كان Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عليه السّلام يعتقد ÙÙŠ نهضته أنه ÙØ§ØªØ منصور لما ÙÙŠ شهادته من Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ دين رسول اللّه Ùˆ اماتة البدعة Ùˆ ØªÙØ¸ÙŠØ¹ أعمال المناوئين Ùˆ تÙهيم الأمة أنهم Ø£ØÙ‚ Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© من غيرهم Ùˆ إليه يشير ÙÙŠ كتابه إلى بني هاشم: من Ù„ØÙ‚ بنا منكم استشهد، Ùˆ من تخل٠لم يبلغ Ø§Ù„ÙØªØ «1».
ÙØ¥Ù†Ù‡ لم يرد Ø¨Ø§Ù„ÙØªØ إلا ما يترتب على نهضته Ùˆ تضØÙŠØªÙ‡ من نقض دعائم الضلال Ùˆ ÙƒØ³Ø Ø£Ø´ÙˆØ§Ùƒ الباطل عن صراط الشريعة المطهرة Ùˆ اقامة أركان العدل Ùˆ التوØÙŠØ¯ Ùˆ أن الواجب على الأمة القيام ÙÙŠ وجه المنكر.
Ùˆ هذا معنى كلمة الإمام زين العابدين لإبراهيم بن Ø·Ù„ØØ© بن عبيد اللّه لما قال له ØÙŠÙ† رجوعه إلى المدينة «Ù…Ù† الغالب» Ùقال السجاد عليه السّلام إذا دخل وقت الصلاة ÙØ£Ø°Ù‘Ù† Ùˆ أقم تعر٠الغالب «2».
ÙØ¥Ù†Ù‡ يشير إلى تØÙ‚Ù‚ الغاية التي ضØÙ‰ سيد الشهداء Ù†ÙØ³Ù‡ القدسية لأجلها Ùˆ ÙØ´Ù„ يزيد بما سعى له من Ø¥Ø·ÙØ§Ø¡ نور اللّه تعالى Ùˆ ما أراده أبوه من نقض مساعي الرسول صلى اللّه عليه Ùˆ آله Ùˆ سلم Ùˆ إماتة الشهادة له بالرسالة بعد أن كان الواجب على الأمة ÙÙŠ الأوقات الخمس الإعلان بالشهادة لنبي الإسلام ذلك الذي هدم ØµØ±ÙˆØ Ø§Ù„Ø´Ø±Ùƒ Ùˆ أبطل العبادة للأصنام كما وجب على الأمة الصلاة على النبي Ùˆ على آله الطاهرين ÙÙŠ التشهدين Ùˆ أنّ الصلاة عليه بدون الصلاة على آله بتراء «3».
كما أنّ العقيلة ابنة أمير المؤمنين عليه السّلام أشارت إلى هذا Ø§Ù„ÙØªØ بقولها ليزيد: «Ùكد كيدك واسع سعيك Ùˆ ناصب جهدك ÙÙˆ اللّه لا تمØÙˆ ذكرنا Ùˆ لا تميت ÙˆØÙŠÙ†Ø§ØŒ Ùˆ لا تدرك أمدنا، Ùˆ لا ÙŠØ±ØØ¶ عنك عارها Ùˆ شنارها».
إنّ المتأمل ÙÙŠ ØØ§Ø¯Ø«Ø© الط٠يتجلّى له أنّ هذه الشهادة أعظم من يوم بدر Ùˆ إن كان هو أول ÙØªØ إسلامي لأنّ المسلمين يومئذ خاضوا غمرات الموت ØªØØª راية النبوّة Ùˆ قد Ø§ØØªÙ بهم ثلاثة آلا٠من الملائكة مسوّمين Ùˆ هتا٠النبي صلى اللّه عليه Ùˆ آله Ùˆ سلم بالنصر Ùˆ الظهور على العدو ملء مسامعهم Ùقابلوا طواغيت قريش مطمئنين بالغلبة.
Ùˆ أما مشهد Ø§Ù„Ø·Ù ÙØ§Ù„مقاساة Ùيه أصعب، Ùˆ الكرب أشد، Ùˆ قد التطمت Ùيه أمواج Ø§Ù„ØØªÙˆÙØŒ Ùˆ كشرت Ø§Ù„ØØ±Ø¨ عن نابها Ùˆ أخذ بنو أمية على سبط النبي أقطار الأرض Ùˆ Ø¢ÙØ§Ù‚ السماء.
عشية أنهضها بغيها ÙØ¬Ø§Ø¡ØªÙ‡ تركب طغيانها
بجمع من الأرض سد Ø§Ù„ÙØ±ÙˆØ¬ Ùˆ غطى النجود Ùˆ غيطانها
وطأ Ø§Ù„ÙˆØØ´ إذ لم يجد مهربا Ùˆ لازمت الطير أو كأنها
لكنّ عصبة الØÙ‚ لم يثن من عزمهم شيء Ùقابلوا تلك الأخطار من غير مدد يأملونه أو نصرة يرقبونها Ùˆ قد انقطعت عنهم خطوط الوسائل الØÙŠÙˆÙŠØ© ØØªÙ‰ الماء الذي هو Ø£ÙˆÙØ± الأشياء Ùˆ الناس Ùيه شرع سواء Ùˆ ضوضاء Ø§Ù„ØØ±Ù… من الشر المقبل، Ùˆ صراخ Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ من الأوام Ø§Ù„Ù…Ø¨Ø±Ù‘Ø ÙÙŠ مسامعهم إلا أنّهم تلقوا جبال Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ بكل صدر رØÙŠØ¨ Ùˆ جنان طامن Ùˆ لم تسل تلك النÙوس الطاهرة إلا على ÙØªÙ„ أمية المنقوض Ùˆ لا أريقت دماؤهم الزاكية إلا على ØØ¨Ù„هم المنتكث Ùكان ملك آل ØØ±Ø¨ كلعقة الكلب أنÙÙ‡ ØØªÙ‰ Ø§ÙƒØªØ³ØØª معرتهم عن أديم الأرض.
و لقد أجاد شاعر أهل البيت عليهم السّلام بقوله:
لو لم تكن جمعت كل العلى Ùينا لكان ما كان يوم الط٠يكÙينا
يوم نهضنا كأمثال الأسود به Ùˆ أقبلت كالدبا زØÙا أعادينا
جاؤوا بسبعين Ø£Ù„ÙØ§ سل بقيتهم هل قابلونا Ùˆ قد جئنا بسبعينا «4»
Ùيوم Ø§Ù„Ø·Ù ÙØªØ إسلامي بعد الجاهلية المستردة من جراء أعمال الأمويين Ùˆ Ù„ÙÙŠÙهم الذين لم يستضيئوا بذلك الألق الساطع: نور التوØÙŠØ¯ Ùˆ شعاع النبوة.
إنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† لم يكن قاصدا ÙÙŠ خروجه Ù…ØØ¶ السلطنة Ùˆ الرياسة Ùˆ Ø®Ùقان الرايات ÙØ¥Ù†Ù‡ لو كان هذا غرضه لاتخذ الوسائل الموصلة إليه Ùˆ هو أعر٠بها Ùˆ لم يذع إلى من كان معه من الأعراب قتله Ùˆ هلاك من معه Ùˆ استسلام عائلته للأسر ÙÙŠØªÙØ±Ù‚ جيشه Ùˆ تتضاءل قواه الصورية لكن Ù†ÙØ³Ù‡ المقدسة- Ùˆ هكذا Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø±- أبت كتمان الأمر Ùˆ إيهام Ø§Ù„ØØ§Ù„ ØØªÙ‰ اختبرهم بالإذن ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø±Ù‚Ø© ÙØ°Ù‡Ø¨ عنه من كان همه الطمع Ùˆ أبى أولئك الصÙوة إلا مواساته Ùˆ نصرته Ùلا الجبن يطرق Ø³Ø§ØØªÙ‡Ù… Ùˆ لا الانكسار يبين ÙÙŠ مجاليهم لأنّ ذلك شأن الآيس من غايته، Ùˆ القوم كانوا على يقين من Ø§Ù„Ø¸ÙØ± بالأمنية كما تنم عنه كلماتهم التي أجابوا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بها لما أنبأهم ليلة عاشوراء Ø¨ØØ±Ø§Ø¬Ø© الموق٠و Ø±ÙØ¹ عنهم البيعة Ùˆ خلى لهم السبيل.
Ùقالوا: «Ø§Ù„ØÙ…د للّه الذي شرّÙنا بالقتل معك Ùˆ لو كانت الدنيا باقية Ùˆ كنا Ùيها مخلدين لآثرنا النهوض معك على الاقامة Ùيها».
Ùوجدهم عليه السّلام Ù…ØªÙØ§Ù†ÙŠÙ† ÙÙŠ الجهاد معه، Ùˆ الذب عن قدس الشريعة Ùˆ تلا على الملأ سطرا من صØÙŠÙتهم البيضاء بقوله: إنّي لا أجد Ø£ØµØØ§Ø¨Ø§ أوÙÙ‰ من Ø£ØµØØ§Ø¨ÙŠØŒ Ùˆ لا أهل بيت أبر Ùˆ أوصل من أهل بيتي «5» Ùˆ إنّي لأعجب من الرواة Ùˆ ØÙ…لة التاريخ ØÙŠØ« توسعوا ÙÙŠ النقل ÙقذÙوا أولئك الأطهار بما يندى منه وجه الإنسانية Ùˆ يأباه الوجدان الصادق Ùقيل: كان القوم Ø¨ØØ§Ù„Ø© ترتعد ÙØ±Ø§Ø¦ØµÙ‡Ù… Ùˆ تتغير ألوانهم كلما اشتد Ø§Ù„ØØ§Ù„ إلا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ¥Ù†Ù‘ أسرّة وجهه تشرق كالبدر المنير «6».
Ùˆ هذا بعد أن أعوزتهم الوقيعة ÙÙŠ شهيد العز Ùˆ الإباء Ùلم يجدوا للغمز Ùيه نصيبا Ùمالوا على ØµØØ¨Ù‡ Ùˆ أهل بيته، Ùˆ ليس هذا إلا من الداء الدÙين بين أضالع قوم داÙوا السم ÙÙŠ الدسم إلى سذج ØØ³Ø¨ÙˆÙ‡ ØÙ‚يقة راهنة ÙØ´ÙˆÙ‡ÙˆØ§ وجه التاريخ غير أنّ البصير الناقد لا تخÙÙ‰ عليه Ù†ÙØ³ÙŠØ© القوم Ùˆ لا ما جاؤوا به.
Ùˆ أعجب من ذلك قول زجر بن قيس الجعÙÙŠ ليزيد إنّا Ø£ØØ·Ù†Ø§ بهم Ùˆ هم يلوذون عنا بالآكام Ùˆ الØÙر لواذ الØÙ…ام من الصقر «7».
بÙيك الكثكث أيها القائل كأنك لم تشاهد ذلك الموق٠الرهيب ÙØªØ±Ù‰ ما للقوم من بسالة Ùˆ إقدام Ùˆ Ù…ÙØ§Ø¯Ø§Ø© دون الدين الØÙ†ÙŠÙ ØØªÙ‰ أغÙÙ„ يومهم مع ابن المصطÙÙ‰ أيام صÙين Ùˆ ما شاكلها من ØØ±ÙˆØ¨ دامية Ùˆ ØØªÙ‰ أخذت أندية Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© لا ØªØªØØ¯Ø« إلا بشجاعتهم.
أجل إنّ تلك الأØÙˆØ§Ù„ أدهشتك Ùلم تدر ما تقول أو أنّ الشقة بعدت عليك Ùنسيت ما كان Ùˆ لكن هل غاب عن سمعك صراخ الأيتام Ùˆ عويل الأيامى ÙÙŠ دور Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØØªÙ‰ طبق أرجاءها من جراء ما اوقعه أولئك الصÙوة بأعداء اللّه Ùˆ أعداء رسوله بسيوÙهم الماضية ØŒ Ùˆ العذر لك أنّك أدركت ساعة العاÙية ÙØ·Ùقت تشوّه مقامهم المشكور طلبا لمرضاة «ÙŠØ²ÙŠØ¯ الخمور».
Ùˆ لقد ØµØ±Ø Ø¹Ù† صدق نياتهم عدوهم الألد عمرو بن Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ Ù…ØØ±Ø¶Ø§ قومه:
أتدرون من تقاتلون؟ تقاتلون ÙØ±Ø³Ø§Ù† المصر Ùˆ أهل البصائر Ùˆ قوما مستميتين لا يبرز إليهم Ø£ØØ¯ منكم إلا قتلوه على قتلهم، Ùˆ اللّه لو لم ترموهم إلا Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© لقتلتموهم «8».
Ùˆ قيل لرجل شهد الط٠مع ابن سعد: ويØÙƒ أقتلتم ذرية الرسول؟! Ùقال عضضت بالجندل، إنّك لو شهدت ما شهدنا Ù„ÙØ¹Ù„ت ما ÙØ¹Ù„نا، ثارت علينا عصابة أيديهم على مقابض سيوÙها كالأسود الضارية ØªØØ·Ù… Ø§Ù„ÙØ±Ø³Ø§Ù† يمينا Ùˆ شمالا تلقي Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ على الموت لا تقبل الأمان Ùˆ لا ترغب ÙÙŠ المال Ùˆ لا ÙŠØÙˆÙ„ ØØ§Ø¦Ù„ بينها Ùˆ بين المنية أو الاستيلاء على الملك Ùلو ÙƒÙÙنا عنها رويدا لأتت على Ù†Ùوس العسكر Ø¨ØØ°Ø§Ùيرها Ùما كنا ÙØ§Ø¹Ù„ين لا أمّ لك «9».
Ùˆ شهد لهم بذلك كعب بن جابر ÙØ¥Ù†Ù‡ لما قتل بريرا عتبت عليه زوجته Ùˆ قالت:
أعنت على ابن ÙØ§Ø·Ù…Ø© Ùˆ قتلت سيد القراء لقد أتيت عظيما من الأمر Ùˆ اللّه لا أكلمك من رأسي كلمة ÙˆØ§ØØ¯Ø© Ùقال يخاطبها من أبيات «10».
Ùˆ لم تر عيني مثلهم ÙÙŠ زمانهم Ùˆ لا قبلهم ÙÙŠ الناس إذ أنا ÙŠØ§ÙØ¹
أشد قراعا بالسيو٠لدى الوغى ألا كل من ÙŠØÙ…ÙŠ الذمار مقارع
Ùˆ قد صبروا للضرب Ùˆ الطعن ØØ³Ø±Ø§ Ùˆ قد نازلوا لو أنّ ذلك Ù†Ø§ÙØ¹
ثم أي ÙØ±Ø¯ منهم أقلقه Ø§Ù„ØØ§Ù„ ØØªÙ‰ ارتعدت ÙØ±Ø§Ø¦ØµÙ‡ØŸ أهو زهير بن القين الذي وضع يده على منكب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ùˆ قال مستأذنا:
أقدم هديت هاديا مهديا ÙØ§Ù„يوم ألقى جدك النبيا
أم ابن عوسجة الذي يوصي ØØ¨ÙŠØ¨ بن مظاهر بنصرة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ùˆ هو ÙÙŠ آخر رمق من الØÙŠØ§Ø©ØŒ Ùكأنه لم يقنعه ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø¯Ø§Ø© كل ما لاقاه من جهد Ùˆ بلاء.
أم أبو ثمامة الصائدي الذي لم يهمه ÙÙŠ سبيل السير إلى ربه تعالى كل ما هنالك من ÙÙˆØ§Ø¯Ø Ùˆ آلام إلا الصلاة التي دنا وقتها.
أم سعيد الØÙ†ÙÙŠ الذي استهد٠لهم عند الصلاة ØØªÙ‰ سقط لكثرة نز٠الدم Ùيقول Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† أوÙيت يا ابن رسول اللّه؟
أم ابن شبيب الشاكري الذي يلقي جميع لامته لتقرب منه الرجال Ùيموت ÙÙŠ ØÙŠÙ† نرى الكماة الأبطال المعروÙين بالشجاعة Ùˆ الإقدام يتدرعون Ù„Ù„ØØ±Ø¨ كيلا يخلص إليهم ما يزهق Ù†Ùوسهم.
أم جون الذي يأذن له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ الانصرا٠Ùيقع على قدميه يقبلهما Ùˆ هو يبكي Ùˆ يقول: إنّ لوني لأسود Ùˆ ØØ³Ø¨ÙŠ Ù„Ø¦ÙŠÙ… Ùˆ ريØÙŠ Ù…Ù†ØªÙ† ÙØªÙ†Ùس عليّ بالجنة ليبيض لوني Ùˆ ÙŠØ´Ø±Ù ØØ³Ø¨ÙŠ Ùˆ يطيب ريØÙŠ.
Ùˆ إذا تأملنا قول أبي Ø¬Ø¹ÙØ± الباقر عليه السّلام: إنّ Ø£ØµØØ§Ø¨ جدي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† لم يجدوا ألم مس Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ «11».
ÙˆØ¶Ø Ù…Ø§ عليه أولئك الأطايب من الثبات Ùˆ أنّهم غير مكترثين بما لا قوه من ألم Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø ÙˆÙ„Ø¹Ø§ منهم بالغاية Ùˆ شوقا إلى جوار المصطÙÙ‰.
Ùˆ لا يستغرب هذا من ÙŠØ¹Ø±Ù ØØ§Ù„Ø© العاشق Ùˆ أنه عند توجه مشاعره Ù†ØÙˆ Ø§Ù„Ù…ØØ¨ÙˆØ¨ لا يشعر بما يلاقيه من عناء Ùˆ نكد. Ùˆ لقد ØÙƒÙ‰ المؤرخون أنّ كثيرا الشاعر «12» كان ÙÙŠ خبائة يبري سهاما له Ùلما دخلت عليه عزة Ùˆ نظر إليها أدهشه Ø§Ù„ØØ§Ù„ ÙØ£Ø®Ø° يبري أصابعه Ùˆ سالت الدماء Ùˆ هو لا ÙŠØØ³ بألم «13».
Ùˆ ÙŠØªØØ¯Ø« الرواة أنّ شابا من الأنصار استقبل امرأة ÙØ£Ø¹Ø¬Ø¨ØªÙ‡ ÙØ£ØªØ¨Ø¹Ù‡Ø§ النظر ÙØ¯Ø®Ù„ت ÙÙŠ زقاق Ùˆ هو خلÙها ينظر إليها ÙØ§Ø¹ØªØ±Ø¶Øª وجهه زجاجة ÙÙŠ ØØ§Ø¦Ø· ÙØ´Ù‚ت وجهه Ùˆ هو لا يشعر Ùلما مضت المرأة رأى الدماء تسيل على ثوبه Ùˆ صدره ÙØ£ØªÙ‰ رسول اللّه صلى اللّه عليه Ùˆ آله Ùˆ سلم Ùˆ ØÙƒÙ‰ له Ùنزل قوله تعالى: Ù‚Ùلْ Ù„ÙÙ„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ ÙŠÙŽØºÙØ¶Ù‘Ùوا Ù…Ùنْ أَبْصارÙÙ‡Ùمْ «14».
Ùˆ ÙŠØØ¯Ø« النبي صلى اللّه عليه Ùˆ آله Ùˆ سلم بأن الشهيد المقتول ÙÙŠ سبيل الدعوة الإلهية لا يجد من مس القتل إلا كما يجد الإنسان من مس القرصة «15».
وأما رشيد الهجري «16» لما دعاه ابن زياد Ùˆ سأله عما أخبره أمير المؤمنين علي عليه السّلام Ùقال: بلى دخلت عليه يوما Ùˆ عنده Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ Ùˆ كان ÙÙŠ بستان ÙØ¯Ø¹Ø§ برطب من نخلة Ùقلت له يا أمير المؤمنين ما أطيب هذا الرطب ÙØ¹Ø±Ù‘ÙÙ‡ عليه السّلام بأنّ الدّعي عبيد اللّه سيØÙ…له على البراءة منه Ùˆ إلا Ùيقطع يديه Ùˆ رجليه Ùˆ لسانه Ùˆ يصلبه على جذع من هذه النخلة Ùقال رشيد آخر ذلك إلى الجنة قال عليه السّلام: أنت معي ÙÙŠ الدنيا Ùˆ الآخرة قال إذا Ùˆ اللّه لا أتبرأ منك.
Ùكان رشيد يختل٠إلى تلك النخلة ÙÙŠ النهار Ùˆ يسقيها الماء Ùˆ يقول لك غذيت ولي نبت! Ùˆ ما دارت الأيام ØØªÙ‰ تولى ابن زياد Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ÙØ¯Ø¹Ø§Ù‡ Ùˆ سأله عما أخبره به أمير المؤمنين قال أخبرني خليلي أنك تدعوني إلى البراءة منه Ùلا أبرأ أبدا ÙØªÙ‚طع يدي Ùˆ رجلي Ùˆ لساني قال ابن زياد لأكذبنّ قوله ثم أمر به Ùقطعوا يديه Ùˆ رجليه Ùˆ تركوا لسانه Ùˆ ØÙ…Ù„ إلى أهله ÙØ§Ø¬ØªÙ…ع عليه الناس Ùˆ هو ÙŠØØ¯Ø«Ù‡Ù… بما أطلعه أمير المؤمنين من علم المنايا Ùˆ البلايا Ùˆ ÙØ¶Ù„ أهل البيت ثم قال: أيها الناس سلوني إنّ للقوم عندي طلبة لم يقضوها ÙØ£Ø³Ø±Ø¹ رجل إلى ابن زياد Ùˆ قال ما صنعت قطعت يديه Ùˆ رجليه Ùˆ هو ÙŠØØ¯Ø« الناس بالعظائم ÙØ£Ù…ر به بأن يقطع لسانه Ùمات من ليلته ثم صلب «17» على باب دار عمرو بن ØØ±ÙŠØ« «18».
تقول ابنته قنوا سألت أبي عما يجده من الآلام Ùقال: يا بنية لا أجد إلا ÙƒØ§Ù„Ø²ØØ§Ù… بين الناس «19» Ùˆ Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯ رشيد الهجري من ØµØØ¨Ø© أمير المؤمنين عليه السّلام علم المنايا Ùˆ البلايا «20» Ùˆ كان يخبر الرجل بما يجري عليه ÙØ³Ù…اه أمير المؤمنين عليه السّلام راشدا «21».
Ùˆ هذا Ø§Ù„ØØ§Ù„ ÙŠÙيد المتأمل بصيرة بأنّ كل من اتجهت مشاعره Ù†ØÙˆ المولى Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ Ùˆ تجلت له المظاهر الربوبية Ùˆ شاهد ما أعد له من النعيم الخالد ÙÙŠ سبيل دعوة الدين هان عليه ألم Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø Ùˆ يؤكد ما قلنا من ذهول العاشق عندما يشاهد Ù…ØØ¨ÙˆØ¨Ù‡ عن كل ما يرد عليه من الأذى غÙلة النسوة عن ألم قطع المدية أيديهنّ Ù„Ù…ØØ¶ مشاهدة جمال الصديق يوس٠عليه السّلام كما ØÙƒØ§Ù‡ جل شأنه: {Ùَلَمَّا رَأَيْنَه٠أَكْبَرْنَه٠وَقَطَّعْنَ أَيْدÙÙŠÙŽÙ‡Ùنَّ ÙˆÙŽÙ‚Ùلْنَ ØÙŽØ§Ø´ÙŽ Ù„Ùلَّه٠مَا هَذَا بَشَرًا Ø¥Ùنْ هَذَا Ø¥Ùلَّا Ù…ÙŽÙ„ÙŽÙƒÙŒ كَرÙيمٌ} [يوس٠: 31].
Ùˆ إذا لم تشعر النسوة «22» بمضض Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø Ùليس من الغريب ألا يجد Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عليه السّلام Ùˆ هم زبدة العالم كله ألم مس Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ عند نهاية عشقهم لمظاهر الجمال الإلهي Ùˆ نزوع Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… إلى الغاية القصوى من القداسة بعد التكهرب بولاء سيد الشهداء عليه السّلام:
بأبي Ø£ÙØ¯ÙŠ ÙˆØ¬ÙˆÙ‡Ø§ منهم ØµØ§ÙØÙˆØ§ ÙÙŠ كربلا Ùيها Ø§Ù„ØµÙØ§ØØ§
أوجها يشرقن بشرا كلما ÙƒÙ„Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù… Ùˆ يقطرن Ø³Ù…Ø§ØØ§
تتجلّى ØªØØª ظلماء الوغى ÙƒØ§Ù„Ù…ØµØ§Ø¨ÙŠØ Ø§Ù„ØªÙ…Ø§Ø¹Ø§ Ùˆ Ø§Ù„ØªÙ…Ø§ØØ§
أرخصوا دون ابن بنت المصطÙÙ‰ Ø£Ù†ÙØ³Ø§ تاقت إلى اللّه Ø±ÙˆØ§ØØ§
Ùقضوا صبرا Ùˆ من أعطاÙهم أرج العز بثوب الدهر ÙØ§ØØ§
لم تذق ماء سوى منبعث من دم القلب به غصت Ø¬Ø±Ø§ØØ§
أنهلت من دمها لو أنه كان من ظامئ Ø§Ù„ØØ´Ø§ يطÙÙ‰ Ø§Ù„ØªÙŠØ§ØØ§
أعريت Ùهي على أن ترتدي بنسيج الترب ØªÙ…ØªØ§Ø Ø§Ù„Ø±ÙŠØ§ØØ§ «23»
________________
(1) كامل الزيارات ص 75 Ùˆ بصائر الدرجات Ù„Ù„ØµÙØ§Ø± ج 10 ص 141.
(2) أمالي الشيخ الطوسي ص 66.
(3) الصواعق Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‚Ø© ص 87 Ùˆ كش٠الغمة للشعراني ج 1 ص 194 Ù„Ø§ØØ¸ كتابنا «Ø²ÙŠÙ† العابدين» ص 371.
(4) ÙÙŠ شعراء الغري ج 1 ص 387 أنها للسيد باقر الهندي نور اللّه ضريØÙ‡.
(5) ابن الأثير ج 4 ص 24.
(6) Ù†ÙØ³ المهموم ص 135 عن معاني الأخبار Ùˆ Ø§Ù„Ø¨ØØ§Ø± ج 2 ص 134 باب سكرات الموت Ùˆ Ø§Ù„Ø¨ØØ§Ø± ج 10 ص 167 عن معاني الأخبار.
(7) العقد Ø§Ù„ÙØ±ÙŠØ¯ ج 2 ص 313 ÙÙŠ Ø®Ù„Ø§ÙØ© يزيد.
(8) الطبري ج 6 ص 247.
(9) Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ÙŠ Ø¬ 1 ص 307 مصر الطبعة الأولى.
(10) تاريخ الطبري ج 6 ص 247.
(11) الخرائج للراوندي ص 138 طبع الهند.
(12) الأغاني ج 2 ص 37.
(13) ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ÙˆØ´Ø Ù„Ù„Ù…Ø±Ø²Ø¨Ø§Ù†ÙŠ ص 144 عند ذكر كثير الشاعر عن أبي عبيدة أن «Ù…ØÙ…د بن علي» عليه السّلام قال لكثير تزعم أنك من شيعتنا Ùˆ ØªÙ…Ø¯Ø Ø¢Ù„ مروان Ùقال إنما أسخر منهم Ùˆ اجعلهم ØÙŠØ§Øª Ùˆ عقارب Ùˆ آخذ أموالهم.
(14) الكاÙÙŠ على هامش مرآة العقول ج 3 ص 511 باب 160 ما ÙŠØÙ„ النظر إليه من المرأة عن الباقر عليه السّلام Ùˆ عنه ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ± البرهان ج 3 ص 731 ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ± الآية.
(15) تيسير الوصول لابن الديبع ج 1 ص 129 Ùˆ كنز العمال ج 2 ص 278 ÙØ¶Ù„ الشهادة.
(16) ÙÙŠ الخلاصة للعلامة الØÙ„ÙŠ رشيد بضم الراء المهملة Ùˆ ÙÙŠ رجال أبي داود الهجري Ø¨ÙØªØØªÙŠÙ† Ùˆ مثله السيوطي ÙÙŠ لب اللباب ص 277 باب الهاء Ùˆ ÙÙŠ انساب السمعاني طبعة التصوير هجري Ø¨ÙØªØ الهاء Ùˆ الجيم Ùˆ كسر الراء Ùˆ ÙÙŠ آخره ياء النسبة إلى هجر بلاد باليمن من أقصاها Ùˆ المشهور بهذه النسبة جماعة ذكرهم Ùˆ منهم رشيد من أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© يروي عن-- أبيه Ùˆ ÙÙŠ تاريخ البخاري ج 1 قسم ثاني ص 305 يروي عن أبيه عن عبد اللّه Ùˆ أنهم تكلموا Ùيه Ùˆ ÙÙŠ اللباب لابن الأثير ج 3 ص 285 رشيد الهجري نسبة إلى بلد معرو٠باليمن Ùˆ أما هجر التي قرب المدينة ÙØ°ÙƒØ± ابن القيسراني ÙÙŠ الأنساب المتÙقة ص 223 Ùˆ تاج العروس Ùˆ لسان العرب مادة هجر Ùˆ ابن الأثير ÙÙŠ النهاية Ùˆ اختل٠ÙÙŠ القلتين المنسوبة إلى هجر ÙÙÙŠ ÙˆÙØ§Ø¡ Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ للسمهودي ج 2 ص 386 عن النووي أنها هجر قرب المدينة Ùˆ مثله ÙÙŠ Ù…ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ù†ÙŠØ± Ùˆ لسان العرب Ùˆ تاج العروس Ùˆ نهاية ابن الأثير. Ùˆ ÙÙŠ آثار البلاد لزكريا بن Ù…ØÙ…ود القزويني ص 280 نسب إلى هجر التي Ø¨Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ† Ùˆ سعتها خمسمائة Ùˆ ØÙƒØ§Ù‡ الزركشي عن الأزهري كما ÙÙŠ ÙˆÙØ§Ø¡ Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ مادة هجر.
(17) رجال الكشي ص 51.
(18) ميزان الاعتدال للذهبي ج 2 ص 339 Ùˆ لسان الميزان لابن ØØ¬Ø± ج 2 ص 461.
(19) رجال الكشي ص 51 Ùˆ سماها ÙÙŠ بشارة المصطÙÙ‰ ص 113 Ùˆ أمالي ابن الطوسي ص 103 مجلس 6 طبع أول (أمة اللّه).
(20) بصائر الدرجات Ù„Ù„ØµÙØ§Ø± ج 6 ص 73 باب أن الأئمة يعرÙون ØØ§Ù„ شيعتهم Ùˆ عنه ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ§Ø± ج 11 ص 246 ÙÙŠ Ø£ØÙˆØ§Ù„ موسى بن Ø¬Ø¹ÙØ± طبع كمبني.
(21) أمالي ابن الشيخ الطوسي ص 104 مجلس 6 طبع Ø§Ù„ØØ¬Ø± أول.
(22) ÙÙŠ ديوان الصبابة على هامش تزيين الأسواق ص 39 بلغ عدد اللائي قطعن أيديهن أربعين امرأة منهن تسع شوقا Ùˆ وجدا.
(23) من قصيدة ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عليه السّلام للسيد عبد المطلب الØÙ„ÙŠ ذكرت بتمامها ÙÙŠ شعراء الØÙ„Ø© ج 3 ص 214.