لقد كانت العشرة الأولى من شهر Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù… Ù€ ولا تزال Ù€ مأتماً سنوياً Ù„Ù„Ø£ØØ²Ø§Ù† والآلام عند الشيعة منذ مجزرة كربلاء التي كان على رأس Ø¶ØØ§ÙŠØ§Ù‡Ø§ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي سبط الرسول وسيد شباب أهل الجنة ÙÙŠ اليوم العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘ÙŽÙ… سنة Ø¥ØØ¯Ù‰ وستين للهجرة ØŒ Ùكان الشيعة ولا يزالون ÙÙŠ Ù…Ø®ØªÙ„Ù Ø£Ù†ØØ§Ø¡ دنيا الإسلام يجتمعون ÙÙŠ مجالسهم وندواتهم ÙŠØ±Ø¯Ù‘ÙØ¯ÙˆÙ† مواق٠أهل البيت وتضØÙŠØ§ØªÙ‡Ù… ÙÙŠ سبيل الØÙ‚ والعدالة وكرامة الإنسان التي داستها أميَّة بأقدامها ØŒ وما ØÙ„Ù‘ÙŽ بهم من Ø£ØÙاد أميَّة وجلاديهم من القتل والسبي والتشريد ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªØ®ÙØ§Ù بجدّÙهم الأعظم الذي بعثة الله رØÙ…Ø© للعالمين.
هذه الذكريات الغنية بالقيم والمثل العليا والتي تعلّÙمنا كي٠نعيش Ø£ØØ±Ø§Ø±Ø§Ù‹ وكي٠نموت ÙÙŠ مملكة الجلادين سعداء منتصرين ØŒ لو أدركنا أهدا٠تلك الثورة ÙˆØ£ØØ³Ù†Ù‘َا استغلالها ØŒ هذه الذكريات قد اقترنت كما يبدو بعد Ø§Ù„Ø¥ØØµØ§Ø¡ الدقيق لتاريخها بتلك المجزرة الرهيبة التي أيقظت المسلمين على Ø§Ø®ØªÙ„Ø§Ù ÙØ¦Ø§ØªÙ‡Ù… وانتماءاتهم ونزعاتهم ØŒ وأدركوا بعدها أن كرامة الإسلام والمسلمين قد Ø£ØµØ¨ØØª Ù€ بسبب تخاذلهم Ù€ ØªØØª أقدام الأمويّÙين ÙˆÙØ±Ø§Ø¹Ù†Ø© العصور ØŒ ÙØ§Ø³ØªÙˆÙ„Ù‰ عليهم الخو٠والندم لتقصيرهم ÙÙŠ نصرته وتخاذلهم عن دعواتهم ØŒ ÙÙØ±ÙŠÙ‚ وجدوا أنَّ التكÙير عن تخاذلهم لا يكون إلاّ بالثورة والثأر له من أولئك الطغاة ØŒ وآخرون سيطر عليهم Ø§Ù„Ø®ÙˆÙ ÙØ®Ù„دوا إلى الهدوء ينتظرون الظرو٠المناسبة ØŒ ولكنَّ ذلك لم يكن ليمنعهم عن Ø§Ù„Ø§ØØªÙال بذكراه كلَّما هلَّ شهر Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘ÙŽÙ… من كل عام واستبدال جميع مظاهرهم بمظاهر Ø§Ù„ØØ²Ù† والأس٠، وترديد Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« التي راÙقت تلك المجزرة من تمثيل Ø¨Ø§Ù„Ø¶ØØ§ÙŠØ§ وأسر وسبي وما إلى ذلك من الجرائم التي لم يعر٠المسلمون لها نظير ÙÙŠ تاريخ المعارك والغزوات قبل ذلك اليوم.
وممَّا يشير إلى أنَّ المآتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© يقترن تاريخها بتلك المجزرة ما جاء ÙÙŠ تاريخ العراق ÙÙŠ ظل العهد الأموي للدكتور علي الخرطبولي أنَّ بيعة أبي العبَّاس السÙÙ‘ÙŽØ§Ø Ø¨Ø¯Ø£Øª ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ وشاء لها القدر أن تتمَّ لأبي العبَّاس كأوَّل Ø®Ù„ÙŠÙØ© من Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ تلك الأسرة ÙÙŠ عيد الشيعة الأكبر ØŒ وهو يوم عاشوراء العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘ÙŽÙ… سنة 132 ØŒ ÙˆÙÙŠ Ù†ÙØ³ الوقت الذي كان الشيعة ÙŠØØªÙلون Ùيه بذكرى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي (ع)(1).
ومعلوم أنَّ كلمة عيد الشيعة الأكبر يوم العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘ÙŽÙ… تشير إلى أنَّ الشيعة كانوا معتادين من زمن بعيد على Ø§Ù„Ø§ØØªÙال بذكرى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙÙŠ ذلك اليوم من كل عام ØŒ وأنَّه كان من أعظم المناسبات التي اعتادوا Ùيها أن يندبوا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ويبكونه ÙˆÙŠØ±Ø¯Ù‘ÙØ¯ÙˆÙ† مواقÙÙ‡ وتضØÙŠØ§ØªÙ‡ من أجل الØÙ‚ والمبدأ والعدالة التي تمكّÙÙ† كل إنسان من ØÙ‚Ù‘ÙÙ‡ وتØÙظ له كرامته ÙˆØØ±Ù‘Ùيَّته.
وكما اتخذ الشيعة وأهل البيت تلك الأيَّام أيَّام ØØ²Ù† وأس٠وبكاء على ما جرى Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأسرته من قتل وأسر وسبي ØŒ اتخذها غيرهم من الأعياد يتبادلون Ùيها التهاني والزيارات ويتباهون بكل مظاهر Ø§Ù„ÙØ±Ø والسرور ÙÙŠ ملابسهم وندواتهم ومآكلهم وما إلى ذلك من مظاهر Ø§Ù„ÙØ±Ø Ø› ØªØØ¯Ù‘Ùياً لشعور الشيعة ÙˆØ§Ø³ØªØ®ÙØ§Ùاً بأهل بيت نبيّÙهم الذين ÙØ±Ø¶ الله ولاءهم على كل Ù…ÙŽÙ† آمن بمØÙ…د ورسالته.
وجاء ÙÙŠ ص 202 من البداية والنهاية لابن كثير المجلّد الثامن أنَّ النواصب من أهل الشام لقد عاكسوا Ø§Ù„Ø±Ø§ÙØ¶Ø© والشيعة Ùكانوا ÙÙŠ يوم عاشوراء يطبخون Ø§Ù„ØØ¨ÙˆØ¨ ويغتسلون ويتطيَّبون ويلبسون Ø£ÙØ®Ø± ثيابهم ويتَّخذون ذلك اليوم عيداً يصنعون Ùيه أنواع الأطعمة ويظهرون Ø§Ù„ÙØ±Ø والسرور ÙØ±ØØ§Ù‹ بقتله Ø› لأنَّه ØØ§ÙˆÙ„ أن ÙŠÙØ±Ù‘ÙÙ‚ كلمة المسلمين بعد اجتماعها على ØØ¯Ù‘٠تعبيره.
ولا يزال المسلمون ÙÙŠ أهل السنة يعتبرون أوَّل يوم من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù… عيداً إسلامياً يتبادلون Ùيه التهاني والزيارات ويصرÙون أكثر ساعاته ÙÙŠ نوادي اللهو والطرب والØÙلات ويسمّÙونه بعيد الهجرة ØŒ مع العلم بأنَّ هجرة النبي من مكَّة إلى المدينة كانت ÙÙŠ السادس من ربيع الأوَّل ÙˆÙÙŠ الثاني عشر منه دَخَل المدينة ونزل Ø¶ÙŠÙØ§Ù‹ على أبي أيوب الأنصاري.
ومهما كان Ø§Ù„ØØ§Ù„ ØŒ Ùلقد راÙقت هذه الذكرى ÙÙŠ أوساط الشيعة مصرع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وكان الأئمة ÙŠØØ±ØµÙˆÙ† على تخليدها واستمرارها Ø› لتكون ØØ§Ùزاً للأجيال على مقاومة الظلم والطغيان والاستهانة بالØÙŠØ§Ø© مع الظالمين تقودهم بمعانيها السامية Ø§Ù„Ø®ÙŠÙ‘ÙØ±Ø© للتضØÙŠØ© والبذل بسخاء ÙÙŠ سبيل المبدأ والعقيدة.
لقد دخل الإمام علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† زين العابدين إلى المدينة بعد أن أطلق سراØÙ‡ ÙˆØ³Ø±Ø§Ø Ø¹Ù…Ù‘ÙŽØ§ØªÙ‡ وأخواته يزيد بن معاوية وهو يبكي أباه وأهله وإخوته ØŒ وظل Ù„ÙØªØ±Ø© طويلة من الزمن يبكيهم ØØªÙ‘Ù‰ عدَّه الناس من البكَّائين ØŒ وكان عندما يسأله سائل عن كثرة بكائه يقول : (لا تلوموني Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ يعقوب Ùقد سبطا من ولده ÙØ¨ÙƒÙ‰ ØØªÙ‘Ù‰ ابيضت عيناه من Ø§Ù„ØØ²Ù† ولم يعلم أنَّه مات ØŒ وقد نظرت إلى أربعة عشر رجلاً من أهل بيتي يذبØÙˆÙ† ÙÙŠ غداة ÙˆØ§ØØ¯Ø© ØŒ ÙØªØ±ÙˆÙ† ØØ²Ù†Ù‡Ù… يذهب من قلبي أبدا ØŸ!).
وروى الرواة عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: (بكى علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† على أبيه ØØ³ÙŠÙ† بن علي ( عليهما السلام ) عشرين سنة أو أربعين سنة ØŒ وما وضع بين يديه طعام إلاّ بكى على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ ØØªÙ‘Ù‰ قال له مولى له : جعلت ÙØ¯Ø§Ùƒ يا بن رسول الله ØŒ إنّÙÙŠ أخا٠عليك أن تكون من الهالكين ØŒ قال : إنما أشكو بثي ÙˆØØ²Ù†ÙŠ Ø¥Ù„Ù‰ الله وأعلم من الله مالا تعلمون ØŒ إنّÙÙŠ لم أذكر مصرع بني ÙØ§Ø·Ù…Ø© إلاّ خنقتني العبرة لذلك).
وأØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹ كان الإمام السجَّاد يطلب المناسبة ويخلقها Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹ Ù„ÙŠØØ¯Ù‘ÙØ« الناس بما جرى على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأهل بيته ØŒ Ùيذهب إلى سوق القصَّابين ÙÙŠ المدينة ليسألهم عمَّا إذا كانوا يسقون الشاة قبل ذبØÙ‡Ø§ وإنَّه ليعلم أنَّهم ÙŠÙØ¹Ù„ون ذلك Ø› لأنَّه من السنن المأثورة ØŒ ولكنَّه يريد أن ÙŠØØ¯Ù‘ÙØ«Ù‡Ù… عمَّا جرى لأبيه ليبعث ÙÙŠ Ù†Ùوسهم النقمة على الظلم والظالمين ØŒ Ùيقول لهم : ( قتل ابن رسول الله عطشانا ) Ùيجتمعون عليه ويبكون لبكائه .
وكان إذا رأى غريباً دعاه إلى بيته Ù„Ø¶ÙŠØ§ÙØªÙ‡ ثم يقول: (قتل ابن رسول الله جائعا) ØŒ واستمر طيلة ØÙŠØ§ØªÙ‡ ØØ²ÙŠÙ†Ø§Ù‹ كئيباً . وهكذا كان غيره من الأئمة ÙŠØØ±ØµÙˆÙ† على بقاء تلك الذكرى ØÙŠÙ‘ÙŽØ© ÙÙŠ Ù†Ùوس الأجيال خالدة خلود الدهر Ø› لأنَّها لا ØªÙ†ÙØµÙ„ بمعانيها السامية عن أهدا٠الإسلام العليا ومقاصده الكريمة.
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) لجماعة من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ دخلوا عليه ÙÙŠ اليوم العاشر: (أتجتمعون ÙˆØªØªØØ¯Ù‘َثون ØŸ) Ùقالوا: نعم يا ابن رسول الله ØŒ Ùقال : (أتذكرون ما صÙنع بجدي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŸ لقد Ø°Ø¨Ø Ù€ والله Ù€ كما ÙŠØ°Ø¨Ø Ø§Ù„ÙƒØ¨Ø´ ÙˆÙ‚ÙØªÙ„ معه عشرون شاباً من أهله وبنيه وإخوته ما لهم على وجه الأرض من مثيل).
وروى عنه معاوية بن وهب وقد دخل عليه ÙÙŠ اليوم العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù… ÙØ±Ø¢Ù‡ ØØ²ÙŠÙ†Ø§Ù‹ كاس٠اللون وهو يدعو ويقول: (اللهم يا Ù…ÙŽÙ† خصَّنا بالكرامة : ارØÙ… تلك الوجوه التي غيَّرتها الشمس ... وارØÙ… تلك الخدود التي تقلَّبت على ØÙرة أبي عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ... وارØÙ… تلك الصرخة التي كانت لنا) ومضى يقول ÙÙŠ دعائه لزوَّار Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† والباكين عليه كما جاء ÙÙŠ رواية ابن وهب: (اللهم إنّÙÙŠ استودعك تلك الأبدان وتلك Ø§Ù„Ø£Ù†ÙØ³ ØØªÙ‘Ù‰ توÙÙ‘Ùيهم على الØÙˆØ¶ يوم العطش الأكبر ) .
ولمَّا استغرب معاوية بن وهب ما رآه من بكاء الإمام ومن دعواته لزوَّار قبر أبي عبد الله والباكين عليه ØŒ قال له: (يا معاوية ØŒ Ù…ÙŽÙ† يدعو لزوَّاره ÙÙŠ السماء أكثر ممَّن يدعو لهم ÙÙŠ الأرض) ودعاء الإمام لزوَّار قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يشير إلى أنَّ الشيعة كانوا ÙŠØªÙˆØ§ÙØ¯ÙˆÙ† لزيارته من ذلك التاريخ.
ودخل Ø¬Ø¹ÙØ± بن عÙَّان عليه Ùقال له: (بلغني أنَّك تقول الشعر ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ùˆ تجيد ØŸ) Ùقال له: نعم ØŒ جعلني الله ÙØ¯Ø§Ùƒ ØŒ Ùقال : ( قل ) ثم قام وأجلس نساءه خل٠الستر ØŒ Ùلمَّا قرأ عليه من شعره ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† جعل يبكي ÙˆØ§Ø±ØªÙØ¹ الصراخ والعويل من داخل الدار ØØªÙ‘Ù‰ ازدØÙ… الناس على باب الدار Ù…Ø®Ø§ÙØ© أن يكون قد ØØ¯Ø« Ùيها ØØ§Ø¯Ø« ØŒ Ùلمَّا وق٠الناس على واقع الأمر تعالى الصراخ من كل جانب ØŒ ثم قال له: (يا Ø¬Ø¹ÙØ± ØŒ والله لقد شهدك ملائكة الله المقرَّبون ها هنا يسمعون قولك ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عليه السلام ).
وكان Ø¬Ø¹ÙØ± بن عÙَّان من شعراء أهل البيت ØŒ وله مواق٠مع ابن أبي ØÙصة شاعر العبَّاسيّÙين الذي كان يتملَّق إليهم بانتقاص العلويّÙين وهجائهم ØŒ ومن قصائده التي كان يتملَّق بها للعبَّاسيين قوله ÙÙŠ أبيات يخاطب بها العلويّÙين :
خلّÙÙˆ الطريق لمعشر عاداتهم ØØ·Ù… المناكب كلَّ يوم Ø²ØØ§Ù…
ارضوا بما قسم الإله لكم به ودعوا وراثة كلَّ أصيد ØØ§Ù…
أنَّى يكون وليس ذلك بكائن بـني البنات وراثة الأعمام
ÙØ±Ø¯Ù‘ÙŽ عليه Ø¬Ø¹ÙØ± بن عÙَّان بقوله :
Ù„Ùـمَ لا يـكون وإنَّ ذاك لـكائن لـبني الـبنات وراثـة الأعمام
لـلبنت نـص٠كـامل من ماله والـعـم مـتروك بـغير سـهام
مـا لـلطليق ولـلتراث وإنَّـما صلَّى الطليق Ù…Ø®Ø§ÙØ© الصمصام(2)
وكان الإمام الرضا (عليه السلام) يجلس للعزاء ÙÙŠ العشرة الأولى من شهر Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù… ولا يرى ضاØÙƒØ§Ù‹ قط ØŒ كما كانت مظاهر Ø§Ù„ØØ²Ù† والأس٠تستولي على الأئمة الأطهار ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ù… وتبدو ظاهرة ÙÙŠ بيوتهم ومجالسهم ويقولون لمÙÙ† ÙŠØØ¶Ø± مجالسهم من الخاصة والعامة : (قل متى ذكرتهم [Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡] : يا ليتني كنت معهم ÙØ£Ùوز Ùوزاً عظيما) إنَّهم كانوا يريدون من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ù… وشيعتهم وجميع المسلمين أن يكونوا مع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† العاملين بمبادئ القرآن وسنن الأنبياء والمصلØÙŠÙ† العاملين لخير الإنسان ÙÙŠ كل زمان ومكان بأرواØÙ‡Ù… وعزيمتهم وقلوبهم وبقاء هذه الذكرى خالدة خلود الإنسان ØŒ وأن يشØÙ†ÙˆØ§ النÙوس بالنقمة على الظالمين ÙˆÙØ±Ø§Ø¹Ù†Ø© العصور الذين يتØÙƒÙ‘َمون بكرامة الإنسان وخيرات الأرض التي أوجدها الله لأهل الأرض لا Ù„Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين والجلاّدين. ويريدون منهم أن يكونوا ÙÙŠ كل زمان ومكان ثورة عارمة على Ù…ÙŽÙ† ÙŠØÙ…Ù„ Ø±ÙˆØ ÙŠØ²ÙŠØ¯ وجلاّديه ولا يختل٠عنهما إلاّ بالاسم ØŒ ويضØÙ‘Ùوا Ø¨Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… من أجل الØÙ‚ والعدل كما ضØÙ‘ÙŽÙ‰ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ÙÙŠ ثورته على يزيد زمانه ØŒ لقد أرادوا منهم ذلك ØµØ±Ø§ØØ© تارة ÙˆØªÙ„Ù…ÙŠØØ§Ù‹ أخرى كما يبدو ذلك من ØØ«Ù‘Ùهم وترغيبهم على زيارة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وتØÙ…Ù‘ÙÙ„ المشاق وإنْ عظمت ÙÙŠ سبيلها Ø› لتبقى مواقÙÙ‡ وتضØÙŠØ§ØªÙ‡ ماثلة لدى الأجيال تتَّخذ منها دروساً ÙÙŠ الجهاد والتضØÙŠØ§Øª ÙÙŠ سبيل العقيدة والمبدأ.
إنَّهم كانوا ÙŠØØ«Ù‘Ùون ÙˆÙŠØ±ØºÙ‘ÙØ¨ÙˆÙ† ÙÙŠ زيارته ÙÙŠ أكثر من ÙØµÙ„ من ÙØµÙˆÙ„ السنة Ø› لأنَّ الزائر عندما يق٠أمام ضريØÙ‡ الطاهر وكان مدركاً لواقعه ØŒ Ùلابدَّ وأن يتصَّور Ù…ÙˆÙ‚Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØÙŠØ¯Ø§Ù‹ ÙÙŠ مقابل تلك Ø§Ù„ØØ´ÙˆØ¯ التي اجتمعت لقتاله ØŒ غير هيَّاب ولا وجÙÙ„ ØŒ ÙŠØ¯Ø§ÙØ¹ ويناضل عن شريعة جدّÙÙ‡ وكرامة الإنسان بعزيمة أثبتْ من الجبال الرواسي كما وصÙها بعض شعراء الطÙّ٠بقوله :
من ØªØØªÙ‡Ù… لو تزول الأرض لتنصَّبوا على الهوى هضباً أرسى من الهضب
هذه الخواطر التي تعترض زائر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† لا بدَّ وأن ØªØØ¯Ø« ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ نقمة على الظلم والظالمين ÙˆØªØ¯ÙØ¹Ù‡ على الصمود ÙÙŠ الشدائد والأهوال وتؤكد صلاته بأهل هذا البيت الذين يجسدون الإسلام Ùكراً وقولاً وعملاً ØŒ هذا Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى أنَّ الزائر يعاهد الله ورسله وملائكته بالمضي على خطى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وآبائه وأبنائه ØŒ ومتابعتهم ÙÙŠ القول والعمل ÙˆÙÙŠ مواقÙهم من الظالمين ØÙŠÙ†Ù…ا يق٠على ضريØÙ‡ ويخاطبه بقوله: (أشهد الله وملائكته وأنبياءه ورسله وأشهدكم أنّÙÙŠ بكم مؤمن ولكم تابع ÙÙŠ ذات Ù†ÙØ³ÙŠ ÙˆØ´Ø±Ø§Ø¦Ø¹ ديني وخواتيم عملي ومنقلبي إلى ربي).
إنَّ هذا التأكيد من الأئمة الأطهار على زيارة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) والترغيب المغري بها ÙÙŠ عدد من المواسم خلال كل عام لم يصدر منهم بالنسبة لزيارة غيره من الأئمة ولا لزيارة Ù…ÙŽÙ† هو أعظم منه كجدّÙÙ‡ المصطÙÙ‰ وأبيه المرتضى ØŒ ÙÙŠ ØÙŠÙ† أنَّ كل ÙˆØ§ØØ¯ منهم كلٌّ يجسد الإسلام بجميع ÙØµÙˆÙ„Ù‡ وخطوطه ÙÙŠ أقواله ÙˆØ£ÙØ¹Ø§Ù„Ù‡ وقد وهب ØÙŠØ§ØªÙ‡ لله ولخير الناس أجمعين وهانت عنده الدنيا بكل ما Ùيها من Ù…ÙØªØ¹ ونعيم ومغريات .
إنَّ ذلك لم يكن إلاَّ لأنَّ شهادة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) بما راÙقها من الجرائم ÙˆØ§Ù„ÙØ¸Ø§Ø¦Ø¹ تثير Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³ ÙˆØªØØ±Ù‘ÙÙƒ الضمائر الهامدة ÙˆØªØØ«Ù‘٠على مقارعة الظلم والصبر ÙÙŠ الشدائد والأهوال ÙÙŠ سبيل المبدأ والعقيدة ØŒ ولأجل ما راÙقها من تلك Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« القاسية التي لم يسجّÙÙ„ التاريخ لها نظيراً ØŒ Ùقد اتخذها الأئمة (عليه السلام) وسيلة لإثارة العواط٠وإلْهاب المشاعر وبعث Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù†Ø¶Ø§Ù„ÙŠØ© ÙÙŠ Ù†Ùوس الجماهير المسلمة Ø› لتكون مهيَّأة للثورة على الظلمة والجبابرة ÙÙŠ كل أرض وزمان ØŒ ÙˆÙÙŠ الوقت ذاته ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ تلك المآتم والذكريات تكش٠عن طبيعة القوى التي تناهض أهل البيت وتناصبهم العداء ومدى بعدها عن الإسلام ØŒ وتبيّÙÙ† ÙÙŠ الوقت ذاته أنَّ جوهر الصراع بينهم وبين Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين ليس ذاتيَّاً ولا مصلØÙŠÙ‘َاً كما جرت العادة عليه ÙÙŠ الصراعات بين الناس ØŒ بل هو من أجل الإسلام وتعاليم الإسلام والجور الذي أصاب الناس.
لقد كان موق٠الأئمة (عليه السلام) من تلك المآتم ÙˆØ§Ù„ØØ«Ù‘٠عليها والترغيب بها منذ قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) من جملة Ø§Ù„Ø¯ÙˆØ§ÙØ¹ التي جعلت الشيعة يلتزمون بها بدون انقطاع ÙÙŠ كل بلد ØÙ„Ù‘Ùوا Ùيه ØŒ بالرغم ممَّا كانوا يتعرَّضون له من Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين وأعداء أهل البيت من التنديد والتنكيل والسخرية ومع كل ما قام به Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ون من جور وإرهاب ØŒ Ùلم ÙŠÙÙ„ØÙˆØ§ ÙÙŠ ÙƒØ¨Ø Ø°Ù„Ùƒ التيار الشيعي الجار٠الذي بقي يتعاظم باستمرار مع الزمن وبقي ÙÙŠ تصاعد مستمر ØØªÙ‘Ù‰ ÙÙŠ عهد العبَّاسيّÙين الذين وصلوا إلى الØÙƒÙ… على ØØ³Ø§Ø¨ العلويّÙين كما ØªØ¤ÙƒÙ‘ÙØ¯ ذلك عشرات الشواهد ØŒ ومع ذلك Ùقد كانوا عليهم أشدَّ من الأمويّÙين ÙˆØØ§Ø±Ø¨ÙˆÙ‡Ù… على جميع الجبهات وتعرَّضوا ÙÙŠ عهودهم لأسوأ أنواع العس٠والجور والتشريد.
Ùلقد قال المنصور العبَّاسي عندما عزم على قتل الإمام الصادق : (قتلت٠من ولد ÙØ§Ø·Ù…Ø© Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ أو يزيدون وتركت إمامهم ÙˆØ³ÙŠÙ‘ÙØ¯Ù‡Ù… Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…د) كما جاء ÙÙŠ Ø´Ø±Ø Ù…ÙŠÙ…ÙŠØ© أبي ÙØ±Ø§Ø³ والأدب ÙÙŠ ظل التشيع(3).
وترك Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØªÙ‡ المهدي ميراثاً من رؤوس العلويّÙين كان قد وضعها ÙÙŠ ØºØ±ÙØ© من غر٠قصره ØŒ ÙˆØ¯ÙØ¹ Ù…ÙØ§ØªÙŠØØ§Ù‹ لزوجة Ø®Ù„ÙŠÙØªÙ‡ ريطة وأوصاها بأن لا ØªÙØªØÙ‡Ø§ إلاّ هي وزوجها بعد ÙˆÙØ§ØªÙ‡ ØŒ ÙØ£ÙŠÙ‚نت أنَّها مملوءة من التØÙ والأموال ØŒ ولمَّا توÙÙ‘ÙÙŠ ØŒ ÙØªØÙ‡Ø§ المهدي هو وزوجته ليلاً Ùوجدها مملوءة من رؤوس العلويّÙين ØŒ بينها رؤوس شيوخ ÙˆØ£Ø·ÙØ§Ù„ وشبان ÙˆÙÙŠ كل رأس رقعة باسمه ونسبه(4).
وهو القائل لعمّÙÙ‡ عبد الصمد بن علي عندما لامه على ØªØ³Ø±Ù‘ÙØ¹Ù‡ ÙÙŠ القتل والعقوبات: إنَّ بني مروان لم تبلى رممهم وآل أبي طالب لم تغمد سيوÙهم ØŒ ونØÙ† بين قوم رأونا بالأمس سوقة واليوم Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ ولا نستطيع أن نبسط هيبتنا إلاّ بنسيان العÙÙˆ واستعمال العقوبة.
لقد وصل المنصور إلى الØÙƒÙ… على ØØ³Ø§Ø¨ آل أبي طالب كما ذكرنا وبعد أن استتبَّت له الأمور قتل منهم Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ أو يزيدون ووضع السي٠ÙÙŠ رقابهم لا لشيء إلاّ لأنَّه يخا٠منهم على هيبته وسلطانه ØŒ ÙˆØ§Ù„Ø®ÙˆÙ ÙˆØØ¯Ù‡ ÙŠØ¨Ø±Ù‘ÙØ± له ويغره من Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين قتل الملايين من البشر ÙÙŠ كل عصر وزمان ØŒ ÙˆÙÙŠ الوقت ذاته يتغنّÙون Ø¨Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© والديمقراطية والسلام وما إلى ذلك من الشعارات كما كان العبَّاسيون والأمويون يتستَّرون بالإسلام ورسالة الإسلام ويتقرَّبون من الوعَّاظ وشيوخ السوء ليصنعوا لهم Ø§Ù„Ù…Ø¨Ø±Ù‘ÙØ±Ø§Øª لجرائمهم.
وجاء ÙÙŠ مناقب ابن شهر آشوب أنَّ المنصور قال للإمام الصادق (عليه السلام) : لأقتلنَّك ولأقتلنَّ أهلك ØØªÙ‘Ù‰ لا Ø£ÙØ¨Ù‚ÙŠ على الأرض منكم قامة سوط ØŒ ولقد هم بقتله أكثر من مرَّة وكان يستعين عليه بالله ÙˆØØ¯Ù‡ ØŒ ÙØ£Ù†Ø¬Ø§Ù‡ الله من شرّÙÙ‡.
ويدَّعي عبد الجواد الكليدار آل طعمة ÙÙŠ كتابه (تاريخ كربلاء) أنَّه أوَّل Ù…ÙŽÙ† تجرَّأ على قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وهدمه عندما رأى الشيعة ÙŠØªÙˆØ§ÙØ¯ÙˆÙ† إلى زيارته ويرددون تلك المأساة الدامية التي ØÙ„َّت بأهل البيت .
وجاء ÙÙŠ (مروج الذهب) للمسعودي أنَّه جلس يوماً مع المسيَّب بن زهرة Ù€ وكان من أعوانه وجلاّديه Ù€ ÙØ°ÙƒØ± Ø§Ù„ØØ¬Ù‘َاج بن ÙŠÙˆØ³Ù ÙˆÙˆÙØ§Ø¡Ù‡ للمروانيّÙين ÙÙŠ معرض التعريض والتنديد بأعوانه ØŒ ÙÙهم المسيَّب غايته ØŒ Ùقال له المسيَّب : يا أمير المؤمنين ØŒ والله إن Ø§Ù„ØØ¬Ù‘َاج لم يسبقنا إلى أمر من الأمور ØŒ ولم يخلق الله على وجه الأرض Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ Ø£ØØ¨Ù‘٠إلينا من نبينا Ù…ØÙ…د بن عبد الله (ص) ØŒ ومع ذلك Ùقد أمرتنا بقتل أولاده وعترته ØŒ ÙØ£Ø·Ø¹Ù†Ø§Ùƒ وقتلناهم ØŒ Ùهل كان Ø§Ù„ØØ¬Ù‘َاج Ø£Ù†ØµØ Ù„Ø¨Ù†ÙŠ مروان منَّا لك ØŸ! ÙØ³ÙƒØª المنصور ولم يرد عليه.
وروى الرواة عن أساليب تعذيبه للعلويّين أنَّه كان يضع العلويّÙين ÙÙŠ الاسطوانات ÙˆÙŠØ³Ù…Ù‘ÙØ±Ù‡Ù… ÙÙŠ الØÙŠØ·Ø§Ù† ØŒ وأØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹ يضعهم ÙÙŠ سجن مظلم ويتركهم يموتون جوعاً ويترك الموتى بين الأØÙŠØ§Ø¡ ÙØªÙ‚تلهم Ø§Ù„Ø±ÙˆØ§Ø¦Ø Ø§Ù„ÙƒØ±ÙŠÙ‡Ø© ØŒ ثم يهدم السجن على الجميع كما جاء ÙÙŠ تاريخ اليعقوبي . ولقد ÙØ±Ù‘ÙŽ أبو القاسم الرسي بن إبراهيم بن طباطبا المعرو٠بإسماعيل الديباج إلى بلاد السند Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ من المنصور ØŒ وقال كما جاء عنه:
لـم يـرْوÙه٠ما أراق البغي من دمنا ÙÙŠ كلّ٠أرض Ùلم يقصر من الطلب
وليس يشÙÙŠ غليلاً ÙÙŠ ØØ´Ø§Ù‡ سوى أن لا يـرى Ùوقها ابناً لبنت نبي
ÙˆØÙŽÙƒÙŽÙ… المسلمين من بعده ولده المهدي Ø¨Ù†ÙØ³ Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù„Ø¦ÙŠÙ…Ø© Ø§Ù„ØØ§Ù‚دة على العلويّÙين ÙˆØµÙ„ØØ§Ø¡ المسلمين ØŒ وخÙَّت ÙÙŠ عهده ØØ¯Ù‘ÙŽØ© القتل الجماعي للعلويّÙين وشيعتهم ومطاردتهم ØŒ ولكنَّه سخَّر جماعة من أعوانه ومرتزقته Ù„Ø§Ù†ØªØØ§Ù„ ØµÙØ© الزندقة لكل Ù…ÙŽÙ† يناوئه من العلويّÙين وشيعتهم ØŒ ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø§ØªÙ‡Ø§Ù… بالزندقة من أيسر التهم التي تلصق بالأبرياء كما جاء ÙÙŠ التاريخ الإسلامي ÙˆØ§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© الإسلامية.
وقال عبد الرØÙ…Ù† بدوي: إنَّ الاتهام بالزندقة ÙÙŠ ذلك العصر كان يسير جنباً إلى جنب مع الانتساب إلى مذهب Ø§Ù„Ø±Ø§ÙØ¶Ø© . ÙˆÙÙŠ ذلك يقول الطغرائي من جملة أبيات له :
ومتّى تولَّى آل Ø£ØÙ…د مسلمٌ قـتلوه ووصموه Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ù„ØØ§Ø¯
ولمَّا جاء دور Ø®Ù„ÙŠÙØªÙ‡ الهادي العبَّاسي سلَّط على العلويّÙين جلاّديه وجلاوزته ØŒ ÙØ£Ù„ØÙ‘Ùوا ÙÙŠ طلبهم ومطاردتهم وقطع أرزاقهم ÙˆØ£ÙØ¹Ø·ÙŠØ§ØªÙ‡Ù… ØŒ وكتب إلى سائر المقاطعات الإسلامية ÙŠÙ‡Ø¯Ù‘ÙØ¯ ويتوعَّد كلَّ Ù…ÙŽÙ† يأويهم ÙˆÙŠØØ³Ù† إليهم ØŒ وكانت معركة ÙØ® التي Ù‚ÙØªÙ„ Ùيها أكثر من مائة وخمسين من رجال العلويّÙين ونسائهم ÙˆØ£Ø·ÙØ§Ù„هم بسبب ما Ù„ØÙ‚هم من الاضطهاد يومذاك وتولَّى قيادتها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي بن Ø§Ù„ØØ³Ù† بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ØŒ وكان موسى الهادي قد استخل٠على المدينة Ø¥Ø³ØØ§Ù‚ بن عيسى ØŒ ÙØ£ÙˆØ¹Ø² Ø¥Ø³ØØ§Ù‚ إلى رجل من ولد عمر بن الخطَّاب يعر٠بعبد العزيز بن عبد الله ØŒ ÙØÙ…Ù„ على الطالبيّÙين ÙˆØ£ÙØ±Ø· ÙÙŠ Ø§Ù„ØªØØ§Ù…Ù„ عليهم ومضايقتهم ØŒ ÙØ§Ø¬ØªÙ…ع على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي ØµØ§ØØ¨ ÙØ® جماعة من الشيعة ÙØ®Ø±Ø¬ بهم ØŒ وكانت المعركة ÙÙŠ القرب من مكَّة ÙˆÙÙŠ المكان Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙ Ø¨ÙØ® ØŒ ÙˆÙ‚ÙØªÙ„ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ومَن معه من العلويّÙين وشيعتهم ÙˆØÙ…لت رؤوسهم إلى موسى الهادي ØŒ ولمَّا بلغ العÙمري والي المدينة ما جرى Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي قائد معركة ÙØ® ØŒ أمر بهدم داره ودور الطالبيّÙين وصادر أموالهم وممتلكاتهم.
وجاء ÙÙŠ مقاتل الطالبيّÙين للإصÙهاني أنَّ النبي (ص) مرَّ Ø¨ÙØ® ØŒ Ùنزل وصلَّى ركعتين ØŒ وقبل أن ينتهي منهما بكى وهو ÙÙŠ صلاته ØŒ Ùلمَّا رآه المسلمون بكوا لبكائه ØŒ ولمَّا سألوه عن سبب بكائه قال: (نزل عليّ جبريل لمَّا صلَّيت الركعة الأولى وقال: يا Ù…ØÙ…د ØŒ إنَّ رجلاً من ولدك ÙŠÙقتل ÙÙŠ هذا المكان وأجر الشهيد معه أجر شهيدين)(5).
ولمَّا جاء دور الرشيد Ù€ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© العبَّاسي الخامس Ù€ مثَّل أسوأ الأدوار معهم ØŒ وأقسم Ù€ كما جاء ÙÙŠ الأغاني ØŒ Ø· دار الكتب بالقاهرة Ù€ على استئصالهم وكل Ù…ÙŽÙ† يتشيَّع لهم وقال: ØØªÙ‘َام أصبر على آل أبي طالب ØŒ والله لأقتلنَّهم وأقتل شيعتهم أينما ØÙ„Ù‘Ùوا . وأمر بأخراجهم من بغداد إلى المدينة وأمر واليه عليها أن يأخذ الضمانات منهم ويتعهَّد بعضهم ببعض ØŒ وعندما أرسل الجلودي Ù„ØØ±Ø¨ Ù…ØÙ…د بن Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…د أمره أن يغير على دور آل أبي طالب ويسلب ما على نسائهم من الثياب ØŒ ولا يترك لكل ÙˆØ§ØØ¯Ø© منهنَّ إلاّ ثوباً ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ يسترها.
ولم يكتÙÙŠ بذلك ØØªÙ‘Ù‰ هدم قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وقطع السدرة الكبيرة التي كانث إلى جانبه Ø› لا لشيء إلاّ لأنَّ زوَّار قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) كانوا يستظلّÙٌون ØªØØªÙ‡Ø§ من ØØ±Ø§Ø±Ø© الشمس ØŒ وقد تولَّى له تنÙيذ هذه المهمة موسى بن عيسى بن موسى العبَّاسي(6).
وتوَّج موبقاته كلّÙها Ø¨ØØ¨Ø³ الإمام موسى بن Ø¬Ø¹ÙØ± (عليه السلام) ØŒ وأخيراً بقتله بالسم بواسطة جلاّديه وجلاوزته ØŒ ÙˆÙÙŠ عهده امتلأت سجونه من العلويّÙين وشيعتهم وكل Ù…ÙŽÙ† ÙŠÙØªÙ‘َهم Ø¨Ø§Ù„ØªØ´ÙŠÙ‘ÙØ¹ لهم على ØØ¯Ù‘٠تعبير Ø£ØÙ…د أمين ÙÙŠ المجلَّد الثالث من ضØÙ‰ الإسلام.
واشتهر المتوكّÙÙ„ بعدائه الشديد للعلويّÙين Ø› Ùقد جاء ÙÙŠ تاريخ ابن الأثير وهو يستعرض ØÙˆØ§Ø¯Ø« سنة 236 أنَّ المتوكّÙÙ„ العبَّاسي كان شديد البغض والكراهة لعلي وآل علي ØŒ وإذا بلغه أنَّ Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ يتولَّى عليَّاً وآل علي ØŒ صادر أمواله وقتله . وأضا٠إلى ذلك أنَّه كتب إلى واليه ÙÙŠ مصر يأمره بإخراج آل أبي طالب منها وطردهم إلى العراق ØŒ وكانوا ÙÙŠ مصر ÙŠØ±Ø¯Ù‘ÙØ¯ÙˆÙ† ÙÙŠ مجالسهم ما صنعه الأمويّÙون مع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأسرته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ويبكون Ù„Ùمَا أصابهم ØŒ ÙØ£Ø®Ø±Ø¬Ù‡Ù… الوالي منها واستتر أكثر Ù…ÙŽÙ† كان Ùيها من شيعة آهل البيت ØŒ كما استعمل على المدينة ومكَّة المكرَّمة عمر بن Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ الرجØÙŠ Ùمنعه من البرّ٠بآل أبي طالب كما منع العلويّÙين من Ø§Ù„ØªØ¹Ø±Ù‘ÙØ¶ للناس والاتصال Ø¨Ø£ØØ¯ ØŒ ولم يبلغه عن Ø£ØØ¯Ù برَّ علوياً إلاّ أنهكه عقوبة وأثقله عزماً ØŒ ÙØ³Ø§Ø¡Øª ØØ§Ù„Ø© العلويّÙين واضطر نساؤهم إلى التزام بيوتهن عاريات يتبادلن القميص المرقَّع ÙÙŠ الصلاة Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯Ø© تلو الأخرى ØŒ ويجلسن عاريات على منازلهنَّ لكي يشترين ما يسد رمقهن من خبز الشعير بأثمان غزلهن.
لقد قضت مشيئة Ø®Ù„ÙŠÙØ© المسلمين العبَّاسي ÙÙŠ نسبه الأموي Ø§Ù„ØØ§Ù‚د ÙÙŠ روØÙ‡ ومشاعره أن تعتك٠العلويَّات الطاهرات ÙÙŠ بيوتهن عاريات يتبادلن القميص المرقع إذا ØØ¶Ø±Øª أوقات الصلاة ØŒ ثم يجلسن على مغازلهن عاريات ليشترين بأثمان غزلهن ما يسد رمقهن من الخبز ØŒ وأن تختال نساؤهم وجواريهم Ø§Ù„ÙØ§Ø¬Ø±Ø§Øª الراقصات بالØÙ„ÙŠ ÙˆØÙلل Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ± والديباج بين الغلمان والسكارى من ØÙˆØ§Ø´ÙŠ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ØŒ ويجلسن على موائد الطعام Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù„ÙØ© من جميع المأكولات والخمور ØŒ وأهل البيت ونساؤهم ÙˆØ£Ø·ÙØ§Ù„هم يتلوّÙون من آلام الجوع ØŒ أذلَّاء صاغرين ØŒ وكان ÙŠÙ‚Ø±Ù‘ÙØ¨ إليه كلَّ Ù…ÙŽÙ† يكره علياً أمير المؤمنين كعلي بن الجهم وأمثاله ممَّن كانوا يشتمون عليَّاً (عليه السلام) ØŒ ونظراً لأنَّ أباه الجهم بن بدر كان من الموالين لعلي قال بعض شعراء الشيعة ÙÙŠ علي بن الجهم:
لعمرك ليس الجهم بن بدر بشاعر وهـذا عـلي ابنه يدَّعي الشعرا
ولـكنْ أبـي قد كان جاراً لأمّÙÙ‡ Ùلمَّا ادعى الأشعار أوهمني أمرا
يشير بهذين البيتين إلى Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« الشائع عن النبي (ص) أنَّه قال لعلي (عليه السلام) Ø¨ØØ¶ÙˆØ± جماعة من المهاجرين والأنصار: (ياعلي ØŒ لا ÙŠØØ¨Ùƒ إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ مناÙÙ‚).
وكان ابن السكّÙيت من كبار العلماء والأدباء ÙÙŠ زمانه وقد ألزمه المتوكّÙÙ„ بتعليم ولديه المعتز والمؤيَّد ØŒ Ùقال له يوماً: أيّÙهما Ø£ØØ¨Ù‘٠إليك ابناي هذان أو Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŸ ÙØ±Ø¯Ù‘ÙŽ عليه ابن السكّÙيت بقوله: والله ØŒ إنَّ قنبراً خادم Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ø£ØØ¨Ù‘٠إليَّ منك ومن ولديك ØŒ ÙØ£ÙˆØ¹Ø² المتوكّÙÙ„ إلى جلاَّديه من الأتراك أن يستخرجوا لسانه من Ù‚ÙØ§Ù‡ ØŒ ÙÙØ¹Ù„وا به ذلك ومات من ساعته ØŒ وكان يقول :
يـصاب Ø§Ù„Ù€ÙØªÙ‰ مـن عثرة بلسانه وليس يصاب المرء من عثرة Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ¬Ù’Ù„Ù
Ùـعثرته Ùـي الـقول ØªÙØ°Ù‡Ø¨ رأسه وعـثرته ÙÙŠ Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ¬Ù’Ù„ تبرأ على مهلÙ
لقد نسي (رØÙ…Ù‡ الله) هذين البيتين اللذين كان ÙŠØ±Ø¯Ù‘ÙØ¯Ù‡Ù…ا وكأنَّه كان يعني Ù†ÙØ³Ù‡ بهما ØŒ لقد سيطر عليه الولاء لأهل البيت ÙˆØ§Ø³ØªÙØ²Ù‘ÙŽÙ‡ Ø§Ø³ØªØ®ÙØ§Ù المتوكّÙÙ„ بهم ØŒ ÙØ£Ø¨Øª له Ù†ÙØ³Ù‡ الكبيرة أن يتَّقيه ويقول ما لا يؤمن به ØŒ ÙØ°Ù‡Ø¨ ÙÙŠ قاÙلة الشهداء ØŒ ولعلَّه كان من Ø£ÙØ§Ø¶Ù„هم بمقتضى قول النبي (ص): ( Ø£ÙØ¶Ù„ الشهداء ØÙ…زة بن عبد المطَّلب ورجل تكلَّم بكلمة ØÙ‚ عند سلطان جائر Ùقتله).
لم يكت٠المتوكّÙÙ„ بالتنكيل بشيعة أهل البيت ومطاردتهم ÙØ£Ø±Ø§Ø¯ أن يمنعهم عن زيارة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙØ±Ø¶ عليهم الضرائب وهدَّدهم وتوعَّدهم بالقتل ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم ØŒ Ùلم يخضعوا لتهديده ولا لوعيده واستمرت ÙˆÙود الشيعة على كربلاء ÙÙŠ تصاعد مستمر ØŒ يكمنون بالنهار ويسيرون ليلاً ØŒ ولمَّا لم يجد سبيلاً لاستئصال هذه الظاهرة الشيعية اتخذ قراراً بهدم القبر وإزالة معالمه Ø› ليضيع مكانه ولا يهتدون إليه ØŒ ويأبى الله إلاّ أن يتمَّ نوره ولو كره المشركون.
لقد أراد معاوية من قبله أن لا ÙŠØªØØ¯Ù‘ÙŽØ« Ø£ØØ¯ عن ÙØ¶Ù„ علي وآثاره ØŒ Ùكتب إلى عمَّاله ÙÙŠ جميع المقاطعات الإسلامية: برئت الذمة ممَّن يروي ØØ¯ÙŠØ«Ø§Ù‹ ÙÙŠ ÙØ¶Ù„ عليّ وآل علي وممَّن يذكرهم بخير ØŒ وكتب المتوكّÙÙ„ الهاشمي وابن عمّ٠العلويّÙين إلى عمَّاله برئت الذمة ممَّن يبرّ٠العلويّÙين ÙˆÙŠØØ³Ù† إلى Ø£ØØ¯ منهم ØŒ وقتل معاوية Ø§Ù„ØØ³Ù† بن علي والمئات من ØµÙ„ØØ§Ø¡ المسلمين لأنَّهم لم يعلنوا براءتهم من علي وآل علي ØŒ وكذلك ÙØ¹Ù„ المتوكّÙÙ„ وأسلاÙÙ‡ من Ø£ØÙاد هاشم وعبد المطَّلب ØŒ وقتل يزيد بن معاوية Ø§Ù„ØØ³Ù† بن علي وعشرين شاباً من Ø£ØÙاد أبي طالب ØŒ وقال المنصور العبَّاسي ØÙيد عبد المطَّلب: قتلت٠من ولد ÙØ§Ø·Ù…Ø© Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ أو يزيدون . وترك لولَده المهدي ØºØ±ÙØ© من غر٠قصره مملوءة برؤوسهم ومع كل رأس رقعة باسمه ونسبه ليقتدي به Ø®Ù„ÙŠÙØªÙ‡ من بعده(7) وهدم المتوكّÙÙ„ قبر أمير المؤمنين وقبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØØªÙ‘Ù‰ لا يهتدي إليهما Ø£ØØ¯ من الشيعة ويذهب لزيارتهما ØŒ ولكنَّ طيب تراب القبر دل على القبر.
Ùكان معاوية Ø¨Ù…ØØ§ÙˆÙ„ته Ø§Ù„ÙØ§Ø´Ù„Ø© Ø¥Ø®ÙØ§Ø¡ ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ أمير المؤمنين كأنَّه يأخذ بضبعه إلى السماء على ØØ¯ تعبير الشعبي وعبد الله بن عروة بن الزبير لولديهما ØŒ وكان المتوكّÙÙ„ Ø¨Ù…ØØ§ÙˆÙ„اته Ù„Ø¥Ø®ÙØ§Ø¡ قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) أنَّه جعله من الأبراج التي ØªÙ†Ø§Ø·Ø Ø§Ù„Ø³ØØ§Ø¨ وتثير Ø£ØÙ‚اد Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين من ØÙƒØ§Ù… العصور.
ونعود بعد هذه Ø§Ù„Ù„Ù…ØØ§Øª القصار عن مواق٠العبَّاسيّÙين من العلويّÙين إلى Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن مرقد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† لنعود إلى إعطاء صورة أوسع عن جور العبَّاسيّÙين بعد Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øº من هذا Ø§Ù„ÙØµÙ„ الذي خصَّصناه للمآتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© وزيارة مرقده ØŒ وما دمنا بصدد Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« من المآتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© وزيارة مرقد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† نعود لأبي Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ الأصÙهاني لنرى ما ÙØ¹Ù„Ù‡ المتوكّÙÙ„ بقبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ومع زائريه ØŒ Ùقد جاء ÙÙŠ مقاتل الطالبيين أنَّ المتوكّÙÙ„ الهاشمي كان شديد الوطأة على آل أبي طالب غليظاً على جماعتهم وشديد الØÙ‚د والغيظ عليهم ØŒ وكان وزيره عبيد الله بن ÙŠØÙŠÙ‰ بن خاقان يشاركه ÙÙŠ سوء الرأي بهم ÙØØ³Ù‘ÙŽÙ† له Ø§Ù„Ù‚Ø¨ÙŠØ ÙÙŠ معاملتهم وبلغ Ùيهم ما لم يبلغه Ø£ØØ¯ من بني العبَّاس قبله ØŒ وكان من سوء ÙØ¹Ù„Ù‡ أن كرب قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وعÙÙ‰ آثاره ووضع على سائر الطرق المؤدّÙية إليه Ù…Ø³Ø§Ù„Ø Ù…Ù† جنده لا يجدون Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ ÙÙŠ طريقه لزيارته إلاّ قتلوه أو أنهكوه تعذيباً ØŒ ومضى يقول: لقد ØØ¯Ù‘َثني Ø£ØÙ…د بن الجعد الوشا وقد شاهد Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ ذلك Ùقال: كان السبب ÙÙŠ ØØ±Ø§Ø«Ø© قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أنَّ بعض المغنّÙيات كانت تبعث بجواريها إلى المتوكّÙÙ„ قبل Ø®Ù„Ø§ÙØªÙ‡ يغنّÙين له إذا شرب ØŒ Ùلمَّا تولَّى Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© بعث إلى تلك المغنّÙية ÙØ¹Ø±Ù أنَّها كانت غائبة ÙÙŠ زيارة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ ولمَّا بلغها خبره أسرعت ÙÙŠ الرجوع وبعثت إليه بجارية من جواريها كان يألÙها ØŒ Ùقال لها: أين كنتم ØŸ Ùقالت: لقد خرجت مولاتي إلى Ø§Ù„ØØ¬ وأخرجتنا معها وكان ذلك ÙÙŠ شعبان ØŒ Ùقال : وإلى أين ØØ¬Ø¬ØªÙ… ونØÙ† ÙÙŠ شعبان ØŸ Ùقالت: قصدنا قبر ابن عمّÙÙƒ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي (عليه السلام) ØŒ ÙØ§Ø³ØªØ´Ø§Ø· غضباً وأمر بمولاتها Ùوضعها ÙÙŠ سجنه وصادر أملاكها ØŒ وبعث برجل من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ يقال له: ( الديزج ) Ù€ وكان يهودياً Ù€ إلى مرقد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأمره بهدمه وأن يكرب Ù…ØÙ„Ù‘ÙŽÙ‡ ولا يترك له أثراً ØŒ
كما أمره بهدم كل ما ØÙˆÙ„Ù‡ من الأبنية ØŒ Ùمضى لذلك ونÙَّذ جميع ما أمره به المتوكّÙÙ„ Ø› Ùهدم ما ØÙˆÙ„Ù‡ من البناء والبيوت التي كان Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ø§ يستقبلون الزوَّار Ùيها وكرب Ù†ØÙˆØ§Ù‹ من مائتين جريب ØÙˆÙ„Ù‡ ØŒ Ùلمَّا بلغ إلى القبر لم يتقدَّم لهدمه Ø£ØØ¯ ممَّن كانوا معه من جنود المتوكّÙÙ„ وأنصاره ØŒ ÙØ£ØØ¶Ø± قوماً من اليهود Ùهدموه ثم كربوه وأجروا الماء عليه وعلى ما ØÙˆÙ„Ù‡ من الأراضي ØŒ وأوكل أمر ملاØÙ‚Ø© الزوَّار إلى جنوده وجلاوزته ØŒ Ùكل Ù…ÙŽÙ† وجدوه متوجّÙها لزيارته اعتقلوه وأرسلوه إليه ØŒ وأضا٠إلى ذلك الأصÙهاني ÙÙŠ مقتله أنَّ Ù…ØÙ…د بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† الأشتاني قال : لقد Ø¨ÙŽØ¹ÙØ¯ عهدي بالزيارة ÙÙŠ تلك الأيَّام Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ من السلطة Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© ØŒ ثم عملت على المخاطرة Ø¨Ù†ÙØ³ÙŠ Ùيها Ù€ وساعدني رجل من العطَّارين على ذلك Ù€ ÙØ®Ø±Ø¬Ù†Ø§ زائرين نكمن النهار ونسير الليل ØØªÙ‘Ù‰ أتينا نواØÙŠ Ø§Ù„ØºØ§Ø¶Ø±ÙŠØ© وخرجنا منها نص٠الليل ØŒ ÙØ³Ø±Ù†Ø§ بين Ù…Ø³Ù„Ù‘ÙŽØØªÙŠÙ† ØØªÙ‘Ù‰ أتينا Ù…ØÙ„Ù‘ÙŽ القبر Ù€ وقد Ø®ÙÙŠ علينا Ù€ ÙØ¬Ø¹Ù„نا نشمَّه ÙˆÙ†ØªØØ±Ù‘ÙŽÙ‰ جهته ØØªÙ‘Ù‰ أتيناه وقد Ù‚Ùلع الصندوق الذي كان ØÙˆØ§Ù„يه ÙˆØ£ØØ±Ù‚ وأجري الماء عليه ÙØ§Ù†Ø®Ø³Ù موضع اللبن وصار كالخندق ØŒ ÙØ²Ø±Ù†Ø§Ù‡ ثم انكببنا عليه ÙØ´Ù…منا منه Ø±Ø§Ø¦ØØ© ما شممت مثلها ÙÙŠ جميع أنواع الطيب ØŒ Ùقلت للعطَّار الذي كان معي: Ø£ÙŠÙ‘Ù Ø±Ø§Ø¦ØØ© هذه ØŸ Ùقال: لا والله ما شممت مثلها شيئاً من العطر ØŒ Ùودَّعناه وجعلنا ØÙˆÙ„ القبر علامات ÙÙŠ عدة مواضع ØŒ Ùلمَّا قتل المتوكّÙÙ„ ØŒ اجتمعنا مع جماعة من الطالبيّÙين والشيعة ØØªÙ‘Ù‰ صرنا إلى القبر ÙØ£Ø®Ø±Ø¬Ù†Ø§ تلك العلامات وأعدناه إلى ما كان عليه(8).
وجاء ÙÙŠ الأمالي للشيخ الطوسي عن عبد الله بن دانية الطوري أنَّه قال : ØØ¬Ø¬Øª سنة 247 Ùلمَّا انتهيت من أعمال Ø§Ù„ØØ¬ ورجعت إلى العراق زرت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على ØØ§Ù„ Ø®ÙŠÙØ© من السلطان ØŒ ثم توجهت إلى زيارة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙÙŠ كربلاء ÙØ¥Ø°Ø§ مرقده قد ØØ±Ø« ÙˆÙØ¬Ù‘ÙØ± Ùيه الماء وأرسلت الثيران والعوامل ÙÙŠ الأرض ØŒ ÙØ¨Ø¹ÙŠÙ†ÙŠ ÙˆØ¨ØµØ±ÙŠ رأيت الثيران تساق ÙÙŠ الأرض ÙØªÙ†Ø³Ø§Ù‚ لهم ØØªÙ‘Ù‰ إذا وصلت القبر ØØ§Ø¯Øª عنه يميناً وشمالاً ØŒ ÙØªØ¶Ø±Ø¨ بالعصي الضرب الشديد Ùلا ÙŠÙ†ÙØ¹ ذلك ولا تطأ القبر Ø¨ØØ§Ù„ أبداً ØŒ Ùلم أتمكن من الزيارة ØŒ ÙØªÙˆØ¬Ù‡Øª إلى بغداد وأنا أقول :
تالله إنْ كـانت أمـيَّة قـد أتت قـتل ابـن بنت نبيها مظلوما
Ùـلقد أتـاه بـنو أبـيه بـمثله هـذا لـعمرك قـبره مـهدوما
أسÙوا على أن لا يكونوا شاركوا Ùــي قـتله Ùـتتبَّعوه رمـيما
وقيل ـ كما هو الشائع ـ أنَّ الأبيات للشاعر البسامي ويجوز أن يكون عبد الله بن دانية قد استشهد بها بعد شيوعها.
وقال الطبري ÙÙŠ المجلَّد التاسع ÙˆÙÙŠ Ø£ØØ¯Ø§Ø« 236 أنَّ عامل ØµØ§ØØ¨ الشرطة نادى ÙÙŠ الناØÙŠØ© التي Ùيها القبر: Ù…ÙŽÙ† وجدناه عند قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بعد ثلاثة أيَّام بعثنا به إلى المطبÙÙ‚ ØŒ Ùهرب الناس من ØÙˆØ§Ù„يه(9).
وقد أثَّر هذا الإرهاب إلى ØØ¯Ù‘٠ما على نشاط ØªØØ±Ù‘Ùكات الشيعة Ù†ØÙˆ زيارة مراقد الأئمة (عليه السلام) وبخاصة زيارة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ بعد أن تعاظم أسلوب القمع والإرهاب لبعض الوقت إلى ØØ¯Ù‘Ù ØÙ…Ù„ الإمام الثاني عشر Ù…ØÙ…د بن Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السلام) إلى إصدار توجيه عام إلى الشيعة ينهاهم Ùيه عن زيارة مرقد الإمامين موسى بن Ø¬Ø¹ÙØ± ومØÙ…د الجواد ÙÙŠ مقابر قريش ÙˆØØ±Ù… Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ كربلاء كما جاء ÙÙŠ أعلام الورى وغيبة الطوسي ØŒ ولكن أساليب القمع والإرهاب لم تدم طويلاً وكان لها ردَّة ÙØ¹Ù„ واسعة ÙÙŠ الأوساط الشيعية Ø› Ùما أن Ø£ØØ³Ù‘ÙŽ الشيعة Ø¨Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ±Ø§Ø¬ ØØªÙ‘Ù‰ اخذوا ÙŠØªÙˆØ§ÙØ¯ÙˆÙ† على زيارة مرقد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ø¨ÙƒØ«Ø§ÙØ© وبصورة أشد ØªÙ†ÙˆÙ‘ÙØ¹Ø§Ù‹ ممَّا كانت عليه قبل أن يصدر Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ون أوامرهم بالمنع والتنكيل بالزائرين.
واعتقد الشيعة أنَّ المرقد الشري٠لم يتأثَّر أبداً بالماء وظلَّ على ØØ§Ù„Ù‡ والشيعة ÙŠØªÙˆØ§ÙØ¯ÙˆÙ† عليه ÙÙŠ مواسم معدودة من كل عام ØŒ وبعد قرن من الزمن كتب ابن ØÙˆÙ‚Ù„ عن المشهد الذي بني Ùوق Ø¶Ø±ÙŠØ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ووصÙÙ‡ بأنَّه ØºØ±ÙØ© واسعة تعلوها قبة لها باب من كل جهاتها الأربع ØŒ ÙˆÙÙŠ عهد البويهيين هاجم البلدة المØÙŠØ·Ø© Ø¨Ø¶Ø±ÙŠØ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙØ±ÙŠÙ‚ من الأعراب جاءوا من عين التمر وضربوا المشهد وغيره من الأماكن المجاورة له ØŒ ÙØµØ¨ عليهم بنو بويه جام غضبهم وعاقبوهم بأقسى ما يكون من العقوبات ØŒ وأعاد عضد الدولة بناء المرقد وما تهدم ØÙˆÙ„Ù‡ إلى ما كان عليه وبسط عليها الØÙ…اية ÙØ¬Ø¹Ù„ الناس ÙŠØªÙ‡Ø§ÙØªÙˆÙ† إلى زيارته من كل مكان.
ÙˆÙÙŠ ربيع الأول من سنة 407 هجرية ØŒ 1016 ميلادية ØŒ شبَّ ØØ±ÙŠÙ‚ ÙÙŠ البناء ÙØªÙ‡Ø¯Ù‘َمت القبة التي على المرقد والأروقة ÙˆØ§ØØªØ±Ù‚ت ØŒ وأعاد بنائها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ وبنى سوراً ØÙˆÙ„ كربلاء ØŒ ومن ذلك الوقت تشابه تاريخ النج٠وكربلاء : ÙØ§ØØªØ±Ù…هما الأتراك الذين Ø§ØØªÙ„وا العراق ØŒ وزار ملك شاه سنة 479 المشهدين ووزع الصدقات والأموال على أهالي البلدتين ØŒ ونجتا من غزو المغول ØŒ وتوالت زيارة أمراء الشيعة ÙˆØÙƒÙ‘َامهم إلى البلدتين ورعايتهما . وخلال القرن السابع زار كربلاء الخان غازي Ù€ Ø£ØØ¯ ØÙƒÙ‘َام إيران Ù€ ÙˆØÙ…Ù„ معه إلى المرقد الشري٠بعض الهدايا الثمينة وشق أرغون من نهر Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª إلى البلدة قناة Ø£ØµØ¨ØØª تعر٠Ùيما بعد بنهر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© ØŒ كما ØØ§Ùظ العثمانيون على المشهدين ÙÙŠ كربلاء والنج٠، وكانت الأوامر تصدر إلى الولاة ÙÙŠ بغداد Ø¨Ø§Ù„Ù…ØØ§Ùظة عليهما والعناية بهما(10).
وبقي مرقد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ومراقد الأئمة (عليه السلام) كعبة ØªØªÙˆØ§ÙØ¯ إليهما الملايين ÙÙŠ كل عام من Ù…Ø®ØªÙ„Ù Ø£Ù†ØØ§Ø¡ العالم للتبرّÙÙƒ بهما والعبادة والتوسّÙÙ„ إلى الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ بقضاء ØÙˆØ§Ø¦Ø¬Ù‡Ù… بالرغم من جميع وسائل الإرهاب والقمع التي استعملها Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ون للتنكيل Ø¨Ø§Ù„ÙˆØ§ÙØ¯ÙŠÙ† على مراقدهم ØŒ وبقي أعداؤهم لعنة على لسان الأجيال ومراقدهم Ù…ØÙ„َّاً Ù„ØªØ¬Ù…Ù‘ÙØ¹ Ø§Ù„Ù†ÙØ§ÙŠØ§Øª ÙÙŠ البلاد التي دÙنوا Ùيها.
ومهما كان Ø§Ù„ØØ§Ù„ ØŒ Ùلقد Ø§Ù†ÙØ±Ø¬Øª الأزمة التي Ø§Ø¬ØªØ§ØØª الشيعة بموت المتوكّÙÙ„ العبَّاسي إلى ØØ¯Ù‘٠ما واستيلاء ولده المنتصر على السلطة من بعده ØŒ كما نصَّ على ذلك ابن الأثير وغيره من Ø§Ù„Ù…Ø¤Ø±Ù‘ÙØ®ÙŠÙ† Ø› Ùلقد قال ÙÙŠ معرض ØØ¯ÙŠØ«Ù‡ عن ØÙˆØ§Ø¯Ø« سنة 248 أنَّ المنتصر أمر بزيارة قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وعلي (عليه السلام) وآمن العلويّÙين وأطلق سراØÙ‡Ù… وردَّ عليهم ÙØ¯ÙƒØ§Ù‹ ØŒ وكان أول ما Ø£ØØ¯Ø«Ù‡ أن عزل عن المدينة ØµØ§Ù„Ø Ø¨Ù† علي الذي كان يتتبعهم بكل أنواع الأذى والظلم والجور وعيَّن مكانه علي بن Ø§Ù„ØØ³Ù† بن إسماعيل بن العبَّاس بن Ù…ØÙ…د ØŒ ولمَّا دخل عليه Ù„ÙŠÙˆØ¯Ù‘ÙØ¹Ù‡ وهو ÙÙŠ طريقه إلى المدينة ØŒ قال له: يا علي ØŒ إنّÙÙŠ موجّÙهك إلى Ù„ØÙ…ÙŠ ودمي وساعدي ÙØ§Ù†Ø¸Ø± كي٠تكون للقوم وكي٠تعاملني Ùيهم.
واستمر الشيعة Ù€ أينما ØÙ„Ù‘Ùوا Ù€ ÙŠØØªÙلون بذكرى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† الأليمة ÙˆÙŠØ±Ø¯Ù‘ÙØ¯ÙˆÙ† ما جرى عليه وعلى أسرته وعائلته من القتل والسبي والتمثيل وبكل مظاهر Ø§Ù„ØªØ´ÙŠÙ‘ÙØ¹ ÙÙŠ العشرة الأولى من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘ÙŽÙ… وغيرها من المناسبات Ø› سواء ÙÙŠ ذلك البلاد التي غلب عليها Ø§Ù„ØªØ´ÙŠÙ‘ÙØ¹ كالعراق أم غيرها من المقاطعات التي كان الشيعة Ùيها يشكّÙلون الأقلّÙيَّة بالنسبة إلى غيرهم كما هو Ø§Ù„ØØ§Ù„ ÙÙŠ مصر يوم كانت ÙÙŠ سلطة كاÙور الإخشيدي الذي كان كما يصÙÙ‡ بعض Ø§Ù„Ù…Ø¤Ø±Ù‘ÙØ®ÙŠÙ† شديد Ø§Ù„ØªØ¹ØµÙ‘ÙØ¨ على أهل البيت وشيعتهم ØŒ ومع ذلك Ùقد اظهروا Ùيها من الصلابة والتماسك مع قلَّتهم بالنسبة لغيرهم ما ÙØ±Ø¶ على كاÙور أن يصانعهم ويتغاضى عمَّا يقومون به ÙÙŠ كل عام من مظاهر Ø§Ù„ØØ²Ù† والجزع Ù„Ùمَا أصاب أهل البيت (عليه السلام).
ولم ØªÙ†ÙØ±Ø¬ الأزمة ÙÙŠ مصر Ø§Ù†ÙØ±Ø§Ø¬Ø§Ù‹ كاملاً إلاّ بعد أن تغلَّب عليها Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…يّÙون ÙˆØÙƒÙ…ها المعز لدين الله Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…ÙŠ ØŒ ÙØ§Ø±ØªÙعت معنويات الشيعة بوجودهم وهيَّأوا لهم جميع الأجواء المناسبة واشتركوا معهم ÙÙŠ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ تلك الذكرى وبذلوا ÙÙŠ سبيلها الأموال بسخاء لا مثيل له ØŒ وكان ذلك منهم Ù€ كما لا يبعد Ù€ ردَّاً على ØÙ…لات التشكيك ÙÙŠ نسبهم التي شنَّها عليهم العبَّاسيّÙون وساهم Ùها كبار علماء السّÙـنَّة يومذاك.
وقال المقريزي ÙÙŠ خططه: كان Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…يون ÙÙŠ يوم عاشوراء ÙŠÙ†ØØ±ÙˆÙ† الإبل والبقر لإطعام الناس ويكثرون Ø§Ù„Ù†ÙˆØ ÙˆØ§Ù„Ø¨ÙƒØ§Ø¡ ØŒ ويتظاهرون بكل مظاهر Ø§Ù„ØØ²Ù† والأس٠، واستمروا على ذلك ØØªÙ‘Ù‰ انقرضت دولتهم وجاء عهد الأيوبيّÙين الذين مثَّلوا أدوار الأمويين والعبَّاسيين مع الشيعة ØŒ وأضا٠المقريزي إلى ذلك بروايته عن ابن ذولاق ÙÙŠ سيرة المعز لدين الله أنَّه ÙÙŠ يوم عاشوراء من سنة 363 انصر٠خلق من الشيعة إلى قبرَيْ أم كلثوم ونÙيسة ومعهم جماعة من ÙØ±Ø³Ø§Ù† المغاربة ورجالهم Ø¨Ø§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ© والبكاء على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ومَن Ù‚ÙØªÙ„ معه من أسرته وبنيه وكسروا أواني السقَّائين.
ÙˆÙÙŠ سنة 396 جرى الأمر على ما كان يجري ÙÙŠ كل عام من تعطيل الأسواق وخروج المنشدين إلى جامع القاهرة ونزولهم مجتمعين Ø¨Ø§Ù„Ù†ÙˆØ ÙˆØ§Ù„Ø¨ÙƒØ§Ø¡ والنشيد ØŒ واستطرد المقريزي ÙÙŠ وص٠ما كان عليه ØØ§Ù„ Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…يين من قيامهم بمناسبة ذكرى مصرع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بمظاهر Ø§Ù„ØØ²Ù† والأس٠ØÙƒÙˆÙ…ةً وشعباً ØŒ ومضى يقول: إذا كان يوم العاشر ØŒ Ø§ØØªØ¬Ø¨ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© عن الناس لمدة من الوقت ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ Ø§Ø±ØªÙØ¹ النهار ØŒ ركب قاضي القضاة والشهود وغيَّروا زيَّهم ومضوا إلى مشهد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ دخلوا اخذوا ينشدون الشعر ÙÙŠ رثاء أهل البيت (عليه السلام) إلى أن تمضي عليهم ثلاث ساعات والنشيد متواصل ØŒ وبعدها يستدعيهم Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© إلى قصره ØŒ Ùيدخل قاضي القضاة والداعي ومن معهما إلى باب الذهب Ùيجدون الدهاليز قد ÙØ±Ø´Øª Ø¨Ø§Ù„ØØµØ± ØŒ Ùيجلس القاضي والداعي إلى جانب Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© ويجلس الباقون من سائر الطبقات ÙÙŠ الأماكن التي أعدَّت لهم ØŒ Ùيقرأ القرَّاء شيئاً من القرآن ØŒ ثم ينشدون المراثي ويتقدَّمون بعد ذلك إلى المائدة لتناول الطعام المؤلَّ٠من الأجبان والألبان والعسل وغير ذلك ØŒ وبعد Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øº يتوجَّه ÙØ±ÙŠÙ‚ من الناس والمنشدين ينوØÙˆÙ† ويبكون ÙÙŠ شوارع القاهرة وقد أغلقت المØÙ„اَّت والØÙˆØ§Ù†ÙŠØª وتعطَّلت جميع الأعمال ÙÙŠ ذلك النهار ØØªÙ‘Ù‰ المساء ØŒ إلى غير ذلك من المظاهر التي كانت تعمّ٠المدن والقرى ÙÙŠ جميع Ø£Ù†ØØ§Ø¡ مصر طيلة العهد Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…ÙŠ ØŒ وظلَّت هذه المظاهر تتصاعد وتشتد ÙÙŠ مصر وغيرها من الأقطار إلى أن جاء دور الأيوبيين ÙØØ§Ø±Ø¨ÙˆØ§ هذه المظاهر وتوعَّدوا الناس والشيعة بأقصى العقوبات إذا استمروا عليها ØŒ واستبدلوا مظاهر Ø§Ù„ØØ²Ù† والأسى بمظاهر Ø§Ù„ÙØ±Ø والسرور عند دخول شهر Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘ÙŽÙ… ØŒ ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø§Ù„ÙŠÙˆÙ… العاشر منه من أعظم أعيادهم يتباهون Ùيه بالملابس Ø§Ù„ÙØ§Ø®Ø±Ø© وأنواع الطعام والØÙ„وى والأواني الجديدة وما إلى ذلك ممَّا ÙŠØ¹Ø¨Ù‘ÙØ± عن ارتياØÙ‡Ù… واغتباطهم ÙÙŠ ذلك اليوم Ø› ليرغموا بذلك أنو٠الشيعة على ØØ¯Ù‘٠تعبير المقريزي ÙÙŠ خططه.
ÙˆÙÙŠ عهد البويهيين كان الشيعة والØÙƒÙ‘َام يمثّÙلون دور Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…يين ØŒ وجاء ÙÙŠ تاريخ أبي Ø§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ خلال ØØ¯ÙŠØ«Ù‡ عن Ø£ØØ¯Ø§Ø« 352 أنَّ معزَّ الدولة كان ÙÙŠ اليوم العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘ÙŽÙ… يأمر بتعطيل الأسواق ØŒ كما يأمر الناس أن يخرجوا Ø¨Ø§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ© والنساء ناشرات الشعور قد شققن ثيابهنَّ ولطمن وجوههنَّ ØŒ وأيَّد ذلك ابن كثير ÙÙŠ بدايته وهو ÙŠØªØØ¯Ù‘ÙŽØ« عن البويهيين وما كانوا يصنعونه ÙÙŠ بغداد ÙÙŠ الأيَّام الأولى من شهر Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘ÙŽÙ… والعاشر منه ÙÙŠ كل عام ØŒ إلى غير ذلك ممَّا رواه الرواة ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¤Ø±Ù‘ÙØ®ÙˆÙ† عن مواق٠الشيعة ÙˆØÙƒÙ‘َامهم من ذكرى مجزرة الطÙّ٠منذ ØØ¯ÙˆØ«Ù‡Ø§ خلال القرون التي ØÙƒÙ… الشيعة Ùيها بعض المناطق الإسلامية وغيرها من القرون التي كان الØÙƒÙ… Ùيها لأعداء الشيعة كالأمويين والعبَّاسيين والأيوبيين والأتراك ØŒ وبالرغم من كل وسائل العن٠التي مارسها Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ون ضد Ø§Ù„ØªØ´ÙŠÙ‘ÙØ¹ ومظاهره Ùقد بقيت المآتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© تقام ولم تتأثَّر بالأخطار ووسائل العن٠من Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين وأعداء أهل البيت ØŒ الذين أدركوا أنَّ المآتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© ÙÙŠ واقعها ليست إلاّ تعبيراً عن المعارضة Ù„ØÙƒÙ…هم الجائر وإدانة ØµØ±ÙŠØØ© لتجاوزاتهم واستغلالهم لخيرات الشعوب والمستضعÙين ÙÙŠ الأرض ØŒ ولعل هذا Ø§Ù„Ù…ØØªÙˆÙ‰ للمأتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ÙƒØ§Ù† من أولى Ø§Ù„Ø¯ÙˆØ§ÙØ¹ لدعوة الأئمة (عليه السلام) على Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ هذه الذكرى والالتزام بها مهما كانت النتائج ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¶Ø§Ø¹ÙØ§Øª ØŒ كما كان لتلك المآتم التي كانت تعقد هنا وهناك ØØªÙ‘Ù‰ ÙÙŠ أشدّ٠الأدوار تعقيداً وقسوة آثاراً ÙˆØ§Ø¶ØØ© ÙÙŠ ØØ¯ÙˆØ« تلك Ø§Ù„Ø§Ù†ØªÙØ§Ø¶Ø§Øª الشيعية التي كانت ØªØ±ÙØ¹ شعارات الثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© وتجعل منها مناراً وشعاراً لبعث Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù†Ø¶Ø§Ù„ÙŠØ© والتضØÙŠØ© ÙÙŠ سبيل الØÙ‚ والعقيدة إلى أبعد Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ ØŒ ÙˆÙÙŠ الوقت ذاته Ùلقد كانت تلك الشعارات التي ØªØ±ÙØ¹ هنا وهناك Ù€ كما يبدو Ù€ من أقوى Ø§Ù„Ø¯ÙˆØ§ÙØ¹ على تمكين الثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© ÙÙŠ عقول الناس وقلوبهم ØŒ سواء ÙÙŠ ذلك ما كان منها ÙÙŠ العصر الأموي أم العبَّاسي ØŒ ÙØ§Ù†ØªÙاضات Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙŠÙ† ÙÙŠ العصر العبَّاسي ردَّاً على ما ارتكبه أولئك الطغاة من قتل وتشريد وأسر وتÙنن ÙÙŠ أساليب التعذيب ØŒ هذه Ø§Ù„Ø§Ù†ØªÙØ§Ø¶Ø§Øª كانت Ø±ÙˆØ ÙƒØ±Ø¨Ù„Ø§Ø¡ ØªØØ±Ù‘Ùكها ÙˆØªØ¯ÙØ¹Ù‡Ø§ إلى المضي ÙÙŠ المقاومة مهما كلَّÙها ذلك من التضØÙŠØ§Øª . وما زالت Ø§Ù„Ø§Ù†ØªÙØ§Ø¶Ø§Øª التي ØªØØ¯Ø« على مرور الزمن هنا وهناك تستلهم من ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) التي لم ÙŠØØ¯Ù‘ÙØ« التاريخ عن ثورة أكثر منها عطاءً وتصميماً.
لقد واجهت هذه الذكرى ÙÙŠ تاريخها الطويل قمعاً واضطهاداً كانا يضطرانها إلى الخمود ÙˆØ§Ù„ØªØ³ØªÙ‘ÙØ± ØŒ كما شهدت Ø§Ù†ÙØ±Ø§Ø¬Ø§Øª Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø© ØÙŠÙ†Ø§Ù‹ ØŒ وأØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹ Ø§Ù†ÙØ±Ø§Ø¬Ø§Øª واسعة ØŒ ولكن أعمال القمع والاضطهاد لم تÙÙ„Ø ÙÙŠ القضاء التام عليها ØŒ بل بقيت تقام ÙÙŠ مواعيدها ÙˆÙÙŠ دور من Ø§Ù„ØªØ³ØªÙ‘ÙØ± ØØªÙ‘Ù‰ ÙÙŠ العصر الأموي ØŒ ÙˆÙÙŠ عصري المنصور والمتوكّÙÙ„ اللذين يعتبران من أشدّ٠العهود قسوة وظلماً ØŒ وكانت عندما تتوÙَّر لها Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ±Ø§Ø¬Ø§Øª الواسعة ØªÙ†ÙØ¬Ø± كالبركان كما ØØ¯Ø« لها ÙÙŠ عهود Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…يين والبويهيين ÙÙŠ بغداد وجهاتها ØŒ والØÙ…دانيين ÙÙŠ سوريا والموصل ØŒ وعندما Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„ØÙƒÙ… ÙÙŠ بلاد Ø§Ù„ÙØ±Ø³ وغيرها بيد الشيعة Ø› لأنَّ أساليب العن٠والاضطهاد من الصعب أن تستأصل المبادئ والمعتقدات ÙˆØØªÙ‘Ù‰ العادات ØŒ بل تزيدها ترسيخاً وصلابة ØŒ وعندما تتوÙَّر لها الظرو٠والمناسبات تبرز بشكل أقوى وأشدَّ ممَّا كانت عليه وقديماً قيل: لا شيء أجدى ÙˆØ£Ù†ÙØ¹ للأÙكار والمعتقدات من Ù…ØØ§Ø±Ø¨ØªÙ‡Ø§.
إنَّ الذين ÙŠØØ§Ø±Ø¨ÙˆÙ† الأÙكار والمعتقدات يساهمون ÙÙŠ ترسيخها وإØÙŠØ§Ø¦Ù‡Ø§ من ØÙŠØ« لا يريدون ØŒ ولا شيء أدلّ٠على ذلك من مواق٠الأمويين والعبَّاسيين المسعورة ØŒ بل وجميع Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين ØŒ من أهل البيت ÙˆÙØ¶Ø§Ø¦Ù„هم وآثارهم ØŒ ومع كل ما بذلوه من جهود للقضاء عليها Ùقد بقيت من Ø£ÙØ¶Ù„ الرموز الشامخة وأقدسها ØŒ وظلّÙوا ÙÙŠ القمة بين عظماء التاريخ ØŒ وظهر من صØÙŠØ ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„هم وآثارهم ما ملأ الخاÙقين ØŒ وما زالت Ù…ØØ§Ø³Ù†Ù‡Ù… ØªÙØÙƒÙ‰ وآياتهم ØªÙØ±ÙˆÙ‰ ØŒ هذا Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى ما أضاÙÙ‡ عليها Ø§Ù„Ù…ØØ¨Ù‘Ùون ممَّا كان أهل البيت Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… ÙŠØØ§Ø±Ø¨ÙˆÙ†Ù‡ ويرونه إساءة لهم ويقولون: (الله بيننا وبين من هتك سترنا ÙˆØ¬ØØ¯Ù†Ø§ ØÙ‚نا ÙˆØ£ÙØ´Ù‰ سرَّنا ونسبنا إلى غير جدّÙنا وقال Ùينا ما لم نقله ÙÙŠ Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§) وكانوا ÙÙŠ مجالسهم ومجتمعاتهم يلعنون Ø£ØµØØ§Ø¨ تلك المقالات ويتبرَّأون منهم ومن مقالاتهم.
لقد كان لتلك المواق٠الجائرة التي وقÙها Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ون من المآتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© ومن زيارة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأبيه التي تعني Ùيما تعنيه الإجانة لأولئك الطواغيت والمعارضة المستترة لسياستهم الجائرة ØŒ كان لها ردود ÙØ¹Ù„ ÙÙŠ الأوساط الشيعية جعلتهم يتصلَّبون ÙÙŠ تمسّÙكهم بتلك المآتم ويعتبرونها وسيلة للتنÙيس عن عواطÙهم Ø§Ù„ØØ²ÙŠÙ†Ø© الغاضبة والكبت Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ Ø§Ù„Ø°ÙŠ كان الشيعي يعانيه من ضغط Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين وقسوتهم.
ومهما كان Ø§Ù„ØØ§Ù„ ØŒ Ùلقد مرَّت تلك المآتم والذكريات منذ أن ولدت بعد مصرع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙˆØØªÙ‘Ù‰ عصرنا Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ بأدوار كثيرة ولم تثبت على صيغة ÙˆØ§ØØ¯Ø© ÙÙŠ تلك العصور المتعاقبة ØŒ وكان من الطبيعي أن تتطوَّر ØØ³Ø¨ متطلَّبات العصر وأن تخمد وتنطلق بين الØÙŠÙ† والآخر ØØ³Ø¨ الظرو٠المØÙŠØ·Ø©
بها.
لقد انطلقت بشكل لم يكن Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ§Ù‹ ÙˆÙ…Ø£Ù„ÙˆÙØ§Ù‹ من قبل خلال الØÙƒÙ… الشيعي ÙÙŠ مصر وبغداد ÙˆØÙ„ب وجهاتها ÙˆÙÙŠ ÙØªØ±Ø§Øª متعاقبة من الزمن ØŒ وعادت إلى ما كانت عليه ÙÙŠ العصر الذي سبق عصر Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…يين ØŒ بعد أن تقلَّص ظل ØÙƒÙ‘َام الشيعة ÙÙŠ تلك المقاطعات وظلَّت تقام ÙÙŠ مواعيدها ÙÙŠ أجواء تتَّسم بالسرية والتكتّÙÙ… كما كانت عليه ÙÙŠ تلك العصور المظلمة . ÙˆÙÙŠ العصور المتأخرة تطوَّرت بشكل أخرجها عمَّا وجدت من أجله ØŒ وعمَّا كان الأئمة (عليه السلام) قد رسموه لها لتبقى منطلقاً ورمزاً لمعارضة الØÙƒÙ… المستبد الظالم ØŒ وأدخلت عليها بعض الزيادات التي تسيء إليها والى Ø§Ù„ØªØ´ÙŠÙ‘ÙØ¹ ويستغلّÙها أعداء الشيعة للتنديد والتشويه والسخرية ØŒ وهذه الزيادات لقد أدخلت عليها كما هو Ø§Ù„Ø±Ø§Ø¬Ø Ø¹Ù† طريق الأقطار الشيعية بعد أن ØÙƒÙ…ها الشيعة وغلب على أهلها التشيع كإيران ÙˆØ£ÙØºØ§Ù†Ø³ØªØ§Ù† وغيرهما من الأقطار التي تسرَّبت إليها عادات الهنود القدامى كالضرب بالسلاسل Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ÙŠØ© والسيو٠وما إلى ذلك من المظاهر التي لا يقرّÙها الشرع ولا تØÙ‚Ù‘ÙÙ‚ الأهدا٠التي كان الأئمة ÙŠØØ±ØµÙˆÙ† عليها من تلك الذكريات.
ولا يزال هذا النوع من المظاهر الدخيلة يمارس خلال الأيَّام الأولى من شهر Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù… ÙÙŠ العراق وإيران ØŒ ÙÙŠ ØÙŠÙ† أنَّ الذين يضربون ظهورهم بالسلاسل Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ÙŠØ© ورؤوسهم بالسيو٠ليصبغوا أبدانهم بالدماء ليسوا من الملتزمين بالدين ويمارسون الكثير من المنكرات ØŒ وقد انتقلت هذه الظاهرة الشاذة عن طريق بعض Ø§Ù„ÙØ¦Ø§Øª إلى بعض القرى الشيعية من جنوب لبنان ÙÙŠ مطلع النص٠الثاني من القرن الهجري المنصرم ØŒ ولا تزال ØØªÙ‘Ù‰ يومنا هذا مصدر لسخرية الأجانب الذين يقصدون تلك البلدة ÙÙŠ اليوم العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù… ويسمّÙونه: يوم جنون الشيعة ØŒ وبلا شك أنَّ الأئمة (عليه السلام) لا يرضون بهذه المظاهر ويتبرَّأون منها.
أمَّا بقية القرى الشيعية من جنوب لبنان ØŒ Ù