لقد بذلَ الأمويون Ù€ ولا سيّما Ù…Ùلوكهم وأÙمراؤهم بعد يزيد Ù€ جهدهم لعَزل ذكر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عن ذهنيّة المسلمين، وذلك Ø¨ÙØµÙ„ الناس عن زيارة قبره الطاهر، ومنعهم عن إقامة العزاء ÙˆØ§Ù„Ù†ÙˆØ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ØŒ بكلّ ما عَرÙوه من الوسائل السريّة والعَلنيّة.
وكان الأمويون لا يتورّعون عن اتّخاذ أيّة وسيلة إرهابيّة ÙÙŠ منع الناس عن مراودة القبر الشري٠بكربلاء، وإقامة المآتم ÙˆØ§Ù„Ù…Ù†Ø§ØØ§Øª على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙˆØµØØ¨Ù‡ وآله سرّاً وعَلَناً، ÙÙŠ جميع الأقطار الإسلاميّة التي كانت سيطرتهم عليها Ù†Ø§ÙØ°Ø©ØŒ Ùكانوا قد Ø£ØØ§Ø·ÙˆØ§ البقعة التي ضمن جثمان الشهيد ÙÙŠ كربلاء Ø¨ØØ±Ø§Ø³Ø©Ù شديدة ومراقبة واعية، منعاً من ÙˆÙود الزوّار عليها، وإقامة Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ØØ§Øª ØÙˆÙ„ها، ØØªÙ‰ أنّ كثيراً من Ø§Ù„ÙˆØ§ÙØ¯ÙŠÙ† لقوا ØÙŽØªÙهم Ùور وقوعهم ÙÙŠ شباك تلك Ø§Ù„ØØ±Ø§Ø³Ø©ØŒ وكان قد اشتدّ هذا المنع ÙÙŠ أوائل عصر الإمام الصادق Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد (عليهما السلام)ØŒ على عهد هشام بن عبد الملك، وذلك على أثر خروج زيد بن علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السلام) ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ومقتله Ùيها سنة (121 هـ)ØŒ ÙØµØ§Ø± جلاوزة هشام ÙŠØ´Ø¯Ù‘ÙØ¯ÙˆÙ† المنع، ويمثّÙلون بمَن يقع بأيدي Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§Ù„Ø Ù…Ù† الزوار.
وروى التاريخ ØÙˆØ§Ø¯Ø« كثيرة ÙÙŠ ذلك، منها:
1 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (95) من كتاب (إقناع اللائم) ما نصّه: روى ابن قولويه ÙÙŠ الكامل بسنده عن مسمع كردين قال: قال لي أبو عبد الله: يا Ù…ÙØ³Ù…ع، أنت من أهل العراق، أمَا تأتي قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŸ قلتÙ: لا، أنا رجل مشهور من أهل البصرة، وعندنا Ù…ÙŽÙ† يتّبع هوى هذا Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ©ØŒ وأعداؤنا كثيرة من أهل القبائل من النصّاب وغيرهم، ولست٠آمÙنهم أن يرقبوا ØØ§Ù„ÙŠ عند ÙˆÙلد سليمان Ùيميلوا عليّ.
قال: Ø£Ùما تذكر ما صÙÙ†ÙØ¹ به؟ قلتÙ: بلى، قال: ÙØªÙŽØ¬Ø²Ø¹ØŸ قلتÙ: إي والله، أستعبر٠لذلك ØØªÙ‰ يرى أهلي أثرَ ذلك عليّ، ÙØ£Ù…تنع٠عن الطعام ØØªÙ‰ يستبين ذلك ÙÙŠ وجهي، قال: رَØÙ… الله دمعتك، أمَا أنّك من الذين ÙŠÙØ¹Ø¯Ù‘ون من أهل الجزَع لنا، والذين ÙŠÙØ±ØÙˆÙ† Ù„ÙØ±ØÙ†Ø§ ÙˆÙŠØØ²Ù†ÙˆÙ† Ù„ØÙزننا، ويأمنون إذا أمÙنا....
إلى أن يقول مسمع: (Ø«Ùمّ استعبرَ واستعبرت٠معه، Ùقال: الØÙ…د لله الذي ÙØ¶Ù‘لنا على خلقه بالرØÙ…ة، وخصّنا أهل البيت بالرØÙ…ة، يا مسمع، إنّ الأرض والسماء تبكي Ù…Ù†Ø°Ù Ù‚ÙØªÙ„ÙŽ أمير المؤمنين رØÙ…ةً لنا، وما بكى لنا من الملائكة أكثر، وما رَقأت دموع الملائكة Ù…Ù†Ø°Ù Ù‚ÙØªÙلنا، وما بكى Ø£ØØ¯ رØÙ…Ø© لنا وما لقينا، إلاّ رَØÙ…ه٠الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه....
أقول: أمّا سليمان، Ùهو سليمان بن عبد الله بن العبّاس الذي كان أمير البصرة.
2 Ù€ جاء ÙÙŠ مقال٠للشيخ باقر شري٠القرشي Ù†ÙØ´Ø±ÙŽ ÙÙŠ العددين (3 Ù€ 4)ØŒ من نشرة (أجوبة المسائل الدينيّة) المنشورة ÙÙŠ كربلاء ما عبارته: (نَشأ الإمام زيد، ولكنّه لم ÙŠÙØªØ عينه إلاّ على Ù†Ùوس٠قد أذابها الØÙزن وأÙناها الألم، ولا يَسمع إلاّ البكاء والعويل والنادبات من عمّاته، ÙŠÙ†Ø¯ÙØ¨Ù† سيّد الشهداء، ÙˆÙŠÙØ¹Ø¯Ù‘ÙØ¯Ù† رزاياه وما ØÙ„Ù‘ به من ÙØ§Ø¯Ø الخَطب ÙˆÙØ§Ø¬Ø¹ Ø§Ù„Ø±ÙØ²Ø¡ØŒ ويشاهد أباه زين العابدين وقد نخرَ Ø§Ù„ØØ²Ù† قبله، وهو يواصل أوقاته بالبكاء ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† على أبيه، قد أنهَكت العبادة جسمه ØØªÙ‰ صار كأنّه صورة Ø¬ÙØ«Ù…ان).
أقول: كانت هذه ØØ§Ù„Ø© شيعة آل علي (عليه السلام) على عهد بني Ø£Ùمية، الذين لم يألوا جÙهداً ÙÙŠ إيذاء أهل البيت ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ù… ومواليهم، ومقاومة Ù…ÙŽÙ† ÙŠÙ†ÙˆØ Ø¹Ù„Ù‰ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ويزور قبره بأشدّ العقوبات.
3 Ù€ وهذا البيت Ù„Ø£ØØ¯ الشعراء على عهد الأمويين، من قصيدة له ÙÙŠ رثاء الإمام الشهيد، يدلّ على ما كان ÙŠÙلاقيه الموالون لآل علي وأولاده (عليهم السلام):
تجاوَبت الدنيا عليك مآتماً نواعيك Ùيها للقيامة تَهتÙÙ
Ùكان عقاب هذا الشاعر، التعذيب والموت على يد ØÙƒÙ‘ام آل أبي سÙيان.