ØØ§Ù„Ø© الاÙمّة وقت خروج Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وموقÙها منه
أين كانت الاÙمّة ØŸ
أين كانت الاÙمّة الإسلاميّة عندما وقعت Ù…Ø°Ø¨ØØ© كربلاء ØŸ أين كان المسلمون ØŸ وأين كان عقلاء الاÙمّة ووجهاؤها ØŸ هل كانوا Ø¨Ø§Ù„ØØ¬ ÙØ´ØºÙ„وا بمناسكه , أم كانوا غزاة يجاهدون ÙÙŠ سبيل الله , أم كانوا نياماً وقد استغرقوا ÙÙŠ نومهم Ùلم يسمعوا صرخات الاستغاثة ØŒ ولا قرقعة السيو٠ووقع سنابك جيش « Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© » ØŸ!
الأدلة القاطعة تشير بأنهم لم يكونوا Ø¨Ø§Ù„ØØ¬ ØŒ ولا كانوا غزىً ØŒ ولا كانوا مستغرقين بالنوم ØŒ بل جرت أمامهم ÙØµÙˆÙ„ Ø§Ù„Ù…Ø°Ø¨ØØ© ÙØµÙ„اً ÙØµÙ„اً ØŒ وبالتصوير الÙني البطيء ØŒ وأنهم تابعوا وشاهدوا وقائع Ø§Ù„Ù…Ø°Ø¨ØØ© البشعة ÙÙŠ كربلاء بنظرات ساكنة ØŒ وأعصاب باردة ØŒ تماماً كما يشاهدون Ùلماً من Ø£Ùلام الرعب على شاشة Ø§Ù„ØªÙ„ÙØ§Ø² .
وكان دور الأكثرية الساØÙ‚Ø© من الاÙمّة الإسلاميّة ØŒ ودور وجهائها وعقلائها مقتصراً على المتابعة والمشاهدة , باستثناء بعض التعليقات أو Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ¹Ø§Ù„ات الشخصية Ø§Ù„Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø© التي أبداها بعضهم همساً وهو يتابع ويشاهد Ø§Ù„Ù…Ø°Ø¨ØØ© .
كان بإمكان عقلاء الاÙمّة الإسلاميّة ووجهائها ØŒ وكان بإمكان أكثرية تلك الاÙمّة على الأقل أن ÙŠØØ¬Ø²ÙˆØ§ بين Ø§Ù„ÙØ¦ØªÙŠÙ† المتنازعتين قبل وقوع Ø§Ù„Ù…Ø°Ø¨ØØ© Ø› ÙØ§Ù„وجهاء والعقلاء الذين لا دين لهم ÙŠØØ¬Ø²ÙˆÙ† بمثل هذه Ø§Ù„ØØ§Ù„ات .
كان بإمكانهم أن يأمروا بالمعرو٠وينهوا عن المنكر ØŒ Ùيقولون Ù„Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الطاغية مثلاً : إن قتل ابن بنت النبي وآل Ù…ØÙ…ّد ØŒ وأهل بيت النبوة منكر ØŒ ÙˆØØ§Ø´Ø§ لمثلك يا « أمير المؤمنين » أن يقع Ùيه .
يمكنهم أن يقولوا Ù„Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الطاغية بأن تعبئة ثلاثين أل٠مقاتل وزجّهم ÙÙŠ المعركة لمقاتلة ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) , وأهل بيت النبوة ومواليهم , وهم لا يتجاوزون المئة رجل ØŒ أمر لا يليق بشر٠العسكرية الإسلاميّة التي يمثلها جيش Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© .
وكان بإمكانهم أن يقولوا Ù„Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ©
الطاغية : وإن كنت ÙØ§Ø¹Ù„اً يا « أمير المؤمنين » ÙØ£Ø¹Ø· أوامرك لجيشك الجرار بأسر ابن بنت النبي وآل النبي وأهل بيت النبي ØŒ Ùليست هنالك ضرورة عسكرية لقتلهم .
كان بإمكان الأكثرية ووجهاء الاÙمّة وعقلائها على الخصوص أن يقولوا Ù„Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© : إن ابن بنت النبي عالم ورث علم النبوة ØŒ أو على الأقل Ø£ØØ¯ علماء الإسلام ØŒ وليس مناسباً لـ « أمير المؤمنين » أن يقتل عالماً مهما كان جرمه . إنها لَوصمة عار ÙÙŠ جبين الجيش الإسلامي إن قتل ØØ¨Ø±Ø§Ù‹ يهودياً ØŒ أو راهباً نصرانياً ØŒ Ùكي٠يا أمير المؤمنين بوارث علم النبوة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŸ!
كان بإمكانهم أن يتداعوا من كل ØØ¯Ø¨ وصوب ويقولوا لـ « Ø®Ù„ÙŠÙØ© المسلمين » : نرجوك يا « أمير المؤمنين » , إن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل بيته هم آل Ù…ØÙ…ّد الذين ÙØ±Ø¶ الله على كلّ٠مسلم أن يصلّي عليهم ÙÙŠ صلاته ØŒ وأنهم ذوو قربى النبي الذين أوجب الله على المسلمين مودتهم . وقتلهم بهذه الطريقة Ø¥ØØ±Ø§Ø¬ لكم ولنا ولديننا أيضاً .
كان بإمكان الوجهاء والعقلاء وأكثرية الاÙمّة المسلمة أن تقول Ù„Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الطاغية : يا « أمير المؤمنين » , إنّ Ù…ØÙ…داً رسول الله Ù†ÙØ³Ù‡ لم يكره Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ من الناس على بيعته ØŒ ثمَّ إن بيعة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل بيت النبوة لا تزيد ÙÙŠ ملك مولانا « أمير المؤمنين » , وإن عدم بيعتهم له لا تؤثّر عملياً ÙÙŠ ملكه .
كان بإمكان وجهاء الاÙمّة وعقلائها وأكثريتها أن تقول Ù„Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الطاغية : نرجوك يا ØµØ§ØØ¨ الجلالة , ونستوهبك Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وآل Ù…ØÙ…ّد , وأهل بيت النبوة وذوي قربى Ù…ØÙ…ّد . Ù†ØÙ† عبيدك وعبيد أبيك من قبلك ØŒ وعلى طاعتك ØŒ Ùهبهم لنا Ø› إنك إن قتلتهم أيها الملك ÙØ£ÙŠ Ø´ÙŠØ¡ مقدّس يبقى لدينا !
لو قال وجهاء وعقلاء المسلمين ذلك ليزيد بن معاوية لما وقعت Ù…Ø°Ø¨ØØ© كربلاء , ربما كانت قلوبهم مليئة بالرعب ØŒ وكان عسيراً عليهم أن يجتمعوا ويقولوا ذلك Ù„Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© . وربما أن الوجهاء قد أدركوا بثاقب عيون مصالØÙ‡Ù… الضيقة أن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل بيت النبوة عائق أمام مطامعهم المستقبلية بالرئاسة ØŒ ÙØ£Ø¯Ø±ÙƒÙˆØ§ أن ÙØ¹Ù„ يزيد بن معاوية يصبّ ÙÙŠ النهاية بØÙˆØ¶ مطامعهم الضيّقة ØŒ ÙØ§Ø³ØªØØ³Ù†ÙˆØ§ ÙØ¹Ù„Ù‡ ØŒ وعبّروا عن هذا Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØØ³Ø§Ù† بالسكوت Ø› « لأن السكوت ÙÙŠ معرض Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© إلى البيان بيان » كما يقول ذلك علماء البلاغة .
Ù„ÙŠÙØ®Ø±ÙˆØ§ بالمنكر ولا ÙØ®Ø± به
Ù„ÙŠÙØ®Ø± وجهاء وعقلاء الاÙمّة الإسلاميّة وأكثريتها الساØÙ‚Ø© بأنهم لم يأمروا بمعرو٠، ولا نهوا عن منكر ØŒ ولا سمعوا من Ø§Ù„ÙØ¦ØªÙŠÙ† ÙØØ¯Ù‘Ø¯ÙˆØ§ Ù…ÙŽÙ† هي الباغية ØŸ ولا ØØªÙ‘Ù‰ ØØ¬Ø²ÙˆØ§ , وإنما شاهدوا Ø§Ù„Ù…Ø°Ø¨ØØ© وتابعوها من أوّلها إلى آخرها دون أن ÙŠØØ±Ù‘كوا ساكناً ØŒ أو يوجّهوا كلمة لوم ÙˆØ§ØØ¯Ø© Ù„Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الطاغية ØŒ بل مضوا ÙÙŠ طاعته ! ألا بعداً لهذه الوجاهة Ø§Ù„ÙØ§Ø±ØºØ© ØŒ ولتلك الأكثرية الجاهلة كما بعدت ثمود !
ØØ§Ù„Ø© الاÙمّة وقت خروج Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام)
عندما خرج الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† من المدينة أو Ø§ÙØ®Ø±Ø¬ منها كان ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ لجميع رعايا دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© أن Ø¹Ø§ØµÙØ© مدمرة تتجمع بالاÙÙÙ‚ وتتØÙز للانطلاق ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†ÙØ¬Ø§Ø± ØŒ وأن مواجهة Ø¹Ù†ÙŠÙØ© وضاربة ستنشب لا Ù…ØØ§Ù„Ø© بين Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وأركان دولته وجيشه المطيع الجرار من جهة , وبين ابن النبي الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وآل Ù…ØÙ…ّد وأهل بيت النبوة والقلة القليلة التي انضمت إليهم مختارة الآخرة على الدنيا .
مثلما كان ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ لرعايا دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© بأن هذه المواجهة ليست Ù…ØªÙƒØ§ÙØ¦Ø© ØŒ ÙØ§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© يستطيع أن يجنّد خلال Ø§ÙØ³Ø¨ÙˆØ¹ ÙˆØ§ØØ¯ نص٠مليون مقاتل ØŒ وهل بإمكان Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ومَن معه وهم لا يزيدون عن المئة أن يقاتلوا نص٠مليون جندي ØŸ!
ومن جهة ثانية ØŒ Ùقد كان ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ لرعايا دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© أن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© المتغلب وأركان دولته يملكون بأيديهم Ù…ÙØ§ØªÙŠØ المال والجاه ØŒ والسلطان والنÙوذ ØŒ Ùلا يدخل الجيوب درهم إلاّ بإذن الدولة ØŒ ولا يخرج من الجيوب درهم إلاّ بأمرها Ø› ÙØ§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© سلطان اقتصادي قبل أن يكون سلطاناً سياسياً ØŒ سلطاناً عسكرياً .
إقليم دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© كله ما هو ÙÙŠ ØÙ‚يقته إلاّ ضيعة Ù„Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وأقاربه بالدرجة الأولى , وأركان دولته بالدرجة الثانية . ورعايا دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ما هم ÙÙŠ الØÙ‚يقة إلاّ أقنان يعملون جميعاً ÙÙŠ « ضيعة Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© » , وعبيد يأتمرون بأمر Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ØŒ ويعتمدون هم وعائلاتهم ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù… اليومية ÙÙŠ معيشتهم على ما يقدّمه لهم Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© .
ÙØ§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© يقدّم عطاءً شهرياً Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ جيشه ØŒ وعطاء ÙˆØ§ÙØ¹Ø·ÙŠØ§Øª لرعايا دولته , بمعنى أن جميع Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ رعايا دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© يتلقّون رزقاً أو عطاءً شهرياً مباشراً أو غير مباشر من Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ØŒ ÙˆØ§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الملك لا يعطي مجاناً Ø› Ùهو يعتبر مال الدولة ماله الخاص Ø› لذلك ÙØ¥Ù†Ù‡ يقدّم الأرزاق والعطايا لجيشه ولرعاياه ليبقوا دائماً على طاعته ØŒ Ùلا يعمل Ø£ØØ¯ منهم إلاّ بما يرضي Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ØŒ ولا يتكلم إلاّ بما يسرّ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© .
ÙØ¥Ø°Ø§ خرج Ø£ØØ¯ من الرعية عن طاعة Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ØŒ أو عمل عملاً يغضب Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ØŒ أو تكلّم بكلام لم يسرّ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ØŒ ÙØ£ÙˆÙ„ إجراء يتعرض له هذا « المواطن » هو قطع الرزق والعطاء الشهري عنه وعن Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ عائلته ØŒ ويتبع ذلك ما يسمى « برئت منه الذمة » , أي ÙŠÙهدر دمه ØŒ ومع دمه قد تهدر دماء أولاده وعائلته Ø› جزاء ÙˆÙØ§Ù‚اً لعصيانه « Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© رسول الله » Ø› لأن الخروج على طاعة Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© من جرائم الخيانة العظمى .
ومع الأيام تروض Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ الرعية ØŒ وتسابقوا لإشباع جوعهم للمال والجاه والنÙوذ ØŒ وكان ميدان السباق Ø§Ù„Ø£Ø±ØØ¨ هو « التÙنن » بطاعة Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© , وابتغاء رضوانه ومرضاته بأي وسيلة .
ثمَّ إنّ الناس قد خرجوا قبل قليل من ØØ±Ø¨ أهلية أشعلها معاوية بن أبي سÙيان بخروجه على إلامام الشرعي , وإصراره على تØÙˆÙŠÙ„ نظام Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© إلى الملك ØŒ وانتزاع هذا الملك بالقوة والقهر والغلبة , وبأي وسيلة تلزم لتØÙ‚يق غاياته ØŒ بغض النظر عن شرعيتها أو عدم شرعيتها ØŒ إنسانيتها أو ÙˆØØ´ÙŠØªÙ‡Ø§ .
وقد طالت Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الأهلية ØŒ ÙˆØ¯ÙØ¹Øª الرعية أغلى الأثمان , واستسلمت ÙÙŠ النهاية ØŒ وتنازلت لمعاوية عن كل شيء من دون قيد ولا شرط ØŒ Ùما ØØ±Ù‘مه معاوية Ùهو Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… , وما Ø£ØÙ„Ù‡ معاوية Ùهو الØÙ„ال Ø› Ùقد أمر معاوية المسلمين بأن يسبوا علي بن أبي طالب وأهل بيت النبوة (عليهم السّلام) ØŒ ÙØ§Ø³ØªØ¬Ø§Ø¨Øª الرعية على الÙور , وتعبّدت بسب علي وأهل بيت النبوة .
وقال معاوية : أضÙوا هالة القداسة على كلّ٠مَن ØµØØ¨ النبي ورآه . ÙØ§Ø³ØªØ¬Ø§Ø¨Øª الرعية , ورددت خل٠معاوية بأن كل Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© بمَن Ùيهم معاوية وأبوه ومروان بن الØÙƒÙ… عدول لا يصدر منهم إلاّ ØÙ‚اً وصواباً .
لقد ملّت الاÙمّة Ùكرة المقاومة ÙˆØ§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن الØÙ‚ ØŒ وقررت أن تطلب الØÙŠØ§Ø© والسلامة والعاÙية ولو بالقيود والأغلال . ÙØ¶Ù„اً عن ذلك ÙØ¥Ù† المناهج التربوية والتعليمية والسلوك العام Ù„Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ وأركان دولتهم كان منصبّاً بالدرجة الأولى على إنكار أيّ ØÙ‚ لأهل بيت النبوة بقيادة الاÙمّة ØŒ وعلى تصغير مكانة أهل بيت النبوة .
وتأويل النصوص الشرعية التي نجت من ØØµØ§Ø± Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ تأويلاً يخرجها عن معناها , وعلى Ù…ØØ§ØµØ±Ø© أهل بيت النبوة ومَن والاهم ØŒ وإظهارهم بمظاهر الطامعين بالسلطة ØŒ والمنازعين لأمر أهله , وبمظهر المتربّصين Ø¨ÙˆØØ¯Ø© الاÙمّة ØŒ والمتأهبين لشق عصا الطاعة ØŒ والخروج على الجماعة .
لقد Ù†Ø¬ØØª دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© بإرساء هذه Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… الظالمة ÙÙŠ Ù†Ùوس الأكثرية الغاÙلة من رعاياها . ÙØ¶Ù„اً عن ذلك ÙØ¥Ù† عامة ابناء بطون قريش الـ 23 ØŒ والبطن الأموي خاصة صاروا هم ومَن والاهم أركاناً لدولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© من بعد ÙˆÙØ§Ø© النبي (صلّى الله عليه وآله) ÙˆØØªÙ‘Ù‰ عهد يزيد وما بعده . وهذه البطون هي Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ التي ØØ§Ø±Ø¨Øª Ù…ØÙ…داً (صلّى الله عليه وآله) ÙˆØØ§Ø±Ø¨Øª دينه طوال الـ 21 عاماً , ولم تسلم إلاّ مكرهة Ø› ونتيجة معاناة Ø§Ù„ØØ±Ø¨ التي استمرت 21 عاماً كرهت Ù…ØÙ…داً وبني هاشم , وأضمرت الØÙ‚د لهم .
ولما انتصر الإسلام وصار له ملك ودولة صار الدين طريق ملك Ø› ÙØ£Ø¯Ù‘عت البطون ØØ¨Ù‡Ø§ لمØÙ…د وقرابتها منه ØŒ وأعلنت اعتراÙها بالنبوة ØŒ ÙˆØªÙØ§Ø®Ø±Ù‡Ø§ بهذه النبوة لغاية توطيد ملكها على العرب وعلى العالم .
وبالوقت Ù†ÙØ³Ù‡ الذي أبقت Ùيه بطون قريش كراهيتها ÙˆØÙ‚دها على آل Ù…ØÙ…ّد خاصة والهاشميّÙين عامة ØŒ وأخذت هذه البطون ØØ°Ø±Ù‡Ø§ التام من كل من يواليهم ÙˆÙŠØØ¨Ù‡Ù… من المسلمين ØŒ وجردت الهاشميّÙين ومَن والاهم عملياً من ÙƒØ§ÙØ© ØÙ‚وقهم السياسية .
وبالوقت Ù†ÙØ³Ù‡ الذي تزعم Ùيه البطون إسلامها وإيمانها ØŒ وتØÙƒÙ… الناس باسم الدين إسلاماً وإيماناً Ø› مجموعة هذه الاÙمور أماتت الشعور بالانتماء للاÙمّة , ÙˆØ§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ø³ العام ØŒ وخلقت ØØ§Ù„Ø© من التقوقع على الذات ØŒ ومن الشعور Ø¨Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØµØ§Ù„ العملي التام عن المجتمع Ø› ÙØ§Ù†ØªØµØ§Ø±Ø§Øª المجتمع العسكرية تÙقابل Ø¨Ø§Ù„ÙØªÙˆØ± ØŒ وهزائمه تÙقابل بقليل من الأس٠.
صØÙŠØ أن الاÙمّة كانت تعر٠الØÙ‚ من الباطل , ولكن لا ØÙˆØ§Ùز لديها ولا رغبة بنصرة الØÙ‚ أو Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© الباطل , إنها تتمنى أن ينتصر الØÙ‚ وأن ÙŠÙهزم الباطل , ولكن ليست لدى أي ÙØ±Ø¯ من Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ الرعية العزيمة والرغبة للاشتراك بنصرة الØÙ‚ أو هزيمة الباطل وهو مقتنع أن ÙÙŠ يوم من الأيام سيأتي غيره Ùينصر الØÙ‚Ù‘ÙŽ أو يهزم الباطل دون ان يكلّÙÙ‡ عناء المواجهة .
كان هذا الشعور بالتواكل سائداً عند الرجال والنساء , ولكن بنسب Ù…ØªÙØ§ÙˆØªØ© . قال الطبري ÙÙŠ تاريخه : إنّ المرأة كانت تأتي ابنها وأخاها ÙØªÙ‚ول : انصر٠، الناس يكÙونك . ويجيء الرجل إلى ابنه وأخيه Ùيقول : غداً يأتيك أهل الشام(1) .
بهذا المناخ المعقد مات معاوية ØŒ وخلÙÙ‡ يزيد ØŒ وامتنع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) عن البيعة ÙØ§Ø¶Ø·Ø± ØÙاظاً على ØÙŠØ§ØªÙ‡ وموقÙÙ‡ للخروج .
موق٠الاÙمّة الإسلاميّة من خروج Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام)
موق٠الأكثرية الساØÙ‚Ø©
لم يق٠يزيد بن معاوية ÙˆØØ¯Ù‡ ÙÙŠ وجه الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل بيت النبوة (عليهم السّلام) ØŒ إنما ÙˆÙ‚ÙØª مع يزيد ابن معاوية واستنكرت موق٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل بيت النبوة مجموعة من القوى الكبرى التي كانت تكوّن رعايا دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© أو ما عر٠باسم « الاÙمّة الإسلاميّة » .
وهذه القوى هي :
1 Ù€ بطون قريش الـ 23 ÙˆØ£ØØ§Ø¨ÙŠØ´Ù‡Ø§ وموالوها , وهي القوة Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ التي كذبت النبي (صلّى الله عليه وآله) وقاومته وتآمرت على قتله ØŒ ÙˆØØ§Ø±Ø¨ØªÙ‡ 21 عاماً ØØªÙ‘Ù‰ Ø£ØØ§Ø· بها النبي (صلّى الله عليه وآله) ÙØ§Ø³ØªØ³Ù„مت واضطرت مكرهة لإعلان إسلامها وهي تخÙÙŠ ÙÙŠ صدورها غير الإسلام .
ويزيد بن معاوية ليس غريباً على البطون Ø› ÙØ¬Ø¯Ù‘Ù‡ أبو سÙيان هو الذي قاد البطون ووØÙ‘دها للوقو٠ضد Ù…ØÙ…ّد (صلّى الله عليه وآله) Ù„Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© Ù…ØÙ…ّد , ومعاوية والد يزيد هو الذي قاد البطون ووØÙ‘دها Ù„ØØ±Ø¨ علي (عليه السّلام) . ثمَّ إن يزيد موتور , شأنه شأن كل ÙˆØ§ØØ¯ من أبناء البطون ØŒ وتشترك بطون قريش الـ 23 بكراهية آل Ù…ØÙ…ّد والØÙ‚د عليهم , ÙˆØ±ÙØ¶Ù‡Ø§ المطلق لقيادتهم وإمامتهم ÙˆØ®Ù„Ø§ÙØªÙ‡Ù… .
2 Ù€ ووق٠المناÙقون من أهل المدينة وممن ØÙˆÙ„ها من الأعراب ØŒ ومن خبث من ذرّياتهم ØŒ ومناÙقوا مكة ومَن ØÙˆÙ„ها جميعاً مع يزيد بن معاوية ØŒ لا ØØ¨Ø§Ù‹ بيزيد ØŒ ولا ØØ¨Ø§Ù‹ ببطون قريش , ولكن كراهية ÙˆØÙ‚داً على Ù…ØÙ…ّد وآل Ù…ØÙ…ّد , وطمعاً بهدم أساسيات الدين بيد معتنقيه , وقد اعتقدوا أن Ø§Ù„ÙØ±Øµ قد Ù„Ø§ØØª لإبادة آل Ù…ØÙ…ّد (عليهم السّلام) إبادة تامة Ø› لذلك أيدوا يزيد بن معاوية .
3 Ù€ ÙˆÙˆÙ‚ÙØª المرتزقة من الأعراب مع يزيد أيضاً ØŒ وقد وجدت ظاهرة الارتزاق جنباً إلى جنب مع ظاهرة Ø§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ ØŒ ومات النبي (صلّى الله عليه وآله) وبقيت الظاهرتان ØŒ والمرتزقة قوم لا مبادئ لهم إلا مصالØÙ‡Ù… ØŒ مهنتهم اقتناص Ø§Ù„ÙØ±Øµ ØŒ وتأييد المواق٠، ÙˆØªØ±Ø¬ÙŠØ Ø§Ù„ÙƒÙّات , والانقضاض على المغلوب ØŒ وهم على استعداد لمناصرة من ÙŠØ¯ÙØ¹ لهم أكثر كائناً من كان . ولا ÙØ±Ù‚ عندهم سواء أيّدوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أم أيدوا الشيطان ØŒ Ùهم يدورون مع Ø§Ù„Ù†ÙØ¹ العاجل ØÙŠØ« دار .
انظر إلى قول سنان بن أنس Ù€ قاتل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ù€ لعمر بن سعد بن أبي وقاص عندما جاءه طالباً Ø§Ù„Ù…ÙƒØ§ÙØ£Ø© على قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) :
اÙمـلأ ركـابي ÙØ¶Ø© أو ذهبا إنـي قـتلت٠السيد Ø§Ù„Ù…ØØ¬Ø¨Ø§
وخـيرهم من يذكرون النسبا قتلت٠خير الناس اÙمّاً وأبا (2)
ÙØ§Ù„لعين يعر٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ ويعر٠مكانته العلية ØŒ ولكن ما يعني هذا التاÙÙ‡ هو المال . أعطه المال وكلّÙÙ‡ بقتل نبي يقتله مع علمه بأنه نبي ØŒ أو كلّÙÙ‡ بقتل الشيطان يقتله إن رآه , وبأعصاب باردة ØŒ لا ÙØ±Ù‚ عنده بين الاثنين .
لقد أدركت المرتزقة بأن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل بيته (عليهم السّلام) Ø³ÙŠÙØºÙ„َبون , وأنّ يزيد سينتصر وسيعطيهم بعض المال Ø› لذلك أيّدوا يزيد بن معاوية .
4 Ù€ الأكثرية الساØÙ‚Ø© من الأنصار ÙˆÙ‚ÙØª مع يزيد بن معاوية Ø› Ùقد بايعته أو قبلت به ØŒ أو تظاهرت بقبوله ØŒ Ùليس وارداً على الإطلاق أن تق٠مع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ وليس وارداً أن تعصي أمر يزيد بن معاوية .
Ùلو طلب منها يزيد أن تميل على الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل بيت النبوة ÙØªØØ±Ù‚ عليهم بيوتهم وهم Ø£ØÙŠØ§Ø¡ لأجابته أكثرية الأنصار إلى ذلك Ø› Ùللأنصار تاريخ بالطاعة Ø› ÙØ§Ù„سرية التي أرسلها Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الأوّل وقادها Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الثاني Ù„ØØ±Ù‚ بيت ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت Ù…ØÙ…ّد على Ù…ÙŽÙ† Ùيه Ù€ ÙˆÙيه علي ØŒ ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت Ù…ØÙ…ّد , وآل Ù…ØÙ…ّد (صلوات الله عليهم جميعاً) Ù€ كانت من الأنصار(3) Ø› لذلك يمكنك القول وبكل Ø§Ø±ØªÙŠØ§Ø : إن أكثرية الأنصار كانت سيوÙهم مع يزيد ÙˆØªØØª تصرÙÙ‡ ØŒ وكانوا عملياً من ØØ²Ø¨Ù‡ , ومن ØØ²Ø¨ Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ البطون , أو على الأقل ليسوا من ØØ²Ø¨ أهل بيت النبوة .
5 Ù€ المسلمون الجدد الذين دخلوا ÙÙŠ الإسلام على يد جيش Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ Ø§Ù„ÙØ§ØªØ كانوا بأكثريتهم الساØÙ‚Ø© مع يزيد بن معاوية Ø› لأنهم Ùهموا الإسلام على طريقة قادة البطون وأبنائها ØŒ وتلقّوا تعليمهم ÙÙŠ مدارس البطون , وأكثريتهم لا يعرÙون أهل بيت Ù…ØÙ…ّد ØŒ ولا ذوي قرباه , ويجهلون تاريخهم Ø§Ù„ØØ§ÙÙ„ بالأمجاد Ø› لأن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ وأبناء بطون قريش الـ 23 تعمّدوا تجهيل الناس بذلك .
بل وأبعد من ذلك ÙØ¥Ù†Ù‘ أكثريتهم يعتقدون أن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) قاتل مجرم « ØØ§Ø´Ø§Ù‡ » , وأنه وأهل بيت النبوة ينازعون الأمر أهله ØŒ وأنهم أعداء للدين ØŒ وإلاّ Ùلماذا ÙØ±Ø¶ « Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© معاوية » سبه ولعنه على رعايا الدولة ØŸ! ولماذا أصدر Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© معاوية أمراً بقتل كل من يوالي علياً وأهل بيته(4) ØŸ! لذلك ÙˆÙ‚ÙØª الأكثرية الساØÙ‚Ø© من المسلمين الجدد مع يزيد بن معاوية .
6 Ù€ ووق٠مع يزيد بن معاوية أبناء وبطون وشيع الخمسة الذين عرÙوا « بأهل الشورى » , ويكÙÙŠ أن تعلم بأن Ù…Ø°Ø¨ØØ© كربلاء قد Ù†ÙÙّذت على يد عمر بن سعد بن أبي وقاص ØŒ وكان أبوه Ø£ØØ¯ الخمسة الذين اختارهم عمر بن الخطاب Ù„Ù…Ù†Ø§ÙØ³Ø© علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ØµØ§ØØ¨ الØÙ‚ الشرعي بالإمامة من بعد النبي (صلّى الله عليه وآله) .
7 Ù€ كذلك وق٠مع يزيد بن معاوية أبناء Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ الذين استولوا على مقاليد الاÙمور من بعد النبي (صلّى الله عليه وآله) ØŒ ÙˆÙˆÙ‚ÙØª معهم أيضاً بطون Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ وشيعهم ØŒ ويكÙÙŠ أن تعلم بأن عبد الله بن عمر بن الخطاب كان من أكثر المتØÙ…سين لبيعة يزيد بن معاوية ØŒ ومن أكثر المشجعين على هذه البيعة , وهو Ù†ÙØ³Ù‡ الذي امتنع عن مبايعة علي بن ابي طالب (عليه السّلام) !
الأكثرية مع يزيد
Ù…ÙŽÙ† يصدّق أن أكثرية الاÙمّة الإسلاميّة ÙˆÙ‚ÙØª مع يزيد بن معاوية وضد الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , والأقلية هي التي ÙˆÙ‚ÙØª مع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ضد يزيد بن معاوية ! Ù…ÙŽÙ† يصدق ذلك ! لقد تتبعنا ÙƒØ§ÙØ© الشواهد ØŒ واستقرأنا ØÙ‚يقة تلك Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© ÙØµØ¯Ù…تنا هذه الØÙ‚يقة المرة .
التاريخ Ø§Ù„ØØ§ÙÙ„ بالمخازي
من يقرأ تاريخ الاÙمم والشعوب يستنتج أن الأكثرية الساØÙ‚Ø© من كلّ٠اÙمّة من اÙمم الأرض ØŒ وكلّ شعب من شعوبها قد اتخذت دائماً مواق٠مخجلة يصعب Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Øº عنها Ø› لأنها مكللة بالخزي والعار ØÙ‚اً Ø› ÙØ§Ù„أكثرية الساØÙ‚Ø© من كل اÙمّة من اÙمم الأرض , وكلّ شعب من شعوبها ÙˆÙ‚ÙØª ÙˆÙ‚ÙØ© رجل ÙˆØ§ØØ¯ مع طاغوتها ضد نبيها ØŒ معاندة له ØŒ ومكذبة به ØŒ ÙˆØ±Ø§ÙØ¶Ø© الØÙ‚ الذي جاء به !
لقد ساق القرآن الكريم كماً هائلاً من الأمثلة على تلك المواق٠المخجلة لتلك الأكثريات ØŒ قال تعالى : (كَذَّبَتْ قَبْلَهÙمْ قَوْم٠نÙÙˆØÙ وَعَادٌ ÙˆÙŽÙÙØ±Ù’عَوْن٠ذÙÙˆ الأَوْتَاد٠* وَثَمÙود٠وَقَوْم٠لÙوط٠وَأَصْØÙŽØ§Ø¨Ù الأَيْكَة٠أÙوْلَئÙÙƒÙŽ الأَØÙ’زَاب٠* Ø¥Ùنْ ÙƒÙلٌّ Ø¥Ùلاَّ كَذَّبَ Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ³ÙÙ„ÙŽ ÙÙŽØÙŽÙ‚Ù‘ÙŽ عÙقَابÙ)(سورة ص / 12 Ù€ 14 ) .
وبين القرآن الكريم بعض ØµÙØ§Øª الأكثرية ÙÙŠ كلّ٠اÙمّة وشعب ØŒ وكش٠ØÙ‚يقة هذه الأكثرية بكم وكي٠هائل من الآيات , Ùقال تعالى بهذا المجال (ÙˆÙŽÙ„ÙŽÙƒÙنَّ أَكْثَرَ النَّاس٠لاَ ÙŠÙŽØ´Ù’ÙƒÙØ±Ùونَ)( سورة البقرة / 243 ) ØŒ (ÙˆÙŽØ¥Ùنْ ØªÙØ·Ùعْ أَكْثَرَ مَنْ ÙÙÙŠ Ø§Ù„Ø£ÙŽØ±Ù’Ø¶Ù ÙŠÙØ¶ÙلّÙوكَ عَنْ سَبÙيل٠اللَّهÙ)( سورة الأنعام / 116 ) ØŒ (ÙˆÙŽÙ„ÙŽÙƒÙنَّ أَكْثَرَ النَّاس٠لا يعلمون)( سورة الأعرا٠/ 187 ) , (ÙˆÙŽÙ„ÙŽÙƒÙنَّ أَكْثَرَ النَّاس٠لاَ يؤمنون)( سورة هود / 17 ) ØŒ (Ùَأَبَى أَكْثَر٠النَّاس٠إÙلاَّ ÙƒÙÙÙوراً)( سورة الأسراء / 89 ) ØŒ (Ù…ÙنْهÙمْ Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùونَ وَأَكْثَرÙÙ‡Ùمْ الْÙَاسÙÙ‚Ùون)( آل عمران / 110 ) .
ÙØ§Ù„أكثريّة الساØÙ‚Ø© من الاÙمّة المصرية ÙˆÙ‚ÙØª مع ÙØ±Ø¹ÙˆÙ†Ù‡Ø§ الذي ÙØ±Ø¶ Ù†ÙØ³Ù‡ عليها بالقوة والقهر والغلبة ØŒ وتخلّت هذه الأكثريّة عن موسى وهارون وخذلتهما ØŒ وواÙقت هذه الأكثريّة على الانخراط بالجيش الذي أعدّه ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† لقتل موسى وهارون ومَن آمن معهما , وسارت الأكثريّة Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ لارتكاب Ù…Ø°Ø¨ØØ© على شاكلة Ù…Ø°Ø¨ØØ© كربلاء , ولكن Ø§Ù„Ù…Ø°Ø¨ØØ© لم ØªØØ¯Ø« Ø› لسبب لا يد لهذه الأكثريّة Ùيه .
والأكثريّة الساØÙ‚Ø© من رعايا دولة نمرود ÙˆÙ‚ÙØª مع نمرودها الطاغية ÙˆÙ‚ÙØ© رجل ÙˆØ§ØØ¯ ضد إبراهيم الخليل (عليه السّلام) , واشتركت بجمع Ø§Ù„ØØ·Ø¨ ØŒ وشهدت عملية Ø¥ØØ±Ø§Ù‚ إبراهيم , تلك العملية التي ÙØ´Ù„ت لسبب سماوي . لم تخجل تلك الأكثريّة عندما أجمعت كلها على مواجهة رجل ÙˆØ§ØØ¯ , وعندما اجتمعت لتتلذذ برؤية إبراهيم وهو ÙŠØØªØ±Ù‚ !
ما هي Ù…ØµÙ„ØØ© أكثريّة اÙمّة ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† واÙمّة نمرود Ù„ØªÙØ¹Ù„ ما ÙØ¹Ù„ت ØŸ إنه لا Ù…ØµÙ„ØØ© لاÙمّة بقتل من ÙŠØØ§ÙˆÙ„ إنقاذها بن براثن العبودية . وما ارتكبت كل اÙمّة من الأمم السابقة مخازيها إلاّ مجاراة لطاغيتها ØŒ وابتغاء لمرضاته ØŒ وانسياقاً أهوج مع التيار ØªØØª دعاوى Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن مصالØÙ‡Ø§ الموهومة وقيمها Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯Ø© .
المواق٠المخجلة لماذا ؟
الأكثريّة الساØÙ‚Ø© من كلّ٠اÙمّة من اÙمم الأرض ليست شيعة ÙˆØ§ØØ¯Ø© كما يتصور بعض القراء , أو ØØ²Ø¨Ø§Ù‹ ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ ØŒ إنما تتكون تلك الأكثريّة من مجموعة كبيرة من الشيع أو Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ التي ØªØØ§Ù„ÙØª مع بعضها ØŒ ومع طاغوتها , وأقامت نظام الØÙƒÙ… الذي يقوده ويرمز Ù„ÙˆØØ¯ØªÙ‡ طاغوتها ØŒ وبالتالي Ùهي Ù…Ù†ØªÙØ¹Ø© من بقاء هذا النظام ØŒ وتعتقد أن لا Ù…ØµÙ„ØØ© لها بتغييره Ø› Ùهي تعتقد أن تغيير النظام يؤدي لضياع مكتسباتها ÙˆØØµØªÙ‡Ø§ بالسلطة ØŒ ÙˆÙ…Ù†Ø§ÙØ¹Ù‡Ø§ Ø§Ù„ØØ§ØµÙ„Ø© والمأمولة .
وتنظر هذه الأكثريّة إلى النبي Ù€ أي نبي Ù€ أو Ø§Ù„Ù…ØµÙ„Ø Ù€ أي Ù…ØµÙ„Ø Ù€ على أساس أنه جاء ليسلبها مكتسباتها بدعاوى موهومة , وربما كانت هذه الأسباب وراء المواق٠المخجلة لكل أكثريّة من أكثريات الأمم التي كذبت أنبياءها ورسلها ØŒ والمصلØÙŠÙ† المشÙقين عليها ØŒ ÙˆÙˆÙ‚ÙØª مع طاغيتها ضدهم ØŒ علاوة على ØØ§Ù„Ø© القسر الاجتماعي التي يخلقها الانسياق أو التوجه العام .
الأقليّة ومواجهة الأكثريّة
الذين آمنوا من كل اÙمّة أقلية ØŒ ØÙ‚اً أقلية لا يتجاوزون أصابع اليدين ØŒ Ùماذا عسى هذه الأقلية أن ØªÙØ¹Ù„ لمواجهة أكثريّة تتكون من الآلا٠أو عشرات الآلا٠أو مئات الآلا٠؟
إنّ مواجهة Ù…Ø³Ù„ØØ© تسعى إليها القلة المؤمنة هي بمثابة Ø§Ù†ØªØØ§Ø± ØÙ‚يقي ستؤدي إلى قتل النبي وإبادة الذين آمنوا معه Ø› لتخلو Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© كلياً , وتبقى للأكثريّة المجرمة . من هنا ابتعد كل نبي من الأنبياء , وكل رسول من الرسل , وكل أقلية من الأقليات التي آمنت Ø¨ÙƒÙ„Ù‘Ù ÙˆØ§ØØ¯ منهم عن المواجهة Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„ØØ© مع الأكثريّة Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯Ø© .
وبالوقت Ù†ÙØ³Ù‡ الذي بقي Ùيه كل نبي متمسكاً بالإعلان عن عدم شرعية نظام الأكثريّة ØŒ ÙˆÙØ³Ø§Ø¯ قيم هذه الأكثريّة ØŒ مع الاستمرار بØÙ…لة Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ØŒ وأقتصر دور الأقلية على تصديق الرسول أو النبي , والإيمان به وموالاته ØŒ والسعي السري لنشر مبادئه لمن يتقبلها .
الله ÙÙŠ مواجهة الأكثريّة
عندما ÙˆÙ‚ÙØª الأكثريّة من كل اÙمّة ضد نبيها ومَن معه ØŒ وكذبته وعزلته عزلاً اجتماعياً كاملاً ØŒ ÙˆÙ†ÙØ±Øª منه ØŒ وقاومت دعوته Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ Ø§Ù„Ù…ØªÙØ´ÙŠ ÙÙŠ أوساط تلك الأكثريّة ØŒ ÙˆØØ§Ù„ت بينه وبين كش٠الØÙ‚ائق .
عندما ÙØ¹Ù„ت كل ذلك Ùقد أجرمت ØÙ‚اً , ولا بدّ من أن ينال المجرم عقابه العاجل Ø› لذلك ÙØ¥Ù† الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى تولى أمر مواجهتهم بوسائله وجنوده Ø› ÙØ£Ù‡Ù„Ùƒ الأكثريّة Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯Ø© من قوم Ù†ÙˆØ , وعاد ØŒ ÙˆÙØ±Ø¹ÙˆÙ† ØŒ وثمود ØŒ وقوم لوط ØŒ ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨ الأيكة ØŒ وبالطرق التي بيّنها القرآن الكريم ØªÙØµÙŠÙ„اً . وكانت عمليات الإهلاك تتم بعد تجاوزهم للمدى , وبعد اليأس من صلاØÙ‡Ù… .
Ø§Ù„ÙØµÙ„ الثاني
الموق٠النهائي لأكثريّة الاÙمّة الإسلاميّة من Ù…Ø°Ø¨ØØ© كربلاء
الامتناع عن البيعة
أصل Ø§Ù„Ù…Ø°Ø¨ØØ© ونواتها أن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) امتنع عن بيعة يزيد بن معاوية , وتبعاً لامتناعه امتنع آل Ù…ØÙ…ّد وأهل بيت النبوة (عليهم السّلام) Ø› لأن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† قد قدّر بأن بيعته ليزيد تتناقض تماماً مع الشرع , ومع الØÙ‚يقة , ومع معتقداته , وخط الكمال الإسلامي الذي يمثله .
وأن بيعته ليزيد ستكون بمثابة اعترا٠بشرعية Ø®Ù„Ø§ÙØ© غير شرعية ØŒ ÙˆÙØªÙˆÙ‰ ضمنية بأهلية يزيد Ù„Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© وهو الرجل الذي يجاهر Ø¨ÙØ³Ù‚Ù‡ ومجونه ÙˆØØªÙ‘Ù‰ Ø¨ÙƒÙØ±Ù‡ . والإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) على علم يقيني بØÙ‚يقة الأوضاع كلها ØŒ وأنه لا طاقة له ولا لأهل بيته بالدخول بمواجهة Ù…Ø³Ù„ØØ© مع Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وأركان دولته .
كان هم الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) منصباً بالدرجة الأولى على العثور على مكان آمن يستطيع Ùيه أن ÙŠØØ§Ùظ على Ù†ÙØ³Ù‡ وأهل بيت النبوة وعلى موقÙÙ‡ ØŒ وعلى ÙØ¦Ø© من الناس تجيره وتجير أهله وتجير موقÙÙ‡ ØŒ وتمكنه من بيان الأسباب التي دعته للامتناع عن بيعة يزيد Ø› ليكون هذا البيان صرخة لإيقاظ النائمين ØŒ ÙˆÙ…ØØ§ÙˆÙ„Ø© جدّية Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ù‡Ø°Ù‡ الاÙمّة . لقد ØÙ„Ù„ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† واقع الاÙمّة تØÙ„يلاً دقيقاً .
الامتناع عن بيعة Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ØØ§Ù„Ø© Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© عند الاÙمّة
1 ـ امتناع الإمام علي (عليه السّلام) عن بيعة أبي بكر
لقد امتنع علي بن أبي طالب (عليه السّلام) عن بيعة أبي بكر ØŒ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الأوّل ØŒ وقال له : (( أنا Ø£ØÙ‚ّ٠منك بهذا الأمر )) Ø› وتبعاً لامتناع الإمام علي (عليه السّلام) امتنع بنو هاشم كلهم عن البيعة , ولم يبايعوا إلاّ بعد ستة أشهر , وبعد أن بايع علي (عليه السّلام)(5) .
2 Ù€ امتناع بعض كبار Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© عن بيعة أبي بكر
كان قسم كبير من كبار Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© يعتقدون أن علي بن أبي طالب هو أولى Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© من أبي بكر Ø› لذلك لم يبايعوا أبا بكر ØŒ نذكر منهم : ÙØ±ÙˆØ© بن عمرو(6) ØŒ وخالد بن سعيد الأموي , وقد أسلم قبل إسلام أبي بكر(7) ØŒ والبراء بن عازب , وسلمان Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ø³ÙŠ ØŒ وعمار بن ياسر ØŒ وأبو ذر Ø§Ù„ØºÙØ§Ø±ÙŠ(8) .. . إلخ .
3 Ù€ ÙÙŠ Ø®Ù„Ø§ÙØ© أمير المؤمنين (عليه السّلام)
وعندما تولّى علي بن أبي طالب Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© , ووÙÙ‚ النمط الذي اخترعه قادة البطون امتنعت مجموعة من الناس عن بيعته ØŒ مثل : سعد بن أبي وقاص , وعبد الله بن عمر بن الخطاب ØŒ ومØÙ…د بن مسلمة .. . إلخ .
ولم يكرههم الإمام (عليه السّلام) على البيعة ØŒ بل غادر الإمام وجيشه المدينة وتركهم وأمثالهم دون التعرض لهم . ولم يزد الإمام علي (عليه السّلام) بعد أن أقام Ø§Ù„ØØ¬Ø© عليهم على القول : (( أمّا ابن عمر ÙØ¶Ø¹ÙŠÙ ØŒ وأمّا سعد ÙØØ³ÙˆØ¯ ØŒ وذنبي إلى Ù…ØÙ…ّد بن مسلمة أني قتلت أخاه يوم خيبر ))(9) « Ù…Ø±ØØ¨ اليهودي » .
الامتناع عن البيعة والقتل
صØÙŠØ أن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الأوّل قد هدد الإمام علياً (عليه السّلام) بالقتل إن لم يبايع(10) , ولكنه لم يقتله بالرغم من أنه امتنع عن البيعة ستة أشهر كما وثّقنا قبل قليل , وصØÙŠØ أيضاً أن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الأوّل ومَن يأتمر بأوامره همّوا Ø¨Ø¥ØØ±Ø§Ù‚ بيت ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت Ù…ØÙ…ّد على من
Ùيه ØŒ ÙˆÙيه علي بن أبي طالب والهاشميّون , ÙˆÙ†ÙØ± ممّن تعاط٠معهم بسبب عدم مبايعتهم له(11) , ولكنهم توقÙوا عن عملية Ø¥ØØ±Ø§Ù‚ البيت بعد أن خرج الموالون لعلي وبايعوا . وصØÙŠØ أيضاً أن عمر بن الخطاب قد أصدر أمراً بقتل سعد بن عبادة ÙÙŠ Ø³Ù‚ÙŠÙØ© بني ساعدة Ø› لامتناعه عن البيعة ØŒ ولكن الأمر لم ÙŠÙ†ÙØ° ØŒ ولم ÙŠÙقتل سعد إلاّ ÙÙŠ ما بعد , وخÙية .
قتل سعد بن عبادة بسبب امتناعه عن البيعة
هنالك ØØ§Ø¯Ø«Ø© قتل بسبب الامتناع عن البيعة Ù…ÙƒØ´ÙˆÙØ© ولا يمكن إنكارها ØŒ وهي ØØ§Ø¯Ø«Ø© قتل سعد بن عبادة سيد الخزرج . وكان قتل سعد بعد صبر طويل , وبعد أن ضاق Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© عمر بن الخطاب ذرعاً بعناد سعد بن عبادة Ø› إذ إن عمر بن الخطاب بوصÙÙ‡ نائباً Ù„Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الأوّل قد أصدر أمراً لأتباعه ÙÙŠ Ø³Ù‚ÙŠÙØ© بني ساعدة بقتل سعد بن عبادة Ø› لامتناعه عن البيعة(12) , ولكن لأسباب أمنية ØŒ وبناء على Ù†ØµÙŠØØ© Ø£ØØ¯ أصÙياء دولة البطون Ø±ÙØ¦ÙŠ Ø¹Ø¯Ù… قتل سعد ÙÙŠ ØÙŠÙ†Ù‡Ø§(13) , ومات Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الأوّل ولم يبايع سعد.
وآلت Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© إلى عمر بن الخطاب ولم يبايعه سعد أيضاً ØŒ ÙˆØØ¯Ø« ØÙˆØ§Ø± Ø¨Ø§Ù„ØµØ¯ÙØ© بين سعد وعمر بن الخطاب انتهى برØÙŠÙ„ سعد عن المدينة إلى الشام(14) ØŒ ÙØ£Ø±Ø³Ù„ عمر بن الخطاب ÙÙŠ أثره رجلاً من الأنصار ليطلب البيعة منه , وأمره أن يقتله إن أبى البيعة ØŒ ولØÙ‚ الرجل ØŒ وعرض عليه البيعة ÙØ£Ø¨Ù‰ سعد ØŒ ÙØ±Ù…اه مبعوث عمر بسهم Ùقتله(15) .
وقيل : إن الذي أرسله عمر لقتل سعد هو Ù…ØÙ…د بن مسلمة(16) , وقتل سعد بطريقة سرية من دون إعلام(17) , وقد Ù‚ÙØªÙ„ سعد وهو جالس يتبول ÙÙŠ Ù†ÙÙ‚(18) .
إذا استثنينا ØØ§Ù„Ø© سعد بن عبادة الذي Ù‚ÙØªÙ„ بالطريقة التي وصÙناها باختصار قبل قليل ØŒ ÙØ¥Ù† Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ الثلاثة الاÙول من أبناء البطون نادراً ما قتلوا من يمتنع عن بيعتهم ØŒ إنما كان القتل عندهم إجراء Ø§ØØªÙŠØ§Ø·ÙŠØ§Ù‹ , من قبيل : وآخر الدواء الكي .
وكانوا يتخذون سلسلة من الإجراءات بØÙ‚ الممتنعين عن البيعة , Ùيعزلونهم اجتماعياً ØŒ ÙˆÙŠÙ†ÙØ±ÙˆÙ† الناس منهم ØŒ ÙˆÙŠØØ±Ù…ونهم من الØÙ‚وق المقررة لهم ØŒ ومن الوظائ٠العامة ØŒ ويضيقون عليهم أسباب المعيشة والرزق ØŒ ولا يستخدمونهم لأي أمر من الاÙمور العامة .
هذه الإجراءات كانت كاÙية لعقاب الممتنعين عن البيعة , ÙˆØØ§Ùزاً لهم لإعادة النظر بقرار الامتناع عن البيعة . وغالباً ما كانت هذه الإجراءات Ù†Ø§Ø¬ØØ© Ø› إذ تجعل Ù…ÙŽÙ† يمتنع عن البيعة عبرة لغيره , وتقتله ولكن ببطء ØŒ ودون ØØ§Ø¬Ø© لسلّ٠السي٠وإراقة الدماء ÙˆØ¥ØØ±Ø§Ø¬ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وأركان دولته .
Ù…ÙˆÙ‚Ù Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØªÙŠÙ†
لم ينÙّذ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الأوّل ونائبه تهديدهما بقتل الإمام علي إن لم يبايع ØŒ وأوقÙوا مشروعهما Ø¨ØØ±Ù‚ البيت على Ù…ÙŽÙ† Ùيه بعد أن شرعوا Ø¨Ø§Ù„ØØ±ÙŠÙ‚ ÙØ¹Ù„اً . لقد Ø§ÙƒØªØ´Ù Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØªØ§Ù† أن هنالك إجراءات تغني عن القتل وعن Ø§Ù„Ø¥ØØ±Ø§Ù‚ ØŒ وأنه من غير اللائق بمكانتهما أن ÙŠØØ±Ù‚وا ابن عم صهرهما Ù…ØÙ…داً وطÙليه ØŒ وابنته الزهراء ØŒ وأقاربه الهاشميّÙين Ø› لأن هذا سيسبب لهما ولمَن والاهما ØØ±Ø¬Ø§Ù‹ بالغاً .
وهنالك من الوسائل ما يغنيهما عن القتل ÙˆØ§Ù„Ø¥ØØ±Ø§Ù‚ ØŒ وينالا بها العاÙية Ø› ÙØ§ØªØ®Ø° Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ونائبه سلسلة من القرارات الاقتصاديّة التي مسّت الإمام علياً (عليه السّلام) , وأهل بيت النبوة خاصة والهاشميّÙين عامة .
1 Ù€ لقد قرر Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ونائبه ØØ±Ù…ان أهل بيت النبوة من إرث النبي (صلّى الله عليه وآله)(19) .
2 Ù€ وقررا ØØ±Ù…ان أهل بيت النبوة من Ø§Ù„Ù…Ù†Ø Ø§Ù„ØªÙŠ أعطاها لهم النبي (صلّى الله عليه وآله) , ومصادرة هذه المنØ(20) .
3 Ù€ وقررا أيضاً ØØ±Ù…ان أهل بيت النبوة والهاشميّÙين من الخمس الوارد ÙÙŠ القرآن الكريم , والمخصص لهم ÙƒØÙ‚ ثابت(21) .
ولمّا ضجّ أهل بيت النبوة من قسوة هذه القرارات الموجعة وتساءلوا : كي٠نعيش ØŸ وماذا نأكل ØŸ تبرع Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ونائبه أن يعولوا وينÙقوا على أهل بيت النبوة ØŒ ومن كان النبي ينÙÙ‚ عليهم(22) , بمعنى أن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الأوّل والثاني استعاضا عن القتل ÙˆØ§Ù„Ø¥ØØ±Ø§Ù‚ بوسائل أكثر ØªØØ¶Ù‘راً وتهذيباً ØŒ وأنهما كانا ØØªÙ‘Ù‰ على استعداد ÙØ¹Ù„ÙŠ لتقديم الطعام والنÙقة لمن امتنعوا عن البيعة .
كان الممتنعون عن البيعة آمنين على أرواØÙ‡Ù… ودمائهم وأبنائهم ØŒ ولم يقل Ø£ØØ¯ إن القتل هو الوسيلة Ø§Ù„Ù…Ø£Ù„ÙˆÙØ© Ù„Ù„ØØµÙˆÙ„ على بيعة الرعية أو بيعة كبار الشخصيات .
أمر مستهجن
البيعة ÙÙŠ عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سواء للدخول ÙÙŠ الدين أو القبول بولايته وقيادته كانت من الاÙمور الرضائية Ø§Ù„Ø¨ØØªØ© Ø› لأن البيعة عقد بين طرÙين ØŒ ولا عقد دون الرضا التام Ø› Ùلم يصد٠بتاريخ النبوة المØÙ…دية أن أجبر رسول الله Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ من الناس ليبايعه للدخول ÙÙŠ الدين أو القبول بولايته وقيادته .
إنّ كل الذين بايعوه على الدخول ÙÙŠ الدين أو القبول بولايته وقيادته بايعوا Ø¨Ù…ØØ¶ اختيارهم ورضاهم التام من دون إكراه . تلك ØÙ‚يقة مطلقة وثابتة لا يماري Ùيها إلاّ جاهل(23) .
وبعد ÙˆÙØ§Ø© النبي (صلّى الله عليه وآله) توصّل Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ الثلاثة إلى قرار استبعاد القتل Ù„Ù„ØØµÙˆÙ„ على بيعة القبول بقيادتهم ØŒ وجعل القتل وسيلة Ø§ØØªÙŠØ§Ø·ÙŠÙ‘Ø© ØŒ لا يصار إليها إلاّ عند الضرورة القصوى . واستعاض Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ الثلاثة عن القتل بوسائل Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ ØŒ سقنا قبل قليل أمثلة منها .
ومن هنا ÙØ¥Ù† ملاØÙ‚Ø© الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ومطاردته , والإصرار على ضرورة مبايعته ومن معه أو قتلهم أمر ÙÙŠ غاية الغرابة والاستهجان ØŒ Ùلو ترك الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وشأنه لما جاء منه خطر يذكر على دولة بني اÙميّة Ø› لأن الأكثريّة الساØÙ‚Ø© من الاÙمّة كانت سادرة ولاهية عنه بدنياها .
معاوية أول مَن سنَّ القتل والإرهاب
للاستيلاء على منصب Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© وأخذ البيعة
ØØ¨ القيادة ÙˆØ§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عنها
كانت قيادة بطون قريش ÙÙŠ الجاهليّة لأبي سÙيان بلا خلا٠، وعندما أعلن النبي (صلّى الله عليه وآله) نبأ النبوة والرسالة أدرك أبو سÙيان بأن قيادته ÙÙŠ خطر ØŒ وأدركت بطون قريش الـ 23 أن الصيغة السياسية الجاهليّة القائمة على اقتسام مناصب الشر٠بين البطون قد Ø£ØµØ¨ØØª ÙÙŠ خطر أيضاً ØŒ وأن النبوة مؤامرة هاشميّة على أبي سÙيان والاÙمويّÙين خاصة ØŒ وعلى بطون قريش الـ 23 عامة .
ÙØ´Ù…ّر أبو سÙيان عن ساعده ØŒ ووØÙ‘د بطون قريش الـ 23 ØŒ وشكّل منها وممن والاها من العرب جبهة قوية ÙˆØ§ØØ¯Ø© ØŒ وتولّى هو وأبناؤه الثلاثة : ØÙ†Ø¸Ù„Ø© ويزيد ومعاوية قيادة هذه الجبهة Ø› Ù„ØªÙ‚Ù ÙˆÙ‚ÙØ© رجل ÙˆØ§ØØ¯ ضد النبي (صلّى الله عليه وآله) , وضد البطن الهاشمي الذي Ø§ØØªØ¶Ù† النبي ØŒ وضد الدين الذي جاء به الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) .
وقاد الثلاثة موجات العداوة لمØÙ…د ولبني هاشم ØŒ وللدين الذي جاء به Ù…ØÙ…ّد طوال Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© التي قضاها النبي ÙÙŠ مكة قبل الهجرة والتي استمرت 15 عاماً . ولمّا علم الثلاثة بعزم النبي (صلّى الله عليه وآله) على الهجرة خططوا لقتل النبي , وشرعوا بالقتل Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ ØŒ ولكن المؤامرة ÙØ´Ù„ت لأسباب لا يد للثلاثة Ùيها .
الØÙ‚د الأسود وضرورة الثأر
لما استقر النبي (صلّى الله عليه وآله) ÙÙŠ يثرب جيّش أبو سÙيان وأولاده الثلاثة الجيوش ØŒ وخاضوا مع النبي ØØ±Ø¨Ø§Ù‹ دموية دامت ثماني سنوات Ø› قتل خلالها ØÙ†Ø¸Ù„Ø© بن أبي سÙيان ØŒ وعتبة جد معاوية ØŒ وشقيق عتبة عم هند اÙÙ… معاوية ØŒ والوليد خال معاوية ØŒ وبضعة عشر رجلاً من عمومة معاوية(24) ØŒ وقرابة ستين رجلاً من صناديد بطون قريش الـ 23 .
وأكثرهم قد قتل بيد علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ابن عمّ النبي (صلّى الله عليه وآله) ØŒ وبيد ØÙ…زة عم النبي , ÙØªØ£Ø¬Ø¬Øª نيران الØÙ‚د ÙÙŠ قلوب أبي سÙيان وابنيه معاوية ويزيد , وأبناء بطون قريش الـ 23 ØŒ واستقرت ÙÙŠ قلوبهم نهائياً Ùكرة الثأر وهواجسه ØŒ ومبررات دوام العداء .
الإدمان على العن٠والتسلّط
طوال 23 عاماً وأبو سÙيان وأبناءه يزيد ومعاوية يقودون موجة العداء ضد النبي (صلّى الله عليه وآله) ØŒ ويؤذونه بكل وسائل الإيذاء ØŒ ويقاومونه بكل طرق المقاومة ØŒ ÙˆÙŠØØ§Ø±Ø¨ÙˆÙ†Ù‡ بكل Ùنون Ø§Ù„ØØ±Ø¨ .
لقد اكتسب الثلاثة خبرة هائلة بتلك المجالات ØŒ ونشؤوا نشأة عدوانية ØØ±Ø¨ÙŠØ© أساسها العن٠، وصورت لهم Ùكرة الثأر من قتلة « Ø§Ù„Ø£ØØ¨Ø© » ملايين الصور المليئة بالرعب والعن٠، ÙØ£Ø¯Ù…نت عائلة أبي سÙيان على العن٠والأذى Ø› إنهم لا يرØÙ…ون Ø¶ØØ§ÙŠØ§Ù‡Ù… ومَن يقع بين أيديهم ØŒ ولا يتورعون عن استعمال أية وسيلة للتنكيل بخصومهم . قد يصبرون ولكنهم لا ينسون أبداً . إنهم يكرهون خصمهم ØÙŠØ§Ù‹ وميتاً .
خذ على سبيل المثال اÙمّ معاوية هند بنت عتبة ØŒ وهي امرأة ØŒ والمرأة على الغالب ترمز للرØÙ…Ø© ØŒ ÙˆØªØ¬Ù†Ø Ù„Ù„Ù…ÙˆØ§Ø¯Ø¹Ø© ØŒ لكنّ هنداً لم تكت٠بأن يخرج زوجها وأبناؤها لمعركة Ø§ÙØØ¯ ØŒ بل أصرت على الخروج Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ , ÙˆØÙ…لت نساء البطون على الخروج لتشهد العن٠والدم على الطبيعة .
لقد تيقنت من قتل ØÙ…زة عم النبي ØŒ لكنها لم تكتÙ٠بقتله ØŒ بل سارت بخطى ثابتة ØØªÙ‘Ù‰ ÙˆÙ‚ÙØª بجانب جثته ØŒ وبأعصاب باردة شقّت بطن ØÙ…زة وهو ميت واستخرجت كبده ØŒ ÙˆØØ§ÙˆÙ„ت أن تأكله ØŒ ثمَّ قطعت أذنيه وأنÙÙ‡ ومثّلت به أشنع تمثيل . ÙØ¥Ø°Ø§ كانت المرأة منهم ØªÙØ¹Ù„ بضØÙŠØªÙ‡Ø§ هكذا , ÙÙƒÙŠÙ ÙŠÙØ¹Ù„ أبو سÙيان ومعاوية وذرّيتهم Ø¨Ø¶ØØ§ÙŠØ§Ù‡Ù… ØŸ!
هذه هي البيئة الدموية التي تربّى Ùيها يزيد بن معاوية ØŒ مهندس Ù…Ø°Ø¨ØØ© كربلاء Ø› ÙØ£Ø¨ÙˆÙ‡ معاوية ØŒ وجده أبو سÙيان ØŒ وجدته هند , لقد ورث العن٠والتنكيل بخصومه كابراً عن كابر .
بعد 23 عاماً من قيادة أبي سÙيان وابنيه يزيد ومعاوية لجبهة الشرك Ùوجئوا بجيوش النبي (صلّى الله عليه وآله) وهي تدخل مكة دخول Ø§Ù„ÙØ§ØªØÙŠÙ† ØŒ ÙØ§Ø³ØªØ³Ù„Ù… الثلاثة ØŒ وباستسلام الثلاثة استسلمت جبهة الشرك كاملة . وتلÙّظ أئمة Ø§Ù„ÙƒÙØ± وقادة الشرك الثلاثة بالشهادتين مكرهين , وتبعاً لهم تلÙّظ Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ وجماعات جبهة الشرك بالشهادتين ØŒ وتظاهروا جميعاً بالإسلام ØŒ وأبطنوا قناعات الشرك كاملة ØŒ وتركة صراع بينهم وبين النبي (صلّى الله عليه وآله) دام 23 عاماً مثلما أبطنوا Ùكرة الثأر .
الثلاثة ينقسمون إلى قسمين
بعد موت النبي (صلّى الله عليه وآله) صمّمت قيادة البطون على صر٠الأمر عن ØµØ§ØØ¨ الØÙ‚ الشرعي علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ØŒ ÙÙˆÙ‚ÙØª بطون قريش الـ 23 ضد علي تماماً كما ÙˆÙ‚ÙØª ضد النبي (صلّى الله عليه وآله) . واغتنم الثلاثة Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© Ø› Ùوق٠يزيد بن معاوية ÙÙŠ ص٠البطون ØŒ وتظاهر أبو سÙيان بالوقو٠مع علي (عليه السّلام) , لا ØØ¨Ù‘اً بعلي Ø› ÙØ¹Ù„ÙŠ هو قاتل ابنه ØÙ†Ø¸Ù„Ø© والأكثريّة من قتلى بني اÙميّة , ولكن رغبة بتسخين وضع ابنيه ÙÙŠ الجهة المقابلة ØŒ وتجزيلاً لنصيبه من الغنيمة .
وعلى الÙور تركت له قيادة البطون ما جمع من الصدقات ØŒ وولّت ابنه يزيد قائداً لجيوش الشام ØŒ وعينت ابنه الثاني معاوية نائباً لأخيه ليØÙ„ Ù…ØÙ„Ù‡ إذ مات , وهكذا رضي الثلاثة ØŒ وأيقنوا بأنهم قد وضعوا ØØ¬Ø± الأساس للملك الأموي .
وما زالت ولاية معاوية تتوسع ØØªÙ‘Ù‰ شملت سوريا كلها Ø¨ØØ¯ÙˆØ¯Ù‡Ø§ الطبيعية ØŒ وتركه Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ الثلاثة الاÙول واليا على الشام عشرين عاماً ØŒ يجمع كما يشاء ØŒ ويدخر ما يشاء ØŒ ويعطي من يشاء ØŒ ÙˆÙŠØØ±Ù… من يشاء بلا ØØ³ÙŠØ¨ ولا رقيب .
لقد كان ملكاً ØÙ‚يقياً , وسلطة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© عليه سلطة إسمية , وكأن تولية يزيد بن أبي سÙيان ووراثة معاوية ليزيد أخيه وبقاءه واليا على الشام جزء من صÙقة ÙˆØØ¯Ø© البطون ضد علي (عليه السّلام) . كان عمر ÙŠØØ§Ø³Ø¨ كل ولاته على الكثير والقليل , ويعزلهم سريعاً , ولكن لا Ø£ØØ¯ ÙÙŠ الدنيا يخبرنا متّى ØØ§Ø³Ø¨Ù‡ , وعلى أي شيء , ولماذا لم يعزله ØŸ! إنه يعد معاوية لأمر عظيم !
معاوية يطالب Ø¨Ø®Ù„Ø§ÙØ© المسلمين
آلت Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© إلى علي بن أبي طالب (عليه السّلام) بالطريقة Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ التي اخترعها قادة البطون ØŒ وكان عثمان الأموي قد Ù‚ÙØªÙ„ لتوه ØŒ وكانت دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© اÙمويّة من جميع الوجوه , Ùلا تجد مصراً من الأمصار إلاّ وواليه اÙموي أو من المخلصين لبني اÙميّة .
لقد Ù†Ø¬Ø Ø¹Ø«Ù…Ø§Ù† قبل موته بجعل دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© اÙمويّة Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ ØŒ لو كان غير الإمام علي (عليه السّلام) لسلّم Ùور تسلمه Ù„Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŒ ولما ØÙƒÙ… ستة أيام . وعلى كل Ùقد جاءت بيعة كل الأقاليم إلا ولاية الشام Ø› Ùقد Ø±ÙØ¶ معاوية بيعته متذرعاً بقتلة عثمان .
لقد كان بإمكانه أن ينصر عثمان وهو ØÙŠ , ولكنه تخلّى عن عثمان كجزء من خطته الرامية إلى استيلائه على منصب Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© بالقوة والتغلب والقهر ØŒ وتØÙˆÙŠÙ„ها إلى ملك يتوارثه الاÙمويّون ØŒ واستعمال Ø³ÙŠÙ Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© للتنكيل بخصوم بني اÙميّة .
إنّ Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© مؤاتية له Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ ليØÙ‚Ù‚ كامل Ø£ØÙ„امه Ø› ÙØ®Ø²Ø§Ø¦Ù† الشام مليئة بالأموال التي ادّخرها وأعدّها لهذه الغاية .
من وسائل معاوية
خلال مدة ولاية معاوية على الشام بنى جيشاً منظّماً يدين له شخصياً بالطاعة العمياء ØŒ ولا يعر٠هذا الجيش من الإسلام إلاّ القشور Ø› Ùمعاوية Ù†ÙØ³Ù‡ لا يعر٠الإسلام Ø› Ùهو طليق ابن طليق , ومن Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù„ÙØ© قلوبهم ØŒ Ùكان هذا الجيش من أعظم وسائل معاوية التي استعملها للاستيلاء على منصب Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© وقهر أعدائه .
كان هذا الجيش بيد معاوية كالخاتم بالإصبع ÙŠØØ±ÙƒÙ‡ كيÙما يشاء ØŒ Ùلو أمره معاوية أن يهدم الكعبة لهدمها عن طيب خاطر ØŒ وقد هدمها ÙÙŠ زمن يزيد ØŒ وهدمها ÙÙŠ زمن عبد الملك . ولو أمره معاوية أن ÙŠØ³ØªØ¨ÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ø¯ÙŠÙ†Ø© المنورة ØŒ Ùيقتل رجالها ØŒ وينهب أموالها Ù„ÙØ¹Ù„ ØŒ وقد ÙØ¹Ù„ ذلك ÙÙŠ زمن يزيد بن معاوية Ø› إذ قتل عشرة آلا٠بيوم ÙˆØ§ØØ¯ ØŒ واغتصب جيشه أل٠عذارء .
وقد ØØ§Ø±Ø¨ معاوية بهذا الجيش أمير المؤمنين علياً (عليه السّلام) , وأرسل ÙØ±Ù‚Ø© من هذا الجيش مع بسر بن أرطأة ØŒ وأمره أن يسير إلى المدينة , ومن المدينة إلى مكة , ومن مكة إلى صنعاء Ø› Ùيقتل كلَّ من كان ÙÙŠ طاعة علي (عليه السّلام) ØŒ وينهب أموال كلّ Ù…ÙŽÙ† ليس ÙÙŠ طاعة معاوية , وأمره بأن ينشر الرعب أينما ØÙ„ ØŒ وأن يخو٠عباد الله ويأخذهم أخذاً أليماً .
ونÙّذ بسر بن أرطأة أوامر مولاه معاوية بدقة ØŒ Ùكان يقتل الرجال والنساء ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ . لقد قتل Ø·ÙÙ„ÙŽÙŠ عبيد الله بن العباس , وعاد بسر إلى الشام بعد أن أخذ البيعة لمعاوية بالعن٠والإرهاب .
الأنصاري واÙمّ سلمة ÙŠØµÙØ§Ù† Ø§ÙØ³Ù„وب معاوية
قال ابن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ ÙÙŠ Ø´Ø±Ø Ù†Ù‡Ø¬ البلاغة : قال جابر بن عبد الله الأنصاري : لما Ø®ÙØª بسراً وتواريت عنه ØŒ قال لقومي : لا أمان لكم عندي ØØªÙ‘Ù‰ ÙŠØØ¶Ø± جابر . ÙØ£ØªÙˆÙ†ÙŠ ÙˆÙ‚Ø§Ù„ÙˆØ§ : ننشدك لما انطلقت معنا ÙØ¨Ø§ÙŠØ¹Øª ØŒ ÙØÙ‚Ù†Øª دماءنا ودماء قومك Ø› ÙØ¥Ù†Ùƒ إن لم ØªÙØ¹Ù„ Ù‚ÙØªÙ„ت مقاتلينا ØŒ وسبيت ذرارينا .
ÙØ§Ø³ØªÙ†Ø¸Ø±ØªÙ‡Ù… الليل ØŒ Ùلما أمسيت دخلت على اÙمّ سلمة Ù€ Ø¥ØØ¯Ù‰ زوجات الرسول (صلّى الله عليه وآله) Ù€ ÙØ£Ø®Ø¨Ø±ØªÙ‡Ø§ الخبر ØŒ Ùقالت : يا بني , انطلق ÙØ¨Ø§ÙŠØ¹ Ø› اØÙ‚Ù† دمك ودماء قومك ØŒ ÙØ¥Ù†ÙŠ Ù‚Ø¯ أمرت ابن أخي أن يذهب Ùيبايع ØŒ وإني لأعلم أنها بيعة ضلالة(25) .
قال Ø¸Ø§ÙØ± القاسمي ÙÙŠ كتابه « نظام الØÙƒÙ… ÙÙŠ الشريعة والتاريخ » , بعد Ø¨ØØ« دقيق ومستÙيض : نعم ØŒ لقد ØØµÙ„ معاوية على البيعة بالتقتيل والتدمير ÙˆØ§Ù„ØªØØ±ÙŠÙ‚ ØŒ وشتم أنصار الرسول(26) .
ولم يكتÙ٠معاوية Ø¨Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¥Ø±Ù‡Ø§Ø¨ والقتل والتدمير ØŒ بل استعمل Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ø§Ù„ Ø› ÙØ®Ù„ال ولايته على الشام التي دامت عشرين عاماً جمع من الأموال ما أمكنه جمعه Ø› استعداداً لليوم الموعود . ولما جاء ذلك اليوم سخّرها ÙÙŠ سبيل الملك بعد أن أخرجها عن مصارÙها المشروعة التي أمر بها القرآن ØŒ واعتبر بيت مال المسلمين خزانة خاصة له يأمر Ø¨Ø§Ù†ÙØ§Ù‚ ما Ùيها ØØ³Ø¨ هواه(27) , ويشتري بتلك الأموال ضمائر بعض الناس ودينهم وولاءهم .
ومن أساليب معاوية الوعد بالولاية مدى الØÙŠØ§Ø© كما ÙØ¹Ù„ مع عمرو بن العاص Ø› إذ اتّÙÙ‚ معه أن يعطيه ولاية مصر له ولعقبه مقابل أن يبايعه Ø®Ù„ÙŠÙØ© ويق٠معه ضد Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الشرعي علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ØŒ Ùقبل عمرو وبايع معاوية ووق٠معه ØŒ ولولا عمرو لانتهت قصة معاوية ÙÙŠ صÙّين , ولتغير مجرى التاريخ ØŒ وكما ÙØ¹Ù„ مع قيس بن سعد الذي Ø±ÙØ¶ عرض معاوية(28) .
ومن أساليب معاوية تزوير الكتب ØŒ ونشر الشائعات ØŒ ودس الوقيعة بين جماعة علي (عليه السّلام) ØŒ ولم يأل جهداً ÙÙŠ هذا المضمار .
ومن أساليب معاوية وسننه أن رتّب عطاءً مخصوصاً اسمه رزق البيعة , يعطى للجند ØÙŠÙ†Ù…ا يأتي Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الجديد(29) .
البيعة والخضوع التام
إذا بايع المسلم معاوية Ùلا تقÙÙ„ دائرة الإرهاب ØŒ بل يتوجب على المسلم أن يكون Ø¨ØØ§Ù„Ø© تبعية وخضوع تامّين لمعاوية ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ Ø£ØØ³ معاوية بأي تراخ٠بهذه التبعية وذلك الخضوع التامّين عندئذ يصدر أوامره بقتل هذا المتراخي بالتبعية والخضوع . وما ÙØ¹Ù„Ù‡ مع ØØ¬Ø± بن عدي ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ الصادقين , ومع عمرو بن الØÙ…Ù‚ , وهم من خيرة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© , لهو خير دليل على ذلك .
التنكيل بعد الموت
لقد انتقل علي بن أبي طالب (عليه السّلام) إلى جوار ربه ØŒ وآل الملك إلى معاوية بالقوة والقهر , وكان من Ø§Ù„Ù…ÙØªØ±Ø¶ أن يسدل معاوية الستار على تلك Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© ØŒ ولكن معاوية أصدر سلسلة من مراسيمه الملكية ÙØ±Ø¶ Ùيها على كل ÙØ±Ø¯ من Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ رعايا دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© أن يلعن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) على كلّ٠منبر , ÙˆÙÙŠ كل صلاة(30) !
وأبعد من ذلك ÙØ¥Ù† معاوية اعتبر Ù…ØØ¨Ø© علي وأهل بيت النبوة (عليهم السّلام) من جرائم الخيانة العظمى , ÙˆØ£Ø¨Ø§Ø Ø¯Ù… من يواليهم ÙˆÙŠØØ¨Ù‡Ù… ØŒ وأمر ولاته بأن يقتلوا على الÙور كلَّ من ÙŠØØ¨ علياً وأهل بيت النبوة ØŒ وأن يهدموا داره(31) .
الموت مصير المعارضين لمعاوية
لقد تنازل الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† بن علي (عليه السّلام) عن Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© لمعاوية Ø› بقياً منه على القلة المؤمنة ØØªÙ‘Ù‰ لا يقتلها معاوية وتخلو الأرض من المؤمنين . ولزم الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) بيته Ø› ولأن معاوية قد أدرك بأن منيته قد دنت , وأن وجود الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) على قيد الØÙŠØ§Ø© من بعده قد يعيق مشاريعه الرامية إلى تØÙˆÙŠÙ„ Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© إلى ملك ØŒ ÙˆØØµØ± هذا الملك ÙÙŠ بيت أبي سÙيان خاصة , ÙˆÙÙŠ البيت الأموي عامة ØŒ وتعويق الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† لمشاريع معاوية ØŒ كل ذلك Ø§ØØªÙ…ال وارد Ø› لذلك قرر معاوية أن يقتل الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) ليزيØÙ‡ من درب مشاريعه . ÙˆØ¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ استعان معاوية بشياطينه ØŒ ودس السم للإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) Ùقتله(32) ØŒ وهو يعلم أنه ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ØŒ وسيد شباب أهل الجنة ØŒ ÙˆØ±ÙŠØØ§Ù†Ø© النبي من الاÙمّة .
لكن الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) بالوقت Ù†ÙØ³Ù‡ هو ابن علي بن أبي طالب الذي قتل ØÙ†Ø¸Ù„Ø© شقيق معاوية Ø› Ùقتل٠معاوية للإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) ÙŠØÙ‚Ù‚ له غايتين ØŒ أولهما : يمهد الطريق لمرور مشاريع معاوية ØŒ وثانيهما : الثأر لأخيه وجده وخاله وأبناء عمومته الذين Ù‚ÙØªÙ„وا ÙÙŠ بدر , والأهم أنه يشبع Ø±ÙˆØ Ù…Ø¹Ø§ÙˆÙŠØ© المتعطشة للدم والعنÙ(33) .
معاوية يخرج المجرمين
إنّ الأكثريّة الساØÙ‚Ø© من المجرمين العتاة الذين ظهروا ÙÙŠ تاريخ دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŒ وأشاعوا الهلع والرعب ÙÙŠ قلوب رعايا دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© , وأمعنوا ÙÙŠ عباد الله تقتيلاً وتشريداً , وتعذيباً ونهباً ØŒ وأذلوا من نجا من القتل إذلالاً لم يشهد التاريخ البشري له مثيلاً ØŒ وتركوا بصماتهم الملطّخة بالدم على كل شيء لامسوه ØŒ أكثرهم تخرّج من مدرسة معاوية , وتتلمذ على يديه ØŒ وتلقى أقسى وأبشع تعليماته بالعن٠، ومنهم :
1 ـ بسر بن أرطأة
من Ø§Ù„Ø³ÙØ§ÙƒÙŠÙ† المجرمين العتاة ØŒ الذي لم ير ÙÙŠ التاريخ البشري مثله شراسة . جهّز له معاوية جيشاً وطلب منه أن يسير من شمال الجزيرة إلى جنوبها Ø› تبوك ØŒ المدينة ØŒ مكّة . والعودة ÙÙŠ رØÙ„Ø© الشر التي بعثه بها معاوية Ù„ÙŠØØµÙ„ له على البيعة من أهل الجزيرة , وبالطريقة التي رواها Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨ÙŠ Ø¬Ø§Ø¨Ø± بن عبد الله الأنصاري ØŒ والتي أيدتها اÙمّ سلمة زوجة الرسول (صلّى الله عليه وآله) , والتي سقناها قبل قليل .
لقد بلغت Ø§Ù„ÙˆØØ´ÙŠØ© ببسر بن أرطأة وجيشه أن سمØÙˆØ§ Ù„Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… ØØªÙ‘Ù‰ بقتل Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ الرضّع الأبرياء كما ÙØ¹Ù„وا بطÙلي عبيد الله بن عباس(34) , Ùمن يصدق أن عبداً تاÙهاً مثل بسر بن أرØ