التناقض الصارخ بين الواقع والشرعيّة
لمّا هلك معاوية آلت Ø®Ù„Ø§ÙØªÙ‡ لابنه بØÙƒÙ… الكيد والمكر والوراثة . كان Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الجديد على يقين بأن أخطر خصومه هو الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي (عليه السّلام) Ø› لذلك انصبَّ اهتمامه على أخذ البيعة من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) .
وكان أول مراسيمه الملكية أن كتب كتاباً إلى واليه على المدينة جاء Ùيه : « خذ البيعة على أهل المدينة عامة ØŒ وخاصة على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ ÙØ¥Ù† أبى عليك ÙØ§Ø¶Ø±Ø¨ عنقه » .
وجاء ÙÙŠ تاريخ الطبري : « أما بعد , ÙØ®Ø° ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‹ ØŒ وعبد الله بن عمر , وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليست Ùيه رخصة ØØªÙ‘Ù‰ يبايعوا . والسّلام »(1) . ÙØ§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الجديد مصمم على أخذ البيعة من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ ومصمم على قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† إن أبى بيعته .
ولما شعر يزيد بن معاوية أن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ممتنع عن البيعة صمم نهائياً على قتل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أشنع قتلة Ø› ليجعله عبرة لغيره , وليتخلص نهائياً من وجوده ومن خطره Ø§Ù„Ù…ØØªÙ…Ù„ على الملك الاÙموي . ÙˆØØ¬ØªÙ‡ العلنية ووسيلته إلى ذلك Ù…Ù†ØØµØ±Ø© بامتناع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عن البيعة .
تواصل لتاريخ أسود
ليس جديداً إصرار يزيد بن معاوية على تجاهل ØÙ‚ أهل بيت النبوة (عليهم السّلام) ØŒ وعلى إرغام Ø£Ù†Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وأخذ البيعة منه راغماً أو قتله أشنع قتلة Ø› Ùهذا الموق٠الاعتباطي الأرعن امتداد لموق٠أبيه وعمّه وجده ØŒ والبطن الأموي وبطون قريش الـ 23 التي تشكّل بمجموعها ØÙ„قات تاريخيّة متّصلة ØŒ وأدواراً متّÙقاً عليها تماماً .
ÙØ£Ø¨Ùˆ سÙيان ومعاوية يقودان جبهة الشرك 23 عاماً ØŒ ثمَّ ينخرطان ÙÙŠ مؤامرة بطون قريش الـ 23 ÙˆÙŠØØµÙ„ان على ولاية الشام ØŒ ثمَّ يترك معاوية بهذه الولاية 20 عاماً ØŒ ثمَّ يستولي بالقوة على منصب Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŒ ثمَّ يجعل Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ملكاً ØŒ ÙˆÙŠØØµØ± هذا الملك ÙÙŠ بيت أبي سÙيان , ويكون ابنه يزيد بن معاوية أول ملك أموي يرث أباه .
ولا يترك معاوية الاÙمور تجري على مسارها الطبيعي , بل يمهد لابنه ويعيّنه ولياً لعهده ØŒ ÙˆØ®Ù„ÙŠÙØ© من بعده ØŒ ويأخذ بيعة الرعية , ÙˆÙŠØØ§ØµØ± Ù€ وبغير رØÙ…Ø© Ù€ أهل بيت النبوة ØŒ Ø£ØµØØ§Ø¨ الØÙ‚ الشرعيين Ø¨Ø®Ù„Ø§ÙØ© النبي (صلّى الله عليه وآله) Ø› Ùيوجب على الرعية لعنهم ØŒ ÙˆÙŠØØ±Ù… Ù…ØØ¨ØªÙ‡Ù… ØŒ ويعتبر موالاتهم من جرائم الخيانة العظمى .
ثمَّ يتوّج معاوية سلسة أعماله « البطولية » بقتل الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) عن طريق السم Ø› ولمواجهة امتناع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) عن البيعة عهد معاوية بولاية العراق إلى عبيد الله بن زياد ØŒ واتÙÙ‚ على Ø§ÙØ³Ù„وب التعامل مع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† إن امتنع عن البيعة ØŒ وكلّ٠معاوية ابنه يزيد أن يرسل مسلم بن عقبة إلى أهل المدينة إن أثاروا عليه ØŒ واتÙÙ‚ معاوية على Ø§ÙØ³Ù„وب التعامل مع أهل المينة .
وبعد هذه الإنجازات الرائعة هلك معاوية , وجاء ابنه يزيد ليسير سيرة سلÙÙ‡ ووالده , ÙˆÙ„ÙŠØØ§Ùظ على الملك الذي ورثه منه بالأساليب والأنماط Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ التي استعملها أبوه من قبله Ø› ÙØ£Ø¹Ù…ال يزيد بن معاوية سلسلة من ØÙ„قات متكاملة ومتّÙÙ‚ عليها بين الابن وأبيه Ø› ومن هنا نعر٠سر إصرار يزيد بن معاوية على أن يعطي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بيعته أو ÙŠÙقتل أشنع قتلة ØŒ والبيعة ما هي إلاّ ستار كقميص عثمان الذي استعمله أبوه .
لقد ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù… Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) معاوية بن أبي سÙيان ØÙ‚ناً للدماء , وبقياً منه على Ù…ÙŽÙ† تبقّى من المؤمنين ØŒ Ùهل ØØ§Ù„ هذا Ø§Ù„ØµÙ„Ø Ø¯ÙˆÙ† إصرار معاوية على قتله ØŸ ولو بايع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) يزيد بن معاوية وصالØÙ‡ وصÙÙ‰ له ØŒ ÙØ§Ù„بيعة ÙˆØ§Ù„ØµÙ„Ø Ù„Ù† ÙŠØÙˆÙ„ا دون قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ø› لأن وجه Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© لن يصÙÙˆ لمعاوية مع وجود الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) ØŒ ولن يصÙÙˆ وجهها ليزيد مع وجود الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) .
ثمَّ إنّ معاوية موتور ØŒ ويزيد موتور , Ùقتل الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† والإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† « سيدي شباب أهل الجنة »(2) , Ùˆ « Ø±ÙŠØØ§Ù†ØªÙŠ Ø§Ù„Ù†Ø¨ÙŠ (صلّى الله عليه وآله)
من هذه الاÙمّة »(3) ÙŠØÙ‚Ù‚ لمعاوية وابنه يزيد والبيت الاÙموي مطلبين معاً :
أولهما : يصÙÙ‰ لهم وجه Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© .
وثانيهما : يشÙÙŠ ما ÙÙŠ صدورهم من غلّ٠وØÙ‚د على آل Ù…ØÙ…ّد .
ويؤكّد هذا أنه لمّا ÙˆÙØ¶Ø¹ رأس الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بين يدي يزيد بن معاوية شعر أنه قد ثأر لشيوخه الذين قتلوا ÙÙŠ بدر Ø› لذلك تمثّل بأبيات من قصيدة ابن الزبعرى : ليت أشياخي ببدر شهدوا ...(4) , الشعور Ù†ÙØ³Ù‡ الذي راود والده معاوية عندما سمع بموت Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام)(5) .
كان الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) آمناً مطمئناً يوم جاءته رسل الموت التي أرسلها معاوية لسمّه وقتله , وكان الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) آمناً مطمئناً يوم أبلغه والي يزيد بن معاوية على المدينة بكتاب يزيد الذي يطلب منه Ùيه أخذ البيعة من الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ ويأمره بضرب عنقه إن أبى(6) .
Ùيزيد بن معاوية يضع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أمام خيارات Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø© وصعبة ومرّة ØŒ Ø£ØÙ„اها أمرّ من العلقم .
كان الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) على يقين بأن يزيد بن معاوية يخطّط لقتله عاجلاً أم آجلاً ØŒ بايع أو لم يبايع ØŒ ولكن يزيد يريد أن يستÙيد من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ما أمكن قبل الإقدام على قتله , تماماً كما ÙØ¹Ù„ أبوه مع الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) Ø› Ùمعاوية ويزيد والبيت الاÙموي خاصة , والأكثريّة الساØÙ‚Ø© من أبناء بطون قريش الـ 23 لا يدعون Ù„Ø£ØØ¯ من أهل بيت النبوة إلاً ولا ذمّة Ø› لأن الØÙ‚د أتل٠أي مظهر من مظاهر الإنسانيّة لديهم . لقد نزع الله الرØÙ…Ø© من قلوبهم .
الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) والخيارات Ø§Ù„Ù…ØªØ§ØØ©
خيار البيعة ليزيد
كان الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) على يقين من ربّه بأن القيادة من بعد النبي (صلّى الله عليه وآله) كانت ØÙ‚اً خالصاً لأبيه علي بن أبي طالب (عليه السّلام) Ø› Ùقد اختاره الله تعالى لهذا المنصب ØŒ وأهّله ØŒ وأعده لذلك ØŒ وأمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أن يعلن هذا الاختيار للاÙمّة ÙØ£Ø¹Ù„نه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بكلّ٠وسائل الإعلان Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© ØØªÙ‘Ù‰ Ø§ÙØÙŠØ·Øª الاÙمّة كلها علما بهذا الاختيار .
ÙˆØØªÙ‘Ù‰ معاوية وهو الطليق ابن الطليق , ومن Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù„ÙØ© قلوبهم , والذي أعلن إسلامه متأخراً كان يعلم ذلك علم اليقين Ø› Ùقد قال برسالة وجهها إلى Ù…ØÙ…ّد بن أبي بكر : « كنّا وأبوك معاً ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© من نبيّنا نرى ØÙ‚Ù‘ÙŽ ابن أبي طالب لازماً لنا ØŒ ÙˆÙØ¶Ù„Ù‡ مبرزاً علينا , Ùلما اختار الله لنبيّه ما عنده . . . Ùكان أبوك ÙˆÙØ§Ø±ÙˆÙ‚Ù‡ أول من ابتزّه وخالÙÙ‡ ØŒ على ذلك اتÙقا واتّسقا ... »(7) .
ÙˆØØªÙ‘Ù‰ الذين غصبوه هذا الØÙ‚ يعلمون ذلك علم اليقين .
لقد ØµØ±Ø Ø¹Ù…Ø± بن الخطاب ذات يوم قائلاً بأن الأمر كان لعلي بن أبي طالب ØŒ ÙØ²ØØ²ØÙˆÙ‡ عنه Ù„ØØ¯Ø§Ø«Ø© سنه , وللدماء التي كانت عليه(8) .
وكي٠ينسى عمر ÙˆØ§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ ذلك وهم الذين قدموا التهاني لأمير المؤمنين (عليه السّلام) ÙÙŠ غدير خمّÙ(9) ØŸ
ÙˆØØ³Ø¨ يقين الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙØ¥Ù†Ù‡ هو الإمام والقائد ÙˆØ§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الشرعي ØŒ وليس يزيد بن معاوية Ø› Ùيزيد بن معاوية غاصب Ù„ØÙ‚ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) تماماً كما كان أبوه غاصباً Ù„ØÙ‚ الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) ØŒ وباغياً على الإمام علي (عليه السّلام) ØŒ وبالتالي ÙØ§Ù„أولى بيزيد بن معاوية أن يبايع للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وليس العكس .
لكن ابن معاوية لا يكتÙÙŠ بغصب ØÙ‚ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , بل يريد من الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أن يشهد بالزور بأن يزيد هو ØµØ§ØØ¨ الØÙ‚ الشرعي , ويريد من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أيضاً أن يقرّ ضمناً بأنه لا ØÙ‚ له Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© , وهذا منتهى الظلم الذي ÙŠÙ†ÙØ± الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بطبيعته وتكوين نسيجه Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ .
هذا على صعيد الشرعيّة الإلهية ØŒ أمّا على صعيد العقل والمنطق ÙØ¥Ù† الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) هو ابن ÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء ( عليها السّلام) بنت النبي (صلّى الله عليه وآله) ØŒ ومن صلب علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ابن عم النبي , والاÙمّة هي اÙمّة النبي ØŒ والملك هو ملك النبي الذي بناه ØØ¬Ø±Ø§Ù‹ Ùوق ØØ¬Ø± ØŒ والإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أولى بقيادة جده , وبملك جدّه من يزيد بن معاوية بن أبي سÙيان , هذا هو أبسط مظاهر العدل الذي ÙŠÙهمه الإنسان Ø¨Ø§Ù„ÙØ·Ø±Ø© والضرورة .
أمّا على صعيد التاريخ ØŒ ÙØ¹Ù„ÙŠ بن أبي طالب (عليه السّلام) ابن عم النبي عاش ÙÙŠ كنÙÙ‡ طوال ØÙŠØ§ØªÙ‡ , وكان أول من صدّقه وآمن به , وكان عضده ÙˆÙØ§Ø±Ø³Ù‡ الأعظم طوال ÙØªØ±Ø© الصراع Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ نشب بين الرسول وبين بطون قريش Ø› Ùهو بطل بدر بلا منازع ØŒ وهو بطل Ø£ØØ¯ بلا منازع ØŒ وهو بطل الخندق بلا منازع ØŒ وهو ØØ§Ù…Ù„ راية الرسول ÙÙŠ كل زØÙ(10) , وجده أبو طالب كان ØØ§Ù…ÙŠ النبي ودينه طوال ØÙŠØ§ØªÙ‡(11) , وهو الذي ÙƒÙÙ„ النبي وربّاه يتيماً , ونصره كبيراً ØŒ وكانت زوجته بمثابة الاÙÙ… الØÙ‚يقية للنبي (صلّى الله عليه وآله)(12) .
أما أبو سÙيان جد يزيد , ومعاوية والد يزيد بن أبي سÙيان Ùهما الّذان ÙˆØÙ‘دا بطون قريش الـ 23 ومن والاهم ضد النبي ودينه ØŒ وهما الّذان قادوا جبهة الشرك التي قاومت النبي (صلّى الله عليه وآله) ÙˆØØ§Ø±Ø¨ØªÙ‡ طوال 23 عاماً ØŒ ورموا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بكل سهم ÙÙŠ كناناتهما ØØªÙ‘Ù‰ Ø£ØØ§Ø· النبي (صلّى الله عليه وآله) بهما ØŒ ÙØ§Ø¶Ø·Ø±ÙˆØ§ للاستسلام واÙكرهوا على إعلان الإسلام .
وأمّا على الصعيد الشخصي , ÙØ§Ù„إمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ابن النبي ÙˆØÙيده ØŒ وسيد شباب أهل الجنة ØŒ وسبط النبي ÙˆØ±ÙŠØØ§Ù†ØªÙ‡ من الاÙمّة ØŒ وهو الإمام الذي اختاره الله لقيادة الاÙمّة من بعد أخيه Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) ØŒ وهو التقي ØŒ النقي ØŒ الطاهر ØŒ المؤهل للإمامة(13) .
أمّا يزيد Ùهو ابن معاوية بن أبي سÙيان ØŒ وهو الأشد عداوة لله ولرسوله , وقد لعنه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قبل أن يولد(14) .
ÙØ£ÙŠÙ‡Ù…ا الأولى Ø¨Ø®Ù„Ø§ÙØ© النبي ØŸ ابنه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† التقي ØŒ النقي ØŒ المؤهل للإمامة , أم يزيد بن معاوية شارب الخمر ØŒ وقاتل Ø§Ù„Ù†ÙØ³ Ø§Ù„Ù…ØØªØ±Ù…Ø© ØŒ والمشكوك ØØªÙ‘Ù‰ بدينه ØŸ
القرار
بعد أن قلّب الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) الاÙمور على مختل٠الوجوه ØŒ وزانها بميزان الشرع الØÙ†ÙŠÙ , رأى بيقين أنه الإمام الشرعي , وأن معاوية مغتصب Ù„Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© Ø› لذلك نراه يقول : (( إنما كان الأمر لي من بعد أخي Ø§Ù„ØØ³Ù† ØŒ ÙØµÙ†Ø¹ معاوية ما صنع ØŒ ÙˆØÙ„٠لأخي Ø§Ù„ØØ³Ù† أنه لا يجعل Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© Ù„Ø£ØØ¯ من بعده ØŒ وأن يردها Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† إن كان ØÙŠÙ‘اً . ÙØ·Ø§Ù„ما أنّ معاوية لم ÙŠÙ٠لي ولا لأخي Ø§Ù„ØØ³Ù† بما كان ضمن لنا ØŒ Ùقد والله أتانا ما لا قوام لنا به . . . ))(15) .
لهذا كله ÙØ¥Ù† Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) كان يعتقد أنه الأولى بالبيعة من يزيد ØŒ وأن من واجب يزيد بن معاوية ØŒ وواجب الاÙمّة الإسلاميّة أن يبايعوا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وليس العكس .
وطالما يزيد هو المالك Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ÙŠ Ù„Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŒ ومن بيده Ù…ÙØ§ØªÙŠØ القوة والمال والنÙوذ ØŒ Ùلا يملك الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) من ØÙŠØ« المبدأ إلاّ الامتناع عن البيعة ØŒ وقرر عدم مبايعة يزيد مهما كلّ٠الثمن ØŒ وبعد ذلك أعلن قراره .
قال عبد الله بن الزبير لما علم بهلاك معاوية : . . . Ùما ترى أن تصنع إن Ø¯ÙØ¹ÙŠØª إلى بيعة يزيد يا أبا عبد الله ØŸ
Ùقال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( أصنع , أني لا Ø§ÙØ¨Ø§ÙŠØ¹ له أبداً . . . ))(16) .
ولما Ø¯ÙØ¹ÙŠ Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù… Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لمقابلة والي المدينة بعد موت معاوية , وطلب منه أن يبايع ليزيد بن معاوية ØŒ قال الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( أيها الأمير , إنّا أهل بيت النبوة ØŒ ومعدن الرسالة ØŒ ومختل٠الملائكة ØŒ ومØÙ„ الرØÙ…Ø© Ø› بنا ÙØªØ الله ØŒ وبنا ختم ØŒ ويزيد رجل ÙØ§Ø³Ù‚ ØŒ شارب للخمر ØŒ قاتل Ù„Ù„Ù†ÙØ³ Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù…Ø© ØŒ معلن Ø¨Ø§Ù„ÙØ³Ù‚ ØŒ ومثلي لا يبايع لمثله ØŒ ولكن Ù†ØµØ¨Ø ÙˆØªØµØ¨ØÙˆÙ† , وننتظر وتنتظرون أيّنا Ø£ØÙ‚ Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© والبيعة ))(17) .
وجد الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) مروان بن الØÙƒÙ… ÙÙŠ طريقه ذات يوم ØŒ Ùقال له مروان : يا أبا عبد الله , إني لك Ù†Ø§ØµØ ØŒ ÙØ§Ø·Ø¹Ù†ÙŠ ØªØ±Ø´Ø¯ وتسدد .
Ùقال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( وما ذلك ØØªÙ‘Ù‰ أسمع ØŸ )) .
Ùقال له مروان : أقول : إني آمرك ببيعة أمير المؤمنين يزيد Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ خير لك ÙÙŠ دينك ودنياك .
ÙØ§Ø³ØªØ±Ø¬Ø¹ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وقال : (( إنّا لله وإنّا إليه راجعون , وعلى الإسلام السلام إذ قد ابتÙليت الاÙمّة براع مثل يزيد ! )) . ثمَّ أقبل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) على مروان وقال له : (( ويØÙƒ ! أتأمرني ÙÙŠ بيعة يزيد وهو رجل ÙØ§Ø³Ù‚ ØŸ! لقد قلتَ شططاً من القول يا عظيم الزلل . لا ألومك على قولك Ø› لأنك اللعين الذي لعنك رسول الله وأنت ÙÙŠ صلب أبيك الØÙƒÙ… بن العاص ØŒ ÙØ¥Ù† من لعنه رسول٠الله لا يمكن له ولا منه إلاّ أن يدعو إلى بيعة يزيد )) .
ثمَّ قال : (( إليك عنّي يا عدو الله ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ا أهل بيت رسول الله ØŒ والØÙ‚ Ùينا ØŒ وبالØÙ‚ تنطق ألسنتنا ØŒ وقد سمعت رسول الله يقول : Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© Ù…ØØ±Ù‘مة على آل أبي سÙيان ØŒ وعلى الطلقاء أبناء الطلقاء ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ رأيتم معاوية على منبري ØŒ ÙØ§Ø¨Ù‚روا بطنه . Ùوالله لقد رآه أهل المدينة على منبر جدي Ùلم ÙŠÙØ¹Ù„وا ما اÙمروا به ØŒ ÙØ§Ø¨ØªÙ„اهم الله بابنه يزيد ØŒ زاده الله ÙÙŠ النار عذاباً ))(18) .
ÙØºØ¶Ø¨ مروان من كلام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , ثمَّ قال : والله , لا ØªÙØ§Ø±Ù‚ني أو تبايع ليزيد بن معاوية صاغراً Ø› ÙØ¥Ù†ÙƒÙ… آل أبي تراب قد Ù…Ùلئتم كلاماً ØŒ ÙˆØ§ÙØ´Ø±Ø¨ØªÙ… بغض آل بني سÙيان .
Ùقال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† : (( ويلك يا مروان ! ÙØ¥Ù†Ùƒ رجس ØŒ وإنّا أهل بيت الطهارة الذين أنزل الله على نبيّه Ù…ØÙ…ّد {Ø¥Ùنَّمَا ÙŠÙØ±Ùيد٠اللَّه٠لÙÙŠÙØ°Ù’Ù‡ÙØ¨ÙŽ Ø¹ÙŽÙ†Ù’ÙƒÙÙ…Ù Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ¬Ù’سَ أَهْلَ Ø§Ù„Ù’Ø¨ÙŽÙŠÙ’ØªÙ ÙˆÙŽÙŠÙØ·ÙŽÙ‡Ù‘ÙØ±ÙŽÙƒÙمْ تَطْهÙيرًا} [Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ : 33] .
Ùنكس مروان رأسه لا ينطق بشيء , Ùقال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( أبشر يابن الزرقاء بكلّ٠ما تكره من رسول الله ØŒ يوم تقدم على ربك Ùيسألك جدي عن ØÙ‚ّي ÙˆØÙ‚ يزيد )) . Ùمضى مروان مغضباً ØØªÙ‘Ù‰ دخل على الوليد بن عتبة ØŒ ÙØ£Ø®Ø¨Ø±Ù‡ بما سمعه من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي (عليه السّلام)(19) .
والتØÙ‚ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بقبر جدّه يبكي , تماماً كما ÙØ¹Ù„ أبوه علي بن أبي طالب (عليه السّلام) عندما هدّدته زعامة بطون قريش بالقتل إن لم يبايع ØŒ ÙØ§Ù„تØÙ‚ بقبر النبي (صلّى الله عليه وآله) يبكي ويتلو الآية الكريمة : {ابْنَ Ø£Ùمَّ Ø¥Ùنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَÙÙونÙÙŠ وَكَادÙوا يَقْتÙÙ„ÙونَنÙÙŠ} [الأعرا٠: 150] .
وبكى الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أمام قبر جدّه بكاءً مراً ØŒ ونام بعد ذلك ØŒ ÙØ±Ø£Ù‰ جدّه ÙÙŠ المنام يضمّه إلى صدره , ويقبّله ويقول له : (( يا بÙني يا ØØ³ÙŠÙ† , كأنك عن قريب أراك مقتولاً Ù…Ø°Ø¨ÙˆØØ§Ù‹ بأرض كرب وبلاء ØŒ من عصابة من اÙمّتي ØŒ وأنت ÙÙŠ ذلك عطشان لا ØªÙØ³Ù‚Ù‰ ØŒ وظمآن لا ØªÙØ±ÙˆÙ‰ ØŒ وهم ÙÙŠ ذلك يرجون Ø´ÙØ§Ø¹ØªÙŠ ÙŠÙˆÙ… القيامة ! Ùما لهم عند الله من خلاق . ØØ¨ÙŠØ¨ÙŠ ÙŠØ§ ØØ³ÙŠÙ† , إنّ أباك واÙمّك وأخاك قد قدموا علي ØŒ وهم إليك مشتاقون ØŒ وإنّ لك ÙÙŠ الجنّة درجات لن تنالها إلاّ بالشهادة . . . ))(20) .
وانتبه الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) من نومه , وودّع قبر جده وقال : (( بأبي أنت واÙمّي يا رسول الله ØŒ لقد خرجت من جوارك كرهاً ØŒ ÙˆÙÙØ±Ù‘Ù‚ بيني وبينك ØŒ ØÙŠØ« إني لم Ø§ÙØ¨Ø§ÙŠØ¹ ليزيد بن معاوية شارب الخمور ØŒ وراكب Ø§Ù„ÙØ¬ÙˆØ± , وها أنا خارج من جوارك على الكراهية ØŒ ÙØ¹Ù„يك مني السّلام ))(21) .
وقال له عبد الله بن عمر بن الخطاب : وأنا أشير عليك أن تدخل ÙÙŠ ØµÙ„Ø Ù…Ø§ دخل Ùيه الناس ØŒ واصبر كما صبرتَ لمعاوية Ø› Ùلعلّ الله ÙŠØÙƒÙ… بينك وبين القوم الظالمين.
Ùقال له الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( أبا عبد الرØÙ…Ù† , أنا Ø§ÙØ¨Ø§ÙŠØ¹ يزيد وأدخل ÙÙŠ صلØÙ‡ وقد قال النبي Ùيه ÙˆÙÙŠ أبيه ما قال ØŸ! )) .
وبعد ØÙˆØ§Ø± بين الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وابن عباس وابن عمر ØŒ قال الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لابن عمر : (( أسألك بالله , أنا عندك على خطأ من أمري هذا ØŸ ÙØ¥Ù† كنت عندي على خطأ ÙØ±Ø¯Ù‘ني Ø› ÙØ¥Ù†ÙŠ Ø£Ø®Ø¶Ø¹ وأسمع ÙˆØ§ÙØ·ÙŠØ¹ )) .
Ùقال ابن عمر : اللّهمَّ لا , ولم يكن الله تعالى يجعل ابن بنت رسوله على خطأ , وليس مثلك من طهارته وصÙوته من الرسول على مثل يزيد بن معاوية لعنه الله باسم Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŒ ولكني أخشى أن يضرب وجهك هذا Ø§Ù„ØØ³Ù† الجميل بالسيو٠, وترى من هذه الاÙمّة ما لا ØªØØ¨ ØŒ ÙØ§Ø±Ø¬Ø¹ معنا إلى المدينة ØŒ وإن لم ØªØØ¨ أن تبايع Ùلا تبايع أبداً(22) .
Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( هيهات يابن عمر ØŒ إنّ القوم لا يتركوني وإن أصابوني ØŒ وإن لم يصيبوني Ùلا يزالون ØØªÙ‘Ù‰ Ø§ÙØ¨Ø§ÙŠØ¹ وأنا كاره أو يقتلوني . . . اتّق٠الله يا أبا عبد الرØÙ…Ù† ولا تدع نصرتي . . . ))(23) .
والخلاصة : إنّه كان على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أن يتّخذ قراره , وأن يختار Ø£ØØ¯ خيارين لا ثالث لهما Ø› ÙØ¥Ù…ّا أن يبايع ليزيد بن معاوية ليكون « Ø®Ù„ÙŠÙØ© لرسول الله ØŒ وأميراً للمؤمنين , ومرجعاً لهم » , وإمّا أن يمتنع عن البيعة ÙÙŠÙقتل ÙÙŠ النهاية .
لقد اتّخذ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قراره النهائي بالامتناع عن بيعة يزيد ØŒ وأعلن هذا القرار بكلّ٠وسائل الإعلان Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© ÙÙŠ زمانه , وهذا القرار لم يكن اعتباطياً ØŒ إنما بÙني على قناعات دينية يقينية ØŒ ÙˆØÙ‚ائق تاريخيّة وعقلية ÙˆÙØ·Ø±ÙŠØ© معلومة بالضرورة , وقد أشرنا إليها ÙÙŠ هذا البيان .
Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ومغادرة المدينة المنورة
إنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) يمثّل قمة الوعي الديني والسياسي Ø› Ùهو إمام . ÙˆÙ…ØµØ·Ù„Ø Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù… شرعاً يعني الأÙهم , والأقرب إلى الله , ÙˆØ£ÙØ¶Ù„ الموجودين . ÙØ§Ù„إمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) يعلم بالضرورة أنّ الامتناع عن مبايعة Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الطاغية يعني المواجهة Ø› لأنّ عدم البيعة Ø¨Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ الطغاة تعني الخروج على الطاعة وإعلان Ø§Ù„ØØ±Ø¨ .
ثم إنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) رجل منطق وعقل Ø› Ùهو يعلم علم اليقين أن معاوية قبل أن يهلك سلّم ابنه يزيد Ù…ÙØ§ØªÙŠØ بيوت الأموال ØŒ ÙØµØ§Ø±Øª أموال الدولة بيده ØŒ ويعلم الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أن معاوية قبل أن يهلك أيضاً سلّم ابنه قيادة الجيوش المدربة على الطاعة , والتي تتقاضى رواتبها من بيوت الأموال التي يملك يزيد بن معاوية Ù…ÙØ§ØªÙŠØÙ‡Ø§ .
ويعلم الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أن اÙمراء الأقاليم لهم ضلع بالمؤامرة ØŒ وهم ليسوا أكثر من موظّÙين يتقاضون رواتبهم من يزيد بن معاوية , ويعلم أن الناس مع من غلب ØŒ وأن الجيوش التي يقودها يزيد لا تعر٠من الدين إلاّ قشوره Ø› Ùهي مجهلة ومعدّة إعداداً كاملاً لتكون درعاً لدولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ÙˆÙ„Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ØŒ وعصا بيده يضرب بها Ù…ÙŽÙ† يشاء .
ويعلم الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أنه بنظر الناس مجرد ابن النبي المغضوب عليه هو وأهل بيته من قبل Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ خاصة معاوية الذي ÙØ±Ø¶ مسبّة أبيه على الرعية , واعتبر Ù…ØØ¨Ù‘Ø© أهل بيت النبوة وموالاتهم من جرائم الخيانة العظمى .
وما زالت قوانين معاوية سارية Ø§Ù„Ù…ÙØ¹ÙˆÙ„ Ø› Ùقد هلك قبل أيام ØŒ ولم يقم Ø£ØØ¯ بإلغاء تلك القوانين ØŒ وليس مع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) عملياً إلاّ أهل بيت النبوة وبضعة عشر رجلاً من المؤمنين ØŒ ولا قدرة لأهله ولا للقلة المؤمنة على ØÙ…ايته ÙˆØÙ…اية موقÙÙ‡ إذا ØØ¯Ø«Øª أية مواجهة بينه وبين والي المدينة وجيش Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ÙÙŠ المدينة ØŒ وسيتمكن جيش Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© من القضاء عليه وعلى أهل بيته بصمت ودون أن يشعر به Ø£ØØ¯ من المسلمين خارج المدينة .
أين المهاجرون والأنصار ؟
الأكثريّة الساØÙ‚Ø© من المهاجرين Ù€ والنبي (صلّى الله عليه وآله) على ÙØ±Ø§Ø´ الموت Ù€ قد Ø§ØªÙ‘ØØ¯Øª مع Ø§ÙØ®ÙˆØ§Ù†Ù‡Ø§ من أبناء بطون قريش الـ 23 , أمّا الأقلّية المؤمنة منهم والتي لم ØªØªÙ‘ØØ¯ Ùقد ماتت ØŒ وهوى أبناء الأكثريّة من المهاجرين هوى بطون قريش ØŒ Ùلا أمل للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بنصرتهم له , ولا Ø¨Ø¯ÙØ§Ø¹Ù‡Ù… عنه وعن موقÙÙ‡ .
ثمَّ [إنَّ] الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لن يكون أعظم من أبيه علي (عليه السّلام) ومع هذا Ù‡ÙØ¯Ù‘د أبوه بالموت إن لم يبايع(24) أمام المهاجرين , ولم ÙŠØØ±Ù‘كوا ساكناً وهمّ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الأوّل ونائبه Ø¨Ø¥ØØ±Ø§Ù‚ بيت ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت Ù…ØÙ…ّد (صلوات الله عليهما) على Ù…ÙŽÙ† Ùيه , ÙˆÙيه علي ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهم السّلام) ØŒ وشرعوا Ø¨Ø¥ØØ±Ø§Ù‚ البيت Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ .
ولم يعترض Ø£ØØ¯ من المهاجرين على هذا العمل Ø§Ù„ÙØ¸ÙŠØ¹ ØŒ واكتÙÙ‰ المهاجرون Ø¨Ø§Ù„ØªÙØ±Ø¬ على ما ÙŠØØ¯Ø« ØŒ أو شاركوا بما ÙŠØØ¯Ø« ØŒ وبالتالي لا ينبغي للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أن يتأمّل بسكان المدينة من المهاجرين أكثر مما أمّل أبوه وأكثر مما أمّلت اÙمّه(25) .
أمّا بالنسبة لسكان المدينة من الأنصار ØŒ ÙØ§Ù„إمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) يذكر تجربة أبيه معهم . صØÙŠØ أنّ الأنصار أو بعض الأنصار قد قالوا ÙÙŠ Ø³Ù‚ÙŠÙØ© بني ساعدة : لا نبايع إلاّ علياً . وعلي غائب(26) , وصØÙŠØ أيضاً أنّ المنذر بن الأرقم قد قال ÙÙŠ Ø³Ù‚ÙŠÙØ© بني ساعدة : وإن Ùيهم رجلاً لو طلب هذا الأمر لم ينازعه Ùيه Ø£ØØ¯ . وهو يعني علي بن أبي طالب . . .(27) .
وإن نسي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ùلن ينسى يوم ØÙŽÙ…ÙŽÙ„ÙŽ أبوه علي اÙمّه ÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء (عليهما السّلام) على ØÙ…ار , وقاد Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السّلام) وطا٠على بيوت الأنصار بيتاً بيتاً يسألهم النصرة , Ùكانوا يقولون : يا بنتَ رسول الله , قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ØŒ ولو كان ابن٠عمك سبق إلينا أبا بكر ما عدلنا به .
Ùكان علي (عليه السّلام) يقول لهم : (( Ø£Ùكنت٠أترك رسول الله ميتاً ÙÙŠ بيته لم Ø§ÙØ¬Ù‡Ù‘زه ØŒ وأخرج إلى الناس اÙنازعهم ÙÙŠ سلطانه ØŸ! )) . وكانت البتول الزهراء (عليها السّلام) تقول : (( ما صنع أبو Ø§Ù„ØØ³Ù† إلاّ ما كان ينبغي له ØŒ ولقد صنعوا ما الله ØØ³ÙŠØ¨Ù‡Ù… عليه ))(28) .
وقد أشار معاوية إلى هذه الواقعة قائلاً : وأعهدك أمس تØÙ…Ù„ قعيدة بيتك ليلاً على ØÙ…ار , ويداك ÙÙŠ يدي ابنيك Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يوم بويع لأبي بكر . . .(29) .
ÙØ§Ù„أنصار لم تنصر أهل بيت النبوة بعد يوم ÙˆØ§ØØ¯ من ÙˆÙØ§Ø© النبي (صلّى الله عليه وآله) ØŒ Ùهل يعقل أن تستجيب الأنصار Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙˆØØ¯Ù‡ ØŸ! ثمَّ إنّ الأنصار قد سمعت بموق٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وتجاهلت الأمر ØŒ وتظاهرت كأنها لم تسمع .
وإن نسي الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ùلن ينسى يوم ØÙرمت اÙمّه من ميراث أبيها ØŒ وصودرت Ø§Ù„Ù…Ù†Ø Ø§Ù„ØªÙŠ Ø§ÙØ¹Ø·ÙŠØª لها ØØ§Ù„ ØÙŠØ§Ø© أبيها ØŒ ومÙنعت الخمس المخصص لذوي القربى ØŒ وطالبت بØÙ‚ها أمام المهاجرين والأنصار Ùلم يدعمها Ø£ØØ¯ ولو بكلمة ÙˆØ§ØØ¯Ø© . إنما وق٠الجميع ÙŠØªÙØ±Ø¬ÙˆÙ† على صراع السيدة مع Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وأركان دولته ØŒ وكان بوسعهم أن يأمروا على الأقل بالمعرو٠وينهوا عن المنكر باللسان , وهذا أبسط ما على الإنسان .
والخلاصة : إنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) كان واثقاً ثقة مطلقة بأن أهل المدينة لن ÙŠØÙ…وه ØŒ ولن ÙŠØÙ…وا موقÙÙ‡ ØŒ ولن ÙŠØÙ…وا أهل بيت النبوة , وأن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© يزيد بن معاوية لو كلّÙهم Ø¨ØØ±Ù‚ بيت Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السّلام) على Ù…ÙŽÙ† Ùيه لأطاعته Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© التي كلّÙها Ø¨Ø§Ù„ØØ±Ù‚ ØŒ ولبقيت Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ ØªØªÙØ±Ø¬ Ø› لهذه الأسباب مجتمعة ÙˆÙ…Ù†ÙØ±Ø¯Ø© قرر الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أن يترك المدينة وجوار جده العظيم وهو كاره .
انظر إلى قوله ومناجاته لجده (صلّى الله عليه وآله) : (( وأنا خارج من جوارك وعلى الكراهية ØŒ ÙØ¹Ù„يك مني السلام ))(30) .
كان الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) يشعر أنه ÙÙŠ قوم ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† ØŒ ÙˆØªØØª ØÙƒÙ… شبيه بØÙƒÙ…Ù‡ . انظر إليه وهو يردد الآية Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ التي ردّدها موسى عندما خرج من عاصمة ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† , وخرج الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ليلة Ø§Ù„Ø£ØØ¯ ليومين بقيا من رجب سنة ستّين ببنيه وإخوته وبني أخيه , وجÙلّ٠أهل بيته إلاّ Ù…ØÙ…ّد بن الØÙ†Ùيّة , وهو يتلو هذه الآية : {Ùَخَرَجَ Ù…Ùنْهَا خَائÙÙًا يَتَرَقَّب٠قَالَ رَبّ٠نَجّÙÙ†ÙÙŠ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْقَوْم٠الظَّالÙÙ…Ùينَ} [القصص: 21] (31) .
وتابع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØØ§Ù„Ø© التمثل بموسى (عليه السّلام) ØŒ Ùلمّا وصل إلى مكّة قرأ آية : {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تÙلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبّÙÙŠ أَنْ يَهْدÙÙŠÙŽÙ†ÙÙŠ سَوَاءَ السَّبÙيلÙ} [القصص: 22] (32) .
ÙØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) على يقين أن ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† ØÙ‚يقي يلاØÙ‚Ù‡ , وأنه يتنقل ضمن مملكة ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† بني اÙميّة ØŒ وأنه وأهل بيته يمثلون الشرعيّة الإلهية والØÙ‚ الذي كان يمثله موسى .
لا يعني امتناع سكان المدينة عن ØÙ…اية الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙˆØÙ…اية أهله وموقÙÙ‡ أن اÙولئك السكان خاصة الأنصار يكرهون الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ Ùليس Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ما ÙŠÙكره , بل على العكس هم ÙŠØØ¨ÙˆÙ† الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ وعندما سمعوا ÙÙŠ ما بعد بقتله بكت القلة المؤمنة على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† دموعاً من دم .
ويكمن السر بامتناع الأنصار عن ØÙ…اية الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ونصرته , ÙˆØ§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن موقÙÙ‡ بأنهم لا يريدون مواجهة مع Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© , ولا مع أركان دولته Ø› لأنه لا طاقة لهم بهذه المواجهة ØŒ ولا Ù…ØµÙ„ØØ© لهم Ùيها .
Ùليس عند الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ما يطمعون به ØŒ وكل ما يريدونه موجود لدى Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وأركان دولته : المال ØŒ النÙوذ ØŒ الجاه ØŒ الدنيا كلها بيد Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ØŒ Ùما هي Ù…ØµÙ„ØØ© أكثريّة الأنصار ليتخلوا عن الدنيا من أجل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŸ
ثمَّ إنّ Ø§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ø³ بالانتماء الاجتماعي ØŒ والانتماء لمثله العليا قد مات Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ ØŒ أو تØÙˆÙ‘Ù„ إلى كلمات جامدة ليس أمامها أي ÙØ±ØµØ© للتطبيق ÙˆØ§Ù„ØªÙØ¹ÙŠÙ„ ØŒ استقرت نهائياً Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØªÙˆØ§ÙƒÙ„ ÙÙŠ مجتمع المدينة وغيره من المجتمعات الإسلاميّة .
صØÙŠØ لقد كانت هنالك عناصر ثائرة على خلق التواكل الذي ساد المجتمعات الإسلاميّة ØŒ لكنها سرعان ما تغرق ÙÙŠ Ù…ØÙŠØ· التواكل . قال الطبري يص٠هذه Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© : إن المرأة كانت تأتي ابنها وأخاها ØŒ ÙØªÙ‚ول : انصر٠، الناس يكÙونك . ويجيء الرجل إلى ابنه Ùيقول : غداً يأتيك أهل الشام . . .»(33) .
ÙØ§Ù„أنصار يتمنون قلبياً أن ينتصر الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ وأن تنتصر مبادئه , ويتمنون أن يهزم يزيد وأتباعه ØŒ ويرجون أن ييسّر الله للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ù…ÙŽÙ† ينصره ويØÙ…يه ØŒ لكنهم ليسوا على استعداد إطلاقاً للمساهمة بأي شكل من الأشكال بنصرة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أو ØÙ…ايته .
لقد تعودوا أن يقÙوا ساكنين أمام أي مواجهة بين ÙØ±ÙŠÙ‚ين ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ انتصر Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا وقÙوا مع الغالب ØŒ وسلموا له تسليماً كاملاً ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ ظهر على Ø§Ù„Ù…Ø³Ø±Ø ÙØ§Ø±Ø³ جديد يريد أن يغلب غالب الأمس ÙØ¥Ù†Ù‡Ù… يتمسكون بغالب الأمس , لا ØØ¨Ø§Ù‹ به ØŒ ولكن Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ منه , كأن إنسانيتهم قد Ø§ÙØµÙŠØ¨Øª بالشلل ÙØ¹Ù„اً .
لمّا قال أمير المدينة إن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ÙÙŠ دمشق أمره أن يأخذ البيعة من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ وإن أبى ÙØ¹Ù„يه أن يضرب عنقه , يمكن لعقلاء الأنصار التدخل بهذه Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© للأمر بالمعرو٠والنهي عن المنكر , ÙˆØ§Ù„Ø§Ù‚ØªØ±Ø§Ø Ø¹Ù„Ù‰ الأمير أن يعطي الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙØ±ØµØ© لإعادة النظر ÙÙŠ موقÙÙ‡ .
يمكنهم أن يقولوا للأمير : رجاءً أن تبلغ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ÙÙŠ دمشق أن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) هو ركن آل Ù…ØÙ…ّد , وأهل بيته وذوي قرباه , وهو ابن رسول [الله] ØŒ وقتل هذا الرجل يسبب ØØ±Ø¬Ø§Ù‹ للجميع . ولكن أهل المدينة ليسوا على استعداد ØØªÙ‘Ù‰ لمثل هذه التضØÙŠØ© البسيطة Ø› Ùقلوبهم مسكونة بالرعب .
Ùقد يظن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© أو أميره على المدينة أنهم يوالون أهل بيت النبوة ØŒ وقد بيّنا أن موالاة أهل البيت كانت من جرائم الخيانة العظمى , وعقوبتها التنكيل وهدم الدار(34) .
وقد يظن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© أن أهل المدينة ÙŠØØ¨ÙˆÙ† أهل البيت ØŒ ÙˆØØ¨ أهل بيت النبوة أيضاً من جرائم الخيانة العظمى , وعقوبتها شطب ومØÙˆ اسم ( المجرم ) من ديوان العطاء ØŒ وتجريده من الØÙ‚وق المدنية , بØÙŠØ« لا تÙقبل له شهادة(35) .
ÙÙ…ÙŽÙ† له بهذه Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© Ù…ØµÙ„ØØ© ليأمر بالمعرو٠أو ينهى عن المنكر ØŸ ÙØªÙ‚دير أهل المدينة أن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) سيقدّر أوضاعهم ØŒ وسيلتمس لهم عذراً ! إن Ø§Ù„ÙØ±Ø§Ø¹Ù†Ø© Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… لم يذلّوا رعاياهم لهذه الدرجة التي أذل Ùيها معاوية وابنه ÙˆØ®Ù„ÙØ§Ø¡ بني اÙميّة رعاياهم , لقد كان ØÙƒÙ…هم أكثر بشاعة ÙˆÙ‚Ø¨ØØ§Ù‹ وظلماً من ØÙƒÙ… Ø§Ù„ÙØ±Ø§Ø¹Ù†Ø© .
والخلاصة : وأمام هذه السلبيات القاتلة ÙØ¥Ù†Ù‡ لا ينبغي للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أن يأمل بنصرة ومنعة أهل المدينة له ولموقÙÙ‡ , ولآل Ù…ØÙ…ّد وذوي قرباه ØŒ Ùلو أمرهم Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© أن يصلبوا الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ جذوع النخل أو أن ÙŠØØ±Ù‚وه ØÙŠØ§Ù‹ لنÙّذوا أمر Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© بأيديهم , بالوقت الذي تكون Ùيه عيونهم تسيل دماً ØØ²Ù†Ø§Ù‹ على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ وقلوبهم ØªÙ†ÙØ·Ø± أسىً جزعاً لما ÙØ¹Ù„وا Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) .
لقد خال٠الله ما ÙÙŠ صدورهم عمّا ÙÙŠ ألسنتهم , لقد جعل الله باطنهم شيئاً وظاهرهم شيئاً آخر ØŒ وهذا Ø£ØØ¯Ø«Ù Ùنّ٠من Ùنون العذاب , ومسخ إنسانيّة الإنسان .
وأقصى ما ÙØ¹Ù„Ù‡ الأنصار للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أن خرج معه خمسة منهم راÙقوه بكلّ٠المراØÙ„ ØŒ ولم يتخلوا عنه ØŒ وقاتلوا برجولة نادرة بين يديه ØØªÙ‘Ù‰ قتلوا(36) .
وعذر أنصار المدينة أنهم ضاعوا وسط الأكثريّة التي كانت على الشرك ثمَّ أسلمت ØŒ وصارت أكثريّة مسلمة ØŒ واستولت على Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© بالقوة ØŒ ÙØµØ§Ø± ØØ§ÙƒÙ… الأنصار هو عدوها الذي ØØ§Ø±Ø¨ØªÙ‡ بالأمس ØªØØª قيادة الرسول وآله ØŒ Ùكانت عيون الأكثريّة Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© Ù…ÙØªÙˆØØ© على كل ØØ±ÙƒØ© وسكنة للأنصار .
وكان الأنصار بنظر الأكثريّة Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© موضع شبهة بموالاة آل Ù…ØÙ…ّد (صلّى الله عليه وآله) الذين قادوا Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ضد تلك الأكثريّة عندما كانت على الشرك ØŒ وكان الأنصار وأولادهم إذا ما أرادوا الØÙŠØ§Ø© أن يثبتوا لبطون قريش الـ 23 أنهم ليسوا مع آل Ù…ØÙ…ّد (صلّى الله عليه وآله) .
ÙØ¶Ù„اً عن ذلك ÙØ¥Ù†Ù‘ الأنصار صاروا قلة قليلة جداً وسط الكثرة التي كانت مشركة ثمَّ أسلمت ØŒ ووسط الكثرة Ø§Ù„ÙˆØ§ÙØ¯Ø© من البلاد Ø§Ù„Ù…ÙØªÙˆØØ© ØŒ وبالتالي قلّت أهمية الأنصار ØŒ وتضاءلت ÙØ¹Ø§Ù„يتهم . لكل هذه الأسباب اضطّر الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ليخرج من المدينة كارهاً .
أهدا٠الإمام (عليه السّلام) المرØÙ„ية
ÙˆÙÙ‚ التØÙ„يلات الدقيقة للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ù€ والتي أشرنا [إليها] قبل قليل Ù€ رأى أن مبايعته ليزيد بن معاوية جريمة كبرى , وبكل المعايير الدينية والتاريخيّة والمنطقية Ø› لذلك امتنع عن بيعة يزيد بن معاوية ØŒ وأعلن هذا الامتناع بكل وسائل الإعلان .
الامتناع عن البيعة ÙÙŠ Ø¹Ø±Ù Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ وأركان دولتهم ÙŠÙØ¹ØªØ¨Ø± خروجاً على طاعة Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الغالب ØŒ وعدم القبول Ø¨Ø®Ù„Ø§ÙØªÙ‡ . ووÙÙ‚ قوانين دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© السائدة ÙØ¥Ù† هذا الامتناع بمثابة إعلان ØØ±Ø¨ , وهو من جرائم الخيانة العظمى التي يعاقب مرتكبها بالموت كائناً Ù…ÙŽÙ† كان .
ومن الطبيعي أنّ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وأركان دولته قد سمعوا بامتناع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) عن البيعة ØŒ وأنهم بوقت يطول أو يقصر سيرسلون قواتهم Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„ØØ© لتجر الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وأهل بيته بالقوة ØŒ وتجبرهم على البيعة وهم صاغرون ØŒ أو تقتلهم أشنع قتلة ØŒ ولن تأخذ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ولا أركان دولته بهم رØÙ…Ø© أبداً ØŒ ولن يرعوا Ùيهم إلاً ولا ذمة .
ÙØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) موقن أنه أمام ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† وجنوده ØŒ ولكن ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† المسلمين Ù…Ø³Ù„Ø Ø¨Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ† Ø› Ùهو يلبس Ù‚ÙØ§Ø²Ø§Øª بيض ØŒ ويتظاهر بالإسلام والطهارة والبراءة ØŒ ويده ملطخة بدماء الجريمة . ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بشر مزوّد ÙØ³ÙŠÙˆÙ„وجياً بالطاقة على الهروب ممّا يؤذيه , وعلى Ø§Ù„Ø¨ØØ« عما يأويه ويØÙ…يه .
ÙØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) يريد ÙØ¦Ø© من الناس تØÙ…يه وتØÙ…ÙŠ أهل النبوة ØŒ وتنصرهم من ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† وجنوده إذا ما جاؤوا يوماً Ù€ وهم قادمون لا Ù…ØØ§Ù„Ø© Ù€ Ù„Ø¬Ø±Ù‘Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل بيت النبوة (عليهم السّلام) إلى البيعة وهم صاغرون أو قتلهم ØŒ هذا بالضبط ما يريده الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) .
Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø§Ùمّة
خلال ÙØªØ±Ø© امتناع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) عن البيعة ØŒ وخلال ÙØªØ±Ø© المطاردة سيسمع كل المسلمين بواقعة امتناع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عن المبايعة , وبواقعة مطارة Ø§Ù„ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† وجنوده , وسيسمعون بالأسباب التي دعت الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) للامتناع عن البيعة.
ÙØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ليس رجلاً من عامة الناس Ø› ÙØ§Ù„مسلمون يعرÙونه على أنه عميد آل Ù…ØÙ…ّد الذين يصلّون عليهم ÙÙŠ صلاتهم ØŒ وعميد أهل بيت النبوة الذين طهّرهم الله ØŒ وعميد ذوي القربى الذين Ø§ÙØªØ±Ø¶ الله مودتهم على العباد Ø› لذلك Ùمن المعرو٠بالضرورة أن المسلمين سيتابعون مآل امتناع الإمام عن البيعة , وعاقبة هذا الامتناع , ويتابعون أيضاً أنباء المطاردة ØŒ ويتابعون بالضرورة ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) خلال ÙØªØ±Ø© المطاردة ØŒ وهذا بالضبط ما أراده الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) .
وسيعر٠المسلمون ÙÙŠ النتيجة أن Ø®Ù„ÙŠÙØªÙ‡Ù… ليس هو Ø®Ù„ÙŠÙØ© رسول الله كما يدّعي ØŒ إنما هو رجل غاصب للسلطة ØŒ استولى عليها بالقوة , ÙˆÙØ±Ø¶ Ù†ÙØ³Ù‡ على المسلمين بالقهر ØŒ ÙˆØÙƒÙ…هم بالطريقة التي ÙŠØÙƒÙ… بها أئمة Ø§Ù„ÙƒÙØ± رعاياهم ØŒ وخاصة وأن المسلمين جميعاً يعرÙون السيرة الشخصية النتنة لهذا الرجل الذي يزعم أنه Ø®Ù„ÙŠÙØ© رسول الله .
ولقد ركّز الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) على هذه الناØÙŠØ© تركيزاً خاصاً خلال ÙØªØ±Ø© المطاردة ØŒ ÙØ¨ÙŠÙ‘Ù† للمسلمين ØÙ‚يقة هذه الاÙمور . ÙÙÙŠ كتابه لأهل البصرة ذكّر الناس برسول الله (صلّى الله عليه وآله) وما ÙØ¹Ù„ ØŒ ثمَّ قال (عليه السّلام) : (( ... ثمَّ قبضه الله إليه ØŒ وقد Ù†ØµØ Ù„Ø¹Ø¨Ø§Ø¯Ù‡ ØŒ وبلّغ ما Ø§ÙØ±Ø³Ù„ به ØŒ وكنّا أهله وأولياءه , وأوصياء ورثته , وأØÙ‚Ù‘ÙŽ الناس بمقامه ÙÙŠ الناس ØŒ ÙØ§Ø³ØªØ£Ø«Ø± علينا قومنا بذلك ÙØ±Ø¶ÙŠÙ†Ø§ , وكرهنا Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© ÙˆØ£ØØ¨Ø¨Ù†Ø§ العاÙية ØŒ ونØÙ† نعلم أنّا Ø£ØÙ‚Ù‘ بذلك الØÙ‚ المستØÙ‚ علينا ممّن تولاّه ... )) .
ثم قال (عليه السّلام) : (( وقد بعثت إليكم رسولي بهذا الكتاب , وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسوله Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ السنة قد Ø§ÙØÙŠÙŠØª ØŒ وأن البدعة قد Ø§ÙØÙŠÙŠØª ØŒ وإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد ))(37) .
ومثل ذلك كتابه إلى أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , Ùقد جاء Ùيه : (( Ùقوموا مع ابن عمّي وبايعوه , وانصروه ولا تخذلوه Ø› Ùلعمري ليس الإمام العامل بالكتاب والعادل بالقسط كالذي ÙŠØÙƒÙ… بغير الØÙ‚ ØŒ ولا يهدي ولا يهتدي ))(38) . ÙØ§Ù„إمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙŠØØ«Ù‘هم على المقارنة ØŒ ويبيّن لهم الØÙ‚يقة الشرعيّة ØŒ ويÙيئسهم من ØµÙ„Ø§Ø ÙŠØ²ÙŠØ¯ بن معاوية .
ومثل قوله ÙÙŠ خطبة له أمام جند Ø§Ù„ØØ± الذي جاء ليستطلع أمر الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , ÙˆÙ„ÙŠØØ¨Ø³Ù‡ ريثما يكتمل جند Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© : (( ... يا أيها الناس , أنا ابن بنت رسول الله ØŒ ونØÙ† أولى بولاية هذه الاÙمور عليكم من هؤلاء المدعين ما ليس لهم ØŒ والسائرين Ùيكم بالظلم والعدوان Ø› ÙØ¥Ù† تثقوا بالله وتعرÙوا الØÙ‚Ù‘ لأهله Ùيكون ذلك لله رضا ØŒ وإن كرهتمونا وجهلتم ØÙ‚ّنا , وكان رأيكم على خلا٠ما جاء ÙÙŠ كتبكم ØŒ وقدمت به رسلكم , Ø§Ù†ØµØ±ÙØª عنكم ))(39) .
ثمَّ انظر إلى مناجاته Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ذات مرة , ØÙŠØ« خطب Ùيها Ùقال : (( ... وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكرت , وأدبر معروÙها ØŒ ولم يبقَ منها إلاّ صبابة كصبابة الإناء , وخسيس عيش كالمرعى الوبيل . ألا ترون إلى الØÙ‚ّ٠لا ÙŠÙØ¹Ù…Ù„ به ØŒ وإلى الباطل لا ÙŠÙØªÙ†Ø§Ù‡Ù‰ عنه ØŸ ليرغب المؤمن ÙÙŠ لقاء ربه ØÙ‚ّاً ØÙ‚ّاً Ø› ÙØ¥Ù†ÙŠ Ù„Ø§ أرى الموت إلاّ سعادة ØŒ والØÙŠØ§Ø© مع الظالمين إلاّ برماً ))(40) .
وانظر إلى قوله (عليه السّلام) : (( ... ما أهون الموت على سبيل نيل البر وإØÙŠØ§Ø¡ الØÙ‚Ù‘Ù . ليس الموت ÙÙŠ سبيل العز إلاّ ØÙŠØ§Ø© خالدة , وليست الØÙŠØ§Ø© مع الذل إلاّ الموت الذي لا ØÙŠØ§Ø© معه ... إنّ ÙÙŠ Ù†ÙØ³ÙŠ Ù„Ø£ÙƒØ¨Ø± ØŒ وهمتي لأعلى من Ø£ØÙ…Ù„ الضيم Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ من الموت ... Ù…Ø±ØØ¨Ø§Ù‹ بالقتل ÙÙŠ سبيل الله ... وهل تقدرون على أكثر من قتلي ØŸ ... ولكنكم لا تقدرون على هدم مجدي ومØÙˆ عزّي وشرÙÙŠ ))(41) .
ثمَّ انظر إلى وصية الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) التي كتبها إلى أخيه Ù…ØÙ…ّد بن الØÙ†Ùيّة ØŒ ÙØ§Ø¨Ù† الØÙ†Ùيّة هو الوØÙŠØ¯ من إخوان الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) الذي لم يخرج معه ØŒ وبالضرورة ستأتي رسل Ø§Ù„ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† وتسأل Ù…ØÙ…ّد بن الØÙ†Ùيّة عن أخبار Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وأقواله ØŒ وبالضرورة سيأتي أهل المدينة ويسألونه أيضاً ØŒ وبالضرورة سيسأله كل المشÙقين على مصير Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø› لذلك اختاره الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , وكتب له وصية بيّن Ùيها أسباب خروجه .
Ùقال بعد أن ركّز على Ùكرة الØÙ‚ تركيزاً خاصاً : (( ... وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ØŒ ولا Ù…ÙØ³Ø¯Ø§Ù‹ ولا ظالماً ØŒ وإنّما خرجت لطلب Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙÙŠ اÙمّة جدي Ø› Ø§ÙØ±ÙŠØ¯ أن آمر بالمعرو٠وأنهي عن المنكر ØŒ وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب ØŒ Ùمن قبلني بقبول الØÙ‚ ÙØ§Ù„له أولى بالØÙ‚Ù‘Ù , ومَن رد عليّ هذا اصبر ØØªÙ‘Ù‰ يقضي الله بيني وبين القوم بالØÙ‚ وهو خير Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين ... ))(42) .
ÙØ§Ù„وصية مصاغة ومعدّة لتكون بمثابة رسالة خاصة Ù„ÙƒÙ„Ù‘Ù ÙˆØ§ØØ¯ من أبناء الاÙمّة تبيّن له وبمنتهى الإيجاز الغاية من خروج الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , وهي بمثابة سؤال موجّه Ù„ÙƒÙ„Ù‘Ù ÙØ±Ø¯ من Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ الاÙمّة Ù…ÙØ§Ø¯Ù‡ : هل تقبل هذا الØÙ‚Ù‘ÙŽ أو تردّه على ØµØ§ØØ¨Ù‡ ØŸ وهي بمثابة دعوة لكل من بلغ لينصر هذا الØÙ‚Ù‘ .
وهذه الوصية التي سمعت بها الاÙمّة بالضرورة هي بمثابة Ø§Ù„ØØ¬Ø© التي يقيمها الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) على الاÙمّة . ولم يتوق٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) عند الوصية , بل كش٠للاÙمّة ØÙ‚يقة Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ونظامه ØŒ ÙØ£Ø¹Ù„Ù† أمام الاÙمّة أنّ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ومن والاه قوم لزموا طاعة الشيطان ØŒ وتركوا طاعة الرØÙ…Ù† , وأظهروا Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ÙÙŠ الأرض ØŒ وأبطلوا Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ ØŒ وشربوا الخمور ØŒ واستأثروا ÙÙŠ أموال الÙقراء والمساكين(43) .
وصعّد الإمام (عليه السّلام) هجومه على النظام Ø› إمعاناً بكش٠زيÙÙ‡ وإظهاره على ØÙ‚يقته , Ùقال ÙÙŠ خطبة له : (( ... ÙØ¨Ø¹Ø¯Ø§Ù‹ وسØÙ‚اً لطواغيت هذه الاÙمّة ØŒ وبقية Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ ØŒ ونبذة الكتاب ØŒ ÙˆÙ…Ø·ÙØ¦ السنن ØŒ ومؤاخي المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين ØŒ وعصاة الإمام ØŒ وملØÙ‚ÙŠ العهرة بالنسب , ولبئس ما قدّمت لهم Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… ÙˆÙÙŠ العذاب هم خالدون ! ... ))(44) .
ثمّ كش٠ابن النبي ØØ§Ù„ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وأركان دولته ØŒ Ùقال أمام ÙØ±Ù‚Ø© من ÙØ±Ù‚هم : (( ... لقد استØÙˆØ° عليكم الشيطان ÙØ£Ù†Ø³Ø§ÙƒÙ… ذكر الله العظيم ØŒ ÙØªØ¨Ù‘اً لكم ولما تريدون ! ÙØ¥Ù†Ù‘ا لله وإنّا إليه راجعون ØŒ هؤلاء قوم ÙƒÙØ±ÙˆØ§ بعد إيمانهم ØŒ ÙØ¨Ùعداً للقوم الظالمين ! ... ))(45) .
وطلب الإمام (عليه السّلام) من الاÙمّة أن ترجع إلى Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ أبجديات الÙهم , Ùقال : (( ... Ùلعمري ليس الإمام العامل بالكتاب ØŒ والعادل بالقسط كالذي ÙŠØÙƒÙ… بغير الØÙ‚ , ولا يهدي ولا يهتدى ))(46) .
لقد استغل الإمام (عليه السّلام) ÙØªØ±Ø© مطاردة دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© له Ø£ØØ³Ù† استغلال , وكل ليلة قضاها الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) مطارداً ØŒ وكل ØªØµØ±ÙŠØ Ø£Ø¯Ù„Ù‰ به ما هو إلاّ صرخة مدويّة لتستÙيق الاÙمّة من غÙوتها وترهّلها ونومها العميق ØŒ ولوناً من ألوان Ø§Ù„ØØ¬Ø© البالغة التي أمر الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) على إقامتها كاملة على الاÙمّة .
مضمون وصية الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) التي كتبها لأخيه Ù…ØÙ…ّد بن الØÙ†Ùيّة قد عر٠من العامة والخاصة على السواء ØŒ ÙˆØ¹Ø±ÙØªÙ‡ دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ØŒ ÙˆØ¹Ø±ÙØªÙ‡ رعايا دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© بالضرورة Ø› Ùهو يبرر امتناع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) عن البيعة ØŒ ويبرر أسباب خروجه من جوار جده (صلّى الله عليه وآله) .
وكل ÙØ±Ø¯ من Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ الاÙمّة عر٠بالضرورة أن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وأركان دولته يطاردون الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل بيته (عليهم السّلام) ليقبضوا عليهم ØŒ ويÙكرهونهم على البيعة أو يقتلونهم .
وكل ÙØ±Ø¯ من Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ الاÙمّة كان يعلم علم اليقين أنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙŠØ¨ØØ« عمّن ينصره ØŒ ويØÙ…يه ويØÙ…ÙŠ أهل بيته ØŒ ويØÙ…ÙŠ دعوة الØÙ‚ التي ينادي بها .
وكل ÙØ±Ø¯ من Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ الاÙمّة سمع بكل Ø§Ù„ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª التي أدلى بها الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ وهي ØªØµØ±ÙŠØØ§Øª ÙˆØ§Ø¶ØØ© لا ØªØØªØ§Ø¬ إلى ØªÙˆØ¶ÙŠØ ØŒ وهي تÙيض بأنبل مشاعر الإخلاص للإسلام وقضيّته ØŒ وتضع بين يدي Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ الاÙمّة قراءة موضوعية لواقع دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© المناقض تماماً للشرع الØÙ†ÙŠÙ .
وكل الاÙمّة كانت تعر٠بأن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لن يتراجع عن موقÙÙ‡ لنصرة الØÙ‚ , وأنّه بانتظار المخلصين من الاÙمّة ليشاركوه نصرة الØÙ‚ .
وانتظر الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) اÙولئك المخلصين مدة طويلة ØŒ وصمد من شهر رجب ØØªÙ‘Ù‰ العاشر من Ù…ØØ±Ù… بوجه مطاردة دولة عظمى ÙÙŠ زمانها ØŒ وطال انتظاره ولم يأت٠المخلصون ØŒ واخترقت نداءاته القدسية طبلة Ø§ÙØ°Ù† كل ÙØ±Ø¯ من Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ الاÙمّة .
وتجاهلت الاÙمّة نداءات الإمام (عليه السّلام) ØŒ وخذلته الاÙمّة Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ . كان الإمام Ø³Ù„ÙØ§Ù‹ يعلم بأن الاÙمّة ستخذله وستضيعه ØŒ ولن تØÙظه , بدليل شكواه أمام قبر جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قبل خروجه من المدينة , ØÙŠØ« قال : (( السلام عليك يا رسول الله ØŒ أنا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن ÙØ§Ø·Ù…Ø© ØŒ أنا ÙØ±Ø®Ùƒ وابن ÙØ±Ø®ØªÙƒ ØŒ وسبطك ÙÙŠ الخل٠الذي Ø®Ù„Ù‘ÙØª على اÙمّتك ØŒ ÙØ§Ø´Ù‡Ø¯ عليهم يا نبي الله أنهم خذلوني وضيّعوني ØŒ وأنهم لم ÙŠØÙظوني , وهذه شكواي إليك ØØªÙ‘Ù‰ ألقاك ))(47) .
Ùقبل أن يخرج الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) من المدينة كان يعلم علم اليقين أن الاÙمّة ستخذله وستضيعه ØŒ ولن تØÙظه ØŒ ÙˆØ³ØªØªÙØ±Ø¬ على Ø§Ù„ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† وجنوده وهم يطاردون آل Ù…ØÙ…ّد وأهل بيته وذوي قرباه ØŒ وستشترك بالمطاردة , ولكن الإمام يريد أن يقيم Ø§Ù„ØØ¬Ø© عملياً عليها . يريدها أن تكتش٠ذات يوم بأنه قد ضØÙ‘Ù‰ بروØÙ‡ الطاهرة ØŒ ÙˆØ¨Ø£Ø±ÙˆØ§Ø Ø¢Ù„ البيت وأهل البيت وذوي القربى ليخرج من هذه Ø§Ù„Ù…Ø°Ø¨ØØ© دوي هائل يجبر الاÙمّة على الصØÙˆØ© من نومها .
أراد الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أن يكون دمه ودم أهل البيت زيتاً يضيء الدرب أمام الاÙمّة ذات يوم عندما تكتش٠كم ÙØ±Ù‘طت ÙÙŠ جنب الله يوم خذلت الإمام وأهل بيته (عليهم السّلام) . ÙˆÙ†Ø¬Ø Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù… Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ بإقامة Ø§Ù„ØØ¬Ø© على الاÙمّة ØŒ ÙØ§ØªÙ‘بعه أقل من مئة رجل ØŒ وخذلته البقية منها مع سبق الترصد والإصرار .
لقد جرت العادة على أن يقاتل أبناء الاÙمم والشعوب الأقل أهمية أمام السادات الأكثريّة أهمية Ø› Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ عنهم وعن قيم وشر٠تلك الشعوب والاÙمم التي يمثّلها اÙولئك السادات .
وجاء الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŒ وكان من Ø§Ù„Ù…ÙØªØ±Ø¶ أن يتقدّم أبناء الاÙمّة ويقاتلوا بين يديه Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ عن ابن النبي ØŒ وآل النبي ØŒ وأهل بيت النبي وذوي قرباه . كان Ø§Ù„Ù…ÙØªØ±Ø¶ أن يموت Ø§Ù„Ø£Ù„Ù Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù„ÙØ© من أبناء الاÙمّة قبل أن يضطرّوا الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وأهل بيته للقتال ØŒ لكن أبناء الاÙمّة لم ÙŠÙØ¹Ù„وا ذلك Ø› Ùقد أجبروا الإمام وأهل بيته (عليهم السّلام) على القتال بين يدي الاÙمّة Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ عن الإسلام ورموزه الخالدة .
وطالما أن أبناء الاÙمّة لم يقاتلوا بين يدي الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وأهل بيت النبوة رموز الإسلام الخالدة ØŒ ليتهم لم يقاتلوهم على الأقل ØŒ ليتهم وقÙوا ÙŠØªÙØ±Ø¬ÙˆÙ† ØŒ لكان ذلك أقل عاراً وأخ٠غباراً .
وباختصار , لقد نالت الاÙمّة من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وأهل بيت النبوة ونالوا منها ØŒ وما أشبه هذا القول بقول الإمام علي (عليه السّلام) : (( Ùويل لهم منكم ØŒ وويل لكم منهم ))(48) .
لقد قامت Ø§Ù„ØØ¬Ø© على الاÙمّة Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ ولم تنصر الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل بيت النبوة (عليهم السّلام) , إنما خذلتهم مع سبق الإصرار وبعد قيام Ø§Ù„ØØ¬Ø© . واكتش٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أن Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ اÙمّة جده والأكثريّة الساØÙ‚Ø© جداً منهم كاره للموت وقيمه بالØÙŠØ§Ø© , ØØªÙ‘Ù‰ إنهم ليكادون أن يموتوا من الرعب ØØ°Ø± الموت Ø› لذلك صمم وبكلّ٠قواه أن يكسر ØØ§Ø¬Ø² الخو٠، وأن يعطي الاÙمّة دروساً من الموت وعن الموت ليشÙيها من مرضها القاتل «Ø§Ù„رعب من الموت» .
ÙØ³Ø§Ø± الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أمام Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ الاÙمّة كلها ÙÙŠ رØÙ„Ø© الموت ØŒ ثمَّ خاض Ø¨ØØ§Ø± الموت شرقاً ومغرباً على ØØ¯Ù‘٠تعبيره , وطارد الموت مطاردة ساخنة ØØ«ÙŠØ«Ø© ØŒ وكلمّا مر منه الموت لاØÙ‚Ù‡ ØŒ ØØªÙ‘Ù‰ ليخال الناظر Ù€ وهو مصيب Ù€ بأن الآية قد انقلبت ØŒ وأنّ الموت صار يخشى الإمامَ وأهل بيته ومن والاهم بدلاً من أن يخشونه .
وبدأ الإمام رØÙ„Ø© الموت ومطاردة الموت أمام الاÙمّة ØŒ وبخطوات واثقة متّزنة كأنها بالتصوير الÙني البطيء Ù„ÙŠØØ±Ø±Ù‡Ù… من عقدة الخو٠من الموت Ø› ÙØ§Ù„إمام مصرٌّ إصراراً بالغاً على أن يكش٠ØÙ‚يقة نظام يزيد للعالم ØŒ Ùهو بالظاهر والادّعاء Ø®Ù„ÙŠÙØ© رسول الله ØŒ ÙˆÙÙŠ الØÙ‚يقة والممارسة هو Ø§Ù„ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† وجنوده .
وكما أنّ الإمام مصرٌّ على إقامة Ø§Ù„ØØ¬Ø© على الاÙمّة ØŒ هو مصرٌّ أيضاً على ØªØØ±ÙŠØ±Ù‡Ø§ من عقدة الخو٠، ومصرٌّ على إجبارها على Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الواقع ØŒ ومقارنته بالشرعيّة الإلهية لتعر٠البون الشاسع بين النقيضين .
لقد توصّل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) إلى نتيجة Ù…ÙØ§Ø¯Ù‡Ø§ أن أهل المدينة لن ينصروه ØŒ ولن ÙŠØÙ…وه ØŒ بل سيسلمونه Ù„Ù„ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† وجنوده ØŒ وأنّ الاÙمّة ستخذله Ø› لذلك كلّه قرر أن يكش٠هذا الغيب للاÙمّة ØŒ وأن يترجمه إلى وقائع ØŒ وأن يبدأ رØÙ„Ø© الموت والشهادة بمغادرة المدينة وترك جوار جده (صلّى الله عليه وآله) كارهاً .
إلى أين يابن رسول الله ؟
ÙØ£Ù‚اليم دولة Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© المترامية الأطرا٠هي عبارة عن ضيعات كبيرة يملكها Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ØŒ ويتصرّ٠بها كما يتصرّ٠الأقطاعي بممتلكاته الخاصة .
وسكان تلك الأقاليم ليسوا أكثر من أقنان أو عبيد Ù„Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© يعملون لديه ÙÙŠ ضيعاته مقابل Ø¬ÙØ¹Ù„ أو عطاء شهري ØŒ واÙمراء تلك الأقاليم ليسوا أكثر من موظÙين وكبراء عمال يتقاضون رواتبهم شهرياً مقابل الطاعة والإشرا٠على تنÙيذ رغبات Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وأوامره .
والجيوش المجنّدة ØªØØª ØªØµØ±Ù Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© يتقاضى Ø£ÙØ±Ø§Ø¯Ù‡Ø§ وقادتها رواتبهم الشهرية من Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© مقابل الولاء له ØŒ ÙˆØÙظ الأمن ÙÙŠ أرجاء الأقاليم , وتنÙيذ أوامر Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© بالقوة ØŒ أو تØÙ‚يق أمجاد Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الشخصية إن رغب Ø¨Ø§Ù„ÙØªÙˆØØ§Øª .
ÙØ£Ù†Øª يا مولاي تسير ÙÙŠ مملكة Ø§Ù„ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† , وعلى مرأى من ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† وجنوده , ÙØ¥Ù„Ù‰ أين عساك أن تذهب يابن رسول الله إن خرجت من المدينة وتركت جوار جدك العظيم ØŸ ولكن ما هو البديل ØŸ هل يجلس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل بيت النبوة (عليهم السّلام) ÙÙŠ بيوتهم وينتظرون ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† وجنوده ØØªÙ‘Ù‰ يأتوا ÙيذبØÙˆÙ†Ù‡ كما ØªÙØ°Ø¨Ø الأضاØÙŠ ØŸ أو يجبرونه على البيعة كأقنان « لأمير المؤمنين » يزيد ØŸ
مثل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , ومثل أهل بيت النبوة لن Ù