الموكب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ù‡Ùˆ عبارة عن Ø§Ù„ØªØØ±Ù‘Ùƒ الجماهيري للأمّة بقيادة الإمام المعصوم أو نائبه ÙÙŠ عصر الغيبة الكبرى من أجل تØÙ‚يق أهدا٠ثورة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) . ولا زالت تراودني ÙÙŠ الذاكرة هذه الØÙ‚يقة الذهبية من الذكريات ØÙŠØ« إنّي مع التدرّج ÙÙŠ مدارج الØÙŠØ§Ø© والتقدّم ÙÙŠ العمر ÙˆØØ¶ÙˆØ±ÙŠ Ø¥Ù„Ù‰ مجالس العزاء التي تÙقام ÙÙŠ مآتم منطقتنا أدركت ثلاثة أهدا٠لاستمرارية وبقاء هذه المواكب الخالدة :
أوّلاً : الهيبة المميّزة ÙÙŠ النÙوس
إنّ العزاء على أبي عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) له هيبته المميّزة ÙÙŠ النÙوس وهذه الهيبة جعلٌ خاص من الله تعالى خصها لاستمرارية العزاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø¥Ù„Ù‰ يوم الدين لا تÙقد هذه المواكب هيبتها ولو ØØ§ÙˆÙ„ البعض من Ø£ØµØØ§Ø¨ النÙوس الدنيئة والساقطة ÙˆØ§Ù„ØØ§Ù‚دة على المعزّين أن توق٠المسيرات Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© عن طريق التشويه والعن٠والإرهاب .
ولقد استمد شيعة أهل البيت (عليهم السّلام) هيبتهم من هيبة عزاء الموكب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø› لأنّ ÙÙŠ هذه المواكب المقدّسة ØØ´ÙˆØ¯ ولائيّة وهي غاضبة على الظلم ÙˆØªØ±ÙØ¶ الظالمين ÙÙŠ كلّ زمان ومكان ÙˆÙÙŠ كلّ جيل من الأجيال ÙˆØªØ±ÙØ¹ باستمرار هذا الشعار (يا مظلوم يا ØØ³ÙŠÙ†) (يا لثارات Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†) .
ثانياً : العزاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ÙŠØ°ÙˆÙ‘Ø¨ الكبرياء من النÙوس
ÙÙŠ أثناء السير على الأقدام ÙÙŠ المسيرات العزائيّة تجد المشاركة Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ية بين القوي والضعي٠وبين الغني والÙقير لا ÙØ±Ù‚ بينهما ÙÙŠ هذا المشهد الذي ليس له نظير إلاّ ÙÙŠ ØØ¬ بيت الله Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… وبعد الانتهاء من العزاء الكل يجلس على مائدة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لأخذ البركة من ذلك الطعام الذي يعدّ ÙÙŠ الواقع والØÙ‚يقة دواء لكلّ داء . وهذا إن دلّ على شيء ÙØ¥Ù†Ù‘ما يدلّ على عظمة Ù†Ùوس المعزّين الذين ذوّبوا الكبرياء والطغيان من النÙوس وذابت بينهم الÙوارق المادية .
ثالثاً : مظلوميّة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وتأثيرها العاطÙÙŠ على النÙوس
إنّ تصوّر مأساة واقعة الطÙÙ‘ وما جرى على الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وأهل بيته من بعده تشعل جمر اللوعة ÙˆØ§Ù„ØØ±Ø§Ø±Ø© ÙÙŠ قلوب الموالين والمعزّين Ø› ممّا ØªØ¯ÙØ¹Ù‡Ù… وبقوّة لإØÙŠØ§Ø¡ المسيرات الرثائيّة العزائيّة بكلّ صمود ÙˆØªØØ¯ÙŠ ÙˆÙ…Ù‡Ù…Ø§ كلّ٠الثمن من تضØÙŠØ§Øª كل ذلك يعد رخيصاً لما قدّمه سيد الشهداء (عليه السّلام) .
Ùكلّما نقدّمه ونبذله من Ø¹Ø§Ø·ÙØ© جياشة ودموع Ù…Ø§Ù„ØØ© غزيرة إنّما تعني عن تعبير لتلك Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ© Ø§Ù„ØØ§Ø±Ø© التي عبر عنها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ØÙŠØ« قال : إنّ لقتل ولدي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØØ±Ø§Ø±Ø© ÙÙŠ قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً . أسأل المولى جلّ ثناؤه أن يجعل هذه Ø§Ù„ØØ±Ø§Ø±Ø© ووهج هذه Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ© ÙÙŠ قلوبنا Ø› لكي تشملنا Ø£Ù„Ø·Ø§Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ورØÙ…ته ÙˆØ´ÙØ§Ø¹ØªÙ‡ .
المنشأ التأريخي للمواكب العزائيّة
منذ استشهاد الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) Ø£ÙØµÙŠØ¨ الشيعة Ø¨Ø¬Ø±Ø Ø¹Ø§ØµÙ Ù„Ù… يندمل Ø› ÙØÙ‚Ù‘ لهم التعبير عن تألمهم . ولو أنّهم وجدوا Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© الكاملة ÙÙŠ عهود الأئمّة المعصومين (عليهم السّلام) لأقاموا هذه الشعائر القائمة اليوم أكثر ولكن أنّى لهم ذلك وسيو٠ØÙƒÙ‘ام الجور مشرعة ÙÙŠ وجوههم . وبالرغم من هذا كلّه تمرّدوا على المØÙ† وأبوا إلاّ انتزاع ØØ±ÙŠØ§ØªÙ‡Ù… رغماً عن الزمن Ø› بالقوّة تارة وبالتضØÙŠØ§Øª Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ .
والمواكب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© ÙˆØ§ØØ¯Ø© من Ù…ÙØ±Ø¯Ø§Øª هذه الشعائر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© التي تأخّر خروجها عن مقتل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØØªÙ‘Ù‰ سجّل التاريخ ØµÙØØ§Øª ناجعة لأمراء البويهيّÙين Ø› ØÙŠØ« إنّهم Ø§ØØªØ¶Ù†ÙˆØ§ هذه الشعائر ÙØ£Ø®Ø±Ø¬ÙˆØ§ المآتم من الدور والبيوت إلى الأسواق والشوارع ØØªÙ‘Ù‰ ØÙˆÙ‘لوها مواكب مشهودة ومهرجانات Ù…ÙØ¬Ø¹Ø© ÙÙŠ مهدها الأوّل العراق وإيران Ø› ØÙŠØ« مركز ØÙƒÙˆÙ…تهم وسلطانهم الذي ابتدأ سنة 334 هـ وانتهى 467 ÙÙŠ أواسط الØÙƒÙ… العباسي بالرغم من معارضات ÙˆÙ…Ø®Ø§Ù„ÙØ§Øª معظم Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ العباسيّÙين لهم على هذه المواكب .
ولم يأبه البويهيّون لهذه المعارضات Ø› لأنّ الØÙƒÙ… الØÙ‚يقي والسلطة Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ية سقطت من أيدي Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ العباسيّÙين ولم يبقَ لهم غير الاسم المجرّد Ø› إذ صارت بأيدي البويهيّÙين .
وقد نصّ أكثر من مؤرّخ أنّه ÙÙŠ سنة 352 هـ أمر معزّ الدولة Ø£ØÙ…د بن بويه ÙÙŠ العشر الأÙÙˆÙŽÙ„ من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… ببغداد بإغلاق جميع أسواق بغداد وإبطال البيع والشراء وأن يلبس الناس السواد وأن ÙŠÙقيموا مراسم العزاء وأن ÙŠÙØ¸Ù‡Ø±ÙˆØ§ Ø§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ© وأن يخرج الرجال والنساء لاطمين الصدور والوجوه.
وكان معزّ الدولة البويهي يرتدي رداء الØÙداد ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† ويتقدّم عسكره المشترÙÙƒ ÙÙŠ هذه المواكب٠وقد جعل يوم عاشوراء عطلة رسمية ÙÙŠ الدوائر الØÙƒÙˆÙ…ية إلى أن تطوّرت تلك المواكب والمآتم بتطوّر ساسة الØÙƒÙˆÙ…ات التي كانت تتولّى السلطة ÙÙŠ إيران أو العراق .
وكان بعض أكابر Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© الإماميّة يشارك ÙÙŠ هذه المواكب كأمثال العلاّمة السيد Ù…ØÙ…د مهدي Ø¨ØØ± العلوم المتوÙّى سنة 1212 هـ Ùقد كان يتقدّم أمام هذه المواكب ولمّا Ø³ÙØ¦Ù„ عن سبب اشتراكه ÙÙŠ هذا العزاء أجاب : أنّه رأى ÙÙŠ المنام الإمام الثاني عشر ØµØ§ØØ¨ الزمان (عجّل الله تعالى ÙØ±Ø¬Ù‡) مشتركاً ÙÙŠ هذا العزاء .
ناهيك عن كبار الشعراء الذين كانوا يشتركون به أمثال الكعبي وعظماء المجتهدين والÙقهاء الشيعة كالشيخ زين العابدين المازندراني وغيره .
لو رجعنا بالذاكرة إلى الوراء لتبيّن لنا ÙÙŠ تلك Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© والØÙ‚بة الزمنية التي مرّت ÙÙŠ عهد الأجداد (رØÙ… الله الماضين منهم ÙˆØÙظ الباقين) كان العزاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ÙŠØ®ØªØµØ± على الردادية Ùقط بØÙŠØ« ينتهي الخطيب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ù…Ù† القراءة Ùيبدأ الرادود يردّد القصيدة على المستمعين وهم جلوس ÙÙŠ المأتم ويلطمون على رؤوسهم وصدورهم .
هذا Ø§Ù„ØØ§Ù„ كما ØØ¯Ù‘ثنا Ø£ØØ¯ الأجداد (رØÙ…Ù‡ الله تعالى) قال : هذا من قبل قرابة مئة وخمسين سنة يقول : ثمّ بعد ذلك تطوّر الأمر إلى أن الخطيب Ù†ÙØ³Ù‡ هو الذي يأتي بالقصيدة بعد مجلس العزاء ويق٠المعزّون بجانب المنبر ويلطمون لمقدار ساعة أو ساعة ونص٠ثمّ ينهون العزاء بلطميات عزائيّة ÙØ§Ø³ØªÙ…ر هذا Ø§Ù„ØØ§Ù„ إلى ما قبل الأربعينيات .
من بعد هذا العهد بدأت المواكب العزائيّة تكبر والأجيال تتنامى إلى أن تطوّر العزاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ÙˆØ§Ù†ØªÙ‚Ù„ من المأتم إلى الخارج, ولكن ÙÙŠ ØØ¯ÙˆØ¯ Ø³Ø§ØØ§Øª المآتم Ùقط لا يتعدى أكثر من هذه Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§ÙØ© وبدون مكبّرات للصوت Ø› لأنّ هذه وسائل أتت ÙÙŠ العصور المتقدّمة Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«Ø© .
ÙØ§Ø³ØªÙ…ر العزاء على هذا Ø§Ù„ØØ§Ù„ إلى أن شيئاً ÙØ´ÙŠØ¦Ø§Ù‹ أخذ الناس يقطعون Ù…Ø³Ø§ÙØ§Øª أكبر وأكبر إلى أن وصل اتساع المواكب العزائيّة بهذا الانتشار الواسع الذي Ù†Ù„ØØ¸Ù‡ الآن . وهذه شذرات مثمرة من تلك الشجرة المشرقة الوضّاءة التي غرسها الأجداد والآباء ÙˆØØ§Ùظوا على نموّها ØØªÙ‘Ù‰ وصلتنا على هذه الهيئة .
أقول : كما إنّ أجدادنا وآباءنا عملوا واجتهدوا وأسسوا لنا هذا الأساس الرائد Ù†ØÙ† يجب علينا أن نجتهد ونجاهد ØØªÙ‘Ù‰ نوصل رسالة الموكب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ù„Ù„Ø£Ø¬ÙŠØ§Ù„ الولائيّة القادمة التي ستأتي من بعدنا .