إنّ ثورة أبي عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØÙ‚ّاً لعطاء سخي للأÙمّة من جميع جوانبها Ø› ÙÙÙŠ عهدها الأوّل Ø£ÙØ§Ø¶Øª على المسلمين خير Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ù‚ÙˆÙ‘Ø© وأبادت الظلم عنهم Ø› ÙØªÙ…كّنوا من السير ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø© آمنين وصار الØÙƒÙ… يترقّب رضاهم وارتقت Ø«Ù‚Ø§ÙØªÙ‡Ù… وصناعتهم وثروتهم إلى ما ÙŠØÙŠÙ‘ر العقول . كلّ ذلك من بركات تلك الثورة المقدّسة .
وأمّا ÙÙŠ العهود المتأخّرة ÙØ®ÙŠØ±Ù‡Ø§ أكثر ودرّها Ø£ÙˆÙØ± وذلك بـ (المآتم) التي كانت تÙقام له وباسمه (عليه السّلام) Ø› ÙØ¨Ù…آتمه تمكّن التشيّع أن يترقّى ويتقدّم ØØªÙ‘Ù‰ ÙØ§Ù‚ت الشيعة الأÙمم كلّها Ø«Ù‚Ø§ÙØ© وعزماً وقوّة وثباتاً وثروة . والمآتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© تعبير صادق عن شعور المسلمين ÙÙŠ مبدئهم وقادتهم وهي قوّة لهم على Ù…ØÙ‚ الظلم ونصرة الØÙ‚Ù‘ .
ÙˆØØ¯ÙŠØ« (المآتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© ÙˆÙØ§Ø¦Ø¯ØªÙ‡Ø§) ممّا ملّته الأسماع والألسن والأقلام Ø› Ùما أكثر ما كتب أو قيل Ùيه ØØªÙ‘Ù‰ إنّ المستشرقين من ÙÙ„Ø§Ø³ÙØ© الغرب تعرّضوا له ÙÙŠ Ù…Ø¤Ù„Ù‘ÙØ§ØªÙ‡Ù… ÙˆØ£ÙØµØÙˆØ§ عن آرائهم المجيدة عنه وعن ÙØ§Ø¦Ø¯ØªÙ‡ Ø› وعلى هذا Ùليس مجال للتساؤل لكثرة Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ«ÙŠÙ† عنه ومع ذلك ÙÙ†ØÙ† نشير إلى مختصر Ø§Ù„Ø¨ØØ« Ùنقول :
(المآتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø©) أرض خصبة خلقها الله ومهّدها الرسول (صلّى الله عليه وآله) ÙˆØØ±Ø«Ù‡Ø§ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بسيÙÙ‡ وقوائم خيله وزرع Ùيها بذور الإيمان والنضال والعزم والقوّة ورواها بدمه الطاهر ودماء Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وأهل بيته الأنجبين وأصلØÙ‡Ø§ ذرّيّته (عليهم السّلام) من بعده Ø› ÙØ§Ø±ØªÙعت بأغصانها المتشعّبة وأظلّت بأوراقها على الأÙمّة بكلّ خير وأثمرت للمسلمين أغنى ثروة ممّا ØØµØ¯ØªÙ‡ الأجيال الموالية له السائرة على نهجه وسيرته .
وللمآتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© Ù…Ù†Ø§ÙØ¹ ÙŠØ³ÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ù…ÙˆÙ† Ùيها وخير يغورون ÙÙŠ Ùيضه ونذكر المهمّ من Ùوائد تلك (المآتم) Ùيما يلي :
الأوّل : أنّها مدرسة قائمة مدى الدهر , تعلّم أبناءها كلّ علم وكلّ Ø«Ù‚Ø§ÙØ© Ø› Ùهي ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ù„Ø£ØÙƒØ§Ù… الشريعة والقوانين الإسلامية للأÙمّة ÙˆØªØ¨ØØ« عن التأريخ بأهمّ أطواره وأبهى صوره ÙˆÙŠØ¨ØØ« Ùيها عن الجغراÙية بأوسع مناهجها وأضبط طرقها .
ÙˆÙيها تØÙ‚يق عن الرجال Ù€ مسلمين وغيرهم Ù€ Ø¨Ø£ØØ³Ù† Ø§Ù„Ø£ÙØµÙˆÙ„ وبيان للعقائد الكلامية بالأدلّة الرصينة Ø› من توØÙŠØ¯ ونبوّة وإمامة وعدل ومعاد .
وهكذا يدرس Ùيها كلّ ما ينشئ المجتمع ويرقي الإنسان Ø› Ùلهذا ترى الشيعي أكثر من Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ كلّ Ø£Ùمّة علماً ÙˆØ«Ù‚Ø§ÙØ© ÙˆÙØ±Ø§Ø³Ø© ومهارة .
ÙˆØØ¨Ù‘ذا ما يقوله الÙيلسو٠المستشرق (جوزÙ) Ø§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠ ÙÙŠ كتابه (الإسلام والمسلمون) : ( ... ولو نظرنا اليوم ÙÙŠ أقطار العالم نرى أنّ Ø§Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ التي هي أولى Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© والعلم والصنعة والثورة إنّما توجد بين الشيعة ... ) .
أقول : وذلك ببركة هذه المدرسة المجيدة .
الثاني : أنّها مؤتمر ديني يجتمع Ùيه المسلمون ÙˆÙŠØ¨ØØ«ÙˆÙ† عن Ø£ØÙˆØ§Ù„هم ويتداركون مواقع الضع٠ويتبادلون الآراء ÙÙŠ شؤونهم Ùيتمكّنون من التآزر ÙˆØ§Ù„Ø§ØªÙ‘ØØ§Ø¯ ليسيروا على النهج القويم Ø› وهذا ممّا لا يتمكّن عليه إلاّ بالجهد الكثير والمال Ø§Ù„ÙˆØ§ÙØ± والمشقّة العظيمة ولكن هذه الأÙمّة لمّا اعتادت عقد هذا المؤتمر الذي وضع أساسه الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي (عليهما السّلام) ÙŠØØµÙ„ ÙÙŠ كلّ آن بدون أيّ مشقّة وعناء .
الثالث : أنّها تثبيت لعقائد الأÙمّة وردّ للشبه عن مبدئها وهذا هو أسمى الغايات Ø› Ùلذلك ترى العامي الشيعي قوي ÙÙŠ عقيدته وإيمانه بأدلّة قاطعة وبراهين ساطعة , وهذا عطاء من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) إلى هذه الأÙمّة .
الرابع : أنّها Ù…ØÙƒÙ…Ø© سلميّة قائمة بين الØÙ‚Ù‘ والباطل وهي واسعة المجال للنقد ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ« ÙÙŠ المسائل الدينيّة والسياسيّة والعلمية وغيرها من مختل٠المسائل Ø› وبذلك تتوسّع دائرة التÙكير وينبلج الØÙ‚Ù‘ لمريده وتزداد Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ÙˆØ§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© , ÙˆØ¨ØØ¶ÙˆØ±Ù‡Ø§ ÙŠØªÙ‘Ø¶Ø Ø§Ù„ÙˆØ§Ù‚Ø¹ لمَنْ Ø§Ù†ØØ§Ø² عنه ولم يتمكّن من طلبه بالسؤال .
وهذا ممّا اختّصت به هذه الأÙمّة بـ (المآتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø©) .
الخامس : أنّها بثّ للمبدأ ونشر للدعوة وهو الذي قام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لأجله ÙˆØ£ÙØ±ÙŠÙ‚ دمه ÙÙŠ سبيله Ø› Ùكم من ضالّ اهتدى Ø¨ØØ¶ÙˆØ± هذه المآتم وكم من مسيØÙŠ Ø£Ùˆ يهودي أو مجوسي استسلم Ùيها وكم من Ù…Ù†ØØ±Ù استقام .
وهذا كلّه Ø¨ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ø§Ù„ÙˆØ§Ù‚Ø¹ والمناقشة مع الباطل ÙÙŠ تلك Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙÙ„ .
السادس : أنّها جهاد متواصل ضدّ الظلم ÙÙŠ جميع الأزمان وهذا شيء لا غبار عليه .
السابع : ذكر ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ قادة الدين ورؤساء المسلمين ممّا يوجب ثبات العقيدة بهم واتّباع آثارهم الØÙƒÙŠÙ…Ø© وآرائهم الرصينة والاقتداء بهم ÙÙŠ أخلاقهم الإسلامية السامية Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ها هي التي توجب عزّ المسلمين وتقدّمهم ÙÙŠ جميع مجالات الØÙŠØ§Ø© وكذلك ÙØ¶Ù„ الرجال Ø§Ù„ØµÙ„ØØ§Ø¡ والعلماء والزهّاد والØÙƒÙ‘ام العدول المؤمنين للاقتداء بهم ÙÙŠ ØµÙØ§ØªÙ‡Ù… Ø§Ù„ØØ³Ù†Ø© ومآثرهم الØÙ…يدة .
الثامن : تأثّر النÙوس بمصائب آل البيت ومظلوميتهم وهو الذي يكون ØØ§Ùزاً Ù„Ù„ØªÙØ§Ù†ÙŠ ÙÙŠ سبيل الØÙ‚Ù‘ وإعلاء كلمته والتشبّث به كما ØØ¯Ø« Ù€ عياناً Ù€ ÙÙŠ هدم كيان الظلم عندما انتشرت أخبار Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ومظلوميته ومصائبه إلى العالم وتبيّن مدى ظلم بني Ø£Ùميّة وقساوتهم تجّاه أهل البيت (عليهم السّلام) .
وكثيراً ما سمعناه أنّ Ø£ÙØ±Ø§Ø¯Ø§Ù‹ لا يعتقدون بالإسلام أو أشخاصاً من غير الشيعة استسلموا وتشيّعوا Ø› Ù„Ùما أثّر ÙÙŠ قلوبهم من المصائب التي تØÙ…ّلها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بصبر كبير ÙˆÙØ¹Ù„ها يزيد بعن٠كثير . تلك المصائب التي لا تتØÙ…ّل إلاّ ÙÙŠ سبيل الØÙ‚Ù‘ وإعلاء كلمته .
هذه بعض تلك الÙوائد الثمينة من المآتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© وما لم نذكره ضع٠ما تلوناه .
ÙˆÙÙŠ الواقع لو إنّا أقمنا المآتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© بنظامها وقانونها Ù„Ùقنا جميع الأÙمم عدّة وعدداً , كما قال المستشرق (جوزÙ) ÙÙŠ (الإسلام والمسلمون) أيضاً : لا يمضي على هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© زمان قليل إلاّ وتÙوق سائر المسلمين من ØÙŠØ« العدد .
هذا إن سرنا على هذا النهج باعتقاد وعزم ثابتين .