الآن وقد انتهيت٠من سرد ØÙˆØ§Ø¯Ø« تاريخ العزاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ÙˆØ§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ© عليه، وإØÙŠØ§Ø¡ ذكرى مجزرته ÙÙŠ كربلاء منذ بدئها ØØªÙ‰ العصور الأخيرة، وكذا الأدوار التي مرّت عليها ÙÙŠ مختل٠القرون والعصور، والمراØÙ„ التي اجتازتها من مد٠وجزر على أيدي الØÙƒÙ‘ام ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨ السلطة، وتمسّك الموالين لآل بيت النبوّة بهذا التقليد، الذي أصبØÙŽ Ù„Ø¯ÙŠÙ‡Ù… من Ù…Ø³ØªØØ¨Ù‘ات شؤونهم التي يتقيّدون بها ÙÙŠ شهرَي Ù…ØØ±Ù‘Ù… ÙˆØµÙØ± من كلّ سنة، ÙˆÙÙŠ العشرة الأولى من Ù…ØØ±Ù‘Ù… بالأخص، وكذا ÙÙŠ بعض أيام الأسبوع على طول السنة، ممّا عوّدوا Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… عليها، وتوارثها الخَلَ٠عن السَلÙ.
ÙˆØÙŠØ« إنّ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ هذه الذكرى Ø§Ù„ØØ²ÙŠÙ†Ø© وإقامة شعائرها التقليديّة، قد تعدّت المركز الرئيسي Ù„Ù„ØØ§Ø¯Ø« Ø§Ù„Ù…ØØ²Ù† Ù€ أي العراق Ù€ إلى سائر البلدان الإسلامية، ÙˆØØªÙ‰ كثير من الأصقاع غير الإسلامية، ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ Ø£ÙÙØ¶Ù‘ÙÙ„ أن أختم رسالتي هذه بسرد بعض ما يجري ÙÙŠ هذه الأقطار خلال شهرَي Ù…ØØ±Ù‘Ù… ÙˆØµÙØ± من كل سنة، أو العشرة الأولى من Ù…ØØ±Ù‘Ù…ØŒ أو يوم عاشوراء Ùقط، من Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ذكرى هذا Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø« Ø§Ù„Ù…ØØ²Ù†.
إنّ كلّ Ù…ÙŽÙ† جابَ عواصم ÙˆØÙˆØ§Ø¶Ø± ÙˆÙ…ÙØ¯Ù† الأقطار الإسلامية ÙÙŠ أرجاء المعمورة Ù€ سيّما المجتمعات الشيعيّة ÙÙŠ هذه الأقطار وبالأخص منها العراق، والبلاد العربيّة الأخرى، والهند، وإيران، ÙˆØ£ÙØºØ§Ù†Ø³ØªØ§Ù†ØŒ وغيرها من الأقاليم الآسيويّة، وبعض بلدان Ø§ÙØ±ÙŠÙ‚يّة Ù€ وجدَ المباني Ø§Ù„ÙØ®Ù…ة، والعمارات الكبيرة Ù…Ùقامة، ÙˆØªÙØ¯Ø¹Ù‰ عند العرب (Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø©)ØŒ وعند الهنود (إمام بهره)ØŒ وعند Ø§Ù„ÙØ±Ø³ (مأتم سرّاً أو ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© أو تكية)ØŒ وسائر الأقطار تسميها باسمها العربي (Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ©)ØŒ ÙˆÙÙŠ هذه المباني التي يوقÙها Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ø§ على إقامة Ø§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ§Øª Ùيها على الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ ويوقÙÙون عليها Ø£ÙˆÙ‚Ø§ÙØ§Ù‹ كثيرة وصدقات جارية، تنÙÙ‚ إيراداتها وأرباØÙ‡Ø§ على إدارة هذه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø©.
ÙˆÙÙŠ هذه المباني تÙقام مجالس العزاء ÙˆØ§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ© لذكرى الإمام الشهيد (عليه السلام)ØŒ ÙˆÙÙŠ هذه المجالس Ù€ التي تغصّ بالمجتمعين والمستمعين من شتات المسلمين Ù€ يرقى الخطيب المنبر، ÙÙŠÙØªØªØ كلامه بسَرد آي من الذكر الØÙƒÙŠÙ…ØŒ ÙˆØªÙØ³ÙŠØ± علومها من Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمّة الطاهرين (عليهم السلام)ØŒ Ø«Ùمّ يتلو تاريخ مجزرة كربلاء، منذ البداية ØØªÙ‰ النهاية Ù€ موجزاً أو ØªÙØµÙŠÙ„اً Ù€ ØØ³Ø¨ مقتضيات المجلس وظروÙÙ‡.
وهذا الخطيب الذي ÙŠÙØ·Ù„Ù‚ عليه ÙÙŠ أكثر البلدان العربيّة والإسلاميّة اسم (خطيب المنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ)ØŒ أو (روضة خوان) هو خطيب جرّد Ù†ÙØ³Ù‡ لخدمة Ø§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ© على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وآله، وأØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹ Ø§Ù„Ù†ÙˆØ Ø¹Ù„Ù‰ مصائب سائر الأئمّة (عليهم السلام) أيضاً وقد جعلَ مهنته ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø© هذه الخدمة Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ©.
أمّا كلمة (روضة خوان) Ùمشتقّة من Ù„ÙØ¸ØªÙŠÙ† عربيّة ÙˆÙØ§Ø±Ø³ÙŠÙ‘ة، ÙØ§Ù„روضة مأخوذة من اسم كتاب (روضة الشهداء) تألي٠المولى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي الكاشÙÙŠØŒ المعرو٠بالواعظ البيهقي، المتوÙّى سنة (910 هـ)ØŒ Ùˆ(خوان) ÙØ§Ø±Ø³ÙŠÙ‘Ø© بمعنى (القراءة) وتأتي جملة (روضة خوان) بمعنى (قارئ الروضة).
وقد جرت العادة أن توزّع ÙÙŠ هذه المجالس النياØÙŠÙ‘Ø© ÙÙŠ أوّلها أو ÙÙŠ آخرها المبرّدات، أو الشاي أو القهوة، أو بعض المأكولات التي تتناسب وتلك المشروبات ØØ³Ø¨ ÙØµÙˆÙ„ السنة من برد أو ØØ±ØŒ ونَÙَقات هذه المجالس ØªÙØ¨Ø°Ù„ من Ù…ÙˆÙ‚ÙˆÙØ§Øª الواقÙين أو من خيرات Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„Ø¨ÙØ±.
وقد ثبتَ ممّا أوردته٠ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„ السابقة، أنّ إقامة العزاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ÙˆØ§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ© على الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وآله ÙˆØµØØ¨Ù‡ ترقى بتأريخها إلى عهد٠قديم، أي القرن الأول الهجري، وإلى زمن وقوع هذه Ø§Ù„ÙØ¬ÙŠØ¹Ø© العظمى، أي منذ استشهاد الإمام (عليه السلام) وما يقرب من عهد Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© والتابعين لهم.
وكما قلت٠ÙÙŠ تلك Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„: إنّ هذا العزاء كان ÙÙŠ أول أمره Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø§Ù‹ جدّاً وصغير Ø§Ù„ØØ¬Ù…ØŒ وكان ÙŠÙقام ØªØØª التستّر ÙˆØ§Ù„Ø®ÙØ§Ø¡ والتقيّة، كما أنّ إقامة هذه Ø§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ© على الإمام الشهيد لم تكن Ù€ كما يتصوّره البعض Ù€ من Ù…Ø³ØªØØ¯ÙŽØ«Ø§Øª القرون الوسطى والأخيرة، مدّعين أنّها تولّدت على عهد الملوك الصÙويين، وإنّما هي قديمة ولكنّها على زمن الصÙويين اتّسع نطاقها، واشتدّ إقبال الناس عليها.
وكما مرّ ÙÙŠ تلك Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„ أيضاً: أنّه كلّما توسّع المذهب الشيعي ÙÙŠ العراق أو سائر البلدان العربيّة والإسلاميّة، ÙˆØ®ÙŽÙØª وطأة السلطات المعادية له، كلّما اشتدّ الموالون لآل الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بإقامة ذلك العزاء وتلك Ø§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ©ØŒ ØªØØª اسم الرثاء أو Ø§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ© خاصّة ÙÙŠ مشاهد الأئمّة الأطهار (عليهم السلام).
وكما أثبتَ التاريخ أنّ جذور هذه Ø§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ§Øª والمآتم كانت ÙÙŠ العراق، Ø«Ùمّ اتّسع نطاقها وامتدّت إلى الشعوب والأÙمم الأخرى: كمصر على عهد Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…يين، وإيران على عهد الصÙويين، وسوريا والموصل ولبنان على عهد الØÙ…دانيين، والمغرب Ø§Ù„Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚ÙŠ على عهد العلويين والإدريسيين، والهند على عهد كثير من راجات الشيعة وملوكهم.
ولذلك أبدأ بوص٠موجَز جدّاً لمَا كان ولم يزل يجري ÙÙŠ البلاد العربيّة، Ø«Ùمّ البلدان الإسلاميّة والأقطار العالميّة، من مراسم وشعارات مجالس Ø§Ù„ØØ²Ù†ØŒ ومجتمعات Ø§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ© على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وبعض ما تَناقلَته Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù„Ù‘ÙØ§Øª وأقلام الكتّاب من مَغزى هذه Ø§Ù„ÙØ§Ø¬Ø¹Ø© العظيمة:
1 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (135) من كتاب (نهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†)ØŒ لمؤلّÙÙÙ‡ السيّد هبة الدين Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø§Ù„Ø´Ù‡Ø±Ø³ØªØ§Ù†ÙŠØŒ ما عبارته:
(وامتدّت جاذبية Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙˆØµÙŽØØ¨Ù‡ من ØØ¶Ø±Ø© Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± إلى ØªÙØ®ÙˆÙ… الهند وأعماق العجم، وما وراء الترك والديلم وإلى أقصى من مصر، والجزيرة، والمغرب الأقصى يردّدون ذكرى ÙØ§Ø¬Ø¹ØªÙ‡ بممر الساعات والأيام، ويقيمون مأتمه ÙÙŠ رثائه ومواكب عزائه، ويجدّون ÙÙŠ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ قضيته ÙÙŠ عامّة الأنام، ويمثّلون واقعته ÙÙŠ ممرّ الأعوام...) الخ.
2 Ù€ قال جرجي زيدان ÙÙŠ ختام روايته (غادة كربلاء) ما نصّه: (لا شكّ أنّ ابن زياد ارتكبَ بقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† جريمة كبرى لم ÙŠØØ¯Ø« Ø£ÙØ¸Ø¹ منها ÙÙŠ تاريخ العالم، ولا غرو إذا تظلّم الشيعة لقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وبكوه ÙÙŠ كلّ عام، ومزّقوا جيوبهم وقَرَعوا صدورهم Ø£Ø³ÙŽÙØ§Ù‹ عليه؛ لأنّه Ù‚ÙØªÙ„ÙŽ مظلوماً).
3 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (162) من كتاب (نهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†) ÙÙŠ طبعته الخامسة، بقلم نجل المؤلّÙ٠السيّد جواد هبة الدين Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø§Ù„Ø´Ù‡Ø±Ø³ØªØ§Ù†ÙŠØŒ ما نصّه: (اهتمام الأقطار الإسلاميّة بعزاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†: وهكذا أصبØÙŽ Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ù…ÙˆÙ† ÙÙŠ اليوم العاشر من Ù…ØØ±Ù‘Ù… كلّ عام ÙŠØØªÙلون بذكرى عاشوراء، Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ لذكرى شهيد الط٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙÙŠ جميع الأقطار الإسلاميّة.. ويعتبر هذا اليوم عطلة رسميّة لدى معظم هذه الدول، ويشترك كثير من روؤساء الدول الإسلاميّة ÙÙŠ مراسيمه.
ÙˆØÙŠÙ† تمرّ هذه الذكرى بالمسلمين ÙÙŠ العشرة الأولى من Ù…ØØ±Ù‘Ù… أو ÙÙŠ اليوم العاشر منه، ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ تَغمر غالبية العالَم الإسلامي موجة من الأسى، ÙˆÙŠÙØ®ÙŠÙ‘Ù… عليه Ø³ØØ§Ø¨ من Ø§Ù„ØØ²Ù† كأنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† قد Ù‚ÙØªÙ„ ØØ¯ÙŠØ«Ø§Ù‹ØŒ وكأنّ أشلاء آله وأنصاره لا تزال على منظرها المؤلم Ùوق تلك Ø§Ù„ØªÙØ±Ø¨ØŒ وكأنّ دم أولئك Ø§Ù„Ø¶ØØ§ÙŠØ§ من الشهداء لم يزل ÙŠÙور على تلك الأرض.. Ùيثير ÙÙŠ Ù†Ùوس المسلمين كلّ تلك المشاعر ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ù†ØŒ ممّا جَعلت معظم الØÙƒÙˆÙ…ات العربيّة والإسلاميّة ØªØØ§Ùظ على ØØ±Ù…Ø© هذه المناسبة، ÙˆØªÙ„Ø§ØØ¸ شعور المسلمين Ù†ØÙˆÙ‡Ø§...
ومن أجل ذلك تصدر أوامرها بغلق دور اللهو واللعب، ÙˆØØ§Ù†Ø§Øª الخمور والشرب ÙˆØ§Ù„Ù…Ø³Ø§Ø±ØØŒ وأمثالها ممّا تØÙ…Ù„ طابع اللهو والطرب، كما تقلّص على غرارها ما ÙÙŠ برامج الإذاعة ÙˆØ§Ù„ØªÙ„ÙØ²ÙŠÙˆÙ† Ù€ خلال العشرة الأولى من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… Ù€ ببرامج تتّسم بالطابع الديني والروØÙŠ ÙˆØ§Ù„Ø¹Ù„Ù…ÙŠØŒ مجرّداً من كلّ أسباب اللهو والطرب... كلّ ذلك رعاية لشعور المسلمين، ÙˆØ§ØØªØ±Ø§Ù…اً لمكانة هذه الذكرى، كما هو Ø§Ù„ØØ§Ù„ ÙÙŠ العراق، وإيران، ÙˆÙÙŠ الهند، والباكستان وعديد من الدول الإسلاميّة الأخرى ...
والمسلمون إذ ÙŠØØªÙلون بهذه الذكرى الدامية ببالغ الأسى وعظيم الألم، إنّما ÙŠÙØ´ÙŠØ¯ÙˆÙ† Ùيها بموق٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ Ø³Ø§ØØ© Ø§Ù„Ø·ÙØŒ ÙˆÙŠÙ…Ø¬Ù‘ÙØ¯ÙˆÙ† مواق٠آله ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وما قدّموه ÙÙŠ ذلك Ø§Ù„Ù…ÙˆÙ‚ÙØŒ من جسيم التضØÙŠØ©ØŒ وعظيم البَسالة التي أدهَشت الأجيال، وأذهلَت التاريخ.
Ø«Ùمّ هم إذ ÙŠØ¹Ø¨Ù‘ÙØ±ÙˆÙ† ÙÙŠ Ø¥ÙŠØØ§Ø¦Ù‡Ù… لهذه الذكرى الدامية عن شعورهم Ù†ØÙˆ الإمام الشهيد، ÙØ¥Ù†Ù‘هم يختلÙون ÙÙŠ هذا التعبير ØØ³Ø¨ معتقداتهم Ùيه ÙˆÙÙŠ ØØ±ÙƒØªÙ‡ØŒ واستشهاده، وباختلا٠مداركهم وعاداتهم.
Ùمنهم Ù…ÙŽÙ† يعتبره عيداً مجيداً؛ لأنّ Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© Ùيه قد انتصرت على الرذيلة، وإنّ الإمام بموقÙÙ‡ ذاك من يزيد قد أسندَ تعاليم جدّه سيّد Ø§Ù„Ø±ÙØ³Ù„... وجدّد مجد شريعته Ø§Ù„Ø³Ù…ØØ§Ø¡... كما هو Ø§Ù„ØØ§Ù„ لدى المسلمين ÙÙŠ بعض Ø£Ù†ØØ§Ø¡ المغرب العربي بشمال Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚يّة، الذين يعتزّون بهذه الذكرى.
ومنهم Ù…ÙŽÙ† ÙŠÙ†Ø¯ÙØ¹ مع Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ© إلى إيلام Ù†ÙØ³Ù‡ وإيذائها بمختل٠الوسائل والأساليب، كضرب Ù†ÙØ³Ù‡ بالسلاسل أو بالتطبير، ظنّاً منه أنّ هذا النØÙˆ من الإيذاء من دلائل المواساة أو الاقتداء بأولئك الشهداء... كما هو Ø§Ù„ØØ§Ù„ ÙÙŠ بعض Ø£Ù†ØØ§Ø¡ العراق، وإيران، والهند، والباكستان).
ويستطرد الكاتب كلامه ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (164) من كتابه Ùيقول:
(وإلى جانب ما تقدّم تلبَس Ù…ÙØ¯Ù† العتبات المقدّسة ÙÙŠ العراق وإيران Ù€ والمساجد المهمّة والأماكن المتبرّكة ÙÙŠ الهند والباكستان وغيرها من الأقطار والمناطق التي يتعصّب أهلها ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¨ والولاء لآل البيت النبوي Ù€ ØÙلّة من السواد، كشعار Ø§Ù„ØØ²Ù† والØÙداد... وتبتعد عن مظاهر الزينة والبهرَجة، ومباعث الأنس والانشراØ.
هذه هي Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© ÙÙŠ العشرة الأولى من شهر Ù…ØØ±Ù‘Ù… Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… عند المسلمين بالنسبة لهذه الذكرى، إن لم يكن الشهر كلّه من كلّ عام، ÙˆÙÙŠ الأقطار الإسلاميّة: كالعراق، وإيران، والهند، والباكستان إلى ما بعد العشرين من ØµÙØ±ØŒ ØÙŠØ« تستكمل هذه الذكرى يومها الأربعين، ولها زيارتها الخاصّة، ومراسيمها المختصّة ÙÙŠ كربلاء بالعراق... ØÙŠØ« يؤمّها أكثر من مليون زائر ÙÙŠ يوم ÙˆØ§ØØ¯ لزيارة قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ والطوا٠ØÙˆÙ„ ضريØÙ‡ ÙÙŠ ذكرى أربعينه.. وتطو٠المواكب الزاخرة ØÙˆÙ„ مشهده لليÙمن والبركة).
4 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (280) من (موسوعة العتبات المقدّسة) قسم كربلاء، ما نصّه: (إنّ الكاتبة الإنجليزيّة القديرة (ÙØ±Ø§ÙŠØ§ ستارك)ØŒ كانت قد كتبت ÙØµÙ„اً صغيراً عن عاشوراء ÙÙŠ كتابها المعرو٠باسم (صور بغداديّة)ØŒ وتبدأ هذا Ø§Ù„ÙØµÙ„ بقولها: إنّ الشيعة ÙÙŠ جميع Ø£Ù†ØØ§Ø¡ العالم الإسلامي ÙŠØÙŠÙˆÙ† ذكرى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ومقتله، ÙˆÙŠÙØ¹Ù„نون الØÙداد عليه ÙÙŠ عشرة Ù…ØØ±Ù‘Ù… الأولى كلّها، ØØªÙ‰ يصل بهم مدّ Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ù† البطيء Ù€ الذي يستولي على Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… Ù€ إلى أوجَه بمواكب العزاء التي تخرج ÙÙŠ اليوم الأخير، ØØ§Ù…لة النعش بجثته Ø§Ù„Ù…Ø°Ø¨ÙˆØØ©).
Ø«Ùمّ تشير الكاتبة إلى مواكب العزاء والسبايا التي تمثّل Ùيها وقائع معركة كربلاء كلّها، وهي تقول:
(إنّ هذه المواكب التي تقام ÙÙŠ بغداد ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ¯Ù† المقدّسة، ÙŠÙØ¹Ø±Ù مجيئها من بعيد بصوت اللطم على الصدور العارية).
5 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (297) من الموسوعة Ø³Ø§Ù„ÙØ© الذكر قسم كربلاء، نقلاً عن رØÙ„Ø© (جون أشر) الإنجليزي منقولاً عن Ø§Ù„Ù…Ø¤Ø±Ù‘ÙØ® (غيبون) بعد سرد مجزرة كربلاء، Ùيقول: (إنّ الشيعة من المسلمين ÙÙŠ العالَم يقيمون ÙÙŠ كلّ سنة مراسيم العزاء الأليمة؛ تخليداً لبطولة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† واستشهاده، Ùينسون أرواØÙ‡Ù… Ùيها من شدّة ما ينتابهم من Ø§Ù„ØØ²Ù† والأسى).
6 Ù€ نقلت مجلّة (العلم) النجÙيّة عن جريدة (ØØ¨Ù„ المتين) Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ø³ÙŠÙ‘Ø© Ù€ التي كانت تصدر ÙÙŠ الهند Ù€ مقالاً كتبه الدكتور Ø¬ÙˆØ²Ù Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØŒ عن المسلمين ÙÙŠ Ø£Ù†ØØ§Ø¡ العالَم وتقسيمهم إلى ÙØ±Ù‚تين: شيعيّة وسنّية، وما اتّص٠به الشيعة من التقيّة، قال Ùيه: (ويقيم الشيعة المآتم ØªØØª الستار، يبكون Ùيها على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ ÙØ£Ø«Ù‘رت هذه المآتم ÙÙŠ قلوب هذه Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© إلى ØØ¯Ù أنّه لم يمرّ عليها زمن طويل ØØªÙ‰ بَلَغت الأوج ÙÙŠ الشرق، ودخلَ ÙÙŠ هذه Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© بعض الوزراء وكثير من الملوك ÙˆØ§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ØŒ ÙØ¨Ø¹Ø¶Ù‡Ù… أخÙÙ‰ ذلك تقيّة، وبعضهم أظهره جهاراً).
ويستطرد الكاتب Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ Ùيقول: (ويمكن القول بأنّه لا يمضي قرن أو قرنان ØØªÙ‰ يزيد عدد الشيعة على عدد سائر ÙÙØ±ÙŽÙ‚ المسلمين، والعلّة ÙÙŠ ذلك: هي إقامة هذه المآتم التي جَعلت كلّ ÙØ±Ø¯ من Ø£ÙØ±Ø§Ø¯Ù‡Ø§ داعية إلى مذهبه، اليوم لا توجد نقطة من نقاط العالَم يكون Ùيها شخصان من الشيعة إلاّ ويقيمان Ùيها المأتم، ويبذلان المال والطعام، رأيت٠ÙÙŠ ميناء ( مارسال) ÙÙŠ الÙندق، شخصاً ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ عربيّاً شيعيّاً من أهل Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ†ØŒ ÙŠÙقيم المأتم Ù…Ù†ÙØ±Ø¯Ø§Ù‹ØŒ جالساً على الكرسي، بيده الكتاب يقرأ ويبكي، وكان قد أعدّ مائدة من الطعام ÙØ±Ù‘قها على الÙقراء.
هذه Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© تصر٠ÙÙŠ هذا السبيل الأموال على قسمين: ÙØ¨Ø¹Ø¶Ù‡Ù… يبذلون ÙÙŠ كلّ سنة من أموالهم خاصّة ÙÙŠ هذا السبيل بقدر استطاعتهم ما يقدّر بالملايين من Ø§Ù„ÙØ±Ù†ÙƒØ§ØªØŒ والبعض الآخر من Ø£ÙˆÙ‚Ø§Ù Ø®ÙØµÙ‘ÙØµØª لإقامة هذه المآتم، وهذا المبلغ طائل جداً).
Ø«Ùمّ يواصل الكاتب Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ ÙƒÙ„Ø§Ù…Ù‡ ويقول: (Ùلهذا تركَ جمع غÙير من Ø¹Ø±ÙØ§Ø¡ هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© أسباب معاشهم واشتغلوا بهذا العمل، Ùهم يتØÙ…ّلون المشاق؛ ليتمكّنوا من ذكر ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ كبراء دينهم، والمصائب التي أصابت أهل هذا البيت، Ø¨Ø£ØØ³Ù† وجه وأقوى تقرير على رؤوس المنابر ÙˆÙÙŠ المجالس العامّة، وبسبب هذه المشاق التي اختارتها هذه الجماعة ÙÙŠ هذا الÙن، ÙŠÙوق خطباء هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© على جميع الطوائ٠الإسلاميّة).
ويستطرد الكاتب Ùيقول: (إنّ العدد الكثير الذي ÙŠÙØ±Ù‰ اليوم ÙÙŠ بلاد الهند من الشيعة هو من تأثير إقامة هذه المآتم، ÙØ±Ù‚Ø© الشيعة ØØªÙ‰ ÙÙŠ زمن السلاطين الصÙويّة لم تسع ÙÙŠ ترقّي مذهبها بقوّة السي٠بل ترقّت هذا الترقّي المØÙŠÙ‘ر للعقول بقوّة الكلام الذي هو أشدّ تأثيراً من Ø§Ù„Ø³ÙŠÙØŒ ترقّت اليوم هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© ÙÙŠ أداء مراسيمها المذهبيّة بدرجة جَعلت Ø«Ùلثي المسلمين يتّبعونها ÙÙŠ ØØ±ÙƒØ§ØªÙ‡Ø§ØŒ جمٌ غÙير من الهنود ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ø³ وسائر المذاهب أيضاً شاركوهم ÙÙŠ أعمالهم).
ويواصل الكاتب قوله بهذه العبارة: (ومن جملة الأمور السياسيّة التي ألبَسها روؤساء ÙØ±Ù‚Ø© الشيعة لباس المذهب منذ عدّة قرون، وصارت مؤثّرة جدّاً لجلب قلوبهم وقلوب غيرهم، هي أصول التمثيل باسم المأتم والتعزية ÙÙŠ مأتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†).
ويقول الكاتب بعد ذلك: (ÙØ±Ù‚Ø© الشيعة ØÙŽØµÙ„ت من هذه النكبة على ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© تامّة، ÙØ£Ù„بَست ذلك لباس المذهب، وعلى كلّ ØØ§Ù„ ÙØ§Ù„تأثير الذي يلزم أن ÙŠØØµÙ„ على قلوب العامّة والخاصّة ÙÙŠ إقامة العزاء والمأتم قد ØØµÙ„: Ùمن جهة يذكرون ÙÙŠ مجالس قراءة التعزية المتواصÙلة وعلى المنابر المصائب التي وردت على روؤساء دينهم، والمظالم التي نزلت على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† مع تلك Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« المشوّقة إلى البكاء على مصائب آل الرسول، ÙØ¨ÙŠØ§Ù† تلك المصائب للأنظار أيضاً له تأثير عظيم، ويجعل العام والخاص من هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© راسخ العقيدة Ùوق التصوّر.
وهذه النكات الدقيقة Ø£ØµØ¨ØØª سبباً ÙÙŠ أنّه لم ÙŠÙØ³Ù…ع Ø¨Ø£ØØ¯ من هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© Ù€ من ابتداء ترقّي مذهب الشيعة Ù€ أنّه تركَ دين الإسلام، أو دخلَ ÙÙŠ ÙØ±Ù‚Ø© إسلاميّة أخرى، هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© تقيم المآتم بأقسام Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ©ØŒ ÙØªØ§Ø±Ø©Ù‹ ÙÙŠ مجالس مخصوصة ومقامات معيّنة، ÙˆØÙŠØ« إنّه ÙÙŠ أمثال هذه المجالس المخصوصة والمقامات المعيّنة يكون اشتراك الÙÙØ±ÙŽÙ‚ الأخرى معهم أقل، أوجَدوا المآتم بوضع خاص، ÙØ¹Ù…لوا ÙÙŠ الأزقّة والأسواق، وداروا به بين جميع الÙÙØ±ÙŽÙ‚.
وبهذا السبب تتأثر قلوب جميع الÙÙØ±ÙŽÙ‚ منهم ومن غيرهم بذلك الأمر الذي يجب أن ÙŠØØµÙ„ من البكاء، ولم يزل هذا العمل شيئاً ÙØ´ÙŠØ¦Ø§Ù‹ ÙŠÙˆØ±ÙØ« توجّه العام والخاص إليه، ØØªÙ‰ أنّ بعض الÙÙØ±ÙŽÙ‚ الإسلاميّة الأخرى وبعض الهنود قلّدوا الشيعة Ùيه، واشترَكوا معهم ÙÙŠ ذلك، وهذا العمل ÙÙŠ الهند أكثر رواجاً منه ÙÙŠ جميع الممالك الإسلاميّة، كما أنّ سائر ÙÙØ±Ù‚ الإسلام هناك أكثر اشتراكاً مع الشيعة ÙÙŠ هذا العمل من سائر البلاد.
ÙˆÙŠÙØ¸Ù† أنّ هذا العمل بين الشيعة قد جاء من ناØÙŠØ© سياسة السلاطين الصÙويّة، الذين كانوا أول سلسلة استولَت على السلطة بقوّة المذهب، وروؤساء الشيعة Ø§Ù„Ø±ÙˆØØ§Ù†ÙŠÙˆÙ† أيّدوا هذا العمل، وأجازوه شيئاً ÙØ´ÙŠØ¦Ø§Ù‹.
ومن جملة الأمور التي صارت سبباً ÙÙŠ ترقّي هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© وشهرتها ÙÙŠ كلّ مكان، هو إزادة Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… بالرأي Ø§Ù„ØØ³Ù†ØŒ بمعنى أنّ هذه Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© بواسطة مجلس المآتم واللطم والدوران ÙˆØÙ…Ù„ الأعلام ÙÙŠ مأتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† جَلبت إليها قلوب باقي الÙÙØ±ÙŽÙ‚ØŒ بالجاه والاعتبار، والقوّة والشكوكة).
ويختم الكاتب كلامه بقوله:
(لهذا نرى أنّه ÙÙŠ كلّ مكان ولو كانت جماعة من الشيعة قليلة، يظهر عددها ÙÙŠ الأنظار بقدر ما هي عليه مرّتين، وشوكتها وقدرتها بقدر ما هي عليها عشرات المرّات، وأكثر أسباب معروÙيّة هؤلاء القوم وترقّيهم هي هذه النكبة.
ومصنّÙÙˆ أوربا Ù€ الذين كتبوا ØªÙØµÙŠÙ„ مقاتلة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وقتلهم، مع أنّه ليس لهم عقيدة بهم قط Ù€ أذعَنوا بظلم قاتليهم وتعدّيهم، وعدم رØÙ…تهم، ويذكرون أسماء قاتليهم بالاشمئزاز، وهذه الأمور طبيعيّة لا يق٠أمامها شيء، وهذه النكبة من المؤيّدات الطبيعيّة Ù„ÙØ±Ù‚Ø© الشيعة).
7 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (200) من كتاب (المجالس السَنيّة) المارّ ذكره، نقلاً عن رسال الØÙƒÙŠÙ… والÙيلسو٠الألماني ÙÙŠ رسالته عن النهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© وتأثيرها على العالَم الإسلامي، قول هذا الÙيلسو٠عن تأثير إقامة المآتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© على ØÙŠØ§Ø© المسلمين وتقدّمهم، قوله:
(وليس Ù„ÙˆØ§ØØ¯Ø© من الروابط Ø§Ù„Ø±ÙˆØØ§Ù†ÙŠÙ‘Ø© Ù€ التي بين المسلمين اليوم Ù€ تأثير ÙÙŠ Ù†Ùوسهم كتأثير إقامة مآتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ دامَ انتشار وتعميم هذه المآتم بين المسلمين مدّة قَرنين آخرين لابدّ أن تظهر Ùيهم ØÙŠØ§Ø© سياسيّة جديدة، وإن الاستقلال الباقي للمسلمين اليوم نص٠أسبابها هو اتّباع هذه النكبة، وسنرى اليوم الذي يتقوّى Ùيه سلاطين المسلمين ØªØØª ظل هذه الرابطة، وبهذه الوسيلة Ø³ÙŠØªÙ‘ØØ¯ المسلمون ÙÙŠ جميع Ø£Ù†ØØ§Ø¡ العالَم ØªØØª لواء ÙˆØ§ØØ¯Ø› لأنّه لا ÙŠÙØ±Ù‰ ÙÙŠ جميع طبقات الÙÙØ±ÙŽÙ‚ الإسلاميّة Ù…ÙŽÙ† ينكر ذكر مصائب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆÙŠÙ†ÙØ± منها بسبب ديني، بل للجميع رغبة طبيعيّة بشكل٠خاص ÙÙŠ أداء هذه المراسيم المذهبيّة، ولا ÙŠÙØ±Ù‰ ÙÙŠ المسلمين المختلÙين ÙÙŠ العقائد سوى هذه النكبة Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ÙŠÙ‘Ø©.
Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أشبهَ Ø§Ù„Ø±ÙˆØØ§Ù†ÙŠÙŠÙ† Ø¨ØØ¶Ø±Ø© Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØØŒ ولكنّ مصائبه كانت أشدّ وأصعب، كما أنّ أتباع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† كانوا أكثر تقدّماً من أتباع Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙÙŠ القرون الأولى، Ùلو أنّ المسيØÙŠÙŠÙ† سلكوا طريقة أتباع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ أو أنّ أتباع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† لم تمنعهم من ترقّياتهم عَقبات من Ù†ÙØ³ المسلمين، لَسادت Ø¥ØØ¯Ù‰ الديانتين Ù€ ÙÙŠ قرون عديدة Ù€ جميع المعمورة، كما أنّ من ØÙŠÙ† زوال العَقَبات عن طريق أتباع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أصبØÙˆØ§ كالسيل Ø§Ù„Ù…Ù†ØØ¯Ø± ÙŠØÙŠØ·ÙˆÙ† بجميع المÙلل وسائر الطبقات).
8 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (381) من (موسوعة العَتبات المقدّسة) قسم كربلاء، ما نصّه: (ÙÙŠ سنة 1943 Ù…) كتبَ المستر ستيون لويد Ù€ خبير الآثار القديمة ÙÙŠ بغداد لعدّة سنوات Ù€ كتابه الموجَز عن تاريخ العراق باسم (Ø§Ù„Ø±Ø§ÙØ¯Ø§Ù†)ØŒ وقد ØÙ„ّل Ù€ ÙÙŠ عدّة من ØµÙØØ§ØªÙ‡ Ù€ تØÙ„يلاً بارعاً موق٠الإمام علي من معاوية، وخرجَ منه إلى مقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ كربلاء، وهو يقول:
(إنّ Ø§Ù„ÙØ¸Ø§Ø¹Ø© التي Ø§Ù‚ØªÙØ±ÙÙØª ÙÙŠ المعركة، ÙˆØ§Ù„ÙØ²Ø¹ الذي أصابَ المسلمين بقتله، يكوّÙنان Ø£ÙØ³Ø³ المسرØÙŠÙ‘Ø© الأليمة التي تثير الطوائ٠الشيعيّة ÙÙŠ العالَم الإسلامي كلّه، إلى ØØ¯ الØÙ†Ù‚ الديني ÙÙŠ عشرة عاشوراء من كلّ سنة).
وبعد أن يستطرد الكاتب ÙÙŠ سرد ØØ§Ø¯Ø« استشهاد الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وآله ÙˆØµØØ¨Ù‡ يقول:
(ÙˆØªÙØ¹Ø¯ قبورهم Ù€ أي قبور الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) Ù€ ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª الأوسط، وخراسان، نماذج بديعة للÙÙ† الإسلامي الرÙيع، كما ÙŠÙØ¹Ø¯ كلّ ÙˆØ§ØØ¯ منها ØÙجَجاً للزوّار الشيعة).
والخلاصة: ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ أينما ÙˆØ¬ÙØ¯Øª Ø§Ù„Ø£ÙØ³Ø± الشيعيّة Ù€ على اختلا٠قومياتها، ومÙللها، ولغاتها Ù€ ÙˆØ¬ÙØ¯Øª معها مراسيم العزاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØŒ ومآتمه، وشعائره، ومواكبه، ومجالسه، ÙˆÙ†ÙŠØ§ØØ§ØªÙ‡ بصورÙها Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ©ØŒ وأنواعها المتعدّدة، وبمظاهرها الموسّعة أو تشكيلاتها Ø§Ù„Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø©ØŒ وبصورة Ø®Ùيّة أو عَلنيّة، ØØ³Ø¨ ظرو٠تلك Ø§Ù„Ø£ÙØ³Ø± الاجتماعيّة.
وتÙقام هذه Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ØØ§Øª على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) من Ù‚ÙØ¨ÙŽÙ„ الشيعة على الغالب ÙÙŠ العشرة الأولى من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù…ØŒ وبالأخص يوم العاشر منه ÙÙŠ كلّ سنة.
ÙˆØÙŠÙ† يهلّ هلال شهر Ù…ØØ±Ù‘Ù… يستعدّ المسلمون الشيعة ÙÙŠ Ù…Ø®ØªÙ„Ù Ø£Ù†ØØ§Ø¡ المعمورة للتعبير عن شعورهم إزاء هذه الذكرى الدامية، ØÙŠØ« ÙŠØØªÙلون بهذه المناسبة الأليمة، متذكرين مصارع آل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ÙÙŠ مجزرة Ø§Ù„Ø·ÙØŒ ÙÙŠ ØØ²Ù† عميق، وشجن عظيم، ÙˆÙ…Ø³ØªØ¹Ø±ÙØ¶ÙŠÙ† Ù…ÙˆØ§Ù‚Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ومَن استشهدَ معه بما يناسبها من الإشادة والتكريم.
Ø£ÙÙƒØ±ÙØ± ÙÙŠ هذا المقام وأقول: إنّ Ù…ÙŽÙ† يتصوّر أنّ هذه الشعائر والمظاهر ÙÙŠ العزاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø¥Ù†Ù‘Ù…Ø§ هي من Ù…ØØ¯ÙŽØ«Ø§Øª العصور الأخيرة، ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ على خطأ؛ لأنّ هذا التعبير عن شعور التأثير والتألّم تجاه مصرع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ù€ كما مرّ ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„ السابقة Ù€ إنّما يرتقي ÙÙŠ تاريخه إلى القرن الأول الهجري، غير أنّه كان ÙÙŠ أول أمره Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø§Ù‹ جدّاً وصغير Ø§Ù„ØØ¬Ù…ØŒ يقام Ø¨Ù…ØØ¶Ø± أخص الناس Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† والأئمّة الأطهار، للتخÙي٠عن Ø¹ÙØ¸Ù… المصاب.