لا توجد واقعة من بين الØÙˆØ§Ø¯Ø« والوقائع الكبيرة والمؤلمة ÙÙŠ التاريخ لا توجد واقعة تÙقام Ùيها مراسم سنوية بهذه الجلالة والعظمة مثل واقعة كربلاء إذ تشترك Ùيها ÙƒØ§ÙØ© الطبقات ÙˆØ§Ù„Ø´Ø±Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙ…Ø§Ø¹ÙŠØ© من النساء والرجال والشيوخ والشباب ÙˆØªÙØ¹Ù‚د Ùيها مجالس الذكرى ÙÙŠ البيوت والمساجد ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ§Øª والمدارس والشوارع والأسواق ÙˆÙŠØªØØ¯Ø« بشأنها الخطباء ÙˆÙŠØ¯Ø¨Ù‘ÙØ¬ الكتّاب ØÙˆÙ„ها المقالات ويؤلÙون الكتب.
إن مرور الأيام وتكرار ممارسة هذه الشعائر لن يجعلها قديمة ولن يقلّل من أهميتها واعتبارها بل أن عظمتها تزداد تألّÙقاً ÙÙŠ كل يوم وأن المعاني الرÙيعة والأهدا٠القيمة Ù„ÙÙ„Ø³ÙØªÙ‡Ø§ ØªÙØ¯Ø±Ùƒ ÙˆØªÙØ³ØªØ®Ù„ص ÙÙŠ كل عصر.
إن يوم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أضØÙ‰ يوماً خالداً لا ÙŠÙÙ…ØÙ‰ من الذاكرة أبداً مهما امتدّت الأزمنة والعصور.
وإن واقعة عاشوراء هي الواقعة التي هَوَت على ترابها تعظيماً وإجلالًا قلوب٠أهل الإيمان وعشّاق Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© والØÙ‚يقة وغَدَتْ مشعلًا وهاجاً يستضيء به عظماء الرجال وقادة Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø¹Ù„Ù‰ مرّ القرون كلّما Ø£ØØ§Ø·Øª بهم ظلمات اليأس والقلق والØÙŠØ±Ø©.
إن ما قام به Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† الشهيد (عليه السلام) يعجز التاريخ عن تسجيله وعرضه للأجيال لأنّه لم يكن عملًا عادياً وإنما كان عملًا استثنائياً ونهضةً لم يسبق لها مثيل.
كان عملًا إلهياً شهد له مخلوقات عالم الجبروت وسÙكّان صوامع الملكوت والملأ الأعلى بأنّه أكبر تجلّ٠للكمال الإنساني وسمّو مقامه.
وهو المثال الأعلى الذي تظهر Ùيه قوة الإرادة وشدة العزم والثبات والإيمان العميق ÙˆØ§Ù„ØªØ¶ÙŠØØ© ÙˆØ§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ والشجاعة عند أولي الألباب وروّاد Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© والمتصلين بالØÙ‚ائق العالية: أولي العزم من الأنبياء والأولياء المقرّبين وشهداء طريق الهداية والصلاØ.
إن خلوص الإيمان والرجولة ÙˆØ§Ù„ØµØ±Ø§ØØ© ÙˆØ§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ والهمّة العالية والصبر والاستقامة ومقاومة الظلم والعدوان وغيرها من Ø§Ù„ØµÙØ§Øª لتبرز وتتجلى بشكل Ø³Ø§ÙØ± ÙÙŠ كلّ مشاهد تلك الملØÙ…Ø© البطولية من بدايتها إلى نهايتها.
وإن سمّو الهد٠وإباء Ø§Ù„Ù†ÙØ³ واللامبالاة بزخار٠الدنيا وبالماديات واختيار الموت بعزةوشر٠على الØÙŠØ§Ø© بذلّة وهوان .. كانت هي المعاني السائدة ÙÙŠ كلّ Ø£ØØ¯Ø§Ø« تلك الواقعة الخالدة.
وبيان هذه القصة هو بيان لكمان Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆØ¥Ø²Ø±Ø§Ø¡ بكل المظاهر المادية واللذائذ الدنيوية وإدانة للشرك ÙˆØ§Ù„ÙƒÙØ± والظلم والجور.
إن تأريخ هذه الواقعة المأساوية هو تأريخ تضØÙŠØ© لا مثيل له ÙÙŠ سبيل المبدأ والعقيدة ÙˆØ§ØØªØ±Ø§Ù… لشر٠وكرامة الØÙ‚ وسعي من أجل إنقاذ ÙˆØªØØ±ÙŠØ± الطبقات Ø§Ù„Ù…ØØ±ÙˆÙ…Ø© .. Ùلا عجب إذن أن يتردّد صداها ÙÙŠ أرجاء العالم وأن يكون نداؤها كنداء الأذان ثابتاً خالداً مدوّياً ÙÙŠ المسامع.
وبالرغم من أن الخطباء والكتّاب ÙŠØªØØ¯Ù‘ثون عن هذه النهضة منذ أكثر من (1300) سنة ÙˆÙŠÙØÙŠÙ‘ÙˆÙ† رجالَها المؤمنين Ø§Ù„Ø£ÙØµÙ„اء الذين استقاموا ÙÙŠ طريق الهدى والإيمان بالله وتجسيد Ø£ØÙƒØ§Ù…Ù‡ ÙØ¥Ù†Ù‡Ø§ لا تزال ØÙŠÙ‘ةً ÙÙŠ النÙوس وإنّ معانيها الثرّة لم تنضب أبداً.
أولئك كانوا ÙØªÙŠØ©Ù‹ صادقين جعلوا ØØ¨Ù‘ÙŽ الدنيا وصورة الموت المرعبة ØªØØª سيوÙهم ورماØÙ‡Ù… ولم يخضعوا أو يستكينوا لطغيان أهل الباطل ولكل ما ÙŠÙØ²Ø¹Ø²Ø¹ الإرادة ÙˆÙŠÙØ¶Ø¹Ù الهمّة من جاه ومقام ومال وثروة وزوجة وأولاد وجعلوا كل ذلك وراء ظهورهم وتبوؤا أسمى مقام Ù„ØØ±ÙŠØ© الروØ.
وإزاء هؤلاء كانت تق٠مجموعةٌ وضيعة ذوو Ù†Ùوس ملوّثة لم ØªØªØØ±Ù‘ر قلوبهم وأرواØÙ‡Ù… من قيود عبودية المنصب والجاه والشهوات ولم يكن لهم نصيب من ØØ±ÙŠØ© الضمير ويقظة الوجدان ولم يتورّعوا عن قتل عباد الله الاخيار ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ والرضّع وسÙÙƒ دمائهم.
إن النصر- ÙÙŠ ØØ³Ø§Ø¨ Ø£ØµØØ§Ø¨ النظرة المادية- كان قد قطÙÙ‡ الأشرار وأعداء الدين من هذا الصراع ولم تكن عندهم أية قيمة لإيمان وعقيدة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ والتي كانت
مظهراً عديم المثيل للاستقامة ÙˆØ§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ .. Ùنهاية يوم عاشوراء كانت ÙÙŠ نظرهم نهايةَ تلك Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© الكبرى.
أما ÙÙŠ ØØ³Ø§Ø¨ الواقع وتاريخ Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© وعروج Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø¥Ù„Ù‰ Ø§Ù„Ø¢ÙØ§Ù‚ ÙˆÙÙŠ ØØ³Ø§Ø¨ موازين القرآن والاسلام ÙØ¥Ù† النصر الدائم ÙŠØ±ÙØ±Ù على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡.
إن قيمة الإنسان ÙÙŠ موازين Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© ليست ÙÙŠ هذه Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ÙØ¹ الزائلة واللذائذ Ø§Ù„ÙØ§Ù†ÙŠØ© ÙˆØØ³Ø§Ø¨ Ø§Ù„Ø±Ø¨Ø ÙˆØ§Ù„Ø®Ø³Ø§Ø±Ø© ÙˆØ§Ù„Ø¥Ø®ÙØ§Ù‚ والنصر للرجال العظماء بهذه الموازين ليس صØÙŠØØ§Ù‹.
إن قيمة الأشخاص ÙÙŠ ميزان الØÙ‚يقة تكمن ÙÙŠ مقدار قوة إيمانهم وإرادتهم. والأنتصار الØÙ‚يقي هو انتصار الباطن على الظاهر ÙˆØ§Ù„Ø±ÙˆØ Ø¹Ù„Ù‰ الجسم والØÙ‚يقة على المجاز .. الانتصار هو الثبات ÙÙŠ طريق الغاية المتوخاة والتغلّب على عوامل Ø¶Ø¹Ù Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆØ§Ø¶Ù…ØÙ„ال الإيمان. نعم كلّ الناس يموتون وكثير منهم استشهد ÙÙŠ سبيل العقيدة والإيمان بالØÙ‚ ولكنهم لم يشتهروا ÙˆÙŠÙØ®Ù„َّدوا مثل شهداء كربلاء ÙØ§Ù„ØªØØ±Ø± والثبات اللذين أبداهما Ø£ØµØØ§Ø¨ الطÙÙ‘ لم يبرزا ÙÙŠ سائر ميادين الصراع بين الØÙ‚ والباطل.
كانوا ليوث غاب ساروا بأرجلهم لملاقاة المنيّة والشهادة بالرغم من أنهم كانوا قادرين على النأي Ø¨Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… عن موقع الخطر والÙوز بالسلامة.
والØÙ‚ أنهم لو نكصوا ÙÙŠ ذلك اليوم عن ميدان المعركة ØØ¨Ø§Ù‹ Ù„Ù„Ù†ÙØ³ والمال والمقام ÙˆÙَرَقاً من السي٠والموت Ù„ÙŽÙ„ÙØÙ‚ÙŽ بالÙمثÙÙ„ الإنسانية والموازين الإسلامية من الضرر والأذى أكثر مما ÙŠÙØªØµÙˆÙ‘َر.
إن ØØ§Ø¯Ø«Ø© كربلاء لم تكن صراعاً يختصّ بأرض كربلاء ولا ØØ±Ø¨Ø§Ù‹ بين الأشخاص الذين كانوا يتقابلون ÙÙŠ Ø³Ø§ØØ© المعركة بل كانت صراعاً بين الØÙ‚ والباطل ÙˆØ§Ù„ÙƒÙØ± والإسلام وإذا كان Ø£ØµØØ§Ø¨ الØÙ‚ قد تراجعوا ÙÙŠ ذلك اليوم ÙØ¥Ù†Ù‘ تراجعهم لا يق٠عند ØØ¯ÙˆØ¯ ذلك الزمان وذلك المكان بل ستمتدّ آثاره السلبية وأخطاره إلى الأجيال اللاØÙ‚Ø© ذلك أنّ الناظرين إلى ذلك المشهد الدموي لم يكونوا مسلمي ذلك العصر ÙˆØØ¯Ù‡Ù… وإنما هم جميع أبناء الأÙمّة الإسلامية وكل المظلومين ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ±ÙˆÙ…ين على مرّ العصور ومن هنا أظهر الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ذلك الثبات العجيب والمØÙŠÙ‘ر ÙÙŠ تلك المعركة Ùلقد مزّق
العدو أجسامهم إرباً إرباً ولكنه لم يستطع أن ÙŠÙØ®Ø¶Ø¹ أرواØÙ‡Ù… وإراداتهم وأن يثنيهم عن أهداÙهم ونيّاتهم:
قد غَيَّر الطعن منهم كلَّ Ø¬Ø§Ø±ØØ©*** إلّا المكارم ÙÙŠ أمن من الغÙيَرÙ
إن هذه الواقعة غنية بالدروس التربوية البليغة Ø§Ù„Ù†Ø§ÙØ¹Ø© وهي مدرسة Ù…ÙØªÙˆØØ© للجميع انتشرت صÙÙˆÙها وشعبها ÙÙŠ جميع Ø£Ù†ØØ§Ø¡ المعمورة: ÙÙŠ المدينة ÙˆÙÙŠ القرية ... ÙÙŠ الخيمة ÙˆÙÙŠ Ù†Ø§Ø·ØØ§Øª Ø§Ù„Ø³ØØ§Ø¨ لتهدي الناس إلى Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ الإنسانية والقيم المعنوية.
ومن البديهي أن مثل هذا الموضوع لا ÙŠØµØ¨Ø Ù‚Ø¯ÙŠÙ…Ø§Ù‹ أبداً بل يبقى جديداً طريّاً يهمّ الجميع ويروق لهم. وهو من جانب آخر يواÙÙ‚ Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© الصØÙŠØØ© والمعتبرة ومن هنا ÙØ¥Ù†Ù‘ الكتابة والخطابة ØÙˆÙ„Ù‡ Ùيهما أجر عظيم وقربٌ من الله تعالى ورسوله الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم).
وعلاوة على ذلك ÙØ¥Ù†Ù‘ القصة الØÙ‚يقية لكربلاء هي قصة صراع الØÙ‚ مع الباطل ومناهضة العدوان ÙˆÙƒÙØ§Ø Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© ضد الرذيلة وهذه بالطبع هي موضع اهتمام كل ØµØ§ØØ¨ وجدان وكل Ø¨Ø§ØØ« عن العدالة ومتطلّع Ù„Ù„ØØ±ÙŠØ© وتثير Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³ الطاهرة والضمير الØÙŠ ÙˆØ§Ù„Ø´Ø¹ÙˆØ± المره٠لدى الإنسان وتجعل منه عاشقاً Ù…ÙØªÙŠÙ‘َماً بأبطال هذه الواقعة.
ومن هنا ÙˆÙØ¶Ø¹Øª آلا٠الكتب ÙˆÙ†ÙØ¸Ù…ت مئات القصائد ولم ينسَ Ø§Ù„ÙƒÙØªÙ‘اب والشعراء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŽ Ø§Ù„Ø´Ù‡ÙŠØ¯ (عليه السلام) ØØªÙ‰ ÙÙŠ عصور الإرهاب الÙكري والضغط الشديد والقتل والإذلال ومصادرة الأموال وسلب الØÙ‚وق وغير ذلك من الأعمال التي مورست ÙÙŠ العصرين الأÙموي والعباسي وأيام تسلّط (متوكّلهم).