الثورة التي ÙØ¬Ù‘رها سيّد شباب أهل الجنّة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي (عليه السّلام) ÙÙŠ عام ستين للهجرة بوجه الخنوع والذلّ الذي Ø£ÙØµÙŠØ¨Øª به الأمّة ØŒ والذي تمثّل ÙÙŠ أشنع صورة وذلك بوجه بتسلط يزيد بن معاوية على رقاب الأمّة .
وقد وظّ٠أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام) هذه النهضة المباركة لبثّ الوعي والعزّة ÙÙŠ الأمّة Ø› منعاً من Ø§Ù†ØØ¯Ø§Ø±Ù‡Ø§ وتهاويها ÙÙŠ مراتب الذلّ ØŒ Ùكانت الخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© الأداة Ø§Ù„ÙØ§Ø¹Ù„Ø© ØŒ واللسان الناطق لهذه Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© والتوعية .
وقد كتب للنهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙÙŠ Ø¥ÙØ±Ø§Ø² Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… Ùكرية وثقاÙية ÙÙŠ المجتمع الإسلامي ØŒ Ø§Ø³ØªÙ‡Ø¯ÙØª Ø¥ÙØ§Ù‚Ø© الأمّة الإسلامية ÙˆØªØØµÙŠÙ†Ù‡Ø§ بصØÙˆØ© يتعذّر بها على المتربصين والكائدين بالشريعة المقدّسة من تمرير مخطّطاتهم .
وقد تكÙّل المنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ù€ هذا المنهج الخطابي المتميّز ÙˆØ§Ù„ÙØ±ÙŠØ¯ الذي وضع أساسه أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام) Ù€ على مدى التاريخ Ø§Ù„Ù…ØØ§Ùظة على جذوة النهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© ØÙŠÙ‘ةً متّقدة .
والخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© التي Ù†ØØ¸Ù‰ ببركاتها اليوم هي وليدة جهد ØØ«ÙŠØ« ØŒ وتطوير دائم على مدى القرون الماضية ØŒ ولعلي لا أبالغ أن أقول إنّ المنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ÙÙŠ منهجه الخطابي المثالي الذي يتبنّاه مشاهير خطباء هذا العصر ØŒ مثل Ø³Ù…Ø§ØØ© الدكتور Ø£ØÙ…د الوائلي ØŒ ÙˆØ³Ù…Ø§ØØ© الشيخ ÙØ§Ø¶Ù„ المالكي ØŒ هو Ø£ÙØ¶Ù„ وأرقى ما وصل إليه المنبر من تطوّر ومنزلة ØŒ ولكن هذا لا يعني أن تجمد Ø§Ù„Ù‚Ø±Ø§Ø¦Ø Ø¹Ù† المزيد من التطوير ÙˆØ§Ù„Ø¥ÙØ§Ø¶Ø© على المنبر Ø› كي يكون هذا Ø§Ù„Ø±Ø§ÙØ¯ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø§Ù„Ø¯Ø§ÙÙ‚ ملائماً لكلّ عصر وزمان .
وأمّا توجّهات المنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ÙÙŠ العالم الإسلامي ÙˆØØ§Ù„Ù‡ ووضعه ØŒ وسبل تطويره ÙˆØªØØ³ÙŠÙ†Ù‡ Ùقد Ø£ÙÙØ±Ø¯ له Ø§Ù„ÙØµÙ„ الثاني ØŒ ÙˆØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن المنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ÙˆÙ…Ø§ طرأ عليه من تطوّر أمر يضيق عنه هذا Ø§Ù„ÙØµÙ„ .
وأهم الجوانب التي نريد معالجتها هنا هو ØªØØ¯ÙŠØ¯ الهيئة العامّة ØŒ والنمط التقليدي الذي أعطى الخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© Ø§Ù„ØªÙØ±Ù‘د والتمييز ØŒ ومن ثمّ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن الجوانب الÙنيّة الخطابية التي جعلت الخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© منهجاً Ù…ØªÙØ±Ù‘داً عن سائر النماذج الخطابية Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ .
أوّلاً : النمط العام للخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø©
ØªØªÙØ±Ù‘د الخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© بمنهج متميّز عمّا هو متعار٠ودارج من الخطابة ØŒ ØÙŠØ« تتكوّن من ثلاثة أجزاء متميّزة تختصّ بالخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© ØŒ ويتميّز أداء الجزء الأول والأخير من الخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© باتّباع Ø§ÙØ³Ù„وب Ùنّي يؤدّي Ùيها الخطيب الجزء المطلوب بصوت موسيقي يغلب عليه الجانب الرثائي Ø› لاستثارة وإعداد Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØØ²Ù† والأسى ÙÙŠ المستمع .
ويتطلّب أداء هذين الجزأين امتلاك الخطيب صوتاً رقيقاً موسيقياً ØŒ يتميّز بقدرته على تطويع الكلمات الرثائية للØÙ† الرثائي ØŒ الذي يمثّل العمود الأساسي للجزء الأول والأخير من الخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© .
أمّا أهم ØµÙØ§Øª أجزاء الخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© Ùهي :
1) المقدّمة
المقدمة للخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© تتكوّن من جزأين رئيسيين متباينين ØŒ ويتطلَّب أداء المقدّمة بجزأيها تمكّن الخطيب من صوت رقيق وموسيقي يستند إلى أطوار Ù…ØªØ¹Ø§Ø±ÙØ© ÙÙŠ الوسط الشيعي .
والجزء الأول من المقدّمة يركز على اÙمور ثلاثة مهمّة هي :
أ) الصلاة على الرسول (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السّلام) .
ب) الصلاة على الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ وبيان أهم جوانب ظلامته Ø› كنعته بالمظلوم أو العطشان .
ج) التمنّي لنيل المقام الرÙيع بالتأسي بنهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) .
أمّا الصيّغ التي عادةً ما ÙŠÙØªØªØ بها الخطباء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙˆÙ† مقدّمة خطابتهم ØŒ والتي تمثّل الجزء الأوّل من المقدّمة هي :
الصيغة الأولى :
صلّى الله عليك يا مولاي يا أبا عبد الله ØŒ صلّى الله عليك يابن رسول الله ØŒ ما خاب مَنْ تمسك بكم ØŒ وأمن مَنْ لجأ إليكم ØŒ يا ليتنا كنّا معكم ÙÙ†Ùوز Ùوزاً عظيماً .
الصيغة الثانية :
صلّى الله عليك يا مولاي يابن رسول الله ØŒ صلّى الله عليك يا مولاي يا أبا عبد الله ØŒ ما خاب مَنْ تمسك Ø¨ØØ¨Ù„كم ØŒ وأمن مَنْ لجأ إلى ØØµÙ†ÙƒÙ… ØŒ يا ليتنا نهتدي بهداكم ØŒ ÙÙ†Ùوز Ùوزاً عظيماً .
الصيغة الثالثة :
صلّى الله عليك يا مولاي يا أبا عبد الله ØŒ صلّى الله عليك يابن رسول الله ØŒ لعن الله الظالمين لكم إلى يوم القيامة ØŒ يا ليتنا كنّا معكم ÙÙ†Ùوز Ùوزاً عظيماً.
وعند ÙØ±Ø§Øº الخطيب من الجزء الأول من المقدّمة يشرع بالجزء الآخر ØŒ ØÙŠØ« يقرأ الخطيب قصيدة رثائية باللغة Ø§Ù„ÙØµØÙ‰ تلائم المناسبة بصوت شجي .
وقد نظم عدد كبير من الشعراء المعاصرين قصائد ساهمت ÙÙŠ رسم المعاني التي سطرتها واقعة كربلاء ويغلب عليها الطابع الوصÙÙŠ الرثائي .
وقد جمعت هذه القصائد ÙÙŠ كتب كثيرة منها : المجالس السنية للعلامة السيّد Ù…ØØ³Ù† الأمين ØŒ وكتاب رياض Ø§Ù„Ù…Ø¯Ø ÙˆØ§Ù„Ø±Ø«Ø§Ø¡ للطريØÙŠ ØŒ ÙˆÙ†ÙØ§Ø¦Ø³ مختارة من منظوم ومنثور من إصدارات مؤسسة أهل البيت (عليهم السّلام) .
وتمثّل قصائد الشعراء : الكعبي , والكوّاز ØŒ والقزويني , والØÙ„ّيَّين (السيّد ØÙŠØ¯Ø± والسيّد Ø¬Ø¹ÙØ±) ØŒ والشري٠الرضي الأساس الذي لا تكتمل مؤهلات الخطيب دونها .
ÙÙŠ هذه القصائد التي يغلب عليها الطابع الوصÙÙŠ ØŒ يعكس الشاعر الوقائع الميدانية بشكل رثائي تصويري Ø› قاصداً من وراء ذلك ØØ´Ø¯ ما يستطيع من مشاعر الأسى ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† عند المتلقّي .
ونظراً لغلبة طابع Ø§Ù„ØØ²Ù† والرثاء ÙÙŠ المنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ØŒ Ø£ØµØ¨ØØª قراءة هذه القصائد ÙÙŠ مقدّمة الخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© العر٠السائد عند الخطباء .
وكما Ø£Ø³Ù„ÙØª ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ القراءة تتم بأداء رثائي ÙŠÙنشد بصوت موسيقي ØŒ وسو٠نذكر الأصوات Ø§Ù„Ù…ØªØ¹Ø§Ø±ÙØ© ÙÙŠ وسط الخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© ÙÙŠ نهاية هذا Ø§Ù„ÙØµÙ„ .
2) الخطبة أو الموضوع
موضوع الخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© يعتمد بالدرجة الأولى على نظرة الخطيب لدور هذا المنهج الخطابي . ÙØ§Ù„نظرة التقليدية للخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© ØªØØµØ± الموضوع ÙÙŠ جوانب ضيّقة من المواعظ التقليدية ØŒ وجملة من الØÙƒØ§ÙŠØ§Øª ÙˆØ§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ غير الموثقة .
وسو٠يكون Ø§Ù„ÙØµÙ„ الثاني مكاناً لمعالجة اهتمامات المنبر Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø± ØŒ والأولويات ÙÙŠ المواضيع التي يجب أن ينظر إليها ÙÙŠ ØØ±ÙƒØªÙ‡ التصØÙŠØÙŠØ© .
أمّا الجوانب الÙنية ØŒ وأساليب المعالجة ÙÙŠ موضوع الخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© سو٠نوضّØÙ‡ ÙÙŠ النقطة (ثالثاً) .
3) الخاتمة أو المصيبة
هذا الجزء من الخطبة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© يشتمل على جوانب وصÙية نثرية وشعرية لواقعة عاشوراء ØŒ وذلك ببيان ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ بعض الØÙˆØ§Ø¯Ø« التي شاء الخطيب انتقاءها لإنهاء خطبته .
وتتميّز الخاتمة للخطبة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© بقابلية الخطيب على نقل المستمع والمتلقّي من ØØ§Ù„Ø© التلقّي الÙكري إلى ØØ§Ù„Ø© التلقّي القلبي العاطÙÙŠ ØŒ ØÙŠØ« يبدأ الخطيب عند شروعه بالخاتمة Ø¨Ø§ÙØ³Ù„وب نثري تشوبه كثير من ØØ§Ù„Ø© الوص٠الرثائي Ø› لإعداد المستمع Ù„ØØ§Ù„Ø© Ø§Ù„ØªØ¹Ø§Ø·Ù ÙˆØ§Ù„ØªÙØ§Ø¹Ù„ مع Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© المنقولة من واقع النهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© .
وقد ÙŠØØ§ÙˆÙ„ الخطيب أن يخلط ÙÙŠ الخاتمة بين النثر والشعر ØŒ وينتقي من الشعر المنظوم باللهجة العامية أو Ø§Ù„ÙØµÙŠØ . ويكمن الجانب الÙنّي للخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© ÙÙŠ قدرة الخطيب على تطويع الموضوع بشكل ØØªÙ‘Ù‰ تكون عملية الانتقال من الموضوع إلى الخاتمة التي يطلق عليها (المصيبة) سلسة وطبيعية ØŒ لا ØªÙØ´Ø¹Ø± المستمع Ø¨ØØ§Ù„Ø© Ø§Ù„Ù‚ÙØ² والتخلّي Ø§Ù„ÙØ¬Ø§Ø¦ÙŠ Ø¹Ù† الموضوع والدخول بالمصيبة .
إنّ مسألة الانتقال من الموضوع إلى المصيبة أو الخاتمة تتطلّب الكثير من التجربة ØŒ ÙˆØ§Ù„ÙØ·Ù†Ø© والذكاء من الخطيب ÙÙŠ انتقاء ما يناسب من Ø£ØØ¯Ø§Ø« النهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© للخاتمة .
ثانياً : الشعر ÙÙŠ الخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø©
ويتميّز المنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø¨Ù…ÙŠØ²Ø© Ùنّية ÙŠØªÙØ±Ù‘د بها ØŒ وهي انتشار الأشعار المنظومة باللهجة العامية ÙÙŠ الخاتمة Ø¨Ø§ÙØ³Ù„وب يعتمد على طور موسيقي خاص .
أمّا الأطوار التي ÙŠØØ±Øµ الخطيب على إنشادها ØŒ ÙØªØ¹ØªÙ…د على عدّة اÙمور تخصّ الشعر والشاعر :
Ø£) Ø¨ØØ± الشعر .
ب) المنطقة التي ينتمي إليها الشاعر .
ج) المنطقة التي ÙŠÙنشد بها الشعر .
يتميّز شعراء Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ† Ø› كشعر ملا عطية الجمري ØŒ وشعر Ø§Ù„ÙØ§ÙŠØ² , Ø¨Ø§ØØªÙˆØ§Ø¦Ù‡ على Ø§Ù„Ø¨ØØ± القصير والطويل Ø› ممّا ÙŠØªÙŠØ Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© للخطباء لإنشاده بطورين مختلÙين ØŒ ØÙŠØ« يعتمد كلا الطورين على الانتهاء بمد ÙÙŠ نهاية الصدر والعجز ÙÙŠ كلّ بيت ØŒ بشكل يثير بها الخطيب المستمعين لمتابعة المد بصوت Ù…Ø±ØªÙØ¹ Ø› ليشبه بذلك نوعاً من الأنين .
وأمّا الشعر المنظوم ÙÙŠ العراق Ø› كشعر ابن نصّار ØŒ وعبد الأمير Ø§Ù„ÙØªÙ„اوي ØŒ وعلى غراره شعر شعراء أهل البيت (عليهم السّلام) ÙÙŠ خوزستان (جنوب إيران) يعتمد على Ø§Ù„Ø¨ØØ± القصير .
والشعر العراقي وشبيهه بشكل عام ÙŠÙنشد Ø¨Ø§ÙØ³Ù„وب يعتمد على الصوت العذب الخالص ØŒ الذي ÙŠÙنشد بصوت رثائي ØØ²ÙŠÙ† تتخلّله ÙˆÙ‚ÙØ§Øª Ø› لكسب نغمة موسيقية ØŒ ولا يتطلّب ÙÙŠ أغلب الأØÙŠØ§Ù† مجاراة المستمع له كما ÙÙŠ الطور Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ†ÙŠ .
ويشترك الشعر العراقي ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ†ÙŠ Ø¨Ø§ÙØ³Ù„وب الأبوذية ÙÙŠ النظم ØŒ والذي يتطلّب من المستمع الردّ بأنين Ø®Ø§ÙØª عندما يمد الخطيب الكلمة الأخيرة من عجز البيت الأخير .
وختام الخاتمة ÙÙŠ بعض الأØÙŠØ§Ù† يكون بقراءة بيت أو بيتين من قصيدة ÙØµØÙ‰ ØŒ ومن ثمّ الدعاء والدعوة لقراءة سورة Ø§Ù„ÙØ§ØªØØ© Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù…Ù†ÙŠÙ† والمؤمنات .
وقد جÙمعت هذه الأشعار التي تمثّل تراثاً مهمّاً وثميناً ÙÙŠ الخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© ÙÙŠ عدّة Ù…Ø¤Ù„Ù‘ÙØ§Øª ØŒ مثل كتاب الجمرات الودّية للشاعر Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ†ÙŠ Ø§Ù„Ø®Ø·ÙŠØ¨ ملاّ عطية الجمري ØŒ وكتاب Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Ø²ÙŠØ§Øª للشاعر Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ†ÙŠ Ø§Ø¨Ù† ÙØ§ÙŠØ² ØŒ وكتاب Ø§Ù„ÙØªÙ„اوي الذي جمع الكثير من شعر الشاعر العراقي ابن نصار .
ويتميّز هذا التراث الشعري Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø¨ØºÙ„Ø¨Ø© طابع الوص٠الرثائي ØŒ ØÙŠØ« يركز الشاعر على نظم الشعر بصياغة Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© من الزوايا العاطÙية Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© Ø› لغرض استثارة Ø§Ù„ØØ²Ù† والأسى عند المستمع ØŒ كصياغة ØØ§Ø¯Ø«Ø© خروج علي الأكبر على سبيل المثال من زاوية الابن لأبيه ØŒ أو زاوية ÙØ±Ø§Ù‚ الولد لأمّه ØŒ أو زاوية Ø¯ÙØ§Ø¹Ù‡ المستميت ÙÙŠ سبيل عقيدته ودينه .
وما يجدر ذكره هنا هو استمرار اعتماد المنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ هذا الشعر بالرغم من اعتماده على لهجة عامية Ùقدت كثيراً من Ù…ÙØ±Ø¯Ø§ØªÙ‡Ø§ ÙÙŠ الوقت Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø± Ø› ممّا Ø®Ùّ٠من ØªÙØ§Ø¹Ù„ الجيل Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø± مع هذا اللون من الشعر ØŒ والدعوة قائمة بكلّ Ø¥Ù„ØØ§Ø إلى تبنّي شعراؤنا المشهود لهم بنظم هذا اللون من الشعر إلى المشاركة ÙÙŠ ØªØØ¯ÙŠØ« المنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ØŒ وذلك بنظم الشعر الجامع Ù„Ù„Ù…ÙˆØ§ØµÙØ§Øª الÙنّية للمنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ØŒ ومعبّراً للقضايا الملØÙ‘Ø© التي أغÙلها الشعر المنبري التقليدي .
ثالثاً : المزايا الÙنّية للخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø©
تستهد٠الخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© التأكيد على العلاقة المتينة للنهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© بالمنهج التصØÙŠØÙŠ Ù„Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… الÙكرية ÙÙŠ الإسلام ØŒ خصوصاً تلك المتعلّقة بدور الإسلام ÙÙŠ صناعة الØÙŠØ§Ø© ØŒ وإقامتها على أسس التوØÙŠØ¯ والإخلاص لله .
والعلاقة التي يؤكّد عليها المنبر تنبع من الأساليب والمناهج التي اختطَّتها النهضة ØŒ كالإثارة والتنبيه والتضØÙŠØ© ÙˆØ§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ .
أمّا المنهج الخطابي للمنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ØªØªÙ‘Ø¶Ø Ù…Ø¹Ø§Ù„Ù…Ù‡ من خلال الألوان الخطابية السائدة ØŒ والتي يمكن ØØµØ±Ù‡Ø§ ÙÙŠ ثلاثة مناهج يسود Ùيها الأول والثاني على المنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ØŒ ÙˆÙŠÙØ¹Ø¯Ù‘ المنهج الثالث من المناهج Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«Ø© العهد بالمنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ :
1) المنهج الخطابي التراثي
2) المنهج الخطابي Ø§Ù„ØØ¯Ø§Ø«ÙŠ
3) المنهج الخطابي العام
1) المنهج الخطابي التراثي
يعتمد المنهج الخطابي التراثي على Ø§ÙØ³Ù„وب الوعظ والإرشاد ØŒ ونقل Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« والأقوال المشهورة ØŒ والقصص والأساطير التي ÙŠÙقصد بها Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© إثارة المجتمع للتمسّك بمكارم الأخلاق والاقتداء بأهل البيت (عليهم السّلام) . كما يشغل الرثاء ØÙŠÙ‘زاً كبيراً من هذا المنبر يبلغ ÙÙŠ كثير من الأØÙŠØ§Ù† ثلثي الزمن المخصص للخطبة.
2) المنهج الخطابي Ø§Ù„ØØ¯Ø§Ø«ÙŠ
يمثل هذا المنهج امتداداً للمنبر التراثي بعد إدخال كثير من Ø§Ù„ØªØØ³ÙŠÙ†Ø§Øª على Ù…ØØªÙˆÙŠØ§Øª الخطبة مع البقاء على Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„وب التراثي ÙÙŠ الرثاء ØŒ وقد شمل Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ« :
Ø£) Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„وب ÙÙŠ المعالجة ÙˆØ§Ù„Ø·Ø±Ø : اعتماد Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„وب المتكامل ÙÙŠ معالجة موضوع Ù…ØØ¯Ù‘د من خلال دراسة الجوانب Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© للموضوع Ø§Ù„Ù…Ø·Ø±ÙˆØ ØŒ والاعتماد على الكثير من الØÙ‚ول العلمية ÙÙŠ شرØÙ‡ وتوضيØÙ‡ .
ب) المواضيع المعالَجة : المواضيع التي ØªÙØ¹Ø§Ù„َج لها ضرورة قصوى ÙÙŠ بناء المجتمع المسلم ØŒ كالمواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
ج) اعتماد المناهج العلمية ÙÙŠ المعالجة : ØªØØ±Ù‘ÙŠ Ø§Ù„ØØ±Øµ الشديد للأمانة العلمية ÙÙŠ نقل النصوص والتØÙ‚Ù‚ من سلامتها ÙˆØµØØªÙ‡Ø§ ØŒ مع بذل الجهد ÙÙŠ نقل Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… الدقيقة والصØÙŠØØ© السليمة للنصوص المراد الاستشهاد بها ØŒ من خلال الاعتماد على المراجع العلمية الموثقة والمشهورة .
3) المنهج الخطابي العام
يعتمد هذا المنهج على Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„وب الخطابي العام الذي لا يشمل جانب الرثاء المتّبع ÙÙŠ المنهجين السابقين . وعلاقة المنهج الخطابي هذا بالخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© يرجع إلى استغلاله مناسبة عاشوراء ورمضان التي يشهد Ùيها الإقبال الجماهيري الشديد على المنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ . Ùهو منهج يستغلّ المناسبة Ùقط Ø› لتبليغ Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… الإسلامية ØŒ ومعالجة القضايا العقدية والÙكرية .
والمنهج المذكور رائج ÙÙŠ البلدان الإسلامية غير الناطقة باللغة العربية ØŒ ØÙŠØ« يتبنّى جملة من ذوي الأصوات العذبة الجانب الرثائي ØŒ ويقوم العلماء والخطباء بدور الخطابة .
ÙØ§Ù„راثي يكمل دور الخطيب من خلال توزيع الأدوار بينهما ØŒ ويعتمد هذا Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„وب تراثاً ضارباً ÙÙŠ Ø§Ù„Ù‚ÙØ¯Ù… ÙÙŠ تاريخ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ النهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© ÙÙŠ هذه البلدان Ø› وذلك للتطوّر التاريخي المختل٠الذي شاهده المنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ÙÙŠ هذه البلدان عن البلدان الناطقة باللغة العربية ØŒ Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى القدرة التطويعيّة للشعر المنظوم بالعربية
Ø§Ù„ÙØµØÙ‰ والعامية للأطوار الرثائية التي ØªÙØ³ØªØ®Ø¯Ù… ÙÙŠ المنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ØŒ وصعوبة تطويع ذلك على اللغات Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ Ø› لطبيعتها Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© ÙˆÙ…ÙØ±Ø¯Ø§ØªÙ‡Ø§ التي لا تستجيب للطور الرثائي الخاص .
رابعاً : تقييم المناهج الخطابية للمنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ
ÙÙŠ معرض المقارنة بين هذه المناهج نجد إنّ المنهج الخطابي التراثي يشوبه Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ù„وب اللا علمي ÙÙŠ نقل Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« والروايات والقصص ØŒ ولا يعتمد Ø§ÙØ³Ù„وب التØÙ‚يق والتثبّت ÙÙŠ الاعتماد على الكثير من Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… الإسلاميّة المغلوطة ÙÙŠ الÙهم والنقل .
ÙˆÙŠÙØ´Ø¬Ù‘ع هذا النوع من المنهج الخطابي للمنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø·Ø¨Ù‚Ø© Ø§Ù„Ù…ØØ§Ùظين على التراث ØŒ والمتخوّÙين من Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØªØ§Ø على الأساليب والمناهج الجديدة Ø› ويعود إصرار المتمسّكين بهذا المنهج بالدرجة الأولى إلى سلاسة طرقه ØŒ وبساطة وسذاجة Ø£Ùكاره ØŒ ومعالجاته المباشرة للقضايا المØÙ„ية .
أمّا المنهج الخطابي Ø§Ù„ØØ¯Ø§Ø«ÙŠ ØŒ Ùهو ÙÙŠ طور Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ« والتطوير . وقد شهد Ù‚ÙØ²Ø§Øª ÙˆØ§Ø¶ØØ© ÙÙŠ العقدين الماضيين من خلال ظهور جملة من الرواد لهذه Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ«ÙŠØ© .
ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙƒØ© Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ«ÙŠØ© للمنهج التراثي هي استجابة لمتطلّبات العصر التي تتميّز بانتشار Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© التعليمية والتربوية الشاملة بين طبقات المجتمع ØŒ وأهم من ذلك كلّه تلبية لمتطلّبات الصØÙˆØ© الإسلاميّة التي شهدتها معظم المجتمعات الإسلاميّة ÙÙŠ العقود الماضية .
وتتØÙ…ّل النظرة المجدّدة للخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© أعباء ثقيلة ÙÙŠ جعل موضوع الخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© مشروعاً يلامس الØÙŠØ§Ø© بكلّ أبعادها Ø› Ùموضوع الخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© عند النظرة المجدّدة هو التركيز على جعل النهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© مشروعاً تصØÙŠØÙŠØ§Ù‹ ØŒ ومنبعاً لاشتقاق البرامج والأنظمة التي تساهم ÙÙŠ انتشال الإنسان المسلم من عثراته المزمنة.
وأهم العقبات التي تواجه هذا المنهج ØŒ هي عدم وجود المعاهد العلمية المتخصّصة الواسعة الانتشار ØŒ التي تتكÙّل بتربية أجيال جديدة ÙŠØÙ…لون على كاهلهم الاستمرار ÙÙŠ هذه النهضة Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ«ÙŠØ© للمنبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ØŒ وانعدام التنسيق العلمي والمنظّم على شكل مؤتمرات وندوات وورش عمل بين رواد هذا المنبر Ø› لرسم المناهج والأساليب التطويرية لهذا المنهج Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ«ÙŠ .
وأمّا المنهج الخطابي العام Ùيواجه صعوبة ÙÙŠ نقله إلى الأماكن غير الرائج Ùيها Ø› لعدم استساغة الجمهور توزيع أداء الرثاء والخطبة على شخصين ØŒ إلاّ إنّ هذا المنهج قد ÙŠÙكتب له Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¥Ø°Ø§ ما تصدّى له علماء ومثقÙون ÙŠÙØ´Ù‡Ø¯ لهم بالعلمية ØŒ والقدرة الخطابية Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Ù‚Ø© ÙÙŠ Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… والقضايا Ø§Ù„ØØ³Ø§Ø³Ø© ØŒ وإعادة علاج القضايا العالقة من زوايا جديدة ومبتكرة .
كما للمنهج المذكور ÙØ±Øµ Ù†Ø¬Ø§Ø Ø£ÙƒØ¨Ø± إذا استطاع أن يعالج كثيراً من Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… النهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© ØŒ التي طالما Ø£Ùهملت من Ù‚ÙØ¨ÙŽÙ„ المنهج التراثي ØŒ خصوصاً المسائل الÙلسÙية ÙˆØ§Ù„Ø¹Ø±ÙØ§Ù†ÙŠÙ‘Ø© ÙÙŠ النهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© .
والمنهج المذكور يمثّل Ù†Ø§ÙØ°Ø© واسعة لكثير من القدرات العلمية والثقاÙية التي ينقصها الملكات الÙنّية ÙÙŠ أداء الرثاء ØŒ إلاّ إنّها تتمتّع بالقدرات العلمية الواسعة ØŒ ÙˆØ§Ù„Ø¥ØØ§Ø·Ø© الثقاÙية المتنوّعة القادرة على إثراء الخطبة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© .
إنّ Ø§Ù†ÙØªØ§Ø الباب لهذه القدرات على مصراعيه ÙƒÙيل بتنويع المصادر التي تعالج النهضة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© ØŒ وإخراجها من Ø§Ù„Ø§ØØªÙƒØ§Ø± الذي تعاني منه الخطابة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© من خلال إقصارها على رواد المنهجين السابقين .