ورد عن الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« المعرو٠" ØØ³ÙŠÙ†ÙŒ مني وأنا من ØØ³ÙŠÙ† " ومن Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø¬Ø¯Ø§Ù‹ Ù…Ø¹Ø±ÙØ© سبب أن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) هو من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) Ùهو ابن ابنته الزهراء البتول عليها السلام إلاَّ أن جملة " وأنا من ØØ³ÙŠÙ† " هي التي قد تكون Ø¨ØØ§Ø¬Ø© إلى بعض Ø§Ù„ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ù„ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„ØµÙˆØ±Ø© بلا التباس أو غموض ÙˆØØªÙ‰ ÙŠØµØ¨Ø Ù…Ø¹Ù†Ù‰ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« منسجماً مع بعضه البعض.
ÙØ§Ù„كل يعلم أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد جاء بالشريعة Ø§Ù„Ø³Ù…ØØ§Ø¡ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وجاهد ما جاهد، وتØÙ…Ù‘ÙŽÙ„ ما تØÙ…Ù„ من الأذى والضيق من جبابرة قومه ØØªÙ‰ ورد عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله: " ما أوذي نبي قط مثل ما أوذيت "ØŒ ومع كل ذلك صبر وتوكَّل على الله ومعه المسلمون الأوائل الذين تعذَّبوا ÙˆØÙˆØµØ±ÙˆØ§ وهاجروا، واستشهد البعض منهم بسبب الظلم الاستكباري من عتاة قريش، وكانت نتيجة تØÙ…ّل كل تلك التضØÙŠØ§Øª أن ÙØªØ الله أمام نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) Ø§Ù„Ø§ÙØ§Ù‚ Ø§Ù„Ø±ØØ¨Ø© انطلاقاً من المدينة المنوّرة التي قامت Ùيها النواة الأولى والركيزة الأساس لدولة الإسلام، ثم توالت Ø§Ù„ÙØªÙˆØØ§Øª ØŒ ÙØªÙ…Ù‘ÙŽ ÙØªØ مكة وأعلن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نهاية
عصر عبادة الأوثان، وبداية عصر العبودية لله ÙˆØØ¯Ù‡ Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى، ومن بعد ذلك انطلق جنود الإسلام لإيصال الدعوة إلى خارج الجزيرة العربية ØØªÙ‰ وصلت كلمة التوØÙŠØ¯ إلى أكبر مجموعة بشريَّة من سكَّان الأرض، وعمّ نور الإسلام والهداية والإيمان.
إلاَّ أن مجريات الأمور بعد رØÙŠÙ„ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم ØªØØµÙ„ بالطريقة التي أرادها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مما Ø³Ù…Ø Ù„Ø¨Ø¹Ø¶ الخلل أن يتسرّب إلى ØÙŠØ§Ø© المسلمين، وهم ما زالوا ÙÙŠ بدايات Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡Ù… بهذا الدين مما لم تسترع تلك المجريات الانتباه بالدرجة الكاÙية نظراً لأن المسلم على مستوى Ù†ÙØ³Ù‡ لم ير أي تغيير أو تبديل ÙÙŠ ارتباطه بالإسلام، ولم ÙŠÙ„ØØ¸ التغيير Ø§Ù„ØØ§ØµÙ„ على المستوى القيادي، هذا التغيير الذي وعاه البعض القليل جداً من الذين تربّوا على يد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلاَّ أنهم لم يكونوا قادرين على النهوض لتصØÙŠØ الوضع بسبب طراوة الإسلام التي كانت غالبية الناس عليها.
وهكذا جرت الأمور، إلى أن تمكَّن البعض ممَّن كان قد دخل الإسلام ليØÙ‚Ù† دمه وليØÙظ مصالØÙ‡ كأبي سÙيان ورهط من عشيرته الذين ما عر٠الإيمان طريقاً إلى قلوبهم وسبيلاً إلى عقولهم، وإنما دخلوا Ùيه لاتخاذه وسيلة لعلَّهم من خلال ذلك يتمكنون ولو بعد ØÙŠÙ† من الانتقام من هذا الدين الذي أنزلهم من مقاماتهم التي كانوا عليها ÙÙŠ الجاهلية، ولعلَّنا لا نغالي إذا قلنا أن Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© الأولى للانتقام كانت عندما جاء أبو سÙيان ومعه العباس عم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ووضع كل إمكانياته بتصرّÙ٠الإمام علي ( عليه السلام ) ضد الذين أزاØÙˆÙ‡ عن موقÙÙ‡ القيادي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال أبو سÙيان يومها للإمام ( عليه السلام ) : " ÙÙˆ الذي ÙŠØÙ„٠به أبو سÙيان إن شئت لأملأنها عليك خيلاً ورجال " ØŒ إلاَّ أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ÙÙŽÙ‡ÙÙ… مراده وأجابه بأن ما يدعوه إليه هو Ø§Ù„ÙØªÙ†Ø© للإيقاع بين المسلمين ليعود لأبي سÙيان الأموي ورهطه العز ÙˆØ§Ù„Ø´Ø±Ù ÙˆØ§Ù„Ø±ÙØ¹Ø© كما كانوا قبل الإسلام.
وتشاء الظرو٠كما هو مخطط لها أو كما جرت انذاك بأن يتسلَّم معاوية Ø®Ù„Ø§ÙØ© المسلمين، وهو من هو، ÙŠØÙ…Ù„ ثارات رهطه ضد الإسلام ويتØÙŠÙ‘ÙŽÙ† Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© تلو Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© للوصول إلى ذلك ØŒ وقد Ù„Ø§ØØª أمامه ÙØªÙ„قَّÙها وتمسَّك بها وشرع يستغل كل إمكانيات الدولة الإسلامية من أجل تØÙ‚يق الهد٠الذي لم يستطع أبوه بلوغه من قبل، Ùقتل Ø£ØµØØ§Ø¨ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من أمثال ØØ¬Ø± بن عدي وابنه وغيرهما وشرّد الاخرين ÙÙŠ بلاد المسلمين خائÙين على Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… من الموت والقتل، ولاØÙ‚ كل أتباع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ÙÙŠ كل مكان، وابتدع سب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من على منابر الإسلام لتركيز ذلك ÙÙŠ أذهان الأجيال الإسلامية، كل ذلك كمقدّمات ضرورية لنيل مراده الأقصى وهو إعادة الناس إلى الجاهليَّة وزمن عبادة الأوثان والأصنام وإعادة أمجاد بني أميَّة الغابرة.
ÙˆÙŠÙØ´Ø±Ù معاوية على الموت، والهد٠لم يتØÙ‚Ù‚ØŒ مع أنه قام بخطوات كبيرة على هذا الصعيد كما قدَّمنا، وأتبعها بمؤامرته ضد Ø§Ù„ØµÙ„Ø Ù…Ø¹ الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† ( عليه السلام ) ØÙŠØ« اعتبره لاغياً ØŒ وأغرى زوجته بالمال والزواج من ولده " يزيد " ÙØ¯Ø³Ù‘َت السم للإمام ( عليه السلام ) Ùمات منه، وأخذ البيعة من رؤوس Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© والتابعين لولده Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ù‚ Ø§Ù„ÙØ§Ø¬Ø± ليطمئن إلى Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الذي يكمل تنÙيذ المخطط الشيطاني الجهنمي الذي قطعوا شوطاً بعيداً للوصول إليه.
وهكذا تسلَّم يزيد من موقع ÙØ³Ù‚Ù‡ ÙˆÙØ¬ÙˆØ±Ù‡ وتهتّكه واستهتاره بالإسلام وأØÙƒØ§Ù…Ù‡ مركز Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© الإسلامية، ومع هذا سكتت الأمة التي لم تكن تشعر بالخطر على دينها ومقدّساتها، لأن يزيد من موقعه Ø§Ù„Ù…Ù†ØØ±Ù ذاك كان جاهزاً للوصول إلى المدى الأبعد ÙÙŠ Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØªÙ‡ للطريقة الإسلامية التي ينبغي أن يكون عليها Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… المسلم، وعلى عكس والده الذي كان يراعي ولو جزئياً بعض المظاهر التي توØÙŠ Ù„Ù„Ù…Ø³Ù„Ù…ÙŠÙ† بأنه لا يخال٠ØÙƒÙ… الإسلام.
إلى هنا وصلت الأمور، ÙØ§Ù„خطر على الإسلام كبير جداً وهو قريب، والمجال للمناورة صار ضيقاً لأن يزيداً كان يشعر بأن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ما زال العقبة الكبيرة التي ينبغي التخلص منها لكي تستتب له الأمور توصّÙلاً إلى هد٠الاباء والأجداد، وجرى الذي جرى بين الإمام ( عليه السلام ) ووالي يزيد على المدينة المنوّرة الذي أرسل للإمام ( عليه السلام ) يطلب منه البيعة ليزيد، وهنا يطلق الإمام ( عليه السلام ) كلماته المدوية الصارخة التي أعلن Ùيها Ø±ÙØ¶Ù‡ القاطع لاستجابة ذلك الطلب الخسيس الذي يراد منه إعطاء الشرعية الإلهية لمغتصب Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© والمستهتر بها وبمقتضياتها " يزيد Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ù‚ Ø§Ù„ÙØ§Ø¬Ø± " وقال عليه السلام:
" إنا أهل بيت النبوَّة ومعدن الرسالة ØŒ ومختل٠الملائكة ومهبط الوØÙŠ ØŒ بنا ÙØªØ الله، وبنا يختم ØŒ ويزيد رجل ÙØ§Ø³Ù‚ شارب للخمر قاتل Ù„Ù„Ù†ÙØ³ Ø§Ù„Ù…ØØªØ±Ù…ة، ومثلي لا يبايع مثله ".
وتأتي رسل أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ومكاتيبهم داعيةً الإمام ( عليه السلام ) ليقودهم ضد السلطة الظالمة التي يترأسها يزيد، وهكذا تواصلت الأمور وانتظمت ØØªÙ‰ ØØ·Ù‘ÙŽ الإمام ( عليه السلام ) Ø±ØØ§Ù„Ù‡ ÙÙŠ كربلاء مع البقية الباقية المخلصة والوÙية لإسلامها وإمامها ( عليه السلام ) ÙÙŠ موق٠عزَّ نظيره وقلَّ أن يقدم عليه Ø£ØØ¯ سوى الرساليين الذين ÙŠØÙ…لون عبء الرسالة ويقدّمون ÙÙŠ سبيلها الغالي والرخيص.
وتجري الأمور ÙÙŠ كربلاء ويستشهد الإمام ( عليه السلام ) وأهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ØŒ ÙˆØªÙØ³Ø¨Ù‰ زينب عليها السلام والنساء من أهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ÙˆÙŠÙØ¯Ø§Ø± بهنَّ ÙÙŠ البلاد ليراهنَّ القريب والبعيد ÙˆØ§Ù„ÙØ§Ø¬Ø± والمؤمن على أنهن ممّن خرجن عن طاعة Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وبذلك تصوّر يزيد وجلاوزته أنهم قد ØÙ‚َّقوا الهد٠الذي عملوا له طويلاً وأطلق يزيد أبيات الشعر تلك تعبيراً عما يجول ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ من Ø§Ù„ÙƒÙØ± ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ :
ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
إلى أن يقول:
لعبت هاشم بالملك Ùلا خبر جاء ولا ÙˆØÙŠ Ù†Ø²Ù„
لكن بالتأمل Ùيما جرى بعد كربلاء، نرى أن الأمة قد قامت من رقدتها، واستيقظت من سباتها ووعت المخاطر التي كانت تØÙŠØ· بها، وصار Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) ومصيبته ÙÙŠ كربلاء على كل Ø´ÙØ© ولسان وتناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل، وعصراً بعد عصر، ولم تمض٠سنوات قليلة على كربلاء ØØªÙ‰ بدأت الثورات تتوالى، ÙˆØ§ØØ¯Ø© بعد أخرى، ÙˆÙÙŠ كل ثورة كان الØÙƒÙ… الأموي يضع٠ويهتز، إلى أن كانت الضربة القاضية التي أزالت ØÙƒÙ… أولئك الذين سÙكوا الدم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ÙˆØ¥Ù„Ù‰ الأبد، وكان كل الذين يثورون ÙŠØ±ÙØ¹ÙˆÙ† شعاراً ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ " يا لثارات Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ".
وبذلك كله Ù†Ùهم معنى Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« النبوي المتقدّم " وأنا من ØØ³ÙŠÙ† "
ÙØ§Ù„ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© هي التي Ø£ØÙŠØª الإسلام وأبقت له وجوداً ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© الأمة، وذلك الوجود المبارك الذي ننعم به اليوم كثمرة أساسية وكبرى من ثمرات تلك الثورة الرائدة، التي ØÙ…Ù„ Ùيها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) كل التراث الإلهي معه إليها لينشره من هناك مع قطرات دمه ومع كلماته الخالدة التي ما زالت تهدي المجاهدين الثائرين عندما يدعوهم الواجب الإسلامي إلى النهوض والقيام Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ عن دين الله.
ومما لا ريب Ùيه ان استشهاد الامام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ( عليه السلام ) أزال الغشاوة عن بصر الأمة وجعلها ترى المؤامرة الأموية على الاسلام والمسلمين، Ùكذلك Ù†ØÙ† نرى أن استشهاد قادة المقاومة وعلى رأسهم سيد شهدائها السيد عباس الموسوي وشيخ شهدائها الشيخ راغب ØØ±Ø¨ قد لعب دوراً ÙÙŠ جعل الشعب ÙŠØ³ØªÙˆØ¶Ø Ø§Ù„Ø£Ù…ÙˆØ± ويعر٠أن العدو الصهيوني إنما يقتل هؤلاء لأنهم يوضّØÙˆÙ† الØÙ‚ائق المرة عن ذلك العدو الذي Ø§ØØªÙ„ الأرض ويدَّعي بأنه يريد ØªØØ±ÙŠØ± الناس من الأغراب الموجودين على أرضه، لكن عندما Ùهمت الناس ØÙ‚يقة الأمور من خلال القادة الشهداء ومن أمثالهم ممن بقوا Ø£ØÙŠØ§Ø¡ لم تصل إليهم يد الغدر والخيانة تغير ØØ§Ù„ العدو وصارت الناس ØªØØ§Ø±Ø¨Ù‡ وتقاتله بدلاً من النظر اليه كمنقذ ومخلّص.