أمّا ØÙزن الأئمّة (عليهم السلام) من أولاد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ù€ وذرّيته وسائر العلَويين، ÙˆÙ†ÙŠØ§ØØªÙ‡Ù… عليه ÙÙŠ سرّهم وعَلنهم، ÙˆÙÙŠ Ù…ØØ§Ùلهم الرسميّة ومجالسهم الخاصّة، ÙˆÙÙŠ دورهم وأنديَتهم ودواوينهم Ù€ ÙØØ¯Ù‘ÙØ« عنها ولا ØØ±Ø¬ØŒ ØÙŠØ« إنّها لم تنقطع، بل استمرّت استمرار ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù….
ولقد ØªØØ¯Ù‘ثت الروايات وتناقلَت Ø§Ù„Ø£Ø³ÙØ§Ø± والكتب ذلك Ø¨ÙˆÙØ±Ø© وكثرة، منها: ما ذكرته٠عن بكاء ÙˆØØ²Ù† الإمام الرابع علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† زين العابدين وسيّد الساجدين، مدّة أربعين سنة عاشها بعد استشهاد والده المظلوم، وبكاء الإمام الصادق (عليه السلام) لمصيبة جدّه الشهيد واستنشاده الشعر ÙÙŠ رثائه، وكذا الإمام الكاظم (عليه السلام) الذي كان لا ÙŠÙØ±Ù‰ ضاØÙƒØ§Ù‹ إذا أقبلَ شهر Ù…ØØ±Ù‘Ù… Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù…ØŒ وكان ÙŠÙØ±Ù‰ كئيباً ØØ²ÙŠÙ†Ø§Ù‹ ÙÙŠ العشرة أيّام الأولى من هذا الشهر، وهكذا الإمام الرضا (عليه السلام) وغيرهم من الأئمّة.
وها إنّي أنقل تالياً ما رويَ عن ØØ²Ù† الأئمّة ونياØÙ‡Ù… وبكائهم على جدّهم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† الشهيد (عليه السلام)ØŒ ÙˆØØ«Ù‘هم Ø£ÙØ³Ø±ÙŽÙ‡Ù… وشيعتهم Ø§Ù„Ù…ÙØ¬ÙˆØ¹ÙŠÙ† بإØÙŠØ§Ø¡ هذه الذكرى الأليمة والمأساة العظمى، باستشهاد الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØµØØ¨Ù‡ الميامين يوم العاشر من Ù…ØØ±Ù‘Ù… سنة (61 هـ):
قال السيّد Ù…ØØ³Ù† الأمين العاملي ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (93) من تأليÙÙ‡ (إقناع اللائم) عند Ø¨ØØ«Ù‡ عن Ù†ÙŠØ§ØØ© الأئمّة (عليهم السلام) على جدّهم الشهيد ما نصّه:
(أمّا إنّهم Ù€ أي الأئمّة Ù€ بكوا على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ وعدّوا مصيبته أعظم المصائب Ù€ وأمروا شيعتهم ومواليهم وأتباعهم بذلك، ÙˆØØ«Ù‘وا عليه، واستنشدوا الشعر ÙÙŠ رثائه، وبكوا عند سماعه، وجَعلوا يوم قتله يوم ØØ²Ù† وبكاء، وذمّوا Ù…ÙŽÙ† اتّخذه عيداً وأمروا بترك السعي Ùيه ÙÙŠ الØÙˆØ§Ø¦Ø¬ØŒ وعدم ادّخار شيء Ùيه Ù€ ÙØ§Ù„أخبار Ùيه مستÙيضة عنهم، تكاد تبلغ ØØ¯Ù‘ التواتر، رواها عنهم ثقات شيعتهم ÙˆÙ…ØØ¨Ù‘يهم بأسانيدها المتّصلة إليهم..).
Ø£ Ù€ ØØ²Ù† الإمام الرابع زين العابدين (عليه السلام)
وقد شهدَ الإمام علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) زين العابدين وسيّد الساجدين، مصرع أبيه وأخوته وبني عمّه ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨ أبيه وغيرهم، وتجرّع Ø§Ù„ØºÙØµØµ والغم والألم من هذه المشاهد المÙÙØ¬Ø¹Ø©ØŒ Ø«Ùمّ قاسى مرارة الأسر ولم تنقطع عَبرته على ذلك ما دام ØÙŠÙ‘اً.
1 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (82) من كتاب (زين العابدين) تألي٠عبد العزيز سيّد الأهل ما عبارته عند ذكر ورع الإمام:
(بل كان علي كلّما جاء وقت الطعام ÙˆÙÙØªØØª مصاريع الأبواب للناس ÙˆÙˆØ¶ÙØ¹ طعامه بين يديه دَمعت عيناه، Ùقال له Ø£ØØ¯ مواليه ذات مرّة: يا بن رسول الله، أما آنَ Ù„ØÙزنك أن ينقضي؟ Ùقال له زين العابدين: (ويØÙƒÙŽØŒ إنّ يعقوب (عليه السلام) كان له اثنا عشر ابناً ÙØºÙŠÙ‘بَ الله ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ منهم ÙØ§Ø¨ÙŠØ¶Ù‘ت عيناه من Ø§Ù„ØØ²Ù†ØŒ وكان ابنه يوس٠ØÙŠÙ‘اً ÙÙŠ الدنيا، وأنا نظرت٠إلى أبي، وأخي وعمّي، وسبعة عشر من أهل بيتي، وقوماً من أنصار أبي مصرّعين ØÙˆÙ„ÙŠØŒ Ùكي٠ينقضي ØØ²Ù†ÙŠØŸ..).
أقول: وقد نَقل هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« كلّ من: العاملي ÙÙŠ (أعيان الشيعة)ØŒ وابن شهر آشوب ÙÙŠ بعض Ù…Ø¤Ù„Ù‘ÙØ§ØªÙ‡ .
2 Ù€ روى ابن قولويه ÙÙŠ (الكامل) بسنده قال: أشرÙÙŽ مولىً لعلي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وهو ÙÙŠ Ø³Ù‚ÙŠÙØ© له ساجد يبكي Ùقال له: يا علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ أما آنَ Ù„ØØ²Ù†Ùƒ أن ينقضي؟ ÙØ±Ùعَ رأسه إليه، Ùقال: ويلكَ Ù€ أو ثكلتك أمك Ù€ أمَا والله لقد شكا يعقوب إلى ربّه ÙÙŠ أقلّ ممّا Ø±Ø£ÙŠØªÙØŒ ØØªÙ‰ قال: يا أسÙÙ‰ على ÙŠÙˆØ³ÙØŒ وإنّه Ùقد ابناً ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ وأنا رأيت٠أبي وجماعة من أهل بيتي ÙŠÙØ°Ø¨Ù‘ØÙˆÙ† ØÙˆÙ„ÙŠ.
ولقد نقلَ هذه الروايات وأمثالها عن الإمام زين العابدين كثير من كتب Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« وغيرها مع تغيير Ø·ÙÙŠÙ ÙÙŠ العبارة.
3 Ù€ وروي أيضاً كما ÙÙŠ (أعيان الشيعة): إنّ الإمام علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بكى ØØªÙ‰ خيÙÙŽ على عينيه، وكان إذا أخذ ماءً بكى ØØªÙ‰ يملأه دمعاً، Ùقيل له ÙÙŠ ذلك، Ùقال: (كي٠لا أبكي وقد Ù…Ùنع أبي من الماء الذي كان مطلقاً للسباع والوØÙˆØ´ØŸ وقيل له: إنّك لتبكي دهرك، Ùلو قتلتَ Ù†ÙØ³Ùƒ لمَا زدتَ على هذا، Ùقال: Ù†ÙØ³ÙŠ Ù‚ØªÙ„ØªÙ‡Ø§ وعليها أبكي).
4 Ù€ نقل كتاب (إقناع اللائم) رواية عن ابن قولويه ÙÙŠ كامله، بسند٠معتبر عن أبي عبد الله Ø¬Ø¹ÙØ± الصادق (عليه السلام) أنّه قال: (ما اختضَبت منّا امرأة، ولا ادّهنت، ولا اكتØÙŽÙ„ت، ولا رجّلت ØØªÙ‰ أتانا رأس عبيد الله بن زياد، وما زلنا ÙÙŠ عبرة بعده. وكان جدّي علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) إذا ذكره بكى ØØªÙ‰ تملأ عيناه Ù„ØÙŠØªÙ‡ØŒ ÙˆØØªÙ‰ يبكي لبكائه رØÙ…ةً له Ù…ÙŽÙ† رآه، وإنّ الملائكة الذين عند قبره ليبكون Ùيبكي لبكائهم كلّ Ù…ÙŽÙ† ÙÙŠ الهواء والسماء من الملائكة...
إلى أن قال (عليه السلام): وما من Ø¹ÙŠÙ†Ù Ø£ØØ¨Ù‘٠إلى الله ولا عَبرة من عين٠بكت ودَمعت عليه، وما من باك٠يبكيه إلاّ وقد وصلَ ÙØ§Ø·Ù…Ø© وأسعدَها عليه، ووصلَ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأدّى ØÙ‚ّنا، وما من Ø¹Ø¨Ø¯Ù ÙŠÙØØ´Ø± إلاّ وعيناه باكية إلاّ الباكي على جدّي، ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡Ù ÙŠÙØØ´Ø± وعينه قريرة، والبشارة تلقاه والسرور بيّن على وجهه).
5 Ù€ ÙˆÙÙŠ (إقناع اللائم) أيضاً برواية عن ابن شهر آشوب ÙÙŠ مناقبه عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: عاش علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أربعين سنة وما ÙˆØ¶ÙØ¹ÙŽ Ø·Ø¹Ø§Ù… بين يديه إلاّ وبكى، ØØªÙ‰ قال له مولى له: Ø¬ÙØ¹Ù„ØªÙ ÙØ¯Ø§ÙƒØŒ يا بنَ رسول الله، إنّي أخاÙ٠أن تكون من الهالكين قال (عليه السلام): (قَالَ Ø¥Ùنَّمَا أَشْكÙÙˆ بَثّÙÙŠ ÙˆÙŽØÙزْنÙÙŠ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ اللَّه٠وَأَعْلَم٠مÙÙ†ÙŽ اللَّه٠مَا لَا تَعْلَمÙونَ) إنّي لم أذكر مصرع بني ÙØ§Ø·Ù…Ø© إلاّ خَنقتني العبرة.
6 Ù€ جاء ÙÙŠ الجزء (1: 155) من كتاب (المجالس السَنيّة) ما عبارته: وعن الصادق (عليه السلام) أنّه: (بكى على أبيه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أربعين سنة، صائماً نهاره، قائماً ليله، ÙØ¥Ø°Ø§ ØØ¶Ø±Ù‡ Ø§Ù„Ø¥ÙØ·Ø§Ø± وجاء غلامه بطعامه وشرابه Ùيضعه بين يديه، Ùيقول: ÙƒÙÙ„ يا مولاي Ùيقول: Ù‚ÙØªÙ„ÙŽ ابن رسول الله جائعاً، Ù‚ÙØªÙ„ÙŽ ابن رسول الله عطشاناً، Ùلا يزال ÙŠÙƒØ±Ù‘ÙØ± ذلك ويبكي ØØªÙ‰ يبل طعامه من دموعه، Ø«Ùمّ يمزج شرابه بدموعه، Ùلم يزل كذلك ØØªÙ‰ Ù„ØÙ‚ÙŽ بالله عزّ وجل .
7 Ù€ جاء ÙÙŠ الجزء (1 Ù€ 155) من الكتاب Ù†ÙØ³Ù‡ ما Ù„ÙØ¸Ù‡:
(قال الصادق (عليه السلام): البكّاؤون خمسة: آدم، ويعقوب، ÙˆÙŠÙˆØ³ÙØŒ ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت Ù…ØÙ…د، وعلي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ù€ إلى أن يقول (عليه السلام) Ù€: وأمّا علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السلام) ÙØ¨ÙƒÙ‰ على أبيه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أربعين سنة، وما ÙˆØ¶ÙØ¹ طعام بين يديه إلاّ بكى ØØªÙ‰ قال له مولىً له: Ø¬ÙØ¹Ù„ØªÙ ÙØ¯Ø§ÙƒØŒ يا بن رسول الله، إنّي أخاÙ٠عليك أن تكون من الهالكين، قال: (Ø¥Ùنَّمَا أَشْكÙÙˆ بَثّÙÙŠ ÙˆÙŽØÙزْنÙÙŠ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ اللَّه٠وَأَعْلَم٠مÙÙ†ÙŽ اللَّه٠مَا لَا تَعْلَمÙونَ)(يوسÙ: 86) إنّي لم Ø£Ø°ÙƒÙØ± مصرع ابن ÙØ§Ø·Ù…Ø© إلاّ خَنقَتني العبرة).
8 Ù€ وجاء ÙÙŠ الجزء (1: 156) من Ù†ÙØ³ الكتاب ما عبارته: رويَ أنّه كان إذا ØØ¶Ø±ÙŽ Ø§Ù„Ø·Ø¹Ø§Ù… Ù„Ø¥ÙØ·Ø§Ø±Ù‡ ذكرَ قتلاه وقال: (واكرباه ØŒ يكرّر ذلك، ويقول: Ù‚ÙØªÙ„ÙŽ ابن رسول الله Ø®Ø§Ø¦ÙØ§Ù‹ØŒ Ù‚ÙØªÙ„ ابن رسول الله عطشاناً، ØØªÙ‰ يبلّ بالدموع ثيابه.
ÙˆØØ¯Ù‘ثَ مولىً له، أنّه مرّ يوماً إلى Ø§Ù„ØµØØ±Ø§Ø¡ قال: ÙØªØ¹Ù‚ّبته Ùوجدته٠قد سجدَ على ØØ¬Ø§Ø±Ø© خشنة، ÙˆÙ‚ÙØªÙ وأنا أسمع شهيقه وبكاءه ÙˆØ£ØØµÙŠØªÙ عليه أل٠مرّة وهو يقول: لا إله إلاّ الله ØÙ‚ّاً ØÙ‚ّاً، لا إله إلاّ الله تعبّداً ورقّاً، لا إله إلاّ الله إيماناً وتصديقاً، Ø«Ùمّ Ø±ÙØ¹ÙŽ Ø±Ø£Ø³Ù‡ من سجوده وإذا Ù„ØÙŠØªÙ‡ ووجهه قد غÙمرا بالماء من دموع عينه ØŒ ÙقلتÙ: يا سيّدي، أمَا آنَ Ù„ØØ²Ù†ÙƒÙŽ Ø£Ù† ينقضي، ولبكائك أن يقل؟ Ùقال لي: ويØÙƒÙŽ.. إلى آخر القصّة التي مرّ ذكرها.
9 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (249) من موسوعة (أعيان الشيعة) المجلّد القسم الأول، عند ذكر Ø´ÙØ¹Ø± الإمام زين العابدين هذه الأبيات:
Ù†ØÙ†Ù بنو المصطÙÙ‰ ذوو ØºÙØµØµÙ يجرّعها ÙÙŠ الأنام كاظمنا
عظيمة ÙÙŠ الأنام Ù…ØÙ†ØªÙ†Ø§ أوّلنا Ù…ÙØ¨ØªÙ„Ù‰ وآخرنا
ÙŠÙØ±ØÙ هذا الورى بعيدهم ونØÙ† أعيادنا مآتمنا
والناس ÙÙŠ الأمن والسرور وما يأمن طول الزمان خائÙنا
وما خصّصنا به من الشر٠الطا ئل بين الأنام Ø¢ÙØªÙ†Ø§
ÙŠØÙƒÙ…Ù Ùينا والØÙƒÙ… Ùيه لنا Ø¬Ø§ØØ¯Ù†Ø§ ØÙ‚ّنا ÙˆØºØ§ØµÙØ¨Ù†Ø§
10Ù€ ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (107) من كتاب (أقناع اللائم) ما عبارته: رويَ عن علي بن إبراهيم ÙÙŠ (ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡)ØŒ وابن قولويه ÙÙŠ (الكامل)ØŒ والصدوق ÙÙŠ (ثواب الأعمال) بأسانيدهم: إنّ الإمام الخامس الباقر (عليه السلام) قال: (كان علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يقول: (أيّما مؤمن دَمعت عيناه لقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي (عليهما السلام) دمعة ØØªÙ‰ تسيل على خدّه لأذىً مسّنا من عدوّنا ÙÙŠ الدنيا بوّأه٠الله مبوّأ صدق٠ÙÙŠ الجنّة .
11Ù€ ورويَ ÙÙŠ (الكامل) بسنده عن أبي Ø¬Ø¹ÙØ± الصادق (عليه السلام) قال: (كان علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يقول: Ù…ÙŽÙ† ذÙكرَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عنده ÙØ®Ø±Ø¬ÙŽ Ù…Ù† عينه من الدمع مقدار Ø¬Ù†Ø§Ø Ø°Ø¨Ø§Ø¨ØŒ كان ثوابه على الله عزّ وجل ولم يرضَ له بدون الجنّة).
12Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (645) من (موسوعة آل النبي) عند ذكر اسم الإمام زين العابدين ÙÙŠ سلسلة أسماء البكّائين ما نصّه: ÙˆÙŠÙØ¶Ø§Ù اسمه Ù€ أي اسم زين العابدين Ù€ إلى أسماء البكّائين Ùيقال: وبكى زين العابدين أباه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†.. .
ب Ù€ بكاء الإمام الخامس Ù…ØÙ…ّد الباقر (عليه السلام)
أمّا الإمام الخامس Ù…ØÙ…ّد بن علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) الباقر، Ùقد Ø´ØÙ‘ت الروايات عن ذكر إقامة المآتم ÙˆØ§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ§Øª العَلنيّة على عهده، وسبب ذلك: هو شدّة ضغط الأمويين عليه وعلى آله ÙˆØµØØ¨Ù‡ØŒ الأمر٠الذي كان يدعو الإمام (عليه السلام) وآله إلى اتّخاذ جانب الØÙŠØ·Ø© ÙˆØ§Ù„ØØ°Ø± والتقيّة، وإقامة مثل هذه المآتم ÙÙŠ بيوتهم الخاصّة وراء الأستار Ø§Ù„ÙƒØ«ÙŠÙØ© ولم ÙŠØØ¶Ø±Ù‡Ø§ سوى خاصّتهم، ÙˆÙيما يلي بعض الروايات عن ذلك:
1Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (152) من كتاب (نهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†) ما نصّه: ÙŠÙØØ¯Ù‘ÙØ«Ù†Ø§ التاريخ الإسلامي عن أعلام أهل البيت النبوي أنّهم كانوا يستشعرون Ø§Ù„ØØ²Ù† كلّما هلّ هلال Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù…ØŒ ÙˆØªÙØ¯ عليهم ÙˆÙود من الشعراء العرب لتجديد ذكرى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† لدى أبنائه الأماجد، وقد ألقوا روائع ÙÙŠ ÙÙ† الرثاء والتسلية والتذكير Ø¨Ø£Ø³Ù„ÙˆØ¨Ù Ø³Ø§ØØ± أخّاذ، وظلّ Ø´ÙØ¹Ø±Ù‡Ù… خالداً رغمَ كرّ العصور.
Ùقد كان الشاعر العربي الكميت بن زيد الأسدي من شعراء العصر الأموي، والمتوÙّى ÙÙŠ سنة (126هـ)ØŒ قد جعلَ معظم قصائده ÙÙŠ Ù…Ø¯Ø Ø¨Ù†ÙŠ هاشم وذكر مصائب آل الرسول (عليهم السلام) ØØªÙ‰ سÙمّيت قصائده بالهاشميات، وكان ينشد معظمها ÙÙŠ مجالس الإمام الصادق، وأبيه Ù…ØÙ…د الباقر، وجدّه علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهم السلام).
2Ù€ جاء ÙÙŠ (كامل الزيارات) لابن قولويه ØµÙØØ© (175) عن مالك الجهني قال: إنّ الباقر قال ÙÙŠ يوم عاشوراء: (وليÙندب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ويبكه ويأمر Ù…ÙŽÙ† ÙÙŠ داره بالبكاء عليه، ويقيم ÙÙŠ داره مصيبة بإظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبكاء عليه، بعضهم ÙÙŠ البيوت، وليعزّ٠بعضهم بعضاً بمصاب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ ÙØ£Ù†Ø§ ضامن على الله لهم إذا ÙØ¹Ù„وا ذلك أن يعطيهم ثواب ألÙÙŽÙŠ ØØ¬Ù‘Ø© وعمرة وغزوة مع رسول الله والأئمّة الراشدين .
3Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (126) من كتاب (الشيعة ÙˆØ§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ون)ØŒ عند ذكر شاعر آل البيت الكميت الأسدي ØµØ§ØØ¨ (الهاشميات) قوله:
(ÙØÙŠÙ†Ø¦Ø°Ù Ù‚ÙŽØ¯ÙÙ… الكميت المدينة وأنشدَ الإمام Ù…ØÙ…ّد الباقر بن علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ Ùلمّا بلغَ من الميميّة قوله:
وقتيــلٌ Ø¨Ø§Ù„Ø·Ù ØºÙˆØ¯ÙØ± منهــم بين غوغــاء أمــة وطغــام
بكى الإمام، Ø«Ùمّ قال: (يا كميت، لو كان عندنا مال لأعطيناك، ولكن لك ما قال الرسول Ù„ØØ³Ù‘ان بن ثابت: لا زلتَ مؤيّداً Ø¨Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚ÙØ¯Ø³ ما ذَبَبت عنّا أهل البيت... .
4Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (106) من كتاب (إقناع اللائم) ما عبارته: وروى الشيخ الطوسي ÙÙŠ (Ù…ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ù…ØªÙ‡Ø¬Ù‘Ø¯)ØŒ بسنده عن أبن Ø¬Ø¹ÙØ± الباقر (عليه السلام) أنّه قال: وذكرَ ثواب زيارة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) يوم عاشوراء ØØªÙ‰ يظلّ عنده باكياً وقال: إنّ البعيد يومَئ إليه بالسلام ØŒ ويجتهد ÙÙŠ الدعاء على قاتله، ويصلّي من بعده ركعتين. قال: وليكن ذلك ÙÙŠ صدر النهار قبل أن تزول الشمس، Ø«Ùمّ Ù„ÙŠÙ†Ø¯ÙØ¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وليبكه، ويأمر Ù…ÙŽÙ† ÙÙŠ داره Ù…Ùمّن لا يتعبه بالبكاء عليه، ويÙقيم ÙÙŠ داره المصيبة بإظهار الجزَع عليه....
5Ù€ وجاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (105) من الكتاب Ù†ÙØ³Ù‡ ما نصّه: روى ابن قولويه ÙÙŠ كامله بسنده عن الباقر (عليه السلام) أنّه قال: أيّما مؤمن دَمعت عيناه لقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† دمعة ØØªÙ‰ تسيل على خدّه، بوّأه الله بها ÙÙŠ الجنة ØºÙØ±Ùاً يسكنها Ø£ØÙ‚اباً.
6Ù€ ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (33) من كتاب (ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†)ØŒ لمؤلّÙÙÙ‡ الشيخ Ù…ØÙ…ّد مهدي شمس الدين، المطبوع ÙÙŠ النج٠سنة 1390هـ قوله: لقد بَدأت تظهر آثار ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ الوجدان الشعبي من Ø´ÙØ¹Ø± الرثاء لشهداء الثورة، ÙˆÙÙŠ Ø´ÙØ¹Ø± Ø§Ù„Ù†ÙˆØ ÙˆØ§Ù„ØªÙˆØ¨Ø© من أولئك الذين قعدوا عن مناصرة الثورة، أو ساهموا ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ضدّها... .
Ø«Ùمّ يستطرد المؤلّÙ٠ويقول: ولكنّ نشوب الثورة ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² ضدّ الØÙƒÙ… الأموي Ù€ وامتدادها إلى العراق وغيره، وانطلاق الأعمال الانتقاميّة ضدّ الأمويين وأعوانهم Ù€ أطلقَ Ùيضاً من Ø§Ù„Ø´ÙØ¹Ø± الرثائي لثوّار كربلاء.
ويبدو لي أنّه ÙÙŠ هذه المرØÙ„Ø© بالذات بدأت المآتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© بشكل٠بسيط، ولابدّ أنّها بَدَأت على شكل اجتماعات صغيرة، يعقدها Ù†ÙØ±ÙŒ من المسلمين الناقمين من أتباع أهل البيت، وغيرهم ÙÙŠ بيت Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ØŒ ÙÙŠØªØØ¯Ù‘ثون عن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وعمّا جَرى عليه، وينتقدون السلطة التي ØØ§Ø±ÙŽØ¨ØªÙ‡ وامتدادها القانوني المتمثّل ÙÙŠ السلطة المعاصرة له ويتبرأون منها.
وربّما تناشدوا شيئاً من Ø´ÙØ¹Ø± الرثاء الذي قيل ÙÙŠ الثورة، ÙˆÙÙŠ بطلها وقتلاها، وقد تطوّرت هذه المآتم عبر العصور، Ùمرّت ÙÙŠ أدوار متميزة ØØªÙ‰ انتهت إلى أيامنا هذه إلى الشكل الذي تقام به الآن...). Ø«Ùمّ يواصل الكاتب كلامه ببيان العوامل التي أنشأت هذه المآتم ويقول ما عبارته:
(الرابع: تشجيع أئمّة أهل البيت على Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ هذه الذكرى، ÙˆØØ«Ù‘هم على نظم الشعر وإنشاده ÙÙŠ شأنها، وعقدهم لمجالس الذكرى ÙÙŠ بيوتهم، واستقبالهم للشعراء وسماعهم لهم.
وقد تعاظمَ تركيز الأئمّة على هذا، منذ عهد الإمام الباقر والصادق (عليهما السلام)ØŒ ومن الأسماء البارزة ÙÙŠ هذه المجالس: الكميت بن زيد الأسدي، والسيّد الØÙميري، ÙˆØ¬Ø¹ÙØ± بن عÙّان، ÙˆØ¯ÙØ¹Ø¨Ù„ الخزاعي، وغيرهم.. .
ج Ù€ بكاء الإمام السادس Ø¬Ø¹ÙØ± الصادق (عليه السلام)
أمّا الإمام السادس Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد الصادق (عليه السلام)ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ كان من أكثر الأئمّة (عليهم السلام) ØÙزناً وبكاء ÙˆÙ†ÙŠØ§ØØ© على جدّه الإمام الشهيد (عليه السلام)ØŒ والروايات ÙÙŠ وص٠بكائه ونØÙŠØ¨Ù‡ كثيرة ومتواترة، وقد مَلأت بطون كتب التاريخ ÙˆØ£Ø³ÙØ§Ø± Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« والمرويات، وأنقل تالياً بعض هذه الروايات:
1 Ù€ روى كتاب (إقناع اللائم) ØµÙØØ© (97)ØŒ عن ابن قولويه ÙÙŠ (الكامل) بسنده عن ابن بصير، قال: (كنت٠عند أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) ÙØ¯Ø®Ù„ÙŽ عليه ابنه، Ùقال له: (Ù…Ø±ØØ¨Ø§Ù‹ØŒ وضمّه وقبّله، وقال: ØÙ‚ّر الله Ù…ÙŽÙ† ØÙ‚ّركم، وانتقمَ Ù…Ùمّن وَتَركم، وخذلَ الله Ù…ÙŽÙ† خذلكم، ولعنَ الله من قتلكم، وكان الله لكم ولياً ÙˆØØ§Ùظاً وناصراً، Ùقد طال بكاء السماء وبكاء الأنبياء والصدّيقين والشهداء وملائكة السماء، Ø«Ùمّ بكى وقال: يا أبا بصير، إذا نظرت٠إلى ÙˆÙلد الØÙسين أتاني ما لا أملكه٠بما أوتيَ إلى أبيهم وإليهم، يا أبا بصير، إنّ ÙØ§Ø·Ù…Ø© لتبكي....
Ø«Ùمّ يستطرد الإمام Ùيقول:
أمَا ØªÙØØ¨ أن تكون Ùيمَن يسعد ÙØ§Ø·Ù…Ø©)ØŒ ÙØ¨ÙƒÙŠØªÙ ØÙŠÙ† قالها Ùما قدرت٠على النطق من البكاء).
2 Ù€ ÙˆÙÙŠ (إقناع اللائم) أيضاً ما نصّه:
عن معاوية بن وهب قال: دخلت٠يوم عاشوراء إلى دار مولاي Ø¬Ø¹ÙØ± الصادق (عليه السلام) ÙØ±Ø£ÙŠØªÙ‡ ساجداً ÙÙŠ Ù…ØØ±Ø§Ø¨Ù‡ØŒ ÙØ¬Ù„ست من ورائه ØØªÙ‰ Ùَرغ، ÙØ£Ø·Ø§Ù„ÙŽ ÙÙŠ سجوده وبكائه، ÙØ³Ù…عته وهو ساجد يناجي ربّه، ويدعو Ø¨Ø§Ù„ØºÙØ±Ø§Ù† Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ ولإخوته، ولزوّار أبي عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆÙŠÙƒØ±Ù‘ÙØ± ذلك..
Ø«Ùمّ يستطرد معاوية Ùيقول: Ùلمّا Ø±ÙØ¹ÙŽ Ù…ÙˆÙ„Ø§ÙŠ رأسه أتيت٠إليه وسلّمت عليه وتأمّلت وجهه، ÙØ¥Ø°Ø§ هو كاس٠اللون، متغير Ø§Ù„ØØ§Ù„ØŒ ظاهر الØÙزن، ودموعه ØªÙ†ØØ¯Ø± على خدّيه كاللؤلؤ الرطب، Ùقلت: يا سيّدي Ù…Ùمّن بكاؤك لا أبكى الله لك عيناً؟ وما الذي ØÙ„Ù‘ بك؟ Ùقال لي: (أوَ ÙÙŠ غÙلة٠أنت عن هذا اليوم؟ ÙØ¨ÙƒÙŠØªÙ لبكائه، ÙˆØØ²Ù†ØªÙ Ù„ØØ²Ù†Ù‡ØŒ Ùقلت: يا سيّدي Ùما الذي ÙÙØ¹Ù„ ÙÙŠ مثل هذا اليوم؟ Ùقال: يا بن وهب، Ø²ÙØ± Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) من بعيد أقصى، ومن قريب أدنى، ÙˆØ¬Ø¯Ù‘ÙØ¯ الØÙزن عليه، ÙˆØ£ÙƒØ«ÙØ± البكاء عليه والشجو له... .
Ø«Ùمّ يواصل معاوية الكلام ويقول: Ùقلت: Ø¬ÙØ¹Ù„ت ÙØ¯Ø§ÙƒØŒ لم أدر٠أنّ الأجر ÙŠØ¨Ù„ÙØº هذا كلّه ØØªÙ‰ سمعت٠دعاءك لزوّاره، Ùقال لي: يا بن وهب، إنّ الذي يدعو لزوّاره ÙÙŠ السماء أكثر Ù…Ùمّن يدعون لهم ÙÙŠ الأرض، ÙØ¥ÙŠÙ‘اك أن تَدع زيارته لخوÙ٠من Ø£ØØ¯ØŒ ÙÙ…ÙŽÙ† تَرَكها Ù„Ø®ÙˆÙ Ø£ØØ¯ رأى Ø§Ù„ØØ³Ø±Ø© والندم.
يا بن وهب، أمَا ØªÙØØ¨ أن يرى الله شخصك؟ أمَا ØªÙØØ¨ أن تكون غداً Ù…Ùمّن ÙŠÙØµØ§ÙØÙ‡ رسول الله (عليه السلام) يوم القيامة؟
قلت: يا سيّدي Ùما قولك ÙÙŠ صومه من غير تبييت؟ Ùقال لي: لا تجعله٠صوم يوم كامل، وليكن Ø¥ÙØ·Ø§Ø±Ùƒ بعد العصر بساعة، على شربة من ماء؛ ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ ÙÙŠ ذلك الوقت انجلَت الهيجاء عن آل الرسول ÙˆØ§Ù†ÙƒØ´ÙØª الغمّة عنهم، ومنهم ÙÙŠ الأرض ثلاثون قتيلاً، يعزّ٠على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مصرعهم، ولو كان ØÙŠÙ‘اً لكان هو المعزّى بهم.
Ø«Ùمّ بكى الصادق (عليه السلام) ØØªÙ‰ اخضلّت Ù„ØÙŠØªÙ‡ بدموعه، ولم يزل ØØ²ÙŠÙ†Ø§Ù‹ كئيباً طول يومه ذلك: وأنا أبكي لبكائه ÙˆØ£ØØ²Ù†Ù Ù„ØØ²Ù†Ù‡... .
3 Ù€ روى الصدوق ÙÙŠ (الأمالي)ØŒ وابن قولويه ÙÙŠ (الكامل)ØŒ بسنديهما عن أبي عمارة المنشد، عن أبي عبد الله Ø¬Ø¹ÙØ± الصادق (عليه السلام) قال لي: يا أبا عمارة، Ø£Ù†Ø´ÙØ¯Ù†ÙŠ ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي، ÙØ£Ù†Ø´Ø¯ØªÙ‡Ù ÙØ¨ÙƒÙ‰ØŒ Ø«Ùمّ أنشدته ÙØ¨ÙƒÙ‰ قال: ÙÙˆ الله، ما زلت٠أنشده Ùيبكي ØØªÙ‰ سمعت٠بكاء Ù…ÙŽÙ† ÙÙŠ الدار، Ùقال: يا أبا عمارة، Ù…ÙŽÙ† أنشدَ ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي شعراً، ÙØ£Ø¨ÙƒÙ‰ خمسين Ùله الجنّة، ومَن أنشدَ ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† شعراً ÙØ£Ø¨ÙƒÙ‰ ثلاثين Ùله الجنّة، ومَن أنشدَ ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† شعراً ÙØ£Ø¨ÙƒÙ‰ عشرة Ùله الجنّة، ومَن أنشدَ ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† شعراً ÙØ£Ø¨ÙƒÙ‰ ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ Ùله الجنّة، ومَن أنشدَ ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† شعراً ÙØªØ¨Ø§ÙƒÙ‰ Ùله الجنّة....
4 Ù€ وروى الكشّي ÙÙŠ كتاب (الرجال) عن زيد الشØÙ‘ام قال: كنّا عند أبي عبد الله Ø¬Ø¹ÙØ± الصادق (عليه السلام)ØŒ ونØÙ† جماعة من الكوÙيين، ÙØ¯Ø®Ù„ÙŽ Ø¬Ø¹ÙØ± بن عÙّان على أبي عبد الله، Ùقرّبه وأدناه، Ø«Ùمّ قال: (يا Ø¬Ø¹ÙØ±ØŒ قال: لبّيك، جَعلني الله ÙØ¯Ø§ÙƒØŒ قال: بَلَغني أنّك تقول الشعر ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙˆØªÙØ¬ÙŠØ¯ØŒ Ùقال له: نعم، جَعلني الله ÙØ¯Ø§ÙƒØŒ قال: قل، ÙØ£Ù†Ø´Ø¯Ù‡ÙØŒ ÙØ¨ÙƒÙ‰ ومَن ØÙˆÙ„Ù‡ ØØªÙ‰ صارت الدموع على وجهه ولØÙŠØªÙ‡.
Ø«Ùمّ قال: يا Ø¬Ø¹ÙØ±ØŒ والله لقد شهدَت ملائكة الله المقرّبين هاهنا يسمعون قولك ÙÙŠ الØÙسين، ولقد بكوا كما بكينا أو أكثر، ولقد أوجبَ الله تعالى لك يا Ø¬Ø¹ÙØ± ÙÙŠ ساعتك الجنّة بأسرها، ÙˆØºÙØ±ÙŽ Ø§Ù„Ù„Ù‡ لك، Ùقال: يا Ø¬Ø¹ÙØ±ØŒ أولا أزيدك! قال: نعم يا سيدي، قال: ما من Ø£ØØ¯ قال ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† شعراً ÙØ¨ÙƒÙ‰ وأبكى به، إلاّ أوجبَ الله له الجنّة ÙˆØºÙØ±ÙŽ Ù„Ù‡..).
5 Ù€ وروى أبو Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ الأصÙهاني ÙÙŠ أغانيه، بسنده عن علي بن إسماعيل التميمي، عن أبيه قال: (كنت٠عند أبي عبد الله Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد، ÙØ§Ø³ØªØ£Ø°Ù†ÙŽ Ø¢Ø°Ù†Ù‡ للسيّد الØÙ…يري، ÙØ£Ù…رَ بإيصاله، وأقعدَ ØØ±Ù…ه٠خل٠ستر، ودخلَ ÙØ³Ù„ّم وجلس، ÙØ§Ø³ØªÙ†Ø´Ø¯Ù‡ ÙØ£Ù†Ø´Ø¯Ù‡ قوله:
Ø§Ù…Ø±ÙØ± على جَدث Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ùقل لأعظÙمه الزكيّة
أأعظÙماً لا زلت٠من ÙˆØ·ÙØ§Ø¡ ساكبة رويّة
وإذا مررتَ بقبره ÙØ£Ø·ÙÙ„ به وق٠المطيّة
وابك٠المطهّر للمطهّر والمطهّرة النقيّة
كبكاء Ù…ÙØ¹ÙˆÙلة أتت يوماً Ù„ÙˆØ§ØØ¯Ù‡Ø§ المنيّة
قال: ÙØ±Ø£ÙŠØªÙ دموع Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد (عليه السلام) ØªØªØØ¯Ø± على خدّيه، ÙˆØ§Ø±ØªÙØ¹ÙŽ Ø§Ù„ØµÙØ±Ø§Ø® من داره ØØªÙ‰ أمره بالإمساك ÙØ£Ù…سكَ...).
وروى أبو Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ ÙÙŠ أغانيه، عن التميمي، عن أبيه، عن ÙØ¶ÙŠÙ„ الرسان، قال: Ø£Ù†Ø´ÙØ¯ Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد قصيدة السيّد:
لأم عمرو باللوى مربع دارسة أعلامه برقع
ÙØ³Ù…عت٠النØÙŠØ¨ من داره ÙØ³Ø£Ù„ني لمَن هي؟ ÙØ£Ø®Ø¨Ø±ØªÙ‡Ù أنّها للسيّد، وسألَني عنه ÙØ¹Ø±Ùته٠وَÙَاته، Ùقال: رØÙ…Ù‡ الله.. .
6 Ù€ وروى الصدوق ÙÙŠ (ثواب الأعمال) بالإسناد إلى أبي هارون المكÙÙˆÙØŒ قال: Ø£ÙØ¯Ø®Ùلت على أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) Ùقال لي: (يا أبا هارون، Ø£Ù†Ø´ÙØ¯Ù†ÙŠ ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ ÙØ£Ù†Ø´Ø¯ØªÙ‡ÙØŒ Ùقال لي: أنشدني كما تنشدون Ù€ يعني بالرقّة Ù€ ÙØ£Ù†Ø´Ø¯ØªÙ‡Ù.
Ø§Ù…Ø±ÙØ± على جَدث Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ùقل لأعظمه الزكيّة.
قال: ÙØ¨ÙƒÙ‰ØŒ.. Ø«Ùمّ قال: زدني، ÙØ£Ù†Ø´Ø¯ØªÙ‡ القصيدة الأخرى.
ما لذّ عيش بعد رضّك بالجياد الأعوجيه
ÙØ¨ÙƒÙ‰ØŒ وسمعت٠البكاء من خل٠الستر.
7 Ù€ ÙˆÙÙŠ (إقناع اللائم) عن خالد بن سدير عن الصادق (عليه السلام) قال: (لقد شققَنَ الجيوب، ولطمنَ الخدود Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…يات على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي (عليه السلام)ØŒ وعلى مثله تÙلطم الخدود، ÙˆØªÙØ´Ù‚ الجيوب...).
8 Ù€ ÙˆÙÙŠ بعض الروايات: إنّ الصادق (عليه السلام) قال: (Ù…ÙŽÙ† قال ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† شعراً ÙØ¨ÙƒÙ‰ وأبكى ØºÙØ±ÙŽ Ø§Ù„Ù„Ù‡ له، ووجَبت له الجنّة).
9 Ù€ ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (159) من المجلّد الأول (المجالس السَنيّة) ما نصّه: رويَ عن الصادق أنّه قال: (ما اكتØÙŽÙ„ت هاشميّة، ولا اختضَبت، ولا Ø±ÙØ¦ÙŠ ÙÙŠ دار هاشمي دخان خمس سنين ØØªÙ‰ Ù‚ÙØªÙ„ Ø¹ÙØ¨ÙŠØ¯ الله بن زياد).
وعن ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت علي بن أبي طالب أنّها قالت: ما تØÙ†Ù‘أت امرأة منّا، ولا أجالَت ÙÙŠ عينها مروداً، ولا امتَشطت ØØªÙ‰ بعث المختار برأس Ø¹ÙØ¨ÙŠØ¯ الله بن زياد.. .
10 Ù€ ÙˆÙÙŠ ØµÙØØ© (81) من كتاب (المجالس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø©) السال٠الذكر، من دعاء للإمام الصادق (عليه السلام):
(اللهمّ ارØÙ… تلك الأعين التي جرَت دموعها رØÙ…Ø© لنا، وارØÙ… تلك القلوب التي ØÙŽØ²Ù†Øª ÙˆØ§ØØªØ±ÙŽÙ‚ت لنا.. وارØÙ… تلك الصرخة التي كانت لنا...).
11 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (108) من (إقناع اللائم) ما يلي: روى ابن قولويه ÙÙŠ الكامل بأسانيده عن أبي عمارة المنشد قال: ما ذÙكر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي عند أبي عبد الله Ø¬Ø¹ÙØ± الصادق ÙÙŠ يوم٠قط، ÙØ±Ùئي مبتسماً ذلك اليوم إلى الليل، وكان أبو عبد الله يقول: Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عبرة كلّ مؤمن.
12 Ù€ وجاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (105) منه أيضاً ما يلي: (روى الشيخ الطوسي ÙÙŠ الأمالي، عن المÙيد، بسنده عن أبي عبد الله الصادق أنّه قال: (كلّ الجزَع والبكاء مكروه، سوى الجزَع والبكاء على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†...).
وروى ابن قولويه ÙÙŠ الكامل بسنده عن الصادق أنّه قال: (إنّ البكاء والجزَع مكروه للعبد ÙÙŠ كلّ ما جزَع، ما خلا البكاء على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي (عليه السلام)Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ Ùيه مأجور).
ومÙمّا يجدر الإشارة إليه هنا: أنّ النائØÙŠÙ† على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† قد وجدوا Ù…ØªÙ†ÙØ³Ø§Ù‹ على أواخر عهد الإمام الباقر، وطوال عهد الإمام الصادق لبيان ØØ²Ù†Ù‡Ù…ØŒ وإقامة مآتمهم، وإØÙŠØ§Ø¡ ذكرى عزاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وآله ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡.
إذ إنّ Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© الواقعة ÙÙŠ زمن هذين الإمامين بين عهد مروان الØÙ…ار Ù€ آخر Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ الأمويين Ù€ وأبي العبّاس Ø§Ù„Ø³ÙØ§Ø Ù€ أول Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ العباسيين Ù€ كانت ÙØ±ØµØ© مؤآتية للإمام Ù…ØÙ…ّد الباقر وابنه الإمام Ø¬Ø¹ÙØ± الصادق (عليهما السلام)ØŒ لبث علوم أهل البيت ونشرها على الناس، وإØÙŠØ§Ø¡ ذكرى الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وإذاعتها، ÙˆØ§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ© عليه عَلَناً بعد أن كانت سرّاً.
د Ù€ بكاء الإمام موسى بن Ø¬Ø¹ÙØ± (عليه السلام)
والمرويات عن Ù†ÙŠØ§Ø ÙˆØ¨ÙƒØ§Ø¡ الإمام السابع موسى بن Ø¬Ø¹ÙØ± الكاظم (عليه السلام) ضئيلة، وأنقل تالياً ما عثرت٠عليه من ذلك ÙÙŠ بطون الكتب.
1 Ù€ Ù†Ùقل عن الإمام الثامن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)ØŒ المدÙون ÙÙŠ مشهد طوس بخراسان ÙÙŠ إيران أنّه قال: (كان أبي إذا دخلَ Ù…ØØ±Ù‘Ù… لا ÙŠÙØ±Ù‰ ضاØÙƒØ§Ù‹ØŒ وكانت الكآبة تغلب عليه ØØªÙ‰ تمضي منه عشرة أيام، ÙØ¥Ø°Ø§ كان اليوم العاشر منه كان ذلك اليوم يوم مصيبته ÙˆØÙزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي Ù‚ÙØªÙ„ Ùيه جدّي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†).
أقول: أمّا سبب عدم ØªØØ±Ù‘Ùƒ أهل البيت ونشاطهم ومواليهم ÙÙŠ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ذكرى مجزرة كربلاء، ومقتل الإمام الشهيد ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ على عهد هذا الإمام، Ùهو: الضغط الشديد عليهم من جرّاء السياسة الخشنة التي كان يمارسها Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ العبّاسيون، ولا سيّما هارون الرشيد ضدّ آل البيت والعلويين، وما كان يلاقيه الإمام موسى الكاظم من عَنَت ومعارضة ÙˆØªØØ¯ÙŠØ¯ Ù„ØØ±Ù‘يته، وتقييد Ù„ØØ±ÙŽÙƒØ§ØªÙ‡ وسَكنَاته من Ù‚ÙØ¨ÙŽÙ„ السلطات الممثّلة Ù„Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ العبّاسيين، وكانت نكبة آل البيت وشيعتهم على هذا العهد رهيبة للغاية، ÙˆØ£ØµØ¨ØØª اجتماعاتهم ومجالسهم Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø© جداً، ومراقَبة مراقبة شديدة كما كانت ØªÙØØµÙ‰ عليهم ØØ±ÙƒØ§ØªÙ‡Ù… وسكناتهم ÙˆØØªÙ‰ Ø£Ù†ÙØ§Ø³Ù‡Ù…ØŒ خاصّة وإنّ إمامهم موسى بن Ø¬Ø¹ÙØ± (عليهما السلام)ØŒ قضى أكثر أيامه مطارَداً أو رهين سجن العبّاسيين، ذلك السجن الذي قضى Ùيه Ù†ØØ¨Ù‡Ù مسموماً.
هـ ـ بكاء الإمام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام).
وقد امتلأت كتب التاريخ ÙˆÙ…Ø¤Ù„Ù‘ÙØ§Øª الرواة بأخبار ØÙزن ÙˆÙ†ÙŠØ§ØØ© الإمام الثامن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام)ØŒ على جدّه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وأنقل تالياً نبذاً منها:
1 Ù€ جاء ÙÙŠ كتاب (إقناع اللائم) أنّه: روى الصدوق ÙÙŠ الأمالي بسنده عن الرضا (عليه السلام) قال: (إنّ Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… شهرٌ كان أهل الجاهلية ÙŠØØ±Ù‘Ùمون Ùيه القتال، ÙØ§Ø³ØªÙØÙ„ّت Ùيه دماؤنا، ÙˆÙ‡ÙØªÙƒØª ÙÙ‡ ØÙرمتنا، ÙˆØ³ÙØ¨ÙŠÙŽ Ùيه ذرارينا ونساؤنا، ÙˆØ£ÙØ¶Ø±Ùمت النار ÙÙŠ مضاربنا، وانتÙهبت ما Ùيها من ثقلنا، ولم ØªÙØ±Ø¹ÙŽ Ù„Ø±Ø³ÙˆÙ„ الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ØÙرمة ÙÙŠ أمرنا، إنّ يوم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أقرØÙŽ Ø¬Ùوننا، وأسبلَ دموعنا، وأذلّ عزيزنا بأرض كرب وبلاء، وأورَثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء، ÙØ¹Ù„Ù‰ مثل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ùليبك٠الباكون؛ ÙØ¥Ù†Ù‘ البكاء عليه ÙŠØØ·Ù‘ الذنوب العظام .
2 Ù€ وروى الصدوق ÙÙŠ (الأمالي والعيون)ØŒ بسنده عن الريّان بن شبيب قال: (دخلت٠على الرضا (عليه السلام) ÙÙŠ أوّل يوم Ù…ØØ±Ù‘Ù…ØŒ قال: يا بن شبيب، إنّ Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية Ùيما مضى ÙŠØØ±Ù‘Ùمون Ùيه الظلم والقتل Ù„ØÙرمته، Ùما Ø¹Ø±ÙŽÙØª هذه الأمة ØÙرمة شهرها، ولا ØØ±Ù…Ø© نبيها (صلّى الله عليه وآله وسلّم)ØŒ لقد قتلوا ÙÙŠ هذا الشهر ذريته، وسَبوا نساءه، وانتهبوا ثقله، Ùلا ØºÙØ±ÙŽ Ø§Ù„Ù„Ù‡ لهم ذلك أبداً.
يا بن شبيب، إن كنتَ باكياً لشيء ÙØ§Ø¨ÙƒÙ Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي بن أبي طالب؛ ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ Ø°ÙØ¨Ø كما ÙŠÙØ°Ø¨Ø الكبش، ÙˆÙ‚ÙØªÙ„ معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم ÙÙŠ الأرض شبيه، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزلَ إلى الأرض من الملائكة أربعة آلا٠لنصره Ùوجدوه قد Ù‚ÙØªÙ„ØŒ Ùهم عند قبره شعث ØºÙØ¨Ù‘ر إلى أن يقوم القائم Ùيكونون من أنصاره وشعارهم: (يا لثارت Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†).
يا بن شبيب، لقد ØØ¯Ù‘ثني أبي، عن أبيه عن جدّه أنّه لمّا Ù‚ÙØªÙ„ جدّي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) أمطرَت السماء دَماً وتراباً Ø£ØÙ…راً.
يا بن شبيب، إن بكيتَ على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØØªÙ‰ تصير دموعك على خدّيك، ØºÙØ±ÙŽ Ø§Ù„Ù„Ù‡ لك كلّ ذنب أذنبته، صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً...) إلى آخر Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«.
3 Ù€ ÙˆØÙكي عن الشاعر الشهير دعبل الخزاعي أنّه قال: (دخلت٠على سيّدي ومولاي علي بن موسى (عليهما السلام) بمرو ÙÙŠ أيام عشرة Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù…ØŒ ÙØ±Ø£ÙŠØªÙ‡Ù جالساً جÙلسة Ø§Ù„ØØ²ÙŠÙ† الكئيب، ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ جلوس ØÙˆÙ„ه، Ùلمّا رآني Ù…Ùقبلاً قال لي: Ù…Ø±ØØ¨Ø§Ù‹ بك يا دعبل، Ù…Ø±ØØ¨Ø§Ù‹ بناصرنا بيده ولسانه، Ø«Ùمّ إنّه وسّع لي ÙÙŠ مجلسه، وأجلَسني إلى جانبه، Ø«Ùمّ قال: يا دعبل، Ø£ØØ¨Ù‘ أن تنشدني شعراً؛ ÙØ¥Ù†Ù‘ هذه الأيام أيام ØÙزن كانت علينا أهل البيت، وأيام سرور كانت على أعدائنا، خصوصاً بني Ø£Ùمية.
Ø«Ùمّ إنّه نهضَ وضربَ ستراً بيننا وبين ØÙŽØ±ÙŽÙ…Ù‡ وأجلسَ أهل بيته من وراء الستر؛ ليبكوا على مصاب جدّهم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ Ø«Ùمّ Ø§Ù„ØªÙØªÙŽ Ø¥Ù„ÙŠÙ‘ وقال: يا دعبل، ارثي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ ÙØ£Ù†ØªÙŽ Ù†Ø§ØµØ±Ù†Ø§ ومادØÙ†Ø§ ما دمتَ ØÙŠØ§Ù‹.
قال دعبل: ÙØ§Ø³ØªØ¹Ø¨Ø±ØªÙØŒ وسالت دموعي وأنشأتÙ:
Ø£ÙØ§Ø·Ù…٠لو خلت٠الØÙسين مجدّلاً وقد ماتَ عطشاناً بشط ÙØ±Ø§ØªÙ
إذاً للطمت٠الخدّ ÙØ§Ø·Ù… عنده٠وأجريت٠دَمع العين ÙÙŠ الوَجناتÙ
إلى آخر القصيدة التائيّة التي تناقلتها جميع كتب التاريخ ÙˆØ£Ø³ÙØ§Ø± Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒ واعتبرَتها من أبلَغ القصائد رثاءً، ÙˆÙØ¬ÙŠØ¹Ø©Ù‹ØŒ ÙˆØÙزناً.
4 Ù€ ÙˆÙÙŠ (إقناع اللائم) ما نصّه: روى الصدوق ÙÙŠ (عيون أخبار الرضا) بسنده عن عبد السلام بن ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù‡Ø±ÙˆÙŠ قال: دخلَ دعبل بن علي الخزاعي (رØÙ…Ù‡ الله) على أبي Ø§Ù„ØØ³Ù† علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) بمرو Ùقال له: يا بن رسول الله، إنّي قد قلت٠Ùيكم قصيدة وآليت٠على Ù†ÙØ³ÙŠ Ø£Ù† لا Ø£Ùنشدها Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ قبلك، Ùقال (عليه السلام): هاتها ÙØ£Ù†Ø´Ø¯Ù‡Ù:
مدارس٠آيات خَلت من تلاوة ومنزل٠وØÙŠ Ù…ÙÙ‚ÙÙØ± العَرَصاتÙ
Ùلمّا بلغَ البيت:
أرى Ùَيئهم ÙÙŠ غيرهم متقسّÙماً وأيديهم من Ùَيئهم ØµÙØ±Ø§ØªÙ
بكى الإمام الرضا (عليه السلام) وقال له: (صدقتَ يا خزاعي).
5 Ù€ نَقلت ÙƒÙØªØ¨ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن الإمام الرضا (عليه السلام) عن يوم عاشوراء ما يلي: Ù…ÙŽÙ† تركَ السعي ÙÙŠ ØÙˆØ§Ø¦Ø¬Ù‡ يوم عاشوراء قضى الله له ØÙˆØ§Ø¦Ø¬ الدنيا والآخرة، ومَن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته ÙˆØÙزنه وبكائه، جعلَ الله عزّ وجل يوم القيامة يوم ÙØ±ØÙ‡ وسروره وقرّت ÙÙŠ الجنان عينه، ومَن سمّى يوم عاشوراء يوم بركة وادخّرَ Ùيه لمنزله شيئاً، لم ÙŠÙØ¨Ø§Ø±ÙŽÙƒ Ùيما ادخّر.
6 Ù€ وجاء ÙÙŠ الروايات: إنّ الشاعر إبراهيم بن عبّاس دخلَ على الإمام الرضا (عليه السلام)ØŒ وأنشدَ قصيدته التي يقول ÙÙŠ أوّلها:
أزَالَ عزاء القلب بعد التجلّد مصارع أولاد النبي Ù…ØÙ…ّد
ÙØ¨ÙƒÙ‰ الإمام (عليه السلام)ØŒ وبكى Ù…ÙŽÙ† ÙÙŠ مجلسه عند إنشاد هذه القصيدة.
7 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (178) من كتاب (الشيعة ÙˆØ§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ون)ØŒ عند ذكر قصيدة دعبل التائية وإنشادها أمام الإمام الرضا قوله:
وبكى الإمام الرضا ØÙŠÙ† أنشد دعبل القصيدة، وبكت معه النسوة ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ØŒ وما زال الشيعة يتلونها إلى اليوم على المنابر ويبكون... .
أقول: إنّ قصيدة دعبل الخزاعي هذه بلغت (120) بيتاً، وكل أبياتها شجيّة، ومن أشجاها هذان البيتان:
سأبكيهم ما ذرّ ÙÙŠ الأرض شارق ونادى مناد الخير للصلواتÙ
وما طلعت شمس ÙˆØØ§Ù†ÙŽ ØºØ±ÙˆØ¨Ù‡Ø§ وبالليل أبكيهم وبالغدواتÙ
وقد عاش دعبل (98) سنة، وكان مجيئه إلى مرو لزيارة الإمام الرضا عن طريق البصرة سنة (198 هـ)ØŒ وبقى Ùيها عند الإمام إلى سنة (200 هـ)ØŒ وتوÙÙŠ سنة (246 هـ) بالطيب، وهي بلدة بالقرب من الأهواز.
وأجد مناسباً هنا بأن أنقل بعض ما نَظَمه دعبل ÙÙŠ رثاء الإمام الشهيد (عليه السلام) ÙˆØ§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ© عليه، Ùمن قصيدة له Ùيه:
Ø²ÙØ± خير قبر٠بالعراق ÙŠÙØ²Ø§Ø± واعص٠الØÙ…ار ÙÙ…ÙŽÙ† نهاكَ ØÙ…ار
لمَ لا أزورك يا ØØ³ÙŠÙ† لك Ø§Ù„ÙØ¯Ø§ قومي ومَن Ø¹ÙŽØ·ÙØª عليه نزار
ولك المودّة من قلوب ذوي النهى وعلى عدوّك مقتة ودَمار
يا بن الشهيد ويا شهيداً iعمّه خير العمومة Ø¬Ø¹ÙØ± الطيار
ولدعبل أيضاً من قصيدة:
رأس ابن بنت Ù…ØÙ…ّد ووصيه يا للرجال على قناة ÙŠÙØ±Ùع
والمسلمون بمنظر٠وبمسمع لا جازع من ذا ولا متخشع
أيقظتَ Ø£Ø¬ÙØ§Ù†Ø§Ù‹ وكنتَ لها كرى وأنمتَ عيناً لم تكن بك تهجع
ÙƒØÙ„َت بمنظرك العيون عماية وأصمّ نعيك كل Ø£ÙØ°Ù† تسمع
ما روضة إلاّ تمنّت أنّها لك مضجع ÙˆÙ„ØØ·Ù‘ قبرك موضع
و ـ بكاء بقيّة أئمّة الهدى (عليهم السلام) على جدّهم
أمّا شعائر Ø§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ© والØÙزن Ù€ وإقامة المآتم والعزاء على شهيد كربلاء وآله، بعد الإمام الثامن علي بن موسى الرضا وعلى عهد الأئمة الأربعة الآخرين: الإمام التاسع: Ù…ØÙ…ّد بن علي التقي، والإمام العاشر: علي بن Ù…ØÙ…ّد النقي، والإمام Ø§Ù„ØØ§Ø¯ÙŠ Ø¹Ø´Ø±: Ø§Ù„ØØ³Ù† بن علي العسكري، والإمام الثاني عشر: القائم، Ù…ØÙ…ّد بن Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليهم السلام) Ù€ Ùقد أخذَت تسير سيراً صعودياً Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹ØŒ وهبوطياً Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹ أخرى، تَبعاً للساسة التي كان يمارسها Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ العبّاسيون وسلطاتهم تجاه شيعة آل Ù…ØÙ…د (عليهم السلام)ØŒ وهؤلاء الأئمّة الأربعة الهداة.
وكانت Ø§Ù„ØØ±ÙŠÙ‘Ø© ØªÙØ·Ù„Ù‚ بعض الوقت لهؤلاء الأئمّة ومواليهم وشيعتهم، بإقامة شعائرهم ÙˆÙ…Ù†Ø§ØØ§ØªÙ‡Ù… على الإمام الشهيد، Ùيقيمونها سرّاً أو عَلَناً كما كانت ØªÙØØ¯Ù‘Ø¯ هذه Ø§Ù„ØØ±ÙŠÙ‘Ø© زمناً، ويÙمنع إقامة هذه الشعائر Ø§Ù„ØØ²ÙŠÙ†Ø© عَلناً، ÙˆØØªÙ‰ سرّاً Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹.
ÙÙÙŠ عهد الإمام التاسع Ù…ØÙ…ّد الجواد التقي، نالَت الشيعة بعض Ø§Ù„ØØ±ÙŠÙ‘Ø© ÙÙŠ إقامة شعائرهم الكئيبة هذه؛ لأنّ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© المأمون كان Ù…ÙØªØ³Ø§Ù‡Ù„اً معهم خاصّة، وإنّ الإمام Ù…ØÙ…ّد الجواد كان صهره على ابنته Ø£ÙÙ… Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ØŒ وكانت المآتم على الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† تÙقام ÙÙŠ دور العلويين عَلَناً ودون أي ضغط، وليس Ù…ÙŽÙ† ÙŠÙØ¹Ø§Ø±Ø¶Ù‡Ù… ÙÙŠ ذلك.
وقد استمرّت هذه Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© على عهد المعتصم أيضاً، الذي كان يسعى لمراعاة شعور العلويين والموالين لآل البيت، ويمنع إدخال الضغط عليهم إلى ØØ¯Ù‘٠ما، ÙˆÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù‡Ù… بإقامة Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ØØ§Øª على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† الشهيد ÙÙŠ دÙورهم وخارجها، سرّاً وعَلَناً.
أمّا بعد المعتصم Ù€ أي على عهد الأئمّة الثلاثة الآخرين Ù€: Ùقد أخذَت السلطات Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© Ù€ بإيعاز من Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ العبّاسيين الذين خلÙوا المعتصم Ù€ ØªÙØ´Ø¯Ù‘د على هؤلاء الأئمّة (عليهم السلام) وشيعتهم ومواليهم، وتمنعهم من إقامة شعائر العزاء والØÙزن على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ ÙˆØªØØ¯Ù‘ من ØØ±ÙŠÙ‘اتهم ÙÙŠ ذلك.
غير أنّ المقيمين لهذه المآتم لم يمتنعوا عن إقامتها سرّاً ÙÙŠ دÙورهم، وإن لم يستطيعوا إقامتها عَلَناً وجهاراً، وكانوا يستعملون التقية، ÙˆÙŠÙØ³Ø¯Ùلون الأستار على الأماكن التي كانوا يقيمون Ùيها هذه الشعائر Ø§Ù„ØØ²ÙŠÙ†Ø© ÙÙŠ دورهم، وخاصّة عند قبور الأئمّة: كقبر الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بكربلاء، وقبر الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†Ø¬ÙØŒ وقبرَي الإمامين الجوادين ÙÙŠ الكاظمية Ù€ مقابر قريش ـ، ولذلك نجد أخبار وروايات إقامة هذه الشعائر المأتمية Ù€ على عهد هؤلاء الأئمّة الثلاثة Ù€ Ø´ØÙŠØØ© جداً.
وهكذا كان شأن إقامة هذه Ø§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ§Øª والمآتم، ÙˆØÙلات الØÙزن وشعائر العزاء على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† الشهيد، على عهد الأئمّة الأطهار الاثني عشر (عليهم السلام) بين مدّ٠وجزر، ولكنّهم (عليهم السلام) كانوا لا يتركون أيّة ÙØ±ØµØ© ÙÙŠ كل عصر وجيل، إلاّ ØØ«Ù‘وا شيعتهم ومواليهم على البكاء على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ والØÙزن لقتله، ورثائه بالأشعار والقصائد، وإقامة العزاء والمآتم عليه، واتخاذ يوم عاشوراء خاصّة يوم ØØ²Ù† وبكاء ÙˆÙ†ÙŠØ§ØØ©.