أمّا Ø§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ© وإقامة شعائر العزاء على الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ù€ بعد انقراض الدولة العبّاسية وزوال Ù…Ùلكها Ù€ Ùكانت تقع أيضاً ØªØØª عوامل سياسة الØÙƒÙˆÙ…ات Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© التي تتولّى السلطة على مقدّرات العراق، من: ØÙƒÙ‘ام عرب، أو ÙØ±Ø³ØŒ أو أتراك، أو غيرهم، Ùمنهم: Ù…ÙŽÙ† كان شيعيّاً، ومنهم Ù…ÙŽÙ† كان سنّياً، ومنهم Ù…ÙŽÙ† كان عÙلمانيّاً لا دينَ ولا مذهب له.
وقد استطاعَ الشيعة ÙÙŠ كثير من الأزمان على هذا العهد أن يتنÙّسوا الصعداء، وأن ينالوا قسطاً ÙˆÙيراً من ØØ±Ù‘يتهم ÙÙŠ إقامة شعائرهم، من Ø§Ù„Ù†ÙˆØ ÙˆØ¥Ù‚Ø§Ù…Ø© المأتم على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ إمّا لكون السلطة القائمة شيعيّة الØÙƒÙ‘ام، أو لكونها Ù…Ø¤Ù„Ù‘ÙØ© من ØÙƒÙ‘ام Ø¶ÙØ¹Ùاء من غير الشيعة، لا تستطيع الضغط على هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© المسلمة.
Ùمثلاً عندما تولّى السلطة على العراق الملوك الصÙويون، أو غيرهم من الØÙƒÙ‘ام الإيرانيين، كان الإقبال على إقامة هذه المآتم ÙˆØ§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ§Øª عظيماً، وكانت ØØ±Ù‘ية الشيعة ÙÙŠ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ هذه الذكرى الأليمة مضمونة، وقد غالى الشيعة ÙÙŠ إقامتها، والعكس بالعكس، كلّما قَويت السلطة السÙنيّة ÙÙŠ العراق Ù€ كالØÙƒÙˆÙ…Ø© العثمانيّة Ù€ وقعَ الضغط على الشيعة، ومَنعوا عن إقامة Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ØØ§Øª ومزاولة شعائرهم التقليديّة Ùيها، الأمر الذي كان يضطرّهم إلى إقامتها وإØÙŠØ§Ø¡ ذكرياتها سرّاً وداخل البيوت، ÙˆÙÙŠ سراديب الدور، ÙˆØªØØª طائلة الخو٠والجزع والتقيّة.
وعلى سبيل المثال أقول: إنّ الشيعة كانوا على زمن الأسرة الايلخانيّة، وخاصّة على عهد مَلكها Ù…ØÙ…ّد خدا بنده، المتوÙّى سنة (715 هـ)ØŒ الذي كان أوّل Ù…ÙŽÙ† جاهرَ من ملوك هذه الأسرة بالتشيّع لآل البيت، وأوّل Ù…ÙŽÙ† أمرَ بتخليد أسماء الأئمة الاثني عشر، ÙÙŽÙ†Ù‚Ù‘ÙØ´Øª أسماؤهم على مسكوكاته.
وكذا على عهد ابنه أبي سعيد، وأيضاً على عهد Ø§Ù„Ø£ÙØ³Ø±Ø© الجلائريّة، Ø«Ùمّ عهد الملوك الصÙويين، ومنهم الشاه إسماعيل الذي ناصرَ الشيعة وأعلنَ المذهب الشيعي ÙÙŠ إيران والعراق رسميّاً.
وكذا على عهد بعض السلاطين العثمانيين كالسلطان سليمان القانوني المتوÙّى سنة (941 هـ)ØŒ الذي زارَ كربلاء والنجÙ. وكذا على عهد عدد من الأÙمراء الشيعة الآخرين، الذين ØÙƒÙ…وا بعض Ø£Ù†ØØ§Ø¡ العراق، على عهد عدد من الأÙمراء الشيعة الآخرين، الذين ØÙƒÙ…وا بعض Ø£Ù†ØØ§Ø¡ العراق: كدولة بني مزيد ÙÙŠ الØÙ„ّة، وبني شاهين ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¨Ø·ÙŠØØ©ØŒ وبني ØÙ…دان وآل المسيّب ÙÙŠ الموصل ونصيبين.
أجل، على عهد هؤلاء الملوك والأÙمراء صارَ الشيعة يتمتعون Ø¨ØØ±Ù‘يتهم ÙÙŠ إقامة المأتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØŒ غير أنّه على زمن سائر Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ العثمانيين Ù€ بعد استعادة العراق من الصÙويين، وخاصّة السلطان مراد الرابع العثماني، الذي أسرÙÙŽ ÙÙŠ قتل الشيعة وسÙÙƒ دمائهم، ÙˆØ¥ØØ±Ø§Ù‚ كتبهم وتعذيبهم Ù€ Ùقد Ù…ÙÙ†ÙØ¹Øª إقامة هذه المآتم، ÙˆØ·ÙˆØ±ÙØ¯ÙŽ Ø§Ù„Ù‚Ø§Ø¦Ù…ÙˆÙ† بها، بيدَ أنّ Ù…ÙŽÙ† خَلَÙÙ‡ من السلاطين أطلقوا بعض Ø§Ù„ØØ±ÙŠÙ‘Ø© للشيعة ÙÙŠ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ذكريات Ø§Ù„ØØ²Ù† على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ وإقامة شعائره بمختل٠المظاهر ومتنوّع التقاليد التي دَرَجوا عليها وتعوّدوا على إقامتها سرّاً Ø«Ùمّ عَلناً منذ العهدين الأموي والعباسي، وإنّما كانوا يقيمونها على ذَينك العهدين ØªØØª الستار والتقيّة، عدا على زمن بعض Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ العبّاسيين الذين سمØÙˆØ§ لهم بإقامتها عَلَناً كما مرّ ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØµÙ„ السابق.
ÙˆÙÙŠ هذه العهود صارَ الشيعة يقيمونها بصورة عَلنيّة ÙˆÙÙŠ الأماكن العامّة وغيرها، Ùيبكي المجتمعون Ùيها على مصاب الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† واستشهاده بتلك Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© Ø§Ù„Ù…ÙØ¬Ø¹Ø©ØŒ وينوØÙˆÙ† عليه بقريض٠من الشعر، يَنشأه ويÙنشئه الناشد منهم، الذي كان يطلق عليه اسم ( النائØ) أو ( خطيب المنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ).
ÙˆÙيما يلي Ùقرات ممّا ذكره Ø§Ù„Ù…Ø¤Ø±Ù‘ÙØ®ÙˆÙ† عن إقامة شعائر العزاء على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بعد العبّاسيين إلى أوائل Ø§Ù„ØØ±Ø¨ العالميّة الأولى:
1 Ù€ ذكر كتاب (الØÙˆØ§Ø¯Ø« الجامعة) لمؤلّÙÙÙ‡ ابن الÙوطي ضمن ØÙˆØ§Ø¯Ø« سنة (698 هـ)ØŒ عن إطلاق Ø§Ù„ØØ±Ù‘ية للشيعة ÙÙŠ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ذكرى استشهاد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ وإقامة Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ØØ§Øª عليه على عهد السلطان غازان، قوله:
(Ø«Ùمّ توجه Ù€ أي السلطان غازان Ù€ إلى الØÙ„ّة، وقصدَ زيارة المشاهد Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© ÙÙŠ النج٠وكربلاء، وأمرَ للعلَويين والمقيمين بها بمال كثير، Ø«Ùمّ أمرَ بØÙر نهر بأعلى الØÙ„ّة ÙØÙØ±ÙŽ ÙˆØ³Ù…Ù‘ÙŠ بالنهر الغازاني...) الخ.
ويستطرد الكتاب Ùيقول: ( Ø«Ùمّ توجّه غازان للØÙ„ّة، وقصدَ مشهد علي ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†Ø¬Ù ÙØ²Ø§Ø±ÙŽ Ø¶Ø±ÙŠØÙ‡ Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØŒ وأمرَ للعلويين بشيء كثير، Ø«Ùمّ مضى إلى مشهد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بكربلاء ÙˆÙØ¹Ù„ÙŽ مثل ذلك، وعادَ إلى أعمال الØÙ„ّة وقوسان متصدّياً وزارَ قبر سلمان Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ø³ÙŠØŒ وأمرَ للÙقراء المقيمين هناك بمال).
2 Ù€ وجاء ÙÙŠ كتاب (وَمضات من تاريخ كربلاء) للسيّد سلمان هادي آل طعمة ØµÙØØ© (32)ØŒ عند ذكر هجوم جيش تيمور لنك على بغداد، ومناجزة سلطانها Ø£ØÙ…د الجلايري ودخولهم سنة (795 هـ) الجانب الشرقي من بغداد (Ø§Ù„Ø±ØµØ§ÙØ©) قوله: (أمّا Ø£Ùمراء تيمور Ù€ بعد استيلائهم على خزائن السلطان Ù€ توجّهوا قاصدين زيارة مرقد أبي عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بكربلاء، يتبرّكون به، ويستجمعون قواهم، وبعد ÙØ±Ø§ØºÙ‡Ù… من مراسم الزيارة أجزَلوا Ø¨Ø§Ù„Ù†ÙØ¹Ù… والهدايا على السادة العلَويين الملازمين لقبر أبي عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ Ø«Ùمّ رَØÙ„وا بعد أن مكثوا Ùيها بعض اليوم، واشترَكوا ÙÙŠ بعض Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ØØ§Øª المقامة على الإمام الغريب...) الخ.
3 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (39) من كتاب (ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†)ØŒ لمؤلّÙÙÙ‡ الشيخ Ù…ØÙ…د مهدي شمس الدين عن موق٠العثمانيين من مجزرة كربلاء واستشهاد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ قوله: (ÙˆÙÙŠ العصور التالية لاØÙ‚ÙŽ العثمانيون هذه المآتم ومنعوا من إقامتها ÙÙŠ Ø£ØÙŠØ§Ù† كثيرة Ùكانت تÙقام سرّاً، ÙˆÙيما بعد العثمانيين لوØÙقت هذه المآتم Ø«Ùمّ منعتها السلطة ÙÙŠ بعض الأØÙŠØ§Ù†ØŒ وقيّدتها بقيود كثيرة ثقيلة ÙÙŠ Ø£ØÙŠØ§Ù† أخرى؛ لأجل Ø¥ÙØ±Ø§ØºÙ‡Ø§ من Ù…ØØªÙˆØ§Ù‡Ø§ النقدي للسلطة القائمة...) الخ.
4 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (60) من كتاب (تاريخ التعليم ÙÙŠ العراق ÙÙŠ العهد العثماني)ØŒ تألي٠عبد الرزاق الهلالي، ما نصّه:
(ولا بدّ من الإشارة ÙÙŠ هذا الباب إلى أنّ كتاتيب البنات كانت تكثر ÙÙŠ العتبات المقدّسة، ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ¯Ù† التي أكثريتها من الشيعة، بسبب ما ØªØØªÙ‘مه الضرورة من وجود Ù…Ùلاّيات يقرأنَ مقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ شهر Ù…ØØ±Ù‘Ù… أو ÙÙŠ الأشهر الأخرى، أو قراءة المواليد ÙÙŠ المناسبات النسويّة Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ©...) الخ.
5 Ù€ وجاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (126) من الكتاب Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ المطبوع ÙÙŠ بغداد، سنة 1959 Ù…ØŒ قوله: (أمّا Ø§Ù„Ø´ÙØ¹Ø± ÙÙŠ المناطق الشيعيّة Ùقد تأثّر نتيجة للتعصّب الذي كانت تبديه السلطة Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© ضدّهم، واتّجه وجهة لم يتّجه لها الشعراء من أبناء السÙنّة، لذا كان Ø§Ù„Ø´ÙØ¹Ø± ÙÙŠ Ù…Ø¯Ø Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù… Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يمثّل التيارات الصاخبة، التي كانت تعتلج ÙÙŠ Ù†Ùوس الناس ÙˆÙŠØØ§ÙˆÙ„ون أن يأتوا بالجيد من النظم الرصين من العبارة...) الخ.