÙŠ يزيد Ùهذا مثلاً العالم والÙيلسو٠الشهير ابن خلدون يدّعي الإجماع على ÙØ³Ù‚ يزيد ÙˆÙØ¬ÙˆØ±Ù‡ Ù…Ùنْ قبل ÙƒØ§ÙØ© علماء المسلمين ثمّ هذا الÙيلسو٠الآخر Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙ Ø¨Ø§Ù„ØªÙØªØ§Ø²Ø§Ù†ÙŠ ÙŠØÙƒÙ… بجواز لعن يزيد ولعن أتباعه Ùيقول بالنص ÙÙŠ كتابه Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ø¹Ù‚Ø§Ø¦Ø¯ : الØÙ‚Ù‘ أنّ رضا يزيد بقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) واستبشاره به وإهانته أهل بيت النبي (صلّى الله عليه وآله) ممّا تواتر معناه ونØÙ† لا نتوق٠ÙÙŠ شأنه بل ÙÙŠ إيمانه لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه .
وقال ابن ØØ²Ù… العالم المعرو٠قال ÙÙŠ رسائله ما نصه : قيام يزيد بن معاوية كان لغرض الدنيا Ùقط Ùلا تأويل له Ùهو بغيّ مجرّد .
وقال Ø§Ù„Ø¬Ø§ØØ¸ Ø¨Ø§Ù„ØØ±Ù : المنكرات التي اقترÙها يزيد Ù…Ùنْ قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØÙ…له بنات رسول الله سبايا وقرعه ثنايا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بالعود ÙˆØ¥Ø®Ø§ÙØªÙ‡ أهل المدينة وهدمه للكعبة Ø§Ù„Ù…Ø´Ø±ÙØ© تدلّ على القسوة والغلظة والنصب والØÙ‚د والبغضاء ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ والخروج عن الإيمان . ÙØ§Ù„ÙØ§Ø³Ù‚ ملعون ومَنْ نهى عن شتم الملعون ملعون .
وهذا القدر Ù…Ùنْ آراء الشخصيات العظام والعلماء الأعلام ÙÙŠ سقوط يزيد عن مستويات الإنسانية ÙˆØ§Ù†ØØ·Ø§Ø·Ù‡ إلى أسÙÙ„ درك الشقاء ÙˆØ§Ù„ÙˆØØ´ÙŠØ© والرذيلة يكÙÙŠ للدلالة على أنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) عمل بما ÙŠÙØ±Ø¶Ù‡ الواجب الإسلامي والإنساني عندما امتنع Ù…Ùنْ إعطاء البيعة ليزيد وأبى أنْ يعتر٠بشرعية Ø®Ù„Ø§ÙØªÙ‡ .
قال Ø§Ù„Ø§ÙØ³ØªØ§Ø° المسيØÙŠ Ø§Ù„ÙƒØ¨ÙŠØ± جورج جرداق ÙÙŠ كتابه (علي وعصره) : نشأ يزيد ÙÙŠ Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ø±Ø© الاÙمويّة التي كانت تنظر إلى الإسلام ÙƒØØ±ÙƒØ© سياسية قامت طلباً للرئاسة والملك والزعامة Ø› بدليل قول زعيم تلك Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ø±Ø© أبو سÙيان بن ØØ±Ø¨ عند دخول الرسول إلى مكّة قال للعباس بن عبد المطلب : لقد Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ù„Ùƒ ابن أخيك عظيماً ! Ùقال له العباس : ويلك يا أبا سÙيان ! إنّها النبوّة . Ùقال : أجل . ولا بدّ لهكذا ØØ±ÙƒØ© أنْ تنتقل Ù…Ùنْ Ø§ÙØ³Ø±Ø© إلى Ø§ÙØ³Ø±Ø© .
واجتمع إلى هذه النشأة جهل وتØÙ„ّل وعدم الشعور بالمسؤوليّة Ø› لذا كانت نتيجته العبث والمجون وهكذا عر٠يزيد بالإدمان على شرب الخمر واللعب بالكلاب والقرود .
وذكر أنّه سابق قرداً ÙØ³Ù‚Ø· عن ÙØ±Ø³Ù‡ سقطة كان Ùيها هلاكه (لعنه الله) وكان يلبس كلابه الكثيرة أساور Ù…Ùنْ ذهب وخلاخل Ù…Ùنْ ÙØ¶Ø© وأثمن أنواع Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ± والدمقس Ùيما كانت السياط Ù…Ùنْ عمّاله تلهب ظهور الÙقراء والكادØÙŠÙ† لجمع الضرائب والخراج والجزية منهم . . . انتهى ما قاله جرداق .
الشعر٠يدين يزيد :
ولا بأس أنْ نستمع إلى بعض ما نظمه الشاعر الكبير Ø§Ù„Ø§ÙØ³ØªØ§Ø° بولس سلامة ÙÙŠ (ملØÙ…Ø© الغدير) عن هذا المخلوق الØÙ‚ير يزيد بن معاوية (لعنه الله) .
قال يخاطب المؤذّن :
راÙـع الـصـوت داعياً للÙÙ„Ø§Ø Ø§Ø®ÙØ¶ الصوتَ ÙÙŠ أذان٠الصباØÙ
وتـرÙّق Ø¨Ù€ØµØ§ØØ¨ العرش مش غـولاً عن الله بـالقيان الملاØÙ
ألــ٠( الله أكـبر) لا تساوي بـيـن كـÙَّـي يزيد نهلة راØÙ
تـتـلظّى ÙÙŠ الكأس شعلة٠خمر مـثـل أجّ اللهيب٠ÙÙŠ المصباØÙ
عـنست Ùـي الدنان٠بكراً Ùلمْ تد نـسْ بـلـثـم Ùˆ لا بماء قراØÙ
إلى أنْ يقول مخاطباً معاوية :
يـا بـن هند أبيت إلاّ يزيدا رايـة لـلـرشاد٠و الإصلاØÙ
أنت رغم العيوب٠كالليل Ø¬Ù†ØØ§ قـطرة ÙÙŠ Ù‡ØªÙˆÙ†Ù‡Ù Ø§Ù„Ø¶ØØ¶Ø§ØÙ
رغـم آثامك الجسام ابن هند أنـت مـنه كريشة ÙÙŠ جناØÙ
وإليك الآن نزراً قليلاً ممّا ØÙظه لنا التاريخ Ù…Ùنْ شعر يزيد Ù†ÙØ³Ù‡ المعلن Ùيه Ø¨Ø§Ù„ÙƒÙØ± ÙˆØ§Ù„Ø¥Ù„ØØ§Ø¯ ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ±Ù‘Ø Ùيه Ø¨ÙØ³Ù‚Ù‡ ÙˆÙØ¬ÙˆØ±Ù‡ واستهتاره بالمقدّسات . من باب : Ù…Ùنْ Ùمك Ø§ÙØ¯ÙŠÙ†Ùƒ .
قالوا : كان يقضي ليله ساهراً على موائد الخمر ÙˆÙÙŠ مجلس الغناء Ùقيل له يوماً Ù€ وقد ØµØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ø¤Ø°Ù† بصلاة Ø§Ù„ØµØ¨Ø : الله أكبر Ù€ : قم يا أمير المؤمنين إلى المسجد لأداء الصلاة . ÙØ£Ù†Ø´Ø¯ يزيد قائلاً :
دع٠الـمـسـاجـدَ للعباد٠تسكنها وقـÙÙ’ على دكّة٠الخمّار٠واسقينا
مـا قـالَ ربّÙÙƒÙŽ ويل للذي شربوا بـلْ قـالَ ربّÙـكَ ويل للمصلّينا
إنّ الذي شربوا ÙÙŠ شربهم طربوا إنّ الـمـصلّينَ لا دنيا Ùˆ لا دينا
وطلع Ø§Ù„ÙØ¬Ø± Ù…Ùنْ ليلة وهو سكران مع الندماء والمغنّين ثمّ طرق سمعه نداء المؤذّن : ØÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ الصلاة Ùقال اللعين :
مـعشرَ الندمان قوموا واسمعوا صوتَ الأغاني
واشـربوا كـأس مدام واتـركوا ذكرَ المعاني
أشغلتني نغمة٠العيدا ن٠عن صوت الأذانÙ
وتعوّضت عن الØÙˆØ±Ù خـمـوراً بـالدنانÙ
وممّا ÙŠÙنسب إليه أيضاً (لعنة الله عليه) قوله :
Ø£Ù‚ÙˆÙ„Ù Ù„ØµØØ¨ ضمت٠الكأس٠شملَهمْ وداعـي صـبابات الـهوى يترنّمÙ
خـذوا بـنصيب Ù…Ùـنْ نعيم Ùˆ لذّة Ùـكلّ وإنْ طـالَ الـبقا يـتصرّمÙ
وقال ÙÙŠ ØÙÙ„ الترØÙŠØ¨ بعبيد الله بن زياد (لعنه الله) قال وهو يخاطب ساقي الخمر :
اسـقني شربةً تروّي ÙØ¤Ø§Ø¯ÙŠ Ø«Ù€Ù…Ù‘ ملْ بعدها إلى ابن زيادÙ
ØµØ§ØØ¨Ù السرّ٠والأمانة٠عندي ولـتـسديد٠مغنمي وجهادي
قاتل٠الخارجي أعني ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‹ ومـبـيـد٠الأعداء ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù‘ادÙ
وعلى هذا Ùهل يوجد ÙÙŠ العالم دين وضمير وقانون ÙŠØ¨ÙŠØ Ù„Ø¥Ù†Ø³Ø§Ù† أنْ يعتر٠بيزيد بن معاوية إماماً لأمّة وقائداً لشعب ÙˆØØ§ÙƒÙ…اً مطلقاً على مجتمع إنساني ÙØ¶Ù„اً عن كونه Ø®Ù„ÙŠÙØ©Ù‹ لرسول الله ونائباً عن خاتم الأنبياء (صلّى الله عليه وآله) ØŸ!
الجواب طبعاً : كلا وأل٠كلا . . . ومع غض النظر عمّا تقدّم نتساءل : هل كان Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) يسلم على ØÙŠØ§ØªÙ‡ Ù…Ùنْ يزيد لو بايعه وصالØÙ‡ ØŸ!
الجواب : كلا Ø› بدليل أنّ Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) بايع لمعاوية ولمْ يسلم .
ولله درّ القائل :
بأبي Ø§Ø¨Ù†Ù ÙØ§Ø·Ù…Ø© والسيÙÙ ÙÙŠ يده٠أنّ ابنَ ميسونَ جهراً يعبد الوثنا
وقال الآخر مخاطبا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) :
وتـرÙّـعت يدÙÙƒÙŽ الكريمة٠عن يد لـمْ تـتّـخذ غيرَ الجريمة٠مأربا
Ø´Ùـلّـت يـد ترضى ببيعة٠ظالم طـاغ وتخشى أنْ تثورَ وتغضبا
Ùـالموت Ùـي ظلّ٠الكرامة٠منهل عـذب ومَـيت مَنْ يعيش معذّبا
يا صارمَ الØÙ‚Ù‘ Ø§Ù„ØµØ±ÙŠØ ØªØ¯Ø§Ø±Ùƒ ال دنـيا Ùـسيل البغي قد بلغ Ø§Ù„Ø²Ù‘ÙØ¨Ø§
بك نستعين٠على الطغاة٠و نزدري بـالـنـائـبات٠و نستعيد٠تصلّبا
ونـقـود٠ركـب الØÙ‚Ù‘ لاستقلاله ØÙ€ØªÙ€Ù…اً وإنْ تكن المشانق٠مركبا
لماذا لمْ ÙŠÙØ¹Ù„ Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) مثل ما ÙØ¹Ù„ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŸ
إنّ ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) تثير التساؤل غالباً ØÙˆÙ„ ما ÙØ¹Ù„Ù‡ أخوه Ø§Ù„ØØ³Ù†(عليه السّلام) Ù…Ùنْ قبل مع طاغية زمانه معاوية بن أبي سÙيان من Ø§Ù„ØµÙ„Ø ÙˆØ§Ù„Ù…Ù‡Ø§Ø¯Ù†Ø© والبيعة له مع العلم أنّ كلاً منهما (عليهما السّلام) إمام معصوم من الخطأ والمعصية ÙØ¥Ø°Ø§ كانت الØÙƒÙ…Ø© ÙˆØ§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© Ùيما ÙØ¹Ù„Ù‡ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ùلماذا لمْ ÙŠÙØ¹Ù„ Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) مثله ØŸ وإذا كانت الØÙƒÙ…Ø© ÙˆØ§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© Ùيما ÙØ¹Ù„Ù‡ Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) , Ùلماذا لمْ ÙŠÙØ¹Ù„ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) مثل ÙØ¹Ù„Ù‡ ØŸ
والجواب : هو أنّ كلا Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ين والسيرتين ØÙƒÙ…Ø© ÙˆÙ…ØµÙ„ØØ© ÙˆØÙ‚Ù‘ وصواب ولكنّ Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© والØÙ‚Ù‘ والØÙƒÙ…Ø© تختل٠صورها ومواردها باختلا٠الأØÙˆØ§Ù„ والظرو٠والأشخاص .
وأهم تلك الÙوارق بين Ø§Ù„ØØ§Ù„ين هو : أنّ ÙØ³Ø§Ø¯ الØÙƒÙ… الاÙموي وتذمّر الرأي العام منه ÙÙŠ عصر Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) كان بعد لمْ يبلغ من الاشتهار والشدّة إلى المستوى الذي بلغ إليه ÙÙŠ عصر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø› وعليه ÙØªØ¶ØÙŠØ© Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ وأهل بيته ØÙŠÙ†Ø¦Ø° ما كانت تÙÙØ³Ù‘ر لدى الرأي العام بأنّها ثورة ضد Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ والظلم أو إنّها تضØÙŠØ© ÙÙŠ سبيل الدين ÙˆØ§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© العامة كما ÙÙØ³Ø±Øª تضØÙŠØ© Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بل كانت تضØÙŠØ© Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) ÙÙŠ ذلك الوقت ØªÙØ³Ù‘ر غالباً بأنّها صراع على السلطة ÙˆØªÙ†Ø§ÙØ³ وتزاØÙ… وتنازع ØÙˆÙ„ الملك ÙˆØ§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© . وكانت النتيجة ØÙŠÙ†Ø¦Ø° ÙØ´Ù„ قدسية الثورة وعقم تلك التضØÙŠØ© ÙˆØ§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© العدو منها أكبر ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© دعائية Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ وضد أهل البيت (عليهم السّلام) .
والنتيجة الأسوأ Ù…Ùنْ ذلك هو ÙØ±Ø§Øº الجوّ٠وخلو الميدان لمعاوية ولآل أبي سÙيان Ùيطلقون أيديهم هدماً ÙˆØªØØ·ÙŠÙ…اً لكلّ ما تبقّى Ù…Ùنْ Ø§ÙØµÙˆÙ„ الإسلام وأركانه ØªØØª ستار كثي٠من الدجل والتضليل والخداع .
Ùهل ترى بعد كلّ هذا ØÙƒÙ…Ø© ÙˆÙ…ØµÙ„ØØ© للإسلام والمسلمين ÙÙŠ تلك التضØÙŠØ© لو قام بها Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) ØŸ! أجل إنّ السنوات العشرين التي استولى Ùيها معاوية على مقاليد الملك والسلطة المطلقة بعد أمير المؤمنين (عليه السّلام) وبعد ØµÙ„Ø Ø§Ù„ØØ³Ù† , هي التي ملأ Ùيها معاوية وبطانته وأقاربه العالم الإسلامي بالظلم ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ والدمار والخراب وهتك المقدّسات وانتهاك Ø§Ù„ØØ±Ù…ات تماماً كما تنبأ به Ù…Ùنْ قبل رسول الله ØÙŠØ« قال ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« المشهور المتواتر عنه (صلّى الله عليه وآله) : رأيت بني اÙميّة ÙÙŠ المنام ينزون على منبري نزو القردة ويضربون وجوه الناس Ùيردّونهم القهقرى . ÙØ£Ù†Ø²Ù„ الله Ùيهم : {وَمَا جَعَلْنَا Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ¤Ù’يَا الَّتÙÙŠ أَرَيْنَاكَ Ø¥Ùلَّا ÙÙØªÙ’نَةً Ù„Ùلنَّاس٠وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعÙونَةَ ÙÙÙŠ Ø§Ù„Ù’Ù‚ÙØ±Ù’Ø¢Ù†Ù ÙˆÙŽÙ†ÙØ®ÙŽÙˆÙ‘ÙÙÙÙ‡Ùمْ Ùَمَا يَزÙيدÙÙ‡Ùمْ Ø¥Ùلَّا Ø·ÙØºÙ’يَانًا كَبÙيرًا} [الإسراء: 60] .
وعنه (صلّى الله عليه وآله) قال : لكلّ شيء Ø¢ÙØ© ÙˆØ¢ÙØ© هذا الدين بنو اÙميّة .
وروى مسلم ÙÙŠ صØÙŠØÙ‡ عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ØØ¯ÙŠØ«Ø§Ù‹ ØÙˆÙ„ بني اÙميّة جاء Ùيه : هلاك اÙمّتي على يد هذا الØÙŠ Ù…Ùنْ بني اÙميّة .
وقال أيضاً (صلّى الله عليه وآله) : لو لمْ يبقَ Ù…Ùنْ بني اÙميّة إلاّ عجوز درداء لبغت دين الله عوجاً . رواه ØµØ§ØØ¨ كتاب ØµÙ„Ø Ø§Ù„ØØ³Ù† / 45 .
وروى البخاري ÙÙŠ صØÙŠØÙ‡ عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أيضاً أنّه قال : هلاك اÙمّتي على يد Ø£ÙØºÙŠÙ„مة سÙهاء . ÙØ³Ù‘رها ببني اÙميّة .
وذكر ابن ØØ¬Ø± عن Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… قال : كان أبغض الأØÙŠØ§Ø¡ إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بنو اÙميّة .
ومن المÙيد أنْ نشير هنا إلى ما ØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ù‡ الكتّاب المعاصرين والسابقين ومنهم Ø§Ù„Ø§ÙØ³ØªØ§Ø° عباس Ù…ØÙ…ود العقاد ÙÙŠ كتابه (أبو الشهداء) Ù…Ùنْ أنّ بني اÙميّة ليسوا Ù…Ùنْ قريش بل ولا من العرب أصلاً Ø› وذلك لأنّ اÙميّة لمْ يكن ابناً صلبيّاً لعبد شمس بل كان غلاماً روميّاً تبنّاه عبد شمس على سنّة التبني ÙÙŠ الجاهليّة ÙØ¹Ø±Ù به وسمّي اÙميّة بن عبد شمس .
ونعود إلى Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« الرسول (صلّى الله عليه وآله) ÙÙŠ تلك Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ø±Ø© المشؤومة Ùنقرأ منها هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« المتواتر وهو قوله (صلّى الله عليه وآله) : إذا بلغ آل أبي العاص ثلاثين رجلاً اتّخذوا مال الله دولاً ودينه دغلاً وعباده خولاً .
ونكتÙÙŠ بهذا القدر من Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« النبويّة وننتقل إلى أقوال الكتاب الناطق والإمام الصادق علي (عليه السّلام) ÙÙŠ نهج البلاغة ØÙŠØ« يقول ÙÙŠ خطبة له ÙÙŠ الملاØÙ… : أَلا ÙˆÙŽØ¥Ùنَّ أَخْوَÙÙŽ الْÙÙØªÙŽÙ†Ù عÙنْدÙÙŠ عَلَيْكÙمْ ÙÙØªÙ’نَة٠بَنÙÙŠ Ø£Ùمَيَّةَ Ø› ÙÙŽØ¥Ùنَّهَا ÙÙØªÙ’Ù†ÙŽØ© Ø¹ÙŽÙ…Ù’ÙŠÙŽØ§Ø¡Ù Ù…ÙØ¸Ù’Ù„ÙÙ…ÙŽØ© عَمَّتْ Ø®ÙØ·Ù‘َتÙهَا وَخَصَّتْ بَلÙيَّتÙهَا وَأَصَابَ البَلاء٠مَنْ أَبْصَرَ ÙÙيهَا وَأَخْطَأَ الْبَلاء٠مَنْ عَمÙÙŠÙŽ عَنْهَا . ÙˆÙŽØ§ÙŠÙ’Ù…Ù Ø§Ù„Ù„Ù‘ÙŽÙ‡Ù Ù„ÙŽØªÙŽØ¬ÙØ¯Ùنَّ بَنÙÙŠ Ø£Ùمَيَّةَ Ù„ÙŽÙƒÙمْ أَرْبَابَ سÙوء بَعْدÙÙŠ كَالنَّاب٠الضَّرÙوس٠تَعْذÙم٠بÙÙÙيهَا ÙˆÙŽØªÙŽØ®Ù’Ø¨ÙØ·Ù بÙيَدÙهَا وَتَزْبÙÙ†Ù Ø¨ÙØ±ÙجْلÙهَا وَتَمْنَع٠دَرَّهَا .
لا يَزَالÙونَ بÙÙƒÙمْ ØÙŽØªÙ‘ÙŽÙ‰ لا يَتْرÙÙƒÙوا Ù…ÙنْكÙمْ Ø¥Ùلاّ نَاÙÙØ¹Ø§Ù‹ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ أَوْ غَيْرَ Ø¶ÙŽØ§Ø¦ÙØ± بÙÙ‡Ùمْ , وَلا يَزَال٠بَلاؤÙÙ‡Ùمْ عَنْكÙمْ ØÙŽØªÙ‘ÙŽÙ‰ لا ÙŠÙŽÙƒÙونَ Ø§Ù†Ù’ØªÙØµÙŽØ§Ø±Ù Ø£ÙŽØÙŽØ¯ÙÙƒÙمْ Ù…ÙنْهÙمْ Ø¥Ùلاّ ÙƒÙŽØ§Ù†Ù’ØªÙØµÙŽØ§Ø±Ù الْعَبْد٠مÙنْ رَبّÙه٠وَالصَّاØÙب٠مÙنْ Ù…ÙØ³Ù’تَصْØÙبÙÙ‡Ù . ØªÙŽØ±ÙØ¯Ù عَلَيْكÙمْ ÙÙØªÙ’نَتÙÙ‡Ùمْ شَوْهَاءَ مَخْشÙيَّةً ÙˆÙŽÙ‚ÙØ·ÙŽØ¹Ø§Ù‹ جَاهÙÙ„Ùيَّةً , لَيْسَ ÙÙيهَا Ù…ÙŽÙ†ÙŽØ§Ø±Ù Ù‡ÙØ¯Ù‹Ù‰ وَلا عَلَم ÙŠÙØ±ÙŽÙ‰ .
والله لا يزالون ØØªÙ‘Ù‰ لا يدَعون لله Ù…ØØ±Ù…اً إلاّ استØÙ„ّوه ولا عقداً إلاّ ØÙ„ّوه ÙˆØØªÙ‘Ù‰ لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلاّ ودخله ظلمهم ونبا به سوء رعيهم ÙˆØØªÙ‘Ù‰ يقوم الباكيان Ø› باك يبكي لدينه وباك يبكي لدنياه . . . .
وذكر السيّد المقرّم (رضي الله عنه) ÙÙŠ (المقتل الكبير) عن كتاب (ضØÙ‰ الإسلام) لأØÙ…د أمين المصري قوله : الØÙ‚Ù‘ إنّ الØÙƒÙ… الاÙموي لمْ يكن ØÙƒÙ…اً إسلامياً يساوى Ùيه بين الناس ÙÙŠ الØÙ‚وق والواجبات ÙˆÙŠÙƒØ§ÙØ£ Ùيه Ø§Ù„Ù…ØØ³Ù† أيّاً كان ويعاقب Ùيه المجرم أيّاَ كان وإنّما كان ØÙƒÙ…اً شعاره التعصّب الممقوت وتسوده النزعة الجاهليّة ومظاهرها لا النزعة الإسلاميّة .
أقول : إنّ تلك الأعوام العشرين التي قبض Ùيها معاوية على مقاليد الØÙƒÙ… بدون رادع ولا مانع هي التي ÙƒØ´ÙØª Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¨ عن مدى ÙØ³Ø§Ø¯ السياسة الاÙمويّة الرعناء وأظهرت للناس عمق العداء والØÙ‚د الذي ÙŠØÙ…له الأمويون ضد الإسلام ونبي الإسلام والمسلمين جميعاً ÙˆÙÙŠ خلال تلك السنوات تيقّظ الرأي العام الإسلامي إلى عظيم أخطار البدع ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ùات التي Ø£ØØ¯Ø«Ù‡Ø§ الأمويون منذ أنْ تسللوا إلى مراكز السلطة والØÙƒÙ… Ø£ÙØ±Ø§Ø¯Ø§Ù‹ وجماعات ابتداء Ù…Ùنْ عهد Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الأول أبي بكر
Ùما بعد ÙˆÙÙŠ أعقاب تلك Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© المظلمة المشؤومة Ù€ ÙØªØ±Ø© سلطان معاوية Ù€ صار Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ المسلم العادي يشعر ÙÙŠ قرارة Ù†ÙØ³Ù‡ وأعماق شعوره Ù†Ùوراً شديداً وكرها مريراً تجاه الجهاز الاÙموي Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… Ø®Ù„ÙŠÙØ© وعمالاً وولاة وبطانة .
Ùكان الشعب المسلم ينظر إليهم كعصابة لصوص وقطّاع طريق وجلادين لا همّ لهم إلاّ نهب الأموال وسلب الØÙ‚وق واغتصاب الأعراض وسÙÙƒ الدماء والتمادي ÙÙŠ المتع الØÙ‚يرة وإشباع الشهوات وغير ذلك ممّا لا يسع المقام وصÙÙ‡ ØØ³Ø¨ ما هو مسطور ÙÙŠ كتب التاريخ والتراجم .
وليس أدلّ على نقمة المسلمين وتذمّرهم Ù…Ùنْ ØÙƒØ§Ù…هم الاÙمويّÙين Ù…Ùنْ هذه الأبيات لشاعر عاش تلك Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© القاسية وهو عبد الله بن همام السلولي ØÙŠØ« يقول :
Ùـإنْ تـأتوا برملَةَ أو بهند Ù†Ùـبـايـعـها أميرةَ مؤمنينا
إذا ما مات ÙƒÙØ³Ø±Ù‰ قام ÙƒÙØ³Ø±Ù‰ نـعـدّ٠ثـلاثـةً Ù…Ùـتناسقينا
Ùـيـا Ù„Ù‡ÙØ§ Ù„ÙŽÙˆÙŽ انّ لـنا اÙÙ†ÙˆÙØ§Ù‹ ولـكـن لا نـعود كما بدينا
إذاً Ù„Ù€Ø¶ÙØ±Ø¨ØªÙ…وا ØØªÙ‘Ù‰ تعودوا بـمكّة تـلعقون بها السَّخينا
خشينا الغيظ ØØªÙ‘Ù‰ لو شربْنا دمـاءَ بـني اÙميّة مـا رÙوينا
لـقد ضـاعت رعيّتÙÙƒÙÙ… وأنتمْ تـصـيدون الأرانب غاÙيلنا
ÙÙÙŠ البيت الأوّل منها يبيّن أنّه قد ضاعت موازين Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© الإسلاميّة ومقاييسها بØÙŠØ« لو جاءتنا رملة أو هند ابنتا معاوية Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØªØ§Ù† بالمجون ÙˆØ§Ù„ÙØ³ÙˆÙ‚ لوجب علينا Ù†ØÙ† المسلمين أنْ نبايعهن Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© عن الرسول (صلّى الله عليه وآله) , والإمرة على المؤمنين Ø› لأنّنا إنْ Ø±ÙØ¶Ù†Ø§ Ù‚ÙØªÙ„نا .
ÙˆÙÙŠ البيت الثاني يقول : إنّ Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© الإسلاميّة تØÙˆÙ‘لت إلى ملك وراثي تماماً كالنظام الملكي عند الأكاسرة ملوك Ø§Ù„ÙØ±Ø³ قبل الإسلام كلّما مات كسرى الأب قام كسرى الابن مقامه . وهنا كذلك مات عثمان كسرى الاÙمويّÙين الأوّل الذي جعل الدولة الإسلاميّة بما Ùيها Ù…Ùنْ خيرات ملكاً خاصاً له ولأسرته الاÙمويّÙين قام كسرى الثاني مقامه وهو معاوية ثمّ مات Ùقام كسرى الثالث مقامه وهو يزيد . ÙØ§Ù„نظام Ù†ÙØ³ النظام مع الاختلا٠ÙÙŠ الأسماء والعناوين Ùقط . . .
وباقي الأبيات ظاهرة المعنى ÙˆØ§Ø¶ØØ© الدلالة على مدى النقمة التي كان يكنّها المجتمع الإسلامي والكبت الذي كان يشعر به Ù…Ùنْ رعونة الØÙƒÙ‘ام واستهتارهم .
ÙØ¬Ø§Ø¡Øª ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) تعبيراً كاملاً عن شعور ذلك الشعب المكبوت وتجسيداً ØÙ‚يقياً لآمال ورغبات تلك الاÙمّة المضطهدة Ùكانت القلوب معها تؤيدها وتبارك خطاها . . . ÙˆØ£ÙØ¹Ø·ÙŠØª ØµÙØ© الثورة Ø§Ù„ØªØØ±Ø±ÙŠØ© المثالية بين جميع الثورات ÙÙŠ العالم .
أمّا ÙÙŠ عصر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وبعد أبيه أمير المؤمنين ØÙŠØ« كان معاوية بعد لمْ يصل إلى Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© العامّة والسلطة العامّة ولمْ يظهر أمام الرأي العام على ØÙ‚يقته Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯Ø© وواقعه الخبيث ÙØ¥Ù†Ù‘ الأمر كان يختل٠عنه ÙÙŠ عصر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ويزيد Ø§Ø®ØªÙ„Ø§ÙØ§Ù‹ كبيراً .
ولذا يجزم الخبراء بأنّ ØµÙ„Ø Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) مهّد الطريق لثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وهيّأ لها الجو والمناخ الملائم لتبرز إلى الوجود كأقدس ثورة إنسانية ÙÙŠ العالم وأظهر مصداق لصراع الØÙ‚Ù‘ ضد الباطل وأعظم جولة ÙÙŠ معركة الخير مع الشرّ ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© البشرية Ù…Ùنْ أولها إلى آخرها .
أجل كلّ هذه الصور المثالية التي اكتسبتها ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) تعود ÙÙŠ جملة ما تعود إليه Ù…Ùنْ عوامل وأسباب إلى ØµÙ„Ø Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) مع معاوية .
وبعد هذا كلّه يمكننا أنْ نقول : بأنّ Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السّلام) كانا واجهتين لرسالة ÙˆØ§ØØ¯Ø© Ø› واجهة التخطيط والتمهيد التي أبرزها Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) بصلØÙ‡ ومسالمته ثمّ واجهة التطبيق والتنÙيذ التي أبرزها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بقيامه ونهضته .
وتضØÙŠØ§Øª Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) ÙÙŠ سبيل أداء سهمه من الرسالة ÙˆØØµØªÙ‡ من المسؤوليّة لمْ تكن قليلة ولا بسيطة بل كانت تضØÙŠØ§Øª شاقّة وغالية كثيراً . إنّها تضØÙŠØ§Øª أعصاب وعواط٠تضØÙŠØ§Øª قلب ÙˆÙكر ÙˆØ±ÙˆØ ÙØµÙ„وات الله وسلامه عليك يا أبا Ù…ØÙ…د بما صبرت ÙˆØ£ØØªØ³Ø¨Øª وأثابك الله أجر الصابرين .
ورØÙ… الله شيخنا الأصÙهاني ØÙŠØ« يقول :
زكــت ثـمار٠العلم بالزكيّ أكـرم بـهـذا الـثمر٠الجنيّ
أعـطـاه جـدّه نبيّ٠الرØÙ…هْ ســـؤدده وعـلـمه ÙˆØÙ„مهْ
يـهـنـيك يا أبا الولاة٠السادهْ وقــادة الـخلق إلى السعادهْ
بـمَنْ تـسامى Ø´Ø±ÙØ§Ù‹ Ùˆ مجدا أخــاً واÙمّــاً وأبـاً وجـدّا
بـشـراك يـا ØÙ‚يقة المثاني بـواØÙ€Ø¯Ù الـدهر بغير ثاني
Ø¨Ù€Ø§Ù„Ù€ØØ³Ù†Ù الـمنطق والبيان ومَـنْ ØÙ€ÙˆÙ‰ بـدايع المعاني
Ù…Ùنْ Ø±Ø´ØØ§Øª Ø¨ØØ± علمه الخضمْ جـرت يـنابيع٠العلوم والØÙƒÙ…Ù’
ÙˆØÙ€Ù„ـمه لـه المقام السامي Ùـي ØÙ„مه ظلّتْ اÙولوا الأØÙ„امÙ
صـبّـره العظيم٠ÙÙŠ الهزاهزْ يـكـاد أنْ يـلØÙ‚ بالمعاجزْ
Ù…Ùـنْ ØÙ€Ù„Ù…Ùه٠أصابه من البلا مـا لا تطيقه السماوات العÙلا
رضـاه Ùـيـما كان لله رضا قـضى على ØÙ‚وقه بما قضى
وسـلـمÙÙ‡Ù Ùـي موقع التسليم٠مÙــنْ Ø±Ø´Ù€ØØ§Øª قلبه٠السليمÙ
لماذا لمْ يقم Ø¨Ø§Ù„Ø³ÙŠÙ Ø£ØØ¯ من الأئمة (عليهم السّلام) بعد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŸ
من الأخطاء التي وقع ويقع Ùيها بعض الناس هو القياس ÙÙŠ سلوك الأنبياء والأوصياء ÙØ¥Ø°Ø§ Ø£ØØ¯ منهم قام بعمل بارز ÙˆØØ³Ø§Ø³ بØÙŠØ« يعجبهم ويتلائم مع رغباتهم وأÙكارهم ÙØÙŠÙ†Ø¦Ø° يتوقّعون من الآخرين أيضاً أنْ ÙŠÙØ¹Ù„وا Ù†ÙØ³ ذلك Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ ويقوموا بمثل ما قام به Ùلان Ø› لأنّه أعجبهم وواÙÙ‚ أهوائهم وعلى هذا الأساس يقولون :
لماذا لمْ يقم Ø£ØØ¯ من الأئمّة بثورة Ù…Ø³Ù„ØØ© بعد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŸ ومÙنْ ثمّ Ø±ÙØ¶ بعض المسلمين إمامة أي إمام لمْ يقم بالسي٠ضد أعدائه . ÙØ§Ù„إمامة عندهم مشروطة بشرط Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ø Ø› ولذا Ùهم يعترÙون بإمامة علي (عليه السّلام) ثمّ Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) ثمّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ثمّ زيد بن علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وابنه ÙŠØÙŠÙ‰ بن زيد وهكذا أمّا زين العابدين ومØÙ…د الباقر ÙˆØ¬Ø¹ÙØ± الصادق (عليهم السّلام) Ùليسوا عندهم من الأئمّة Ø› لأنّهم لمْ يقوموا بالسي٠. وهؤلاء [هم] Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© الزيدية الموجودون بكثرة ÙÙŠ اليمن وغيرها .
والواقع أنّ هؤلاء وأمثالهم يظنّون أنّ Ù…ØµÙ„ØØ© الاÙمّة دائماً تدور مدار استعمال Ø§Ù„Ø³ÙŠÙ ÙˆØ§Ù„ÙƒÙØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ù‘Ø ÙˆØ¬ÙˆØ¯Ø§Ù‹ وعدماً ÙØ§Ù„إمام الذي لا يقوم بهذا Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ø لمْ يخدم Ù…ØµÙ„ØØ© الاÙمّة غاÙلين عن أنّ استعمال السي٠هو علاج اضطراري ومÙنْ باب آخر الدواء الكي .
Ùهذا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مثلاً لمْ يستعمل السي٠إلاّ بعد مضي ثلاثة عشر سنة أو أكثر Ù…Ùنْ بدء الدعوة وبعد أنْ اضطر لاستعماله Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ عن Ø§Ù„Ù†ÙØ³ ÙˆÙÙŠ وجه اÙناس كان موقÙÙ‡ معهم موق٠ØÙŠØ§Ø© أو موت .
وبعده الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) أغمد سيÙÙ‡ خمساً وعشرين سنة وصار
________________________________________
Ø§Ù„ØµÙØØ© (55)
يدعو إلى سبيل الله بالØÙƒÙ…Ø© والموعظة Ø§Ù„ØØ³Ù†Ø© ويجادلهم بالتي هي Ø£ØØ³Ù† وأخيراً اضطر إلى استعمال السي٠ضد اÙناس ÙØ´Ù„ت معهم جميع الوسائل السلمية .
وبعده الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) الذي جرّد السي٠ÙÙŠ بدء الأمر ضد العدو ولكن لمّا ثبت لديه أنّ Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ø السلمي ÙˆØ§Ù„ØØ±Ø¨ الباردة ÙÙŠ ذلك الظر٠وÙÙŠ تلك الأØÙˆØ§Ù„ Ø£Ù†Ø¬Ø ÙˆØ£Ù†ÙØ¹ Ù„Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© العامّة والإسلام من السي٠ترك Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ÙˆØ¬Ù†Ø Ù„Ù„Ø³Ù„Ù… ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ§Ù„ØØ© .
ÙØ§Ù„غرض : أنّه لا شك ÙÙŠ أنّ Ù…ØµÙ„ØØ© الØÙ‚Ù‘ والدين ليست Ù…Ù†ØØµØ±Ø© ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ بالسي٠وÙÙŠ الثورة الدمويّة دائماً بل ÙÙŠ بعض الأØÙŠØ§Ù† والأØÙˆØ§Ù„ ÙˆÙÙŠ ØØ§Ù„ات شاذّة نادرة . ÙØ§Ù„ØÙ‚Ù‘ لا ÙŠÙÙØ±Ø¶ بالسي٠والعقيدة لا تركّز بالقوّة ودين الله لا يقوم على الإكراه والإجبار .
وقد ذكرنا Ùيما سبق أنّ Ø¸Ø±ÙˆÙ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) كانت Ø¸Ø±ÙˆÙØ§Ù‹ شاذّة انعدمت Ùيها كلّ وسائل الدعوة السلمية ولمْ يجد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) معها بداً Ù…Ùنْ أنْ يقوم Ø¨ØØ±ÙƒØ© غريبة ومدهشة لجلب الرأي العام ÙˆØ¥Ù„ÙØ§Øª الأنظار ÙˆØªØØ±ÙŠÙƒ الضمير الإنساني .
وقد تØÙ‚ّق كلّ ما أراده Ø¨ØØ±ÙƒØªÙ‡ وبقي استغلال ذلك النتاج وصيانة تلك الثمرة بالبيان والتوجيه ورعاية تلك المكاسب بالدعم الÙكري والعلمي والعملي Ø› وهذا هو بالذات كان دور الأئمّة (عليهم السّلام) Ù…Ùنْ أبنائه بعده وقد قاموا به على Ø£ØØ³Ù† ما يرام وأتمّ ما يكون .
ÙØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وجّه بثورته الأÙكار ÙˆÙ„ÙØª الأنظار إلى عدالة قضية أهل البيت (عليهم السّلام) وأنّهم مع الØÙ‚Ù‘ والØÙ‚Ù‘ معهم وأنّ خصومهم مع الباطل . ولكن يا ترى ما هي ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ تلك القضية ØŸ Ù€ أي قضية أهل البيت (عليهم السّلام) Ù€ وما هو Ù…ÙØµÙ„ هذا الØÙ‚Ù‘ الذي لهم ومعهم ØŸ وما هو وجه الخلا٠بينهم وبين غيرهم ØŸ
Ùهذه Ø§Ù„ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ ÙˆØ§Ù„Ø´Ø±ÙˆØ ÙˆØ§Ù„Ø¨ÙŠØ§Ù†Ø§Øª للناس قام بها أبناؤه (عليهم السّلام) بعده بشتى الوسائل الممكنة لديهم Ø› وبذلك ظهر الØÙ‚Ù‘ وانتشر على الصعيد الÙكري عامّة وعلى الصعيد العملي إلى ØØ¯Ù‘ كبير نسبة .
أمّا إذا قلت : لماذا قعدوا عن استعادة ØÙ‚ّهم المغتصب ولمْ يقوموا بثورة لاسترجاع Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© والإمرة والØÙƒÙ… ØŸ
قلت : إنّ ذلك لمْ يكن مقدوراً لهم جميعاً ولمْ تتوÙّر Ù„Ø£ØØ¯Ù‡Ù… الإمكانيات لذلك الغرض كما لمْ تتوÙّر Ù„Ù„ØØ³Ù† ولا Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السّلام) كما قدّمنا سابقاً وأعني بتلك الإمكانيات اللازمة لاسترجاع Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© Ù…Ùنْ أيدي الغاصبين الأعوان والأنصار بالقدر اللازم والعدد الكاÙÙŠ والنصاب الشرعي المعرو٠وهو النص٠مÙنْ عدد العدو ÙˆØØ³Ø¨ نصوص الآية الكريمة : {الْآنَ خَÙÙ‘ÙŽÙÙŽ اللَّه٠عَنْكÙمْ وَعَلÙÙ…ÙŽ أَنَّ ÙÙيكÙمْ ضَعْÙًا ÙÙŽØ¥Ùنْ ÙŠÙŽÙƒÙنْ Ù…ÙنْكÙمْ Ù…ÙØ§Ø¦ÙŽØ©ÙŒ ØµÙŽØ§Ø¨ÙØ±ÙŽØ©ÙŒ ÙŠÙŽØºÙ’Ù„ÙØ¨Ùوا Ù…ÙØ§Ø¦ÙŽØªÙŽÙŠÙ’Ù†Ù ÙˆÙŽØ¥Ùنْ ÙŠÙŽÙƒÙنْ Ù…ÙنْكÙمْ أَلْÙÙŒ ÙŠÙŽØºÙ’Ù„ÙØ¨Ùوا أَلْÙÙŽÙŠÙ’Ù†Ù Ø¨ÙØ¥Ùذْن٠اللَّه٠وَاللَّه٠مَعَ Ø§Ù„ØµÙ‘ÙŽØ§Ø¨ÙØ±Ùينَ} [Ø§Ù„Ø£Ù†ÙØ§Ù„: 66] , وكان النصاب الموجب للقتال قبل هذا هو العشر كما ÙÙŠ ØµØ±ÙŠØ Ø§Ù„Ø¢ÙŠØ© الكريمة التي قبلها : {يَا أَيّÙهَا النَّبÙيّ٠ØÙŽØ±Ù‘ÙØ¶Ù Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ عَلَى Ø§Ù„Ù’Ù‚ÙØªÙŽØ§Ù„٠إÙنْ ÙŠÙŽÙƒÙنْ Ù…ÙنْكÙمْ Ø¹ÙØ´Ù’رÙونَ ØµÙŽØ§Ø¨ÙØ±Ùونَ ÙŠÙŽØºÙ’Ù„ÙØ¨Ùوا Ù…ÙØ§Ø¦ÙŽØªÙŽÙŠÙ’Ù†Ù ÙˆÙŽØ¥Ùنْ ÙŠÙŽÙƒÙنْ Ù…ÙنْكÙمْ Ù…ÙØ§Ø¦ÙŽØ©ÙŒ ÙŠÙŽØºÙ’Ù„ÙØ¨Ùوا أَلْÙًا Ù…ÙÙ†ÙŽ الَّذÙينَ ÙƒÙŽÙَرÙوا ....} [Ø§Ù„Ø£Ù†ÙØ§Ù„: 65] , Ùكان النصاب المبرّر للقتال أوّلاً هو العشر ثمّ نسخ وصار النص٠مÙنْ قوّة العدو . ولا شك ÙÙŠ أنّ النصاب الشرعي بصورتيه الأولى والثانية لمْ ÙŠØØµÙ„ Ù„Ø£ØØ¯ الأئمّة (عليهم السّلام) بعد النبي (صلّى الله عليه وآله) سوى علي بن أبي طالب (عليه السّلام) Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ الوØÙŠØ¯ Ù…Ùنْ بينهم الذي ØØµÙ„ على النصاب المذكور وتمكّن من القيام ÙˆØ§Ø³ØªØØµØ§Ù„ ØÙ‚ّه .
وأمّا الباقون Ùلمْ ÙŠØØµÙ„وا على أعوان وأنصار ØØªÙ‘Ù‰ بمقدار النصاب الأول وهو العشر ÙØ¶Ù„اً عن النص٠؛ ÙØ§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) مثلاً بقي بعد خيانة الجيش ÙÙŠ أهل بيته وعدد قليل من Ø§Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨ والأنصار لا يتجاوزون المئة رجل ÙˆÙÙŠ قباله معاوية ومعه ستّون أو سبعون أل٠مقاتل .
ÙØ£ÙŠÙ‘ توازن وأيّ تقارب بين القوّتين ØŸ! لذلك سقط عنه تكلي٠الجهاد الشرعي ولمْ يبقَ أمامه إلاّ التضØÙŠØ© والشهادة أو Ø§Ù„ØµÙ„Ø ÙˆØ§Ù„Ù…Ù‡Ø§Ø¯Ù†Ø© ÙØ§Ø®ØªØ§Ø± Ø§Ù„ØµÙ„Ø Ø› لأنّه كان Ø£ØµÙ„Ø ÙŠÙˆÙ…Ø¦Ø° ÙˆØ£Ù†ÙØ¹ Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© الإسلام العÙليا من التضØÙŠØ© ØØ³Ø¨ ما ÙØµÙ„ناه سابقاً ÙØ±Ø§Ø¬Ø¹ .
وكذلك الأمر مع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) كما تعلم ØÙŠØ« بقي ÙÙŠ ني٠وسبعين رجلاً ÙÙŠ مقابل سبعين Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ من الأعداء ولكنّه (عليه السّلام) آثر الشهادة والقيام بعمله Ø§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¦ÙŠ Ø§Ù„Ø®Ø§Øµ نظراً لظروÙÙ‡ الخاصّة ØØ³Ø¨Ù…ا ÙØµÙ‘لناه سابقاً .
وأمّا باقي الأئمّة (عليهم السّلام) ÙØØ§Ù„Ù‡Ù… لمْ تختل٠عن ØØ§Ù„ Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السّلام) بل ربّما كان أشدّ ÙˆØ£ØØ±Ø¬ .
ÙŠÙ„ØªÙØª ذلك الرجل إلى الإمام الصادق (عليه السّلام) وهو يمشي معه ÙÙŠ ضواØÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø¯ÙŠÙ†Ø© Ùيقول له : يا سيدي كي٠يجوز لك السكوت والقعود عن ØÙ‚ّك وأنت ØµØ§ØØ¨ هذا الأمر وابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ØŸ!
ÙØ³ÙƒØª عنه الإمام الصادق (عليه السّلام) ØØªÙ‘Ù‰ مرّ بهم راع يسوق قطيعاً من الغنم Ùقال له الإمام (عليه السّلام) : يا Ùلان كمْ تعدّ هذا القطيع ØŸ . Ùقال الرجل : لا أدري . Ùقال (عليه السّلام) : والله لو كان لي أنصار عدد هذا القطيع لنهضت بهم . ÙØ¹Ø·Ù الرجل على القطيع ÙØ¹Ø¯Ù‘Ù‡ ÙØ¥Ø°Ø§ هو سبعة عشر رأس .
ودخل سهل بن Ø§Ù„ØØ³Ù† الخراساني عليه ذات يوم وقال : يابن رسول الله لا يجوز لك القعود عن ØÙ‚ّك ولك ÙÙŠ خراسان مئة أل٠رجل ÙŠÙقاتلون بين يديك Ù…Ùنْ شيعتك .
Ùقال له الإمام الصادق (عليه السّلام) : وأنت منهم يا سهل ØŸ . Ùقال : نعم جعلت ÙØ¯Ø§Ùƒ يا سيدي . Ùقال له : اجلس . ÙØ¬Ù„س ثمّ أمر الإمام (عليه السّلام) الجارية وقال : يا جارية أسجري التنور . ÙØ³Ø¬Ø±ØªÙ‡ ØØªÙ‘Ù‰ صار اللّهب يتصاعد Ù…Ùنْ ÙÙ… التنور ÙØ§Ù„ØªÙØª الصادق (عليه السّلام) إلى سهل الخراساني وقال : يا سهل أنت Ù…Ùنْ هؤلاء الذين ذكرت أنّهم يطيعون أمري ØŸ . Ùقال : نعم سيدي Ø£ÙØ¯ÙŠÙƒ بروØÙŠ . Ùقال (عليه السّلام) : قم وادخل ÙÙŠ هذا التنور . Ùقال سهل : أقلني أقالك الله يابن رسول الله . Ùقال (عليه السّلام) : قد أقلتك .
ÙØ¨ÙŠÙ†Ø§ هم كذلك إذ دخل أبو هارون المكّي (رØÙ…Ù‡ الله) ÙØ³Ù„ّم ÙØ±Ø¯Ù‘ (عليه السّلام) وقال له : يا أبا هارون , ادخل ÙÙŠ التنور . Ùقال له : سمعاً وطاعة . ثم ألقى نعله وشمّر عن ثيابه ودخل ÙÙŠ التنور , Ùقال الإمام (عليه السّلام) : يا جارية اجعلي عليه غطاءه . ÙØºØ·Ù‘ته .
ثمّ Ø§Ù„ØªÙØª الإمام (عليه السّلام) إلى سهل بن Ø§Ù„ØØ³Ù† وصار ÙŠØØ¯Ù‘ثه Ùقال سهل : إئذن لي يا سيدي أنْ أقوم وأنظر ما جرى على هذا الرجل . Ùقال (عليه السّلام) : نعم . ثمّ قام ومعه سهل وكش٠الغطاء عن التنور وإذا أبو هارون جالس على رماد بارد Ùقال له الإمام : اخرج . ÙØ®Ø±Ø¬ صØÙŠØØ§Ù‹ سالماً لمْ يصبه أيّ أذى .
Ùقال (عليه السّلام) : يا سهل كم تجد مثل هذا ÙÙŠ خراسان ØŸ . Ùقال سهل : ولا ÙˆØ§ØØ¯ يابن رسول الله .
وهذه العملية هي كرامة ولا شك أظهرها الإمام الصادق (عليه السّلام) وعبّر بها عن أنّ أهل البيت إنّما هم Ø¨ØØ§Ø¬Ø© إلى جيش عقائدي يطيع الأوامر الصادرة إليه من الإمام (عليه السّلام) مهما كانت لا يعر٠التردّد والهزيمة ولا ÙŠÙكّر بغير الشهادة أو الغلبة Ø› لثقته التامّة بالإمام (عليه السّلام) واعتقاده الراسخ المتين بأنّ أوامره Ù…Ùنْ أمر الله ورسوله وهو Ø£Ø¹Ø±Ù Ø¨Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø ÙˆØ§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯ والØÙ‚Ù‘ والباطل Ù…Ùنْ جميع الناس .
Ùهم Ø¨ØØ§Ø¬Ø© إلى هكذا جيش متوÙّر لديهم قدر النصاب الشرعي على الأقل وقبل القيام Ø¨Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© أو الثورة Ø› لكي لا تتكرر نكسة صÙين أو مأساة كربلاء أو نكبة Ø§Ù„ØØ³Ù† على يد جيشه يوم ساباط .
وخلاصة الكلام هو أنْ نقول : أمّا القيام لأجل أخذ ØÙ‚ّهم ÙÙŠ Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© وانتزاع السلطة Ù…Ùنْ أيدي الظالمين ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ كان مستØÙŠÙ„اً عادة بالنسبة لهم Ø› لعدم توÙّر الشرائط واللوازم الضرورية لمثل هذا القيام لديهم وأهمّها الأنصار والأعوان المخلصون .
غير أنّهم كانوا يدعمون معنويّاً وماديّاً ÙˆÙكريّاً قدر استطاعتهم كلّ الثورات Ø§Ù„ØØ±Ù‘Ø© ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙƒØ§Øª الإصلاØÙŠØ© التي كانت تقوم بين ØÙŠÙ† وآخر ضد الاÙمويّÙين أو العباسيّÙين مثل : ثورة أهل المدينة على يزيد (لعنه الله) وثورة زيد بن علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† على عبد الملك بن مروان وثورة المختار الثقÙÙŠ ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© وثورة Ù…ØÙ…د ذو Ø§Ù„Ù†ÙØ³ الزكية على المنصور العباسي وبعدها ثورة أخيه إبراهيم Ø£ØÙ…ر العينين على المنصور أيضاً وغيرها .
وأمّا القيام لأجل التضØÙŠØ© والشهادة مثل قيام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ لمْ يكن ضرورياً ÙÙŠ عصرهم Ø› لأنّ وسائل الإعلام والدعوة إلى الØÙ‚Ù‘ وطرق إتمام Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© وتبيلغ الرسالة لمْ تنعدم كليّاً ÙÙŠ عصر الأئمّة (عليهم السّلام) كما انعدمت ÙÙŠ عصر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØØªÙ‘Ù‰ اضطر إلى القيام بالإبلاغ والإعلام عن طريق التضØÙŠØ© والشهادة .
ÙØ§Ù„إمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السّلام) مثلاً قاما بأوسع ØØ±ÙƒØ© علميّة مستطاعة ÙÙŠ ذلك العصر عن طريق المدرسة والتدريس ونشر العلم واستقطاب العلماء وتربية ثلة من الشباب المؤمن بالتربية الإسلاميّة وبثهم ÙÙŠ الأقطار والأمصار يبشرون ويرشدون ويعلّمون . Ùكان عصرهما (عليهما السّلام) Ø£ØØ³Ù† عصور الإسلام ازدهاراً بالعلم ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© وتقدّم Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© وكثرة المدارس والمجالس العلميّة .
وبقي Ø§Ù„ØØ§Ù„ على هذا الوص٠بل وازداد تقدّماً وازدهاراً إلى عصر الإمام الرضا والجواد (عليهما السّلام) . . . وهما اللذان كوّنا بجهودهما وبمعونة المأمون العباسي وتعاون المجتمع معهما كونا من المسلمين أساتذة للعالم الغربي اليوم بكلّ علومه ÙˆØ§ÙƒØªØ´Ø§ÙØ§ØªÙ‡ المدهشة .
قال ابن الوشا : دخلت إلى جامع Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ÙÙŠ أيّام الرضا (عليه السّلام) ÙØ±Ø£ÙŠØª تسعمئة شيخ ÙŠØØ¯Ù‘ثون ويدّرسون ويقولون : ØØ¯Ù‘ثنا Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…د (عليه السّلام) .
ÙˆÙÙŠ الختام نكرّر القول : بأنّ خدمة Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© العامّة ونصرة الØÙ‚Ù‘ ÙˆÙ…ÙƒØ§ÙØØ© الباطل والظلم ليست ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ دائماً بل الأمر يختل٠باختلا٠الظرو٠والأØÙˆØ§Ù„ .
ÙˆØ§Ù„ØØ±Ø¨ الدمويّة هي آخر وسيلة ÙŠÙكر Ùيها المصلØÙˆÙ† المخلصون لاÙمّتهم ÙˆÙ„Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù… بعد اليأس من الوسائل السلمية . وإلى هذا يشير الإمام علي (عليه السّلام) ÙÙŠ كلماته القصار : رأي الشيخ Ø£ØØ¨Ù‘ إليّ Ù…Ùنْ جلد الغلام .
وإلى هذا يشير المتنبي الشاعر ÙÙŠ أبياته Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© Ùيقول :
الـرأي٠ثمّ شجاعة٠الشجعان٠هو أوّل وهي المØÙ„Ù‘ الثاني
Ùـإذا هما اجتمعا Ù„Ù†ÙØ³ ØØ±Ù‘Ø© بـلغتْ من العلياء٠كلَّ مكانÙ
Ùˆ لـربّما طعن Ø§Ù„ÙØªÙ‰ أعداءه٠بالرأي قبل تطاعن٠الأقرانÙ
لولا العقول٠لكان أدنى ضيغم أدنى إلى شر٠من الإنسانÙ
وقد جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« الشري٠قوله (صلّى الله عليه وآله) : مداد٠العلماء Ø£ÙØ¶Ù„ Ù…Ùنْ دماء الشهداء.
هل يمتاز Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) على سائر الأئمّة (عليهم السّلام) ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØ§Øª التي اشتهر بها ØŸ
ÙŠØ¹Ø±Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لدى الرأي العام Ø¨ØµÙØ© الثورية والصلابة والشجاعة وإباء الضيم Ùهل هذا يعني أنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† كان متÙوّقاً على سائر الأئمّة (عليهم السّلام) ÙÙŠ هذه Ø§Ù„ØµÙØ§Øª أو أنّ غيره من الأئمّة (عليهم السّلام) أو بعضهم على الأقل كان Ù…ØØ±ÙˆÙ…اً Ù…Ùنْ هذه Ø§Ù„ØµÙØ§Øª ØŸ الجواب : كلاّ . . .
ÙØ§Ù„واقع هو أنّ الأئمّة الاثني عشر الذين أوّلهم علي بن أبي طالب (عليه السّلام) وآخرهم المهدي المنتظر (عليه السّلام) كلّهم ÙÙŠ مستوى ÙˆØ§ØØ¯ Ù…Ùنْ ØÙŠØ« جميع Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ الكمالية ÙˆØ§Ù„ØµÙØ§Øª الإنسانية ومكارم الأخلاق .
وهم بمجموعهم ÙŠÙوقون كاÙّة الناس ÙÙŠ التØÙ„ّي Ø¨Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ والكمالات أي ليس ÙÙŠ العالم مثلهم بعد الرسول (صلّى الله عليه وآله) ولا نظير لهم ÙÙŠ أي ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© أو كمال Ù†ÙØ³ÙŠ Ø› لأنّ ذلك شرط العصمة ولازمها .
وقد ثبت بدليل العقل والنقل أنّهم معصومون ولا يكÙÙŠ ÙÙŠ تØÙ‚Ù‚ العصمة لشخص ما أنْ يكون مؤمناً ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¹Ù…Ù„ والسيرة والأخلاق ÙØØ³Ø¨ بل يجب أنْ يكون أيضاً Ùوق مستوى الناس ÙÙŠ العلم والإيمان والعمل Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø ÙˆÙ…ÙƒØ§Ø±Ù… الأخلاق ومÙنْ ثمّ يستØÙ‚ منصب الإمامة على الناس .
ومن شواهد ذلك قول الخليل بن Ø£ØÙ…د العالم النØÙˆÙŠ Ø¹Ù†Ø¯Ù…Ø§ Ø³ÙØ¦Ù„ : ما الدليل على إمامة علي (عليه السّلام) بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) دون سائر Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ØŸ Ùقال : الدليل استغناؤه عن الكلّ ÙˆØ§ØØªÙŠØ§Ø¬ الكل إليه .
وهذا الدليل يجري بالنسبة إلى باق٠الأئمّة Ø§Ù„Ø£ØØ¯ عشر Ù…Ùنْ أبنائه أيضاً وهو أمر ÙŠÙØ±Ø¶Ù‡ العقل والمنطق والعدل . إذ إنّه لو وجد شخص آخر ÙÙŠ عصر الإمام المعيّن هو مثل الإمام ومساو له ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ والكمال يكون ØÙŠÙ†Ø¦Ø° تقديم Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا على الآخر للإمامة والقيادة باطلاً عقلاً Ø› لأنّه ØªØ±Ø¬ÙŠØ Ø¨Ù„Ø§ Ù…Ø±Ø¬Ø .
أمّا إذا وجد مَنْ هو Ø£ÙØ¶Ù„ من الإمام ÙˆØ£Ø±ÙØ¹ مستوىً ÙÙŠ العلم والقدرة والعمل ÙØªÙ‚ديم الإمام عليه Ø£Ù‚Ø¨Ø Ø¹Ù‚Ù„Ø§Ù‹ وأشدّ بطلاناً Ø› لأنّه Ù…Ùنْ باب تقديم Ø§Ù„Ù…ÙØ¶ÙˆÙ„ على Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„ أو تقديم Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„ على Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ وهو ÙØ§Ø³Ø¯ .
ÙØ§Ù„له تعالى إمّا اختار علياً (عليه السّلام) وأبناءه Ø§Ù„Ø£ØØ¯ عشر المعروÙين Ù„Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ولقيادة الاÙمّة بعده علماً منه تعالى بأنّ هؤلاء هم أكمل الناس ÙˆØ£ÙØ¶Ù„هم جميعاً إيماناً وعلماً وعملاً .
وأشار تعالى ÙÙŠ كتابه العزيز إلى أنّ ملاك الإمامة والإمارة إنّما هي ÙÙŠ Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ية لا غير Ùقال تعالى : {هَلْ يَسْتَوÙÙŠ الَّذÙينَ يَعْلَمÙونَ وَالَّذÙينَ لَا يَعْلَمÙونَ} [الزمر: 9] , وقال تعالى : {Ø£ÙŽÙÙŽÙ…ÙŽÙ† يَهْدÙÙŠ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الْØÙŽÙ‚Ù‘ Ø£ÙŽØÙŽÙ‚Ù‘ Ø£ÙŽÙ† ÙŠÙØªÙ‘بَعَ أَمْ Ù…ÙŽÙ† لاَ ÙŠÙŽÙ‡ÙØ¯Ù‘ÙŠ Ø¥Ùلاّ Ø£ÙŽÙ† ÙŠÙهْدَى Ùَمَا Ù„ÙŽÙƒÙمْ كَيْÙÙŽ تَØÙ’ÙƒÙÙ…Ùونَ } [ سورة يونس : 35] , وقال تعالى : {يَرْÙَع٠اللَّه٠الَّذÙينَ آمَنÙوا Ù…ÙنْكÙمْ وَالَّذÙينَ Ø£ÙوتÙوا الْعÙلْمَ دَرَجَاتÙ} [المجادلة: 11] , وقال تعالى : {لَا يَنَال٠عَهْدÙÙŠ الظَّالÙÙ…Ùينَ} [البقرة: 124].
وقد نصّ الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) على هذا الملاك للسيادة والإمامة والإمرة ÙÙŠ كلماته القصار Ùقال : Ø£ØØ³Ù† إلى مَنْ شئت تكن أميرَه ÙˆØ§ØØªØ¬ إلى مَنْ شئت تكن أسيرَه واستغن عمّن شئت تكن نظيرَه .
وقد كش٠رسول الله (صلّى الله عليه وآله) النقاب عن أنّ هذا الملاك متوÙّر ومتØÙ‚ّق Ùيه ÙˆÙÙŠ أهل بيته الطاهرين (عليهم السّلام) Ùقال ÙÙŠ وصيته العامّة قبيل ÙˆÙØ§ØªÙ‡ : أيّها الناس لا تتقدّموهم ÙØªÙ‡Ù„كوا ولا تتأخروا عنهم ÙØªØ¶Ù„ّوا ولا تعلّموهم ÙØ¥Ù†Ù‘هم أعلم منكم .
ÙˆÙÙŠ بعض خطب الإمام أمير المؤمنين من (عليه السّلام) نهج البلاغة قوله : لا ÙŠÙقاس بآل Ù…ØÙ…د Ù…Ùنْ هذه الاÙمّة Ø£ØØ¯ ولا يسوّى بهم مَنْ جرت نعمتهم عليه أبداً Ø› هم أساس الدين وعماد اليقين بهم يلØÙ‚ التالي وإليهم ÙŠÙيء الغالي ولهم خصائص ØÙ‚Ù‘ الولاية ÙˆÙيهم النبوّة والوراثة .
وقال (عليه السّلام) ÙÙŠ مقام آخر : Ù†ØÙ† صنايع ربّنا والخلق بعد صنايع لنا , أي أنّ كمالهم Ù…Ùنْ كمال الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وكلّ كمال ÙˆØµÙ„Ø§Ø ÙˆÙØ¶Ù„ يوجد ÙÙŠ الناس Ùهو Ù…Ùنْ طهرهم ÙˆÙØ¶Ù„هم وصلاØÙ‡Ù… (عليهم السّلام) .
وبعبارة Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ : إنّهم تربية الله تعالى والصالØÙˆÙ† من الناس تربيتهم هم (صلوات الله عليهم) .
ÙØ§Ù„غرض : أنّ أهل البيت (عليهم السّلام) Ø£ÙØ¶Ù„ الخلق وأكملهم بعد جدّهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأمّا هم ÙˆÙيما بينهم Ùلا ØªÙØ§Ø¶Ù„ ولا امتياز Ù„Ø£ØØ¯Ù‡Ù… على الآخر ÙÙŠ هذا الأصل أي أصل الكمال والعصمة . نعم قد يوجد ØªÙØ§Ø¶Ù„ بينهم ولكن باعتبارات ثانوية ÙƒØ§Ù„Ø§ÙØ¨ÙˆÙ‘Ø© والبنوة مثلاً .
ولعلك تقول : إذا كان الأمر كذلك Ùلماذا عر٠واشتهر بعضهم ÙÙŠ بعض Ø§Ù„ØµÙØ§Øª الكمالية دون الآخرين ØŸ كالإمام علي (عليه السّلام) مثلاً الذي Ø¹ÙØ±Ù بالبطولة والشجاعة والإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) الذي Ø¹ÙØ±Ù بالØÙ„Ù… والصبر وكظم الغيظ والإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) الذي Ø¹ÙØ±Ù بإباء الضيم والثورية والشدّة مع العدو والإمام زين العابدين (عليه السّلام) الذي عر٠بالعبادة والإمامين الباقر والصادق (عليهما السّلام) اللذين Ø¹Ø±ÙØ§ بالعلم . . . وهكذا .
Ùنقول ÙÙŠ الجواب : إنّ السبب ÙÙŠ اشتهار هؤلاء بتلك Ø§Ù„ØµÙØ§Øª لا يعود إلى تÙوّق ذاتي وإلى أنّ هؤلاء توÙّرت Ùيهم هذه Ø§Ù„ØµÙØ§Øª دون الآخرين أو أكثر من الآخرين ! كلا .
ÙØ§Ù„شجاعة التي كانت ÙÙŠ الإمام علي (عليه السّلام) مثلاً مثلها تماماً كان ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³Ù† والسجاد والباقر والصادق (عليهم السّلام) وغيرهم وكذلك الØÙ„Ù… الذي كان ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³Ù† وإباء الضيم والثورية اللذان كانا ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وهكذا وعلى هذا القياس .
وإنّما السبب ÙÙŠ ذلك Ù€ أي ÙÙŠ اشتهار بعضهم ببعض Ø§Ù„ØµÙØ§Øª الكمالية دون البعض الآخر Ù€ يعود بصورة رئيسة إلى الظرو٠الخاصة والمقتضيات الزمنية التي عاشها كلّ منهم Ø› ÙØ§Ù„إمام علي (عليه السّلام) عاش ÙØªØ±Ø© خاصة ÙˆØ¸Ø±ÙˆÙØ§Ù‹ معينة اقتضت منه أنْ يبرز شجاعته ويظهر بطولته Ø› بسبب Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ التي خاضها Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ عن الإسلام وصيانة له مع الرسول (صلّى الله عليه وآله) وبعد الرسول (صلّى الله عليه وآله) . وأي ÙˆØ§ØØ¯ من الأئمة (عليهم السّلام) لو كان ÙÙŠ عصر الإمام علي (عليه السّلام) ÙˆÙÙŠ مثل ظروÙÙ‡ ومسؤولياته لأظهر من الشجاعة مثل ما أظهره الإمام علي (عليه السّلام) .
وأما Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) ÙØ¨Ø§Ù„عكس ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ عاش ÙÙŠ ظر٠كانت Ù…ØµÙ„ØØ© الإسلام تقتضي منه المسالمة ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ§Ù„ØØ© والصبر Ø› Ùلذلك عر٠بالØÙ„Ù… . لكن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) كانت ظروÙÙ‡ ØªÙØ±Ø¶ غير ذلك أي الاعتماد على الشدّة والثورة ÙˆØ±ÙØ¶ أي مسالمة ÙˆÙ…ØµØ§Ù„ØØ© مع ØÙƒÙ‘ام عصره Ø› لذلك عر٠بالإباء والثورية وصلابة العزيمة .
وأيّ إمام آخر لو كان بمكان Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆÙÙŠ عصره وظروÙÙ‡ لما كان يعمل إلاّ ما عمله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وما قام به من الثورة والتضØÙŠØ© ØØ³Ø¨ ما شرØÙ†Ø§ ذلك ÙÙŠ بعض Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„ السابقة .
أمّا عصر الإمام الباقر وابنه Ø¬Ø¹ÙØ± الصادق (عليهما السّلام) ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ كان يتطلّب منهما الاعتماد على نشر العلم وبثّ الوعي العلمي وإرسال البعثات العلميّة ÙˆÙØªØ المدارس والدورات الدراسية Ø› Ù„Ù…ÙƒØ§ÙØØ© الدسائس الÙكرية والتطر٠العقائدي والÙÙ„Ø³ÙØ§Øª المادية التي تسرّبت إلى المسلمين بØÙƒÙ… اتصالهم بالأمم والشعوب Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ Ø› لذلك Ùقد أسسا أكبر جامعة علميّة ÙÙŠ العالم الإسلامي ØÙŠØ« انتمى إليها أكثر Ù…Ùنْ أربعة آلا٠طالب Ø› ومÙنْ هنا Ø¹Ø±ÙØ§ بالعلم وكثرة Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« والأخبار التي رويت عنهما ØØªÙ‘Ù‰ روى راو ÙˆØ§ØØ¯ عن الإمام الباقر (عليه السّلام) ثلاثين Ø£Ù„Ù ØØ¯ÙŠØ« وهو جابر الجعÙÙŠ وهكذا .
وكلّ من الأئمة (عليهم السّلام) لو كان بمكانهما Ù„Ø¹ÙØ±Ù بمثل ما Ø¹ÙØ±Ùا به ونشر من العلم مثل ما نشر الباقر والصادق (عليهما السّلام) .
والخلاصة : إنّ من الغلط Ø§Ù„ÙØ§ØØ´ والخطأ الكبير ما يظنّه البعض Ù…Ùنْ أنّ اشتهار بعض الأئمّة (عليهم السّلام) ببعض Ø§Ù„ØµÙØ§Øª كانت بسبب ذاتي وملكات خاصة ومواهب ÙØ·Ø±ÙŠØ© معينة . كلا ليس كذلك Ø› ÙØ«ÙˆØ±ÙŠØ© Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وإباؤه للضيم وشدّته مع الأعداء مثلاً ليست ناشئة عن ØØ±Ø§Ø±Ø© دموية ومزاج عصبي خاص به ولا Ù…Ùنْ كبت Ù†ÙØ³ÙŠ ÙƒÙ…Ø§ يزعم الكتاب الجاهلون بØÙ‚يقة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ومقامه ÙˆØÙ‚يقة أهل البيت (عليهم السّلام) .
وكذلك مسالمة Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) ÙˆØµÙØªÙ‡ السلمية ÙˆØÙ„مه مع الأعداء لمْ تكن أثراً لبرودة دمه وهدوء أعصابه ومزاج خاص به ØØ³Ø¨Ù…ا يصوّره لنا بعض المتطÙّلين على الكتابة عن أهل البيت (عليهم السّلام) .
ÙØ§Ù„ØÙ‚يقة هو أنّ كلّ ما قام به Ø§Ù„ØØ³Ù† أو Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السّلام) وغيرهما Ù…Ùنْ أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام) إنّما هو ناشئ ونابع عن إرادة الله وأمره وإيعاز من النبي (صلّى الله عليه وآله) Ù…Ùنْ قبل Ø› خدمة Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© الإسلام العليا وتمشياً مع متطلبات الظر٠والأØÙˆØ§Ù„ .
إنّ أهواء Ø§Ù„Ù†ÙØ³ والعواط٠والغرائز ÙˆØ§Ù„ØØ§Ù„ات Ø§Ù„ÙØ·Ø±ÙŠØ© العضوية لا تأثير لها مطلقاً على ØªØµØ±Ù‘ÙØ§Øª أهل بيت العصمة (عليهم السّلام) .
إنّ سيرة أهل البيت (عليهم السّلام) وسلوكهم ÙÙŠ هذه الØÙŠØ§Ø© ÙƒÙŠÙ‘ÙØªÙ‡Ø§ الØÙƒÙ…Ø© ÙˆØ§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© لا الغرائز والأمزجة ÙˆØ¹ÙˆØ§Ø·Ù Ø§Ù„Ù†ÙØ³ الØÙŠÙˆØ§Ù†ÙŠØ© . وكلّ ØØ±ÙƒØ© أو سكون أو ÙØ¹Ù„ أو ترك وكلّ وجه Ù…Ùنْ أوجه النشاط قام به Ø£ØØ¯Ù‡Ù… كان بوØÙŠ Ù…Ù† الله ورسوله مطابقاً للكتاب والسنّة . هذا ما أثبتته Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© الصØÙŠØØ© عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) وأكّدته التجارب والنتائج الواقعية .
Ùمن Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« المؤكّدة قوله (صلّى الله عليه وآله) : إنّي مخلّ٠Ùيكم الثقلين Ø› كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إنْ تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘هما لن ÙŠÙØªØ±Ù‚ا ØØªÙ‘Ù‰ يردا عليَّ الØÙˆØ¶ .
وقوله (صلّى الله عليه وآله) ÙÙŠ ØÙ‚Ù‘ علي بن أبي طالب (عليه السّلام) : علي مع الØÙ‚Ù‘ والØÙ‚Ù‘ مع علي