ÙŠØ·Ø±Ø Ø§Ù„Ø¨Ø¹Ø¶ سؤالاً عن Ø§Ù„Ù…Ø¨Ø±Ù‘ÙØ± الشرعي والأهدا٠الدينيّة وراء تكرار العزاء وإقامة المأتم على سيّد الشهداء (عليه السلام) وعلى بضعة المصطÙÙ‰ (عليها السلام) كلّ عام مع تطاول المدّة بنØÙˆ دائم وندبة راتبة ÙˆØ§Ù„ØØ§Ù„ أنّ الندبة والرثاء على السبط الشهيد (عليه السلام) قد ثبتَ أنّه سنّة إلهيّة تكوينيّة وقرآنيّة Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© لكونها سنّة نبويّة وقد أوضØÙŽØª الكثير من الكتب والمراجع التاريخيّة والدراسات عدداً من هذه الوجوه .
ÙØ§Ù„وجه٠الأوّل : وهو السنّة التكوينيّة الإلهيّة Ùيشير إليه قوله تعالى ÙÙŠ سورة الدخان {Ùَمَا بَكَتْ عَلَيْهÙم٠السَّمَاء٠وَالْأَرْضÙ} [الدخان: 29] تنÙÙŠ هذه الآية السماء والأرض على هلاك قوم ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† الظالمين ممّا يقضي بوجود شأن ÙØ¹Ù„ البكاء من السماء والأرض كظاهرة كونيّة وإلاّ لمَا كان للنÙÙŠ معنى Ù…ØØµÙ‘Ù„ وقد أشارت المصادر العديدة من كتب العامّة Ù€ ÙØ¶Ù„اً عن كتب الخاصّة Ù€ إلى وقوع هذه الظاهرة الكونيّة عند مقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) من مطر السماء دماً واØÙ…رارها مدّة مديدة ورؤية لون الدم على الجدران ÙˆØªØØª الصخور ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ¬Ø§Ø± ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ÙØ¯Ù† والبلاد الإسلاميّة ÙÙ„Ø§ØØ¸ ما ذكره٠ابن عساكر ÙÙŠ تاريخ دمشق ÙÙŠ ترجمة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) بأسانيد متعدّدة : بل قد طالعنا أخيراً كتاب باللغة الانجليزيّة اسمه : (ذي أنكلو ساكسون كرونكل) كتبه المؤلّÙ٠سنة 1954 وهو ÙŠØÙˆÙŠ Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« التاريخيّة التي مرّت بها الأمّة البريطانيّة منذ عهد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ (عليه السلام) Ùيذكر لكلّ سنة Ø£ØØ¯Ø§Ø«Ù‡Ø§ ØØªÙ‰ يأتي على ذÙكر Ø£ØØ¯Ø§Ø« سنة (685) ميلاديّة وهي تÙقابل سنة (61) هجريّة سنة شهادة أبي عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ùيذكر المؤلّÙ٠أنّ ÙÙŠ هذه السنة مطرت السماء دَماً Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³ ÙÙŠ بريطانيا Ùوجدوا أنّ ألبانهم وأزبادهم تØÙˆÙ‘لت إلى دم هذا مع أنّ الكاتب لم يجد لهذه الظاهرة ØªÙØ³ÙŠØ±Ø§Ù‹ ولم ÙŠÙØ´Ø± من قريب ولا بعيد إلى مقارنة ذلك إلى سنة (61) هـ Ù‚ .
وأمّا الوجه٠الثاني : وهو كون ذلك سÙنّة قرآنيّة Ùهو على نمطين :
الأوّل : إلزام الباري تعالى مودّة أهل البيت (عليهم السلام) على الناس بل وجَعل هذه Ø§Ù„ÙØ±ÙŠØ¶Ø© من عظائم Ø§Ù„ÙØ±Ø§Ø¦Ø¶ القرآنيّة ÙÙŠ قوله تعالى : (ذَلÙÙƒÙŽ الَّذÙÙŠ ÙŠÙØ¨ÙŽØ´Ù‘ÙØ±Ù Ø§Ù„Ù„Ù‘ÙŽÙ‡Ù Ø¹ÙØ¨ÙŽØ§Ø¯ÙŽÙ‡Ù الَّذÙينَ Ø¢ÙŽÙ…ÙŽÙ†Ùوا وَعَمÙÙ„Ùوا Ø§Ù„ØµÙ‘ÙŽØ§Ù„ÙØÙŽØ§ØªÙ Ù‚Ùلْ لا أَسْأَلÙÙƒÙمْ عَلَيْه٠أَجْرًا Ø¥Ùلاّ الْمَوَدَّةَ ÙÙÙŠ Ø§Ù„Ù’Ù‚ÙØ±Ù’بَى وَمَنْ يَقْتَرÙÙÙ’ ØÙŽØ³ÙŽÙ†ÙŽØ©Ù‹ Ù†ÙŽØ²ÙØ¯Ù’ Ù„ÙŽÙ‡Ù ÙÙيهَا ØÙسْنًا Ø¥Ùنَّ اللَّهَ غَÙÙورٌ Ø´ÙŽÙƒÙورٌ) ØÙŠØ« جَعل المودّة أجراً على مجموع الرسالة المشتملة على أصول الدين العظيمة ممّا ÙŠÙØ¯Ù„ّل على كون هذه Ø§Ù„ÙØ±ÙŠØ¶Ø© ÙÙŠ مصا٠أصول الديانة Ø«Ùمّ بيّن تعالى أنّ المودّة لها لوازم وأØÙƒØ§Ù… .
منها : الاتّباع كما ÙÙŠ قوله تعالى : {Ù‚Ùلْ Ø¥Ùنْ ÙƒÙنْتÙمْ ØªÙØÙØ¨Ù‘Ùونَ اللَّهَ ÙÙŽØ§ØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹ÙونÙÙŠ ÙŠÙØÙ’Ø¨ÙØ¨Ù’ÙƒÙم٠اللَّهÙ} [آل عمران: 31] ومنها : الإخبات والإيمان بذلك كما ÙÙŠ قوله تعالى : {ÙˆÙŽÙ„ÙŽÙƒÙنَّ اللَّهَ ØÙŽØ¨Ù‘َبَ Ø¥ÙلَيْكÙم٠الْإÙيمَانَ وَزَيَّنَه٠ÙÙÙŠ Ù‚ÙÙ„ÙوبÙÙƒÙمْ وَكَرَّهَ Ø¥ÙلَيْكÙم٠الْكÙÙْرَ وَالْÙÙØ³Ùوقَ ÙˆÙŽØ§Ù„Ù’Ø¹ÙØµÙ’يَانَ} [Ø§Ù„ØØ¬Ø±Ø§Øª: 7] .
ومنها : الØÙزن Ù„ØØ²Ù†Ù‡Ù… ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ø Ù„ÙØ±ØÙ‡Ù… كما ÙÙŠ قوله : {Ø¥Ùنْ ØªÙØµÙبْكَ ØÙŽØ³ÙŽÙ†ÙŽØ©ÙŒ ØªÙŽØ³ÙØ¤Ù’Ù‡Ùمْ ÙˆÙŽØ¥Ùنْ ØªÙØµÙبْكَ Ù…ÙØµÙيبَةٌ ÙŠÙŽÙ‚ÙولÙوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا Ù…Ùنْ قَبْل٠وَيَتَوَلَّوْا ÙˆÙŽÙ‡Ùمْ ÙÙŽØ±ÙØÙونَ} [التوبة: 50] ÙØ¨ÙŠÙ‘Ù† تعالى بدلالة المÙهوم : أنّ العداوة مقتضاها الØÙزن Ù„ÙØ±Ø النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وأهل بيته (عليهم السلام) ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ø لمصيبة النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وأهل بيته (عليهم السلام) ÙØ§Ù„Ù…ØØ¨Ù‘Ø© تقتضي الØÙزن لمصابهم ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ø Ù„ÙØ±ØÙ‡Ù… ونظير هذه الدلالة قوله تعالى : {Ø¥Ùنْ تَمْسَسْكÙمْ ØÙŽØ³ÙŽÙ†ÙŽØ©ÙŒ ØªÙŽØ³ÙØ¤Ù’Ù‡Ùمْ ÙˆÙŽØ¥Ùنْ ØªÙØµÙبْكÙمْ Ø³ÙŽÙŠÙ‘ÙØ¦ÙŽØ©ÙŒ ÙŠÙŽÙْرَØÙوا بÙهَا ÙˆÙŽØ¥Ùنْ ØªÙŽØµÙ’Ø¨ÙØ±Ùوا وَتَتَّقÙوا لَا ÙŠÙŽØ¶ÙØ±Ù‘ÙÙƒÙمْ كَيْدÙÙ‡Ùمْ} [آل عمران: 120] ÙØ¹Ù„Ù‰ هذه الدلالة القرآنيّة يكون العزاء وإقامة المأتم والرثاء والندبة على مصاب السبط Ù€ بضعة المصطÙÙ‰ سيّد شباب أهل الجنة Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© الرسول الأمين Ù€ من مقتضيات Ø§Ù„ÙØ±ÙŠØ¶Ø© العظيمة الخالدة بخلود الدين وهي مودّة القربى .
الثاني : وهو ما عَقدنا هذا المقال له وهو : أنّ القرآن قد تضمّن الرثاء والندبة على خريطة وقائمة المظلومين طوال سلسلة أجيال البشريّة وقد استعرضَ القرآن الكريم ظلاماتهم بدءاً من هابيل إلى بقيّة أدوار الأنبياء والرسل وروّاد Ø§Ù„ØµÙ„Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ø¹Ø¯Ø§Ù„Ø© والجماعات Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© المقاومة Ù„Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ والظلم : ÙƒØ£ØµØØ§Ø¨ الأخدود وقواÙÙ„ الشهداء عبر تاريخ البشريّة ÙˆØØªÙ‘Ù‰ Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ المجنيّ عليهم نتيجة سÙنن جاهليّة كالموؤدة بل قد رَثى وندبَ القرآن ناقة ØµØ§Ù„Ø Ù„Ù…ÙƒØ§Ù†ØªÙ‡Ø§ ولم يقتصر القرآن على الرثاء والندبة لمَن وقعت عليهم الظلامات بل أخذ ÙÙŠ التنديد بالظالم وبالعتاة الظلمة وتوعّدهم بالعذاب والنÙقمة والبطش كما سنجده ÙÙŠ جملة من الموارد الآتية التي نتعرّض لها ÙÙŠ السور القرآنيّة وهي :
الأÙولى : قصّة Ø£ØµØØ§Ø¨ الأخدود ÙÙÙŠ سورة البروج تستهلّ السورة بالقسم الإلهي أربع مرّات : {ÙˆÙŽØ§Ù„Ø³Ù‘ÙŽÙ…ÙŽØ§Ø¡Ù Ø°ÙŽØ§ØªÙ Ø§Ù„Ù’Ø¨ÙØ±Ùوج٠* وَالْيَوْم٠الْمَوْعÙود٠* ÙˆÙŽØ´ÙŽØ§Ù‡ÙØ¯Ù وَمَشْهÙودÙ} [البروج: 1 - 3] وهذا الابتداء بمثابة توثيق للواقعة ÙˆØ§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© التي يريد الإخبار عنها ÙˆÙÙŠ هذا منهجاً ودرساً قرآنيّاً ÙŠØØ«Ù‘ على توثيق Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© أولاً Ø«Ùمّ الخوض ÙÙŠ ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ها ورسم Ø£ØØ¯Ø§Ø«Ù‡Ø§ Ø«Ùمّ تَذكر السورة الخبر الذي وقعَ القَسَم الإلهي على وقوعه بابتداء Ù„ÙØ¸Ø© (Ù‚ÙØªÙÙ„ÙŽ أَصْØÙŽØ§Ø¨Ù Ø§Ù„Ù’Ø£ÙØ®Ù’دÙودÙ) وهو أسلوب رثاء وندبة وعزاء نظير قول الراثي : (Ù‚ÙØªÙ„ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عطشاناً) .
كما أنّ توصيÙهم Ø¨Ø£ØµØØ§Ø¨ الأخدود بيان لكيÙيّة القتل التي جرت عليهم ÙØªÙˆØ§ØµÙÙ„ السورة تصوير Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„ØØ¯Ø« استثارة للعواط٠وتهييجها بوص٠الأخدود (النَّار٠ذَات٠الْوَقÙودÙ) وهو بيان لشدّة سعرة النار التي Ø£ÙØ¬Ù‘جت Ù„Ø¥ØØ±Ø§Ù‚هم وهو ترسيم لبشاعة الجناية ÙˆÙØ¸Ø§Ø¹ØªÙ‡Ø§ Ø«Ùمّ ÙŠÙØªØ§Ø¨Ø¹ القرآن الكريم (Ø¥ÙØ°Ù’ Ù‡Ùمْ عَلَيْهَا Ù‚ÙØ¹Ùودٌ) وهو بيان لقطة أخرى من Ù…Ø³Ø±Ø Ø¹Ù…Ù„ÙŠÙ‘Ø§Øª Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© التي أوقعها الظالمون على المؤمنين من إرعابهم وتهديدهم بإجلاسهم على Ø´Ùير الأخدود المتأجّج أوّلاً لأجل ممارسة الضغط عليهم للتخلّي عن مبادئهم التي يتمسّكون بها ÙˆÙيه بيان لشدّة صلابة المؤمنين مع هذا الإرعاب المتوجّه عليهم Ø«Ùمّ ØªÙØªØ§Ø¨Ø¹ السورة (ÙˆÙŽÙ‡Ùمْ عَلَى مَا ÙŠÙŽÙْعَلÙونَ Ø¨ÙØ§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ Ø´ÙÙ‡Ùودٌ) وهذا بيان ÙŠÙØ¬Ø³Ù‘د Ùوران الشَÙقة الإلهيّة على الظلامة والتلهّ٠على ما ÙŠÙÙØ¹Ù„ بالمؤمنين .
Ø«Ùمّ تتلو السورة (وَمَا Ù†ÙŽÙ‚ÙŽÙ…Ùوا Ù…ÙنْهÙمْ Ø¥Ùلا أَنْ ÙŠÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùوا Ø¨ÙØ§Ù„لَّه٠الْعَزÙيز٠الْØÙŽÙ…ÙيدÙ) لتبيّن براءة المؤمنين لتركيز شدّة الظلامة ومن جهة٠أخرى : تبيّن شدّة صلابة المؤمنين وصمودهم وعلوّ مبدئهم Ø«Ùمّ يبدأ الباري تعالى بتهديد الظالمين والتنديد بهم من موقع المالك للسموات والأرض والشاهد المراقب لكلّ الأمور Ø«Ùمّ يقول تعالى :
{Ø¥Ùنَّ الَّذÙينَ ÙَتَنÙوا Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ ÙˆÙŽØ§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…Ùنَات٠ثÙمَّ لَمْ يَتÙوبÙوا ÙÙŽÙ„ÙŽÙ‡Ùمْ عَذَاب٠جَهَنَّمَ ÙˆÙŽÙ„ÙŽÙ‡Ùمْ عَذَاب٠الْØÙŽØ±Ùيق٠* Ø¥Ùنَّ الَّذÙينَ آمَنÙوا وَعَمÙÙ„Ùوا Ø§Ù„ØµÙ‘ÙŽØ§Ù„ÙØÙŽØ§ØªÙ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ جَنَّاتٌ تَجْرÙÙŠ Ù…Ùنْ تَØÙ’تÙهَا الْأَنْهَار٠ذَلÙÙƒÙŽ الْÙَوْز٠الْكَبÙير٠* Ø¥Ùنَّ بَطْشَ رَبّÙÙƒÙŽ لَشَدÙيدٌ * Ø¥Ùنَّه٠هÙÙˆÙŽ ÙŠÙØ¨Ù’Ø¯ÙØ¦Ù ÙˆÙŽÙŠÙØ¹Ùيد٠* ÙˆÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ الْغَÙÙور٠الْوَدÙودÙ} [البروج: 10 - 14].
ÙÙŠÙØ³Ø·Ù‘ر تعالى قاعدة وسنّة إلهيّة عامّة وهي : الوقو٠بص٠المظلومين والموجهة قبال الظالمين وهو بذلك ÙŠÙØ±Ø¨Ù‘ÙŠ المسلمين والمؤمنين Ù€ عبر القرآن الكريم Ù€ على التضامن مع المظلومين ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ±Ø© والتنديد بالظالمين عبر التاريخ ÙˆÙŠÙØ¹Ù„ّمهم أن لا يتخاذلوا باللامبالاة ولا يتقاعسوا بذريعة أنّ هذه Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« والوقائع غابرة ÙÙŠ التاريخ بل ÙŠØØ«Ù‘ على التضامن والوقو٠ÙÙŠ صÙÙ‘ كلّ مظلوم من أول تاريخ البشريّة إلى آخرها والتنديد بكلّ طاغوت وظالم .
وهذا الجوّ القرآني نراه لا يكتÙÙŠ من المسلم والقارئ للسورة بالتعاط٠وإثارة Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³ تجاه المظلوم بل ÙŠØ³ØªØØ«Ù‘هما على النÙور من الظالم والتنديد به وإن كان زمانه قد مضى ÙÙŠ غابر التاريخ كلّ ذلك لتطهير الإنسان من الذوبان ÙÙŠ مسيرة الظالمين وانجذاباً له مع مبادئ المظلومين ÙØªØ±Ù‰ السورة تضمّ إلى إقامة الندبة والرثاء على Ø£ØµØØ§Ø¨ الأخدود والتنديد بقاتليهم {هَلْ أَتَاكَ ØÙŽØ¯Ùيث٠الْجÙÙ†Ùود٠* ÙÙØ±Ù’عَوْنَ وَثَمÙودَ * بَل٠الَّذÙينَ ÙƒÙŽÙَرÙوا ÙÙÙŠ تَكْذÙيب٠* وَاللَّه٠مÙنْ وَرَائÙÙ‡Ùمْ Ù…ÙØÙيطٌ} [البروج: 17 - 20] ÙØªÙذكّر قارئ السورة بمسيرة بقيّة ظلامات الظالمين من عصابة جنود ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† وثمود الذين جَنوا على الأنبياء والصالØÙŠÙ† .
ÙØ§Ù„سورة ابتدأت بالقَسَم على تأكيد وقوع Ø§Ù„ÙØ§Ø¯ØØ© ÙˆØªØØ³Ù‘ر ÙÙŠ ندبتهم ورثائهم وإظهار العزاء عليهم وبيان لعظم التنكيل بالمؤمنين وبراءة المؤمنين عن الجرم Ø«Ùمّ توعّد على الانتقام بتصوير مليء بالعبارات Ø§Ù„Ù…ØªØØ±Ù‘Ùكة Ø¨ÙØºÙŠØ© إثارة Ø§Ù„Ø¹ÙˆØ§Ø·Ù ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³ الجيّاشة .
Ø«Ùمّ إنّ ههنا Ø¥Ù„ÙØ§ØªØ© مهمّة إلى بعض الأمور :
الأوّل : وهي أنّ هذه السورة ØÙŠØ« كانت ÙÙŠ أسلوب أدب الرثاء والندبة والعزاء وإقامة المأتم على Ø£ØµØØ§Ø¨ الأخدود Ùلابدّ أن يكون قراءة هذه السورة ÙÙŠ كيÙيّة التجويد بنØÙˆ من التصوير البياني والطور الإيقاعي Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§Ø³ÙØ¨ لجوّ معاني هذه السورة وهذه الكيÙيّة هي Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© بطور الرثاء ÙˆØ§Ù„Ù†ÙˆØ ÙˆÙ‚Ø¯ تقرّر ÙÙŠ علم التجويد أخيراً ضرورة التصوير والترسيم البياني لجوّ معاني الكلام Ùلا يصØÙ‘ قراءة القرآن على وتيرة ÙˆØ§ØØ¯Ø© بل آيات البشارة بالجنّة والثواب والنعيم تÙقرأ بنØÙˆ الابتهاج ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ø وآيات الإنذار والوعيد تÙقرأ بكيÙيّة الخو٠والقشعريرة وآيات التشريع والأØÙƒØ§Ù… تÙقرأ بكيÙية التبيين والتعليم وآيات الØÙكمة والمعار٠والموعظة تÙقرأ بنØÙˆ الطور الصوتي Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§Ø³ÙØ¨ لجوّ الموعظة والØÙƒÙ…Ø© Ùمن ذلك نستخلص : أنّ Ø§Ù„Ù†ÙˆØ ÙˆØ§Ù„ØªØ±Ø¯ÙŠØ¯ الرثائي من Ø£Ù„ØØ§Ù† القراءة القرآنيّة لهذه السور المتضمّنة للمراثي .
الثاني : أشارَ الكثير من Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù‘رين إلى أنّ القرآن قد نزلَ على : أمثال ومواعظ ÙˆØÙكم وإنذار وبشارة وأØÙƒØ§Ù… ومعار٠وأخبار وأنباء Ùˆ...ولم يشيروا إلى وجود أسلوب وأدب الرثاء والندبة ÙÙŠ القرآن الكريم مع أنّه من Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„ المهمّة ÙÙŠ الأدب والأسلوب القرآني ØÙŠØ« سنذكر نموذجاً من بعض قائمة المراثي والندبة ÙÙŠ السور القرآنيّة .
الثالث : أنّ اشتمال الكتاب العزيز ÙÙŠ العديد من السور القرآنيّة على المراثي والندبة والعزاء وهو قرآن ÙŠÙØªÙ„Ù‰ كلّ ØµØ¨Ø§Ø ÙˆÙ…Ø³Ø§Ø¡ ÙˆÙÙŠ كلّ آن وزمان وهو عهد الله تعالى إلى خلقه اللازم عليهم أن يتعاهدوه بالقراءة والتدبّر كلّ يوم ولا سيّما ÙÙŠ شهر رمضان الذي هو ربيع القرآن Ùيقضي ذلك دعوة القرآن لإقامة الرثاء والندبة والعزاء على ظلامات المظلومين وروّاد Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¥Ù„Ù‡ÙŠ ÙÙŠ البشريّة ÙÙŠ كلّ يوم ÙØ¶Ù„اً عن كلّ أسبوع ÙˆÙØ¶Ù„اً عن كلّ شهر وكلّ موسم وكلّ سنة بنØÙˆ راتب ودائم ÙÙŠ كلّ قراءة للقرآن وترتيل .
ÙØ¥Ø°Ø§ كانت سنّة القرآن ذلك ÙÙŠ ظلامات المظلومين مثل : Ø£ØµØØ§Ø¨ الأخدود وأتباع الأنبياء Ùما ظنّك ببضعة المصطÙÙ‰ (عليها السلام) ÙˆØ±ÙŠØØ§Ù†Ø© خاتم الأنبياء وسيّد شباب أهل الجنة لا سيّما مع Ø§ÙØªØ±Ø§Ø¶ أمر القرآن بمودّتهم ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† لمصابهم كما تقدّم ÙÙŠ النمط السابق ØŸ
الثانية : قصّة يوس٠(عليه السلام) ويعقوب (عليه السلام) ويستهلّ القرآن الكريم ØªÙØµÙŠÙ„ Ø£ØØ¯Ø§Ø« المأساة التي جرت عليهما بقوله تعالى : {لَقَدْ كَانَ ÙÙÙŠ ÙŠÙوسÙÙÙŽ ÙˆÙŽØ¥ÙØ®Ù’وَتÙه٠آيَاتٌ Ù„ÙلسَّائÙÙ„Ùينَ} [يوسÙ: 7] كما يختم كلامه ÙÙŠ السورة : {لَقَدْ كَانَ ÙÙÙŠ قَصَصÙÙ‡Ùمْ Ø¹ÙØ¨Ù’رَةٌ Ù„ÙØ£ÙولÙÙŠ الْأَلْبَاب٠مَا كَانَ ØÙŽØ¯Ùيثًا ÙŠÙÙْتَرَى ÙˆÙŽÙ„ÙŽÙƒÙنْ تَصْدÙيقَ الَّذÙÙŠ بَيْنَ يَدَيْه٠وَتَÙْصÙيلَ ÙƒÙلّ٠شَيْءÙ} [يوسÙ: 111] Ø› Ù„ÙŠÙØ¨ÙŠÙ‘Ù† أنّ ما قصّه٠و سَرَده من ÙØ¹Ù„ يوس٠ويعقوب (عليهما السلام) سÙنّة تستنّ بها هذه الأمّة ويبدأ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن ظلامة يوس٠(عليه السلام) وهو ÙÙŠ Ø³Ù†Ù‘Ù ÙŠØ§ÙØ¹ ناعم
بقوله : {Ùَلَمَّا ذَهَبÙوا بÙه٠وَأَجْمَعÙوا أَنْ يَجْعَلÙوه٠ÙÙÙŠ ØºÙŽÙŠÙŽØ§Ø¨ÙŽØªÙ Ø§Ù„Ù’Ø¬ÙØ¨Ù‘Ù} [يوسÙ: 15] Ùيرسم للقارئ Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„ØØ¯Ø« بتعصّبهم وتجمّعهم على الطÙÙ„ الصغير Ø› ليلقوه ÙÙŠ أعماق البئر (ØºÙŽÙŠÙŽØ§Ø¨ÙŽØªÙ Ø§Ù„Ù’Ø¬ÙØ¨Ù‘Ù) هذا كلّه لبيان ÙØ¸Ø§Ø¹Ø© ÙØ¹Ù„هم وأنّهم ألقوه ÙÙŠ أعماق Ø§Ù„Ø¬ÙØ¨Ù‘ وهذا نظير قوله تعالى : (وَمَا ÙƒÙنْتَ لَدَيْهÙمْ Ø¥ÙØ°Ù’ أَجْمَعÙوا أَمْرَهÙمْ ÙˆÙŽÙ‡Ùمْ ÙŠÙŽÙ…Ù’ÙƒÙØ±Ùونَ) .
وعلى غرار هذا التعبير الرثائي ما استعمله٠شاعر أهل البيت (عليهم السلام) دعبل الخزاعي بقوله : (Ø£ÙØ§Ø·Ù…٠لو Ø®ÙÙ„ØªÙ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ù…ÙØ¬Ø¯Ù‘لاً) وهو Ù†ØÙˆ من تهييج Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ© ليعيش السامع والقارئ Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© المأساويّة وكأنّها تتجسّد أمامه Ø«Ùمّ يقول تعالى ÙÙŠ ذيل التصوير الأول : (وَأَوْØÙŽÙŠÙ’نَا Ø¥Ùلَيْه٠لَتÙÙ†ÙŽØ¨Ù‘ÙØ¦ÙŽÙ†Ù‘ÙŽÙ‡Ùمْ Ø¨ÙØ£ÙŽÙ…ْرÙÙ‡Ùمْ هَذَا ÙˆÙŽÙ‡Ùمْ لا ÙŠÙŽØ´Ù’Ø¹ÙØ±Ùونَ) ØÙŠØ« ØªÙØ¨ÙŠÙ‘Ù† مدى شدّة القساوة الجارية على يوس٠(عليه السلام) وهو ÙÙŠ نعومة Ø£Ø¸ÙØ§Ø±Ù‡ وإنّ العناية الإلهيّة لا تتركه من دون لطÙها ÙˆØªÙØªØ§Ø¨Ø¹ السورة آثار المصيبة على يعقوب (عليه السلام) (وَتَوَلَّى عَنْهÙمْ وَقَالَ يَا أَسَÙÙŽÙ‰ عَلَى ÙŠÙوسÙÙÙŽ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاه٠مÙÙ†ÙŽ الْØÙزْن٠ÙÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ كَظÙيمٌ * قَالÙوا تَاللَّه٠تَÙÙ’ØªÙŽØ£Ù ØªÙŽØ°Ù’ÙƒÙØ±Ù ÙŠÙوسÙÙÙŽ ØÙŽØªÙ‘ÙŽÙ‰ تَكÙونَ ØÙŽØ±ÙŽØ¶Ù‹Ø§ أَوْ تَكÙونَ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْهَالÙÙƒÙينَ * قَالَ Ø¥Ùنَّمَا أَشْكÙÙˆ بَثّÙÙŠ ÙˆÙŽØÙزْنÙÙŠ إلى اللَّه٠وَأَعْلَم٠مÙÙ†ÙŽ اللَّه٠مَا لا تَعْلَمÙونَ) ÙØªÙبيّن أنّ الجزع والندبة قد اشتدّا بالنبي يعقوب (عليه السلام) إلى ØØ¯Ù‘ إصابة عينيه بالعَمى وقد اشتدّ ØØ²Ù†Ù‡ وشكواه إلى الله تعالى إلى درجة اتّهام أبنائه بالخلل ÙÙŠ عقله أو بدنه وهو معنى Ø§Ù„ØØ±Ø¶ والبثّ شدّة Ø§Ù„ØØ²Ù† وهذا دليل على أنّ الجزع من ÙØ¹Ù„ الظالمين Ù…Ù…Ø¯ÙˆØ ÙˆØ¥Ù†Ù‘Ù…Ø§ الجزع من قضاء الله وقدره هو المذموم وأمّا اللواذ والالتجاء إلى الله تعالى ÙÙŠ الجزع والشكوى والبثّ ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† Ùهذا Ù…Ù…Ø¯ÙˆØ ÙˆÙ‡Ùˆ تنÙّر من الظالمين .
الثالثة : قصّة٠قَتل الأنبياء وقد ندّد القرآن الكريم واستنكرَ قتلهم Ùيما يقرب من تسعة مواضع منها : {Ù‚Ùلْ ÙÙŽÙ„ÙÙ…ÙŽ تَقْتÙÙ„Ùونَ أَنْبÙيَاءَ اللَّه٠مÙنْ قَبْل٠إÙنْ ÙƒÙنْتÙمْ Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ} [البقرة: 91] وقال : {ذَلÙÙƒÙŽ Ø¨ÙØ£ÙŽÙ†Ù‘ÙŽÙ‡Ùمْ كَانÙوا يَكْÙÙØ±Ùونَ Ø¨ÙØ¢ÙŠÙŽØ§ØªÙ اللَّه٠وَيَقْتÙÙ„Ùونَ النَّبÙيّÙينَ Ø¨ÙØºÙŽÙŠÙ’ر٠الْØÙŽÙ‚Ù‘Ù} [البقرة: 61] كما ÙÙŠ البقرة 61 Ù€ 91 وآل عمران 21 Ù€ 112 والمائدة 70 Ù€ 81 Ù€ 183 والنساء 155 وكذلك ندّد القرآن بقتل روّاد Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¥Ù„Ù‡ÙŠ ÙÙŠ البشريّة : {وَيَقْتÙÙ„Ùونَ الَّذÙينَ ÙŠÙŽØ£Ù’Ù…ÙØ±Ùونَ Ø¨ÙØ§Ù„Ù’Ù‚ÙØ³Ù’Ø·Ù Ù…ÙÙ†ÙŽ النَّاس٠ÙÙŽØ¨ÙŽØ´Ù‘ÙØ±Ù’Ù‡Ùمْ Ø¨ÙØ¹ÙŽØ°ÙŽØ§Ø¨Ù Ø£ÙŽÙ„Ùيم٠} [آل عمران: 21] .
الرابعة : ما ÙÙŠ سورة التكوير : {ÙˆÙŽØ¥ÙØ°ÙŽØ§ الْمَوْءÙÙˆØ¯ÙŽØ©Ù Ø³ÙØ¦Ùلَتْ * Ø¨ÙØ£ÙŽÙŠÙ‘Ù Ø°ÙŽÙ†Ù’Ø¨Ù Ù‚ÙØªÙلَتْ} [التكوير: 8ØŒ 9] وهذه ندبة قرآنيّة للمولودة التي تÙقتل ÙÙŠ زمن الجاهليّة نتيجة السÙنن العرÙيّة الجاهليّة الظالمة ويتبيّن ÙÙŠ هذا الأسلوب الرثائي كيÙيّة Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„Ø¬Ù†Ø§ÙŠØ© بدÙÙ† الوليدة وهي ØÙŠÙ‘Ø© ÙÙŠ التراب مع كمال براءتها .
الخامسة : عزاء الشهداء ÙÙŠ سبيل الله تعالى : {وَلَا تَقÙولÙوا Ù„Ùمَنْ ÙŠÙقْتَل٠ÙÙÙŠ سَبÙيل٠اللَّه٠أَمْوَاتٌ بَلْ Ø£ÙŽØÙ’يَاءٌ ÙˆÙŽÙ„ÙŽÙƒÙنْ لَا ØªÙŽØ´Ù’Ø¹ÙØ±Ùونَ} [البقرة: 154] .
السادسة : قصّة٠هابيل وجريمة قتله من Ù‚ÙØ¨Ù„ قابيل بقوله : {لَئÙنْ بَسَطْتَ Ø¥Ùلَيَّ يَدَكَ Ù„ÙØªÙŽÙ‚ْتÙÙ„ÙŽÙ†ÙÙŠ مَا أَنَا Ø¨ÙØ¨ÙŽØ§Ø³Ùط٠يَدÙÙŠÙŽ Ø¥Ùلَيْكَ Ù„ÙØ£ÙŽÙ‚ْتÙÙ„ÙŽÙƒÙŽ Ø¥ÙنّÙÙŠ أَخَاÙ٠اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمÙينَ * Ø¥ÙنّÙÙŠ Ø£ÙØ±Ùيد٠أَنْ تَبÙوءَ Ø¨ÙØ¥ÙثْمÙÙŠ ÙˆÙŽØ¥ÙØ«Ù’Ù…ÙÙƒÙŽ ÙَتَكÙونَ Ù…Ùنْ أَصْØÙŽØ§Ø¨Ù النَّار٠وَذَلÙÙƒÙŽ جَزَاء٠الظَّالÙÙ…Ùينَ * Ùَطَوَّعَتْ Ù„ÙŽÙ‡Ù Ù†ÙŽÙْسÙه٠قَتْلَ Ø£ÙŽØ®Ùيه٠Ùَقَتَلَه٠ÙَأَصْبَØÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ Ø§Ù„Ù’Ø®ÙŽØ§Ø³ÙØ±Ùينَ} [المائدة: 28 - 30] ÙÙŠÙØ¨ÙŠÙ‘Ù† البراءة ÙÙŠ جانب هابيل ÙˆØ§Ù„ÙˆØØ´ÙŠÙ‘Ø© والقساوة ÙÙŠ جانب قابيل ÙØ§Ù„بيان ÙŠÙØµÙˆÙ‘ر شدّة Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³ من الطرÙين أثناء Ø§Ù„ØªØØ§Ù… الطرÙين ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯Ø« إلاّ أنّ التهاب Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³ هابيل مملوءة Ø¨Ø§Ù„ØµÙØ§Ø¡ ÙˆØ§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ù† ÙˆØ£ØØ§Ø³ÙŠØ³ قابيل مشØÙˆÙ†Ø© بالعدوان والتجاوز لمقتضيات Ø§Ù„ÙØ·Ø±Ø©.
السابعة : ما ارتكبه ÙØ±Ø¹ÙˆÙ† وهامان من طغيان واستكبار ÙÙŠ الأرض : {يَسْتَضْعÙÙ٠طَائÙÙَةً Ù…ÙنْهÙمْ ÙŠÙØ°ÙŽØ¨Ù‘ÙØÙ Ø£ÙŽØ¨Ù’Ù†ÙŽØ§Ø¡ÙŽÙ‡Ùمْ وَيَسْتَØÙ’ÙŠÙÙŠ Ù†ÙØ³ÙŽØ§Ø¡ÙŽÙ‡Ùمْ} [القصص: 4] وقوله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ : {يَسÙومÙونَكÙمْ سÙوءَ Ø§Ù„Ù’Ø¹ÙŽØ°ÙŽØ§Ø¨Ù ÙŠÙØ°ÙŽØ¨Ù‘ÙØÙونَ أَبْنَاءَكÙمْ وَيَسْتَØÙ’ÙŠÙونَ Ù†ÙØ³ÙŽØ§Ø¡ÙŽÙƒÙمْ} [البقرة: 49] .
الثامنة : ناقة ØµØ§Ù„Ø ÙÙŠ سورة الشمس : {كَذَّبَتْ ثَمÙÙˆØ¯Ù Ø¨ÙØ·ÙŽØºÙ’وَاهَا * Ø¥ÙØ°Ù انْبَعَثَ أَشْقَاهَا * Ùَقَالَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ رَسÙول٠اللَّه٠نَاقَةَ اللَّه٠وَسÙقْيَاهَا * ÙَكَذَّبÙوه٠ÙَعَقَرÙوهَا Ùَدَمْدَمَ عَلَيْهÙمْ رَبّÙÙ‡Ùمْ Ø¨ÙØ°ÙŽÙ†Ù’بÙÙ‡Ùمْ Ùَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَاÙ٠عÙقْبَاهَا} [الشمس: 11 - 15] ÙØ¨ÙŠÙ‘Ù† طغيان ثمود وإنّ الذي ارتكبَ الجريمة هو الأشقى من قوم ثمود وبيّن ØÙرمة الناقة Ø¨Ø¥Ø¶Ø§ÙØªÙ‡Ø§ إلى ذاته المقدّسة مع كونها ناقة ØµØ§Ù„Ø Ø«Ùمّ صوّر Ø¨Ø¥ØØ³Ø§Ø³Ù ملتهب عمليّة الجناية من المعتدي بأنّه قام بعمليّة العقر ÙˆØ§Ù„Ù„ÙØ¸ ÙŠÙØ¨ÙŠÙ‘Ù† قساوة Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ والسورة ØªÙØ³Ù†Ø¯ Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ إلى قوم ثمود كلّÙهم لرضاهم بذلك كما سبقَ أن وصÙÙŽ المعتدي بالشقاء البالغ غايته Ø«Ùمّ بيّنَ بجانب وقوÙÙ‡ بص٠المظلوم وتضامنه معه تنديده للظالم وانبعاث الغضب والنقمة الإلهيّة العاجلة وسخطه٠الشديد عليهم Ùلم يكتÙ٠برثاء المظلوم بل قَرنه٠بشجب الظالم والإنكار عليه بل وإدانة قوم ثمود لموقÙهم Ø§Ù„Ù…ØªÙØ§Ø¹ÙÙ„ تأييداً للجريمة .
ÙØ¥Ø°Ø§ كان موق٠القرآن من ناقة ØµØ§Ù„Ø ÙŠÙØ¨Ø¯ÙŠ Ù…Ø«Ù„ هذا التضامن معها وهي دابّة وآية إلهيّة ÙˆÙŠÙØ¯ÙŠÙ† ظلم قوم ثمود لها ÙØ¨Ø§Ù„له عليك ما هو موق٠القرآن الكريم من سبط سيّد النبيّين ÙˆØ£Ø´Ø±Ù Ø§Ù„Ø³ÙØ±Ø§Ø¡ المقرّبين وسيّد شباب أهل الجنة ØŸ وإذا كان القرآن يدعونا إلى تلاوة الندبة والرثاء على ناقة ØµØ§Ù„Ø ÙˆØ§Ù„Ø¸Ù„Ø§Ù…Ø© Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© بقرآن ÙŠÙØªÙ„Ù‰ إلى يوم القيامة تتلقّى منه البشريّة دروساً من التربية ÙˆÙŠØØ«Ù‘نا على إقامة هذه الندبة وعلى التنديد بمرتَكبي تلك الظلامة Ùكي٠بك بالظلامة المرتكبة ضدّ سيّد شباب أهل الجنة Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وما ÙŠÙمثّله من مبادئ وأصول للدين الØÙ†ÙŠÙ متجسّدة Ùيه .
وهذه نبذة من الندبة والمراثي التي تصدّى القرآن الكريم لاستعراضها وإقامتها ÙÙŠ السور القرآنيّة بأسلوب وأدب الرثاء والعزاء ونØÙˆ ذلك من أساليب الندبة Ø§Ù„Ù‡Ø§Ø¯ÙØ© المطلوبة لإØÙŠØ§Ø¡ المبادئ المتمثّلة ÙÙŠ الذين وقعت عليهم تلك الظلامات من أجل أنّهم ÙŠØÙ…لون تلك المبادئ ويسعون لإقامتها وبنائها .
Ùنستخلص : أنّ الندبة والرثاء الراتب سÙنّة قرآنيّة يمارسها القارئ والتالي والمرتّل لكتاب الله العزيز وهي مجلس من المجالس المÙقامة ÙÙŠ أندية القرآن الكريم .
وأمّا الوجه الأخير : وهو كون العزاء والمأتم على سيّد الشهداء (عليه السلام) سÙنّة نبويّة أيضاً Ùقد ÙƒÙØªØ¨ ÙÙŠ بيانه جملة من الأعلام نذكر Ù€ على سبيل المثال لا Ø§Ù„ØØµØ± Ù€ ما أشار إليه العلاّمة الأميني (Ù‚Ø¯Ù‘ÙØ³ سرّه) ÙÙŠ كتابه (سيرتنا وسنّتنا) (سيرة النبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وسنّته) ÙÙŠ اثني عشر مأتماً ومجلساً عَقده٠النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) لندبة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وهو ÙŠØ§ÙØ¹ ÙÙŠ نعومة Ø£Ø¸ÙØ§Ø±Ù‡ ÙÙŠ مَلأ من المهاجرين والأنصار ÙÙŠ المسجد تارةً وأخرى ÙÙŠ بيته مع بعض زوجاته وثالثة مع بعض خواصّه وقد نَقل تلك الوقائع المتكرّرة من النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) الكثير من الØÙّاظ وأئمّة Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« ÙÙŠ مسانيدهم والمؤرّخين Ø£ØµØØ§Ø¨ السيَر ÙÙŠ ÙƒÙØªØ¨Ù‡Ù… منهم : Ø£ØÙ…د بن ØÙ†Ø¨Ù„ ÙÙŠ مسنده والنسائي والترمذي ÙÙŠ سÙننهما وغيرهم وابن عساكر ÙÙŠ تاريخه وغيرهم ÙلاØÙظ ثمّة ما كتبه٠العلاّمة الأميني وكذلك ما كتبه٠العلاّمة السيّد عبد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† شر٠الدين (المأتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ù…Ø´Ø±ÙˆØ¹ÙŠÙ‘ØªÙ‡ وأسراره) .