علم Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ«ÙˆÙ† من مدقّقي الÙÙ„Ø§Ø³ÙØ© : أنّ ÙÙŠ مآتمنا المختصّة بأهل البيت (عليهم السّلام) أسراراً Ø´Ø±ÙŠÙØ© وإليك ماذكره الدكتور Ø¬ÙˆØ²Ù ØªØØª عنوان ( الشيعة وترقياتها المØÙŠØ±Ø© للعقول ) قال من جملة كلام له طويل : Ù„ÙŽÙ… تكن هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© ( يعني الشيعة ) ظاهرة ÙÙŠ القرون الاÙولى الاسلاميّة كأختها ويمكن أنْ تنسَب قلّتهم إلى سببين Ø› Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا: أنّ الرئاسة والØÙƒÙˆÙ…Ø© التي هي سبب ازدياد تابعي المذهب كانت بيد Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ . والسّبب الآخر : هو القتل والغارات التي كانت تتوالى عليهم .
ونظراً Ù„ØÙظ Ù†Ùوس الشيعة ØÙƒÙ… Ø£ØØ¯ أئمّتهم ÙÙŠ أوائل القرن الثاني عليهم بالتقيّة ÙØ²Ø§Ø¯Øª ÙÙŠ قوّتهم Ø› لعدم تمكن العدوّ القوي الشكيمة من قتلهم والإغارة عليهم بعد أنْ Ù„ÙŽÙ… يكونوا ظاهرين وصاروا يعقدون المجالس سرّاً ويبكون على مصائب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† واستØÙƒÙ…ت هذه Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ© ÙÙŠ قلوبهم على وجه Ù„ÙŽÙ… يمض٠زمان قليل إلاّ وارتقوا ØØªÙ‘Ù‰ صار منهم Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ والسّلاطين والوزراء وهؤلاء بين Ù…ÙŽÙ† أخÙÙ‰ مذهبه وتشيّعه وبين Ù…ÙŽÙ† أظهره .
وبعد أمير تيمور ØÙŠØ« رجعت السّلطنة ÙÙŠ إيران إلى الصÙويّة صارت إيران مركز ÙØ±Ù‚Ø© الشيعة وبمقتضى تخمين بعض Ø³ÙˆÙ‘Ø§Ø ÙØ±Ù†Ø³Ø§ أنّ الشيعة ÙØ¹Ù„اً : Ø³ÙØ¯Ø³ المسلمين أو Ø³ÙØ¨Ø¹Ù‡Ù… .
( Ø§Ù„Ø¥ØØµØ§Ø¦ÙŠÙ‘ات الآن تنبئنا بأن الشيعة ØªØªØ±Ø§ÙˆØ Ù†Ø³Ø¨ØªÙ‡Ù… بين الربع والثلث من عدد المسلمين ) ونظراً إلى هذا الترقّي الذي ØØ§Ø²ØªÙ‡ ÙØ±Ù‚Ø© الشيعة ÙÙŠ زمان قليل من دون جبر وإكراه يمكن أن يقال : إنّهم سيÙوقون سائر ÙØ±Ù‚ الإسلام بعد قرن أو قرنين .
والسّبب ÙÙŠ ذلك هو إقامة عزاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† الذي قد جعله كلّ ÙˆØ§ØØ¯ منهم داعياً إلى مذهبه ولا يوجد اليوم مكان Ùيه Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ أو الاثنان من الشيعة إلاّ ويقيمان Ùيه عزاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ويبذلان ÙÙŠ هذا السبيل الآموال الكثيرة .
Ùقد رأيت٠ÙÙŠ ( نزل ما رسل ) شيعياً عربياً من أهالي Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ† يقيم مأتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وهو Ù…Ù†ÙØ±Ø¯ ويرقى المنبر ويقرأ ÙÙŠ كتاب ويبكي ثم يقسّم ما Ø£ØØ¶Ø±Ù‡ من الطعام على الÙقراء .
هذه Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© تبذل الأموال ÙÙŠ هذا السّبيل على وجهَين : ÙØ¨Ø¹Ø¶Ù‡Ù… يبذلها من خالص أمواله ÙÙŠ كلّ سنة بقدر استطاعته وصرÙيّات هذا القسم تزيد على ملايين ÙØ±Ù†Ùƒ .
وبعضهم يعيّن Ø£ÙˆÙ‚Ø§ÙØ§Ù‹ لهذا المشروع لخصوص هذه Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© وهذا القسم أضعا٠الأوّل .
ويمكن أن يقال : إنّ جميع ÙØ±Ù‚ الإسلام من ØÙŠØ« المجموع لا يبذلون ÙÙŠ سبيل تأييد مذهبهم بمقدار ما تبذله هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© ÙÙŠ سبيل ترقيات مذهبها ÙˆÙ…ÙˆÙ‚ÙˆÙØ§Øª هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© Ø¶Ø¹ÙØ§ أوقا٠سائر المسلمين أو ثلاثة أضعاÙها .
كلّ ÙˆØ§ØØ¯ من هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© هو ÙÙŠ الØÙ‚يقة داع إلى مذهبه من ØÙŠØ« يخÙÙ‰ على سائر المسلمين بل إنّ الشيعة Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… لا يدركون هذه Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© المترتبة على عملهم وليس ÙÙŠ نظرهم إلاّ الثواب Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø±ÙˆÙŠ .
ولكن ØÙŠØ« أنّ كل من عمل ÙÙŠ هذا العالم لابدّ وأن يكون له أثر طبيعي ÙÙŠ العالم الاجتماعي قصده Ø§Ù„ÙØ§Ø¹Ù„ أو لم يقصده لم ØªØØ±Ù… هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© Ùوائد هذا العمل الطبيعيّة ÙÙŠ هذا العالم .
ومن المعلوم أن مذهباً دعاته خمسون أو ستّون مليوناً لابدّ وأن يرتقي أربابه على وجه التدريج إلى ما يليق بشأنهم ØØªÙ‘Ù‰ أنّ الرؤساء Ø§Ù„Ø±ÙˆØØ§Ù†ÙŠÙŠÙ† من هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© وسلاطينها ووزرائها لم يخرجوا عن ØµÙØ© كونهم دعاة وسعي الÙقراء ÙˆØ§Ù„Ø¶Ø¹ÙØ§Ø¡ ÙÙŠ Ù…ØØ§Ùظة إقامة عزاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† من ØÙŠØ« Ø§Ù†ØªÙØ§Ø¹Ù‡Ù… من هذا الباب أكثر من الأعيان والأكابر Ø› لأنّهم يرون ÙÙŠ ذلك خير الدّÙنيا والآخرة Ø› لهذا ترى جماعة كثيرين من عقلاء هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© قد تركوا سائر أشغالهم المعاشيّة ÙˆØªÙØ±Ù‘غوا لهذا العمل وهم يكابدون المشاق ÙÙŠ ØªØØ±Ù‘ÙŠ العبارات Ø§Ù„Ø±Ø§Ø¦ÙØ© والجمل Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶ØØ© عند إلقاء ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ رؤساء دينهم ومصائب أهل البيت على المنابر ÙÙŠ المجالس العموميّة ولأجل هذه المشقات التي اختارتها هذه الجماعة ÙØ§Ù‚ خطباء هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© على خطباء جميع ÙØ±Ù‚ المسلمين . ÙˆØÙŠØ« أنّ تكرار الأمر Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ يوجب اشمئزاز القلوب ومللها وعدم التأثير تسعى هذه الجماعة ÙÙŠ ذكر تمام المسائل الإسلامية الراجعة إلى مذهبهم بهذا العنوان على المنابر ØØªÙ‘Ù‰ آل الامر إلى عوام الشيعة Ø¨ÙØ¶Ù„ هؤلاء الخطباء أن أصبØÙˆØ§ أعر٠بمسائل مذهبهم من Ù…Ø¹Ø±ÙØ© كلّ ÙØ±Ù‚Ø© من ÙØ±Ù‚ المسلمين بمذهبها كما أنّ اكتساب الشيعة ÙˆØ§ØØªØ±Ø§Ùهم بهذه الوسيلة وسائر الوسائل الراجعة إليها أيضاً أكثر من سائر المسلمين .
ولَو نظرنا اليوم ÙÙŠ أقطار العالم نرى أنّ Ø§Ù„Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ التّي هي أولى Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© والعلم والصنعة والثروة إنّما توجد بين الشيعة والدعوة التي قام بها الشيعة إلى مذهبهم أو سائر Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ الإسلاميّة غير Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø© بل أنّ Ø¢ØØ§Ø¯ ÙˆØ£ÙØ±Ø§Ø¯ Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© دعاة ما دخلوا بين اÙمّة إلاّ وسرى هذا الأثر ÙÙŠ قلوبها وليس العدد الذي نراه اليوم ÙÙŠ الهند من الشيعة إلاّ هو أثر إقامة هذه المآتم . الشيعة لم تؤيّد دينها بقوّة ولا Ø³ÙŠÙ ØØªÙ‘Ù‰ ÙÙŠ زمن الصÙويّة بل أنّهم بلغوا هذه الدرجة من الترقّي المØÙŠÙ‘ر للعقول بقوة الكلام والدعوة التي أثرها أمضى من السّي٠.
ولقد بلغ اهتمام هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© ÙÙŠ أداء مراسم مذهبها مبلغاً عظيماً ØØªÙ‘Ù‰ جعلت ثلثي المسلمين من أتباع سيرتها بل اشترك معها كثير من الهنود والمجوس وسائر المذاهب .
ومن المعلوم أنّ بعد Ù…ÙØ¶ÙŠÙ‘ قرن ووصل هذه الأعمال بالإرث إلى أبناء اÙولئك الطوائ٠يذعنون بها ويصدقون هذا المذهب .
وبما أنّ ÙØ±Ù‚Ø© الشيعة تعتقد بأنّ جميع المطالب والمقاصد موكول نجاØÙ‡Ø§ إلى أكابر مذهبهم وهم ÙŠÙØ²Ø¹ÙˆÙ† إليهم ÙÙŠ قضاء الØÙˆØ§Ø¦Ø¬ ويستمدّون منهم عند الشدائد سرت هذه Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø£ÙŠØ¶Ø§Ù‹ إلى سائر الÙÙØ±Ù‚ التي اشتركت معهم ÙÙŠ تلك الأعمال ÙˆØ§Ù„Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ ومن المعلوم أنّ بمجرّد قضاء ØØ§Ø¬ØªÙ‡Ù… وبلوغ آمالهم تزداد عقيدتهم بهذا المذهب رسوخاً .
من هذه القرائن والأسباب يمكننا أنْ نقول : لا يمضي على هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© زمان قليل إلاّ وتÙوق سائر المسلمين من ØÙŠØ« العدد وكانت هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© قبل قرن أو قرنَين تلازم التقيّة Ù€ Ùيما عدا إيران Ù€ Ø› نظراً لقلّتهم وعدم قدرتهم على إظهار شعائر مذهبهم . ولكن من يوم استولت الدولة الغربية على الممالك الشرقيّة ÙˆÙ…Ù†ØØª جميع المذاهب Ø§Ù„ØØ±ÙŠÙ‘Ø© قامت هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© تقيم شعائر مذهبها علناً ÙÙŠ كلّ مكان ÙˆØ§Ø³ØªÙØ§Ø¯ÙˆØ§ من هذه Ø§Ù„ØØ±ÙŠÙ‘Ø© ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© تامّة ØØªÙ‘Ù‰ أنّهم تركوا التقيّة .
لهذه الأسباب المذكورة كانت هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© أعر٠من غيرها بمقتضيات العصر Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø± وأكثر سعياً باكتساب المعاش ÙˆØªØØµÙŠÙ„ المعار٠لذلك ترى العمّال ÙÙŠ هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© أكثر ممّا تراه ÙÙŠ سائر ÙØ±Ù‚ المسلمين Ø› لاشتغال الغالب منهم المستلزم لمتابعة غير الغالب Ù…Ø¶Ø§ÙØ§Ù‹ إلى أنّ مثابرتهم على العمل ممّا توجب Ø§ØØªÙŠØ§Ø¬ الغير إليهم كما أنّ اختلاطهم مع سائر الÙÙØ±Ù‚ وصلاتهم الوداديّة مع غيرهم تلازم غالباً اشتراك الغير ÙÙŠ مجالسهم ÙˆÙ…ØØ§Ùلهم Ùيسمعون Ø§ÙØµÙˆÙ„ مذهبهم ويصغون إلى كلماتهم وعباراتهم وبتكرار ذلك يأنسون بطريقتهم ومذهبهم .
وهذا هو عمل الدعاة والأثر الذي يترتّب على هذه السيرة هو الأثر الذي يتطلّبه جميع ساسة الغرب ÙÙŠ رقي دين Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù…Ø¹ تلك المصار٠الباهظة .
ومن جملة الاÙمور : السّياسة التي أظهرها أكابر ÙØ±Ù‚Ø© الشيعة بصيغة مذهبيّة منذ قرون وأوجبت جلب قلب البعيد والقريب هو : قاعدة التمثيل باسم الشبيه ÙÙŠ مآتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وقد قرّر ØÙƒÙ…اء الهند التمثيل لأغراض ليس هذا موضع ذكرها وجعلوه من أجزاء عباداتهم ÙØ£Ø®Ø°ØªÙ‡ أورپا وأخرجته بمقتضى السّياسة بصورة Ø§Ù„ØªÙØ±Ù‘ج وصارت تمثّل الاÙمور المهمّة السّياسيّة ÙÙŠ دور التمثيل الخاصّة والعامّة وجلبت القلوب بسببه وأصابت بسهم غرضَين : ØªÙØ±ÙŠØ¬ النّÙوس وجلب القلوب ÙÙŠ الاÙمور السياسيّة والشيعة قد Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Øª من ذلك Ùوائد كاملة وأظهرته بصيغة دينيّة ويمكن القول بأنّ الشيعة قد أخذت ذلك من الهنود .
وكي٠كان ÙØ§Ù„أثر الذي ينبغي أنْ يعود من التمثيل إلى قلوب الخواص والعوام قد عاد ومن المعلوم أنّ تواتر إقامة المآتم وذكر المصائب الواردة على أكابر دينهم والمظالم التي وردت على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† مع تلك الأخبار الواردة ÙÙŠ ÙØ¶Ù„ البكاء على مصائب آل Ù…ØÙ…ّد إذا انضمّت إلى تمثيل تلك المصائب تكون شديدة الأثر وتوجب رسوخ عقائد خواصّ هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© وعوامها Ùوق ما يتصوّر .
وهذا هو السّبب الذي Ù„ÙŽÙ… يسمع من ابتداء ترقّي مذهب الشيعة إلى الآن أنْ ترك بعضهم دين الإسلام أو دخل ÙÙŠ سائر Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ الإسلاميّة .
هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© تقيم التمثيل على أقسام Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© ÙØªØ§Ø±Ø© ÙÙŠ مجالس خصوصيّة وأمكنة معيّنة ÙˆØÙŠØ« أنّ Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ قلّما تشترك معهم ÙÙŠ المجالس اخترعوا تمثيلاً خاصّاً وصاروا يدورون به ÙÙŠ الازقّة والطرقات وبين جميع Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ ÙØªØªØ£Ø«Ø± قلوب جميع Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ من القريب والبعيد عين الأثر الذي ÙŠØØµÙ„ من التمثيل ولَم يزل هذا العمل يزداد إليه توجّه الأنظار من الخاصّ والعام ØØªÙ‘Ù‰ قلّد الشيعة Ùيه بعض الÙÙØ±Ù‚ الإسلاميّة والهنود واشتركوا معهم ÙÙŠ ذلك وهو ÙÙŠ الهند أكثر رواجاً من جميع الممالك الإسلاميّة كما أنّ سائر ÙÙØ±Ù‚ الإسلام هناك أكثر اشتراكاً مع الشيعة ÙÙŠ هذا العمل من سائر البلاد .
ويغلب على الظن أنّ Ø§ÙØµÙˆÙ„ التمثيل بين الشيعة قد تداول ÙÙŠ زمن الصÙويّة الذين هم أوّل من نال السّلطنة بقوّة المذهب وأجاز العلماء والرؤساء Ø§Ù„Ø±ÙˆØØ§Ù†ÙŠÙ‘ون هذه Ø§Ù„Ø§ÙØµÙˆÙ„ .
ومن جملة الاÙمور التي أوجبت رقي هذه Ø§Ù„ÙØ±Ù‚Ø© وشهرتهم ÙÙŠ كلّ مكان هو تعرّÙهم بمعنى أنّ هذه Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© قد جلبت إليها قلوب سائر الÙÙØ±Ù‚ من ØÙŠØ« الجاه والقوّة والشوكة والاعتبار بواسطة المجالس والمآتم والتشبيه واللطم والدوران ÙˆØÙ…Ù„ الرايات والألوية ÙÙŠ عزاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† .
إنّ من المعلوم أنّ كل جمعيّة وجماعة تجلب إليها الأنظار والخواطر بدرجة ما مثلاً لو كان ÙÙŠ بلد عشرة Ø¢Ù„Ø§Ù Ù…ØªÙØ±Ù‚ين ÙˆÙÙŠ Ù…ØÙ„ Ø£Ù„Ù Ù†ÙØ³ مجتمعة كانت شوكة الأل٠المجتمعين وأبّهتهم ÙÙŠ أنظار الخاصّة والعامّة أكثر من العشرة Ø¢Ù„Ø§Ù Ø§Ù„Ù…ØªÙØ±Ù‘قين Ù…Ø¶Ø§ÙØ§Ù‹ إلى أنّهم Ù„ÙŽÙˆ اجتمع Ø£Ù„Ù Ù†ÙØ³ انضمّ إليهم من غيرهم مثل عددهم إمّا Ù„Ù„ØªÙØ±Ù‘ج أو لأجل صداقة ÙˆØ±ÙØ§Ù‚Ø© أو لأغراض Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ وبهذا الانضمام تزيد شوكة الأل٠وقوّتهم ÙÙŠ الأنظار وتتضاع٠.
الاÙمّة Ø¨ØµÙ„Ø§Ø Ø¢Ø®Ø±ØªÙ‡Ø§ ودنياها اÙنبّهك إليها بذكر بعضها واÙوكل الباقي إلى ÙØ·Ù†ØªÙƒ Ùمنها : إنّها جامعة إسلاميّة ورابطة إماميّة باسم النّبي وآله (صلّى الله عليه وآله) ينبعث عنها الاعتصام Ø¨ØØ¨Ù„ الله عزّ وجلّ والتمسك بثقلي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ÙˆÙيها من اجتماع القلوب على أداء أجر الرسالة بمودّة القربى وتراد٠العزائم على Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ أمر أهل البيت (عليهم السّلام) ما ليس ÙÙŠ غيرها .
ÙˆØØ³Ø¨Ùƒ ÙÙŠ Ø±Ø¬ØØ§Ù†Ù‡Ø§ ما يتسنّى بها للØÙƒÙŠÙ… من إلقاء المواعظ ÙˆØ§Ù„Ù†Ù‘ØµØ§Ø¦Ø ÙˆØ¥ÙŠÙ‚Ø§Ù Ø§Ù„Ù…Ø¬ØªÙ…Ø¹ÙŠÙ† على الشؤون الإسلاميّة والاÙمور الإماميّة ولو إجمالاً وبذلك يكون أمل العاملي Ù†ÙØ³ أمل إخوانه ÙÙŠ العراق ÙˆÙØ§Ø±Ø³ ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ† والهند وغيرها من بلاد الاسلام .
ولا تنسَ ما يتهيّأ للمجتمعين Ùيها من الاطّلاع على شؤونهم ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ« عن شؤون إخوانهم النائبين عنهم وما يتيّسر لهم ØÙŠÙ†Ø¦Ø° من تبادل الآراء Ùيما يعود عليهم Ø¨Ø§Ù„Ù†Ù‘ÙØ¹ ويجعلهم كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً أو كالجسد Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ إذا اشتكى منه عضو أنَّت له سائر الأعضاء وبذلك يكونون مستقيمين ÙÙŠ السّير على خطّة ÙˆØ§ØØ¯Ø© يسعون Ùيها وراء كلّ ما يرمون إليه .
ومنها : إنّ هذه المآتم دعوة إلى الدّÙين Ø¨Ø£ØØ³Ù† صورة ÙˆØ£Ù„Ø·Ù Ø§ÙØ³Ù„وب بل هي أعلا صرخة للإسلام توقظ الغاÙÙ„ من سباته وتنبّه الجاهل من سكراته بما تشربه ÙÙŠ قلوب المجتمعين وتنÙّثه ÙÙŠ آذان المستمعين وتبثّه ÙÙŠ العالم وتصوّره قالباً لجميع بني آدم من أعلام الرسالة وآيات الإسلام وأدلّة الدّÙين ÙˆØØ¬Ø¬ المسلمين والسّيرة النبويّة والخصائص العلويّة ومصائب أهل البيت ÙÙŠ سبيل الله وصبرهم على الأذى ÙÙŠ إعلاء كلمة الله .
ÙØ§Ùولوا النظر والتØÙ‚يق يعلمون أنّ خطباء هذه المآتم كلّهم دعاة إلى الدّÙين من ØÙŠØ« لم يقصدوا ذلك بل لا مبشّر بالإسلام على التØÙ‚يق سواهم وأنت تعلم أنّ الموظّÙين لهذا العمل الشري٠لا يقصّرون ÙÙŠ Ø£Ù†ØØ§Ø¡ البسيطة عن الاÙÙ„ÙˆÙ Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù„Ù‘ÙØ© ÙÙ„ÙŽÙˆ بذل المسلمون شطر أموالهم ليوظÙوا دعاة إلى دينهم بعدد أولئك الخطباء ما تيسّر ذلك لهم ولو تيسّر Ùلا يتيسّر من يستمع الدعوة على ممرّ الدهور استماع النّاس لما يتلى ÙÙŠ هذه المآتم بكلّ رغبة وإقبال .
ومنها : ما قد أثبته العيان وشهد به Ø§Ù„ØØ³ والوجدان من بثّ Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø§Ø±Ù Ø¨Ø³Ø¨Ø¨ هذه المآتم ونشر أطرا٠من العلوم ببركتها إذ هي Ù€ بشرط كونها على Ø§ÙØµÙˆÙ„ها Ù€ أرقى مدرسة للعوام يستضيئون Ùيها بأنوار الØÙƒÙ… من جوامع الكلم ويلتقطون منها درر السّير ويقÙون بها على أنواع العبر ويتلقّون Ùيها من Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« ÙˆØ§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± والÙقه ما يلزمهم ØÙ…له ولا يسعهم جهله بل هي المدرسة الوØÙŠØ¯Ø© للعوام ÙÙŠ جميع بلاد الإسلام .
وقد تÙنّن خطباؤها ÙÙŠ ما يصدعون به أولاً على أعوادها ثمّ يتخلّصون منه إلى ذكر المصيبة وتلاوة Ø§Ù„ÙØ§Ø¬Ø¹Ø© .
Ùمنهم من يشن٠المسامع ويشر٠الجوامع بالØÙƒÙ… النبوية والمواعظ العلوية أو يتلو أولاً من كلام أئمة أهل البيت ما يقرب المستمعين إلى الله ويأخذ بأعناقهم إلى تقواه .
ومنهم من يتلو أولاً من سيرة النّبي (صلى الله عليه وآله) وتاريخ أوصيائه (عليهم السّلام) ما يبعث المستمعين على مودّتهم ويضطرّهم إلى بذل الجهد ÙÙŠ طاعتهم .
ومنهم Ù…ÙŽÙ† ينبّه الأÙكار أوّلاً إلى ÙØ¶Ù„ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومقام أوصيائه (عليهم السّلام) بما يسرده من Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« الصØÙŠØØ© والآيات المØÙƒÙ…Ø© Ø§Ù„ØµØ±ÙŠØØ© .
ومنهم Ù…ÙŽÙ† يتلو أوّلاً من الأØÙƒØ§Ù… الشرعيّة والعقائد الدينيّة ما تعمّ به البلوى للمكلّÙين ولا Ù…Ù†Ø¯ÙˆØØ© عن Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡ Ù„Ø£ØØ¯ من العالمين .
هذه سيرتهم المستمرّة أيّام ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù… Ùهل ترى بجدّك للعوام مدرسة تقوم مقامها ÙÙŠ جسيم Ùوائدها وعظيم مقاصدها ØŸ لا وسرّ الØÙƒÙ…اء الذين بعثوا شيعتهم عليها ÙˆØÙƒÙ…Ø© الأوصياء الذين أرشدوا أوليائهم إليها .
ومنها: الارتقاء ÙÙŠ الخطابة والعروج إلى منتهى البراعة كما يشهد به الوجدان ولا Ù†ØØªØ§Ø¬ Ùيه إلى برهان .
ومنها : العزاء عن كلّ مصيبة والسلوة لكلّ ÙØ§Ø¯ØØ© إذ تهون Ø§Ù„ÙØ¬Ø§Ø¦Ø¹ بذكر ÙØ¬Ø§Ø¦Ø¹Ù‡Ù… وتنسى القوارع بتلاوة قوارعهم كما قيل ÙÙŠ رثائهم (عليه السّلام) :
أنست رزيّتكم رزايانا التي Ø³Ù„ÙØª وهوّنت الرزايا الآتية
ومنها : إنعاش أهل Ø§Ù„ÙØ§Ù‚Ø© وإثلاج أكباد ØØ±Ù‘ا من أهل المسكنة على الدوام بما ينÙÙ‚ ÙÙŠ هذه المآتم من الأموال ÙÙŠ سبيل الله عزّ وجلّ وما يبذل Ùيها لأهل المسغبة وغيرهم وأنت تعلم أنّه لا وسيلة لقرّاء تلك المآتم ÙÙŠ التعيّش غالباً إلاّ هذه Ø§Ù„ÙˆØ¸ÙŠÙØ© وهم من الرجال والنّساء Ù€ بقطع النّظر عمّن يقومون بنÙقته Ù€ اÙÙ„ÙˆÙ Ù…Ø¤Ù„Ù‘ÙØ© يعيشون ببركة أهل البيت ويتنعّمون بيمن مآتمهم (عليهم السّلام) .
ومنها : إنّ Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© التي استشهد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بأبي واÙمّي ! ÙÙŠ سبيلها وسÙÙƒ دمه الزكي تلقاءها تستوجب استمرار هذه المآتم وتقتضي دوامها إلى يوم القيامة .
وبيان ذلك : إنّ المناÙقين ØÙŠØ« Ø¯ÙØ¹ÙˆØ§ أهل البيت (عليهم السّلام) عن مقامهم وأزالوهم عن مراتبهم التي رتّبهم الله Ùيها ظهروا للنّاس بمظاهر النيابة عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأظهروا التأييد لدينه والخدمة لشريعته Ùوقع الالتباس واغترّ بهم أكثر النّاس ولمّا ملكوا من الاÙمّة أزمّتها واستسلمت لهم برمّتها ØØ±Ù‘موا Ù€ والنّاس ÙÙŠ سÙنة عن سوء مقاصدهم Ù€ من ØÙ„ال الله ما شاؤوا ÙˆØÙ„ّلوا من ØØ±Ø§Ù…Ù‡ ما أرادوا وعاثوا ÙÙŠ الدّÙين ÙˆØÙƒÙ…وا ÙÙŠ القاسطين ÙØ³Ù…ّلوا أعين أولياء الله وقطّعوا أيديهم وأرجلهم من خلا٠وصلبوهم على جذوع النّخل ونÙَوهم عن عقر ديارهم ØØªÙ‘Ù‰ ØªÙØ±Ù‘قوا أيدي سبا ولَعنوا أمير المؤمنين (عليه السّلام) وكنّوا به عن أخيه الصادق الأمين (صلّى الله عليه وآله) .
ÙÙ„ÙŽÙˆ دامت تلك الأØÙˆØ§Ù„ وهم أولياء السّلطة المطلقة والرئاسة Ø§Ù„Ø±ÙˆØØ§Ù†ÙŠÙ‘Ø© لما أبقوا للإسلام عيناً ولا أثراً لكن ثأر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙØ§Ø¯ÙŠØ§Ù‹ دين الله عزّ وجلّ Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ ÙˆØ£ØØ¨Ù‘ائه ØØªÙ‘Ù‰ وردوا ØÙŠØ§Ø¶ المنايا ولسان ØØ§Ù„Ù‡ يقول :
إن كان دين Ù…ØÙ…ّد لم يستقم إلاّ بقتلي يا سيو٠خذيني
ÙØ§Ø³ØªÙ†Ù‚ذ الدين من أيدي الظالمين وانكش٠الغطاء بوقوع تلك الرزايا عن Ù†ÙØ§Ù‚ القوم ØØªÙ‰ تجلت عداوتهم لله عز وجل وظهر انتقامهم من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذ لم يكتÙوا بقتل الرجال من بنيه عطاشاً والماء تعبث Ùيه خنازير البرّ وكلابه ولم يقنعوا Ø¨Ø°Ø¨Ø Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ من أشباله Ø£ØÙŠØ§Ø¡ وقد غارت أعينهم من شدّة العطش ولا اكتÙوا باستئصال العترة الطاهرة ونجوم الأرض من شيبة الØÙ…د ØØªÙ‘Ù‰ وطأوا جثثهم بسنابك الخيل ÙˆØÙ…لوا رؤوسهم على أطرا٠الأسنّة وتركوا أشلاءهم الموزّعة عاريةً بالعراء Ù…Ø¨Ø§ØØ©Ù‹ لوØÙˆØ´ الأرض وطير السّماء .
ثمّ أبرزوا ودائع الرسالة ÙˆØØ±Ø§Ø¦Ø± الوØÙŠ Ù…Ø³Ù„Ø¨Ø§Øª وطاÙوا البلاد بهنّ سبايا كأنّهن من ÙƒÙˆØ§ÙØ± البربر ØØªÙ‘Ù‰ أدخلوهنّ تارة على ابن مرجانة ÙˆØ§ÙØ®Ø±Ù‰ على ابن آكلة الأكباد وأوقÙوهنّ على درج الجامع ÙÙŠ دمشق ØÙŠØ« تباع جواري السبي .
Ùلم تبقَ بعدها ÙˆÙ‚ÙØ© من عداوتهم لله ولا ريبة Ø¨Ù†ÙØ§Ù‚هم ÙÙŠ دين الإسلام .