متى بـدأت أعمال Ø§Ù„Ø§ØØªÙال بذكرى عاشوراء ØŸ
قد يتوهّم البعض أنّ شعائر الذكرى ÙÙŠ عاشوراء المتداولة لدى الشيعة اليوم إنّما هي أمور Ù…Ø³ØªØØ¯Ø«Ø© ودخيلة لا أصل لها ÙÙŠ العصور الإسلاميّة الأولى وبالتالي Ùهي من دسائس المغرضين والدخلاء الذين يضمرون الشرّ بالإسلام والمسلمين .
ÙØ£Ù‚ول لهؤلاء : إنّ هذا الوهم خطأ لا يدعمه إلاّ الجهل بØÙ‚ائق التاريخ ÙˆØÙˆØ§Ø¯Ø« الماضي البعيد ولا يبعد أن يكون هذا التوهّم بذاته من ÙˆØÙŠ Ø§Ù„Ø¯Ø³Ù‘Ø§Ø³ÙŠÙ† وتلقين المغرضين أعداء الشيعة والتشيّع.
أمّا إقامة مظاهر Ø§Ù„ØØ¯Ø§Ø¯ ÙˆØ§Ù„Ø§ØØªÙال لذكرى عاشوراء Ùهي قديمة جدّاً قدم مأساة عاشوراء بالذات ØÙŠØ« بدأت مجالس العزاء والاجتماعات Ù„Ù„Ù†ÙˆØ ÙˆØ§Ù„Ø¨ÙƒØ§Ø¡ على مأساة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بعد مرور أيّام قليلة على مصرع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø› وذلك Ø¨ØªÙˆØ§ÙØ¯ أهل الضواØÙŠ ÙˆØ§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø¯ إلى كربلاء بعد رØÙŠÙ„ الجيش واجتماعهم رجالاً ونساءً ØÙˆÙ„ قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) .
ولمّا عاد الإمام زين العابدين (عليه السّلام) من الشام إلى كربلاء يوم الأربعين وجد أهل السواد مجتمعين ØÙˆÙ„ قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وقبور الشهداء Ø¨Ø§Ù„ØØ²Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ¯Ø§Ø¯ ÙØ§Ø³ØªÙ‚بلوه بالبكاء والعويل يتقدّمهم Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨ÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ù„ÙŠÙ„ جابر بن عبد الله الأنصاري (رØÙ…Ù‡ الله تعالى) .
ولمّا عاد أهل البيت (عليهم السّلام) إلى المدينة المنوّرة استقبلهم الناس Ø¨Ø§Ù„ØØ¯Ø§Ø¯ والأسى ÙˆØ§Ù„Ù†ÙˆØ ÙˆØ§Ù„Ø¨ÙƒØ§Ø¡ وضجّت المدينة ÙÙŠ ذلك اليوم ضجّة ÙˆØ§ØØ¯Ø© ØØªÙ‘Ù‰ صار ذلك اليوم كيوم مات Ùيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) . ثمّ Ø£Ùقيمت مجالس العزاء ÙÙŠ Ø£Ù†ØØ§Ø¡ المدينة وخاصّة ÙÙŠ ØÙŠ Ø¨Ù†ÙŠ هاشم Ùكان مجلس الإمام زين العابدين (عليه السّلام) ومجلس العقيلة زينب ومجلس الرباب زوجة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهم السّلام) ومجلس اÙمّ البنين اÙمّ العباس بن علي (عليه السّلام) وغيرها تملأ أجواء المدينة بالكآبة ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ¯Ø§Ø¯ .
وكان الإمام زين العابدين (عليه السّلام) يغتنم كلّ ÙØ±ØµØ© لإثارة العواط٠وإØÙŠØ§Ø¡ ذكر المأساة ÙÙŠ Ù†Ùوس الجماهير Ùمن ذلك مثلاً : مرّ ذات يوم ÙÙŠ سوق المدينة على جزّار بيده شاة يجرّها إلى Ø§Ù„Ø°Ø¨Ø Ùناداه الإمام (عليه السّلام) : يا هذا هل سقيتها الماء ØŸ .
Ùقال الجزار : نعم يابن رسول الله Ù†ØÙ† معاشر الجزارين لا Ù†Ø°Ø¨Ø Ø§Ù„Ø´Ø§Ø© ØØªÙ‘Ù‰ نسقيها الماء . ÙØ¨ÙƒÙ‰ الإمام (عليه السّلام) ÙˆØµØ§Ø : وا Ù„Ù‡ÙØ§Ù‡ عليك أبا عبد الله ! الشاة لا ØªÙØ°Ø¨Ø ØØªÙ‘Ù‰ ØªÙØ³Ù‚Ù‰ الماء وأنت ابن رسول الله ØªÙØ°Ø¨Ø عطشان .
وسمع (عليه السّلام) ذات يوم رجلاً ينادي ÙÙŠ السوق : أيّها الناس ارØÙ…وني أنا رجل غريب . ÙØªÙˆØ¬Ù‘Ù‡ إليه الإمام (عليه السّلام) وقال له : لو قدّر لك أن تموت ÙÙŠ هذه البلدة Ùهل تبقى بلا دÙÙ† ØŸ . Ùقال الرجل : الله أكبر ! كي٠أبقى بلا دÙÙ† وأنا رجل مسلم وبين ظهراني اÙمّة مسلمة ØŸ! ÙØ¨ÙƒÙ‰ الإمام زين العابدين (عليه السّلام) وقال : وا Ø£Ø³ÙØ§Ù‡ عليك يا أبتاه ! تبقى ثلاثة أيّام بلا دÙÙ† وأنت ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله ) ! .
واستمر أئمّة الهدى (عليهم السّلام) ÙŠØØ«Ù‘ون شيعتهم على التمسّك بإØÙŠØ§Ø¡ ذكرى عاشوراء رغم الإرهاب والضغط الذي مارسه الØÙƒÙ‘ام ضدّهم . وكانوا هم (صلوات الله عليهم) ÙŠÙØªØÙˆÙ† أبوابهم للشعراء والمعزّين أيّام عاشوراء منذ عصر الإمامين الباقر والصادق (عليهما السّلام) ØØªÙ‘Ù‰ عصر الإمام علي الرضا (عليه السّلام) ÙÙŠ عهد المأمون العباسي الذي توسّعت Ùيه شعائر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وانتشرت مجالس العزاء أيّام عاشوراء بتأييد من الإمام الرضا (عليه السّلام) ودعم من المأمون .
Ùكانت دار الإمام الرضا (عليه السّلام) ÙÙŠ أيّام عاشوراء تزدØÙ… بالناس يستمعون Ùيها إلى رثاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وكلمات Ø§Ù„ØØ«Ù‘ والتشويق والتشجيع من الإمام (عليه السّلام) Ùكان من أقواله المأثورة : إنّ أهل الجاهليّة كانوا يعظّمون شهر Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… ÙˆÙŠØØ±Ù‘مون الظلم والقتال Ùيه Ø› Ù„ØØ±Ù…ته ولكن هذه الاÙمّة ما Ø¹Ø±ÙØª ØØ±Ù…Ø© شهرها ولا ØØ±Ù…Ø© نبيّها Ùقتلوا ÙÙŠ هذا الشهر أبناءه وسبوا نساءه ÙØ¹Ù„Ù‰ مثل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ùليبكي الباكون Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ البكاء عليه ÙŠØØ·Ù‘ الذنوب .
ولم تزل شعائر عاشوراء تزداد وتتّسع بما تلاقيه من الدعم والتأييد المعنوي من قبل أهل البيت (عليه السّلام) والعلماء الأعلام ÙÙŠ كلّ الأوساط الشيعية ØØªÙ‘Ù‰ قامت الدولة الØÙ…دانية الشيعية ÙØ£Ø¹Ø·Øª شعائر عاشوراء قدراً كبيراً من الدعم والتأييد ثمّ قامت الدولة البويهية الموالية لأهل البيت (عليهم السّلام) Ùوسّعوا ذكرى عاشوراء وأعطوها ØµÙØ© رسميّة تعطّل من أجلها الأسواق والأعمال والدوائر الØÙƒÙˆÙ…ية وتخرج المواكب العزائية بالأعلام السود وشارات Ø§Ù„ØØ¯Ø§Ø¯ ØªØØª رعاية وإشرا٠كبار العلماء وأقطاب رجال الدين .
Ùكانت بغداد مثلاً ÙÙŠ عهد عضو الدولة Ø§Ù„ØØ³Ù† بن بويه الديلمي تخرج على بكرة أبيها يوم العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… ÙÙŠ مواكب عزائية ضخمة يتقدّمها رجال الدين والدولة ولمّا قامت الدولة Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…ية ÙÙŠ مصر والمغرب العربي انتقلت شعائر عاشوراء إلى تلك الأقطار ودامت ØÙˆØ§Ù„ÙŠ القرنين من الزمن إلى أنْ قضى عليها الأيوبي بالقهر والإكراه .
ثمّ لمّا قامت الدولة الصÙويّة وملوكها علويّون نسباً ÙŠÙ†ØØ¯Ø±ÙˆÙ† من سلالة الإمام السابع موسى الكاظم (عليه السّلام) , أيّدوا شعائر عاشوراء ووسّعوها ومثّلوا واقعة كربلاء تمثيلاً ØÙŠÙ‘اً ØªØØª رعاية وتوجيه علماء Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© ومراجع التقليد أمثال العلاّمة الØÙ„ّي والمØÙ‚ّق المجلسي وغيرهما (رضوان الله عليهم أجمعين) .
وهذا التمثيل له جذور ÙÙŠ سيرة الأئمة المعصومين (عليهم السّلام) Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ قد Ø£ÙØ®Ø° من ØÙŠØ« الأصل من ظاهرة وردت ÙÙŠ مجلس الإمام Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…د الصادق (عليه السّلام) أيّام عاشوراء Ùقد ØØ¯Ù‘Ø« شاعر أهل البيت الكميت بن زيد الأسدي (رØÙ…Ù‡ الله) قال : دخلت على أبي عبد الله الصادق (عليه السّلام) يوم عاشوراء ÙØ£Ù†Ø´Ø¯ØªÙ‡ قصيدة ÙÙŠ جدّه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙØ¨ÙƒÙ‰ وبكى Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø±ÙˆÙ† وكان قد ضرب ستراً ÙÙŠ المجلس وأجلس خلÙÙ‡ Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…يات ÙØ¨ÙŠÙ†Ù…ا أنا أنشد والإمام يبكي إذ خرجت جارية من وراء الستار وعلى يدها Ø·ÙÙ„ رضيع مقمّط ØØªÙ‘Ù‰ وضعته ÙÙŠ ØØ¬Ø± الإمام الصادق (عليه السّلام) Ùلمّا نظر الإمام إلى ذلك الطÙÙ„ اشتّد بكاؤه وعلا Ù†ØÙŠØ¨Ù‡ وكذلك Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø±ÙˆÙ† .
ومعلوم أنّ إرسال Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…يات لذلك الطÙÙ„ ÙÙŠ تلك Ø§Ù„ØØ§Ù„ ما هو إلاّ بقصد تمثيل Ø·ÙÙ„ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) الذي Ø°ÙØ¨Ø على صدر أبيه بسهم ØØ±Ù…لة (لعنه الله) يوم العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… وهو عبد الله الرضيع وغيره من Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ الذين قتلوا ÙÙŠ ذلك اليوم .
والخلاصة هي : إنّ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ذكرى عاشوراء قديم عند الشيعة قدم المأساة Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ Ùما زال أهل البيت وشيعتهم ÙŠØØªÙلون بذكرى تلك المأساة Ø§Ù„ÙØ±ÙŠØ¯Ø© من نوعها منذ السنة الأولى لقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وإلى اليوم ÙŠØØ¯ÙˆÙ‡Ù… لذلك Ø§Ù„ØØ¨Ù‘ والولاء Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أولاً ثمّ خدمة الدين والدعوة إلى الØÙ‚Ù‘ وتركيز Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… الإنسانية لدى النشء ثانياً .
والله من وراء القصد وهو والي المؤمنين وصدق الأديب Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„ السيّد Ø¬Ø¹ÙØ± الØÙ„ّي (رØÙ…Ù‡ الله) ØÙŠØ« قال :
Ùــي كـلّ٠عام لنا بالعشر٠واعية تـطبّق٠الـدورَ والأرجاء والسككا
Ùˆ كـلّ٠مـسـلـمة ترمي بزينتÙها ØØªÙ‘Ù‰ السماءَ رمتْ عن وجهها الØÙبكا
يـا مـيّـتـاً تـرك الألباب ØØ§Ø¦Ø±Ø©Ù‹ وبـالـعـراء٠ثـلاثـاً جسمÙÙ‡Ù ØªÙØ±ÙƒØ§
لماذا يلتزم الشيعة بالسجود على التربة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© من أرض كربلاء ØŸ
هذا السؤال كثيراً ما يوجه إلى الشيعة من قبل مخالÙيهم منذ القدم وإلى الآن وقد لا ÙŠØØµÙ„ المتسائلون على الجواب الشاÙÙŠ والردّ المقنع الصØÙŠØ Ø› لأنّ المسؤولين عن هذا السؤال قد لا يكونون من أهل العلم والاختصاص . وطبيعي أن التعرّ٠على تقاليد الاÙمّة وعادات Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© يجب أن يكون عن طريق علمائها وكتب عقائدها : ( وَأْتÙوا الْبÙÙŠÙوتَ Ù…ÙÙ† أَبْوَابÙÙ‡ÙØ§ ) .
والØÙ‚يقة هي : إنّ الشيعة لا يلتزمون بالسجود على التربة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© بالخصوص بل يلتزمون بالسجود على التربة الطبيعية مطلقاً من أيّ مكان كانت Ø› سواء من أرض كربلاء أو من أيّ أرض ÙÙŠ العالم بشرط أن تكون التربة طاهرة من النجاسة ÙˆÙ†Ø¸ÙŠÙØ© من الأوساخ وطبيعية أوّلية يعني غير Ù…ÙØ®ÙˆØ±Ø© مثل : الخز٠والسمنت والجص وما شاكل . ÙØ¥Ø°Ø§ لم ØªØØµÙ„ هذه التربة بهذه الشروط ØÙŠÙ†Ø¦Ø° يجوّزون السجود على ما تنبته التربة من أنواع النباتات والأخشاب وأوراق الأشجار ممّا لا يؤكل ولا يلبس عادة .
ÙØ§Ù„مأكول من النبات كالÙواكه والخضر وما شاكلها التي يأكل منها الإنسان Ø¹Ø§Ø¯Ø©ÙˆØ¹Ø±ÙØ§Ù‹ لا ÙŠØµØ Ø§Ù„Ø³Ø¬ÙˆØ¯ عليها وكذلك الأعشاب التي يصنع منها بعض الملبوسات عادة ÙƒØ§Ù„ØØ±ÙŠØ± الصناعي والقطن مثلاً .
ÙØ£Ù‚ول : إنّ الشيعة لا يلتزمون بالسجود على التربة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© وإنّما ÙŠÙØ¶Ù„ون ويرجّØÙˆÙ† السجود عليها Ùقط ØÙŠØ« يتيسّر لهم السجود عليها .
وإليك الآن الأدلّة التي يستندون إليها ÙÙŠ ذلك الالتزام وهذا Ø§Ù„ØªÙØ¶ÙŠÙ„ :
أمّا وجوب السجود على الأرض الطبيعية Ø› Ùلقول الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« المتواتر بين المسلمين : Ø¬ÙØ¹Ù„ت لي الأرض مسجداً وطهوراً .
ÙØ§Ù„أرض لغة Ù€ ÙˆØØ³Ø¨ Ù…Ùهومها الØÙ‚يقي Ù€ : هي التراب أو الرمل أو Ø§Ù„ØØ¬Ø± الطبيعي دون المعادن كالذهب ÙˆØ§Ù„ÙØ¶Ø© ÙˆØ§Ù„ÙØÙ… Ø§Ù„ØØ¬Ø±ÙŠ ÙˆØ³Ø§Ø¦Ø± Ø§Ù„Ø£ØØ¬Ø§Ø± الكريمة وغيرها كالجص والإسمنت والآجر وكلّ Ø§Ù„Ù…ÙØ®ÙˆØ±Ø§Øª Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ ولا يعدل عن هذا المعنى الØÙ‚يقي إلى غيره إلاّ بقرينة ØµØ§Ø±ÙØ© ÙˆØ§Ø¶ØØ© ولا يوجد ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« مثل تلك القرينة .
وكلمة (مسجد) تعني مكان السجود . والسجود لغة : هو وضع الجبهة على الأرض تعظيماً . وهذا هو معناه الØÙ‚يقي الذي لا يعدل عنه إلاّ بقرينة Ù„ÙØ¸ÙŠØ© أو معنوية كما ÙÙŠ بعض الآيات الكريمة التي جاء Ùيها كلمة سجود أو مشتقاتها بمعنى الطاعة والانقياد أو مطلق التعظيم ÙˆØ§Ù„Ø§ØØªØ±Ø§Ù… مثل قوله تعالى : {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتÙÙ‡Ùمْ Ù„ÙÙŠ Ø³ÙŽØ§Ø¬ÙØ¯Ùينَ} [يوسÙ: 4] . وقوله تعالى : {ÙˆÙŽÙ„ÙÙ„Ù‘ÙŽÙ‡Ù ÙŠÙŽØ³Ù’Ø¬ÙØ¯Ù مَنْ ÙÙÙŠ السَّمَاوَات٠وَالْأَرْضÙ} [الرعد: 15] , ÙˆÙÙŠ غيرها : {ÙŠÙŽØ³Ù’Ø¬ÙØ¯Ù لَه٠مَنْ ÙÙÙŠ السَّمَاوَات٠... } [Ø§Ù„ØØ¬: 18]إلى غير ذلك .
( وطهوراً ) أي مطهّراً . ÙØ§Ù„أرض الطبيعية تطهّر الإنسان من Ø§Ù„ØØ¯Ø« عند Ùقد الماء بالتيمم . قال تعالى : {Ùَلَمْ ØªÙŽØ¬ÙØ¯Ùوا مَاءً ÙَتَيَمَّمÙوا صَعÙيدًا Ø·ÙŽÙŠÙ‘ÙØ¨Ù‹Ø§ } [النساء: 43] أي طاهراً .
والصعيد وجه الأرض مطلقاً أو التراب الخالص كما أنّ الأرض تطهّر أيضاً من الخبث كلّ ما لامسها مثل : الإناء الذي ولغ Ùيه الكلب ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ يعÙّر بالتراب سبعاً وباطن الخ٠إذا مشي به الإنسان على الأرض الطبيعية وباطن القدم كذلك وطر٠العصا الملامس للأرض وما يشبه ذلك .
ÙØ¹Ù„Ù‰ ضوء هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« يعر٠أن السجود لا ÙŠØµØ Ø¥Ù„Ø§Ù‘ على الأرض الطبيعية Ø§Ù„ÙØ·Ø±ÙŠØ© ØØ³Ø¨ معناها اللغوي والØÙ‚يقي وذلك بوضع الجبهة عليها مباشرة بدون ØØ§Ø¦Ù„ بينها وبين الجبهة .
نعم هذا هو Ø§Ù„ÙØ±Ø¶ الإسلامي بالنسبة إلى السجود ولكن بما أنّ الأرض الطبيعية الطاهرة Ø§Ù„Ù†Ø¸ÙŠÙØ© قد لا تتيّسر للسجود ÙÙŠ بعض الأمكنة مثل البيوت والمساجد التي ØºÙØ·ÙŠ Ø£Ø±Ø¶Ù‡Ø§ بالرخام Ø§Ù„Ù…ÙØ®ÙˆØ± أو الإسمنت أو ما شاكل ذلك أو التي ÙØ±Ø´ أرضها بالسجاد أو البسط الصوÙية أو القطنية أو ما شابهها ممّا لا ÙŠØµØ Ø§Ù„Ø³Ø¬ÙˆØ¯ عليها Ø› لذلك اتّخذ الشيعة أقراصاً من التراب الخالص الطاهر يصنعونها للسجود عليها طاعة لله تعالى وامتثالاً Ù„Ù„ÙØ±Ø¶ .
Ùهذه الأقراص التي يسجد الشيعة عليها ما هي إلاّ جزء من الأرض الطاهرة الطبيعية Ø£ÙØ¹Ø¯Øª للسجود Ùقط Ø› تسهيلاً لأداء Ø§Ù„ÙØ±Ø¶ الأولي Ùهل تجد ÙÙŠ ذلك Ø®Ù„Ø§ÙØ§Ù‹ أو Ù…Ù†Ø§ÙØ§Ø© للكتاب والسنة Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© ØŸ!
أترى أيّها القارئ الكريم أنّ السجود على Ø§Ù„ÙØ±Ø´ التي ØªØØª الأقدام والأرجل Ø£ØØ³Ù† من السجود على قطعة طاهرة Ù†Ø¸ÙŠÙØ© من الأرض التي لم يلامسها شيء سوى جبهة المصلّي Ùقط ØŸ
الجواب : طبعاً كلاّ ثمّ كلاّ . إنّ الشيعة بعملهم هذا يجمعون بين أداء Ø§Ù„ÙØ±Ø¶ وهو السجود على الأرض الطبيعية وبين مراعاة Ø§Ù„Ù†Ø¸Ø§ÙØ© التي هي من لوازم الإيمان وسمات المؤمن .
وأمّا ØªÙØ¶ÙŠÙ„ الشيعة لتربة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) على غيرها من الأرض Ø› Ùلأنّها Ù€ أي تربة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ù€ رمز عمق الدلالة على أقدس بقعة وأطهر تربة ØÙŠØ« جرى عليها أقدس تضØÙŠØ© ÙÙŠ تاريخ بني الإنسان ÙÙŠ سبيل الØÙاظ على الصلاة وإقامتها بل ÙÙŠ سبيل الدين وبقائه .
إنّ تربة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† تذكّر المصلّي بعظم أهمية الصلاة ÙÙŠ الإسلام ومدى تأكّد وجوبها على الإنسان ذلك الوجوب الذي لا يسقط عن المسلم Ø¨ØØ§Ù„ إلاّ نادراً . تذكّره بذلك Ø› لأنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أقامها ÙÙŠ Ø£ØØ±Ø¬ المواق٠وأدّاها ÙÙŠ أشدّ Ø§Ù„ØØ§Ù„ات .
ÙØµÙ„Ù‰ صلاة الظهر عند الزوال يوم عاشوراء ÙÙŠ ميدان القتال ÙˆØ³Ø§ØØ© Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ØÙŠØ« الأعداء ÙŠØÙŠØ·ÙˆÙ† به من كلّ جانب يرمونه بالسهام ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØªÙØµØ±Ø¹ من ØÙˆÙ„Ù‡ ولو لم يق٠رجلان من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ أمامه وهما سعيد بن عبد الله الØÙ†ÙÙŠ وزهير بن القين اللذان ÙˆÙ‚ÙØ§ أمامه يدرآن عنه سهام القوم لما استطاع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أن يكمل صلاته ولصرع ÙÙŠ أثنائها كما صرع بعض Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ Ùيها منهم : سعيد بن عبد الله الذي سقط إلى الأرض صريعاً وقد أصابه ثلاثة عشر سهم . ÙØ£ÙŠÙ‘ عمل يمكن أنْ يعبّر عن أهميّة الصلاة ويؤكّد وجوب أدائها على المسلم مهما كانت الظرو٠والأØÙˆØ§Ù„ مثل هذا العمل الذي قام به Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŸ
هذا Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى ما يمكن أنْ يستوØÙŠÙ‡ المصلّي أثناء صلاته من ذكرى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) من معاني جمّة وعظيمة منها مثلاً تصوّر عظمة الإسلام وأهميّة الدين بشكل عام ØÙŠØ« Ø¯ÙØ¹ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ثمن بقائه وصيانته غالياًَ جدّاً Ùكش٠(عليه السّلام) بذلك عن ØÙ‚يقة أنّ الدين أثمن وأغلا ÙˆØ£ÙØ¶Ù„ من كلّ ما ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø© والوجود وهو أولى بالبقاء من كلّ شيء Ø› سواء ÙÙŠ مقام دوران الأمر بين بقائه أو بقاء غيره ÙØ§Ù„غير أولى بالتضØÙŠØ© به لأجل بقاء الدين .
والسبب ÙÙŠ ذلك ÙˆØ§Ø¶Ø ÙˆÙ‡Ùˆ أنّ الØÙŠØ§Ø© بكلّ ما Ùيها من نعم وخيرات وزينة ولذّة من المال والبنين وغيرهما إنّما ÙŠØ³ØªÙØ§Ø¯ منها ØÙ‚يقة وتكون خير للإنسان ÙˆØ±Ø§ØØ© له ولذّة إذا كان المجتمع يسوده الدين ونظام القرآن وشريعة الله تعالى يسوده ذلك Ùكرة وعملاً من ØÙŠØ« العقيدة والسلوك Ø› لأنّه ØÙŠÙ†Ø¦Ø° Ùقط يسود الØÙ‚Ù‘ والعدل ويأخذ كلّ ذي ØÙ‚Ù‘ ØÙ‚ّه ويؤدي كلّ مسؤول واجبه ولا تظلم Ù†ÙØ³ شيئاً .
قال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى : {Ùَمَن٠اتَّبَعَ Ù‡ÙØ¯ÙŽØ§ÙŠÙŽ Ùَلَا يَضÙلّ٠وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذÙكْرÙÙŠ ÙÙŽØ¥Ùنَّ لَه٠مَعÙيشَةً ضَنْكًا} [طه: 123ØŒ 124] Ùˆ {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ Ø§Ù„Ù’Ù‚ÙØ±ÙŽÙ‰ آمَنÙوا وَاتَّقَوْا Ù„ÙŽÙَتَØÙ’نَا عَلَيْهÙمْ بَرَكَات٠مÙÙ†ÙŽ السَّمَاء٠وَالْأَرْض٠وَلَكÙنْ كَذَّبÙوا ÙَأَخَذْنَاهÙمْ بÙمَا كَانÙوا ÙŠÙŽÙƒÙ’Ø³ÙØ¨Ùونَ} [الأعراÙ: 96] .
والخلاصة هي : إنّ الشيعة إنّما ÙŠÙØ¶Ù„ّون السجود على تربة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) على غيرها من بقاع الأرض Ø› لأنّ الصلاة ÙÙŠ ØÙ‚يقتها صلة مع الله تعالى وتوجّه إليه وتذكّر له وخضوع وخشوع بين يديه . ولا شك أنّ ذكرى سيّد الشهداء أبي عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) خير وسيلة Ù„Ù„ØØµÙˆÙ„ على أكبر قدر ممكن من تلك الاÙمور كلّها Ø› وذلك بسبب السجود على تربته المقدّسة .
وإلى هنا نكتÙÙŠ بهذا القدر من الإجابة على هذا السؤال وإنْ أردت المزيد من Ø§Ù„ØªÙØµÙŠÙ„ Ùيه ÙØ±Ø§Ø¬Ø¹ كتاب (الأرض والتربة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ©) للمرØÙˆÙ… ØØ¬Ù‘Ø© الإسلام الشيخ Ù…ØÙ…د Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† آل كاش٠الغطاء (قدس سرّه) .
ÙˆÙÙŠ الختام : أرى من المناسب أن أسجل هنا Ùقرة من كتاب ( أبو الشهداء ) تؤيّد الÙقرات الأخيرة . قال العقاد وهو ÙÙŠ معرض بيان ما اكتسبته أرض كربلاء من قدسية بسبب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : وليس ÙÙŠ نوع الإنسان ØµÙØ§Øª علويات أنبل ولا ألزم له من الإيمان ÙˆØ§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ والإيثار ويقظة الضمير وتعظيم الØÙ‚Ù‘ ورعاية الواجب والجلد ÙÙŠ المØÙ†Ø© ÙˆØ§Ù„Ø£Ù†ÙØ© من الضيم والشجاعة ÙÙŠ وجه الموت Ø§Ù„Ù…ØØªÙˆÙ… . وهي ومثيلات لها من طرازها هي التي تجلّت ÙÙŠ ØÙˆØ§Ø¯Ø« كربلاء منذ نزل بها ركب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ولم تجتمع كلّها ولا تجلّت قط ÙÙŠ موطن من مواطن تجلّيها ÙÙŠ تلك الØÙˆØ§Ø¯Ø« التي جرت ÙÙŠ كربلاء .
Ùـيا كربلا طلت٠السماءَ وربّما تناول عÙواً ØØ¸Ù‘ÙŽ ذي السعي قاعدÙ
لأنت٠وإن كنت٠الوضيعةَ نلت٠من جـوارهم مـا لـم تـنله Ø§Ù„ÙØ±Ø§Ù‚دÙ
هل ÙŠØØ¯Ø« Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ذكرى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØªÙØ±Ù‚Ø© ÙˆØØ²Ø§Ø²Ø§Øª طائÙيّة بين المسلمين كما يزعم البعض ØŸ
قد يمرّ هذا السؤال على بعض الخواطر ويرد ÙÙŠ Ø£Ùكار بعض الناس وخاصّة شباب هذا العصر الذي نشطت Ùيه Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات Ø§Ù„Ø¥Ù„ØØ§Ø¯ÙŠØ© وقويت Ùيه الدعاية ضدّ شعائر الدين ومظاهر الإسلام بكلّ صورها ÙˆÙÙŠ مقدّمتها الشعائر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© التي هي من صميم شعائر الله ومظاهر الدين . تلك الشعائر التي من أقوى الوسائل لنشر الوعي السياسي والاجتماعي والأخلاقي بين Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« والشباب .
ومن ثمّ نشطت الدعاية المعادية ضدّ هذه الشعائر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© بكاÙّة أنواعها Ø› من عقد المآتم وتنظيم المواكب وغيرها . وكثيراً ما ØªØ±ÙØ¹ ضدّها شعارات مظلّة وخدّاعة باسم الدين وبالتظاهر Ø¨Ø§Ù„ØØ±Øµ على ÙˆØØ¯Ø© المسلمين والاهتمام Ø¨Ø§ØªÙ‘ÙØ§Ù‚ كلمتهم وتوØÙŠØ¯ صÙÙˆÙهم أمام العدو المشترك Ùيزعمون أنّ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ذكرى ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) يناÙÙŠ هذا الهد٠؛ بسبب ما تولّده هذه الذكرى من Ø§Ù„ØªÙØ±Ù‚Ø© الطائÙية Ø› لأنّها Ù€ أي تلك الذكرى Ù€ تشتمل Ù€ كما يزعمون Ù€ على الطعن والتنديد والمسّ بكرامة بعض Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© وبعض Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ المسلمين وبعض رجال الاÙمّة Ø§Ù„Ù…ØØªØ±Ù…ين Ø› ولذا يجب ترك هذه الشعائر وعدم Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ تلك الذكرى ØÙاظاً على ÙˆØØ¯Ø© المسلمين .
هكذا تقول تلك الدعاية اليوم ØØ³Ø¨ ما نقرأ ونسمع منها بين ØÙŠÙ† وآخر .
والجواب عليها ببساطة هو أن نقول :
أوّلاً : إنّ ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لم تخدم Ù…ØµÙ„ØØ© الشيعة ÙØØ³Ø¨ ولا Ù…ØµÙ„ØØ© المسلمين ÙØØ³Ø¨ بل خدمت Ù…ØµÙ„ØØ© الإنسانية العÙليا ÙÙŠ كلّ زمان ومكان وعليه ÙØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ليس للشيعة Ùقط بل لجميع المسلمين ولكل الناس الخيرين ÙÙŠ العالم وقد أجمعت كلمة الخبراء والعلماء بكنه ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØÙ‚يقتها على أنّ واجب كلّ شعب وأمّة أن تØÙŠÙŠ Ø°ÙƒØ±Ù‰ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) خدمة Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© أبنائها وتربية لشبابها على الشعور بعزّة Ø§Ù„Ù†ÙØ³ وإباء الظلم والكرامة الإنسانية ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù… .
ÙØ°ÙƒØ±Ù‰ ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لا ØªÙØ±Ù‘Ù‚ بل بالعكس توØÙ‘د الكلمة على الØÙ‚Ù‘ والعدل.
ثانياً : إنّ الذي أمر بقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) هو يزيد بن معاوية البالغ من العمر ÙÙŠ ذلك اليوم Ø¥ØØ¯Ù‰ وثلاثين عاماً Ùقط وإنّ الذي Ù†Ùّذ الأمر هو عبيد الله بن زياد (لعنه الله) البالغ من العمر ÙÙŠ ذلك اليوم ثمانية وعشرين عاماً وإنّ الذي باشر تنÙيذ الأمر هو قائد الجيش عمر بن سعد بن أبي وقاص (لعنه الله) البالغ من العمر ÙÙŠ ذلك اليوم ØÙˆØ§Ù„ÙŠ خمسة وعشرين عاماً . وهم كما ترى ليسوا من ØµØØ§Ø¨Ø© رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بالمعنى المعرو٠أي ليس منهم Ø£ØØ¯ أدرك الرسول (صلّى الله عليه وآله) وجالسه وسمع ØØ¯ÙŠØ«Ù‡ .
Ùمَنْ هم هؤلاء Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© الذين يخشى من الطعن بهم ÙÙŠ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ذكرى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØŸ! نعم ربّما يتعرض ÙÙŠ خلال الذكرى إلى معاوية بن أبي سÙيان باعتباره مهّد الطريق إلى قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) عن قصد أو غير قصد بتوليته ابنه على إمارة المسلمين .
ومعاوية معلوم Ø§Ù„ØØ§Ù„ لدى الجميع أسلم قبل ÙˆÙØ§Ø© الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) بخمسة أشهر بعد أن ضاقت عليه الأرض وعلم أنّ الإسلام سيعمّ وينتشر ÙØ¯Ø®Ù„ ÙÙŠ الإسلام Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ وطمعاً لا عن عقيدة وإيمان . وكان صعلوكاً مستØÙ‚راً لدى المسلمين ومعدوداً ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù„Ù‘ÙØ© قلوبهم الذين لا يتجاوز الإسلام Ø´ÙØ§Ù‡Ù‡Ù… ولا يؤمن شرّهم على المسلمين إلاّ بالمال .
والإدعاء بأنّ معاوية كان من كتّاب القرآن بين يدي النبي (صلّى الله عليه وآله) كذب ÙˆØ§ÙØªØ±Ø§Ø¡ Ø› لمْ يوجّه الرسول (صلّى الله عليه وآله) إلى معاوية كتابة أي جزء من الوØÙŠ Ø£Ùˆ آية من القرآن .
نعم كان يكتب للرسول (صلّى الله عليه وآله) بعض الرسائل التي كان يرسلها النبي (صلّى الله عليه وآله) إلى الملوك والرؤساء وكان المسلمون الواعين ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© الرسول يزدرون معاوية ويكرهون مجالسته . ولا أشك أنّ المسلمين الواعين ÙÙŠ عصرنا هذا ليس Ùيهم مَنْ ÙŠØØ¨Ù‘ معاوية ويقدّسه ÙˆÙŠØØªØ±Ù…Ù‡ وهو يقرأ ويسمع ما شاع وذاع وملأ Ø§Ù„Ø¢ÙØ§Ù‚ عن بدعه وآثامه وموبقاته إبان ملكه وإمارته .
تلك البدع والآثام التي ختمها Ø¨ÙØ±Ø¶ ابنه يزيد Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ù‚ الماجن الخمّار السكّير ÙØ±Ø¶Ù‡ Ø®Ù„ÙŠÙØ© على المسلمين من بعده Ùقتل آل الرسول (صلّى الله عليه وآله) ÙˆØ£Ø¨Ø§Ø Ù…Ø¯ÙŠÙ†Ø© الرسول لجنده ثلاثة أيّام دماء وأموالاً وأعراضاً وأخيراً هدم الكعبة ÙˆØ£ØØ±Ù‚ أستارها .
ÙØ§Ù„غرض هو : أنّه لا يوجد ÙÙŠ ذكرى ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ذكر Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ولا لرجال دين Ù…ØØªØ±Ù…ين يخشى أن يطعن Ùيهم أو تمسّ كرامتهم وبالتالي ÙØ¥Ù†Ù‘ هذه الذكرى المقدّسة لا ØªÙØ±Ù‘Ù‚ بين المسلمين أبداً .
نعم ØªÙØ±Ù‘Ù‚ بين المسلمين والمناÙقين الدجّالين الذين هم على طراز معاوية ويزيد وابن زياد وعمر بن سعد . وهذا Ø§Ù„ØªÙØ±ÙŠÙ‚ يرØÙ‘ب به كلّ مسلم ويتمنّاه : ( Ù„ÙÙŠÙŽÙ…Ùيزَ اللّه٠الْخَبÙيثَ من الطّيّب٠) . وهذه Ø§Ù„ØªÙØ±Ù‚Ø© هي من ثمرات ذكرى ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بلا شك ومن الأهدا٠المقصودة من Ø¥ØÙŠØ§Ø¦Ù‡Ø§ بل ومن أهدا٠ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بالذات .
ثالثاً : كي٠يعقل أن تكون ذكرى ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ù…ÙØ±Ù‘قة للص٠ومشتّتة Ù„Ù„ÙˆØØ¯Ø© بين المسلمين مع أنّ ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بالذّات ضربت أروع مثال Ù„Ù„ÙˆØØ¯Ø© بين المسلين Ø› ØÙŠØ« جمعت بين Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ مختلÙين وأشخاص متباينين من ØÙŠØ« العنصر والقومية والدين والمذهب والوطن والسن والجنس .
ÙˆØØ¯Ù‘ت بينهم الثورة توØÙŠØ¯Ø§Ù‹ كاملاً ØØªÙ‘Ù‰ جعلتهم وكأنّهم جسم ÙˆØ§ØØ¯ وشخص ÙˆØ§ØØ¯ ÙŠØªØØ±Ù‘كون
ويعملون وينطقون بإرادة ÙˆØ§ØØ¯Ø© ويد ÙˆØ§ØØ¯Ø© ولسان ÙˆØ§ØØ¯ وهم Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) الذين كانوا ØÙˆØ§Ù„ÙŠ الثلاثمئة والثلاثة عشر رجلاً .
كان Ùيهم العربي القرشي والعربي غير القرشي إلى جنب Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ø³ÙŠ ÙˆØ§Ù„ØªØ±ÙƒÙŠ والرومي والزنجي والمسيØÙŠ ÙˆØ§Ù„Ù…Ø³Ù„Ù… السنّي والمسلم الشيعي من أقطار Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² ÙˆØ§Ù„ÙƒÙˆÙØ© والبصرة واليمن منهم الÙقير والغني ÙˆØ§Ù„ØØ±Ù‘ والعبد والرئيس والمرؤوس من مختل٠مراØÙ„ العمر كالشيخ الكبير والكهل والشاب والمراهق والصبي . وكان معهم جملة من النساء من الهاشميات والعربيات يقدّر عددهن بØÙˆØ§Ù„ÙŠ العشرين امرأة .
أجل لقد قدّم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† من ÙˆØØ¯Ø© Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ نموذجاً كاملاً عن Ø§Ù„ÙˆØØ¯Ø© الإنسانية العلميّة التي ينشدها الإسلام ودعا إليها القرآن وثار لأجل تØÙ‚يقها سيّد الشهداء أبو عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ومن قبله أبوه الإمام علي (عليه السّلام) الذي هو القدوة Ø§Ù„Ù…ÙØ«Ù„Ù‰ للمسلمين جميعاً ÙÙŠ العمل Ù„ÙˆØØ¯Ø© المسلمين والØÙاظ عليها والتضØÙŠØ© ÙÙŠ سبيلها Ø¨Ù…ØµÙ„ØØªÙ‡ ÙˆÙ…ØµÙ„ØØ© أبنائه ÙˆÙ…ØµÙ„ØØ© شيعته .
صبر على اغتصاب ØÙ‚وقه ÙˆØÙ‚وق أهل بيته وشيعته خمساً وعشرين سنة مدّة ØÙƒÙ… Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ الثلاثة قبله ولقد تعاون مع Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ الغاصبين Ù„ØÙ‚ّه ÙÙŠ الشؤون العامة وخدمة Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© العÙليا بكلّ إمكاناته وطاقاته ØØ³Ø¨ ما هو معرو٠لدى الجميع . . . وكذلك جميع أبنائه الأئمّة Ø§Ù„Ø£ØØ¯ عشر (عليهم السّلام) سالموا Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ الوقت وسايروا الØÙƒÙˆÙ…ات الإسلاميّة على ØØ³Ø§Ø¨ Ù…ØµÙ„ØØªÙ‡Ù… الخاصة ÙˆØÙ‚وقهم المشروعة Ø› لأجل صيانة Ø§Ù„ÙˆØØ¯Ø© الإسلاميّة .
والخلاصة هي : إنّه ليس ÙÙŠ شعائر الشيعة وذكرياتهم شعار ولا ذكرى ØªÙØ±Ù‘Ù‚ المسلمين أو تورث ØØ²Ø§Ø²Ø§Øª طائÙية بينهم بل إنّ الذي ÙŠÙØ±Ù‘Ù‚ ويمزّق ØµÙ Ø§Ù„ÙˆØØ¯Ø© الإسلاميّة ويثير Ø§Ù„ØØ²Ø§Ø²Ø§Øª الطائÙية ÙˆØ§Ù„ÙØªÙ†Ø© بين المسلمين هم اÙولئك العملاء المأجورين من قبل الاستعمار وأعداء المسلمين الذين ÙŠÙ†ÙØ«ÙˆÙ† سموم Ø§Ù„ØªÙØ±Ù‚Ø© بين ØÙŠÙ† وآخر بواسطة بعض
الكتب أو المقالات أو الخطب التي تØÙ…Ù„ ÙˆØªØªØØ§Ù…Ù„ على الشيعة بالكذب ÙˆØ§Ù„Ø§ÙØªØ±Ø§Ø¡ والتّهم والسبّ والشتم ونسبة Ø§Ù„ÙƒÙØ± والشرك إليهم بكلّ ØµØ±Ø§ØØ© ÙˆÙˆÙ‚Ø§ØØ© .
إنّ الذين ÙŠÙØ±Ù‘قون كلمة المسلمين هم اÙولئك الذين يكتبون عن الشيعة أنّهم صنيعة الصهيونية ومن أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي الذي ابتدع مذهب الشيعة . وعبد الله بن سبأ هذا قد أجمع الخبراء على أنّه Ø§ÙØ³Ø·ÙˆØ±Ø© خيالية لا وجود له إلاّ ÙÙŠ أذهان هؤلاء الذين يريدون التشهير بالشيعة .
إنّ مذهب الشيعة ÙÙŠ الإسلام إنّما هو مذهب أهل البيت (عليهم السّلام) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً . ذلك المذهب الذي ÙŠÙØ±Ø¶ التعاون بين المسلمين جميعاً على البرّ والتقوى ÙˆÙ…ØµÙ„ØØ© الإسلام العÙليا . ذلك المذهب الذي يعتبر المسلم أخاًً للمسلم شاء ذلك أمْ أبى ... . وأخيراً أقول : إنّ الشيعة لا يهاجمون ولا يعتدون بل ÙŠØ¯Ø§ÙØ¹ÙˆÙ† عن الØÙ‚Ù‘ وبالØÙ‚Ù‘ وليس ÙÙŠ مذهب التشيّع شيء غير الØÙ‚Ù‘ .
وممّا يقوله المشاغبون على الشيعة أيضاً : هو أنّ الشيعة Ø´ÙØºÙ„وا بالبكاء والعويل على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) عن مصالØÙ‡Ù… الØÙŠÙˆÙŠÙ‘Ø© وقضاياهم المصيريّة ÙØªØ®Ù„Ù‘Ùوا عن ركب العالم علميّاً واقتصاديّاً وصناعيّاً وسياسيّاً .
أقول : إنّ قولهم هذا يذكّرني بقول بعض Ø§Ù„Ù…Ù„ØØ¯ÙŠÙ† الذين يقولون إنّ المسلمين Ø´ÙØºÙ„وا بالصلاة والصيام والØÙ„ال ÙˆØ§Ù„ØØ±Ø§Ù… عن مسايرة ركب التطوّر العالمي ÙØ¸Ù„ّوا متخلّÙين عن الاÙمم Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ .
أجل ما أشبه قول المشاغبين عن الشيعة بقول Ø§Ù„Ù…Ù„ØØ¯ÙŠÙ† عن المسلمين عامّة وما أقرب Ø§Ù„Ø¯ÙˆØ§ÙØ¹ والغايات للقولين . تلك الغايات التي تتلخّص بكلمة ÙˆØ§ØØ¯Ø© وهي (التشويه) Ùكلّ من القولين مغالطة Ù…ÙØ¶ÙˆØØ© لا تنطلي إلاّ على السذّج من عوام الناس وإلاّ Ùكلّ عاقل عار٠يعلم يقيناً أنّ الإسلام بكلّ ما Ùيه لا دخل له ÙÙŠ تخلّ٠المسلمين مطلقاً كما إنّ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ذكرى عاشوراء بكلّ ما Ùيه لا دخل له ÙÙŠ تخلّ٠الشيعة مطلقاً .
إنّ السبب الأساسي ÙÙŠ تخلّ٠المسلمين عامّة والشيعة خاصّة ÙÙŠ العصور الأخيرة هو الاستعمار Ø§Ù„ÙƒØ§ÙØ± بأساليبه وعملائه وسياساته .
وإنْ قلت : مَنْ الذي مكّن العدو المستعمر من السيطرة عليهم واستعمارهم ØŸ قلت : هم الØÙƒÙ‘ام الخونة الذين اغتصبوا السلطة من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ø§ الشرعيين منذ العصور الأولى وبعد ÙˆÙØ§Ø© الرسول (صلّى الله عليه وآله) على وجه Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ¯ وإلى اليوم .