الرايات والأعلام العزائيّة الملوّنة
كلّ ÙØ§ØªØ وثائر ÙÙŠ هذه الØÙŠØ§Ø© ØªÙØ¹Ù‚د له راية باسمه ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أبو الثوار وقائد Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± وهو عظيم العظماء ورايته Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© المظÙّرة تÙوق كلّ راية العظماء ÙˆØ§Ù„ÙØ§ØªØÙŠÙ† Ø› إنّها راية العزّة والكرامة ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙŠØ© وهي راية الØÙ…د التي ØÙ…لها جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ÙÙŠ غزواته ÙˆØÙ…لها أبوه أمير المؤمنين (عليه السّلام) ÙÙŠ ØØ±ÙˆØ¨Ù‡ ولمّا دنت منه Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø© سلّمها إلى Ø§Ù„ØØ³Ù† المجتبى (عليه السّلام) ثمّ لمّا دنت ÙˆÙØ§ØªÙ‡ سلّمها لأخيه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وهكذا .
هذه الراية المقدّسة تدرّجت ÙÙŠ مدارج التناول من يد إمام معصوم ليد إمام آخر إلى أن تسلّمها الإمام الثاني عشر Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© المهدي (عجّل الله تعالى ÙØ±Ø¬Ù‡ الشريÙ) وسو٠يأتي بها ÙÙŠ ظهوره وينشرها وقد كانت خضراء لكنّه (عليه السّلام) يستبدلها باللون الأØÙ…ر Ø› لأنّ راية جدّه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) امتزجت بالألوان الثلاثة باللون الأسود وهو لون Ø§Ù„ØØ¯Ø§Ø¯ ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† والجزع .
وبهذا اللون الكاتم سخّر الله تعالى لوليه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) شيعة تØÙŠÙŠ Ø°ÙƒØ±Ù‰ مصابه بالتوارث جيل بعد جيل وهم قابضون بأيديهم الأعلام السوداء مكتوب عليها : (يا مظلوم يا ØØ³ÙŠÙ†) ويلوّØÙˆÙ†Ù‡Ø§ ÙÙŠ مسيرات المواكب العزائيّة .
واللون الثاني هو اللون الأØÙ…ر وهو لون الدم والشهادة الدامية وقد تراءت هذه الØÙ…رة ÙÙŠ كبد السماء ØÙŠÙ† Ù‚ÙØªÙ„ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ يوم العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… سنة 61 هـ .
واللون الثالث هو اللون الأخضر هذا اللون الذي Ø¬Ø±Ø Ù‚Ù„Ø¨ العقيلة زينب (عليه السّلام) ØÙŠÙ†Ù…ا جاءت من بعد مصرع أخيها ÙØ±Ø£Øª جسد ØØ¬Ù‘Ø© الله ملقى على الأرض وقد صهرته الشمس Ø¨ØØ±Ø§Ø±ØªÙ‡Ø§ وغيّرت لونه ÙˆÙ…ØØ§Ø³Ù†Ù‡ وقلبته إلى الاخضرار .
وأمام هذا المشهد تØÙŠÙ‘رت بطلة كربلاء وأخذت تØÙ„ّق بنظراتها إلى جثث القتلى إلى أن وقع بصرها على جثة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø› لأنّه Ù€ بأبي هو واÙمّي Ù€ قد تغيّر جسده الطاهر عليها . ÙÙ†ØÙ† الشيعة عندما Ù†ØÙ…Ù„ هذه الرايات الثلاث الملوّنة ÙˆÙ†Ù„ÙˆÙ‘Ø Ø¨Ù‡Ø§ ÙÙŠ مسيرات العزاء ليس اعتباطاً إنّما هي ترمز لهد٠مبدئي مقدّس .
- Ø§Ù„Ù„ÙˆØØ§Øª الÙنّية للرسّامين والخطّاطين
إنّ ÙÙŠ هذا المظهر الØÙŠÙˆÙŠ Ø§Ù„Ù‡Ø§Ù… إبداعات جميلة يتعشّقها كلّ هواة الÙÙ† Ø› Ù„Ùما يشبع نهمهم ويروي ظمأهم من مناظر Ùنّية لا يتذوّقها إلاّ ØµØ§ØØ¨ الذوق الرÙيع ومَنْ له اهتمام بالموروث الديني والثقاÙÙŠ والاجتماعي والروØÙŠ ÙˆØ§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ÙŠ .
وهنا لا بدّ لنا من ÙˆÙ‚ÙØ© مع ريشة الÙنان الرسّام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø§Ù„Ø°ÙŠ ÙŠÙØ¨Ø¯Ø¹ ÙÙŠ تصوير ØØ§Ø¯Ø«Ø© الطÙÙ‘ ويرسم لنا تلك Ø§Ù„Ù„ÙˆØØ§Øª المأساوية ونØÙ† لا نراها إلاّ جاهزة ومعلّقة على ØÙŠØ·Ø§Ù† المآتم ÙˆÙÙŠ الطرقات وأثناء انطلاقة المواكب العزائيّة .
وكذلك الأمر لذلك الجندي المجهول الذي يعمل دائماً من ØªØØª الستار وهو ذلك الخطّاط ØÙŠÙ†Ù…ا يخطّ بقلمه الشعارات Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© وغيرها من أقوال المعصومين (عليهم السّلام) ÙÙŠ مختل٠مناسباتهم وهو ÙŠØØ§ÙˆÙ„ إبراز دقّة Ùنّه Ø› لكي يظهر بالمظهر الذي يتماشى مع ØØ¬Ù… Ø§Ù„ØØ¯Ø« العاشورائي وغيره من المناسبات العظيمة .
ماذا يرسم لنا الرسام ÙÙŠ المواكب العزائيّة ØŸ
ÙÙŠ الغالب نرى الرسام يتأثّر بمرأى واقعي معين أو بمشهد مبكي ØØ²ÙŠÙ† أو بطبيعة معينة أو Ø¨ØØ¯Ø« تأريخي معين أو بشخصية ما Ø› سواء كان هذا التأثر ÙÙŠ الواقع أو ÙÙŠ الخيال ÙØªØªØØ±Ù‘Ùƒ ÙÙŠ داخله الرغبة الإبداعية ÙÙŠÙØ¨Ø¯Ø¹ ويرسم ØØªÙ‘Ù‰ يصل إلى مبتغاه ويخرج لنا Ù„ÙˆØØ© Ùنّية رائعة المنظر . وما يدريك لعله يجلس على رسم هذه Ø§Ù„Ù„ÙˆØØ© أيام وليالي ويسهر عليها ØØªÙ‘Ù‰ يقدّمها للمشاهد بالشكل الرائع والمقبول والمثير .
ÙÙŠ لوس أنجلوس بأمريكا ÙÙŠ Ø¥ØØ¯Ù‰ السنوات أقام مركز الشباب المسلم هناك معرضاً صورياً شارك Ùيه الكثير من الرسّامين المبدعين بمختل٠أطياÙهم ودياناتهم ثمّ عرضوا Ùيه Ù„ÙˆØØ§ØªÙ‡Ù… .
أيضاً بعض الرسّامين الشيعة ركّزوا على رسم بعض المشاهد المثيرة من واقعة الطÙÙ‘ ÙÙŠ Ù„ÙˆØØ§ØªÙ‡Ù… وعلّقوها من بين Ø§Ù„Ù„ÙˆØØ§Øª وكان هناك من الإخوة المؤمنين ÙÙŠ المركز مهمّته ÙÙŠ المعرض ÙŠØ¹Ø±Ù‘Ù Ø¨Ø§Ù„Ù„ÙˆØØ§Øª للزائرين .
هذا الأخ يقول : كان كلّ زائر يزور المعرض لا ينجذب إلى شيء أكثر ممّا ينجذب إلى النظر إلى Ø§Ù„Ù„ÙˆØØ§Øª Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© Ø› لأنّهم رأوا Ùيها المناظر النادرة والمثيرة .
وكان من بين الزائرين ومن المدعوّين Ù„ØØ¶ÙˆØ± هذا المعرض هو الدكتور الشيخ Ø£ØÙ…د الوائلي (رØÙ…Ø© الله عليه) ومن جملة انطباعاته على Ø§Ù„Ù„ÙˆØØ§Øª التي رآها كان يقول : إنّ Ø§Ù„Ù„ÙˆØØ§Øª كانت معظمها رائعة ومعبّرة ÙˆÙ‡Ø§Ø¯ÙØ© ÙˆØªÙØ¹Ø·ÙŠ Ù„Ø°Ù‡Ù†ÙŠØ© الناظر الصورة التقريبية ولكن ما Ù„ÙØª نظري وأثار انتباهي من بين Ø§Ù„Ù„ÙˆØØ§Øª المعروضة كانت هناك Ù„ÙˆØØ© Ù„Ø£ØØ¯ الرسّامين من بلدة الØÙ„ّة بالعراق وقد رسم Ùيها Ø·ÙÙ„ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عبد الله الرضيع والسهم واقع ÙÙŠ Ù…Ù†ØØ±Ù‡ والدماء من ØÙˆÙ„Ù‡ ÙˆØÙˆØ±ÙŠØ§Øª قد نزلت من السماء إلى الأرض يتبركنَ بدمائه .
يقول : وأنا أتأمّل إلى هذه Ø§Ù„Ù„ÙˆØØ© الÙنية الرائعة لكنّي ما استطعت مواصلة التأمّل Ùيها Ø› لأنّني اختنقت بالعبرة وقد جرت الدموع من عيني .
ÙØ§Ù„رسّام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ù…Ø¨Ø¯Ø¹ عظيم ويستØÙ‚ الثناء والتبجيل والتكريم وقبل أن نكرمه قد كرّمه مولاه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø› Ù„Ùما يؤدّي له من خدمات Ùنّية جميلة Ø› Ù…ÙƒØ§ÙØ£Ø© له على عنائه وتعبه وسهره .
أيضاً لا ننسى جهد وعناء ذلك الخطّاط الشري٠الذي يسخّر قلمه ÙÙŠ خدمة أهل البيت (عليهم السّلام) ويسخّر إبداعاته الخطّية ÙÙŠ كتابة الشعارات القدّسية التي أطلقها ØØ³ÙŠÙ† الإباء ÙÙŠ يوم عاشوراء قبل استشهاده . ØÙظ الله كلّ الخطّاطين والÙنّانين الرسّامين ÙˆØØ´Ø±Ù‡Ù… مع Ù…ØÙ…ّد وآله الطيّبين الطاهرين .
بلا شك إنّ كلّ هذا الÙÙ† الإبداعي لا يضيع هدراً وإنّما نراه بجلاء قد Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ø¸Ù‡Ø±Ø§Ù‹ مؤثراً ÙˆØ¯Ø§ÙØ¹Ø§Ù‹ Ù„Ù„ØØ±ÙƒØ© الجماهيرية ÙÙŠ المواكب العزائيّة .
ركضة عزاء (طويريج) المشهورة لدى شيعة العراق
إنّ الذي رأى هذا الموكب المهيب وهو يخرج يوم عاشوراء أو ÙÙŠ أربعينية سيد الشهداء(عليه السّلام) ÙÙŠ المسير من ØØ±Ù… أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العباس (عليه السّلام) إلى ØØ±Ù… أخيه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙŠÙ„ØØ¸ بأنّ ما وراء هذه الهرولة الزاكية Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© ØÙƒØ§ÙŠØ© تأريخية مشهورة عريقة برزت بعد استشهاد أبيّ٠الضيم (عليه السّلام) وسو٠أنقلها لك بنوع من الإسهاب ÙˆØ§Ù„ØªÙØµÙŠÙ„ :
ينطلق ما يعر٠بـ (عزاء طويريج) بمصاب سيد الشهداء (عليه السّلام) ظهر العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… بعد صلاة الظهر من منطقة ( طويريج ) وهم يهتÙون : (أبد والله ما ننسى ØØ³ÙŠÙ†Ø§) Ùˆ (وا ØØ³ÙŠÙ†) وما إليه من الشعارات Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© ÙˆØ§Ù„Ù‡ØªØ§ÙØ§Øª الولائية إلى أن يصلوا إلى ØØ±Ù… سيد الشهداء (عليه السّلام) ومنه إلى ØØ±Ù… العباس بن علي (عليهما السّلام) ومنه إلى المخيّم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ .
لهذا العزاء تاريخ طويل ومشاركة كبيرة من الموالين ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ¨Ù‘ين للإمام (عليه السّلام) وهو عزاء جماهيري ÙŠÙØ´Ø§Ø±Ùƒ Ùيه أعداد كبيرة من عشّاق الإمام وهم يندبون لمقتل الإمام السبط مهرولين إلى الصØÙ† الشري٠للإمام لاطمين الصدور والرؤوس منادين : يا ØØ³ÙŠÙ† ! يا ØØ³ÙŠÙ† ! يا ØØ³ÙŠÙ† ! هذا النداء الخالد ما خلدت الدنيا .
ويروى ÙÙŠ Ø¥ØØ¯Ù‰ السنوات كان المرØÙˆÙ… العلاّمة السيد مهدي Ø¨ØØ± العلوم قد ذهب يوم العاشر من Ù…ØØ±Ù‘Ù… إلى مدينة كربلاء المقدّسة Ø¨ØµØØ¨Ø© عدد من طلبته وخواصه Ùوق٠على مشار٠المدينة لاستقبال الموكب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø§Ù„Ù‚Ø§Ø¯Ù… من مدينة ( طويريج ) التي ÙŠÙØµÙ„ها عن كربلاء ØÙˆØ§Ù„ÙŠ أربعة ÙØ±Ø§Ø³Ø® ØÙŠØ« يعدّ هذا الموكب من أشهر المواكب وأكثرها ØØ±Ø§Ø±Ø© إلى درجة أنّ نمطاً من أنماط العزاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ù…Ø§ زال مشتهراً باسم ( عزاء طويريج ) Ø› نسبة إلى هذه المدينة التي كان يخرج منها مئات الألو٠من الرجال والنساء ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ وهم يبكون ويندبون ويلطمون على سيد الشهداء (صلوات الله وسلامه عليه) .
والرجال منهم كانوا يسيرون ØÙاة الإقدام ØØ§Ø³Ø±ÙŠ Ø§Ù„Ø±Ø¤Ø¤Ø³ وهم يلطمون Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… بقوّة ÙˆØØ±Ø§Ø±Ø© على وقع المراثي ÙƒØ§Ù„Ù…ÙØ¬ÙˆØ¹ÙŠÙ† توّاً ممّا يزيد الأسى واللوعة بمصاب سيد الشهداء وتتØÙˆÙ‘Ù„ مدينة كربلاء المقدّسة إلى ØØ§Ù„Ø© من Ø§Ù„ØØ²Ù† والأسى ÙÙŠ كلّ أرجائها من وقع هذا الموكب وصداه .
وعندما اقترب الموكب إلى ØÙŠØ« كان يق٠السيد مهدي Ø¨ØØ± العلوم ØªÙØ§Ø¬Ø£ الذين من ØÙˆÙ„Ù‡ بقيامه ÙØ¬Ø£Ø© بإلقاء عمامته وخلع قميصه وقد Ø§Ù†ÙØ¬Ø± من شدّة البكاء وغاص ÙÙŠ وسط الموكب بين الجماهير وهو يلطم بشدّة وقوّة وهو ينادي ÙˆÙŠØµÙŠØ : وا ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‡ ! وا ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‡ !
وقد تعجّب هؤلاء الذين كانوا من المقرّبين إلى السيد من قيامه بهذا التصرّ٠بغتة بينما هو لم يعهد عنه مثل ذلك أبداً . وما كان من هؤلاء من سبيل سوى أن يدخلوا مع السيد ÙÙŠ الموكب ÙØ£ØØ§Ø·ÙˆØ§ به من كلّ جانب Ø› خشية أن يصيبه مكروه أو ÙŠÙØ¯Ø§Ø³ بالأقدام وسط أمواج هذا الموكب المهرول الكبير .
وطوال تلك Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© رأى هؤلاء من السيد Ø¨ØØ± العلوم ما زاد من تعجّبهم ودهشتهم إذ وجدوه ÙÙŠ ØØ§Ù„Ø© لم يروها من قبل منه Ø› Ùقد كان يضرب Ù†ÙØ³Ù‡ بقوّة وشدّة وجزع وهو يبكي ÙˆÙŠØµÙŠØ Ø¨Ø£Ø¹Ù„Ù‰ صوته من دون أن يشعر بما ØÙˆÙ„Ù‡ وكان ØÙ‚ّاً كالذي Ùقد عزيزاً الساعة .
وانتظر هؤلاء انتهاء الموكب والدهشة قد ملأت عقولهم وبعد انتهاء مراسم العزاء ÙˆØ§Ù†ÙØ¶Ø§Ø¶ الجميع عاد السيد Ø¨ØØ± العلوم إلى ØØ§Ù„ته الطبيعية ولكنّه كان Ø´Ø§ØØ¨ الوجه منخرّ القوى ولم يكن يقوى على النهوض ÙØ³Ø£Ù„Ù‡ المØÙŠØ·ÙˆÙ† به منكرين : سيدنا ماذا جرى لكم ØØªÙ‘Ù‰ دخلتم هكذا ÙØ¬Ø£Ø© ومن دون اختيار ÙÙŠ موكب عزاء طويريج ÙƒØ£ØØ¯Ù‡Ù… ØŸ!
Ùنظر إليهم السيد وانهمرت دموعه على خديه وقال : لا تلوموني ولا ينبغي لكم أن تلوموا Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ من العلماء إذا ما قام بذلك Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ني ما إن اقترب منّي الموكب ØØªÙ‘Ù‰ رأيت مولاي ØµØ§ØØ¨ الأمر (عجّل الله تعالى ÙØ±Ø¬Ù‡ الشريÙ) ØØ§Ø³Ø± الرأس ØØ§ÙÙŠ القدمين وهو يلطم ويبكي مع اللاطمين الباكين Ùلم Ø§ØØªÙ…Ù„ المنظر ودخلت ÙÙŠ الموكب ألطم صدري مع الإمام سلام الله عليه .
وعزاء طويريج يبدأ بالمسير انطلاقاً من مدينة طويريج الواقعة على بعد 20 كيلو متراً عن كربلاء ØÙŠØ« يتوجّه المشاركون Ùيه إلى هذه المدينة سيراً على الأقدام ليصلوا قبل الظهر على مشار٠المدينة Ø› ØÙŠØ« تÙقام صلاة الظهر هناك لينطلق الموكب إلى داخل المدينة المقدّسة .
وتولّى علماء دين من آل القزويني ووجهاء مدينة طويريج من آل عنبر وعشائر بني ØØ³Ù† وآل ÙØªÙ„Ø© والدعوم Ø§Ù„Ø¥Ø´Ø±Ø§Ù ÙˆØ§Ù„Ø¥Ù†ÙØ§Ù‚ بمساعدة أهالي هذه المدينة على (ركضة طويريج) التي تنطلق لتبدأ بعدها مراسيم (الركضة) ÙÙŠ العاشر من الشهر وهو موكب عزاء يشارك Ùيه مئات الآلا٠ÙÙŠ كلّ عام .
ØÙ„قة عزاء ذي Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ø´Ù‡ÙˆØ±Ø© لدى شيعة Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ†
العزاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ù„Ø§ يختصر على Ø´Ø±ÙŠØØ© من الناس ليس على الشباب ÙØØ³Ø¨ بل يشترك Ùيه الشيوخ المسنّين الكبار من ذوي الشيبة البهية وهؤلاء ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ† قد Ø®ÙØµÙ‘صت لهم مسيرة عزائية خاصة بهم وهي Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© بـ (ØÙ„قة ذي الجناØ) وهذه التسمية نسبة لجواد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) .
وإليك قصّة كيÙية هذه المسيرة الخالدة Ø¨Ø§Ù„ØªÙØµÙŠÙ„ : تعدّ قبل كلّ شيء الأعلام والشبيهات والخيول والجمال والهوادج ثمّ يتجمّعوا الأجداد والآباء الكرام بعد خروجهم من سماع المقتل يوم العاشر ويتكتلون ÙÙŠ لمّة ÙˆØ§ØØ¯Ø© أمام موكب الشباب ويأتي الرادود ÙÙŠ مقدّمتهم ويقرأ قصيدة (Ø£ØØ±Ù… Ø§Ù„ØØ¬Ù‘اج) للشيخ ØØ³Ù† الدمستاني .
هذه القصيدة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© الأدبية المشهورة التي على الدوام أبياتها تتردّد على ألسن الموالين المعزّين ÙÙŠ كلّ مكان وهي ÙÙŠ الواقع ملØÙ…Ø© نظمت ØØ§Ø¯Ø«Ø© الطÙÙ‘ من الأوّل إلى الأخير ÙˆØ£ØµØ¨Ø ÙƒÙ„Ù‘ أهل العزاء يردّدون هذه الملØÙ…Ø© بشتّى Ø§Ù„Ø£Ù„ØØ§Ù† ÙÙŠ Ù…Ø®ØªÙ„Ù Ø£Ù†ØØ§Ø¡ العالم الإسلامي والوسط الشيعي .
والقصيدة ÙÙŠ الموكب على ØØ§Ù„ نظمها لم يغيّر Ùيها شيء إلاّ المستهل الذي اعتاد المعزّون أن يردّدوه ÙÙŠ كلّ عام بهذه الكيÙية :
ذو Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø Ø£Ù‚Ø¨Ù„ من الميدان خالي وويلاه أي وا ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‡ وويلاه
تأمّلات واقعية واعية ÙÙŠ موكب ذي الجناØ
متى تأسس موكب ذي Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø ØŸ ولأيّ هد٠وجد هذا الموكب ØŸ
يعتبر أهل Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ† إنّ أوّل مأتم Ø£Ùقيم ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ† هو (مأتم ابن أمان) ÙÙŠ ØÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø®Ø§Ø±Ù‚Ø© وسط العاصمة المنامة قبل ØÙˆØ§Ù„ÙŠ قرنين وشارك ÙÙŠ تشييده أبناء الØÙŠ Ù…Ù† البØÙ‘ارة والبنّائين وقد تمّ تجديده بعد ÙˆÙØ§Ø© Ø§Ù„ØØ§Ø¬ عبد الأعلى أمان عام 1869 .
ومنذ تأسيس هذا المأتم التأريخي ÙÙŠ ذلك الوقت انطلقت منه مسيرة ØÙ„قة ذي Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø ÙˆØ´ÙŠØ¦Ø§Ù‹ ÙØ´ÙŠØ¦Ø§Ù‹ أخذ يكبر هذا الموكب إلى أن عمّ مناطق وقرى Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ† وكان له شهرة واتساع واسع بمشاركة Ø£ØµØØ§Ø¨ الثياب من المسنّين من جيل الأجداد والآباء .
Ùلو تأمّلنا ÙÙŠ هذا الموكب المقدّس تأمّلاً واعياً لرأينا أنّ الهد٠الأسمى من إيجاد مثل هذا العزاء هو المشاركة الوجدانية لجميع الموالين من شيب وشباب Ùلماذا نلغي دور المسنّين من المشاركة ÙÙŠ المواكب العزائية ØŸ
لا بدّ أن ØªÙØ±Ø¯ لهم ØÙ„قة خاصة بهم ØØªÙ‘Ù‰ تكون لهم Ø§Ù„ØØ§Ùز المشجّع على المشاركة Ø› ولأجل هذا الهد٠النبيل تمّ إنشاء موكب ذا Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø . ونأمل أنّ هذه التجربة الرائدة ستعمم على كلّ مناطق العزاء ÙÙŠ العالم الشيعي ØØªÙ‘Ù‰ ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù…Ø´Ø§Ø±ÙƒØ© لجميع Ø§Ù„ÙØ¦Ø§Øª ÙÙŠ المجتمع .
وإنّي على يقين بأنّ الشيعة مع تقدّم وتطوّر المواكب العزائية ÙÙŠ هذا العصر إلاّ أنّ هناك الكثير ممّن يرغب أن يجعل ذا Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§Ø ÙÙŠ مقدّمة المواكب العزائية Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ ولذكريات ÙˆÙØ§Ø¡ جواد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) .
موكب عزاء ØØ¯ÙŠØ« خاص للصم والبكم ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ†
إنّ لكلّ إنسان ØÙ‚Ù‘ ÙÙŠ هذه الØÙŠØ§Ø© ولو كان من ذوي العاهة Ùمن الظلم أن ÙŠÙØØ±Ù… منه وبالاستطاعة أن ÙŠØØµÙ„ على ØÙ‚ّه بمساعدة أهل الخير من المجتمع ولا خير ÙÙŠ مجتمع لا ينتبه إلى Ø§Ù„ÙØ¦Ø© Ø§Ù„Ù…ØØ±ÙˆÙ…Ø© .
والØÙŠØ§Ø© هي Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© وكما ÙŠÙقال : ÙÙŠ كلّ ØØ±ÙƒØ© بركة . وأيّ ØØ±ÙƒØ© طبيعية تطوعية تسير ÙÙŠ اتجاه خدمة أهل البيت (عليهم السّلام) يباركها الله عزّ وجلّ ويباركها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ويباركها جميع المعصومين (عليهم السّلام) .
ÙØ£Ù‡Ø§Ù„ÙŠ منطقة النعيم ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ† قد ØªØØ±Ù‘كوا ØªØØ±Ù‘كاً جدّياً من أجل إنشاء موكب ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ÙŠØ¶Ù… ÙØ¦Ø© الصم والبكم Ø› هذه Ø§Ù„ÙØ¦Ø© التي عاشت ÙÙŠ السنوات المنصرمة قد لا تÙهم إلاّ القليل عن المواكب العزائية ÙˆØ¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ تمّ هذا الإنجاز الكبير وضمّ هذه Ø§Ù„ÙØ¦Ø© إلى باقي ÙØ¦Ø§Øª المجتمع . وكلّ هذا Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ يرجع إلى أهالي النعيم الذين Ø£ÙØ´Ø±Ø¨ÙˆØ§ ØØ¨Ù‘ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø› ØÙŠØ« إنّ قلوبهم تقطر بالولاء الخالص للعترة الطاهرة .
ÙˆÙّق الله المؤسسين والقائمين على خدمة هذا الموكب المبارك المقدّس وجعل هذا الإنجاز المثمر والعطاء اليانع ÙÙŠ ميزان ØØ³Ù†Ø§ØªÙ‡Ù… .
متى بدأ موكب الصم والبكم وكي٠كانت انطلاقته ؟
لقد بدأ هذا الموكب المميّز يظهر وجوده ÙÙŠ صÙو٠المسيرات العزائية المقدّسة بجهود ØØ«ÙŠØ«Ø© Ù…ÙƒØ«ÙØ© من قبل لجنة مأتم النعيم الجنوبي ØÙŠØ« Ø·Ø±ØØª Ùكرة المجلس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ù„Ù„ØµÙ… ÙÙŠ 30 / 7 / 2003Ù… وواÙÙ‚ المجلس على تبنّي الÙكرة .
وبعد المواÙقة بدأ Ø§Ù„ØªØØ±Ù‘Ùƒ ÙÙŠ تطبيق هذا المشروع القيم Ø› ÙØ£Ùقيم أوّل مجلس ديني (ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ) مترجم بلغة الإشارة للرجال ( مكان خاص للرجال) ÙÙŠ 26 / 2 / 2004Ù… ثمّ Ø£Ùقيم أوّل مجلس ديني ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ù…ØªØ±Ø¬Ù… بلغة الإشارة للنساء ÙÙŠ 28 / 2 / 2004Ù… . ÙˆÙÙŠ تاريخ 10 / Ù…ØØ±Ù‘Ù… 1425 هـ زار وزير Ø§Ù„ØµØØ© المجلس الديني للصم نساءً ورجالاً .
ومن ضمن Ø§Ù„ÙØ¹Ø§Ù„يات والنشاطات المستمرة تمّ اللقاء بالمجلس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ù„Ù„ØµÙ… مع د . ÙØ¤Ø§Ø¯ شهاب رئيس مركز سلطان لتنمية السمع والنطق بتاريخ 11 Ù…ØØ±Ù‘Ù… 1425هـ Ù€ 20 Ù…ØØ±Ù‘Ù… 1425هـ .
ÙˆÙÙŠ 1 / 3 / 2004Ù… تمّ إجراء اختبارات سمعية للصم بمركز سلطان لتنمية السمع والنطق ÙÙŠ 2 / 3 / 2004Ù… (29 Ù…ØØ±Ù‘Ù… 1425 هـ) وتمّ لقاء لجنة الصم بوزير Ø§Ù„ØµØØ© ÙÙŠ قاعة رÙيده بوزارة Ø§Ù„ØµØØ© .
ÙˆÙÙŠ 4 / 2 / 2005Ù… تمّ إعداد إقامة مخيّم ثقاÙÙŠ وترÙيهي للصم بالصخير بالتعاون مع جمعية التوعية الإسلامية .
ÙˆÙÙŠ 19 / 2 / 2005Ù… (10 Ù…ØØ±Ù‘Ù… 1426هـ) انطلق أوّل موكب عزاء للصم والبكم ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ† إن لم يكن على مستوى العالم .
إنّ هذه مجهودات بدائية رائدة شكّلت ØØ¬Ø± الأساس لإقامة هذا المشروع الولائي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø§Ù„Ù‡Ø§Ù… ÙˆØØ±ÙŠ Ø¨ÙŠ وبكلّ إنسان منص٠أن يشيد وينوّه بهذه المبادرات والجهود الخيّرة ويثني عليها Ø› لأنّها قد Ø£Ù†Ø¬ØØª بروز موكب الصم والبكم وصيّرته على هذه الكيÙية التي نراها بارزة على هيئته إلى ØØªÙ‘Ù‰ هذا العام 2006Ù… وإلى الأعوام المقبلة إنشاء الله تعالى .