الغَيرة أو الØÙ…يّة : هي السعي ÙÙŠ Ù…ØØ§Ùظة ما يلزم Ù…ØØ§Ùظته , وهي من نتائج الشجاعة وكبر Ø§Ù„Ù†ÙØ³ وقوّتها . قال أمير المؤمنين عليٌّ (عليه السّلام) : (( على قدر الØÙ…يّة تكون الشجاعة ))(1) . وقال (سلام الله عليه) أيضاً : (( ثمرة٠الشجاعة الغَيرة ))(2) .
والغيرة هي من شرائ٠الملكات , وبها تتØÙ‚ّق الرجوليّة , ÙˆØ§Ù„ÙØ§Ù‚د لها غير معدود٠من الرجال . وهي ØªØ¹Ø¨Ù‘ÙØ± Ù€ Ùيما تعبّر عنه Ù€ عن الاعتزاز بالشر٠والكرامة , وعن اليقظة والمروءة والنخوة , وهذه من مثيرات الشجاعة , ومن دواعي Ø±ÙØ¶ العدوان .
ومقتضى الغيرة والØÙ…يّة ÙÙŠ الدين أن يجتهد المرء ÙÙŠ ØÙظه عن بدع المبتدعين , ÙˆØ§Ù†ØªØØ§Ù„ المبطلين , وإهانة من يستخÙّ٠به من المخالÙين , وردّ شبه Ø§Ù„Ø¬Ø§ØØ¯ÙŠÙ† , ويسعى ÙÙŠ ترويجه , ولا ÙŠØªØ³Ø§Ù…Ø ÙÙŠ الأمر بالمعرو٠والنهي عن المنكر .
ومقتضى الغيرة على (Ø§Ù„ØØ±ÙŠÙ…) ألاّ يتغاÙÙ„ عن ØÙظÙهنّ عن أجانب الرجال , وعن الاÙمور التي ØªÙØ®Ø´Ù‰ غوائلها , ويمنعهنّ عن جميع ما يمكن أن يؤدّي إلى ÙØ³Ø§Ø¯Ù وريبة .
وأمّا مقتضى الغيرة على الأولاد أن تراقبهم من أوّل أمرهم , ÙØ¥Ø°Ø§ بدأتْ Ùيهم مخائل التمييز Ùينبغي أن يؤدَّبوا بآداب الأخيار , ÙˆÙŠÙØ¹Ù„ّموا Ù…ØØ§Ø³Ù†ÙŽ Ø§Ù„Ø£Ø®Ù„Ø§Ù‚ ÙˆØ§Ù„Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ , والعقائد الØÙ‚ّة.
ولأهميّة الغيرة ÙÙŠ ØÙظ المقدّسات وسلامة الاÙمّة وشر٠كرامتها جاءت الآيات الكريمة ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« Ø§Ù„Ù…Ù†ÙŠÙØ© تؤكّد عليها , وتبيّن ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ها وتدعو إليها Ø› إذ هي خلقٌ من أخلاق الله تبارك وتعالى , ومن أخلاق الأنبياء والمرسلين , والأئمّة الهداة المهديّين (صلوات الله عليهم أجمعين) .
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( ألاَ وإنَّ الله ØØ±Ù‘Ù… Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… , ÙˆØØ¯Ù‘ Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ , وما Ø£ØØ¯ÙŒ أغير من الله , ومن غيرته ØØ±Ù‘Ù… الÙÙˆØ§ØØ´ ))(3) .
وعنه (صلّى الله عليه وآله) أيضاً قال : (( إنّي لغيور , والله (عزّ وجلّ) أغير منّي , وإنّ الله تعالى ÙŠØØ¨Ù‘ من عباده الغيور ))(4) .
والغيرة Ù…ÙØµØØ© عن الإيمان Ø› لقول المصطÙÙ‰ (صلّى الله عليه وآله) : (( إنَّ الغيرة من الإيمان ))(5) . وهي من نتائج القوّة الغضبيّة ÙÙŠ الإنسان , قد تÙنتج مساوئَ أخلاقيّة كالتهوّر وسوء الظنّ والغضب المذموم , وقد تنتج Ù…ØØ§Ø³Ù† أخلاقيّة كالغضب لله تعالى , والشجاعة والعزّة والإباء .
وقد Ø¹ÙØ±ÙÙÙŽ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بخلق الغيرة على الدين ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙŠÙ… والأولاد , وهو الذي تربّى ÙÙŠ ظلّ أغير الناس جدّه المصطÙÙ‰ , وأبيه المرتضى , واÙمّه ÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء (صلوات الله عليهم) , وعاش ÙÙŠ بيت العصمة والطهارة والنجابة , والشر٠المؤبّد والكرامة , ونشأ ÙÙŠ أهل بيت٠لم تنجّسهم الجاهليّة بأنجاسها , ولم تلبسهم من مدلَهÙمّات ثيابها .
ÙØ§Ù„نبيّ (صلّى الله عليه وآله) كان Ù€ كما يقول الإمام عليّ (عليه السّلام) Ù€ لا ÙŠØµØ§ÙØ النساء , Ùكان إذا أراد أن يبايع النساء Ø§ÙØªÙÙŠÙŽ بإناء٠Ùيه ماء ÙØºÙ…س يده ثمّ يخرجها , ثمّ يقول : (( اغمسن أيديكنّ Ùيه Ùقد بايعتكن ))(6) .
أمّا ابنته ÙØ§Ø·Ù…Ø© (صلوات الله عليها) Ùقد سألها أبوها (صلّى الله عليه وآله) يوماً : (( أيّ٠شيء٠خيرٌ للمرأة ØŸ )) .
Ùقالت : (( أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل )) .
ÙØ¶Ù…َّها إليه وقال : (( Ø°ÙØ±Ù‘Ùيَّةً بَعْضÙهَا Ù…Ùنْ بَعْض٠))(7) .
وأمّا أمير المؤمنين (سلام الله عليه) ÙيكÙÙŠ ما ذكره ÙŠØÙŠÙ‰ المازنيّ ØÙŠØ« قال : كنت جوار أمير المؤمنين (عليه السّلام) مدّةً مديدة , وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته , Ùوالله ما رأيت لها شخصاً , ولا سمعت لها صوتاً , وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدّها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تخرج ليلاً , ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù† عن يمينها , ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عن شمالها , وأمير المؤمنين أمامها , ÙØ¥Ø°Ø§ قربت من القبر الشري٠سبقها أمير المؤمنين ÙØ£Ø®Ù…د ضوء القناديل , ÙØ³Ø£Ù„Ù‡ Ø§Ù„ØØ³Ù† مرّةً عن ذلك , Ùقال : (( أخشى أن ينظر Ø£ØØ¯ÙŒ إلى شخص Ø§ÙØ®ØªÙƒ زينب ))(8) .
هذه الخَÙÙØ±Ø© عقيلة بني هاشم (سلام الله عليها) كان لا بدّ من أجل إنقاذ الدين , ÙˆÙØ¶Ø الجاهليّين أن تخرج إلى كربلاء لتثبت أنَّ بني اÙميّة لا يرقبون ÙÙŠ مؤمن٠إلاّ ولا ذمّة , ولا ÙŠØÙظون ØØ±Ù…ةً لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) Ø› ØÙŠØ« Ø§ÙØ³Ø±Øª بناته ÙÙŠ كربلاء , وساقهنَّ أعداء الله ÙÙŠ مسيرة وعرة إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , ثمَّ إلى الشام , ÙÙŠ ØØ§Ù„٠من الجوع والإعياء , ÙˆØ§ÙØ³ÙƒÙنَّ الخرائب Ù…Ù‚ÙŠÙ‘Ø¯Ø§ØªÙ Ø¨Ø§Ù„ØØ¨Ø§Ù„ .
ويأبى ذلك لهنَّ كلّ٠غيور لولا الغيرة على الدين Ø› ØÙŠØ« لا ÙŠÙنقذ٠الدين إلاّ ÙÙŠ موقÙÙ ÙŠÙقتل Ùيه ØØ²Ø¨ الله النجباء بيد ØØ²Ø¨ الشيطان الطلقاء , وتؤسر Ùيه بنات الرسالة , ويقضي Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ بين الجوع والعطش والهلع , ÙˆØÙˆØ§Ùر الخيل والضياع ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØØ§Ø±Ù‰ . إنَّ كلَّ ذلك من أجل الدين الذي دونه Ø§Ù„Ø£Ù†ÙØ³ وكلّ٠عزيز .
ولقد كان الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (صلوات الله عليه) أغير الناس على دين الله Ø› ÙØ£Ù‚دم على ما Ø£ØØ¬Ù… عنه غيرÙÙ‡ , وقدّم ما بخل به غيره , وقد شهدت له مواق٠كربلاء أنّه الغيور الذي لم تشغله Ø§Ù„ÙØ¬Ø§Ø¦Ø¹ ولا أهوال الطÙÙ‘ عن ØÙ…اسة ØØ±Ù… رسول الله (صلّى الله عليه وآله) .
ÙÙŠ يوم العاشر , وبعد أن Ù‚ÙØªÙ„ جميع أنصار Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وأهل بيته , ÙˆÙ‚ÙØ¨ÙŠÙ„ÙŽ الاشتباك Ø¨Ø§Ù„Ø¢Ù„Ø§Ù ØµØ§Ø Ø¹Ù…Ø± بن سعد بالجمع : هذا ابن الأنزع البطين , هذا ابن قتّال العرب , اØÙ…لوا عليه من كلّ جانب .
ÙØ£ØªØªÙ‡ (عليه السّلام) أربعة آلا٠نبلة , ÙˆØØ§Ù„ الرجال بينه وبين رØÙ„Ù‡ , ÙØµØ§Ø بهم : (( يا شيعة آل أبي سÙيان , إن لم يكن لكم دين , وكنتم لا تخاÙون المعاد , Ùكونوا Ø£ØØ±Ø§Ø±Ø§Ù‹ ÙÙŠ دنياكم , وارجعوا إلى Ø£ØØ³Ø§Ø¨ÙƒÙ… إن كنتم عرباً كما تزعمون )) .
Ùناداه شمر : ما تقول يابن ÙØ§Ø·Ù…Ø© ØŸ
قال : (( أنا الذي اÙقاتلكم , والنساء ليس عليهنّ Ø¬Ù†Ø§Ø , ÙØ§Ù…نعوا عتاتكم عن التعرّض Ù„ØØ±Ù…ÙŠ ما دمت ØÙŠÙ‘اً )) .
Ùقال الشمر : لك ذلك .
وقصده القوم , واشتدّ القتال وقد اشتدّ به العطش , قيل : وقصده القوم من كلّ٠جانب , ÙˆØ§ÙØªØ±Ù‚وا عليه أربع ÙØ±Ù‚ من جهاته الأربع Ø› ÙØ±Ù‚Ø© بالسيو٠وهم القريبون منه , ÙˆÙØ±Ù‚Ø© Ø¨Ø§Ù„Ø±Ù…Ø§Ø ÙˆÙ‡Ù… المØÙŠØ·ÙˆÙ† به , ÙˆÙØ±Ù‚Ø© بالسهام والنبال وهم الذين ÙÙŠ أعالي التلال ورؤوس الهضاب , ÙˆÙØ±Ù‚Ø© Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© وهم رجّالة العسكر . ازدØÙ… عليه العسكر , ÙˆØ§Ø³ØªØØ±Ù‰ القتال , وهو يقاتلهم ببأس٠شديد وشجاعة٠لا مثيل لها .
ÙˆØÙ…Ù„ (عليه السّلام) من Ù†ØÙˆ Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª على عمرو بن Ø§Ù„ØØ¬Ù‘اج , وكان ÙÙŠ أربعة آلاÙÙ , ÙكشÙهم عن الماء , وأقØÙ… Ø§Ù„ÙØ±Ø³ÙŽ Ø§Ù„Ù…Ø§Ø¡ , Ùلما مدّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يده ليشرب ناداه رجل : أتلتذّ٠بالماء وقد Ù‡ÙØªÙƒØª ØØ±Ù…Ùƒ ØŸ! ÙØ±Ù…Ù‰ الماء ولم يشرب , وقصد الخيمة .
ÙˆÙÙŠ رواية الشيخ الدربندي (رØÙ…Ù‡ الله) : ÙÙ†ÙØ¶ الماء Ù…ÙÙ† يده , ÙˆØÙ…Ù„ (عليه السّلام) على القوم ÙكشÙهم , ÙØ¥Ø°Ø§ الخيمة سالمة .
إنَّ الإمام (عليه السّلام) كان سيّد سادات أهل النÙوس الأبيّة , والهمم العالية , Ùلمّا سمع أنَّ المناÙقين يذكرون اسم Ø§Ù„ØØ±Ù… والعترة الطاهرة ÙƒÙÙ‘ÙŽ Ù†ÙØ³ÙŽÙ‡ عن شرب الماء Ø¨Ù…ØØ¶ ذكرهم هذا Ø› Ùقد سنَّ Ù€ روØÙŠ Ù„Ù‡ Ø§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ Ù€ Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨ الشيم الØÙ…يدة والغيرة سÙنّةً بيضاء , وطريقة ÙˆØ§Ø¶ØØ©Ù‹ ÙÙŠ مراعاة الناموس والغيرة.
وهذه خصّيصة Ø´Ø±ÙŠÙØ©ÙŒ Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ من الخصائص Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© , ØÙŠØ« وق٠عليها الشيخ التستري (أعلا الله مقامه) Ùقال : ومنها : الغيرة بالنسبة إلى Ø§Ù„Ù†ÙØ³ , وبالنسبة إلى الأهل والعيال .
أمّا بالنسبة إلى Ø§Ù„Ù†ÙØ³ ÙØ£Ù‚واله ÙÙŠ ذلك Ø› شعره ونثره ونظمه ØÙŠÙ† ØÙ…لاته Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© , ÙˆØ£ÙØ¹Ø§Ù„Ù‡ الدالّة على ذلك كثيرة , لكن قد Ø£Ù‚Ø±Ø Ø§Ù„Ù‚Ù„Ø¨ÙŽ ÙˆØ§ØØ¯ÙŒ منها , وهو أنّه (عليه السّلام) لمّا ضع٠عن الركوب لضربة ØµØ§Ù„Ø Ø¨Ù† وهب نزل أو سقط عن ÙØ±Ø³Ù‡ على خدّه الأيمن , Ùلم تدعه الغيرة للشماتة , والغيرة على العيال لأن يبقى ساقطاً , Ùقام (صلوات الله عليه) , وبعد ذلك أصابته صدماتٌ Ø£Ø¶Ø¹ÙØªÙ‡ عن الجلوس , ÙØ¬Ø¹Ù„ يقوم مرةً ويسقط Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ , كلّ٠ذلك لئلاّ يروه Ù…Ø·Ø±ÙˆØØ§Ù‹ Ùيشمتون .
وأمّا بالنسبة إلى العيال Ùقد بذل جهده ÙÙŠ ذلك ÙÙŠ ØÙر الخندق واضطرام النار Ùيه , وقوله : اقصدوني دونهم . ووصلت إلى أنّه صبَّ الماء الذي ÙÙŠ ÙƒÙّه وقد أدناه إلى Ùمه وهو عطشان لما سمع قول : إنّه قد Ù‡ÙØªÙƒ Ø®ÙŠÙ…Ø©Ù ØØ±ÙŽÙ…Ùƒ .
ÙˆØÙŠÙ†Ù…ا عاد الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) إلى المخيّم ورام توديع العيال الوداع الثاني Ø› ليسكّن روعتهم , ويخÙّ٠لوعتهم , ويصبّرهم على ÙØ±Ø§Ù‚Ù‡ ... قال عمر بن سعد Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ : ويØÙƒÙ… ! اهجموا عليه مادام مشغولاً Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ ÙˆØØ±Ù…Ù‡ , والله إن ÙØ±Øº لكم لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم .
ÙØÙ…Ù„ÙˆØ§ عليه يرمونه بالسهام ØØªÙ‘Ù‰ ØªØ®Ø§Ù„ÙØª السهام بين أطناب المخيّم , وشكّ سهمٌ بعض Ø§ÙØ²Ø± النساء ÙØ¯Ù‡Ø´Ù†ÙŽ ÙˆØ§ÙØ±Ø¹Ø¨Ù†ÙŽ , ÙˆØµÙØÙ†ÙŽ ودخلن الخيمة ينظرن إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† كي٠يصنع , ÙØÙ…Ù„ عليهم كالليث الغضبان , Ùلا يلØÙ‚ Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ إلاّ بعجه بسيÙÙ‡ Ùقتله , والسهام تأخذه من كلّ٠ناØÙŠØ© وهو يتّقيها بصدره ÙˆÙ†ØØ±Ù‡ .
ورجع إلى مركزه يكثر من قول : لا ØÙˆÙ„ ولا قوّة إلاّ بالله العظيم .
بأبي من رسيم ضيماً ÙØ£Ø¨Ù‰ أن ÙŠÙØ³Ø§Ù… الضيمَ واختار الرّدى
كي٠يأوي الضيم٠منه جانب هو مأوى كلّ٠عزّ٠وإبا
ÙØºØ¯Ø§ يسطو على جمع Ø§Ù„Ø¹ÙØ¯Ù‰ مثل صقر٠شدّ ÙÙŠ سرب القطا
شبل آساد٠إذا ما غضبو زلزلوا الأرض بØÙ…لات الوغى(9)
***
يلقى كتائبهمْ بجأش طامن٠والصدر٠ÙÙŠ ضيق المجال رØÙŠØ¨Ù
ويرى إلى Ù†ØÙˆ الخيام٠ونØÙˆÙهم من طرْÙه٠التصعيد٠والتصويبÙ
للمشرÙيّة والسهام بجسمÙÙ‡ والسمهريّة Ù„Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø Ø¶Ø±ÙˆØ¨Ù
ØØªÙ‘Ù‰ هوى Ùوق الصعيد ÙˆØØ§Ù† Ù…ÙÙ† بدر٠التمام عن الأنام٠غروبÙ(10)
ثمّ إنَّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لما سقط ولده عليّ الأكبر (عليه السّلام) أتاه مسرعاً وانكبّ عليه بعد أن كش٠عنه قتَلتَه , Ùوضع خدَّه على خدّه وقال : (( على الدنيا بعدك Ø§Ù„Ø¹ÙØ§ ! يعزّ على جدّك وأبيك أن تدعوهم Ùلا يجيبونك , وتستغيث Ùلا يغيثونك ! ))(11) .
ولمّا ضرب عمرو بن سعد بن Ù†Ùيل الأزدي رأس القاسم ابن الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) بالسي٠وقع الغلام لوجهه , Ùقال : يا عمّاه ! ÙØ£ØªØ§Ù‡ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) كالليث الغضبان , ÙØ¶Ø±Ø¨ عمراً Ø¨Ø§Ù„Ø³ÙŠÙ ÙØ§ØªÙ‘قاه بالساعد ÙØ£Ø·Ù†Ù‘ها(12) من المرÙÙ‚ , وانجلت الغبرة وإذا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قائمٌ على رأس الغلام وهو ÙŠÙØØµ برجلَيه , ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يقول : (( Ø¨ÙØ¹Ø¯Ø§Ù‹ لقوم٠قتلوك ! خصمهم يوم القيامة جدّÙÙƒ )) . ثمّ قال : (( عزَّ والله على عمّك أن تدعوه Ùلا يجيبك , أو يجيبك ثمّ لا ÙŠÙ†ÙØ¹Ùƒ ! ))(13) .
وروى بعضهم أنَّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لمّا Ø§ÙØµÙŠØ¨ بالسهام ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© , وأعياه نز٠الدم , سقط على الأرض لا يقوى على القيام والنهوض . Ùلبثوا هنيئةً وعادوا إليه ÙˆØ£ØØ§Ø·ÙˆØ§ به , Ùنظر عبد الله بن Ø§Ù„ØØ³Ù† السبط (عليه السّلام) Ù€ وله Ø¥ØØ¯Ù‰ عشرة سنة Ù€ إلى عمّه وقد Ø£ØØ¯Ù‚ به القوم , ÙØ£Ù‚بل يشتدّ Ù†ØÙˆ عمّه , وأرادت زينب ØØ¨Ø³Ù‡ ÙØ£Ùلت منها , وجاء إلى عمّه , وأهوى Ø¨ØØ± بن كعب بالسي٠ليضرب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØµØ§Ø الغلام : يابن الخبيثة ! أتضرب عمّي ØŸ!
ÙØ¶Ø±Ø¨Ù‡ , واتّقاها الغلام بيده ÙØ£Ø·Ù†Ù‘ها إلى الجلد ÙØ¥Ø°Ø§ هي معلّقة , ÙØµØ§Ø الغلام : يا عمّاه ! ووقع ÙÙŠ ØØ¬Ø± Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , ÙØ¶Ù…ّه إليه وقال : (( يابن أخي , اصبر على ما نزل بك , ÙˆØ§ØØªØ³Ø¨ ÙÙŠ ذلك الخير Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ الله تعالى يلØÙ‚Ùƒ بآبائك الصالØÙŠÙ† ))(14) .
وأخذه الإعياء Ùلا تقوى جوارØÙ‡ من شدّة النز٠على أن يجلس .
روى بعضهم أنَّ أعداء الله أرادوا أن يتأكّدوا من عجزه عن القيام لمواجهتهم , Ùنادوا عليه بأنَّ رØÙ„Ù‡ قد Ù‡ÙØªÙƒ , Ùقام وسقط , ÙˆØØ§ÙˆÙ„ النهوض غيرةً على عياله ÙØ³Ù‚Ø· , وجاهد ذلك ثالثةً ÙØ³Ù‚Ø· , ØÙŠÙ†Ø°Ø§Ùƒ اطمئنّوا أنّه لا يقوى على قيام .
وقد قال ÙÙŠ خصائصه (الشيخ التستري) : وكان (عليه السّلام) ØÙŠÙ† وقوعه صريعاً Ù…Ø·Ø±ÙˆØØ§Ù‹ يسعى لتخليص أهله ومن يجئ إليه , Ùهو Ø§Ù„Ù…Ø·Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø³Ø§Ø¹ÙŠ .
______________
(1) غرر الØÙƒÙ… / 215 .
(2) غرر الØÙƒÙ… / 158 .
(3) أمالي الصدوق / 257 .
(4) كنز العمال / الخبر 7076 .
(5) Ù…ÙŽÙ† لا ÙŠØØ¶Ø±Ù‡ الÙقيه 3 / 381 .
(6) تØÙ العقول / 457 .
(7) المناقب , عن ØÙ„ية الأولياء Ù€ لأبي نعيم , ومسند أبي يعلى , والآية ÙÙŠ سورة آل عمران / 34 .
(8) زينب الكبرى (عليها السّلام) / 22 .
(9) من قصيدة للسيّد Ù…ØØ³Ù† الأمين ÙÙŠ كتابه (الدّر النضيد ÙÙŠ مراثي السبط الشهيد) / 5 .
(10) للسيد الأمين أيضاً ÙÙŠ الدّر النضيد / 26 .
(11) تاريخ الطبريّ 6 / 265 , ومقتل العوالم / 95 .
(12) أي قطعها .
(13) تاريخ الطبريّ 6 / 257 , والبداية والنهاية 8 / 186 .
(14) تاريخ الطبريّ 6 / 259 , واللهو٠/ 68 .