أهل Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² يبكون Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) :
ولمّا عزمَ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) على مغادرة مدينة جدّه المصطÙÙ‰ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)ØŒ والتوجّه إلى العراق تلبية لنداءات ورسائل ÙˆØ±ÙØ³Ù„ أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ عزّ على أهل المدينة أن ÙŠÙØ§Ø±Ù‚هم سبط الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)ØŒ وهم ÙÙŠ أمسّ Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© إلى زَعامته وإمامته وإرشاداته، ÙØªÙˆØ³Ù‘لوا إليه أن يعدÙÙ„ عن هذه Ø§Ù„Ø±ÙØÙ„Ø© ذات المصير المجهول.
والأعداء Ù€ وخاصّة الأمويون منهم Ù€ Ù…ØªØ±ØµÙ‘ÙØ¯ÙˆÙ† له، وعازمون على قتله ÙˆØ§Ù„ÙØªÙƒ به ÙˆØ¨Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ØŒ والقضاء على نهضته الإصلاØÙŠÙ‘Ø© التي بها Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ لدين جدّه Ù…ØÙ…ّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مهما كلّÙهم الأمر، ولكنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) كان قد قرّ قراره على الرØÙŠÙ„ لأمور كان هو أعلم بها، ÙˆÙيما يلي بعض المرويّات عن بدء الإمام بهذه الرØÙ„Ø© المشؤومة:
1 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (75) من المجلّد الرابع من موسوعة (أعيان الشيعة)ØŒ القسم٠الأول منها عند بيان ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ كيÙيّة خروج Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) من المدينة، ÙŠØµØØ¨Ù‡ إخوته، وأهله، وشيعته، يريد مكّة Ø«Ùمّ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© قوله:
(وأقبَلَت نساء عبد المطلب ÙØ§Ø¬ØªÙ…عنَ Ù„Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ©ØŒ لمّا بلغَهنّ أنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) يريد الشخوص من المدينة، ØØªÙ‰ مشى Ùيهنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ùقال: (Ø£Ùنشدكنّ الله أن ØªÙØ¨Ø¯ÙŠÙ† هذا الأمر معصية لله ولرسوله)ØŒ Ùقالت له نساء بني عبد المطلب: Ùلمَن نستبقي Ø§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ© والبكاء؟ Ùهو عندنا كيوم ماتَ Ùيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)ØŒ وعلي، ÙˆÙØ§Ø·Ù…ة، ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù†ØŒ ورقية، وزينب، وأم كلثوم، جَعَلنا الله ÙØ¯Ø§Ùƒ من الموت يا ØØ¨ÙŠØ¨ الأبرار من أهل القبور..).
وكأنّ القَدَر كان أوØÙ‰ لهؤلاء النسوة بأنّ الإمام وأهل بيته Ù€ ومَن ÙŠÙØ±Ø§Ùقه ÙÙŠ هذه الرØÙ„Ø© Ù€ مستشهدون لا Ù…ØØ§Ù„Ø©.
2 Ù€ ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (42) من كتاب (المجالس السَنيّة ÙÙŠ مناقب ومصائب العترة النبويّة) لمؤلّÙÙÙ‡ العلاّمة الأمين العاملي عند ذكر اجتماع Ù…ØÙ…ّد ابن الØÙ†Ùيّة Ù€ أخي الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ù€ ÙÙŠ المدينة به Ù‚ÙØ¨ÙŠÙ„ مغادرة الإمام لها، ÙˆÙ†ØµÙŠØØ© Ù…ØÙ…ّد Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† بأن يخرج إلى مكّة، ÙØ¥Ù† اطمأنّ إلى أهلها وإلاّ ÙØ¥Ù„Ù‰ اليمن، وإلاّ Ø§Ù„Ù„ÙØØ§Ù‚ بالرمال وشعوب الجبال، هَرَباً من تعقيب يزيد وزÙمرته الأمويين له، قال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†:
(يا أخي، والله لو لم يكن ÙÙŠ الدنيا ملجأ ولا مأوى لمَا بايعت يزيد بن معاوية، Ùقطعَ Ù…ØÙ…ّد بن الØÙ†Ùيّة عليه الكلام، وبكى ÙØ¨ÙƒÙ‰ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) معه ساعة Ø«Ùمّ قال: يا أخي، جزاك الله خيراً، Ùقد Ù†ØµØØªÙŽ ÙˆØ£Ø´Ø±ØªÙŽ بالصواب، وأنا عازم على الخروج إلى مكّة).
3 Ù€ ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (45) من الكتاب Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ ينقل المؤلّÙ٠الجليل كيÙيّة خروج Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) من مكّة، وشخوصه مع أهله ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ إلى العراق ÙÙŠ (8) ذي الØÙجّة سنة 60 هـ، واجتماع أخيه Ù…ØÙ…ّد بن الØÙ†Ùيّة به مرّة أخرى، ومنعه٠من Ø§Ù„Ø³ÙØ± إلى العراق، والرØÙŠÙ„ إلى اليمن، وامتناع الإمام (عليه السلام) عن ذلك، Ø«Ùمّ يقول:
(وسمعَ عبد الله بن عمر بخروج الإمام من مكّة، Ùقدّم راØÙ„ته وخرجَ خلÙÙ‡ Ù…ÙØ³Ø±Ø¹Ø§Ù‹ ÙØ£Ø¯Ø±ÙƒÙ‡ ÙÙŠ بعض المنازل، Ùقال له: أين تريد يا بن رسول الله؟ قال: (العراق) قال: مهلاً، ارجع إلى ØÙŽØ±ÙŽÙ… جدّك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)ØŒ ÙØ£Ø¨Ù‰ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ Ùلمّا رأى ابن عمر إباءه Ùقال: يا أبا عبد الله، اكشÙ٠لي عن الموضع الذي كان رسول الله يقبّÙله منك، ÙكشÙÙŽ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) عن سرّته، Ùَقبّلها ابن عمر ثلاثاً وبكى، وقال: Ø£Ø³ØªÙˆØ¯ÙØ¹ÙÙƒ الله يا أبا عبد الله، ÙØ¥Ù†Ù‘Ùƒ مقتول ÙÙŠ وجهتك هذه...).
الØÙسين (عليه السلام) يتنبّأ Ø§Ù„ÙƒØ§Ø±ÙØ«Ø© :
لم ÙŠÙƒÙØ¯ الإمام الشهيد يغادر مكّة يوم (8) ذي Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© سنة 60 هـ قاصداً العراق، إلاّ وأخذَت الأنباء Ø§Ù„Ù…ÙØØ²Ù†Ø© تتوارد عليه Ùيما يلاقيه Ø±ÙØ³Ù„Ù‡ وموÙÙØ¯ÙˆÙ‡ من: نشوز، وظلم، وبغي، وخيانة من أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© بعد وصول الوالي الجديد إليها عبيد الله بن زياد، وقد أصبØÙŽ Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù… Ù…ØªØ£ÙƒÙ‘ÙØ¯Ø§Ù‹ من أنّه وآله ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ملاقون أسوأ المصير Ùيما هم عازمون عليه، ولكن لا رادّ لإرادة الله، ÙˆÙيما يلي بعض ما يؤيّد ذلك:
1 Ù€ جاء ÙÙŠ كتاب (المجالس السَنيّة) ØµÙØØ© (53) عند ذكر ØØ§Ø¯Ø« مسلم بن عقيل ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ ÙˆÙ…ØØ§Ø±Ø¨ØªÙ‡ جلاوزة الوالي الغشوم عبيد الله بن زياد، Ø«Ùمّ مقتل مسلم، ما عبارته:
(ÙˆÙÙŠ رواية المÙيد: أنّ مسلم Ø£ÙØ®Ø°ÙŽ Ø¨Ø§Ù„Ø£Ù…Ø§Ù† بعد أن عجزَ عن القتال، ÙØ£Ùتيَ ببغلة ÙØÙÙ…ÙÙ„ عليها، واجتمعوا ØÙˆÙ„Ù‡ وانتزعوا منه سيÙه، Ùكأنّه عند ذلك يئس من Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ ÙØ¯Ù…ÙØ¹Øª عيناه Ø«Ùمّ قال: هذا أوّل الغدر، قال له Ù…ØÙ…ّد بن الأشعث: أرجو أن لا يكون عليك بأس، Ùقال: وما هو إلاّ الرجاء، أين أمانكم؟ إنّا لله وإنا إليه راجعون، وبكى، Ùقال له عبيد الله بن العبّاس السلمي: إنّ Ù…ÙŽÙ† يطلب مثلَ الذي تطلب إذا نزلَ به مثلَ الذي نزلَ بك لم ÙŠØ¨ÙƒÙØŒ Ùقال: إنّي والله، ما Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ Ø¨ÙƒÙŠØªÙ ÙˆÙ„Ø§ لها من القتل أرثي، وإن كنت٠لم Ø£ØÙبّ لها Ø·Ø±ÙØ© عين ØªÙŽÙ„ÙŽÙØ§ØŒ ولكنّي أبكي لأهليَ المÙقبلين، أبكي Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† وآل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†..).
2 Ù€ وجاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (58) من Ù†ÙØ³ الكتاب بعد ذكر مجزرة مقتل مسلم بن عقيل ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ما نصّه:
(ÙˆÙÙŠ أثناء الطريق من مكّة إلى العراق، لقيَ Ø§Ù„ÙØ±Ø²Ø¯Ù‚ الشاعر الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙØ³Ù„ّم عليه وقال له: يا بن رسول الله، كي٠تركن إلى أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ وهم الذين قتلوا ابن عمّك مسلم بن عقيل وشيعته؟ ÙØ§Ø³ØªØ¹Ø¨Ø±ÙŽ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ Ø«Ùمّ قال: (رØÙ…ÙŽ الله مسلماً..).
3 Ù€ ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (64) من ذاك الكتاب، وردَ ذكر قصّة نزول Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙÙŠ الثعلبيّة بطريقه من Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² إلى العراق، ووصول Ø£ØØ¯ الأسديين من Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ ورؤيته مقتل مسلم ابن عقيل، وهاني بن عروة ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ وإخبار رجÙلين من الرØÙ„ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø¨Ù‡Ø°Ø§ النبأ المÙÙØ¬Ø¹ØŒ Ø«Ùمّ يستطرد الكتاب بعد ذلك ويقول: (ÙØ³ÙƒØªÙŽ Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…ØŒ وارتجّ الموضع بالبكاء لقتل مسلم بن عقيل، وسالَت الدموع عليه كلّ مسيل..).
4 Ù€ وجاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (73) من الكتاب المذكور، بعد ذكر وصول ركب الإمام الشهيد إلى القرب من كربلاء يوم أول Ù…ØØ±Ù‘Ù… سنة 61 هـ قوله: (Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† جواباً لمَن اقترØÙŽ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ أن يبدأ بقتال Ø§Ù„ØØ± وجيشه: (ما كنت٠لأبدَأهم بالقتال، Ùقال له زهير: ÙØ³Ùر بنا يا بن رسول الله ØØªÙ‰ ننزل كربلاء؛ ÙØ¥Ù†Ù‘ها على شاطئ Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª Ùنكون هناك، ÙØ¥Ù† قاتَلونا قاتلناهم واستعنّا الله عليهم، قال: ÙØ¯Ù…عت عَينا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ø«Ùمّ قال: اللهمّ أعوذ٠بك من الكرب والبلاء..).
هذا، ÙˆÙŠÙØ³ØªØ¯Ù„ من الروايات المتواترة ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« المتوÙّرة: أنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) كان Ù…ØªØ£ÙƒÙ‘ÙØ¯Ø§Ù‹ من أنّه قتيل آل Ø£Ùميّة مهما ØØ§ÙˆÙ„ التملّص من ذلك، وإنّ تنبّؤاته بهذا المصير Ø§Ù„Ù…ÙØØ²Ù† كثيرة، استناداً إلى ما كان قد سمعه٠من جدّه المصطÙÙ‰ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومن أبيه الكرّار (عليه السلام)ØŒ وتطبيقاً منه لمجرَيات الØÙˆØ§Ø¯Ø« التي كانت تمرّ عليه ÙÙŠ كلّ يوم وليلة، منذ أواخر عهد معاوية بن أبي سÙيان وبعد استيلاء يزيد على الØÙكم، ÙˆÙيما يلي بعض ما عثرت٠عليه ÙÙŠ بطون الكتب ÙÙŠ هذا الأمر:
5 Ù€ نقلَ كتاب (إقناع اللائم) ÙÙŠ ØµÙØØªÙ‡ (189) عن مقال٠للمستشرق الألماني الشهير (ماربين) ØÙˆÙ„ ÙØ§Ø¬Ø¹Ø© كربلاء، ما تَرجمته تالياً:
(وأكبر٠دليل٠على أنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) كان ذاهباً لمصرعه، ولم يقصد السلطنة والرئاسة أبداً هو: أنّه مع ذلك العلم Ù€ وتلك السياسة والتجربة التي اكتسبَها ÙÙŠ عهد أبيه، وأخيه ÙÙŠ قتالهم مع بني Ø£Ùميّة Ù€ كان يعلم أنّه لا يملك الاستعدادات اللازمة مع تلك القوّة التي كانت ليزيد؛ لتمكنّه من المقاوَمة.
وأيضاً ÙØ¥Ù†Ù‘ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ù€ بعد قتل أبيه Ù€ كان ÙŠÙØ®Ø¨Ø± عن Ù†ÙØ³Ù‡ أنّه مقتول لا Ù…ØØ§Ù„ة، ومن الساعة التي خرجَ Ùيها من المدينة كان يقول بصوت٠عال وبلا تستّر: (إنّني ذاهب للقتل)ØŒ وكان ÙŠØµØ±Ù‘ÙØ بذلك Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ إتماماً Ù„Ù„ØØ¬Ù‘ة، ÙˆÙ„ÙŠÙØ¨Ø±Ø¦ Ù†ÙØ³Ù‡ من أنّه يجاهد طمعاً ÙÙŠ الجاه، وكانت لهجته على الدوام: (إنّ أمامي طريق المصرع).
ولو لم يكن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بهذه الأÙكار لم يكن ليستسلم للموت، بل كان يسعى لإعداد جيش، لا أن ÙŠÙØ±Ù‘ÙÙ‚ الجماعة الذين معه، ولمّا لم يكن له قصد سوى القتل الذي هو مقدّمة لتلك الأÙكار السامية، وتلك الثورة المقدّسة، التي كانت ÙÙŠ نظره أنّها أكبر وسيلة لتلك الثورة التي سيÙقد Ùيها الأنصار، ويصاب بها بالقتل مظلوماً شهيداً، لذلك اختارها لتكون مصائبه أشدّ تأثيراً ÙÙŠ القلوب..).
Ø«Ùمّ يستطرد الكاتب الألماني Ùيقول: (إنّه Ù€ أي الØÙسين Ù€ لم يتØÙ…ّل هذه المصائب Ù„Ù„ØØµÙˆÙ„ على السلطنة، ولم يرد هذه المَهلكة العظمى على غير علم، كما تصوّر ذلك بعض مؤرّخينا، بدليل: أنّه كان Ù€ قبل هذه الواقعة بسÙنين متطاولة Ù€ يترنّم بذكر مصائبه التي ستقع على سبيل التسلية لخواص Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ØŒ من ذوي الأÙكار العالية ÙˆØ§Ù„Ø£Ø¯Ù…ÙØºØ© الواسعة قائلاً: (Ø³ÙŠÙØ¸Ù‡Ø± الله بعد قتلي Ù€ وظهور تلك المصائب Ø§Ù„Ù…ÙØ¬Ø¹Ø© Ù€ أقواماً يميّزون الØÙ‚Ù‘ من الباطل، ويزورون قبورنا، ويبكون على مصائبنا، ويأخذون الثار من أعداء آل Ù…ØÙ…ّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)ØŒ هؤلاء الجماعة ÙŠØ±ÙˆÙ‘ÙØ¬ÙˆÙ† دين الله وشريعة جدّي، ÙˆÙ†ØØ¨Ù‘هم أنا وجدّي، ÙˆØ³ÙŠÙØØ´Ø±ÙˆÙ† معنا يوم القيامة..).
6 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (29) من كتاب (لمعة من بلاغة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام))ØŒ لمؤلّÙÙÙ‡ السيّد مصطÙÙ‰ Ù…ØØ³Ù† الاعتماد الموسوي Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø±ÙŠØŒ من خطبة Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) عند عزمه على المسير من Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² إلى العراق قوله: (وخÙيّرَ لي مصرعٌ أنا لاقيه، كأنّي بأوصالي تÙÙ‚Ø·Ù‘ÙØ¹Ù‡Ø§ عسلان الÙَلَوات بين النَواويس وكربلاء، Ùيملأنّ منّي أكراشاً Ø¬ÙˆÙØ§Ù‹ØŒ ÙˆØ£Ø¬Ø±ÙØ¨Ø© سغباً، لا Ù…ØÙŠØµÙŽ Ø¹Ù† ÙŠÙˆÙ…Ù Ø®ÙØ·Ù‘ بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويوÙّينا أجور الصابرين...).
7 Ù€ وجاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (32) من الكتاب Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ ÙÙŠ جواب الإمام علي (عليه السلام) لأبي هرم Ù€ لمّا قال له: يا بن رسول الله ØŒ ما الذي أخرجكَ عن ØÙŽØ±ÙŽÙ… جدّك Ù€ قوله: (يا أبا هرم، إنّ بني Ø£Ùميّة شَتموا عرضي ÙØµØ¨Ø±ØªØŒ وأخذوا مالي ÙØµØ¨Ø±ØªØŒ وطلبوا دَمي Ùهربت، وأيمَ الله ليقتلونَني ÙÙŠÙ„Ø¨ÙØ³Ù‡Ù… الله ذلاً شاملاً، ÙˆØ³ÙŠÙØ§Ù‹ قاطعاً...).
8 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (35) من هذا الكتاب أيضاً Ù€ ما نصّه Ù€ عند مخاطَبة الإمام Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ قوله: قال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام): (إنّ رسول الله قال لي: يا بÙني إنّك Ø³ØªÙØ³Ø§Ù‚ إلى العراق، وهي أرض قد التقَى بها النبيون وأوصياء النبيين، وهي أرض ØªÙØ¯Ø¹Ù‰ عجوزاً وإنّك تستشهد بها، ويستشهد معك جماعة من Ø£ØµØØ§Ø¨Ùƒ تكون Ø§Ù„ØØ±Ø¨ عليك وعليهم سلماً...).
9 Ù€ ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (37) منه جاء ضمن خطبة للإمام (عليه السلام) يخاطب بها Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ما Ù„ÙØ¸Ù‡: (وقد قال جدّي رسول الله: ولَدي ØØ³ÙŠÙ† ÙŠÙقتل بط٠كربلاء غريباً، ÙˆØÙŠØ¯Ø§Ù‹ØŒ عطشاناً...).
10Ù€ ووردَ ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (67) منه ÙÙŠ جواب٠للإمام الشهيد (عليه السلام)ØŒ على كتاب عبد الله بن Ø¬Ø¹ÙØ± الطيار الذي يرجو Ùيه من الإمام عدم مغادرة مكّة إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©Ø› لأنّ Ùيها هلاك الإمام ÙˆØµØØ¨Ù‡ ما نصّه: (اعلم أنّي قد رأيت٠جدّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ÙÙŠ منامي، ÙØ£Ø®Ø¨ÙŽØ±Ù†ÙŠ Ø¨Ø£Ù…Ø±Ù Ø£Ù†Ø§ ماض٠له، ÙÙˆ الله يا ابن العم لو كنت ÙÙŠ Ø¬ÙØØ± هامة من هوام الأرض لاستخرجوني ØØªÙ‰ يقتلوني...).
11 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (637) من كتاب (موسوعة آل النبي) للدكتورة بنت الشاطئ ما نصّه: (وكان Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ù€ Ùيما يروي عدد من المؤرّخين الإخباريين Ù€ يعلم منذ Ø·Ùولته بما Ù‚ÙØ¯Ù‘ÙØ± له، كما كان دور أخته زينب ØØ¯ÙŠØ« القوم منذ ÙˆÙ„ÙØ¯ÙŽØªØŒ Ùهم يذكرون: أنّ سلمان Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ø³ÙŠ Ø£Ù‚Ø¨Ù„ÙŽ على علي (عليه السلام) ÙŠÙ‡Ù†Ù‘ÙØ¦Ù‡ بوليدته، ÙØ£Ù„ÙØ§Ù‡ واجÙماً ØØ²ÙŠÙ†Ø§Ù‹ ÙŠØªØØ¯Ù‘Ø« عمّا سو٠تلقى ابنته ÙÙŠ كربلاء، وبكى علي Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ø³ الشجاع، ذو اللواء المنصور، والمÙلقّب بأسد الإسلام).
12 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (685) من الموسوعة Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ØŒ عند ذكرها Ø¥ØØ¶Ø§Ø± والي المدينة Ù€ الوليد بن عتبة بن أبي سÙيان Ù€ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ليأخذَ منه البيعة ليزيد، وامتناع الإمام عن ذلك، وما ØØ¯ÙŽØ« له ÙÙŠ مجلس الوليد قولها: (خرجَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØØªÙ‰ أتى منزله وألقى إلى أهله النبأ وأسرّ لهم بعزمه على الرØÙŠÙ„).
ومرّ بمسجد المدينة، ويقال: إنّه سمعَ إذ ذاك يتمثّل بقول ابن Ù…ÙØ±Ù‘غ:
لا Ø°ÙØ¹Ø±Øª والسوام ÙÙŠ ÙÙŽÙ„ÙŽÙ‚ Ø§Ù„ØµØ¨Ø Ù…Ù€ØºÙ€ÙŠØ±Ø§Ù‹ ولا دعـيـت يـزيدا
يـوم أعـطى مـن المهانة ØÙŠÙ†Ø§Ù‹ والـمنايا يـرصدنّني إذ Ø£ØÙ€ÙŠØ¯Ø§
13 Ù€ ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (702) من Ù†ÙØ³ الموسوعة، عند Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن منع عبد الله بن Ø¬Ø¹ÙØ± Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) من الشخوص إلى العراق، وامتناع الإمام عن ذلك وإصراره على الرØÙŠÙ„ إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© قولها: (Ø«Ùمّ مشى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ طريقه لا يلوي على شيء، ÙØ²Ø§Ø±ÙŽ Ù‚Ø¨Ø± جدّه Ù…ÙˆØ¯Ù‘ÙØ¹Ø§Ù‹ وهو يقول: (وقد غسلت٠يدي من الØÙŠØ§Ø©ØŒ وعزمت٠على تنÙيذ أمر الله).
14 Ù€ ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (706) من Ù†ÙØ³ الموسوعة، ذÙكرَ عن مثول الأسديين الآتيين من Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© بين يدي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙÙŠ الطريق، وإخباره بمقتل مسلم بن عقيل، Ø«Ùمّ تقول: (ÙØ³Ø§Ø¯ÙŽ Ø§Ù„Ù‚ÙˆÙ… Ù€ أنصار Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ومراÙقيه Ù€ وجوم ØØ²ÙŠÙ† لم يطل، Ø«Ùمّ أعوÙلت النساء وضجّ الجميع بالبكاء، وكانت Ù…Ù†Ø§ØØ© ÙÙŠ العراء).
ÙˆØÙŠÙ† Ø®Ùّت ضجّة Ø§Ù„Ù†ÙŠØ§Ø Ø£Ø±Ø§Ø¯ÙŽ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أن يرجع بآله، Ùوثبَ عند ذلك بنو عقيل وهم يصيØÙˆÙ†: لا نرجع والله أبداً، ØØªÙ‰ ندرك ثارنا، أو نذوق ما ذاق أخونا، ونÙقتل بأجمعنا.
Ùنظر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† إلى الأعرَابيَين اللذين Ù†ØµØØ§Ù‡ بالرجوع وقال ÙÙŠ جد وأسى: (لا خير ÙÙŠ العيش بعد هؤلاء، وأمن القدر على ما قاله بنو عقيل) Ùلم يرجعوا بل Ù‚ÙØªÙ„وا أجمعين...).
الØÙسين (عليه السلام) يَنعى Ù†ÙØ³Ù‡ ويَبكي آله :
تتابَعت الروايات Ù€ من Ø§Ù„Ù…Ø¤Ø±Ù‘ÙØ®ÙŠÙ† وأرباب السÙيَر Ù€ على أنّ الإمام الشهيد (عليه السلام) قد أكّد ما كان قد تنبّأ به من قبل يوم التاسع من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… Ù€ أي قبل استشهاده بأربع وعشرين ساعة Ù€ بأنّه مقتولٌ لا Ù…ØØ§Ù„ة، وإنّ الإسلام والمسلمين سيÙÙØ¬Ø¹ÙˆÙ† بمصرعه قريباً، وإنّ خصومه وأعداءه مصمّÙمون على Ø§Ù„ÙØªÙƒ به ÙˆØ¨Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ØŒ مهما كلّÙهم الأمر، ومهما عملوا ÙÙŠ سبيل ذلك من ÙˆÙØ²Ø±ØŒ وقد رويَتْ ÙÙŠ هذا الصدد روايات كثيرة، نأتي على بعضها تالياً ونترك المكرّر منها:
1 Ù€ جاء ÙÙŠ (إرشاد) الشيخ المÙيد: (إنّه ÙÙŠ يوم الخميس (9) Ù…ØØ±Ù‘Ù… سنة (61 هـ) عصراً، نادى عمر بن سعد: يا خيلَ الله اركبي وبالجنّة Ø§Ø¨Ø´ÙØ±ÙŠØŒ ÙØ±ÙƒØ¨ÙŽ Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³ Ø«Ùمّ زØÙÙŽ Ù†ØÙˆÙ‡Ù… بعد العصر، ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) جالس أمام بيته Ù…ÙØØªØ¨Ù Ø¨Ø³ÙŠÙه، إذ Ø®ÙÙ‚ÙŽ برأسه على ركبتيه، وسمعت أخته زينب الضجّة ÙØ¯ÙŽÙ†ÙŽØª من أخيها Ùقالت: يا أخي، أمَا تسمع الأصوات قد اقترَبت ÙØ±Ùعَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† رأسه وقال: (إنّي رأيت٠رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الساعة ÙÙŠ المنام Ùقال لي: إنّك ØªØ±ÙˆØ Ø¥Ù„ÙŠÙ†Ø§ØŒ Ùلطمَت أخته وجهها ونادت بالويل، Ùقال لها: ليس لك الويل يا Ø£ÙØ®ÙŠÙ‘ة، Ø§Ø³ÙƒÙØªÙŠ Ø±ØÙ…ك٠الله..).
وقد قال بعض Ø§Ù„Ù…Ø¤Ø±Ù‘ÙØ®ÙŠÙ†: إنّ هذا أوّل عويل ÙÙŠ ÙØ§Ø¬Ø¹Ø© Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام).
2 Ù€ نقلَ الشيخ المÙيد ÙÙŠ (إرشاده) أيضاً الرواية التالية: (قال علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السلام): (إنّي لجالس ÙÙŠ تلك العشيّة التي Ù‚ÙØªÙ„ÙŽ أبي ÙÙŠ ØµØ¨ÙŠØØªÙ‡Ø§ØŒ وعندي عمّتي زينب تÙÙ…Ø±Ù‘ÙØ¶Ù†ÙŠØŒ إذ اعتزلَ أبي ÙÙŠ خباء وعنده جوين مولى أبي ذر Ø§Ù„ØºÙØ§Ø±ÙŠØŒ وهو ÙŠÙØ¹Ø§Ù„ج سيÙÙ‡ ÙˆÙŠÙØµÙ„ØÙ‡ وأبي يقول:
يـا دهر٠أÙÙّ٠لك من خليل٠كم لك بالإشراق٠والأصيل
من ØµØ§ØØ¨Ù أو طالب٠قتيل٠والـدهر٠لا يـقنع٠بالبديل
وإنّـما الأمر٠إلى الجليل٠وكـل ØÙ€ÙŠÙ‘٠سالكٌ سَبيلي
ÙØ£Ø¹Ø§Ø¯ÙŽÙ‡Ø§ مرّتين أو ثلاثاً ØØªÙ‰ Ùهمتها ÙˆØ¹Ø±ÙØªÙ ما أراد، ÙØ®Ù†ÙŽÙ‚َتني العبرة ÙØ±Ø¯ÙŽØ¯ØªÙ‡Ø§ ولزمت٠السكوت، وعلمت٠أنّ البلاء قد نزَل، وأمّا عمّتي Ùلمّا سَمعَت ما سمعتْ وهي امرأة، ومن شأن النساء الرقّة والجَزَع، Ùلم تملك Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ أن وثَبَت تجرّ ثوبها وإنّها Ù„ØØ§Ø³Ø±Ø©ØŒ ØØªÙ‰ انتهَت إليه Ùقالت: واثكلاه ليتَ الموت أعدَمني الØÙŠØ§Ø©ØŒ اليوم ماتت أمي ÙØ§Ø·Ù…ة، وأبي علي، وأخي Ø§Ù„ØØ³Ù†ØŒ يا Ø®Ù„ÙŠÙØ© الماضي وثمال الباقي، Ùنظرَ إليها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ùقال لها:
يا Ø£ÙØ®ÙŠÙ‘ة، لا يذهبنّ ØÙ„مك الشيطان، وترقَرَقت عيناها بالدموع وقال: لو ترك القطا لنام؛ Ùقالت: يا ويلتاه، Ø£ÙØªØºØªØµÙب Ù†ÙØ³Ùƒ اغتصاباً؟ ÙØ°Ø§Ùƒ أقرØÙ لقلبي وأشدّ على Ù†ÙØ³ÙŠØŒ Ø«Ùمّ لطمَت وجهها وهوَت إلى جيبها ÙØ´Ù‚ّته، وخرّت مغشيّاً عليها.
Ùقامَ إليها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØµØ¨Ù‘ على وجهها الماء وقال لها: يا أختاه، اتّقي الله وتَعزّي بعَزاء الله، واعلَمي أنّ أهل الأرض يموتون، وأهل السماء لا يبقون، وإنّ كلّ شيء هالكٌ إلاّ وجهه..).
3 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (95) من كتاب (نهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†) لمؤلّÙÙÙ‡ العلاّمة السيّد هبة الدين Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø§Ù„Ø´Ù‡Ø±Ø³ØªØ§Ù†ÙŠ عند ذكر نعي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ù†ÙØ³Ù‡ قوله: إنّ زينباً باغَتَت أخاها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙÙŠ خبائه ليلة مقتله Ùوجدته يصقل Ø³ÙŠÙØ§Ù‹ له ويقول: (يا دهر٠أÙÙّ٠لك من خليل) إلى آخر الأبيات المار ذكرها.
Ø°ÙØ¹Ùرت زينب عند تمثّل أخيها بهذه الأبيات، ÙˆØ¹ÙŽØ±ÙŽÙØª أنّ أخاها قد يئسَ من الØÙŠØ§Ø© ومن Ø§Ù„ØµÙ„Ø Ù…Ø¹ الأعداء، وإنّه قتيل لا Ù…ÙŽØØ§Ù„Ø© Ù€ إلى أن يقول المؤلّÙ٠الجليل Ù€:
(ÙØµØ±ÙŽØ®Øª أخت Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† نادبة أخاها وقالت: اليوم مات جدّي، وأبي، وأمي، وأخي، Ø«Ùمّ خرَجت مغشيّة عليها، إذ غابَت عن Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ ولم تعد تملك اختيارها، ÙØ£Ø®Ø°ÙŽ Ø£Ø®ÙˆÙ‡Ø§ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) برأسها ÙÙŠ ØÙجره يرشّ على وجهها من مدامعه ØØªÙ‰ Ø£ÙØ§Ù‚ت، وسعد بصرها بنظرة من شقيقها وأخذ يسلّيها Ùقال: يا أختاه، إنّ أهل الأرض يموتون، وأهل السماء لا يبقون، Ùلا يبقى إلاّ وجهه، وقد مات جدّي، وأبي، وأمي، وأخي، وهم خيرٌ مني، Ùلا يذهبنّ بØÙ„مك الشيطان، ولم يزل بها ØØªÙ‰ أسكنَ بروØÙ‡ رَوعها، ونشّÙÙŽ بطيب ØØ¯ÙŠØ«Ù‡ دَمعها.. .
4 Ù€ روى ابن قولويه ÙÙŠ الكامل بسنده عن ابن خارجة، قال: كنّا عند أبي عبد الله Ø¬Ø¹ÙØ± الصادق (عليه السلام) ÙØ°ÙƒØ±Ù†Ø§ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي (عليه السلام)ØŒ ÙØ¨ÙƒÙ‰ أبو عبد الله وبكينا، Ø«Ùمّ Ø±ÙØ¹ÙŽ Ø±Ø£Ø³Ù‡ Ùقال: (قال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي: أنا قتيل٠العبرة، لا ÙŠØ°ÙƒÙØ±Ù†ÙŠ Ù…Ø¤Ù…Ù† إلاّ بكى .. .
5 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (98) من كتاب (مقتل سيّد الأوصياء ونجله سيّد الشهداء) لمؤلّÙÙÙ‡ الشيخ عبد المنعم الكاظمي قوله: (إنّه ÙÙŠ ليلة العاشوراء Ù€ أي مساء الخميس Ù€ عندما كان الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يصقل سيÙÙ‡ ÙˆÙŠØ±Ø¯Ù‘ÙØ¯ شعر (يا دهر٠أÙÙّ٠لك من خليل)... سمعته٠زينب ووثَبَت تجرّ ثوبها، وإنّها Ù„ØØ§Ø³Ø±Ø© ØØªÙ‰ انتَهت إليه Ùقالت: واثكلاه، ليتَ الموت أعدَمني الØÙŠØ§Ø©ØŒ اليوم ماتت أمي ÙØ§Ø·Ù…ة، وأبي علي، وأخي Ø§Ù„ØØ³Ù†ØŒ يا Ø®Ù„ÙŠÙØ© المسلمين، وثÙمال الباقين Ù€ إلى أن قالت: يا ويلتاه، Ø£ÙØªØºØªØµÙب Ù†ÙØ³Ùƒ اغتصاباً، ÙØ°Ù„Ùƒ أقرØÙ لقلبي، وأشدّ على Ù†ÙØ³ÙŠØŒ Ø«Ùمّ لطمَت وجهها، وأهوت إلى جيبها ÙØ´Ù‚ّته ووقَعت مغشيّةً عليها.
Ùقامَ إليها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وصبّ على وجهها الماء ØØªÙ‰ Ø£ÙØ§Ù‚ت، وذكّرَها المصيبة بموت أبيه وجدّه، وبكت النسوة، ولطمنَ الخدود، وشققنَ الجيوب، وجَعَلت أم كلثوم تنادي: وامØÙ…ّداه، واعليّاه، واأÙمّاه، واØÙŽØ³Ù†Ø§Ù‡ØŒ ÙˆØ§ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‡ØŒ واضيعتاه بعدك يا أبا عبد الله..).
6 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (78) من كتاب (المجالس السَنيّة) المارّ ذكره Ù€ بعد أن أشارَ إلى قطع ماء Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª عن الإمام ÙÙŠ اليوم السابع من Ù…ØØ±Ù‘Ù… سنة (61 هـ)ØŒ وإرسال عمر بن سعد (500) ÙØ§Ø±Ø³ لمنع Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† من الوصول إلى الماء، وخطبة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ ØªØ¹Ø±ÙŠÙ Ù†ÙØ³Ù‡ إلى جيش ابن سعد Ù…Ø®Ø§Ø·ÙØ¨Ø§Ù‹ بها إياهم Ù€ يقول: (Ùلمّا خطبَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† هذه الخطبة، وسمعَ بناته وأخته زينب كلامه بكينَ ÙˆØ§Ø±ØªÙØ¹Øª أصواتهنّ، Ùوجّه إليهنّ أخاه العبّاس وعليّاً ابنه، وقال لهما: (سكّتاهنّ Ùلعمري ليكثرنّ بكاؤهنّ..).
7 Ù€ جاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (108) من كتاب (إقناع اللائم) المارّ الذكر ما Ù„ÙØ¸Ù‡:
(روى الكامل بأسانيده إلى Ø¬Ø¹ÙØ± الصادق (عليه السلام) أنّه قال: (قال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†: أنا قتيل٠العبرة، Ù‚ÙØªÙ„ت٠مكروباً، ÙˆØÙ‚يقٌ على الله أن لا يأتيني مكروبٌ إلاّ ردّه الله وقَلَبه إلى أهله مسروراً..).
8 Ù€ ورد ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (35) من كتاب (لمعةٌ من بلاغة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)) المارّ ذكره ما Ù„ÙØ¸Ù‡: ومن دعائه (عليه السلام) لمّا وصلَ أرض كربلاء، أنّه جمعَ ÙˆÙÙ„Ø¯Ù‡ÙØŒ وإخوته، وأهل بيته،
Ø«Ùمّ نظرَ إليهم وصلّى ساعة، Ø«Ùمّ قال: (اللهمّ إنّا عترة نبيّك Ù…ØÙ…ّد، وقد Ø£ÙØ²Ø¹Ùجنا ÙˆØ·ÙØ±Ùدنا ÙˆØ£ÙØ®Ø±Ùجنا عن ØÙŽØ±ÙŽÙ… جدّنا، وتَعدّت بنو Ø£Ùميّة علينا، اللهمّ ÙØ®Ùذ بØÙ‚ّنا، ÙˆØ§Ù†ØµÙØ±Ù†Ø§ على القوم الظالمين..).
9 Ù€ وجاء ÙÙŠ Ø§Ù„ØµÙØØ© (718) من (موسوعة آل النبي) ما نصّه: ÙˆÙÙŠ خبرÙ: إنّ أبا عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† خرجَ ÙÙŠ جو٠الليل يتÙقّد عسكره ÙØªØ¨Ø¹Ù‡Ù Ù†Ø§ÙØ¹ بن هلال، ÙØ³Ø£Ù„Ù‡Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عمّا Ø£Ø®Ø±Ø¬Ù‡ÙØŒ قال: يا بن رسول الله، يعزّ٠عليّ خروجك إلى جهة معسكر هذا الطاغية، ÙØªÙ„طّÙÙŽ الإمام وقال له: ألا تسلÙÙƒ بين هذين الجَبَلين ÙÙŠ جَو٠الليل وتنجو Ø¨Ù†ÙØ³ÙƒØŸ
أجابَ صارخاً: ثَكلَتني أمي، إنّ سيÙÙŠ Ø¨Ø£Ù„Ù ÙˆÙØ±ÙŽØ³ÙŠ Ù…Ø«Ù„Ù‡ØŒ ÙÙˆ الله الذي مَنّ بك عليّ لا Ø£ÙÙØ§Ø±Ùقك ØØªÙ‰ يكÙلاّ عن ÙØ±ÙŠ ÙˆØ¬Ø±ÙŠ.
Ø«Ùمّ دخلَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† خيمة أخته زينب، ووقÙÙŽ Ù†Ø§ÙØ¹ بإزاء الخيمة ينتظره، ÙØ³Ù…عَ زينب تقول لأخيها:
هل استعلَمتَ من Ø£ØµØØ§Ø¨Ùƒ ثَباتهم، ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ أخشى أن ÙŠÙØ³Ù„موك عند الوَثبَة، قال لها:
والله، لقد بَلوتهم Ùما وجدت٠Ùيهم إلاّ Ù…ÙŽÙ† يستأنسون بالمنيّة دوني، استئناسَ الطÙÙ„ إلى Ù…ÙŽØØ§Ù„ÙØ¨ Ø£Ùمه).
Ùلمّا سمعَ Ù†Ø§ÙØ¹ كلمة الإمام، لم يملك وضعه وذهبَ إلى ØØ¨ÙŠØ¨ بن مظاهر ÙØÙƒÙ‰ له ما سمع، Ø«Ùمّ تستطرد الموسوعة ÙØªÙ‚ول:
ومضى ØØ¨ÙŠØ¨ Ø¨Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØØªÙ‰ شارÙÙŽ خيام النساء ÙØµØ§Ø: يا معشر ØØ±Ø§Ø¦Ø± رسول الله، هذه صوارم ÙØªÙŠØ§Ù†ÙƒÙ… آلَوا أن لا يَغمدوها إلاّ ÙÙŠ رقاب Ù…ÙŽÙ† ÙŠÙØ±ÙŠØ¯ السوء Ùيكم، وهذه أسÙنّة غلمانكم أقسمَوا أن لا ÙŠØ±ÙƒÙ‘ÙØ²ÙˆÙ‡Ø§ إلاّ ÙÙŠ صدور Ù…ÙŽÙ† ÙŠÙÙØ±Ù‘ÙÙ‚ ناديكم.
ÙØ®Ø±ÙŽØ¬Øª النساء إليهم، ÙØ¶Ø¬Ù‘ القوم بالبكاء ØØªÙ‰ كأنّ الأرض تمور ... .