لقد تأكّد بالروايات Ø§Ù„Ù…ØªÙˆØ§ØªÙØ±Ø© أنّ السبايا والأسرى، عَرجوا بعد خروجهم من الشام على مجزرة كربلاء ÙÙŠ اليوم العشرين من شهر ØµÙØ±ØŒ هو اليوم المصاد٠لمرور أربعين يوماً على مقتل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ومصرع آله ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ØŒ وأقامَت Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ØØ§Øª على الشهداء ØÙˆÙ„ مصرعهم ومدÙنهم بكربلاء.
غير أنّ هناك Ø®Ù„Ø§ÙØ§Ù‹ بين Ø§Ù„Ù…Ø¤Ø±Ù‘ÙØ®ÙŠÙ†ØŒ ØÙˆÙ„ أنّ ØØ¶ÙˆØ± رَكب الأسرى والسبايا على قبول الشهداء ÙÙŠ كربلاء، هل كان ÙÙŠ السنة Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ Ù€ أي سنة 61 هـ Ù€ أو ÙÙŠ السنة التي تلتها Ù€ أي سنة 62 هـ Ù€ ومعظم الروايات ØµØ±ÙŠØØ© Ù€ وكثير من الأدلّة ناطقة Ù€ بأنّ ذلك قد تمّ ÙÙŠ العشرين من شهر ØµÙØ± سنة 61 هـ، وهي السنة التي ØµÙØ±Ø¹ÙŽ Ùيها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وآله بكربلاء.
هذا، Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى أنّ بعض Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© من شيعة آل علي (عليه السلام)ØŒ كانوا قد ØªÙˆØ§ÙØ¯ÙˆØ§ أيضاً على Ø³Ø§ØØ© المعركة ÙÙŠ ذلك اليوم، وأقاموا العزاء ÙˆØ§Ù„Ù†ÙˆØ Ùيه على تلك القبور، وصادÙÙŽ أن التقى رَكب السبايا والأسرى بوÙود Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ÙÙŠ هذه Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© Ø§Ù„ØØ²ÙŠÙ†Ø© العزلاء، ÙØ£Ù‚ام Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ان Ùيها Ù…Ù†Ø§ØØ© على Ø¶ØØ§ÙŠØ§ البغي والظلم، لم ÙŠÙØ³Ø¨Ù‚ لها مثيل ÙÙŠ ذلك العصر.
وأنقل Ùيما يلي ما توÙّر لديّ من هذه الروايات.
1 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (747) من (موسوعة آل النبي)ØŒ عند وص٠الرØÙ„Ø© من الشام إلى المدينة، ÙˆØ¥Ù„ØØ§Ø دليل قاÙلة الأسرى والسبايا على قضاء ØÙˆØ§Ø¦Ø¬Ù‡Ù…
ما نصّه: قالت زينب للدليل مرّة: لو عَرجتَ بنا على كربلاء ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨ÙŽ Ø§Ù„Ø¯Ù„ÙŠÙ„ Ù…ØØ²ÙˆÙ†Ø§Ù‹: Ø£ÙØ¹Ù„ØŒ ومضى بهم ØØªÙ‰ أشرَÙوا على Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© المشؤومة، وكان قد مضى على Ø§Ù„Ù…Ø°Ø¨ØØ© يومئذ٠أربعون يوماً، وما تزال الأرض ملطّخة ببقَع من دماء الشهداء وبقيّة من أشلاء غضّة، Ø¹ÙØ§ عنها ÙˆØØ´ الÙلاة، وناØÙŽØª Ø§Ù„Ù†ÙˆØ§Ø¦ØØŒ وأقمنَ هناك ثلاثة أيام، لم تهدأ لهنّ لوعة، ولم ترقأ لهنّ دمعة، Ø«Ùمّ أخذَ الركب المنهك طريقه إلى مدينة الرسول.
2 Ù€ وردَ ÙÙŠ رواية أخرى تنقلها أسناد الرواية المعتبرة Ù…ÙØ§Ø¯Ù‡Ø§: إنّ يزيد أمرَ بردّ السبايا ÙˆØ§Ù„Ø£ÙØ³Ø§Ø±Ù‰ من الشام إلى المدينة المنوّرة ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø²ØŒ Ù…ÙØµØ·ØØ¨ÙŠÙ† بالرؤوس، ØªØØª إشرا٠جماعة من Ø§Ù„Ø¹Ø±ÙØ§Ø¡ØŒ يرأسهم النعمان بن بشير الأنصاري، Ùلمّا بلغَ الرَكب أرض العراق ÙÙŠ طريقه إلى مدينة الرسول قالت زينب للدليل: Ù…ÙØ±Ù‘ بنا على طريق كربلاء، ومضى بهم ØØªÙ‰ أشرَÙوا على Ø³Ø§ØØ© القتل المشؤومة.
وكان جابر بن عبد الله الأنصاري Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨ÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ù„ÙŠÙ„ØŒ وجماعة من بني هاشم، ورجال من آل الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد وردوا العراق لزيارة قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام).
Ùيقول ÙÙŠ ذلك علي بن طاووس ÙÙŠ كتابه (اللهوÙ): (إنّ الأسارى لمّا وصلوا إلى موضع مصرع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ وجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري، وجماعة من بني هاشم، ورجالاً من آل الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد وردوا لزيارة قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ ÙØªÙˆØ§Ùَدوا ÙÙŠ ÙˆÙ‚ØªÙ ÙˆØ§ØØ¯ØŒ وتلاقوا بالبكاء ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† واللطم، وأقاموا المآتم Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø±ÙØØ© للأكباد، واجتمعَ عليهم أهل ذلك السواد وأقاموا على ذلك أياماً).
3 Ù€ أمّا قصّة Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨ÙŠ Ø§Ù„Ø£Ø´Ù‡Ø± جابر بن عبد الله الأنصاري، ÙØªØªÙ„خّص ÙÙŠ أنّه: بعد أن علمَ بمقتل الإمام الشهيد Ù€ وكان قد ÙƒÙÙ‘ بصره Ù€ توجّه من المدينة Ù†ØÙˆ أرض كربلاء، وعندما وصلَ إلى قرية الغاضريّة على شاطئ نهر Ø§Ù„ÙØ±Ø§ØªØŒ اغتسلَ ÙÙŠ شريعتها، وتقمّص بأطهر ثيابه، وتطيّب بسعد كان مع ØµØ§ØØ¨Ù‡ عطاء، Ø«Ùمّ سعى Ù†ØÙˆ القبر Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙ ØØ§ÙÙŠ القَدَمين، وعليه علامات Ø§Ù„ØØ²Ù† والكآبة، ØØªÙ‰ وق٠على الرمس الكريم، ووقعَ مغشيّاً عليه، وعند Ø¥ÙØ§Ù‚ته من غشوته سمعه٠عطاء يقول: (السلام عليكم يا آل الله...) الخ.
4 Ù€ جاء ÙÙŠ الجزء (1: 151) من (المجالس السَنيّة) ما عبارته: (لمّا رجعَ أهل البيت من الشام إلى المدينة قالوا للدليل: Ù…ÙØ±Ù‘ بنا على طريق كربلاء، Ùلمّا وصلوا إلى موضع المصرع وجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري، وجماعة من بني هاشم ØŒ ورجالاً من آل الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد وردوا لزيارة قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ ÙØªÙˆØ§Ùوا ÙÙŠ ÙˆÙ‚ØªÙ ÙˆØ§ØØ¯ØŒ وتلاقوا بالبكاء ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† واللطم، وأقاموا المآتم، واجتمعَ عليهم أهل ذاك السواد، وأقاموا على ذلك أياماً.
وعن الأعمش عن عطيّة العوÙÙŠ قال: (خرجت٠مع جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه) زائراً قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ Ùلمّا ورَدنا كربلاء دَنا جابر من شاطئ Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª ÙØ§ØºØªØ³Ù„ÙŽØŒ Ø«Ùمّ اتّزرَ بإزار وارتدَى بآخر، Ø«Ùمّ ÙØªØÙŽ ØµØ±Ù‘Ø© Ùيها سعد Ùنشرها على بدنه، Ø«Ùمّ لم يخط٠خطوة إلاّ ذكر الله تعالى ØØªÙ‰ إذا دَنا من القبر قال: Ø£Ù„Ù…ÙØ³Ù†ÙŠÙ‡ يا عطية، ÙØ£Ù„مَسته إياه ÙØ®Ø±Ù‘ على القبر مغشيّاً عليه، ÙØ±Ø´ÙŽØ´ØªÙ عليه شيئاً من الماء، Ùلمّا Ø£ÙØ§Ù‚ÙŽ قال: يا ØØ³ÙŠÙ† ثلاثاً.
قال: ØØ¨ÙŠØ¨ÙŒ لا ÙŠÙØ¬ÙŠØ¨ ØØ¨ÙŠØ¨Ù‡. Ø«Ùمّ قال: وأنّى لك بالجواب وقد شخبت أوداجك على أثباجك، ÙˆÙÙØ±Ù‘ÙÙ‚ بين بَدنك ورَأسك، أشهد٠أنّك ابن خير النبيين، وابن سيّد المؤمنين، وابن ØÙ„ي٠التقوى وسليل الهدى، وخامس آل الكسا، وابن سيّد النقبا، وابن ÙØ§Ø·Ù…Ø© سيّدة النسا، ومالكَ لا تكون هكذا). إلى آخر كلامه .
Ø«Ùمّ يستطرد الكتاب ØÙŠØ« يقول: (ومضى عبد جابر ليَرى Ù…ÙŽÙ† هم القادمون من ناØÙŠØ© الشام، Ùما كان بأسرع من أن يرجع وهو يقول: يا جابر، Ù‚ÙÙ… واستقبل ØÙŽØ±ÙŽÙ… رسول الله، هذا زين٠العابدين قد جاء بعمّاته وأخواته، Ùقامَ جابر ØØ§ÙÙŠ الأقدام، مكشو٠الرأس إلى أن دَنا من زين العابدين، Ùقال الإمام (عليه السلام): (أنت جابر؟ قال: نعم، يا بن رسول الله. قال: يا جابر، ها هنا والله Ù‚ÙØªÙلت رجالنا، ÙˆØ°ÙØ¨ÙØØª Ø£Ø·ÙØ§Ù„نا، ÙˆØ³ÙØ¨ÙŠØª نساؤنا، ÙˆØÙرÙقت خيامنا...).
5 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (361) من كتاب (المدخل إلى موسوعة العَتَبات المقدّسة) لجامعه Ø¬Ø¹ÙØ± الخليلي، عند ترجمة ØØ§Ù„ جابر بن عبد الله الأنصاري Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨ÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ù„ÙŠÙ„ ما نصّه: (وهو Ù€ أي جابر Ù€ أوّل Ù…ÙŽÙ† زارَ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ كربلاء بعد أربعين يوماً من ÙˆÙØ§ØªÙ‡. وزيارته هذه من الزيارات المشهورة).
6 Ù€ أقول: منذ ذلك التاريخ، ويوم (20) ØµÙØ± من كل عام Ø£ØµØ¨Ø ÙŠÙˆÙ…Ø§Ù‹ مشهوداً ÙÙŠ التاريخ الإسلامي، كما أنّه صارَ من أعظم أيام الزيارات لقبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وشهداء الط٠ÙÙŠ كربلاء، إذ ØªØØªØ´Ø¯ Ùيه مئات الألو٠من المسلمين ÙÙŠ مدينة كربلاء، ويÙقيمون Ùيه Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ØØ§Øª Ø§Ù„ØØ²ÙŠÙ†Ø© عند قبر الإمام، ويسيرون المواكب العظيمة التي تمثّÙÙ„ رَكب الإمام الشهيد (عليه السلام) وتعيد ذكراه Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø±ÙØØ©.
هذا، ÙˆÙŠØØ¯Ù‘ÙØ«Ù†Ø§ التاريخ بأنّ رَكب السبايا والأسرى تركَ أرض كربلاء بعد بقائه Ùيها مدّة ثلاثة أيام أو أربعة، ميمّمين شطرَ مدينة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø².
مدينة٠الرسول ØªÙ†Ø¯ÙØ¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وآله :
أمّا ÙÙŠ مدينة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)ØŒ Ùيذكر التاريخ وتؤكد الروايات بأنّ Ø¹ÙØ¨ÙŠØ¯ الله بن زياد Ù€ بعد أن كتبَ من Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© إلى يزيد ÙÙŠ الشام يخبره بمقتل الإمام (عليه السلام)ØŒ وتسلمه جواب يزيد Ø¨Ø¥ÙŠÙØ§Ø¯ الأسرى والسبايا ومعهم الرؤوس إليه ÙÙŠ الشام Ù€ بادرَ يزيد ØØ§Ù„اً بإرسال عبد الملك بن ØØ§Ø±Ø« السلمي إلى عمرو بن سعيد بن العاص المعرو٠بالأشدق، وكان والي المدينة ÙˆØØ§ÙƒÙ…ها، وعامل يزيد Ùيها، وأمَره٠بأن ÙŠÙØ¨Ø´Ø±Ù‡ بمقتل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وآله ÙˆØµØØ¨Ù‡ØŒ ÙˆÙيما يلي بعض الروايات التي ØªØØ¯Ù‘ÙØ«Ù†Ø§ عن ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ هذا الأمر:
1 Ù€ جاء ÙÙŠ (إرشاد) المÙيد ما نصّه: (Ø£Ù†ÙØ°ÙŽ ÙŠØ²ÙŠØ¯ عبد الملك بن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« السلمي إلى المدينة؛ Ù„ÙŠÙØ®Ø¨Ø± عمرو بن سعيد بن العاص عامله على المدينة بقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ Ùيقول عبد الملك :
لمّا دخلت٠على عمر بن سعيد قال: ما وراءك؟ ÙقلتÙ: ما يسرّ الأمير، Ù‚ÙØªÙ„ÙŽ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي، Ùقال: اخرج Ùناد٠بقتله، ÙÙ†Ø§Ø¯ÙŠØªÙØŒ Ùلم أسمع واعية قط مثل واعية بني هاشم ÙÙŠ دورهم، على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي ØÙŠÙ† سمعوا النداء بقتله.
Ø«Ùمّ يستطرد Ùيقول: وخرجت أم لقمان زينب بنت عقيل بن أبي طالب (رØÙ…Ù‡ الله)ØŒ ØÙŠÙ† سمعت نعي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØØ§Ø³Ø±Ø©ØŒ ومعها أخواتها: أم هاني، وأسماء، ورملة، وزينب بنات عقيل بن أبي طالب تبكي قتلاها ÙÙŠ Ø§Ù„Ø·ÙØŒ وهي تقول:
مـاذا تـقولون إن قـال النـبيّ لكـم مـاذا Ùـعلـتم وأنـتـم آخـر الأمـم
بـعترتـي وبـأهـلي بـعد Ù…Ù€ÙØªÙ‚دي منهم Ø£ÙØ³Ù€Ø§Ø±Ù‰ ومـنهم ضرّجـوا بـدم
ما كان هذا جـزائي إذ Ù†ØµØØªÙ لكـم أن ØªÙØ®Ù„Ù‘ÙÙوني بسـوء ÙÙŠ ذوي رØÙ…ÙŠ
2 Ù€ تقول الدكتورة بنت الشاطئ ÙÙŠ كتابها (سكينة بنت Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†)ØŒ ØµÙØØ© (68) عند الإشارة إلى وصول السبايا إلى المدينة عام 61 هـ ما نصّه: (وضجّت المدينة بسكانها وهي تستقبل بقايا الرَكب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø§Ù„Ø°ÙŠ ودّعته منذ قليل، وبرَزت النساء Ù€ كلّ النساء Ù€ صارخات باكيات، وخرَجت عقيلات بني هاشم من خدورهنّ ØØ§Ø³Ø±Ø§Øª الوجوه، ÙŠÙ†Ø¯ÙØ¨Ù†ÙŽ ÙÙŠ لوعة: ÙˆØ§ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‡ØŒ ÙˆØ§ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‡ØŒ ولم تبقَ ÙÙŠ المدينة دار إلاّ وبها مأتم، ولبَثَت Ù…Ù†Ø§ØØ© الشهداء هناك قائمة أياماً وليالي، ØØªÙ‰ جَÙّت المآقي من طول ما سكبت من دمع، ÙˆØØªÙ‰ ضØÙ„ÙŽ الØÙ„Ù‚ من طول ما أجهَدَها النواØ...).
وتستطرد الدكتورة بنت الشاطئ ÙØªÙ‚ول: (ÙˆÙÙŠ المدينة أقامت الرباب Ù€ بنت امرئ القيس Ù€ زوجة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† المأتم عليه، وبكت النساء معها ØØªÙ‰ جÙّت دموعها، ولمّا أعلَمَتها بعض جواريها بأنّ السويق ÙŠÙØ³ÙŠÙ„ الدمعة أمرَت أن ÙŠÙØµÙ†Ø¹ السويق، وقالت: إنّها تريد أن تقوى على البكاء، وقد خَطبها بعد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ø§Ù„Ø£Ø´Ø±Ø§ÙØŒ ÙØ£Ø¨ÙŽØª وقالت: ما كنت٠لأتخذ ØÙماً Ù€ أي أقارب الزوج Ù€ وهكذا بقيت الرباب سنة بعد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ لم ÙŠÙØ¸Ù„ّها سق٠بيت ØØªÙ‰ بَليت وماتت).
3 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (508) من كتاب (أعلام النساء ÙÙŠ عالمي العرب والإسلام) المارّ ذكره، بعد وص٠مسيرة السبايا من الشام إلى المدينة ما نصّه: (Ùلمّا دَخلوا المدينة خرَجت امرأة من بني عبد المطلب، ناشرة شعرها، واضعة ÙƒÙمّها على رأسها، تلقاهم وهي تبكي وتنشد: (ماذا تقولون إن قال النبيّ لكم..)) إلى آخر الأشعار المارّة الذكر.
4 Ù€ وقد نقل ØµØ§ØØ¨ كتاب (إقناع اللائم) هذا Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø« بالنص التالي: (ÙˆÙÙŠ تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي الØÙ†ÙÙŠØŒ قال الواقدي: لمّا وصلَ الرأس Ù€ رأس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ù€ إلى المدينة والسبايا، لم يبقَ بالمدينة Ø£ØØ¯ إلاّ وخرجوا وهم يضجّون بالبكاء، وخرَجت زينب بنت عقيل بن أبي طالب تصيØ: ÙˆØ§ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‡ ØŒ واأخوياه، واأهلاه، وامØÙ…ّداه، Ø«Ùمّ قالت:
مـاذا تقولون إذا قـال النـبيّ لكـم مـاذا Ùـعلتم وأنـتم آخـر الأمـم
بأهـل بـيـتي وأولادي أمـَا لكـم عـهد أمـَا أنـتم تـوÙـون بـالذمم
ذرّيـتـي وبـنو عـمّي بمـضيعة منهم Ø£ÙØ³Ø§Ø±Ù‰ ومـنهم Ø¶ÙØ±Ù‘جوا بـدم
ما كان هذا جزائي إذ نصØÙ€ØªÙ لكم أن ØªÙØ®Ù„Ù‘ÙÙوني بسـوء ÙÙŠ ذوي رØÙ…ÙŠ
5 Ù€ ÙˆÙÙŠ الجزء (1 :113) من (المجالس السَنيّة) ما Ù„ÙØ¸Ù‡: (وكانت أم البنين Ù€ وهي ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت ØØ²Ø§Ù… الكلابية Ù€ Ø£ÙÙ… العبّاس وإخوته: عبد الله، ÙˆØ¬Ø¹ÙØ±ØŒ وعثمان، الذين Ù‚ÙØªÙ„وا مع أخيهم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يوم عاشوراء Ù€ أم هؤلاء الأخوة الأربعة Ù€ بعد قتلهم، تخرج كل يوم إلى البقيع ÙÙŠ المدينة، وتØÙ…Ù„ معها عبيد الله ابن ولدها العبّاس، ÙØªÙ†Ø¯Ø¨ أولادها الأربعة خصوصاً أشجى ندبة ÙˆØ£ØØ±Ù‚ها، Ùيجتمع الناس يستمعون بكاءها وندبتها، وكان مروان بن الØÙƒÙ… Ù€ على شدّة عداوته لبني هاشم Ùيمَن يجيء Ùلا يزال Ù€ يسمع ندبتها ويبكي، ÙÙ…Ùمّا كانت ترثي به قولها ÙÙŠ أولادها الأربعة:
لا تـدعيني ويـك٠أÙÙ… الـبنيــن ØªÙ€ÙØ°ÙƒÙ€Ø±ÙŠÙ†ÙŠ Ø¨Ù€Ù„ÙŠÙˆØ« العـرين
كـانت بـنون ليَ Ø£ÙØ¯Ø¹ÙŽÙ€Ù‰ بهـم والـيوم Ø£ØµØ¨ØØªÙ ولا من بنيـن
أربـعةٌ مـثل نســور الـربى قد واصلوا الموت بقطع الوتـين
تـنـازع الخـرصان أشـلاءهم وكلّهم أمـسى صريـعاً طـعين
يا ليت شـعري أكـما أخـبـروا بأنّ عـبّاساً قـطيع اليمــين
ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (109) من الكتاب Ù†ÙØ³Ù‡ ما عبارته: (ورويَ عن علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) أنّه نظرَ يوماً إلى عبيد الله بن العبّاس بن علي ÙØ§Ø³ØªØ¹Ø¨ÙŽØ±...).
6 Ù€ جاء ÙÙŠ الجزء (1: 153) من كتاب (المجالس السَنيّة) أيضاً ما نصّه: (قال بشير بن ØØ°Ù„Ù… Ù€ وكان من جملة رَكب الأسارى والسبايا، ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙˆÙØ§Ù‹ بقرض الشعر Ù€: بأنّه ØÙŠÙ†Ù…ا وصلَ ركب السبايا والأسرى ضواØÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø¯ÙŠÙ†Ø© المنوّرة، قال لي الإمام زين العابدين (عليه السلام): (ادخل المدينة، وانعَ أبا عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ قال بشير: ÙØ±ÙƒØ¨ØªÙ ÙØ±ÙŽØ³ÙŠ ÙˆØ±ÙƒØ¶ØªÙ ØØªÙ‰ دخلت المدينة، Ùلمّا بلغت٠مسجد النبي Ø±ÙØ¹Øª صوتي بالبكاء، وأنشدت٠أقول:
يا أهـل يثرب لا مقامَ لـكم بها Ù‚ÙØªÙ„ÙŽ الØÙسين ÙÙ€Ø§Ø¯Ù…ÙØ¹ÙŠ Ù…Ù€Ø¯Ø±Ø§Ø±
الجسم٠منـه بكـربلاء مـضرّج والرأس منه على القناة ÙŠÙـدار
Ø«Ùمّ قلتÙ: يا أهل المدينة، هذا علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† مع عمّاته وأخواته قد ØÙ„ّوا Ø¨Ø³Ø§ØØªÙƒÙ…ØŒ ونزلوا بÙنائكم، وأنا رسوله إليكم Ø£ÙØ¹Ø±Ù‘ÙÙكم مكانه.
قال بشير: Ùما بقيَت ÙÙŠ المدينة مخدّرة ولا Ù…ØØ¬Ù‘بة، إلاّ برزنَ من خدورهنّ وهنّ يدعين بالويل والثبور، ولم يبقَ ÙÙŠ المدينة Ø£ØØ¯ إلاّ وخرجَ وهم يضجّون بالبكاء، Ùلم أرَ باكياً أكثر من ذلك اليوم، ولا يوماً أمرّ على المسلمين منه بعد ÙˆÙØ§Ø© رسول الله، وسمعت٠جارية ØªÙ†ÙˆØ Ø¹Ù„Ù‰ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وتقول:
نـعي سـيّدي نـاع٠نـعاه ÙØ£ÙˆØ¬Ù€Ø¹Ø§ وأمــرَضني نـاع٠نـعاه ÙØ£Ùـجعا
Ùـعينيي جـوداً بـالدموع وأسكـبا وجـوداً بـدمـع٠بـعد دمـعكما مـعا
على Ù…ÙŽÙ† دَهى عرش الجليل ÙØ²Ùعزعا ÙØ£ØµÙ€Ø¨ØÙŽ Ù‡Ù€Ø°Ø§ المجـد والديـن أجدَعا
عـلى ابـن نـبيّ الله وابن وصيه وإن كان عـنّا سـاخطاً الـدار أثسـعا
Ø«Ùمّ قالت: أيها الناعي جدّدتَ ØÙزننا بأبي عبد الله، وخدشتَ منا Ù‚Ø±ÙˆØØ§Ù‹ لم تندمل، ÙÙ…ÙŽÙ† أنت رØÙ…ÙƒÙŽ الله؟ ÙقلتÙ: أنا بشر بن ØØ°Ù„Ù…ØŒ وجّهني مولاي علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وهو نازل بوضع كذا، مع عيال أبي عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ونسائه.
قال: ÙØªØ±ÙƒÙˆÙ†ÙŠ Ù…ÙƒØ§Ù†ÙŠ وغادروني، ÙØ¶Ø±Ø¨ØªÙ ÙØ±Ø³ÙŠ ØØªÙ‰ رجعت، Ùوجدت٠الناس قد أخذوا Ø§Ù„Ø·ÙØ±Ù‚ والمواضع، Ùنزلت٠عن ÙØ±Ø³ÙŠ ÙˆØªØ®Ø·Ø£ØªÙ Ø±Ù‚Ø§Ø¨ الناس ØØªÙ‰ قربت٠من باب Ø§Ù„ÙØ³Ø·Ø§Ø·ØŒ وكان علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† داخلاً ÙØ®Ø±Ø¬ÙŽ ÙˆÙ…Ø¹Ù‡ خرقة ÙŠÙ…Ø³Ø Ø¨Ù‡Ø§ دموعه، وخلÙه٠خادم معه كرسي Ùوضعه له، وجلسَ عليه وهو لا يتمالك من العبرة، ÙˆØ§Ø±ØªÙØ¹Øª أصوات الناس بالبكاء من كل ناØÙŠØ© يعزّونه، ÙØ¶Ø¬Ù‘ت تلك البقعة ضجّة شديدة، ÙØ£ÙˆÙ…Ø£ÙŽ بيده أن Ø§Ø³ÙƒÙØªÙˆØ§ØŒ ÙØ³ÙƒÙ†ÙŽØª Ùَورَتهم، ÙØ®Ø·Ø¨ÙŽ Ùيهم خطبة مؤثرة، Ø«Ùمّ دخلَ زين العابدين إلى المدينة ÙØ±Ø¢Ù‡Ø§ موØÙشة باكية، ووجدَ ديار أهله خالية، تنعى أهلها، ÙˆØªÙ†Ø¯ÙØ¨ سكانها...)ØŒ وهكذا أقامت مدينة الرسول أياماً بلياليها تشهد المأتم الرهيب، وتصغي إلى Ø§Ù„Ù†ÙˆØ§Ø Ø§Ù„ÙØ§Ø¬Ø¹.
7 Ù€ ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (218) من كتاب (سÙكينة بنت Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†) السال٠ذكره ما عبارته: (Ø§Ù„Ù…Ø¤Ø±Ù‘ÙØ®ÙˆÙ† ÙŠÙ‚Ø±Ù‘ÙØ±ÙˆÙ†: أنّ المدينة كلّها كانت ÙÙŠ مأتم عام لسيّد الشهداء، وإنّ Ø£Ùمها الرباب Ù€ أي أم سكينة Ù€ قد أمضت عاماً بأكمله ØØ§Ø¯Ù‘Ø© ØØ²ÙŠÙ†Ø© ØØªÙ‰ Ù„ØÙ‚ت بزوجها الشهيد، وإنّ أم البنين بنت ØØ²Ø§Ù… بن خالد العامريّة، زوجة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)ØŒ كانت تخرج إلى البقيع كلّ يوم ÙØªØ¨ÙƒÙŠ Ø£Ø¨Ù†Ø§Ø¡Ù‡Ø§ الأربعة..).
8 Ù€ روى الشيخ الطوسي ÙÙŠ أماليه، المجلّد الأول Ø§Ù„ØµÙØØ© 322 بسنده عن عمرو بن ثابت، عن أبيه أبي المقدام، عن ابن جبير، عن ابن عبّاس قال: (بينا أنا راقد ÙÙŠ منزلي، إذ سمعت٠صراخاً عالياً من بيت أم سلمة زوج النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)ØŒ ÙØ®Ø±Ø¬ØªÙ
توجّه بي قائدي إلى منزلها، وأقبلَ أهل المدينة إليها الرجال والنساء ÙقلتÙ: يا Ø£ÙÙ… المؤمنين مالك٠تصرخين وتغوثين؟ Ùلم تجبني، وأقبَلَت على النسوة الهاشميات وقالت: يا بنات عبد الطلب أسعدنَنَي وابكينَ معي، Ùقد Ù‚ÙØªÙ„ والله سيّدكنّ وسيّد شباب أهل الجنة، Ùقد Ù‚ÙØªÙ„ والله سبط رسول الله ÙˆØ±ÙŠØØ§Ù†ØªÙ‡ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†.
ÙقلتÙ: يا Ø£ÙÙ… المؤمنين ومن أين علمت٠ذلك؟ قالت: رأيت٠رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ÙÙŠ المنام الساعة شعثاً مذعوراً، ÙØ³Ø£Ù„ته عن شأنه، Ùقال: Ù‚ÙØªÙ„ ابني Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل بيته اليوم، ÙØ¯Ùنتهم والساعة ÙØ±ØºØªÙ من دَÙنهم، قالت: ÙÙ‚Ù…ØªÙ ØØªÙ‰ دخلت البيت وأنا لا أكاد أعقل، Ùنظرت٠وإذا بتربة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† التي أتى بها جبرائيل من كربلاء Ùقال: إذا صارت هذه التربة دماً Ùقد Ù‚ÙØªÙ„ ابنك٠وأعطانيها النبي Ùقال: اجعلي هذه التربة ÙÙŠ زجاجة، أو قال: ÙÙŠ قارورة ولتكن Ø¹Ù†Ø¯ÙƒÙØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ صارت دماً عبيطاً Ùقد Ù‚ÙØªÙ„ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ ÙØ±Ø£ÙŠØªÙ القارورة الآن وقد صارت دماً عبيطاً تÙور.
قال: ÙØ£Ø®ÙŽØ°ÙŽØª أم سلمة من ذلك الدم Ùلطّخت به وجهها، وجعلت ذلك اليوم مأتماً ÙˆÙ…Ù†Ø§ØØ© على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ ÙØ¬Ø§Ø¡Øª الرÙكبان بخبره ÙˆØ£Ù†Ù‘Ù‡Ù Ù‚ÙØªÙ„ ÙÙŠ ذلك اليوم.
قال عمرو بن ثابت Ù€ Ø£ØØ¯ رواة هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« Ù€: دخلت٠على أبي Ø¬Ø¹ÙØ± Ù…ØÙ…ّد بن علي (عليه السلام) ÙØ³Ø£Ù„ته٠عن هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒ وذكرت له رواية سعيد بن جبير هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن عبد الله بن عبّاس Ùقال أبو Ø¬Ø¹ÙØ±: (ØØ¯Ù‘ثنيه عمرو بن أبي سلمة، عن Ø£Ùمه Ø£ÙÙ… سلمة..).
9 Ù€ قال سبط ابن الجوزي ÙÙŠ كتابه (تذكرة الخواص): (ذكرَ ابن سعد عن Ø£ÙÙ… سلمة: أنّها لمّا بَلَغها قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) قالت: أوَ قد ÙØ¹Ù„وها؟ مَلأ الله قبورهم ناراً، Ø«Ùمّ بكت ØØªÙ‰ غشيَ عليها). وذكرَ هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« (الصواعق Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‚Ø©) أيضاً.
10 Ù€ ذكرَ ابن الأثير ÙÙŠ تاريخه ØµÙØØ© (38)ØŒ مجلّد ونقلَت ذلك (موسوعة آل النبي) ØµÙØØ© (748) ما يلي: (قال ابن عبّاس: رأيت٠النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الليلة التي Ù‚ÙØªÙ„ Ùيها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وبيده قارورة وهو يجمع Ùيها دماً، ÙقلتÙ: يا رسول الله، ما هذا؟ قال: هذه دماء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ Ø£Ø±ÙØ¹Ù‡Ø§ إلى الله تعالى، ÙØ£ØµØ¨ØÙŽ Ø§Ø¨Ù† عبّاس ÙØ£Ø¹Ù„Ù…ÙŽ الناس بقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وقصّ عليهم رؤياه).
وعلّقَت الدكتورة بنت الشاطئ ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ØŒ من موسوعتها تلك على ذلك بقولها: (عندما نادى المنادي بقدوم علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† إلى المدينة، وانتشرَ صدى النعي ØØªÙ‰ بلغَ Ø³ÙØ Ø£ÙØØ¯ØŒ ارتدّ إلى البقيع، ÙÙ‚ÙØ¨Ø§Ø¡ØŒ Ø®Ø§ÙØªØ§Ù‹ ممزّقاً وما لبثَ أن تلاشى ÙÙŠ صراخ الباكين وعويل المناديات، وبلغَ العويل سمعَ أمير المدينة عمرو بن سعيد الأشدَق ÙØ§Ø¨ØªÙ‡Ø¬ÙŽ ÙˆÙ‚Ø§Ù„:
عجّت نساء بني زيـاد عـجّة كعجيج نسوتنا غداة الأرنب
يومٌ بيوم عثمان، وناعية بناعية عثمان. ولم تبقَ مخدّرة ÙÙŠ المدينة إلاّ بَرَزت من Ø®ÙØ¯Ø±Ù‡Ø§ Ù†Ø§Ø¦ØØ© Ù…ÙØ¹ÙˆÙلة...).
أقول: لقد نقلَ أقوال عمرو بن سعيد كلّ من تاريخ الطبري، وابن الأثير، وغيرهما من ÙƒÙØªØ¨ المقتل.
Ø«Ùمّ تÙواصÙÙ„ الدكتورة بنت الشاطئ كلامها ÙØªÙ‚ول: (وأهَلّ الرَكب Ø§Ù„ØØ²ÙŠÙ† على الجموع التي خرَجت لاستقباله، Ùما رأت مدينة الرسول Ø£ÙØ¬Ø¹ مشهداً، ولا رأت مثل ذلك اليوم أكثر باكياً وباكية...).
وخَتمت الكاتبة قولها بما يلي: وأقامَت مدينة الرسول أياماً بلياليها تشهد المأتم الرهيب، وتصغي إلى Ø§Ù„Ù†ÙˆØ§Ø Ø§Ù„ÙØ§Ø¬Ø¹ØŒ وتتلقّى ÙÙŠ ثراها الطاهر دموع الباكين .
11Ù€ ذكرَ كتاب (الأغاني) لأبي Ø§Ù„ÙØ±ÙŽØ¬ الأصÙهاني، نقلاً عن هشام الكلبي عن الرباب زوجة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ما نصّه: (ÙˆØ®ÙØ·Ùبت بعد استشهاد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ£Ø¨ÙŽØª وقالت: ما ÙƒÙ†ØªÙ Ù„Ø£ØªØ®ÙØ° ØÙŽÙ…واً بعد ابن رسول الله، Ø«Ùمّ قالت تَرثي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†:
إنّ الذي كان نـوراً ÙŠÙØ³Ù€ØªØ¶Ù€Ø§Ø¡ بـه بكـربلاء قـتيـلٌ غـيـر مـدÙون
Ø³Ù€ÙØ¨Ø· النـبي جـزاك الله ØµÙ€Ø§Ù„ØØ© عنّا وجنّبـتَ خســران المـوازين
قد كنتَ لي جبــلاً صـعبـاً ألوذ٠به وكنتَ ØªØµØØ¨Ù†Ø§ بالـرØÙ€Ù… والديــن
Ù…ÙŽÙ† لليتامى ومَــن للسائلين ومَــن يغني ويــؤوي إليه كــلّ Ù…ÙØ³ÙƒÙŠÙ†
والله لا أبتغي صهــراً بصهــركم ØØªÙ‰ أغيب بين الرَمـل والطين
12 Ù€ قال ابن الأثير ÙÙŠ المجلّد الرابع، ØµÙØØ© (45) من تاريخه، عن الرباب زوجة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ما عبارته: (وبقيَت بعد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† سنة لم يظلّها سق٠بيت، ØØªÙ‰ بَليت وماتَت كمداً. وقيل: إنّها أقامَت على قبره سنة وعادَت إلى المدينة Ùماتت Ø£Ø³ÙŽÙØ§Ù‹ عليه...).
13 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (85) من كتاب ( مقاتل الطالبيين)ØŒ لأبي Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ الأصÙهاني ما نصّه عن Ù†ÙŠØ§Ø Ø£ÙÙ… البنين:
(وكانت Ø£ÙÙ… البنين Ù€ Ø£ÙÙ… هؤلاء الأربعة الأخوة القتلى Ù€ ØªØ®Ø±ÙØ¬ إلى البقيع ÙØªÙ†Ø¯Ùب بنيها أشجى ندبة ÙˆØ£ØØ±ÙŽÙ‚ها، Ùيجتمع الناس إليها يسمعون منها، Ùكان مروان يجيء Ùيمَن يجيء لذلك، Ùلا يزال يسمع ندبتها ويبكي).
14 Ù€ روى الطبري ÙÙŠ تاريخه، المجلّد 4: Ø§Ù„ØµÙØØ© 358 ضمن ØÙˆØ§Ø¯Ø« سنة 61 هـ عن هشام، بسنده عن عمرو بن عكرمة: قال: (أصبَØÙ†Ø§ ØµØ¨ÙŠØØ© قَتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بالمدينة، ÙØ¥Ø°Ø§ مولى لنا ÙŠÙØØ¯Ù‘ÙØ«Ù†Ø§: قال: Ø³Ù…Ø¹ØªÙ Ø§Ù„Ø¨Ø§Ø±ØØ© منادياً ينادي وهو يقول:
أيهــا القاتلون جهلاً ØØ³ÙŠÙ†Ù€Ù€Ø§Ù‹ أبشروا بالعــذاب والتنكيــل
كلّ أهل السماء تــدعو عليكم مـن نبي ومليــك وقبيــل
قد Ù„ÙØ¹Ùنتم على لسـان ابـن داو د موسى ÙˆØØ§Ù…ــل الإنجيل
وقد روى ابن ØØ¬Ø± عن المÙلا هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن أم سلمة ØÙŠØ« إنّها قالت: لمّا كانت ليلة قَتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† سمعت٠قائلاً يقول: (أيها القاتلون جهلاً ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‹)ØŒ إلى آخر الأبيات.
ونقلَ الرواية والأبيات ابن الأثير أيضاً، وكذلك نَقلها (إرشاد) المÙيد، Ùˆ (Ø¨ØØ§Ø± الأنوار) للمجلسي.
15 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (147) من كتاب (نهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†) السال٠الذكر ما نصّه: (بلغَ السبي النبوي المدينة، ولكن بأيّة ØØ§Ù„Ø© تعر٠مبلغ التأثير ÙÙŠ أهل البيت؟ خاطبَت زينب المدينة قائلة:
مـديـنة٠جـدّÙنـا لا تـقـبلينا ÙـبالØÙŽØ³Ø±Ø§Øª والأØÙ€Ø²Ø§Ù† جينا
خـرَجنا مـنك٠بالأهلين جَمعاً رَجـعنا لا رجـال ولا بـنينا
وكـنّا ÙÙŠ الخروج بجمع شمل رجـعـنا ØÙ€Ø§Ø³Ø±ÙŠÙ† Ù…Ùـسلبينا
وكـنّا Ùـي أمـان الله جـهراً رَجـعـنا بـالقطيعة خـائÙينا
ومـولانا Ø§Ù„Ù€ØØ³ÙŠÙ† لـنا أنيس رَجـعنا ÙˆØ§Ù„Ù€ØØ³ÙŠÙ† بـه رهينا
ÙـنØÙ†Ù الـضائعات بـلا ÙƒÙيل ونـØÙ†Ù Ø§Ù„Ù€Ù†Ø§Ø¦ØØ§Øª على أخينا
ونـØÙ† السائرات على المطايا Ù†ÙØ´Ø§Ù„ على جÙمال المبغضينا _
Ø«Ùمّ أخذَت بعضادَتي باب مسجد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقالت Ø¨Ù„Ù‡ÙØ©: يا جدّاه، إنّي ناعيةٌ إليك أخي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†. ولا زالت بعد ذلك لا تجÙÙ‘ لها عبرة، ولا ØªÙØªØ± من البكاء والنØÙŠØ¨ØŒ وكلّما نظرَت إلى علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) تجدّدت Ø£ØØ²Ø§Ù†Ù‡Ø§ وزاد ÙˆÙØ¬Ø¯Ù‡Ø§... .
16 Ù€ ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (151) من الكتاب Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ عند وص٠وÙود المعزّين ÙÙŠ المدينة على آل النبي للمواساة والتسلية يقول: (وكانت العائلة النبويّة ØªØ¬Ø¯Ù‘ÙØ¯ ذكراها ÙÙŠ المدينة ØµØ¨Ø§Ø Ù…Ø³Ø§Ø¡ ÙÙŠ ØØ²Ù† عميق، وشَجن عظيم.. وتبكي على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† رجالاً ونساء...).
Ø«Ùمّ يستطرد Ùيقول: (وكان وجوه المسلمين والموالون لآل البيت، ÙŠÙØ¯ÙˆÙ† على بيوت آل النبي بالمدينة معزّين ومواسين، وكان Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ منهم ÙŠØ¹Ø¨Ù‘ÙØ± عن مشاعره ÙˆØ£ØØ²Ø§Ù†Ù‡ بأبلغ ما أوتيَ من روعة وقوّة البيان، ÙˆØÙسن المواساة لهذه المصيبة، ØØªÙ‰ تركوا ثروة أدبيّة رائعة ÙÙŠ أدب التسلية والمواساة... وبقيَت بيوت آل البيت مجلّلة بالØÙزن والسواد، ولا توقَد Ùيها النيران..).
ويَختم الكاتب الجليل كلامه بقوله: (ÙØµØ§Ø±Øª المآتم منهم ÙˆÙيهم تÙقام ÙÙŠ السنة مرّة، بعدما كانت مستمرّة..).
17 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (162) من (إقناع اللائم)ØŒ عند ذكر Ø£ÙÙ… البنين ÙˆÙ†ÙŠØ§ØØªÙ‡Ø§ ÙÙŠ المدينة على استشهاد أولادها الأربعة ÙÙŠ ÙØ§Ø¬Ø¹Ø© كربلاء ما عبارته: (وكانت تقول ÙÙŠ ندبتها، كما عن Ø§Ù„Ø£Ø®ÙØ´ ÙÙŠ Ø´Ø±Ø ÙƒØ§Ù…Ù„ المبرد:
يا مَن رأى العبّاس كرّ على جماهير النَقَد
وَيـلي على Ø´ÙØ¨Ù„ÙŠ أمَا Ù„ برأسه صوبَ العَمد
لـو كان سيÙÙƒ ÙÙŠ يد يـك لمَا دَنا منك Ø£ØØ¯