الأبعاد السياسية ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙƒÙŠØ© لثورة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) :
ØÙŠÙ†Ù…ا نستعرض كلمات الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ومواقÙÙ‡ ØÙŠÙ† تولّى (يزيد) الأمر بعد أبيه (معاوية) ÙˆØ¯ÙØ¹ÙÙŠÙŽ الإمام من قبل عامل يزيد على المدينة إلى البيعة إلى أن هبط الإمام أرض كربلاء ووق٠بها ÙÙŠ مواجهة جيش بني Ø£Ùميّة نجد عاملين اثنين كانا السبب الباعث على الخروج والثورة على الØÙكم الأمَوي والذي انتهى إلى استشهاد الإمام (عليه السلام) ÙÙŠ وقعة الط٠.
الأول : العامل السياسي .
الثاني : العامل Ø§Ù„ØØ±ÙƒÙŠ .
لابدّ لنا من أن ندرس هذين العاملين ÙÙŠ كلمات الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙÙŠ هذا المسير (من المدينة إلى كربلاء) Ø› لنستطيع أن Ù†ÙقدّÙÙ… ØªÙØ³ÙŠØ±Ø§Ù‹ واÙياً ودقيقاً Ù„ØØ±ÙƒØ© الإمام وثورته .
العامÙÙ„ السياسي :
ونبدأ بدراسة العامل السياسي ÙÙŠ هذه القضيَّة .
كان أوّل شيء اهتمّ به يزيد بن معاوية بعد أن تولّى Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© من بعد أبيه هو ÙØ±Ø¶ البيعة على الØÙŽØ±Ù…ين الشريÙين . وكان Ø§Ù„ØØ±Ù…ان Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ§Ù† ÙŠÙØ¹ØªØ¨Ø±Ø§Ù† نقطتي الثقل السياسي ÙÙŠ إعطاء الشرعيّة أو سلب الشرعيّة من مركز Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ÙÙŠ الشـام .
وأكثر ما كان يهمّ يزيد من أمر البيعة ثلاثة أشخاص : الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وعبد الرØÙ…ان بن أبي بكر وعبد الله ابن الزبير .
ولذلك Ùقد كانت بيعة Ø§Ù„ØØ±Ù…ين الشريÙين أوّل ما Ùكر Ùيها يزيد بن معاوية بعد أن تولّى الأمر ÙÙŠ الشام .
ولا شكّ أنّ أمر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) كان يشغل بال Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© الجديد ÙˆÙ…ÙØ³ØªØ´Ø§Ø±ÙŠÙ‡ من بني Ø£Ùميّة أكثر من أيّ شخص آخر . وكان معاوية قد سعى من قبل لأخذ البيعة من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) بولاية العهد لابنه يزيد Ùلم ÙŠÙÙ„Ø .
وكان من جواب الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) له Ù€ ØÙŠÙ† دعاه إلى قبول ولاية العهد لابنه يزيد Ù€ :
(وهيهات هيهات يا معاوية ÙØ¶ØÙŽ Ø§Ù„ØµØ¨ØÙ ÙÙŽØÙ’مة Ø§Ù„Ø¯ÙØ¬Ù‰ وبهرَتْ الشمس٠أنوار السرج ولقد ÙØ¶Ù‘َلتَ ØØªÙ‘Ù‰ Ø£ÙØ±Ø·Ù€Øª واستأثرتَ ØØªÙ‘Ù‰ أجØÙتَ ومنعتَ ØØªÙ‘Ù‰ Ù…ÙŽØÙŽÙ„ت ÙˆØ¬ÙØ²ØªÙŽ ØØªÙ‘Ù‰ جاوزتَ ما بذلتَ لذÙÙŠ ØÙ‚ّ٠من اسم ØÙ‚ّه بنصيب ØØªÙ‘Ù‰ أخذ Ø§Ù„Ø´ÙŠØ·Ø§Ù†Ù ØØ¸Ù‘ÙŽÙ‡ Ø§Ù„Ø£ÙˆÙØ± ونصيبَه الأكمل .
ÙˆÙهمت٠ما ذكرته عن يزيد من اكتماله وسياسته لأÙمّة Ù…ØÙ…ّد (صلّى الله عليه وآله) تريد أن تÙوهÙÙ… الناس ÙÙŠ يزيد كأنَّك ØªØµÙ Ù…ÙŽØØ¬ÙˆØ¨Ø§Ù‹ أو تنعَت غائباً وقد دلَّ يزيد٠من Ù†ÙØ³Ù‡ على موقع رأيه ÙØ®Ùذ ليزيد Ùيما أخذ Ùيه من استقرائه الكلاب المÙهارشة عند التهارش والØÙŽÙ…ام Ø§Ù„Ø³ÙØ¨Ù‚ لأترابهنّ والقÙيان ذوات المعازÙ٠وضرب٠الملاهي تجده باصراً . ودَع عنك ما ØªØØ§ÙˆÙ„ Ùما أغناك أن تلقى الله من ÙˆÙØ²Ø±Ù هذا الخلْق بأكثر ممّا أنت لاقيه .
ÙÙˆ الله ما Ø¨Ø±ØØª ØªÙ‚Ø¯Ø Ø¨Ø§Ø·Ù„Ø§Ù‹ ÙÙŠ جَور ÙˆØÙ†Ù‚اً ÙÙŠ ظلم ØØªÙ‘Ù‰ ملأت الأسقÙية . ما بينك وبين الموت إلاّ غمضة ÙØªÙقدÙÙ… على عمل٠مØÙوظ ÙÙŠ يوم٠مشهود ولاتَ ØÙŠÙ† مَناص .
Ùلمّا مات معاوية وتولَّى يزيد الأمر كان أوّل ما Ùكَّر Ùيه أن يأخذ البيعة من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ùكتب ÙÙŠ ذلك إلى عامله المدينة (الوليد بن عتبة) ÙØ§Ù…تنع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) امتناعاً شديداً ÙÙŠ قصّة طويلة يذكرها الطَبرى وابن أعثم وغيرهما من Ø§Ù„Ù…ÙØ¤Ø±Ù‘ÙØ®ÙŠÙ† .
Ùقد قال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) لمروان وكان ØØ§Ø¶Ø±Ø§Ù‹ ذلك المجلس وكان ÙŠØØ«Ù‘ الوليد ألاّ يترك Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØØªÙ‘Ù‰ يأخذ البيعة منه ÙÙŠ ذلك المجلس وإلاّ Ùيضرب عنقه Ùقال له الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† :
(ويلي عليك يا ابن الزرقاء * أتأمر بضرب٠عÙنقي ØŸ! كذبتَ والله .
والله لو رام ذلك Ø£ØØ¯ من الناس لسقيت الأرض من دمه قبل ذلك ÙØ±ÙÙ… ضرب عÙنقي إن كنت صادقاً) .
Ø«Ùمّ أقبل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) على الوليد بن عتبة Ùقال : أيّها الأمير إنّا أهل بيت النبوّة ومعدن الرسالة ÙˆÙ…ÙØ®ØªÙ„٠الملائكة ومØÙ„Ù‘ الرØÙ…Ø© بنا ÙØªØ الله وبنا يختم ويزيد رجل ÙØ§Ø³Ù‚ شارب الخمر قاتل Ø§Ù„Ù†ÙØ³ Ø§Ù„Ù…ÙØØªØ±ÙŽÙ…Ø© Ù…ÙØ¹Ù„ÙÙ† Ø¨Ø§Ù„ÙØ³Ù‚ ومثلي لا ÙŠÙØ¨Ø§ÙŠØ¹ مثله .
وعندما خرج Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) من عند الوليد لامَه٠مروان على ذلك لَوماً شديداً Ùقال له عامل يزيد : ويØÙƒ Ø£ØªÙØ´ÙŠØ± عليّ أن أقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŸ! ÙÙˆ الله ما يسرّني أنّ لي الدنيا وما Ùيها وما Ø£ØØ³Ø¨ أنّ قاتله يلقى الله بدمه إلاّ Ø®Ùي٠الميزان يوم القيامة) .
Ùقال له مروان Ù…ÙØ³ØªÙ‡Ø²Ø¦Ø§Ù‹ :
(إن كنتَ إنّما تركت ذلك لذلك Ùقد أصبتَ) .
وقد كان موق٠الإمام (عليه السلام) ÙÙŠ الامتناع من البيعة ليزيد Ù…ÙˆÙ‚ÙØ§Ù‹ ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù‹ لا يشكّ Ùيه Ø£ØØ¯ وكلمات الإمام ÙÙŠ Ù…ÙˆØ§Ù‚Ù Ù…ÙØªØ¹Ø¯Ù‘ÙØ¯Ø© Ù€ ÙÙŠ مسيرة من المدينة إلى كربلاء Ù€ ØªÙˆØ¶Ù‘ÙØ هذه الØÙ‚يقة .
يقول الإمام (عليه السلام) لمØÙ…ّد بن الØÙ†Ùيّة (أخيه) :
(يا أخي والله لو لم يكن ÙÙŠ الدنيا ملجأً ولا مأوىً لما بايعت٠والله يزيد بن معاوية أبداً) .
وخطب الإمام يوم عاشوراء ÙÙŠ جيش بني Ø£Ùميّة Ùقال :
(ألا وأنّ الدَعيّ بن الدَعيّ قد رَكزَ بين اثنتين بين السلّة والذلّة وهيهات منّا الذلّة . يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون ÙˆØØ¬ÙˆØ±ÙŒ طابت وطَهرتْ ØªÙØ¤Ø«Ø± مصارع الكرام على طاعة اللئام) .
وقال لأخيه عÙمَر الأطر٠عندما دعاه إلى أن يتجنَّب Ù…ÙØ¬Ø§Ù‡ÙŽØ¯Ø© يزيد :
(إنّي لا Ø£ÙØ¹Ø·ÙŠ Ø§Ù„Ø¯ÙŽÙ†ÙŠÙ‘ÙŽØ© من Ù†ÙØ³ÙŠ Ø£Ø¨Ø¯Ø§Ù‹ ولتلقينّ ÙØ§Ø·Ù…Ø© أباها شاكيةً ممّا لقيَت ذرّيّته من Ø£Ùمّته) .
وعندما خرج الإمام (عليه السلام) يوم عاشوراء ليقاتل جيش ابن سعد Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ كان يرتجز ويقول :
الموت٠أوْلى من ركوب٠العَار٠والعار٠أوْلى من دخول٠النارÙ
Ùلم يكن الإمام Ù€ إذن Ù€ ليبايع يزيد مهما يكن من أمر .
ومن طر٠آخر لم يكن يزيد ليترك الإمام (عليه السلام) من دون بيعة مهما تكن النتيجة .
وقد كان الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙŠÙØ¤Ù…Ù† بهاتين القضيّتين معاً Ùلا سبيل إلى بيعة يزيد مهما يكن من أمر ولا يمكن أن يتركه يزيد من دون بيعة أيضاً وكانت النتيجة Ø§Ù„Ù…ÙØªØ±ØªÙ‘بة على هذين الأمرين ÙˆØ§Ø¶ØØ© للإمام كلّ Ø§Ù„ÙˆØ¶ÙˆØ Ù„Ø§ يشكّ Ùيها Ù„ØØ¸Ø© ÙˆØ§ØØ¯Ø© .
وقال الإمام Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØÙŠÙ†Ù…ا أرادوا الخروج من Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² إلى العراق : (وأيم الله لو كنت٠ÙÙŠ Ø¬ÙØØ± هامَّة لاستخرجوني) .
ولمّا علم عبد الله بن Ø¬Ø¹ÙØ± أنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يريد الخروج إلى العراق كتب إليه يدعوه إلى البقاء Ùكتب إليه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) :
(والله يابن عمّي لو كنت٠ÙÙŠ Ø¬ÙØØ± هامّة من هوام الأرض لاستخرجوني ØØªÙ‘Ù‰ يقتلوني . والله يابن عمّ٠لَيعدينَّ عليّ كما عدَتْ اليهود٠على السبت) .
ÙˆÙÙŠ رواية Ø£ÙØ®Ø±Ù‰ يرويها الشيخ المÙيد ÙÙŠ الإرشاد عن الإمام (عليه السلام) Ø¨Ù†ÙØ³ المضمون :
(والله لا يَدَعوني ØØªÙ‘Ù‰ يستخرجوا هذه العَلقة من جَوÙÙŠ ÙØ¥Ø°Ø§ ÙØ¹Ù„وا سلَّطَ الله عليهم Ù…ÙŽÙ† يذلّهم ØØªÙ‘Ù‰ يكونوا أذلّ ÙÙØ±ÙŽÙ‚ الأÙمم) .
إذاً Ùلم يكن للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) غير طريق ÙˆØ§ØØ¯ وهو الشهادة Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ يزيد لا يقبل من الإمام بغير البَيعة ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) لا يعطي البَيعة ليزيد مهما تكن الأسباب Ùلا طريق Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† إلاّ الشهادة ولابدّ أن يكون Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) عازماً على الشهادة ØÙŠÙ† خرج من Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² إلى العراق .
الخيار الثالث :
وكان هناك طريق آخر ثالث اقترØÙ‡ عليه بعض الناصØÙŠÙ† رÙَضه الإمام Ø±ÙØ¶Ø§Ù‹ قاطعاً وهو : أن يبتعد عن Ø³Ø§ØØ© المعركة ويعتزل الناس ويذهب بعيداً إلى اليمن أو إلى بعض Ø´ÙØ¹ÙŽØ¨Ù الجبال ÙˆÙŠØØªØ¬Ø¨ عن الناس Ùيكون قد ØÙ‚ّقَ الغاية وهو الامتناع عن البيعة ليزيد دون أن ÙŠÙØ¹Ø±Ù‘ÙØ¶ Ù†ÙØ³Ù‡ وأهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ للأذى والهلاك من Ù‚ÙØ¨ÙŽÙ„ يزيد ووÙلاته وعÙمّاله .
يقول ابن الأثير : لمّا عزم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) على الخروج من Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² إلى العراق جاءه ابن عبّاس Ùقال :
(يا ابن العمّ إنّي أتصبّر ولا أصبر . إنّي أتخوّ٠عليك ÙÙŠ هذا الوجه الهلاك والاستئصال . إنّ أهل العراق قوم ØºÙØ¯Ù‘َر Ùلا تقربنّهم . أقÙÙ… ÙÙŠ هذا البلد (مكّة المكرّمة) ÙØ¥Ù†Ù‘Ùƒ سيّد أهل Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² ÙØ¥Ù† كان أهل العراق يريدونك كما زعموا ÙØ§ÙƒØªØ¨ إليهم ÙلينÙوا عاملهم وعدوّهم Ø«Ùمّ أقدÙÙ… عليهم ÙØ¥Ù† أبَيتَ إلاّ أن تخرج ÙØ³Ùر إلى اليمن Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ بها ØØµÙˆÙ†Ø§Ù‹ وشعاباً وهي أرض عريضة طويلة ولأبيك بها شيعة وأنت عن الناس ÙÙŠ Ø¹ÙØ²Ù„Ø©) .
وكان ممّن ÙŠØÙ…Ù„ هذا الرأي أخوه Ù…ØÙ…ّد بن الØÙ†Ùية Ø› إذ جاء إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) لمّا عزم على مغادرة المدينة بأهل بيته Ùقال له Ù€ كما يروي ابن الأثير Ù€ : (يا أخي أنت Ø£ØØ¨Ù‘ الناس إليَّ وأعزّهم عليّ ÙˆÙ„Ø³ØªÙ Ø£Ø¯Ù‘Ø®ÙØ± Ø§Ù„Ù†ØµÙŠØØ© Ù„Ø£ØØ¯Ù من الخلْق٠أØÙ‚Ù‘ بها منك .
تَنَØÙ‘ ببيعتك عن يزيد وعن الأمصار ما استطعت وابعث رسÙلك إلى الناس ÙØ¥Ù† بايعوا لك ØÙ…دت الله على ذلك وإن أجمع الناس على غيرك لم ÙŠÙÙ†Ù‚ÙØµ الله بذلك دÙينك ولا عقلك .
قال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) : ÙØ£ÙŠÙ† أذهب ØŸ قال : انزل مكّة ÙØ¥Ù† اطمأنّت بك الدار ÙØ¨Ø³Ø¨ÙŠÙ„ ذلك وإن نأَتْ بك Ù„ØÙقتَ بالرمال ÙˆØ´ÙØ¹ÙŽØ¨ الجبال وخرجت من بلد إلى بلد ØØªÙ‘Ù‰ تنظر إلى ما يصير أمر الناس) .
ÙˆÙÙŠ العراق Ø§Ù‚ØªØ±Ø Ø§Ù„Ø·Ø±Ù…Ù‘Ø§Ø Ø¨Ù† عدي على الإمام أن يمتنع عن جيش يزيد بن معاوية بمعاقÙÙ„ طَيّ المنيعة Ùقال للإمام : ÙØ¥Ù† أردت أن تنزل بلداً يمنعك الله به ØØªÙ‘Ù‰ ترى من رأيك وتستبين لك ما أنت صانع ÙØ³Ùر ØØªÙ‘Ù‰ Ø£Ùنزلك مناع جبلنا الذي ÙŠÙØ¯Ø¹Ù‰ (أجا) . امتنعنا والله به عن ملوك غسّان ÙˆØÙ…يَر ومن النعمان بن المÙنذر ومن الأسود والأØÙ…ـر . والله أن دخل علينا ذلّ قط ÙØ£Ø³ÙŠØ± معك ØØªÙ‘Ù‰ Ø£Ùنزلك القرية) .
إلاّ أنّ الإمام ردّ هؤلاء جميعاً من دون تردّد لا لأنّه كان يشكّ ÙÙŠ صدْقهم ÙˆÙ†ÙØµØÙ‡Ù… له ولا لأنّهم كانوا موضع ارتياب وشكّ عند الإمام ولكن Ø› لأنّ هؤلاء لم يكونوا ÙŠÙهمون الإمام ورأيه وموقÙÙ‡ بالشكل الصØÙŠØ .
Ùلم يكن همّ الإمام Ùقط أنّه لا ÙŠÙØ¨Ø§ÙŠØ¹ يزيد وألاّ يَضع يده ÙÙŠ يد ابن معاوية ولو كان الإمام يكتÙÙŠ بهذا Ø§Ù„ØØ¯Ù‘ ما كلّÙÙ‡ ذلك كثيراً Ùما كان أيسر على الإمام أن يعتزل الناس ويغادر Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² إلى بلد٠ناء٠من هذه البلاد النائية الّتي نصØÙ‡ بها أخوه Ù…ØÙ…ّد وابن عمّه عبد الله بن عبّاس أو نصØÙ‡ بها Ø§Ù„Ø·Ø±Ù…Ù‘Ø§Ø Ø¨Ù† عديّ .
إلاّ أنّ الإمام لم يكن يكتÙÙŠ بهذا الموق٠السلبي ÙÙŠ أمر Ø®Ù„Ø§ÙØ© يزيد بن معاوية ولم يكن هذا الموق٠السلبي ÙÙŠ Ø±ÙØ¶ البيعة إلاّ وَجهاً ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ من وجهَي الموق٠أمّا الوجه الآخر وهو الأهمّ والذي كلَّ٠الإمام Ù†ÙØ³Ù‡ وأهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وشيعته Ùهو إعلان هذا Ø§Ù„Ø±ÙØ¶ على المَلأ من المسلمين .
وهذا الإعلان هو الّذي أغضب بني Ø£Ùميّة وأثارهم Ùقد اعتبروه ØªØØ¯Ù‘ياً صارخاً لسÙلطانهم ÙˆØÙكمهم وخروجاً على ØÙكمهم وسلطانهم ولم يكن بنو أميّة يتØÙ…ّلون شيئاً من ذلك ÙÙŠ أيّام سطوَتهم وسلطانهم وزهوّÙهم .
وكان الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) يتوخّى من هذا الإعلان مطلباً سياسيّاً لم يكن يتØÙ‚ّق لولا إعلان Ø§Ù„Ø±ÙØ¶ وهو : إسقاط شرعيّة Ø®Ù„Ø§ÙØ© بني Ø£Ùميّة ÙÙŠ نظر العامّة من المسلمين .
Ùقد كانت Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© Ù€ رغم كلّ السلبيّات الّتي Ø£ØØ§Ø·Øª بها إلى هذا الØÙŠÙ† Ù€ تتمتَّع بالشرعيّة ÙÙŠ نظر الأكثريّة من المسلمين وكانت هذه الشرعية تÙمكّÙÙ† بني Ø£Ùميّة من رقاب المسلمين وتَشلّ عمل ودَور المعارضة ÙˆØªÙØ¹Ø·ÙŠ Ù„Ù„Ù†Ø¸Ø§Ù… الأموي قوّة ومقاومة كبيرة .
وأخطر من هذا كلّه أنّ هذه الشرعيّة كانت تÙمكّن بني Ø£Ùميّة من إدخال Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ùات الجاهليّة Ù€ الّتي جاء بها بنو Ø£Ùميّة معهم إلى الØÙƒÙ… Ù€ إلى الإسلام Ùيمسّ الخطر عندئذ٠الإسلام وتكون مصيبة المسلمين Ù…ÙØµÙŠØ¨ØªÙŽÙŠÙ† : مصيبة ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù… ونظام أمورهم ومصيبة Ø£ÙØ®Ø±Ù‰ أكبر وأخطر ÙÙŠ دينهم .
وكانت هذه النقطة الثانية تشغل بالَ سيّد الشهداء أكثر من أيّ شيء آخر Ùقد بدأ هذا Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù يتسرّب إلى هذه النقطة بالذات . ÙŠÙØ´ÙŠØ± الإمام (عليه السلام) ÙÙŠ كلامه مع مروان بن الØÙƒÙ… ØµØ¨ÙŠØØ© الليلة الّتي خرج Ùيها الإمام من بيت الوليد Ø±Ø§ÙØ¶Ø§Ù‹ البيعة ØÙŠØ« التقى مروان بالإمام ÙÙŠ الطريق ÙÙ†ØµØ Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù… بالبيعة ليزيد Ùقال الإمام لمروان :
(على الإسلام السلام إذ بÙليَت الأÙمّة براع٠مثل يزيد . ولقد سمعت٠جدّÙÙŠ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© Ù…ÙØØ±Ù‘ÙŽÙ…Ø© على آل أبي سÙيان) .
إذن كان الإمام يخشى أكثر ما يخشى على الإسلام Ù€ بالذات Ù€ من أن يدخل عليه ما جاء به بنو Ø£Ùميّة إلى الØÙƒÙ… من Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù ÙˆÙØ³Ø§Ø¯ وإذا كان لا ÙŠÙمكن إسقاط Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وانتزاع السلطان منه ÙØ¥Ù†Ù‘ من المÙمكن انتزاع الشرعيّة من الخلاÙـة وتجريد الØÙكم الأموي من الشرعيّة التي كان ÙŠØØ±Øµ عليها ØÙكّام بني Ø£Ùميّة .
ومثل هذا الأمر يتطلّب Ù…ÙˆÙ‚ÙØ§Ù‹ ØµØ±ÙŠØØ§Ù‹ Ù…ÙØ¹Ù„َناً ÙÙŠ Ø±ÙØ¶ البيعة والامتناع عن قبول Ø®Ù„Ø§ÙØ© يزيد من جانب الإمام ÙÙŠ وَسط٠الرأي العام الإسلامي ØÙŠÙ†Ø°Ø§Ùƒ وهذا ما عمد إليه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) عندما Ø±ÙØ¶ البيعة ÙˆØ±ÙØ¶ أن ÙŠÙØ®ÙÙŠ موقÙÙ‡ السلبي هذا ويعتزل الوسط السياسي إلى بعض الشعاب والوديان والجبال Ø› ليسلم Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ وأهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ من ملاØÙ‚Ø© ØÙكّام بني Ø£Ùميّة .
لقد كان الإمام ÙŠÙØ®Ø·Ù‘ÙØ· ليجعل من موقÙÙ‡ هذا Ù…ÙˆÙ‚ÙØ§Ù‹ سياسيّاً صارخاً ÙˆØ§ØØªØ¬Ø§Ø¬Ø§Ù‹ ÙÙŠ وجه ØÙكّام بني Ø£Ùميّة وإعلاناً Ù„Ø³ØØ¨ الثÙقة والشرعيّة من ØÙكّام بني Ø£Ùميّة وإعلام الأÙمّة كلّها بذلك وهذه بعض النماذج من كلمات الإمام ومواقÙÙ‡ Ø§Ù„ØµØ±ÙŠØØ© ÙÙŠ هذا الصدَد :
أوّلاً : غادر الإمام المدينة إلى مكّة ليلاً بجميع أهله وسار على الجادّة الّتي يسلكها الناس Ùقال له ابن عمّه مسلم بن عقيل : (لو عَدلنا عن الطريق وسلكنا غير الجادّة كما ÙØ¹Ù„ عبد الله بن الزبيركان عندي الرأي ÙØ¥Ù†Ù‘ا نخا٠أن يلØÙ‚نا الطلب . Ùقال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) : (لا والله يا ابن عمّ٠لا ÙØ§Ø±Ù‚ت هذا الطريق أبداً أو أنظر إلى أبيات مكّة أو يقضي الله ÙÙŠ ذلك ما ÙŠØØ¨Ù‘٠ويرضـى) .
ثانياً : دخل الإمام مكّة بصورة علنيّة Ù…ÙØªØØ¯Ù‘ياً بني Ø£Ùميّة . ويص٠الخوارزمي نزول Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) بمكّة Ùيقول : (وكان قد نزل بأعلى مكّة وضرب هناك ÙØ³Ø·Ø§Ø·Ø§Ù‹ ضخماً Ø«Ùمّ تØÙˆÙ‘Ù„ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† إلى دار العبّاس ÙˆØÙˆÙ‘لها إليه عبد الله بن عبّاس ÙØ£Ù‚ام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ù…ÙØ¤Ø°Ù‘ناً ÙŠÙØ¤Ø°Ù‘ÙÙ† Ø±Ø§ÙØ¹Ø§Ù‹ صوته ÙÙŠÙØµÙ„ÙŠ بالناس) .
(دخل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† إلى مكّة ÙÙØ±Ø به أهلها ÙØ±ØØ§Ù‹ شديداً وجعلوا يختلÙون إليه بكْرَة وعشيّة واشتدَّ ذلك على عبد الله بن الزبير Ø› لأنّه قد كان طمع أن ÙŠÙØ¨Ø§ÙŠØ¹Ù‡ أهل مكّة Ùلمّا قدم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† شقَّ ذلك عليه لكنّه كان يختل٠إليه [ إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ] ÙˆÙŠÙØµÙ„Ù‘ÙÙŠ بصلاته ويقعد عنده ويسمع من ØØ¯ÙŠØ«Ù‡ وهو Ù€ مع ذلك Ù€ يعلم أنّه لا ÙŠÙØ¨Ø§ÙŠØ¹Ù‡ Ø£ØØ¯ من أهل مكّة ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي بها Ø› لأنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عندهم أعظم ÙÙŠ Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… من ابن الزبير) .
وكان عمرو بن سعيد الأشدق يومئذ٠عامل يزيد على مكّة Ùهاب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وهرب إلى المدينة وكتب إلى يزيد بأمر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يقول الخوارزمي : (وهاب ابن سعيد أن يميل الØÙجّاج مع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ù„Ùما يرى من كثرة اختلا٠الناس إليه من Ø§Ù„Ø¢ÙØ§Ù‚ ÙØ§Ù†ØØ¯Ø± إلى المدينة وكتب بذلك إلى يزيد) .
ثالثاً : تتَّÙÙ‚ المصادر التاريخيّة أنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) خرج من مكّة إلى العراق يوم الثامن من ذي Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© (يوم التروية) عندما كان الØÙجّاج يتوجَّهون إلى Ø¹Ø±ÙØ§Øª استعداداً ليوم Ø¹Ø±ÙØ© وقد أثار خروج ابن بنت رسول الله يوم التروية Ù€ من بين الØÙجّاج Ù€ إلى العراق انتباه عامّة الØÙجّاج الّذين كانوا قد أمّوا البيت Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… من Ù…Ø®ØªÙ„ÙŽÙ Ø§Ù„Ø¢ÙØ§Ù‚ Ùهذا ابن بنت رسول الله ÙŠØÙ„Ù‘ من العمرة ÙˆÙŠÙØºØ§Ø¯Ø± مكّة ÙÙŠ وقت يتوجَّه Ùيه الØÙجّاج إلى Ø¹Ø±ÙØ§Øª لأداء الØÙŽØ¬Ù‘ .
ولا Ù†ØØªØ§Ø¬ إلى تأمّÙÙ„ طويل لنكش٠أنّ طريقة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙÙŠ الخروج من المدينة إلى مكّة Ø«Ùمّ مقامه ÙÙŠ مكّة Ø«Ùمّ مغادرته لها إلى العراق Ø› كان بهد٠التعبير والإعلان عن رÙْضه للبيعة .
ولو كان الإمام يريد أن يتجنَّب البيعة Ùقط دون تنبيه ÙˆØ¥Ù„ÙØ§Øª الرأي العام الإسلامي لهذا الموق٠السياسي Ø› لما Ø§ØØªØ§Ø¬ إلى كلّ هذه الخطوات التي ÙƒÙ„Ù‘ÙŽÙØªÙ‡ ÙˆÙƒÙ„Ù‘ÙŽÙØª أهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ كثيراً وأثارت عليه Ø³ÙØ®Ø· بني Ø£Ùميّة وغضبهم .
ولقد كان بنو Ø£Ùميّة يكتÙون من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ù€ ÙÙŠ أغلب الظنّ٠ـ أن ÙŠØØªØ¬Ø¨ ويبتعد عن الرأي العام ويخرج إلى ثَغر بعيد من ثغور المسلمين بعيداً عن الأجواء السياسيّة لكنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أبى أن يبايع إباءً Ù‚Ø§Ø·ÙØ¹Ø§Ù‹ وأبى أن يخرج إلى ثغر٠من ثغور المسلمين ويترك Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© السياسيّة والاجتماعيّة ومسؤوليَّته الشرعيّة وإليك النصّ الذي يبيّÙÙ† اتّجاه هذه Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© :
هناك نصّ يرويه الطبري عن عقبة بن سمعان بهذا الشأن وعقبة هذا كان قد راÙÙ‚ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) من المدينة إلى كربلاء ولم ÙŠÙŽÙØªÙ‡ شيء من كلمات الإمام وإشاراته ومواقÙÙ‡ .
يقول ابن سمعان : (ØµØØ¨ØªÙ ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‹ ÙØ®Ø±Ø¬ØªÙ معه من المدينة إلى مكّة ومن مكّة إلى العراق ولم Ø£ÙÙØ§Ø±Ù‚Ù‡ ØØªÙ‘Ù‰ Ù‚ÙØªÙـل وليس من مخاطبته الناس كلمة بالمدينة ولا بمكّة ولا ÙÙŠ الطريق ولا بالعراق ولا ÙÙŠ عسكر إلى يوم مقتلـه إلاّ وقد سمعتÙها .
لا والله ما أعطاهم ما يتذاكر الناس وما يزعمون من أن يضع يده ÙÙŠ يد يزيد بن معاوية ولا أن ÙŠØ³ÙŠÙ‘ÙØ±ÙˆÙ‡ إلى ثغر٠من ثغور المسلمين ولكنّه قال : (دعوني Ùلأذهب ÙÙŠ هذه الأرض العريضة ØØªÙ‘Ù‰ ننظر ما يصير أمر الناس) .
الخيارات الثلاثة :
إذن كان أمام الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) خيارات ثلاثة :
الأوّل : أن ÙŠÙØ¨Ø§ÙŠØ¹ يزيد بن معاوية .
الثاني : أن ÙŠÙØºØ§Ø¯Ø± Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© السياسيّة ووَسط الرأي العامّ إلى ثَغر٠ناء٠من ثغور المسلمين . ØØªÙ‘Ù‰ لا يكون خطراً على الØÙƒÙ… الأموي .
ونكتش٠من كلمة عقبة ابن سمعان أنّ هذا الخيار كان أيضاً ممّا يطرØÙ‡ عليه بنو Ø£Ùميّة على شكل٠الإبعاد والإقصـاء كما ÙØ¹ÙŽÙ„ عثمان بن عÙّان بأبي ذَرّ من قبل .
وهذه الطريقة من الإقصاء عن Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© السياسيّة Ø› لتعطيل المعارضة ÙˆØ¥ÙØ´Ø§Ù„ دورها كان معمولاً بها ÙÙŠ تلك الأيّام . وكلمة عقبة بن سمعان ÙˆØ§Ø¶ØØ© أيضاً ÙÙŠ ذلك : (أن ÙŠÙØ³ÙŠÙ‘ÙØ±ÙˆÙ‡ إلى ثغر٠من ثغور المسلمين) .
وأمّا الناصØÙˆÙ† للإمام Ùكانوا يقترØÙˆÙ† عليه أن يختار هذا الشقّ ويختار الجهة الّتي يعتزل Ùيها Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© السياسيّة دون أن ÙŠÙØ³ÙŠÙ‘روه إليها .
ومهما كان من أمر Ùقد Ø±ÙØ¶ الإمام هذا الخيار من بني Ø£Ùميّة ومن Ù…ÙØØ¨Ù‘Ùيه ÙˆØ±ÙØ¶ أن يترك Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© ويعتزلها ولم يقتصر ÙÙŠ أمر Ø±ÙØ¶ البيعة على هذا Ø§Ù„ØØ¯Ù‘٠السلبي الّذي كان لا ÙŠØ±ÙØ¹ التكلي٠الشرعي والمسؤوليّة عن عاتقه .
Ùقد كان الإمام ÙŠÙØµØ±Ù‘٠على أن ÙŠÙØªØ±ÙŽÙƒ لشأنه ليذهب Ù€ كما يقول عقبة بن سمعان ÙÙŠ كلمته Ù€ ÙÙŠ هذه الأرض العريضة Ù…ÙØ¹Ù„Ùناً عن رأيه ÙÙŠ يزيد ÙˆØ±ÙØ¶Ù‡ لبيعته وعاملاً بتكليÙÙ‡ الشرعي ÙÙŠ الØÙكم الأموي وهذا ما كان ÙŠØ±ÙØ¶Ù‡ بنو Ø£Ùميّة Ø±ÙØ¶Ø§Ù‹ قاطعاً وقد عبَّرَ الإمام عن ذلك Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØÙŠÙ†Ù…ا أراد الخروج من Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø± إلى العراق بقوله :
(والله لو كنت٠ÙÙŠ Ø¬ÙØØ± هامّة من هذه الهوام لاستخرجوني) .
الثالث : هو خيار المواجهة والشهادة . وقد اختاره الإمام ـ بالذات ـ من بين هذه الخيارات .
ومن كلمات الإمام ÙÙŠ كربلاء أمام جيش ابن سعد :
(لا والله لا Ø£ÙØ¹Ø·ÙŠÙ‡Ù… بيدي إعطاء الذليل ولا Ø£ÙØ±Ù‘ ÙØ±Ø§Ø± العبيد) .
Ùلا ÙŠÙØ¹Ø·ÙŠÙ‡Ù… يده للبيعة إعطاء الذليل وهو الخيار الأوّل الّذي ØªØØ¯Ù‘ثنا عنه ولا ÙŠÙØ±Ù‘ ÙØ±Ø§Ø± العبيد وهو الخيار الثاني الذي أقترØÙ‡ عليه بنو Ø£Ùميّة لإلغاء دوره وتعطيل موقÙÙ‡ عن Ø®ÙØ¨Ø«Ù ومَكْر واقترØÙ‡ عليه بعض الناصØÙŠÙ† له عن عدم٠وعي .
وهذا هو العامل الأوّل لثورة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) .
العامل Ø§Ù„ØØ±ÙƒÙŠ :
العامل الثاني Ù„ØØ±ÙƒØ© الإمام وخروجه وثورته هو : (الأمر بالمعرو٠والنهي عن المنكر) Ø› Ù„ØªØØ±ÙŠÙƒ الأÙمّة وتوعيتها وكسر ØØ§Ù„Ø© الركود والجمود والاستسلام ÙÙŠ الأÙمّة .
وقد بيَّنّا Ù€ Ùيما مرّ Ù€ كي٠عمل ØÙكّام بني Ø£Ùميّة على نشر الإرهاب ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ÙÙŠ المجتمع وقد تمكَّنوا Ùيما أرادوا من تمييع المجتمع الإسلامي والقضاء على Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø§ÙˆÙ…Ø© والثورة والتمرّد ÙÙŠ المسلمين ونشر Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙƒØ§Ù†Ø© والاستسلام للواقع Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯ .
وأبرز دليل على انتشار هذه Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© السلبيّة ÙÙŠ المجتمع الإسلامي Ù€ يوم ذاك Ù€ هو أن يتولَّى يزيد Ø£Ùمور المسلمين Ø«Ùمّ لا ØªØ±ØªÙØ¹ صرخات الاستنكار ÙˆØ§Ù„Ø§ØØªØ¬Ø§Ø¬ ÙÙŠ العالم الإسلامي إلاّ ما كان هنا وهناك من اعتراضات Ø¶Ø¹ÙŠÙØ© ومبتورة للمعارضة لا يسمعها ولا يدعمها Ø£ØØ¯ .
وكان Ù„Ø§Ø¨ÙØ¯Ù‘ من ØØ±ÙƒØ© قويّة ÙÙŠ وسط العالم الإسلامي تهزّ ضمائر المسلمين هزّة Ø¹Ù†ÙŠÙØ© وتبعث ÙÙŠ Ù†Ùوسهم الØÙŠØ§Ø© ÙˆØ§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ø³ بالمسؤوليّة وتكسر عنهم طوق Ø§Ù„Ø®ÙˆÙ ÙˆØ§Ù„Ø±ÙØ¹Ø¨ الّذي كان يملأ Ù†Ùوسهم آنذاك ÙˆØªÙØ¹ÙŠØ¯ إليهم ثقتهم بالله Ø«Ùمّ Ø¨Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… .
لقد كان Ù„Ø§Ø¨ÙØ¯Ù‘ من تضØÙŠØ© عزيزة نادرة تهزّ ضمائر المسلمين من الأعماق ÙˆØªÙØ¹ÙŠØ¯ إليهم شخصيّتهم وإرادتهم الّتي انتزعها النظام الأموي منهم ÙˆØªÙØ´Ø¹Ùرهم بعÙمق المأساة وعÙمق المسؤوليّة .
وإنّ للدم والتضØÙŠØ© ÙˆØ§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ من الأثر ÙÙŠ ØªØØ±ÙŠÙƒ النÙوس وكسر ØØ§Ø¬Ø² الخو٠وإعادة الثقة إلى النÙوس ÙˆØ§Ù„ØªØØ³ÙŠØ³ بالمسؤوليّة ما ليس لغيره من عوامل Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠÙƒ .
ÙØ¥Ù‚دام الإمام على الخروج والثورة على النظام الأموي والمواجهة والمجابهة لم يكن Ùقط Ù„ØºÙŽØ±Ø¶Ù Ø±ÙØ¶ البَيعة وإعلان هذا Ø§Ù„Ø±ÙØ¶ وإنّما كان أيضاً Ù„ØªØØ±ÙŠÙƒ المسلمين ÙˆØªØØ³ÙŠØ³Ù‡Ù… بالمسؤوليّة وإعلان الموق٠الشرعي ودعوة المسلمين إلى المواجهة ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ¬Ø§Ø¨Ù‡Ø© والمعارضة والتمرّد على النظام والسÙلطة الأمويّة . والإنكار بالعمل والتضØÙŠØ© والقوّة من أهمّ Ø´ÙØ¹ÙŽØ¨ الأمر بالمعرو٠والنهي عن المنكر .
وقد رÙوى عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : {Ù…ÙŽÙ† رأى منكم Ù…Ùنكَراً ÙليÙÙ†ÙƒÙØ± بيده إن استطاع ÙØ¥Ù† لم يَستطع ÙØ¨Ùلسانه ÙØ¥Ù† لم يستطع ÙØ¨Ù‚لبÙÙ‡ ÙØØ³Ù’Ø¨Ù‡ أن يعلم الله أنه لذلك كاره} .
وروي عن عليّ (عليه السلام) أنّه قال ÙÙŠ صÙّين : أيّها المؤمنون إنّه Ù…ÙŽÙ† رأى عدواناً ÙŠÙØ¹Ù…ÙŽÙ„ به ومÙنكَراً ÙŠÙØ¯Ø¹ÙŽÙ‰ إليه ÙØ£Ù†ÙƒØ±Ù‡ بقلبÙÙ‡ Ùقد سَلÙÙ…ÙŽ وبَرئ ومَن أنكرَه Ø¨Ù„ÙØ³Ø§Ù†Ù‡ Ùقد Ø£ÙØ¬Ùر وهو Ø£ÙØ¶Ù„ من ØµØ§ØØ¨Ù‡ ومَن أنكره بالسي٠لتكون كلمة الله العÙليا وكلمة الظالمين السÙÙلى ÙØ°Ù„Ùƒ الّذي أصاب سبيل Ø§Ù„Ù‡ÙØ¯Ù‰ وقامَ على الطريق .
والخروج والثورة لإنكار المÙنكَر والأمر Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙ ÙˆÙ„ØªØØ±ÙŠÙƒ المسلمين وتنبيههم من Ø£ÙˆØ¶Ø Ù…ØµØ§Ø¯ÙŠÙ‚ (الإنكار باليَـد) وأقوى عوامل Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠÙƒ والتوعية ÙÙŠ صÙو٠المسلمين وعندما نستعرض كلمات الإمام ÙÙŠ مسيره من المدينة إلى كربلاء نجد أنّ مسألة Ø±ÙØ¶ البيعة وإعلان Ø§Ù„Ø±ÙØ¶ كموق٠سياسي ضدّ النظام Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… لا ØªÙØ¹Ø¨Ù‘ÙØ± عن كلّ أبعاد ØØ±ÙƒØ© Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وثورته Ùهناك Ø¨ÙØ¹Ø¯ آخر لهذه Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© هو : الأمر بالمعرو٠والنهي عن المÙنكَر Ø› Ù„ØªØØ±ÙŠÙƒ المسلمين لمواجهة الطاغية ÙˆÙ…ÙØ¬Ø§Ø¨Ù‡ØªÙ‡ وإسقاطه .
وعنصر الأمر بالمعرو٠والنهي عن المÙنكَر عنصر بارز ÙÙŠ ØØ±ÙƒØ© الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) كما نقرأ ÙÙŠ زيارته أشهد٠أنّك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعرو٠ونهيت عن المنكَر .
يقول Ø£ØµØØ§Ø¨ السيَر : إنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) لمّا تهيَّأ Ù„Ù…ÙØºØ§Ø¯ÙŽØ±Ø© المدينة زار قبر جدّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وصلّى ركعتين Ø«Ùمّ قال : (اللّهمّ إنّ هذا قبر نبيّك Ù…ØÙ…ّد وأنا ابن بنت Ù…ØÙ…ّد وقد ØØ¶Ø±Ù†ÙŠ Ù…Ù† الأمر ما قد علمت .
اللهمّ إنّي Ø£ÙØØ¨Ù‘ المعرو٠؛ وأكره المنكَر وأنا أسألك يا ذا الجلال والإكرام بØÙ‚Ù‘ هذا القبر ومَن Ùيه إلاّ ما اخترت من أمري هذا ما هو لك رضى) .
وعندما نستعرض كلمات الإمام ÙÙŠ مسيرته من المدينة إلى كربلاء نجد أنّ الإمام ÙŠÙØ¤ÙƒÙ‘ÙØ¯ كثيراً ÙÙŠ ØØ±ÙƒØªÙ‡ هذه على عامل الأمر بالمعرو٠والنهي عن المنكر ÙÙŠ الكثير من Ø§Ù„Ù…ÙˆØ§Ù‚Ù ÙˆÙŠÙØ¹Ù„ÙÙ† للمسلمين أنّ خروجه على بني Ø£Ùميّة لم يكن من أجل أن ينال سلطاناً أو Ù…Ùلكاً وإنّما ليأمر بالمعرو٠وينهى عن المنكر .
ÙˆÙÙŠ وصيَّته (عليه السلام) الّتي أودعها عند أخيه Ù…ØÙ…د بن الØÙ†Ùيّة قبل الخروج من المدينة إلى مكّة يقول :
(إنّي لم أخرج Ø£Ø´ÙØ±Ø§Ù‹ ولا بَطراً ولا Ù…ÙÙØ³Ùداً ولا ظالماً وإنّما خرجت٠لطلب Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙÙŠ Ø£Ùمّة جدّي Ù…ØÙ…ّد (صلّى الله عليه وآله) . Ø£ÙØ±ÙŠØ¯ أن آمر بالمعرو٠وأنهى عن المنكَر وأسير٠بسيرة جدّي Ù…ØÙ…ّد وسيرة أبي علي بن أبي طالب) .
ÙˆÙÙŠ مكّة كتب الإمام نسخة ÙˆØ§ØØ¯Ø© إلى رؤساء الأخماس بالبصرة جاء Ùيها :
(وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسÙنّة نبيّÙÙ‡ ÙØ¥Ù† السÙنّة قد Ø£Ùميتَت وأنّ Ø§Ù„Ø¨ÙØ¯Ø¹Ø© قد Ø£ÙØÙŠÙŠÙŽØª وإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري Ø£Ùهدكم سبيل الرشاد) .
ÙˆÙÙŠ منزل البيضة ÙÙŠ طريق العراق خطب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙÙŠ Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ±Ù‘ Ùقال : أيّها الناس إنّ رسول الله قال : Ù…ÙŽÙ† رأى سلطاناً جائراً Ù…ÙØ³ØªØÙلاًّ Ù„ØØ±Ù…٠الله ناكثاً لعهد الله Ù…ÙØ®Ø§Ù„ÙÙØ§Ù‹ لسÙنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يعمل ÙÙŠ عباد الله بالإثم٠والعدوان Ùلم ÙŠÙØºÙŠÙ‘ر عليه Ø¨ÙØ¹Ù„ ولا قول كان ØÙ‚ّاً على الله أن ÙŠÙØ¯Ø®Ù„Ù‡ مدخله ألا أنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرØÙ…ان وأظهروا Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ وعطَّلوا Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ واستأثروا بالÙَيء واØÙ„ّوا ØØ±Ø§Ù… الله ÙˆØØ±Ù‘َموا ØÙ„اله وأنا Ø£ØÙ‚Ù‘ Ù…ÙŽÙ† غيّر .
ÙˆÙÙŠ منزل (ذي ØØ³Ù…) (Ø¨Ø§Ù„Ù‚ÙØ±Ø¨Ù من كربلاء) خطب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) بعد أن ØÙ…د الله وأثنى عليه قائلاً : إنّه قد نزل من الأمر ما قد ترون وأنّ الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت وأدبرَ معروÙها واستمرّت جذّاء Ùلم يبقَ منها إلاّ ØµÙØ¨Ø§Ø¨Ø© كصبابة الإناء وخسيس عيش٠كالمرعى الوبيل . ألا ترَون أن الØÙ‚Ù‘ لا ÙŠÙØ¹Ù…ÙŽÙ„ به وأنّ الباطل لا ÙŠÙØªÙ†Ø§Ù‡Ù‰ عنه ØŸ! ليَرغب المؤمن٠ÙÙŠ لقاء الله Ù…ÙØÙ‚Ù‘Ø§Ù‹ ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ لا أرى الموت إلاّ سعادة والØÙŠØ§Ø© مع الظالمين إلاّ برماً .
وممّا ÙŠÙØ¤ÙƒÙ‘ÙØ¯ عزم الإمام على الخروج والثورة أنّ الإمام صادر أموالاً كان قد بعثها عامل يزيد على اليمن إلى يزيد (بالتنعيم) بالقرب من مكّة المكرّمة . يقول الطبري : Ø«Ùمّ أنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أقبل ØØªÙ‘Ù‰ مرّ بالتنعيم Ùلقى بها عÙيراً قد Ø£Ùقبل بها من اليمن بعث بها مجير بن ريسان الØÙ…يري إلى يزيد بن معاوية وكان عامله على اليمن وعلى العÙير الوَرس والØÙŽÙ„Ù‘ ينطلق بها إلى يزيد ÙØ£Ø®Ø°Ù‡Ø§ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ§Ù†Ø·Ù„Ù‚ بها . Ø«Ùمّ قال Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨ الإبل : (لا Ø£Ùكرهكم Ù…ÙŽÙ† Ø£ØØ¨Ù‘ÙŽ أن يمضي معنا إلى العراق أوÙَينا ÙƒÙØ±Ø§Ø¡Ù‡ ÙˆØ£ØØ³Ù†Ù‘ا ØµÙØØ¨ØªÙ‡ ومَن Ø£ØØ¨Ù‘ÙŽ أن ÙŠÙØ§Ø±Ù‚نا من مكاننا هذا أعطيناه من Ø§Ù„ÙƒÙØ±Ø§Ø¡ على قدر ما قطَع من الأرض .
وعليه ÙØ¥Ù†Ù‘ ØØ±ÙƒØ© الإمام (عليه السلام) Ù€ كانت ذات Ø¨ÙØ¹Ø¯ÙŽÙŠÙ† : سياسي ÙˆØØ±ÙƒÙŠ .
ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ÙØ¹Ø¯ الأوّل كان هد٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ø±ÙØ¶ البيعة وإعلان هذا Ø§Ù„Ø±ÙØ¶ على المجتمع الإسلامي Ù€ يوم ذاك Ù€ ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© من الجانب الإعلامي Ù„Ù„ÙØ±Ø¶ .
ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ÙØ¹Ø¯ الثاني كان الإمام ÙŠÙØ®Ø·Ù‘ÙØ· للخروج على النظام Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙÙ… وما ÙŠÙØ³Ù…ّى اليوم بـ (الثورة Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù„Ù‘ÙŽØØ©) والجهاد Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù„Ù‘ÙŽØ Ø› Ø¨Ù‡Ø¯Ù ØªØØ±ÙŠÙƒ المجتمع ضدّ الظلم وإيقاظ الأÙمّة وبعث Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¬Ù‡Ø§Ø¯ ومقاومة الظالم ÙÙŠ Ù†Ùوسهم ÙˆØ¯ÙØ¹ الناس للثورة على الظالم وإسقاطه وكسر ØØ§Ø¬Ø² الخو٠والأمر بالمعرو٠والنهي عن المنكَر .
وهذان Ø§Ù„Ø¨ÙØ¹Ø¯Ø§Ù† ÙˆØ§Ø¶ØØ§Ù† من كلمات الإمام ومواقÙÙ‡ ÙÙŠ مسيره من المدينة إلى كربلاء كما رأينا Ø·Ø±ÙØ§Ù‹ من ذلك ÙÙŠ هذه الدراسة .
وقد كان الإمام خلال هذه Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© السياسيّة الجهاديّة على بيّنة من أمرَين اثنين Ù„Ø§Ø¨ÙØ¯Ù‘ أن Ù†ÙØ´ÙŠØ± إليهما Ø› لنتمكن من رسم الصورة الكاملة للمسيرة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© :
الأمر الأوّل : إنّ هذه Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© Ù€ Ø¨Ø¨ÙØ¹Ø¯ÙŽÙŠÙ‡Ø§ السياسي ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙƒÙŠ Ù€ غير قادرة على إسقاط النظام الأموي Ùقد كان النظام الأموي قويَّاً مرهوب الجانب قد أعدَّ له معاوية كلّ أسباب القوّة والمنعة من مال وقوّة عسكريّة وإعلام وإرهاب وإدارة ولم يكن الإمام (عليه السلام) بقادر Ù€ بما كان يتهيّأ له يوم ذاك من أنصار Ù€ أن ÙŠÙقاوم قوّة الشام المركزيّة بصورة أكيدة .
كما أنّ النظام الأموي استطاع خلال هذه Ø§Ù„Ù…ÙØ¯Ù‘Ø© أن ÙŠÙØ®Ù…ÙØ¯ جذوة الثورة ÙÙŠ Ù†Ùوس الناس وأن ÙŠÙÙ‚Ù†ÙØ¹ الناس بأنّ من الخير لهم أن ÙŠÙØ¤Ø«Ø±ÙˆØ§ السلامة والعاÙية على الثورة والتمرّد على النظام وأن يخلدوا إلى الهدوء والسكينة والسمع والطاعة ولا ÙŠÙÙÙƒÙ‘ÙØ±ÙˆØ§ ÙÙŠ شيء من Ø£Ùمور الدولة ونظامها ولا ينقادوا لدعوات Ø¯ÙØ¹Ø§Ø© المعارضة . وقد Ø£ÙÙ„Ø Ù…Ø¹Ø§ÙˆÙŠØ© بشكل خاصّ ÙÙŠ تدجين الناس للنظام وتثبيت رهبة النظام وسطوته ÙÙŠ Ù†Ùوس الناس وتعويدهم على الاستسلام والرضوخ .
وكان الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) يعر٠هذا جيداً ولا يجادل Ùيه ولم يكن يأمل أن يجد ÙÙŠ العراق جيشاً قويّاً يدعمه ÙÙŠ موقÙÙ‡ ضدّ سلطان بني Ø£Ùميّة ويتبنَّى دعوته لإسقاط النظام ويق٠إلى جانبه ويثبت وكان يعلم جيّداً أنّ هؤلاء الناس الّذين تجمّعوا لدعوته وبيعته وكتبوا إليه Ø³ÙØ±Ø¹Ø§Ù† ما ينقشعون أمام قوّة الشام والØÙƒÙˆÙ…Ø© المركزيّة ولا يبقى معه غير قلَّة قليلة من شيعته الّذين دبّ Ùيهم التÙكّك ÙˆØ§Ù„Ø¶Ø¹Ù ÙˆØ±ÙˆØ Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØ³Ù„Ø§Ù… والانهزاميّة .
ولقد كان الإمام (عليه السلام) يعر٠ذلك أيضاً Ù…Ø¹Ø±ÙØ© جيدة . ولم يكن خروج أخيه Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السلام) لقتال معاوية وما أصاب جيشه من التÙكّك والخيانة واضطرار الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† لإيقا٠القتال ببعيد عنه ولم يكن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) يتوقَّع أن تتهيَّأ له من الظرو٠السياسيّة والقتاليّة Ø£ÙØ¶Ù„ ممّا توÙَّرت لأخيه Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السلام) من قَبل .
Ø§Ù„ØªØØ°ÙŠØ± من الخروج إلى العراق :
ولم يكن يغيب عن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ما كان يراه ÙˆÙŠÙØ°ÙƒÙ‘ره به الكثير من شيعته والناصØÙŠÙ† ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØØ¨Ù‘Ùين لـه ممَّن كان الإمام لا يَتّهم Ù†ÙØµØÙ‡Ù… وصدقهم ÙˆÙَهْمَهم Ù„Ø³Ø§ØØ© العراق .
يقول ابن أعثم ÙÙŠ (Ø§Ù„ÙØªÙˆØ) والخوارزمي ÙÙŠ (المَقتَل) : (قدم ابن عبّاس إلى مكّة وقد بلغه أنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) عزم على المسير ÙØ£ØªÙ‰ إليه ودخل عليه Ù…ÙØ³Ù„Ù‘Ùماً Ø«Ùمّ قال له : جعلت ÙØ¯Ø§Ùƒ إنّه قد شاع الخبر ÙÙŠ الناس وأرجÙوا بأنّك سائر إلى العراق . Ùقال : (نعم قد أزمعت٠على ذلك ÙÙŠ أيّامي إن شاء الله لا ØÙˆÙ„ ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم) Ùقال ابن عبّاس : Ø£ÙØ¹ÙŠØ°Ùƒ بالله من ذلك وأنت تعلم أنّه بلد قد Ù‚ÙØªÙ„ Ùيه أبوك واغتÙيل Ùيه أخوك) .
ودخل عليه عÙمَر بن عبد الرØÙ…ان بن هشام المخزومي Ùقال : يابن رسول الله إنّي أتيت٠إليك Ù„ØØ§Ø¬Ø© Ø£ÙØ±ÙŠØ¯ أن أذكرها ÙØ£Ù†Ø§ غير غاشّ لك Ùيها Ùهل لك أن تسمعها ØŸ Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† : (هات ÙÙˆ الله ما أنت عندي بسيّء الرأي ÙÙ‚ÙÙ„ ما Ø£ØØ¨ÙŽØ¨Øª) .
Ùقال : قد بلغَني أنّك تريد العراق وإنّي Ù…ÙØ´ÙÙÙ‚ عليك من ذلك أنّك ØªÙŽØ±ÙØ¯ إلى قوم Ùيهم الأÙمراء ومعهم بيوت الأمـوال ولا آمن عليك أن ÙŠÙقاتÙلك Ù…ÙŽÙ† أنت Ø£ØØ¨Ù‘ إليه من أبيه وأÙمّه Ø› ميلاً إلى الدينار والدرهم Ùقال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† : (جزاك الله خيراً يا بن عمّ Ùقد علمت٠أنّك أمرت Ø¨Ù†ÙØµØ . ومهما يقضي الله من أمر٠Ùهو كائن أخذت٠برأيك أم تركته) .
ولم يكن الإمام ÙŠÙÙƒØ°Ù‘ÙØ¨ هؤلاء أو يتردّد ÙÙŠ كلامهم وقد كانوا ÙŠÙØ¤ÙƒÙ‘ÙØ¯ÙˆÙ† للإمام أنّ أهل العراق لا يثبتون طويلاً أمام جيوش الشام وأنّ العاقبة لن تختل٠عن عاقبة الجيش الّذي ØµØØ¨ أخاه Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السلام) من قبل .
كان الإمام يتقبَّل كلّ ذلك ÙˆÙŠÙØµØ¯Ù‘قه من دون مناقشة أو تردّد .
يقول الخوارزمي : إنّ الإمام عندما بلغ (ذات عرق) ÙÙŠ خروجه إلى العراق لَقيه رجل من بني أسد ÙŠÙقال له Ø¨ÙØ´Ø± بن غالب Ùقال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) : (ممَّن الرجÙÙ„ ØŸ قال : من بني أسد .
قال : Ùمن أين أقبلت ØŸ قال : من العراق .
قال : ÙÙƒÙŠÙ Ø®Ù„Ù‘ÙØª أهل العراق ØŸ
Ùقال : يا بن رسول الله Ø®Ù„Ù‘ÙØª القلوب معك والسيو٠مع بني Ø£Ùميّة .
Ùقال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† : صدقت يا أخا بني أسد . إنّ الله تبارك وتعالى ÙŠÙØ¹Ù„ ما يشاء ويØÙƒÙ… ما يريد.
ÙˆÙÙŠ الطريق ÙÙŠ منزل (Ø§Ù„ØµÙØ§Ø) لقي Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ÙØ±Ø²Ø¯Ù‚ÙŽ بن غالب (الشاعر) ÙÙˆØ§Ù‚Ù ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‹ Ùقال له : أعطاك سؤلك وآملك Ùيما ØªØØ¨Ù‘ . Ùقال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) : بيّن لنا نبأ الناس خلÙÙƒ Ùقال له Ø§Ù„ÙØ±Ø²Ø¯Ù‚ : من الخبير٠سألت قلوب الناس معك وسيوÙهم مع بني Ø£Ùميّة ... والقضاء ينزل من السماء والله ÙŠÙØ¹Ù„ ما يشاء .
Ùقال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) : صدقت لله٠الأمر ÙˆÙŠÙØ¹Ù„ ما يشاء وكلّ يوم ربّنا ÙÙŠ شأن) .
ولمّا بلغ عبد الله بن Ø¬Ø¹ÙØ± Ø³ÙØ± Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) إلى العراق أرسل إليه كتاباً مع وَلدَيه عون ومØÙ…ّد ÙŠÙØ®Ø¨Ùره بأنّه خائ٠عليه من الوجه الّذي يسير إليه (العراق) Ùلم ينثن٠الإمام عن عزمه .
ومع هذه التأكيدات الّتي ذكرنا Ø·Ø±ÙØ§Ù‹ منها هنا ÙØ¥Ù†Ù‘ من غير المعقول أن يغيب عن الإمام ما كان يعرÙÙ‡ هؤلاء الناس الّذين لم يكن الإمام يشكّ ÙÙŠ نصØÙ‡Ù… وصدقهم ÙˆØÙبّهم له .
Ùلم يكن الإمام Ù€ إذن Ù€ ÙŠØ·Ù…Ø ÙÙŠ إسقاط نظام بني Ø£Ùميّة بهذه القوّة الّتي تطّوعت له ÙÙŠ العراق وكلّ القرائن التاريخيّة الّتي راÙقت خروج الإمام تنÙÙŠ هذا Ø§Ù„Ø§ØØªÙ…ال من الأساس .
إذن لم ÙŠÙÙÙƒÙ‘ÙØ± الإمام ÙÙŠ خروجه إلاّ بتوعية الرأي العامّ وإثارة سخط الناس ضدّ ØÙكم بني Ø£Ùميّة وتثوير المجتمع الإسلامي ÙˆØªØØ±ÙŠÙƒÙ‡ ضدّ سلطان بني Ø£Ùميّة دون الإسقاط المباشر .
والأمر الثاني : إنّ الإمام (عليه السلام) كان Ù…ÙØµÙ…ّماً على الشهادة عالماً بأنّ غاية خروجه هذا هي الشهادة ÙÙŠ سبيل الله وكلّ القرائن الّتي راÙقت ØØ±ÙƒØ© الإمام (عليه السلام) ØªÙØ¤ÙƒÙ‘ÙØ¯ هذه الØÙ‚يقة.
Ùلم يكن من الممكن أن يترك بنو Ø£Ùميّة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ù…ÙØ¹Ù„Ùناً Ø±ÙØ¶Ù‡ للبيعة خارجاً على بني Ø£Ùميّة ÙÙŠ Ø±ÙØ¶Ù‡ وامتناعه عن البيعة ولم يكن الإمام يقبل بالتنازل عن Ø±ÙØ¶Ù‡ للبيعة وإعلانه Ù„Ù„Ø±ÙØ¶ وخروجه على يزيد مهما بلغ الأمر ÙÙŠ وقت لم تكن له قوّة تØÙ…يه .
Ùليس Ø¨ÙØ¯Ù‘ Ù€ إذن Ù€ من الشهادة إلاّ أن يتنازل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) عن Ø±ÙØ¶Ù‡ للبيعة والخروج على يزيد ويتقبّل بيعة يزيد أو يعتزل Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© السياسيّة إلى بعض شعاب الجبال أو البوادي وهو ما كان ÙŠØ±ÙØ¶Ù‡ الإمام Ø±ÙØ¶Ø§Ù‹ قاطعاً وأكيداً لا يقبل المناقشة وكلمات الإمام ÙÙŠ هذه المسيرة ØµØ±ÙŠØØ© أيضاً على عزمه الأكيد على الإقدام على الشهادة .
ونذكر Ùيما يلي بعض النصوص :
أوّلاً : كان الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) قد وعد أخاه Ù…ØÙ…ّد بن الØÙ†Ùية بأن ينظر ÙÙŠ رأيه ÙÙŠ الإعراض عن العراق Ùلمّا غادر (عليه السلام) مكّة Ù…ÙØªÙˆØ¬Ù‘Ùهاً إلى العراق جاءه Ù…ØÙ…ّد بن الØÙ†Ùية وأخذ بزمام ناقته واستنجزَه الوعد Ùقال :
يا أخي ألَم ØªØ¹ÙØ¯Ù†ÙŠ Ø§Ù„Ù†Ø¸Ø± Ùيما سألتÙÙƒ ØŸ! قال : بلى . قال : Ùما ØØ¯Ø§Ùƒ على الخروج عاجÙلاً ØŸ
قال : أتاني رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعدما ÙØ§Ø±Ù‚تك Ùقال : يا ØØ³ÙŠÙ† اخرج ÙØ¥Ù†Ù‘ الله شاء أن يراك قتيلاً .
Ùقال Ù…ØÙ…ّد بن الØÙ†Ùية : إنّا لله وإنّا إليه راجعون Ùما معنى ØÙ…ْلك هؤلاء النسوة معك وأنت تخرج على مثل هذا Ø§Ù„ØØ§Ù„ ØŸ!
قال : Ùقال لي (صلّى الله عليه وآله) : إنّ الله قد شاء أن يراهنَّ سبايا .
ÙØ³Ù„Ù‘ÙŽÙ… عليه ومضى) .
ثانياً : لمّا عزم الإمام على الخروج من المدينة أتتْه أمّ سَلَمَه Ù€ رضي الله عنها Ù€ Ùقالت : (يا بÙني لا ØªØØ²Ù†Ù‘ÙÙŠ بخروجك إلى العراق ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ سمعت٠جدّك يقول : ÙŠÙقتَل ولدي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بأرض العراق ÙÙŠ أرض ÙŠÙقال لها كربلاء .
Ùقال لها : يا أماه أنا والله أعلم٠ذلك وأنّي مقتول لا Ù…ØØ§Ù„Ø© وليس لي من هذا Ø¨ÙØ¯Ù‘) .
ثالثاً : ÙÙŠ الليلة الثانية أو الثالثة من دعوة الوليد الإمام إلى البيعة ذهب الإمام إلى قبر جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقضى الليل كلّه ÙÙŠ الصلاة والدعاء ØØªÙ‰ إذا كان ÙÙŠ بياض Ø§Ù„ØµØ¨Ø ÙˆØ¶Ø¹ رأسه على القبر ÙØ£ØºÙÙ‰ ساعة ÙØ±Ø£Ù‰ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) قد أقبل ÙÙŠ كوكبة من الملائكة ... ØØªÙ‘Ù‰ ضمّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) إلى صدره وقبّل بين عينيه وقال : (يا بÙنيّ يا ØØ³ÙŠÙ† كأنّي عن قريب أراك مقتولاً Ù…Ø°Ø¨ÙˆØØ§Ù‹ بأرض كرب وبلاء من عصابة٠من Ø£Ùمّتي وأنت ÙÙŠ ذلك عطشان لا ØªÙØ³Ù‚ÙŽÙ‰ وظمآن لا تروى وهÙÙ… مع ذلك يرجون Ø´ÙØ§Ø¹ØªÙŠ Ù…Ø§ لهم لا أنالهم الله Ø´ÙØ§Ø¹ØªÙŠ ÙŠÙˆÙ… القيامة) .
رابعاً : روي أنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) لمّا عزم على الخروج إلى العراق من مكّة قام خطيباً Ùقال : (الØÙ…د لله وما شاء الله ولا ØÙˆÙ„ ولا قوّة إلاّ بالله وصلّى الله على رسوله وسلَّم .
Ø®ÙØ·Ù‘ÙŽ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جÙيد Ø§Ù„ÙØªØ§Ø© وما أولَهني إلى أسلاÙÙŠ اشتياق يعقوب إلى يوس٠وخÙير لي مصرع أنا لاقيه كأنّي بأوصالي تÙÙ‚Ø·Ù‘ÙØ¹Ù‡Ø§ عسلان الÙلَوات بين النواويس وكربلاء Ùيملأنّ منّي أكراشاً Ø¬ÙˆÙØ§Ù‹ وأجربة سغباً لا Ù…ØÙŠØµ عن يوم Ø®ÙØ·Ù‘ بالقلم .
رضا الله رضانا أهل البيت . لن تشذَّ عن رسول الله Ù„ÙØÙ…ÙŽØªÙ‡ وهي مجموعة له ÙÙŠ ØØ¸ÙŠØ±Ø© القدس تÙÙ‚ÙØ±Ù‘٠بهـم عينـه وتنجز لهم وعْده Ù…ÙŽÙ† كان Ùينا باذلاً Ù…Ùهجَته موطّÙناً على لقاء الله Ù†ÙØ³Ù‡ ÙليرØÙ„ معنا ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ راØÙ„ Ù…ÙØµØ¨ÙØØ§Ù‹ إن شاء الله تعالى .
خامساً : يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : لمّا مضى الإمام Ù…ÙØªÙˆØ¬Ù‘هاً دعا بقرطاس ÙˆÙƒØªÙØ¨ Ùيه إلى بني هاشم : بسم الله الرØÙ…Ù† الرØÙŠÙ… من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ بن أبي طالب إلى بني هاشم .
أمّا بعد ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ Ù…ÙŽÙ† Ù„ØÙ‚ÙŽ بي منكم Ø§Ø³ØªÙØ´Ù‡Ø¯ ومَن تخلَّ٠لم يبلغ مبلَغ Ø§Ù„ÙØªØ والسلام) .
سادساً : كتَب الإمام من كربلاء إلى أخيه Ù…ØÙ…ّد بن الØÙ†Ùيّة :
بسم الله الرØÙ…Ù† الرØÙŠÙ… .
من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي (عليه السلام) إلى Ù…ØÙ…ّد بن عليّ ومَن قبلَه Ù…ÙÙ† بني هاشم . أمّا بعد Ùكأنّ الدنيا لم تكن والآخرة لم تزل والسلام .
ÙØ§Ù„إمام إذن كان قد خرج Ø¨Ø¯Ø§ÙØ¹ إعلان Ø±ÙØ¶ البيعة وإعلان الثورة على يزيد ولم تكن لدعوة أهل العراق أثَر ÙÙŠ مسيرة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙˆØØ±ÙƒØªÙ‡ إلاّ بقَدر٠ما يتعلَّق Ø¨ØªØØ¯ÙŠØ¯ الجÙهة ÙÙŠ ØØ±ÙƒØ© الإمام وسَيره .
ولمّا تبيَّن الإمام أنّ القوم قد انقلبوا عن رأيهم وموقÙهم عندما اعترضه الØÙرّ بن يزيد الرياØÙŠ Ø¨Ø¬ÙŠØ´Ù‡ عرض عليهم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أن ينصر٠عنهم إلى ØÙŠØ« يشاء من الأرض على أن يختار هو (عليه السلام) الجهة الّتي يريدها لا أن تÙÙØ±ÙŽØ¶ عليه من Ù‚ÙØ¨Ù„ ابن زياد .
وقد عرض الإمام (عليه السلام) هذا الأمر على الØÙرّ مرّتين يوم اللقاء مرّة بعد صلاة الظهر ومرّة بعد صلاة العصر .
وليس ÙÙŠ كلام الإمام هذا إشارة إلى أنّه إن انصر٠عن العراق ÙØ³ÙˆÙ يكÙÙ‘ عن الأمر بالمعرو٠والنهي عن المنكَـر ودعوة الناس للثورة ضدّ سلطان بني Ø£Ùميّة أو ÙŠØØªØ¬Ø¨ برأيه وموقÙÙ‡ السلبي تجاه بني Ø£Ùميّة ÙÙŠ بعض شعاب الجبال أو ثغور المسلمين .
ولم يتعهّد الإمام للØÙرّ يوم ذاك بشيء من هذا وإنّما طلب منه أن يتنØÙ‘Ù‰ عنه ØØªÙ‘Ù‰ ينصر٠إلى ØÙŠØ« يشاء من أرض الله الواسعة . وقد ذكرنا قبل هذا كلمة عقبة بن سمعان Ù€ الّتي رواها الطبري Ù€ ÙÙŠ امتناع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) من أن يضع يده بيَد يزيد أو يعتزل الناس ÙÙŠ ثغر٠ناء٠من ثغور المسلمين .
إذن كان Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ù…ÙقدÙماً على إعلان الخروج على يزيد على كلّ ØØ§Ù„ وكان ÙŠØ¨ØØ« عن Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© الّتي تÙهيّئ له هذا الإعلان ووجد ÙÙŠ دعوة أهل العراق وبَيعتهم هذه Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© وكان على يقين أنّ هذا الموق٠السياسي والثوري سو٠يÙكلّÙÙÙ‡ Ù†ÙØ³Ù‡ ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ®Ø¨Ø© Ø§Ù„ØµØ§Ù„ØØ© من أهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ولم يكن من ذلك Ø¨ÙØ¯Ù‘ ولذلك Ùقد قدمَ الإمام على الشهادة راضياً Ù…ÙØ·Ù…ئنّ البال .
وكان هناك من شيعة الإمام الناصØÙŠÙ† له Ù…ÙŽÙ† كان ÙŠØÙ…Ù„ رأياً آخر يختل٠عن رأي الإمام ويعتقد أنّ الإمام إذا خرج ÙˆÙ‚ÙØªÙ„ انتÙهكت بقتله ØÙرمة الإسلام ولا ÙŠØØªØ±Ù… بعده بنو Ø£Ùميّة Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ من وجوه المسلمين وأعلامهم ومن هؤلاء ابن عمّه عبد الله بن Ø¬Ø¹ÙØ± وكان ممَّن لا يشكّ الإمام ÙÙŠ صدقه ÙˆÙ†ÙØµØÙ‡ .
أرسل إلى الإمام كتاباً مع ولديه عون ومØÙ…ّد Ù€ كما أسلÙنا Ù€ والإمام ÙÙŠ طريقه إلى العراق يقول Ùيه للإمام :
ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ Ù…ÙØ´ÙÙÙ‚ عليك من هذا الوجه أن يكون Ùيه هلاكك واستئصال أهل بيتك .
إن هلكتَ اليوم Ø£ÙØ·Ùئ نور الأرض ÙØ¥Ù†Ù‘Ùƒ علَم المÙهتدين ورجاء المؤمنين Ùلا تعجل بالسَير ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ ÙÙŠ أثَر٠كتابـي .
ومنهم عبد الله بن مطيع العدوي التقى الإمام ÙÙŠ الطريق إلى العراق على ماء من مياه العرب Ùقال للإمام :
بأبي أنت وأÙمّي يا بن رسول الله ما أقدَمك ØŸ Ùقال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) : كتَب إليّ أهل٠العراق يدعونني إلى Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… .
Ùقال له عبد الله بن المطيع : Ø£ÙØ°ÙƒÙ‘رك الله يا بن رسول الله ÙˆØØ±Ù…Ø© الإسلام أنّ تنتهك ... ÙÙˆ الله لئن طلبت ما ÙÙŠ أيدي بني Ø£Ùميّة ليقتÙلنَّك ولئن قتلوك لا يهابون بعدك Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ أبداً .
وكان الإمام (عليه السلام) يرى على خلا٠هؤلاء أنّ الشهادة هي Ø§Ù„ÙØªØ وأنّ هذه الأÙمّة لا ÙŠÙمكن ØªØØ±ÙŠÙƒÙ‡Ø§ ولا ÙŠÙمكن أن ØªÙØ¨Ø¹ÙŽØ« Ùيها الØÙŠØ§Ø© ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙƒØ© والعزم من جديد إلاّ بشهادته وشهادة Ø§Ù„Ù†ÙØ®Ø¨Ø© الطاهرة من أهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ . وقد كتب بذلك إلى أخيه Ù…ØÙ…ّد بن الØÙ†Ùيّة :
بسم الله الرØÙ…Ù† الرØÙŠÙ… : من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي إلى Ù…ØÙ…ّد بن علي ومَن قَبÙÙ„ÙŽÙ‡ من بني هاشم .
أمّا بعد ÙØ¥Ù†Ù‘ Ù…ÙŽÙ† Ù„ÙŽØÙ‚ÙŽ بي Ø§Ø³ØªÙØ´Ù‡Ø¯ ومَن لم يلØÙ‚ بي لم ÙŠÙØ¯Ø±ÙÙƒ Ø§Ù„ÙØªØ والسلام.
وليس من المÙمكن الإجابة Ø¨Ø£ÙØ¶Ù„ من هذا الجواب ÙÙ…ÙŽÙ† Ù„ØÙ‚ Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ù„Ø§Ø¨ÙØ¯Ù‘ أن يستشهد ومَن لم يلØÙ‚ به ÙØ§ØªÙŽØªÙ‡ الشهادة وهي Ø§Ù„ÙØªØ الّذي لا يشكّ به Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ø› عندما ينظر إليها ÙÙŠ امتداداتها البعيدة والنتائج التي ØªÙØÙ‚Ù‘Ù‚Ù‡Ø§ ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© المسلمين .
Ùلولا شهادة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) والنخبة المؤمنة التي خرجت معه إلى العراق والهزَّة العميقة الّتي Ø£ØØ¯Ø«ÙŽØªÙ‡Ø§ ÙÙŠ وجدان الأÙمّة وضميرها ... لمَضى بنو Ø£Ùميّة ÙÙŠ غَيّÙهم وطيشهم وعبثهم بمÙقدَّرات الأÙمّة ورسالتها .
بَيد أنّ شهادة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) أعادت الأÙمّة إلى وعيها ورشدها ÙˆØ£ØØ³Ù‘َتها بمسؤوليّتها الشرعيّة ÙÙŠ مواجهة طغيان بني Ø£Ùميّة وضلالهم .
يقول الشيخ Ø¬Ø¹ÙØ± Ø§Ù„ØªÙØ³ØªØ±ÙŠ (رØÙ…Ù‡ الله) ÙÙŠ كتابه القيّÙÙ… (الخصائص Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø©) :
Ùلو كان Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙŠÙØ¨Ø§ÙŠØ¹Ù‡Ù… [ بني Ø£Ùميّة ] تقيّة ÙˆÙŠÙØ³Ù„Ù‘ÙÙ… لهم لم يبقَ من الØÙ‚ّ٠أثَر ÙØ¥Ù†Ù‘ كثيراً من الناس اعتقدوا أنّه لا Ù…ÙØ®Ø§Ù„Ù٠لهم ÙÙŠ جميع الأÙمّة وأنّهم Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ØÙ‚ّاً .
ÙØ¨Ø¹Ø¯ أن ØØ§Ø±Ø¨Ù‡Ù… Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وصدر ما صدر إلى Ù†ÙØ³Ù‡ وعياله ÙˆØ£Ø·ÙØ§Ù„Ù‡ ÙˆØÙرَم الرسول تَنبَّه الناس لضلالتهم وأنّهم سلاطين الجَور لا ØÙجَج الله ÙˆØ®Ù„ÙØ§Ø¡ النبيّ (صلّى الله عليه وآله).
وقد سأل إبراهيم بن Ø·Ù„ØØ© بن عبد الله الإمام زين العابدين (عليه السلام) عن الغالب ÙÙŠ معركة الطÙÙ‘ ØÙŠÙ† الرجوع إلى المدينة Ùقال الإمام زين العابدين (عليه السلام) : إذا دخل وقت الصلاة ÙØ£Ø°Ù‘ÙÙ† وأقÙمْ ØªØ¹Ø±Ù Ø§Ù„ØºØ§Ù„ÙØ¨.
وجواب الإمام السجاد (عليه السلام) دقيق متين لمَن يتمكّن أن ÙŠÙ†ÙØ° من ظواهر Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« وسطØÙ‡Ø§ إلى الأعماق وعندما يتمكّن الإنسان من رؤية الامتدادات والنتائج البعيدة Ù„Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« .