ØªÙØ¨ØØ« الشجاعة ÙÙŠ جملة القوى الغضبيّة لدى الإنسان من الرذائل ÙˆØ§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ Ø› Ùمن الرذائل ÙÙŠ القوَّة٠الغضبيّة التهوّر , وهو الإقدام على ما لا ينبغي , والخوض ÙÙŠ ما يمنعه العقل والشرع من المهالك والمخاو٠, ولا ريب أنّه من المهلكات ÙÙŠ الدنيا والآخرة(1) .
ومن الرذائل أيضاً الجبن , وهو سكون Ø§Ù„Ù†ÙØ³ عن Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© إلى الانتقام أو غيره مع كونها أَولى . ويلزمه من الأعراض الذميمة مهانة Ø§Ù„Ù†ÙØ³ , والذلّة , وسوء العيش , وطمع الناس Ùيما يملكه , وقلّة ثباته ÙÙŠ الاÙمور , والكسل , ÙˆØØ¨Ù‘Ù Ø§Ù„Ø±Ø§ØØ© .
وهو يوجب Ø§Ù„ØØ±Ù…ان من السعادات بأسرها , وتمكين الظالمين من الظلم عليه , وتØÙ…ّله Ù„Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ø ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ وأهله , واستماع Ø§Ù„Ù‚Ø¨Ø§Ø¦Ø Ù…Ù† الشتم والقذ٠, وعدم مبالاته بما يوجب Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠØØ© والعار , وتعطيل مقاصده ومهمّاته Ø› ولذلك ورد ÙÙŠ ذمّه من الشريعة ما ورد .
قال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) : (( لا ينبغي للمؤمن أن يكون بخيلاً ولا جباناً )) .
والتهوّر والجبن كلاهما Ù…ØªØ·Ø±Ù‘ÙØ§Ù† متضادّان بين Ø§Ù„Ø¥ÙØ±Ø§Ø· ÙˆØ§Ù„ØªÙØ±ÙŠØ· , ووسطهما الشجاعة , ولكن ما هي الشجاعة ÙÙŠ نظر علماء الأخلاق ØŸ
يقول الشيخ Ù…ØÙ…ّد مهدي النراقيّ : إنّ الشجاعة هي طاعة قوّة الغضب العاقلة ÙÙŠ الإقدام على الاÙمور الهائلة , وعدم اضطرابها بالخوض ÙÙŠ ما يقتضيها رأيها . ولا ريب ÙÙŠ أنّها أشر٠الملكات Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠÙ‘Ø© , ÙˆØ£ÙØ¶Ù„ Ø§Ù„ØµÙØ§Øª الكماليّة . وقد وص٠اللّه خيار Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©Ù بها ÙÙŠ قوله : {Ø£ÙŽØ´ÙØ¯Ù‘َاء٠عَلَى الْكÙÙَّارÙ} [Ø§Ù„ÙØªØ : 29] , وأمر اللّه نبيَّه بها بقوله : {ÙˆÙŽØ§ØºÙ’Ù„ÙØ¸Ù’ عَلَيْهÙمْ} [التوبة : 73] Ø› إذ الشدّة من لوازمها وآثارها , والأخبار Ù…ØµØ±Ù‘ØØ©ÙŒ باتّصا٠المؤمن بها .
قال الإمام الصادق (عليه السّلام) : (( إنّ المؤمن أشدّ٠من Ø²Ø¨Ø±Ù Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ Ø› إنَّ Ø²Ø¨ÙØ±ÙŽ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ إذا دخل النار تغيّر , وإنَّ المؤمن لو Ù‚ÙØªÙ„ ثمّ Ù†ÙØ´Ø± ثمّ Ù‚ÙØªÙ„ لم يتغيّر قلبه )) .
وقال الإمام الكاظم (عليه السّلام) : (( إنَّ المؤمن أعزّ٠من الجبل Ø› الجبل ÙŠÙØ³ØªÙلّ بالمعاول , والمؤمن لا ÙŠÙØ³ØªÙلّ٠دينه بشيء )) .
ÙØ§Ù„شجاعة إذاً من القوى الغضبيّة العاقلة التي تترÙّع من جهة عن Ø§Ù„Ø¬ÙØ¨Ù† والخو٠المذموم , وعن الذلّة٠والدناءة٠والضَّعة , ومÙÙ† جهة Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ تتريّث من التهوّر والموق٠المتعجّل والكلمة التي لا تمرّ٠بتØÙ„يل الÙكر الناضج .
قال الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† العسكريّ (عليه السّلام) : (( إنّ للسخاء مقداراً , ÙØ¥Ù†Ù’ زاد عليه Ùهو سر٠, ÙˆÙ„Ù„ØØ²Ù… مقدار , ÙØ¥Ù† زاد عليه Ùهو جبن , وللاقتصاد مقدار , ÙØ¥Ù† زاد عليه Ùهو بخل , وللشجاعة مقدار , ÙØ¥Ù† زاد عليه Ùهو تهوّر ))(3) .
ÙØ¥Ø°Ø§ اعتدلت القوّة الغضبيّة واتّسمتْ بالعقل كانتْ شجاعة , وكانت ØµÙØ©Ù‹ Ø´Ø±ÙŠÙØ© , وطاقةً Ù†Ø§ÙØ¹Ø© . قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : (( السخاء والشجاعة غرائز Ø´Ø±ÙŠÙØ© يضعها اللّه Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ Ùيمَنْ Ø£ØØ¨Ù‘Ù‡ وامتØÙ†Ù‡ ))(4) . وقال (سلام الله عليه) أيضاً : (( الشجاعة نصرةٌ ØØ§Ø¶Ø±Ø© , وقبيلةٌ ظاهرة ))(5) .
ومثْل هذه الخصلة النبيلة ضروريٌّ أن يتØÙ„ّى بها الأنبياء (صلوات اللّه عليهم) Ø› Ùهي من الكمالات Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© , ÙˆØ§Ù„ÙØ§Ù‚د لها مجرّدٌ عن الرجولة . والنبيّ٠مØÙ…ّد (صلّى الله عليه وآله) هو سيّد٠الأنبياء والمرسلين , ÙØ§Ù„شجاعة Ùيه أعلى وأظهر , ولقد ÙˆÙØµÙ بها Ùقال أنَس٠بن مالك : كان رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) أشجعَ الناس , ÙˆØ£ØØ³Ù† الناس , وأجود الناس .
قال : لقد ÙØ²Ø¹ أهل المدينة ليلةً , ÙØ§Ù†Ø·Ù„Ù‚ الناس Ù‚ÙØ¨ÙŽÙ„ÙŽ الصوت , ÙØªÙ„قّاهم رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) وقد سبقهم , وهو يقول : (( لم تراعوا )) , وهو على ÙØ±Ø³ لأبي Ø·Ù„ØØ© ÙˆÙÙŠ عنقه السي٠, قال : ÙØ¬Ø¹Ù„ يقول للناس : (( لم تراعوا , وجدناه Ø¨ØØ±Ø§Ù‹ أو إنّه Ù„Ø¨ØØ± ))(6) .
وعن الإمام عليّ٠(عليه السّلام) أيضاً قال : (( رأيتني يوم بدر ونØÙ† نلوذ٠بالنبيّ (صلّى الله عليه وآله) وهو أقربنا إلى العدوّ , وكان من أشدّ الناس يومئذ بأساً )) .
وعنه (عليه السّلام) قال : (( كنّا إذا Ø£ØÙ…رَّ البأس , ولقيَ القوم القوم , اتّقينا برسول اللّه , Ùما يكون Ø£ØØ¯ÙŒ أقربَ إلى العدوّ منه ))(7) .
وعن الإمام الصادق (عليه السّلام) قال : (( إنّ اللّه تبارك وتعالى خصَّ رسوله بمكارم الأخلاق , ÙØ§Ù…تØÙ†ÙˆØ§ Ø£Ù†ÙØ³ÙƒÙ… Ø› ÙØ¥Ù†Ù’ كانت Ùيكم ÙØ§ØÙ…دوا اللّه (عزّ وجلّ) , وارغبوا إليه ÙÙŠ الزيادة منها )) . ÙØ°ÙƒØ±Ù‡Ø§ عشرة : اليقين , والقناعة , والصبر , والشكر , والØÙ„Ù… , ÙˆØØ³Ù† الخلق , والسخاء , والغيرة , والشجاعة , والمروّة(8) .
والأَولى برسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) أهل بيته , أوصياؤه ÙˆØ®Ù„ÙØ§Ø¤Ù‡ من بعده Ø› عليٌّ ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† والتسعة المعصومون من ذرّيّة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (صلوات اللّه عليهم) . وإذا كان الأئمة (سلام الله عليهم) كلّÙهم معروÙين بالشجاعة , ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ هذه Ø§Ù„ØµÙØ© Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© ظهرت ÙÙŠ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) يوم عاشوراء بما يناسب الموق٠.
يقول الشيخ التستريّ ÙÙŠ معرض بيانه للخصائص Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© : الشجاعة , ولها كيÙيّة خاصّة Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø› ولذا قيل : الشجاعة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© . Ùقد ظهرت منه ÙÙŠ يوم الطÙÙ‘ ÙÙŠ ØØ§Ù„ته شجاعةٌ ما ظهرت Ù…ÙÙ† Ø£ØØ¯ أبداً(9) .
وإذا أردنا Ù…Ø¹Ø±ÙØ© بعض السرّ ÙÙŠ ذلك علينا أن نق٠عند هذه الرواية : عن إبراهيم بن Ø¹Ù„ÙŠÙ‘Ù Ø§Ù„Ø±Ø§ÙØ¹ÙŠÙ‘ , عن أبيه , عن جدّته بنت أبي Ø±Ø§ÙØ¹ قالت : أتتْ ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) بابنَيها Ø§Ù„ØØ³Ù†Ù ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السّلام) إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ÙÙŠ شكواه الذي تÙÙˆÙّي Ùيه , Ùقالت : (( يا رسول اللّه , هذان٠ابناك Ùورّثْهما شيئاً )) .
قال : (( أمّا Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ له هيبتي وسؤدي , وأمّا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ له جرأتي وجودي ))(10) .
ÙˆÙÙŠ رواية Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ قريبة منها , رَوَتْ زينب بنت أبي Ø±Ø§ÙØ¹ , عن اÙمّها قالت : قالت ÙØ§Ø·Ù…Ø© (عليه السّلام) : (( يا رسول اللّه , هذان ابناك ÙØ§Ù†ØÙ„ْهما )) .
Ùقال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) : (( أمّا Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙÙ†ØÙ„تÙÙ‡ هيبتي وسؤددي , وأمّا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙ†ØÙ„تÙÙ‡ سخائي وشجاعتي ))(11) .
ÙØ§Ù„مهمّة الإلهيّة٠التي ÙƒÙلّ٠بها الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) اقتضتْ أن تظهر Ùيه الشجاعة بأجلى صورها , وبشكل مبكّر , وخاتمة جليلة Ø› Ùقد تواجد الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ Ø³Ø§ØØ© Ø§Ù„ÙØ±ÙˆØ³ÙŠÙ‘Ø© منذ نعومة Ø£Ø¸ÙØ§Ø±Ù‡ ÙˆØØ¯Ø§Ø«Ø© سنّه , ومارس Ùنون استعمال Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø , وكان متهيّئاً Ù„Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن رسالة الإسلام والØÙاظ على بيضة الدين , وصدّ العدوان عن المسلمين .
ثمّ ما إن شبّ قليلاً ØØªÙ‘Ù‰ شهدت له ثلاث معارك بأنّه Ø§Ù„ÙØªÙ‰ الشجاع الذي يغوص وسط الاشتباك , وهÙنّ : الجمل , وصÙّين , والنهروان . وقد اشترك (سلام الله عليه) ÙÙŠ ÙØªØ طبرستان , ثمّ شهدت له الØÙŠØ§Ø© السياسيّة ÙÙŠ عهد معاوية ومن بعده يزيد أنّه ØµØ§ØØ¨ المواق٠الشجاعة , والكلمة الثابتة , والمنطق الØÙ‚Ù‘ ÙÙŠ وجوه الطغاة , Ùما كان من التاريخ إلاّ أن سجّل له ذلك باعتزاز ÙˆØ§ÙØªØ®Ø§Ø± .
قال الشيخ الإربليّ : وشجاعة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙŠÙØ¶Ø±Ø¨ بها المثَل , وصبره ÙÙŠ مأقط Ø§Ù„ØØ±Ø§Ø¨(12) أعجز الأواخر والاÙÙˆÙŽÙ„ , وثباته إذا دعيت نزال ثبات الجبل , وإقدامه إذا ضاق المجال إقدام الأجل , ومقامه ÙÙŠ مقابلة هؤلاء Ø§Ù„ÙØ¬Ø±Ø© عادَلَ مقام جدّه (صلّى الله عليه وآله) ببدر ÙØ§Ø¹ØªØ¯Ù„ , وصبره على كثرة أعدائه وقلّة أنصاره صبر أبيه (عليه السّلام) ÙÙŠ صÙّين والجمل(13) .
وقال Ø§Ù„Ø§ÙØ³ØªØ§Ø° عبد الØÙيظ أبو السعود ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : عنوان النضال Ø§Ù„ØØ±Ù‘ , والجهاد المستميت , والاستشهاد ÙÙŠ سبيل المبدأ والعقيدة , وعدم الخضوع لجور السلطان وبغي Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين(14) .
والØÙ‚يقة أنّ الشجاعة لا تعدّ من الأخلاق Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„Ø© , ولا يثاب عليها إلاّ إذا تØÙ„ّت Ø¨Ø§Ù„ØµÙØ§Øª التالية :
1 ـ الوعي والبصيرة
ÙØ§Ù„شجاع قبل كلّ شيء عليه أن يعر٠أØÙƒØ§Ù… الجهاد ÙÙŠ سبيل اللّه , متى يكون , وكي٠شرائطه , وما هي ØØ¯ÙˆØ¯Ù‡ ØŸ وإلى غير ذلك من الاÙمور الشرعيّة Ø› لكي يعر٠متى ÙŠØÙ…Ù„ Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø , ومَنْ يقابل به , وإلى مَنْ يوجّهه , ومتى يضعه ØŸ وهذه الاÙمور لا تخÙÙ‰ على سيّدنا الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø› ØÙŠØ« هو ربيب بيت الوØÙŠ , ووريث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) .
عن الØÙƒÙ… بن عتيبة قال : لقيَ رجلٌ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ (عليه السّلام) بالثعلبيّة وهو يريد كربلاء , ÙØ¯Ø®Ù„ عليه ÙØ³Ù„ّم عليه , Ùقال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( من أيّ البلدان أنت ØŸ )) .
Ùقال : من أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© .
قال : (( يا أخا أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , أما واللّه لو لقيتك بالمدينة لأريتك أثر جبرئيل من دارنا , ونزوله على جدّي بالوØÙŠ . يا أخا أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , مستقى العلم من عندن , Ø£ÙØ¹Ù„موا وجهلنا ØŸ! هذا ما لا يكون )) .
ÙØ§Ù„إمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) Ø§ØªÙ‘ØµÙØªÙ’ شجاعته بالعلم واقترنتْ به Ø› Ùهو يعر٠متى يتكلّم , ومتى ÙŠØªØØ±Ù‘Ùƒ , وإلى أين يتّجه , وماذا يقول , ÙˆÙŠØ¹Ø±Ù ØªÙƒÙ„ÙŠÙ Ù†ÙØ³Ù‡ وتكلي٠الناس .
وقد Ø³ÙØ¦Ù„ يوماً عن الجهاد Ø› سنّة أو ÙØ±ÙŠØ¶Ø© , Ùقال (عليه السّلام) : (( الجهاد٠على أربعة أوجه Ø› ÙØ¬Ù‡Ø§Ø¯Ø§Ù† ÙØ±Ø¶ , وجهاد سنّة لا يقام إلاّ مع ÙØ±Ø¶ , وجهاد سنّة . ÙØ£Ù…ّا Ø£ØØ¯ Ø§Ù„ÙØ±Ø¶ÙŠÙ† ÙØ¬Ù‡Ø§Ø¯ الرجل Ù†ÙØ³ÙŽÙ‡ عن معاصي اللّه , وهو Ù…Ùنْ أعظم الجهاد , ومجاهدة الذين يلونكم من Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ø± ÙØ±Ø¶ .
وأمّا الجهاد الذي هو سنّةٌ لا يقام إلاّ مع ÙØ±Ø¶ ÙØ¥Ù†Ù‘ مجاهدة العدوّ ÙØ±Ø¶ÙŒ على جميع الاÙمّة , لو تركوا الجهاد لأتاهم العذاب , وهذا هو من عذاب الاÙمّة , وهو سنّةٌ على الإمام , ÙˆØØ¯Ù‘ÙÙ‡ أن يأتي العدوَّ مع الاÙمّة Ùيجاهدهم .
وأمّا الجهاد الذي هو سنّة Ùكلّ٠سنّة أقامها الرجل وجاهد ÙÙŠ إقامتها وبلوغها وإØÙŠØ§Ø¦Ù‡Ø§ ÙØ§Ù„عمل والسعي Ùيها من Ø£ÙØ¶Ù„ الأعمال Ø› لأنها Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ سنّة , وقد قال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) : مَنْ سنَّ سنّةً ØØ³Ù†Ø© Ùله أجرها وأجر مَنْ عمÙÙ„ بها إلى يوم القيامة , من غير أن ÙŠÙنقص من أجورهم شيئاً )) .
وهذا البيان Ø§Ù„Ù…ÙØµÙ‘Ù„ يكش٠لنا عن علم Ù…ØÙŠØ· بالشريعة , ÙØ¥Ø°Ø§ انطلق الجهاد من هذا العلم كان جهاداً نيّراً , وإذا قامت به الشجاعة كانت شجاعةً واعية , وكان الإقدام على هدىً وبصيرة .
وقد رأى الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (صلوات اللّه عليه) أنَّ الظر٠الذي عاشه آخر أيّامه المباركة قد استدعى ØÙƒÙ… الجهاد ÙÙŠ سبيل اللّه تعالى , ØÙŠØ« تمّت شروطه , واقتضى Ø§Ù„ØØ§Ù„ نهوضاً لا تقيّة معه , Ùلا بدَّ أن تÙقدَّم الدماء ÙˆØ§Ù„Ø£Ù†ÙØ³ دون الدين .
2 Ù€ الهدÙيّة
ÙØ§Ù„شجاعة ما لم تØÙ…Ù„ Ù‡Ø¯ÙØ§Ù‹ مقدّساً وغايةً نبيلة ÙØ¥Ù†Ù‘ها تهوّرٌ وإلقاءٌ Ø¨Ø§Ù„Ù†ÙØ³ إلى التهلكة , ÙÙŠ ØÙŠÙ† إذا جاءت عن نيّة مخلصة للّه تعالى , وشخّصت الهد٠الإلهيّ , آتتْ ثوابها , وختمت Ù„ØµØ§ØØ¨Ù‡Ø§ بالشر٠الرÙيع , وقبول العمل , أو بكلتيهما مع التوÙيق للشهادة ÙÙŠ سبيل اللّه (عزّ وجلّ) .
والنيّة Ù€ كما يقول الÙقهاء وعلماء الأخلاق Ù€ شرطٌ ÙÙŠ العبادات كلّها Ø› Ùلا يصØÙ‘٠شيءٌ من Ø§Ù„Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ بدون النيّة . قال النبيّ٠الأكرم (صلّى الله عليه وآله) : (( إنّما الأعمال بالنيّات )) . ÙØ¥Ø°Ø§ ما نوى المرء٠الرياءَ Ùقد ØØ¨Ø· عمله , وصارتْ طاعته معصية .
ومنْ يشكّ ÙÙŠ نيّة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وهو يعلم أنه قادمٌ على معركة ÙŠÙقتل Ùيها ليØÙŠØ§ الإسلام , وأرض يغدر Ùيها به لتÙيق الاÙمّة ØŸ! وقد ØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ø°Ù„Ùƒ مرّات ومرات , من ذلك أنه (سلام الله عليه) كتب إلى أخيه Ù…ØÙ…ّد بن الØÙ†Ùيّة كتاباً هذا نصّÙÙ‡ : (( بسم اللّه الرØÙ…Ù† الرØÙŠÙ… , من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ إلى Ù…ØÙ…ّد بن عليّ ومن قبله من بني هاشم . أمّا بعد , ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ Ù…ÙŽÙ† Ù„ÙŽØÙÙ‚ بي Ø§Ø³ØªÙØ´Ù‡Ø¯ , ومن تخلّ٠لم يدرك Ø§Ù„ÙØªØ . والسّلام )) .
وخطب (عليه السّلام) ÙÙŠ مكة قبل Ø³ÙØ±Ù‡ إلى كربلاء , Ùقال : (( كأنّي بأوصالي تقطّعها عسلان الÙلوات بين النواويس وكربلاء , Ùيملأن منّي أكراشاً Ø¬ÙˆÙØ§ , وأجربةً سغبا , لا Ù…ØÙŠØµ عن يوم Ø®ÙØ·Ù‘ بالقلم )) .
أمّا الهد٠الذي خرج من أجله الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ùهو طاعة اللّه تعالى وطلب مرضاته , ثمّ ما يتØÙ‚ّق بتوÙيق اللّه (عزّ وجلّ) من :
أ ـ إقامة للعدل
ب ـ دَمْغ للظلم
ج Ù€ ØªØØµÙŠÙ† للدين
د ـ إيقاظ للمسلمين
هـ Ù€ إعلاء لكلمة الØÙ‚Ù‘ , وتنكيس لكلمة الباطل
و ـ الأمر بالمعرو٠والنهي عن المنكر
ز Ù€ ÙØ¶Ø الظالمين ÙˆØ§Ù„Ù…Ù†ØØ±Ùين
وقد عبّر الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) عن هذا الهد٠الشري٠بشجاعة ثابتة , ولمرّات عديدة . وق٠عند قبر رسول اللّه يناجي ربَّه قائلاً : (( اللّهمّ إنَّ هذا قبر نبيّك Ù…ØÙ…ّد (صلّى الله عليه وآله) , وأنا ابن بنت نبيّك , وقد ØØ¶Ø±Ù†ÙŠ Ù…Ù† الأمر ما قد علمت . اللهمَّ إنّي Ø§ÙØØ¨Ù‘Ù Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙ , وأنكر المنكر , وأسألك يا ذا الجلال والإكرام , بØÙ‚Ù‘ القبر ومَنْ Ùيه إلاّ اخترت لي ما هو لك رضاً , ولرسولك رضاً )) . ÙØ§Ù„نيّة ÙˆØ§Ø¶ØØ© , والدعاء Ù…ÙØµØÙŒ عنه , والهد٠بيّن , وهو الأمر بالمعرو٠والنهي عن المنكر .
وقد عبّر عن ذلك أيضاً ÙÙŠ وصيّة إلى أخيه Ù…ØÙ…ّد بن الØÙ†Ùيّة , ØÙŠØ« كتب له Ùيها : (( ... وأنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً , ولا Ù…ÙØ³Ø¯Ø§Ù‹ ولا ظالماً , وإنّما خرجت لطلب Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙÙŠ اÙمّة جدّي (صلّى الله عليه وآله) Ø› Ø§ÙØ±ÙŠØ¯Ù أن آمر بالمعرو٠وأنهى عن المنكر ... )) .
أجل , Ùمثْل٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لا يقْدم إلاّ على مثْل هذا Ø› Ùهو الذي خلصت نيّته للّه (جَلّ وعلا) , وعر٠ماذا أمر اللّه تعالى ÙÙŠ شريعته , وانشدّ قلبه إلى طاعة اللّه (عزّ وجلّ) ÙˆØØ¯Ù‡ Ø› Ùلا يقوم إلاّ للّه Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ , Ùˆ Ù„ÙÙ…ÙŽ لا وهو الذي قال النبيّ٠الأعظم (صلّى الله عليه وآله) Ùيه ÙˆÙÙŠ أخيه Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليهما السّلام) : (( Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† سيّدا شباب أهل الجنّة ))(15) .
وقال (صلّى الله عليه وآله) : (( Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† إمامان , إنْ قاما وإنْ قعدا ))(16) .
وأخرج ابن تيمية (Ùقيه الØÙ†Ø§Ø¨Ù„Ø©) قال : قال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) , وقد أشار إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† : (( هذا إمام , ابن إمام , أخو إمام , أبو أئمّة تسعة ))(17) .
وقد مرّ علينا أنّ من ØµÙØ§Øª الإمام Ù€ كما ذكرها عليّ بن موسى الرضا (عليه السّلام) Ù€ : (( أمين اللّه ÙÙŠ خلقه , ÙˆØØ¬Ù‘تÙÙ‡ على عباده , ÙˆØ®Ù„ÙŠÙØªÙ‡ ÙÙŠ بلاده , والداعي إلى اللّه , Ùˆ الذابّ عن ØÙرÙÙ… اللّه ... ))(18) .
Ùيتعيّن بذلك أنَّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) يعلم ما ينبغي , ويعني ما يقوله وما ÙŠÙقْدم عليه , وهدÙÙ‡ هو إرادة اللّه تبارك وتعالى التي دعت إلى إقامة العدل ÙˆØ¥Ø²Ø§ØØ© الجور , وإØÙ‚اق الØÙ‚Ù‘ وإبطال الباطل .
وقد عاش الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ ظلّ أوضاع أزرتْ بالمسلمين , وهدّدتْ شريعة سيّد المرسلين Ø› ØÙŠØ« ØÙƒÙ… بنو اÙميّة , وما أدرانا ما بنو اÙميّة !
أخرج الشيخ جلال الدين عبد الرØÙ…Ù† بن أبي بكر السيوطيّ Ø§Ù„ØØ§Ùظ ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡ (الدرّ المنثور) قال : وأخرج ابن أبي ØØ§ØªÙ… عن يعلى بن مرّة قال : قال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) : (( Ø§ÙØ±ÙŠØª بني اÙميّة على منابر الأرض , وسيملكونكم , ÙØªØ¬Ø¯ÙˆÙ†Ù‡Ù… أرباب سوء )) .
واهتمّ رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) لذلك , ÙØ£Ù†Ø²Ù„ اللّه : {وَمَا جَعَلْنَا Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ¤Ù’يَا الَّتÙÙŠ أَرَيْنَاكَ Ø¥Ùلَّا ÙÙØªÙ’نَةً Ù„Ùلنَّاس٠وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعÙونَةَ ÙÙÙŠ Ø§Ù„Ù’Ù‚ÙØ±Ù’آن٠} [الإسراء : 60].
وأخرج ابن مردويه عن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ أنّ رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) Ø£ØµØ¨Ø ÙˆÙ‡Ùˆ مهموم , Ùقيل : ما لك يا رسول اللّه ØŸ Ùقال : (( إنّي Ø§ÙØ±ÙŠØª ÙÙŠ المنام كأنَّ بني اÙميّة يتعاورون منبري هذا )) . Ùقيل : يا رسول اللّه , لا تهتّم Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ها دنيا تنالهم . ÙØ£Ù†Ø²Ù„ اللّه : {وَمَا جَعَلْنَا Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ¤Ù’يَا الَّتÙÙŠ أَرَيْنَاكَ} [الإسراء : 60].
وأخرج البيهقيّ ÙÙŠ الدلائل , وابن عساكر ÙÙŠ تاريخه , عن سعيد بن Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠÙ‘ÙØ¨ قال : رأى رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) بني اÙميّة على المنابر ÙØ³Ø§Ø¡Ù‡ ذلك , ÙØ£ÙˆØÙ‰ اللّه إليه إنّما هذه دنيا Ø§ÙØ¹Ø·ÙˆÙ‡Ø§ , Ùقرّت عينه , وهي قوله : {وَمَا جَعَلْنَا Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ¤Ù’يَا الَّتÙÙŠ أَرَيْنَاكَ Ø¥Ùلَّا ÙÙØªÙ’نَةً Ù„Ùلنَّاس٠} [الإسراء : 60] يعني بلاءً للناس .
وجاء ÙÙŠ (ØªÙØ³ÙŠØ± القرآن العظيم) لابن كثير : المراد بالشجرة الملعونة بنو اÙميّة . ÙˆÙÙŠ (Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الكبير) Ù„Ù„ÙØ®Ø± الرازيّ قال : قال ابن عبّاس : الشجرة بنو اÙميّة . وجاء بمعناه ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ± (النيسابوريّ) المسمّى بـ (غرائب القرآن ورغائب Ø§Ù„ÙØ±Ù‚ان) .
وأخرج إمام المعتزلة ابن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ ÙÙŠ (Ø´Ø±Ø Ù†Ù‡Ø¬ البلاغة), عن المدائنيّ أنّ رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) رÙÙØ¹ له Ù…Ùلْك بني اÙميّة , Ùنظر إليهم يعلون منبره ÙˆØ§ØØ¯ÙŒ ÙˆØ§ØØ¯ , ÙØ´Ù‚Ù‘ÙŽ ذلك عليه , ÙØ£Ù†Ø²Ù„ اللّه تعالى ÙÙŠ ذلك قرآناً قال له : {وَمَا جَعَلْنَا Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ¤Ù’يَا الَّتÙÙŠ أَرَيْنَاكَ Ø¥Ùلَّا ÙÙØªÙ’نَةً Ù„Ùلنَّاس٠وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعÙونَةَ ÙÙÙŠ Ø§Ù„Ù’Ù‚ÙØ±Ù’آنÙ} [الإسراء : 60] .
قال الآلوسي : والشجرة الملعونة ÙÙŠ عبارة بعض Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù‘رين هي بنو اÙميّة . إلى أن قال : ÙˆÙيه من المبالغة ÙÙŠ ذمّهم ما Ùيه , وجعل ضمير (Ù†ÙØ®ÙˆÙ‘ÙÙÙهم) على هذا لما كان له أو لا , أو للشجرة باعتبار أنَّ المراد بها بنو اÙميّة , (ولعنهم) لما صدر منهم من Ø§Ø³ØªØ¨Ø§ØØ© الدماء المعصومة , ÙˆØ§Ù„ÙØ±ÙˆØ¬ Ø§Ù„Ù…ØØµÙ†Ø© , وأخذ الأموال من غير ØÙ„ّها , ومنع الØÙ‚وق عن أهلها , وتبديل الأØÙƒØ§Ù… , والØÙƒÙ… بغير ما أنزل اللّه تعالى على نبيّه (عليه الصلاة والسّلام) , إلى غير ذلك من Ø§Ù„Ù‚Ø¨Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø¹Ø¸Ø§Ù… , Ùˆ المخازي الجسام التي لا تكاد تÙنسى ما دامت الليالي والأيّام . وجاء لعنهم ÙÙŠ القرآن على الخصوص وعلى العموم .
وأخرج المؤرّخ ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ¯Ù‘Ø« (المتّقي الهنديّ) ÙÙŠ كتابه الشهير (كنز العمّال) , عن عمر بن الخطّاب ÙÙŠ قوله تعالى : {أَلَمْ تَرَ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الَّذÙينَ بَدَّلÙوا Ù†ÙØ¹Ù’مَتَ اللَّه٠كÙÙْرًا ÙˆÙŽØ£ÙŽØÙŽÙ„Ù‘Ùوا قَوْمَهÙمْ دَارَ الْبَوَار٠* جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ÙˆÙŽØ¨ÙØ¦Ù’سَ الْقَرَارÙ} [إبراهيم : 28ØŒ 29] , قال عمر : هما Ø§Ù„Ø£ÙØ¬Ø±Ø§Ù†Ù من قريش Ø› بنو المغيرة وبنو اÙميّة .
ولكنَّ الغريب ØÙ‚ّاً أنّ عمر بن الخطّاب هو الذي ولّى بني اÙميّة على الشام ! ØØªÙ‘Ù‰ إذا جاء عثمان بن عÙّان ثبّتهم على الØÙƒÙ… , وأطلق يدهم ÙÙŠ الأموال , ووسّع لهم ÙÙŠ السلطة على غير الشام , ومدّ لهم ÙÙŠ الصلاØÙŠÙ‘ات .
وأخرج المؤرّخ المعرو٠(الخطيب البغداديّ) ÙÙŠ تاريخه , عن علقمة والأسود قالا : أتينا أبا أيّوب الأنصاريّ عند منصرÙÙ‡ من صÙّين , Ùقلنا له : يا أبا أيّوب , إنّ اللّه أكرمك بنزول Ù…ØÙ…ّد (صلّى الله عليه وآله) وبمجيء ناقته Ø› ØªÙØ¶Ù‘لاً من اللّه وإكراماً لك أناخت ببابÙÙƒÙŽ دون الناس , ثمّ جئت بسيÙÙƒ على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلاّ اللّه .
Ùقال : يا هذا , إنَّ الرائد لا يكذب٠أهله , وإنّ رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) أمرنا بقتال ثلاثة مع عليّ٠(كرّم اللّه وجهه) Ø› بقتال الناكثين , والقاسطين , والمارقين ... إلى أن قال أبو أيّوب الأنصاريّ : وأمّا القاسطون Ùهذا منصرÙنا من عندهم . يعني معاوية وعمْراً .
ولم تأت٠روايةٌ تلوم هذا Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨ÙŠÙ‘ÙŽ الجليل المتÙقّه أبا أيّوب الأنصاريّ لأنه ØØ§Ø±Ø¨ بني اÙميّة باعتبارهم القاسطين Ø§Ù„Ù…Ù†ØØ±Ùين , ولكنَّ الأقلام Ø§Ù„ØØ§Ù‚دة ØÙ…لت اللائمّة على الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) ØÙŠÙ†Ù…ا ØÙ…Ù„ سيÙÙ‡ وزØÙ إلى كربلاء , وأخذت تطبّق على الواقعة آية التهلكة , مع أنّ الإقدام على الشهادة ليس إعانةً على إزهاق النÙوس , لا سيّما وأنّ الجهاد بأØÙƒØ§Ù…Ù‡ الإلهيّة دعا إلى إنقاذ الرسالة , وبثّ Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¹Ø²Ù‘Ø© ÙÙŠ المسلمين إذا خنعوا لسلاطين الجور ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ,
ÙˆØÙ…Ù„ Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ÙÙŠ وجه Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø±Ø¨ÙŠÙ† , ولقد قال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) : (( Ø£ÙØ¶Ù„ الشهداء ØÙ…زة بن عبد المطلب , ورجلٌ تكلّم بكلمة ØÙ‚ّ٠عند سلطان جائر Ùقتله )) .
وأخرج Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… ÙÙŠ (المستدرك على الصØÙŠØÙŠÙ†) , عن أبي برزة الأسلميّ قال : كان أبغض الأØÙŠØ§Ø¡ إلى رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) بنو اÙميّة .
وأخرج أيضاً عن أبي سعيد الخدريّ , قال : قال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) : (( إنَّ أهل بيتي سيلقون من بعدي من اÙمتي قتلاً وتشريداً , وإنَّ أشدَّ قومنا لنا بغضاً بنو اÙميّة )).
وجاء ÙÙŠ صØÙŠØ الترمذيّ ج 2 , ومستدرك الصØÙŠØÙŠÙ† 3 / 170 , ÙˆØªÙØ³ÙŠØ± ابن جرير 30 / 167 , ÙˆØªÙØ³ÙŠØ± Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازيّ , والدرّ المنثور للسيوطيّ , وجامع البيان للطبريّ 30 / 167 , وغيرها ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ± الآية Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© {لَيْلَة٠الْقَدْر٠خَيْرٌ Ù…Ùنْ أَلْÙ٠شَهْرÙ} [القدر : 3] أنها مؤوّلةٌ بملْك بني اÙميّة , وقد دام أل٠شهر .
وأبرز ØÙƒÙ‘ام بني اÙميّة معاوية بن أبي سÙيان الذي مال الناس إليه بالترغيب والترهيب Ø› Ùنسوا دينهم , وتخلّÙوا عن أئمّة الØÙ‚Ù‘ والهدى , وهو الذي نقل لنا التاريخ عنه ÙØ³Ù‚Ù‡ ÙˆÙØ¬ÙˆØ±Ù‡ , وقتله Ù„Ù„ØµØØ§Ø¨Ø© ...
قال ابن ØØ¬Ø± العسقلانيّ : تواترت Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« عن النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) أنَّ عمّاراً تقتله Ø§Ù„ÙØ¦Ø© الباغية , وأجمعوا على أنّه Ù‚ÙØªÙ„ مع عليّ٠بصÙّين .
وأخرج إمام الØÙ†Ø§Ø¨Ù„Ø© (Ø£ØÙ…د بن ØÙ†Ø¨Ù„) ÙÙŠ مسنده عن عبد اللّه بن بريدة , قال : دخلت أنا وأبي على معاوية , ÙØ£Ø¬Ù„سنا على Ø§Ù„ÙØ±Ø´ , ثمّ أتانا بالطعام ÙØ£ÙƒÙ„نا , ثمّ أتانا بالشراب ÙØ´Ø±Ø¨ معاوية , ثمّ ناوله أبي Ùقال أبي : ما شربته منذ ØØ±Ù‘مه رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) .
وطالما ØØ°Ù‘ر منه النبيّ (صلّى الله عليه وآله) , وأشار إليه بإصبع الإنذار , وقد نقل الرّÙواة ÙÙŠ ذلك الكثيرَ الكثير , منه على سبيل المثال لا Ø§Ù„ØØµØ± : أخرج ابن ØØ¬Ø± الهيتميّ ÙÙŠ كتابه (مجمع الزوائد) , عن عمرو بن الØÙ…Ù‚ الخزاعيّ قال : إنّ رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) قال لي ذات يوم : (( يا عمرو , هل لك أن Ø§ÙØ±ÙŠÙƒ آية النار تأكل الطعام وتشرب الشراب وتمشي ÙÙŠ الأسواق ØŸ )) .
قلت : بلى بأبي أنت واÙمّي !
قال : (( هذا وقومه آية النار )) , وأشار إلى معاوية .
وروى البلاذريّ ÙÙŠ (أنساب الأشراÙ) الجزء الأوّل , قال عبد الله بن عمرو بن العاص : كنت جالساً عند النبيّ (صلّى الله عليه وآله) , Ùقال : (( يطلع عليكم من هذا Ø§Ù„ÙØ¬Ù‘ رجلٌ يموت Ù€ يوم يموت Ù€ على غير ملّتي )) .
قال عبد اللّه : وتركت أبي يلبس ثيابه , ÙØ®Ø´ÙŠØª أن يطلع , ÙØ·Ù„ع معاوية .
ÙˆÙÙŠ كتاب (صÙّين) لابن مزاØÙ… / 244 , قال البراء بن عازب : أقبل أبو سÙيان ومعه معاوية , Ùقال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) : (( اللّهمّ العن التابع والمتبوع , اللّهمّ عليك بالاÙقيعس )) .
Ùقال ابن البراء لأبيه : Ù…ÙŽÙ† الاÙقيعس ØŸ
قال : معاوية .
والاÙقيعس ÙÙŠ اللغة : الرجل أخرج صدره , كناية عن التكبّر , أو لأنّه كان كبير البطن ØØªÙ‘Ù‰ صار ÙŠÙØ¶Ø±Ø¨ بكبره المثل . وقد ذكر المؤرّخون أنَّ معاوية إذا جلس Ø§ÙØªØ±Ø´ كرشه على ÙØ®Ø°ÙŠÙ‡ ÙØ³ØªØ±Ù‡Ù…ا , ولم يبد منه سوى عيني ركبتيه .
وإذا كان هذا لا يكÙÙŠ المسلمين أن يعرÙوا من هو معاوية , وما ينبغي عليهم من التكلي٠تجاهه , ÙØªØ¹Ø§Ù„وا نق٠عند هذا الخبر . ÙÙŠ (ميزان الاعتدال) للذهبيّ 2 / 7 , روى عبّاد بن يعقوب , عن شريك عن عاصم , عن زرّ , عن عبد اللّه , قال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) : (( إذا رأيتم معاوية على منبري ÙØ§Ù‚تلوه )) . وقد صØÙ‘Ø Ø§Ù„Ø°Ù‡Ø¨ÙŠÙ‘Ù Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« , ثمّ رواه ÙÙŠ الكتاب Ù†ÙØ³Ù‡ 2 / 129 عن أبي سعيد الخدريّ , وذكر Ù†ØÙˆÙ‡ عن أبي جذعان .
ورواه أيضاً ابن ØØ¬Ø± ÙÙŠ تهذيب التهذيب 5 / 110 , Ùˆ7 / 324 بنصّ قريب : (( إذا رأيتم معاوية على هذه الأعواد ÙØ§Ù‚تلوه )) , Ùˆ8 / 74 أنَّ عمراً روى عن Ø§Ù„ØØ³Ù† أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) قال : (( إذا رأيتم معاوية على منبري ÙØ§Ù‚تلوه )) .
ثمّ جاء المناويّ Ùقال ÙÙŠ كتابه المعرو٠بـ (كنوز الØÙ‚ائق) / 9 : أقول : ÙŠÙØØªÙ…Ù„ قويّاً أن يكون المراد من المنبر ÙÙŠ قول النبيّ (صلّى الله عليه وآله) : (( إذا رأيتم معاوية على منبري ... )) هو مطلق المنبر Ø› بدعوى أنّ كلّ منبر ÙŠÙØµØ¹ÙŽØ¯ عليه ÙÙŠ الإسلام ÙˆÙŠÙØ®Ø·ÙŽØ¨Ù عليه Ùهو منبر النبيّ (صلّى الله عليه وآله) , ÙˆÙŠÙØØªÙ…Ù„ أن يكون المراد منه هو خصوص منبر النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ÙÙŠ المدينة كما يؤيّده بل يدلّ٠عليه ما تقدّم ÙÙŠ ØØ¯ÙŠØ« أبي سعيد : (( إذا رأيتم معاوية على هذه الأعواد ... )) .
وعلى كلّ ØØ§Ù„ ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ معاوية ØØ³Ø¨ Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« المتقدّمة ممّن يجب قتله بØÙƒÙ… النبيّ (صلّى الله عليه وآله) , وقد ØªØ³Ø§Ù…Ø Ùيه المسلمون Ø› أمّا وجوب قتله على Ø§Ù„Ø§ØØªÙ…ال الأوّل ÙÙˆØ§Ø¶Ø , وأمّا على الثاني ÙÙ„Ùما رواه ابن سعد ÙÙŠ الطبقات (4 / 136 Ù€ القسم الأوّل) من مجيء معاوية إلى المدينة , وصعوده على منبر النبيّ (صلّى الله عليه وآله) , قال : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسديّ , عن أيّوب , عن Ù†Ø§ÙØ¹ قال : لمّا قدم معاوية المدينة ØÙ„٠على منبر٠رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ليقتلنَّ ابن عمر.
هكذا أمر رسول٠الله (صلّى الله عليه وآله) بياناً منه Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù معاوية , ولكنَّ معاوية هذا تولّى ولاية الشام ÙÙŠ عهد «Ø¹Ù…ر بن الخطاّب» بعد موت أخيه يزيد بن أبي سÙيان , ولاّه عمر وهو الذي Ø¹ÙØ±Ù بشدّته ÙÙŠ Ù…ØØ§Ø³Ø¨ØªÙ‡ للولاة , وصرامتÙÙ‡ Ù†Ùقلتْ مع أبي هريرة بعد أن عزله من ولاية Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ† واتّهمه بسرقة بيت مال المسلمين , لكنّه لم يرد عن «Ø¹Ù…ر» أنّه ØØ§Ø³Ø¨ معاوية ! ثمّ لا ندري ÙƒÙŠÙ ÙØ§Øª Ø®Ù„ÙŠÙØ©ÙŽ Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ù…ÙŠÙ† أنَّ الطلقاء لا ÙŠØÙ‚ّ٠لهم أن يتولَّوا ØŸ!
ÙÙŠ ترجمة (معاوية بن أبي سÙيان) ذكر ابن الأثير : وروى عبد الرØÙ…Ù† بن أبزي عن عمر أنّه قال : هذا الأمر من أهل بدر ما بقي منهم Ø£ØØ¯ , ثمّ ÙÙŠ أهل Ø§ÙØØ¯ ما بقي منهم Ø£ØØ¯ , ثمّ ÙÙŠ كذا وكذا , وليس Ùيها لطليق , ولا لولد٠طليق , ولا لمسلمة Ø§Ù„ÙØªØ شيء .
ÙˆÙÙŠ ترجمة (عبد الرØÙ…Ù† بن غÙنْم الأشعريّ) قال ابن عبد البرّ : ÙˆÙŠÙØ¹Ø±Ù Ø¨ØµØ§ØØ¨ معاذ Ø› لملازمته له , وسمع من عمر بن الخطّاب , وكان من Ø£Ùقه أهل الشام , وهو الذي Ùقّه عامّة التابعين بالشام , وكانت له جلالة وقدْر , وهو الذي عاتب أبا هريرة وأبا الدرداء بØÙ…ص إذ Ø§Ù†ØµØ±ÙØ§ من عند عليّ٠(عليه السّلام) رسولين لمعاوية .
وكان ممّا قال لهما (عبد الرØÙ…Ù† بن غÙنم الأشعريّ) : عجباً منكما ! كي٠جاز عليكما ما جئتما به تدعوان عليّاً أن يجعلها شورى وقد علمتما أنّه Ù€ أي عليّ (عليه السّلام) Ù€ قد بايعه المهاجرون والأنصار , وأهل Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² وأهل العراق , وأنّ من رضيه خيرٌ ممّن كرهه , ومَنْ بايعه خيرٌ ممّن لم يبايعه ØŸ! وأيّ٠مدخل٠لمعاوية ÙÙŠ الشورى وهو من الطلقاء الذين لا تجوز لهم Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© , هو وأبوه من رؤوس Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨ ØŸ!
قال : Ùندما (أبو هريرة وأبو الدرداء) على مسيرهما ... .
وقد أسّس معاوية Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ ÙØªØ±Ø© Ø®Ù„Ø§ÙØ© عثمان استعداداً للوثبة على Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© , Ùلمّا Ù‚ÙØªÙ„ عثمان Ø£ØØ¯Ø« Ø§Ù„ÙØªÙ† , وأراق دماء ثمانين Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ من المسلمين ÙÙŠ ØØ±Ø¨ صÙّين , وبعد صÙّين أرسل السرايا والجيوش إلى أطرا٠البلاد لإيجاد الÙوضى والبلبلة بين المسلمين . واختلق Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« لتثبيت سلطته , وتبرير قمعه للناس , كما اختلق ÙÙØ±ÙŽÙ‚اً (سياسيّةً Ù€ دينيّة) باسم الإسلام تتّخذ اسم المرجئة مرّة , والجبريّة Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ Ø› Ù„ØªØØ±ÙŠÙ… الثورة ضدَّه .
وقد أراد الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (سلام الله عليه) أن يقتل معاوية Ø› ائتماراً بأمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) , لكنَّ الناس خذلوه ونكثوا عهدهم معه , ÙØ§Ø¶Ø·Ùرّ إلى Ø§Ù„ØµÙ„Ø . بعده دخل معاوية Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© وقد وقّع على وثيقة Ø§Ù„ØµÙ„Ø Ø£Ù† يتقيّد بشرع الإسلام , ÙØ£Ø·Ø¨Ù‚ جيشه على Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , وخاطب أهلها قائلاً : يا أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , أتروني اÙقاتلكم على الصلاة والزكاة ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ù‘ وقد علمت أنّكم تصلّون وتزكّون ÙˆØªØØ¬Ù‘ون ØŸ! ولكنّني قاتلتكم لأتأمّر عليكم وعلى رقابكم , وقد آتاني الله ذلك وأنتم كارهون . ألاَ إنّ كلَّ مال٠أو Ø¯Ù…Ù Ø§ÙØµÙŠØ¨ÙŽ ÙÙŠ هذه Ø§Ù„ÙØªÙ†Ø© Ùمطلول , وكلّ شرط٠شرطته ÙØªØØª قدمَيَّ هاتين .
وكان ذلك إلغاءً ØµØ±ÙŠØØ§Ù‹ ونقضاً ÙØ§Ø¶ØØ§Ù‹ لبنود وثيقة Ø§Ù„ØµÙ„Ø , وقد Ø´ÙØ¹ ذلك بتدبير مؤامرة اغتيال الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) Ø› ÙØ£ØºØ±Ù‰ به زوجته (جعدة بنت الأشعث) Ùقتلته بالسمّ , وقد منّاها أن يزوّجها ابنه يزيد Ùلم ÙŠÙ٠لها بذلك بعد جريمتها.
وقد استطاع الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (سلام الله عليه) بوثيقة Ø§Ù„ØµÙ„Ø Ø£Ù† ÙŠÙØ¶Ø معاوية Ø› لعلمه (عليه السّلام) أنَّ معاوية لا يتقيّد بشرط . وقد خدع معاوية٠الناسَ بادّعاءاته , ÙØ¬Ø§Ø¡ØªÙ’ وثيقة Ø§Ù„ØµÙ„Ø ÙØ£Ø¨Ø§Ù†Øª للناس غدره Ø› ØÙŠØ« توّج ابنه (يزيد) Ø®Ù„ÙŠÙØ©Ù‹ له وملÙكاً على الاÙمّة من بعده , مع أنَّ الوثيقة التي وقّعها معاوية تقضي أن يكون الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) Ø®Ù„ÙŠÙØ© المسلمين بعد موت معاوية , ÙØ¥Ù† تÙÙˆÙّي Ø§Ù„ØØ³Ù† (سلام الله عليه) قبل معاوية ÙØ§Ù„إمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) هو وليّ٠الأمر .
ØØªÙ‘Ù‰ إذا استتبّت الاÙمور لمعاوية أظهر ما استبطنه من الأØÙ‚اد Ø› ÙØ£Ø´Ø§Ø¹ الإرهابَ وأثار Ø§Ù„ÙØªÙ† العرقيّة , والتعصبّات الجاهليّة , والعنعنات القبليّة , وأعمل القتلَ ÙÙŠ موالي عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) Ø› Ùكتب إلى قائد٠من قوّاد جيوشه : ÙØ§Ù‚تل كلَّ Ù…ÙŽÙ† لقيتَه ممّن ليس هو على مثْل رأيك , واضرب كلَّ ما مررت به من القرى ÙˆØ§ØØ±Ùب٠الأموال Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ ØØ±Ø¨ÙŽ Ø§Ù„Ø£Ù…ÙˆØ§Ù„ شبيهٌ بالقتل , وهو أوجع للقلب .
وكتب إلى ولاته ÙÙŠ جميع الأمصار : انظروا Ù…ÙŽÙ† قامت عليه البيّنة أنّه ÙŠØØ¨Ù‘ عليّاً وأهل بيته ÙØ§Ù…ØÙˆÙ‡ من الديوان , وأسقطوا عطاءه ورزقه . ثمّ أمر أن ÙŠÙلعَن أولياء الله على المنابر Ø› ÙØ´Ùتم الإمام عليٌّ (عليه السّلام) على منابر بني اÙميّة أل٠شهر , أكثر من ثمانين سنة Ø› ولذا اÙوّلت الآية { لَيْلَة٠الْقَدْر٠خَيْرٌ Ù…Ùنْ أَلْÙ٠شَهْر٠} [القدر : 3] ذلك التأويل الذي ذكرناه .
أمّا ØÙ‚ده على النبيّ (صلّى الله عليه وآله) , ونعرته الجاهليّة , ÙيكÙÙŠ ÙÙŠ ذلك بياناً هذه الرواية : روى مطر٠بن مغيرة بن شعبة قال : ÙˆÙØ¯Øª مع أبي على معاوية , Ùكان أبي ÙŠØªØØ¯Ù‘Ø« عنده ثمّ ينصر٠إليَّ وهو يذكر معاوية وعقله , ويعجب بما يرى منه .
وأقبل ذات ليلة٠ـ أي المغيرة بن شعبة Ù€ وهو غضبان , ÙØ£Ù…سك عن العشاء , ÙØ§Ù†ØªØ¸Ø±ØªÙ‡ ساعةً وقد ظننت أنّه Ù„Ø´ÙŠØ¡Ù ØØ¯Ø« Ùينا أو ÙÙŠ عملنا , Ùقلت له : ما لي أراك مغتمّاً منذ الليلة ØŸ
قال : يا بنيّ , جئتك من عند أخبث الناس !
قلت : ما ذاك ؟
قال : خلوت بمعاوية Ùقلت له : إنّك بلغت مناك يا أمير المؤمنين , Ùلو أظهرت عدلاً , وبسطت خيراً Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘Ùƒ كبرت , ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم Ùوصلت Ø£Ø±ØØ§Ù…هم , ÙÙˆ الله ما عندهم اليوم شيءٌ تخاÙÙ‡ .
ÙØ«Ø§Ø± معاوية ÙˆØ§Ù†Ø¯ÙØ¹ يقول : هيهات , هيهات ! ملك أخو ØªÙŠÙ…Ù ÙØ¹Ø¯Ù„ , ÙˆÙØ¹Ù„ ما ÙØ¹Ù„ , ÙÙˆ الله ما عدا أن هلك Ùهلك ذكره , إلاّ أن يقول قائل : قال أبو بكر . ثمّ ملك أخو Ø¹Ø¯ÙŠÙ‘Ù ÙØ§Ø¬ØªÙ‡Ø¯ وشمّر عشر سنين , ÙÙˆ الله ما عدا أن هلك Ùهلك ذكره , إلاّ أن يقول قائل : عمر . ثمّ ملك أخونا عثمان , Ùملك رجلٌ لم يكن Ø£ØØ¯ÙŒ ÙÙŠ مثل نسبه , ÙØ¹Ùمل به ما عÙمل , ÙÙˆ الله ما عدا أن هلك Ùهلك ذكره .
وإنَّ أخا هاشم Ù€ يعني رسول الله (صلّى الله عليه وآله) Ù€ ÙŠÙØµØ±Ø® به ÙÙŠ كلّ يوم٠خمس مرّات : أشهد أنَّ Ù…ØÙ…ّداً رسول الله , ÙØ£ÙŠÙ‘٠عمل٠يبقى بعد هذا لا اÙمَّ لك ! والله سØÙ‚اً سØÙ‚اً , والله دÙناً دÙناً !
ثمّ ما أن استقرّت الأØÙˆØ§Ù„ لمعاوية ØØªÙ‘Ù‰ كانت له اجتهاداتٌ Ù€ يطول بيانها Ù€ ÙÙŠ تغيير الأØÙƒØ§Ù… الإسلاميّة , بدّل منها ما بدّل ØØªÙ‘Ù‰ سÙمّي بعضها بأوّليّات معاوية .
ثمّ جاء من بعده يزيد , وما أدراك ما يزيد ! جاء ÙÙŠ كتاب (صØÙŠØ البخاريّ) ج 9 كتاب Ø§Ù„ÙØªÙ† Ù€ باب قول النبيّ (صلّى الله عليه وآله) : (( هلاك اÙمّتي على يدي Ø§ÙØºÙŠÙ„مة٠سÙهاء )) , ØØ¯Ù‘ثنا موسى بن إسماعيل , ØØ¯Ù‘ثنا عمرو بن ÙŠØÙŠÙ‰ بن سعيد بن عمر بن سعيد , قال : أخبرني جدّي قال : كنت جالساً مع أبي هريرة ÙÙŠ مسجد النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بالمدينة ومعنا مروان , قال أبو هريرة : سمعت الصادق المصدوق يقول : (( هلكة٠اÙمّتي على يدي غلمة٠من قريش )) .
يقول Ø´Ø§Ø±Ø ØµØÙŠØ البخاريّ Ø§Ø¨Ù†Ù ØØ¬Ø± العسقلانيّ ÙÙŠ (ÙØªØ الباري) 13 / 7 Ùˆ 8 : إنَّ أبا هريرة كان يمشي ÙÙŠ السوق ويقول : اللَّهمَّ لا تدركني سنة ستّين , ولا Ø¥ÙØ§Ø¯Ø© الصبيان .
قال ابن ØØ¬Ø± : ÙˆÙÙŠ هذا إشارةٌ إلى أنَّ أوّل Ø§Ù„Ø§ÙØºÙŠÙ„مة كان ÙÙŠ سنة ستّين , وهو كذلك Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ يزيد بن معاوية Ø§Ø³ØªÙØ®Ù„Ù Ùيها وبقي إلى سنة 64 هـ Ùمات , ثمّ ÙˆÙلّيَ ولده معاوية ومات بعد أشهر .
وقال Ø§Ù„Ø´Ø§Ø±Ø Ø£ÙŠØ¶Ø§Ù‹ : إنَّ أوّل هؤلاء الغلمان يزيد كما دلّ عليه قول أبي هريرة سنة ستّين وإمارة الصبيان .
وروى ابن ØØ¬Ø± العسقلانيّ ÙÙŠ كتابه : (مجمع الزوائد 5 / 241) عن Ù…ÙØ³Ù†Ø¯ أبي يعلى , والبزّاز , وابن ØØ¬Ø± الهيتميّ ÙÙŠ (الصواعق Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‚Ø© / 132) عن مسند الرويانيّ , عن أبي الدرداء قال : سمعت النبيّ (صلى الله عليه وآله) يقول : (( أوّل من يبدّل سنّتي رجلٌ من بني اÙميّة ÙŠÙقال له : يزيد )) .
أمّا أبو يعلى والبزّاز Ùقد رويا أنَّ النبيَّ (صلّى الله عليه وآله) قال : (( لا يزال أمر اÙمّتي قائماً بالقسط ØØªÙ‘Ù‰ يكون أوّل من يثلمه رجلٌ من بني اÙميّة يقال له : يزيد )) .
وأخرج القاضي نعمان المصريّ ÙÙŠ كتابه (المناقب والمثالب / 71) , عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أنّه نظر يوماً إلى معاوية يتبختر ÙÙŠ ØØ¨Ø±Ù‡ , وينظر إلى عطÙيه , Ùقال مخاطباً إيّاه : (( أيّ يوم٠لاÙمّتي منك ! وأيّ يوم لذرّيّتي منك من Ø¬ÙØ±ÙˆÙ يخرج من صلبك , يتّخذ آيات الله هزواً , ويستØÙ„ّ٠من ØØ±Ù…تي ما ØØ±Ù‘Ù… الله (عزّ وجلّ) )) .
ÙˆÙÙŠ كنز العمّال للمتّقي الهنديّ 6 / 39 هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« : (( يزيد ! لا بارك الله ÙÙŠ يزيد Ø› Ù†ÙØ¹ÙÙŠÙŽ إليَّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† واÙوتيت بتربته , ÙˆØ§ÙØ®Ø¨Ø±Øª بقاتله ... واهاً Ù„ÙØ±Ø§Ø® آل Ù…ØÙ…ّد من Ø®Ù„ÙŠÙØ©Ù مستخلÙ٠متر٠يقتل خلَÙÙŠ وخلَ٠الخلَ٠! )) .
أخرجه الطبرانيٌّ عن معاذ , وذكره ابن ØØ¬Ø± الهيثميّ ÙÙŠ (مجمع الزوائد 9 / 189) عن معاذ بن جبل , إلاّ أنّه قال : قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله) : (( يزيد ! لا بارك الله ÙÙŠ يزيد )) . ثمّ Ø°Ø±ÙØª عيناه , ثمّ قال : (( Ù†ÙØ¹ÙÙŠÙŽ إليَّ ØØ³ÙŠÙ† )) . وذكره المناويّ ÙÙŠ (Ùيض القدير) وقال : أخرجه ابن عساكر عن سلمة بن الأكوع , ورواه عنه ابن نعيم والديلميّ .
ÙˆÙÙŠ (كنز العمّال 6 / 223) أيضاً : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( لا بارك الله ÙÙŠ يزيد الطعّان اللّعّان , أما إنّه Ù†ÙØ¹ÙŠ Ø¥Ù„ÙŠÙ‘ ØØ¨ÙŠØ¨ÙŠ ØØ³ÙŠÙ† , واÙوتيت٠بتربته , ورأيت٠قاتله , أما إنّه لا ÙŠÙقتل بين ظهرانَي قوم٠Ùلا ينصروه إلاّ [عمّهم الله] بعقاب )) . أخرجه ابن عساكر عن عبد الله بن عمر بن الخطّاب .
ومَن لم يسمع بهذه Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« النبويّة Ø§Ù„ØµØ±ÙŠØØ© Ùلا بدَّ أنّه Ø³Ù…ÙØ¹ بسيرة يزيد , وقد سار بها الركبان , وشاعت بين البلدان Ø› Ùقد نشأ يزيد نشأةً بعيدةً عن أجواء الإسلام Ø› Ùمنطقة (ØÙˆÙ‘ارين) التي عاشتْ Ùيها اÙمّه وأهلها كانت ذات جوّ مسيØÙŠÙ‘ , وظلّ يزيد بعد نشأته هناك ÙŠØÙ†Ù‘ إلى (ØÙˆÙ‘ارين) ويتردّد عليها بين الØÙŠÙ† والآخَر .
وقد آل الأمر إلى يزيد بعد أن هلك معاوية وهو هناك , ومات يزيد Ù†ÙØ³Ù‡ وهو هناك ÙÙŠ (ØÙˆÙ‘ارين) متشاغلاً بالخمور ÙˆØ§Ù„ÙØ¬ÙˆØ± , ولم ÙŠÙŽØ¹ÙØ¯Ù’ إلاّ بعد عشرة أيّام من هلاك أبيه , ÙØµÙ„ّى على قبره إذ كان مدÙوناً .
يقول Ø§Ù„Ø§ÙØ³ØªØ§Ø° (عبد الله العلايليّ) ÙÙŠ كتابه ØÙˆÙ„ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) (سموّ المعنى ÙÙŠ سموّ الذات) / 59 : إذا كان يقيناً أو يشبه اليقين أنَّ تربية يزيد لم تكن إسلاميّةً خالصة , أو بعبارة Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ : كانت مسيØÙŠÙ‘ةً خالصة Ùلم يبقَ ما ÙŠÙØ³ØªØºØ±Ø¨ معه أن يكون متجاوزاً مستهتراً مستخÙّاً بما عليه الجماعة الإسلاميّة , لا ÙŠØØ³Ø¨ لتقاليدهما واعتقاداتها أيَّ ØØ³Ø§Ø¨ , ولا يقيم لها وزناً , بل الذي نستغرب أن يكون على غير ذلك .
ويقول Ø§Ù„Ø§ÙØ³ØªØ§Ø° عمر أبو النصر : أمّا Ø§ÙØ³ØªØ§Ø° يزيد أو أساتذته إذا كانوا غير ÙˆØ§ØØ¯ , ÙØ¥Ù†Ù‘هم مجهولون , وقد أس٠«Ù„امنس» المستشرق اليسوعيّ لهذا النقص التاريخيّ Ø› لأنّه يعتقد أنّ Ø§ÙØ³ØªØ§Ø° يزيد لا يبعد أن يكون مسيØÙŠÙ‘اً من مشارقة النصارى , خصوصاً ويزيد Ù†ÙØ³Ù‡ قد كلّ٠كاهناً مسيØÙŠÙ‘اً بتثقي٠ولده خالد .
لقد نشأ يزيد عند أخواله ÙÙŠ البادية من بني كلاب الذين كانوا يعتنقون المسيØÙŠÙ‘Ø© قبل الإسلام , وكان مرسل العنان مع شبابهم الماجنين , ÙØªØ£Ø«Ù‘ر بسلوكهم إلى ØØ¯Ù‘٠بعيد Ø› Ùكان يشرب الخمر معهم ويلعب بالكلاب .
ويصÙÙ‡ السيّد مير علي الهنديّ مقارناً إيّاه بأبيه , Ùيقول : كان يزيد قاسياً غدّاراً كأبيه , ولكنّه ليس بداهية٠مثله , كانت تنقصه القدرة على ØªØºÙ„ÙŠÙ ØªØµØ±Ù‘ÙØ§ØªÙ‡ القاسية بستار٠من اللباقة الدبلوماسيّة الناعمة , وكانت طبيعته المنØÙ„ّة وخلقه Ø§Ù„Ù…Ù†ØØ·Ù‘ لا تتسرّب إليهما Ø´Ùقةٌ ولا عدل , وكان يقتل ويعذّب نشداناً للمتعة واللذّة التي يشعر بها وهو ينظر إلى آلام الآخرين , وكان بؤرةً لأبشع الرذائل , وها هم ندماؤه من الجنسين خير شاهد٠على ذلك , لقد كانوا من ØØ«Ø§Ù„Ø©
المجتمع .
وروى الطبريّ ÙÙŠ تاريخه 7 / 43 من شعر ابن عرادة , أنّ يزيد كان شرّيباً للخمر طوال ØÙŠØ§ØªÙ‡ ØØªÙ‘Ù‰ الموت , وقد مات بين كأس الخمر وزقّ الخمر , والمغنّية وآلة الطرب , قال :
أبنَي اÙميّة إنّ Ø¢Ø®ÙØ±ÙŽ Ù…Ù„ÙƒÙكمْ جَسَدٌ بØÙˆÙ‘ارين ثَمَّ Ù…ÙقيمÙ
طرقتْ منيّتÙÙ‡ وعند وسادÙه٠كوبٌ وزقٌّ راع٠مرثومÙ
[ومرنة] تبكي على نشوانه بالصنج تقعد تارةً وتقومÙ
وقد Ø¹ÙØ±Ù عنه الإدمان , ØØªÙ‘Ù‰ إنَّ بعض المصادر تعزو سبب هلاكه إلى أنّه شرب مقداراً كبيراً من الخمرة ÙØ£ØµØ§Ø¨Ù‡ Ø§Ù†ÙØ¬Ø§Ø± .
وكان قد اصطÙÙ‰ جماعةً من الخلعاء والماجنين , Ùكان يقضي معهم لياليه بين الشراب والغناء , ÙˆÙÙŠ طليعة ندمائه الأخطل , الشاعر المسيØÙŠÙ‘ الخليع Ø› Ùكانا يشربان ويسمعان الغناء , وإذا أراد Ø§Ù„Ø³ÙØ± ØµØØ¨Ù‡ معه , ولمّا هلك يزيد وآلَ السلطان إلى عبد الملك بن مروان قرّب الأخطل Ø› Ùكان يدخل عليه بغير استئذان , وعليه Ø¬ÙØ¨Ù‘Ø© خزّ , ÙˆÙÙŠ عنقه سلسلةٌ من ذهب , والخمر يقطر من Ù„ØÙŠØªÙ‡ .
ÙˆÙÙŠ تاريخ ابن كثير 8 / 228 : كان يزيد ØµØ§ØØ¨ شراب , ÙØ£ØØ¨Ù‘ معاوية أن يعظه ÙÙŠ رÙÙ‚ , Ùقال : يا بÙنيّ , ما أقدرك على أن تصل ØØ§Ø¬ØªÙƒ من غير تهتّك٠يذهب بمروءتك وقدْرÙÙƒ , ويشمت بك عدوّك , ويسيء بك صديقك .
ثمّ قال : يا بÙنيّ , إنّي منشدك أبياتاً ÙØªØ£Ø¯Ù‘ب بها واØÙظها .
ÙØ£Ù†Ø´Ø¯Ù‡ :
انصبْ نهارَك ÙÙŠ Ø·Ùلاب٠العÙÙ„ واصبر على هجر Ø§Ù„ØØ¨ÙŠØ¨ القريبْ
ØØªÙ‘Ù‰ إذا الليل أتى Ø¨Ø§Ù„Ø¯Ù‘ÙØ¬Ù‰ واكتØÙ„ت بالغمض عين٠الرقيبْ
ÙØ¨Ø§Ø´Ø±Ù الليل بما تشتهي ÙØ¥Ù†Ù‘َما الليل٠نهار الأريبْ
كم ÙØ§Ø³Ù‚Ù ØªØØ³Ø¨Ù‡ ناسك قد باشر الليل بأمر٠عجيبْ
غطّى عليه الليل٠أستارَه ÙØ¨Ø§Øª ÙÙŠ أمن٠وعيش٠خصيبْ
ولذّة الأØÙ…Ù‚ Ù…ÙƒØ´ÙˆÙØ©ÙŒ يسعى بها كلّ٠عدوّ٠مريبْ
وأضا٠ابن كثير .. قائلاً : وكان ÙÙŠ يزيد أيضاً إقبالٌ على الشهوات , وترك بعض الصلوات ÙÙŠ بعض الأوقات .
أمّا اليعقوبي Ùقد أورد ÙÙŠ تاريخه 2 / 220 أنّ معاوية لمّا أراد أن يأخذ البيعة ليزيد من الناس طلب من زياد بن أبيه أن يأخذ بيعة المسلمين ÙÙŠ البصرة , Ùكان جواب زياد له : ما يقول الناس إذا دعوناهم إلى بيعة يزيد وهو يلعب بالكلاب والقرود , ويلبس المصبّغات , ÙˆÙŠÙØ¯Ù…Ù† الشراب , ويمشي على الدÙÙˆÙ , ÙˆØ¨ØØ¶Ø±ØªÙ‡Ù… Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ , وعبد الله بن عبّاس , وعبد الله بن الزبير , وعبدالله بن عمر ØŸ! ولكن تأمره يتخلّق بأخلاق هؤلاء ØÙˆÙ„اً أو ØÙˆÙ„ين Ø› [ÙØ¹Ø³Ø§Ù†Ø§] أن Ù†ÙمَوّÙÙ‡ÙŽ على الناس .
وأرسل معاوية٠يزيدَ إلى Ø§Ù„ØØ¬Ù‘ , وقيل : بل أخذه معه , ÙØ¬Ù„س يزيد بالمدينة على شراب , ÙØ§Ø³ØªØ£Ø°Ù† عليه عبد الله بن عبّاس ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ , ÙØ£Ù…ر يزيد بشرابه ÙØ±ÙÙØ¹ , وقيل له : إنّ ابن عبّاس إن وجد Ø±ÙŠØ Ø´Ø±Ø§Ø¨Ùƒ عرÙÙ‡ . ÙØØ¬Ø¨Ù‡ وأذÙÙ†ÙŽ Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† , Ùلمّا دخل وجد Ø±Ø§Ø¦ØØ© الشراب مع الطيب , Ùقال : (( ما هذا يابن معاوية ØŸ )) .
Ùقال : يا أبا عبد الله , هذا طيبٌ يصنع لنا بالشام .
ثمّ دعا بقدØÙ ÙØ´Ø±Ø¨Ù‡ , ثمّ دعا بقدØÙ آخر Ùقال : اسق٠أبا عبد الله يا غلام .
Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† : (( عليك شرابك أيّها المرء )) .
Ùقال يزيد :
ألا يا صاØÙ للعجب٠دعوتÙÙƒ ثمَّ لم ØªÙØ¬Ø¨Ù
إلى القينات٠واللذّ ت٠والصهباء والطربÙ
وباطية٠مكللّة٠عليها سادة٠العربÙ
ÙˆÙيهنّ التي تبلتْ ÙØ¤Ø§Ø¯ÙŽÙƒ ثمّ لم ØªÙŽØªÙØ¨Ù
Ùوثب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عليه وقال : (( بل ÙØ¤Ø§Ø¯ÙŽÙƒ يابن معاوية تبلتْ )) .
وذكر اليعقوبي أنّ معاوية ØØ¬Ù‘ ÙˆØØ§ÙˆÙ„ أن يأخذ البيعة من أهل مكّة والمدينة , ÙØ£Ø¨Ù‰ عبد الله بن عمر وقال : نبايع من يلعب بالقرود والكلاب , ويشرب الخمر ÙˆÙŠÙØ¸Ù‡Ø± الÙÙØ³Ù’Ù‚ ØŸ! ما ØØ¬Ù‘تنا عند الله ØŸ!
وقال عبد الله بن الزبير : لا طاعة لمخلوق ÙÙŠ معصية الخالق , وقد Ø£ÙØ³Ø¯ علينا ديننا .
ÙˆÙÙŠ رواية أنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قال لمعاوية : (( كأنّك ØªØµÙ Ù…ØØ¬ÙˆØ¨ , أو تنعت غائب , أو ØªÙØ®Ø¨Ø± عمّا كان Ø§ØØªÙˆÙŠØªÙ‡ لعلم٠خاصّ . وقد دلّ يزيد من Ù†ÙØ³Ù‡ على موقع رأيه Ø› ÙØ®Ø° ليزيد ÙÙŠ ما أخذ من استقرائه الكلاب المهارشة عند Ø§Ù„ØªØØ§Ø±Ø´ , والØÙ…ام السبق لأترابهنّ , Ùˆ القينات ذوات المعاز٠, وضروب الملاهي تجده ناصراً , ودَعْ عنك ما ØªØØ§ÙˆÙ„ )) .
وكان يزيد شاعر , وقد أكثر من نظم الشعر ÙÙŠ الخمر والغناء , ومنه :
معشرَ الندمان٠قÙومو واسمعوا صوتََ الأغاني
واشربوا كأسَ مدام٠واتركوا ذكْرَ المثاني
شغلتْني نغمة العي ـدان٠عن صوت الأذانÙ
وتعوّضت من الØÙˆ ر عجوزاً ÙÙŠ الدنانÙ
وروى ØµØ§ØØ¨ الأغاني قائلاً : كان يزيد بن معاوية أوّلَ Ù…ÙŽÙ† سنّ الملاهي ÙÙŠ الإسلام من Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ , وآوى المغنّين , وأظهر Ø§Ù„ÙØªÙƒ , وشرب الخمر , وكان ينادم عليها سرجون النصرانيّ مولاه , والأخطل Ù€ الشاعر النصرانيّ Ù€ , وكان يأتيه من المغنّين سائب خائر Ùيقيم عنده , Ùيخلع عليه .
وجاء ÙÙŠ أنساب الأشرا٠للبلاذريّ : كان يزيد بن معاوية أوّلَ Ù…ÙŽÙ† أظهر شرب الشراب , والاستهتار بالغناء والصيد , واتّخاذ القيان والغلمان , Ùˆ التÙكّه بما يضØÙƒ منه المترÙون من القرود , ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø§ÙØ±Ø© بالكلاب والديكة .
ثمّ روى البلاذريّ عن شيخ٠من أهل الشام أنّ سبب ÙˆÙØ§Ø© يزيد أنّه ØÙ…Ù„ قردةً على الأتان وهو سكران , ثمَّ ركض خلÙها ÙØ³Ù‚Ø· ÙØ§Ù†Ø¯Ù‚ّتْ عنقه , أو انقطع ÙÙŠ جوÙÙ‡ شيء .
كما روى عن ابن عيّاش أنّه قال : خرج يزيد يتصيّد بØÙˆÙ‘ارين وهو سكران , ÙØ±ÙƒØ¨ وبين يديه أتان ÙˆØØ´ÙŠÙ‘Ø© قد ØÙ…Ù„ عليها قرداً , وجعل
يركض الأتان ويقول :
أبا خلَÙ٠اØÙ’تَلْ Ù„Ù†ÙØ³ÙÙƒ ØÙيلةً Ùليس عليها إن هلكتَ ضمانÙ
ÙØ³Ù‚Ø· واندقّتْ عنقه .
وقال ابن كثير ÙÙŠ تاريخه 8 / 436 : اشتهر يزيد بالمعاز٠وشرب الخمور , والغناء والصيد , واتّخاذ القيان والكلاب ÙˆØ§Ù„Ù†Ø·Ø§Ø Ø¨ÙŠÙ† الأكباش , والدباب والقرود . وما من يوم إلاّ ÙˆÙŠØµØ¨Ø Ùيه مخموراً , وكان يشدّ٠القرد على ÙØ±Ø³Ù مسرجة Ø¨ØØ¨Ø§Ù„ ويسوق به , ويÙلبس القردَ قلانسَ الذهب وكذلك الغلمان , وكان يسابق بين الخيل , وكان إذا مات القرد ØØ²Ù† عليه .
وقيل : إنّ سبب موته أنّه ØÙ…Ù„ قردة وجعلها ينقّزها ÙØ¹Ø¶Ù‘تْه .
نعم , هذا يزيد , وقد كان اتّخذ لمشورته رجلاً من النصارى اسمه (سرجون) الذي كان من ذي قبل مستودَعَ أسرار معاوية , ÙØ¥Ø°Ø§ تØÙŠÙ‘ر ÙÙŠ أمر أتى هذا النصرانيَّ ÙØ£Ø®Ø° برأيه .
وكان يزيد يأمر بقطع الرؤوس وإرسالها إليه لينظر إليها بعين التشÙّي وينشو , ويشبع نهمه الذي لا يشبع ÙÙŠ سÙÙƒ الدماء , وما أشبهه بجدّته (هند) آكلة الأكباد التي مثّلت بجسد ØÙ…زة بن عبد المطلب سيّد الشهداء ÙÙŠ (Ø§ÙØØ¯) , ولاكتْ كبدَه الشري٠تشÙّياً Ù„ØÙ‚دها العجيب على أولياء الله !
ثمّ كان ما كان من الإرهاب والقتل , والتشديد والتعذيب , وكثرة السجون ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ§Ø³Ø¯ والمظالم ÙÙŠ عهد يزيد ØØªÙ‘Ù‰ أقرَّ عليه المقرّبون , وخشي على Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… الأتقياء .
ذكر مَعقÙل٠بن سنان يزيدَ بن معاوية لمسر٠(وهو مسلم بن عقبة) , Ùقال : إنّي خرجت كرهاً لبيعة هذا الرجل , وقد كان من القضاء والقدر خروجي إليه Ø› هو رجلٌ يشرب الخمر , ويزني Ø¨Ø§Ù„ØØ±Ù… . ثمّ نال منه , وذكر خصالاً كانتْ ÙÙŠ يزيد.
وأخرج الطبريّ عن المنذر بن الزبير أنَّ يزيد بعث إليه بمئة أل٠ليشتري منه دينه ويبايعه لأجلها , ÙØ£Ø®Ø° المنذر٠بن الزبير المال وخطب ÙÙŠ أهل المدينة , وقال Ùيما قال : إنّه Ù€ أي يزيد Ù€ قد أجازني بمئة أل٠, ولا يمنعني ما صنع بي أن أخبركم خبره Ø› والله إنّه ليشرب الخمر , والله٠إنّه ليسكر ØØªÙ‘Ù‰ يدع الصلاة .
ÙÙŠ ØÙŠÙ† ذكر ابن ØØ¬Ø± ÙÙŠ (الصواعق Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‚Ø© / 132) : أخرج الواقديّ من طرق أنّ عبد الله بن ØÙ†Ø¸Ù„Ø© غسيل الملائكة قال : والله , ما خرجنا على يزيد ØØªÙ‘Ù‰ Ø®Ùنا أن نرمى Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© من السماء Ø› إنّه رجلٌ ÙŠÙ†ÙƒØ Ø§Ùمّهات الأولاد , والبنات والأخوات , ويشرب الخمر , ويدع الصلاة .
وأورد ابن سعد ÙÙŠ طبقاته 5 / 47 قريباً إلى هذا النصّ , وهو أنَّ عبد الله بن ØÙ†Ø¸Ù„Ø© قال : يا قوم , اتّقوا الله ÙˆØØ¯Ù‡ لا شريك له , ÙÙˆ الله ما خرجنا على يزيد ØØªÙ‘Ù‰ Ø®Ùنا أن Ù†ÙØ±Ù…Ù‰ Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© من السماء . إنّ رجلاً ÙŠÙ†ÙƒØ Ø§Ù„Ø§Ùمّهات والبنات والأخوات , ويشرب الخمر , ويدع الصلاة . والله لو لم يكن معي Ø£ØØ¯ÙŒ من الناس لأبليت الله Ùيه بلاءً ØØ³Ù†Ø§Ù‹ . ÙØªÙˆØ§Ø«Ø¨ الناس يومئذ٠يبايعون من كلّ النواØÙŠ .
ÙØ£ÙŠÙ† هذا Ù…ÙÙ† قول Ù…ÙŽÙ† يقول : لا يجوز لعن٠يزيد Ø› لأنّه مسلم , وسبّ المسلم ÙØ³Ù‚ ØŸ! ولا يجوز قتال يزيد Ø› لأنّ قتال المسلم ÙƒÙØ± ØŸ!
تعالوا نقرأ ما كتبه العالم السّÙنّÙÙŠ المشهور (الآلوسي) ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡ :
Ù…ÙŽÙ† يقول : إنّ يزيد لم يعص٠بذلك ولا يجوز لعنه Ùينبغي أن ينتظم ÙÙŠ سلسلة أنصار يزيد . وأنا أقول : إنَّ الخبيث لم يكن مصدّÙقاً بالرسالة للنبيّ (صلّى الله عليه وآله) , وإنَّ مجموع ما ÙØ¹Ù„Ù‡ مع أهل ØØ±Ù… الله وأهل ØØ±Ù… نبيّه (صلّى الله عليه وآله) وعترته الطيّبين الطاهرين ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø© وبعد الممات , وما صدر منه من المخازي ليس بأضع٠دلالةً على عدم تصديقه من إلقاء ورقة٠من المصØÙ الشري٠ÙÙŠ قذَر٠.
ولا أظنّ٠أنّ أمره كان خاÙياً على أجلّة المسلمين إذ ذاك , ولكن كانوا مغلوبين ... ولو سÙلّم أنَّ الخبيث كان مسلماً Ùهو مسلمٌ جمع من الكبائر ما لا ÙŠØÙŠØ· به نطاق البيان , وأنا أذهب إلى جواز لعن مثله على التعيين ولو لم ÙŠÙØªÙŽØµÙˆÙ‘َرْ أن يكون له مثْلٌ من Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ù‚ين .
والظاهر أنّه لم يتب , ÙˆØ§ØØªÙ…ال توبته أضع٠من إيمانه . ويعجبني قول شاعر العصر , ذي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ الجلي , عبد الباقي Ø£Ùندي العمريّ الموصلي , وقد Ø³ÙØ¦Ù„ عن لعن يزيد Ùقال :
يزيد على لعني عريضٌ جنابÙÙ‡ ÙØ£ØºØ¯Ùˆ به طولَ المدى ألعن اللعنا
ومَن يخشى القيل والقال من Ø§Ù„ØªØµØ±ÙŠØ Ø¨Ù„Ø¹Ù† ذلك الضلّيل Ùليقل : لعن الله (عزّ وجلّ) Ù…ÙŽÙ† رضيَ بقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , ومن آذى عترة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بغير ØÙ‚Ù‘ , وم