السخاء Ø®Ùلقٌ من أخلاق الأنبياء على نبيّنا وآلÙÙ‡ وعليهم Ø£ÙØ¶Ù„٠الصلاة٠والسّلام , قال تعالى : {وَلَقَدْ Ùَتَنَّا قَبْلَهÙمْ قَوْمَ ÙÙØ±Ù’عَوْنَ وَجَاءَهÙمْ رَسÙولٌ كَرÙيمٌ} [الدخان : 17]. والرسول٠الكريم٠هنا هو موسى (سلام الله عليه) .
وقال تعالى : {Ø¥Ùنَّه٠لَقَوْل٠رَسÙول٠كَرÙيمÙ} [Ø§Ù„ØØ§Ù‚Ø© : 40] .
وهنا المراد به المصطÙÙ‰ Ù…ØÙ…ّد (صلَّى الله عليه وآلÙÙ‡Ù) الذي جمع الشمائلَ Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© كلَّها , وكان منها الكرم المادّيّ٠والمعنويّ , ÙÙŠ الأقوال ÙˆØ§Ù„Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ ÙˆØ§Ù„ØµÙØ§Øª .
والسخاء خلÙÙ‚ÙŒ ÙŠÙØØ¨Ù‘ÙÙ‡ الله (جلَّ وعلا) , ويدعو عبادَه إليه , Ùقال عزَّ Ù…ÙÙ† قائل : {ÙˆÙŽØ£ÙŽÙ‚ÙيمÙوا الصَّلَاةَ وَآتÙوا الزَّكَاةَ ÙˆÙŽØ£ÙŽÙ‚Ù’Ø±ÙØ¶Ùوا اللَّهَ قَرْضًا ØÙŽØ³ÙŽÙ†Ù‹Ø§ وَمَا تÙقَدّÙÙ…Ùوا Ù„ÙØ£ÙŽÙ†Ù’ÙÙØ³ÙÙƒÙمْ Ù…Ùنْ Ø®ÙŽÙŠÙ’Ø±Ù ØªÙŽØ¬ÙØ¯Ùوه٠عÙنْدَ اللَّه٠هÙÙˆÙŽ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} [المزمل : 20] . ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« الشري٠قال النبيّ٠الأعظم (صلّى الله عليه وآله) : (( Ø®ÙÙ„Ù‚Ø§Ù†Ù ÙŠÙØØ¨Ù‘Ù‡Ù…Ø§ الله , وهما ØÙسْن٠الخلÙÙ‚ , والسخاء )) .
ومع أنَّ السخاءَ من ØÙسْن٠الخلÙÙ‚ , إلاّ أنّه جاء Ù…Ùميَّزاً معتنىً به , Ù…ÙÙØ±Ø¯Ø§Ù‹ له Ù„ÙØ¸ÙŒ , ومعدوداً من بين خلÙÙ‚ÙŽÙŠÙ†Ù ÙŠÙØØ¨Ù‘Ùهما الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى Ø› اهتماماً به .
وبين السخاء والكرم والجÙÙˆØ¯Ù ÙˆØ§Ù„Ø³Ù…Ø§ØØ© مشتركاتٌ ÙÙŠ المعنى ÙˆÙØ±ÙˆÙ‚ات , نستطيع Ùهمَها بعد التأمّل ÙÙŠ هذه Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ«Ù Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© :
قال النبيّ٠الأكرم (صلّى الله عليه وآله) : (( الرجال٠أربعة Ø› سخيٌّ وكريم , وبخيلٌ ولئيم Ø› ÙØ§Ù„سخيّ٠الذي ÙŠØ£ÙƒÙ„Ù ÙˆÙŠÙØ¹Ø·ÙŠ , والكريم٠الذي لا ÙŠØ£ÙƒÙ„Ù ÙˆÙŠÙØ¹Ø·ÙŠ , والبخيل الذي يأكل٠ولا ÙŠÙØ¹Ø·ÙŠ , واللئيم٠الذي لا يأكل٠ولا ÙŠÙØ¹Ø·ÙŠ )).
ÙˆØ³ÙØ¦Ù„ الإمام٠الصادق (عليه السّلام) عن ØØ¯Ù‘ السخاء , Ùقال : (( ØªÙØ®Ø±Ø¬Ù Ù…ÙÙ† مالÙÙƒÙŽ الØÙ‚Ù‘ÙŽ الذي أوجبَه الله عليك ÙØªØ¶Ø¹ÙÙ‡ ÙÙŠ موضعه )) .
وجاء عنه (سلام٠الله عليه) أيضاً أنّه قال : (( السخيّ٠الكريم الذي ÙŠÙÙ†Ùق٠مالَه ÙÙŠ ØÙ‚Ù‘Ù )) .
ورÙوي عن الإمام عليّ بن موسى الرضا (صلوات٠الله عليه) أنّه قال : (( السخيّ٠يأكل٠مÙÙ† طعام الناس ليأكلوا من طعامه , والبخيل٠لا يأكل٠من طعام الناس لئلاّ يأكلوا من طعامه )) .
ÙØ§Ù„سخاء ليس ÙÙŠ الإعطاء ÙØØ³Ø¨ , بل ÙÙŠ مقدّÙماته أيضاً Ø› بأن ÙŠÙŽÙ…ÙØ¯Ù‘ الرجل٠يدَه إلى Ø·Ø¹Ø§Ù…Ù ÙŠÙØ¯Ø¹Ù‰ إليه Ø› تواضعاً Ù„Ùما ÙŠÙقدّم له , واستجابةً لدعوة٠الإخوان , وتشجيعاً لهم على أن يأكلوا من عنده , وكذا تشجيعاً لهم على الكرم . ألم نقرأ قولَ مولانا Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) ÙÙŠ مواعظه Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© : (( Ù…ÙŽÙ† قَبÙÙ„ÙŽ عطاءَك Ùقد أعانَكَ على الكرم )) .
أمّا الجÙود , Ùيقول الشيخ٠الجليل Ù…ØÙ…ّد مهدي النراقيّ (رØÙ…Ù‡ الله) ÙÙŠ بيانه : اتّصاÙÙÙ‡ [المنÙÙ‚] بالجود بقدْر٠ما تتّسع له Ù†ÙØ³ÙÙ‡ من قليل٠أو كثير . وتختلÙ٠درجات٠ذلك Ø› ÙØ§ØµØ·Ù†Ø§Ø¹Ù المعرو٠أمرٌ وراءَ ما تÙوجبه Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø¯Ø©Ù ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ±ÙˆÙ‘Ø© , وهو الجود٠بشرط٠أن يكون عن طيبة٠من Ø§Ù„Ù†ÙØ³ , ولا يكون لأجل٠غرض٠من خدمة٠أو مدØÙ أو ثناء Ø› إذ Ù…ÙŽÙ† يبذل٠المالَ بعÙوض٠المدØÙ والثناء٠أو غيرÙÙ‡ Ùليس بجواد , بل هو بيّاعٌ يشتري المدØÙŽ Ø¨Ù…Ø§Ù„Ù‡ Ø› لكون٠المدØÙ ألذَّ عنده من المال .
ÙØ§Ù„جود٠هو بذل٠الشيء عن طيبة٠من القلب٠من غير غرض , ÙØ¥Ø°Ø§ لم يكن غرضÙÙ‡ إلاّ الثوابَ ÙÙŠ الآخرة , ÙˆØ±ÙØ¹ÙŽ Ø§Ù„Ø¯Ø±Ø¬Ø§Øª , واكتسابَ ÙØ¶ÙŠÙ„ة٠الجود , وتطهيرَ Ø§Ù„Ù†ÙØ³Ù عن Ø±Ø°ÙŠÙ„Ø©Ù Ø§Ù„Ø¨ÙØ®Ù„ سÙمّي جواداً .
Ùˆ أمّا ÙÙŠ بيان Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§ØØ© ÙÙ†Ùورد٠هاتين٠الروايتين :
قال أمير المؤمنين عليٌ لولده Ø§Ù„ØØ³Ù† (سلام الله عليهما) : (( يا بÙنيَّ , ما Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§ØØ© ØŸ )) .
قال : (( البذل٠ÙÙŠ العسر ÙˆØ§Ù„ÙŠÙØ³Ø± )) .
وقال الإمام الصادق (عليه السّلام) : (( خيارÙكم Ø³Ù…ØØ§Ø¤Ùكم , ÙˆØ´ÙØ±Ø§Ø±Ùكم Ø¨ÙØ®Ù„اؤÙكم )) .
ثمّ قال (سلام الله عليه) : (( إنَّ ØµØ§ØØ¨ÙŽ Ø§Ù„ÙƒØ«ÙŠØ± يهون٠عليه ذلك (أي Ø§Ù„Ø¨ÙØ±Ù‘) , وقد Ù…Ø¯Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ (عزَّ وجلَّ) ØµØ§ØØ¨ÙŽ Ø§Ù„Ù‚Ù„ÙŠÙ„ Ùقال : {ÙˆÙŽÙŠÙØ¤Ù’Ø«ÙØ±Ùونَ عَلَى أَنْÙÙØ³ÙÙ‡Ùمْ وَلَوْ كَانَ بÙÙ‡Ùمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ ÙŠÙوقَ Ø´ÙØÙ‘ÙŽ Ù†ÙŽÙْسÙÙ‡Ù ÙÙŽØ£ÙولَئÙÙƒÙŽ Ù‡Ùم٠الْمÙÙÙ’Ù„ÙØÙونَ } [Ø§Ù„ØØ´Ø± : 9] .
ÙˆØ§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (صلوات٠الله عليه) يجمع كلَّ ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ الكرم والسخاء٠, والجود ÙˆØ§Ù„Ø³Ù…Ø§ØØ© , ويضمّ٠إليها مراقي الخصال ÙˆØ§Ù„ØµÙØ§Øª الØÙ…يدة٠الطيّبة والأخلاق المØÙ…ودة٠, هذا ما ØÙƒØªÙ’Ù‡ لنا سيرتÙÙ‡ الطاهرة .
ÙØ¥Ø°Ø§ كان السخاء من الإيمان Ø› لقول٠الرسول المعظّم (صلّى الله عليه وآله) : (( إنَّ السخاء من الإيمان )) , ولقولÙÙ‡ (صلّى الله عليه وآله) : (( إنَّ Ø£ÙØ¶Ù„ÙŽ الناس٠إيماناً أبسطÙهم ÙƒÙَّاً )) , ÙÙ…ÙŽÙ† ÙŠÙ†Ø§ÙØ³Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŽ (عليه السّلام) ÙÙŠ ثبات إيمانه ورسوخه وشموخه ØŸ!
وإذا كان للسخاء معالم Ø› منها الابتداء٠بالأَوْلى , ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ©Ù ما يجب٠بذلÙÙ‡ , والصدور٠عن طيب٠قلب , ÙˆØ§Ù„Ø¥Ù†ÙØ§Ù‚ خالصاً لوجه٠الله تعالى , وما إلى ذلك , Ùمَنْ يزاØÙ…٠الإمامَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŽ (سلام٠الله عليه) ÙÙŠ هذه المعار٠والمعاني ÙˆØ§Ù„ØØ§Ù„ات ØŸ!
لقد بذل (صلوات٠الله عليه) ØØªÙ‘Ù‰ Ø¹ÙØ±Ù٠أنَّه لا يخشى Ø§Ù„Ù†ÙØ§Ø¯ Ø› لأنَّه Ø£ØØ³Ù†ÙŽ Ø§Ù„Ø¸Ù†Ù‘ÙŽ بالله تعالى Ø› إذ هو الرزَّاق ذÙÙˆ القوَّة٠المتين . Ùكانَ (عليه السّلام) كما قال وكما دعا Ø› ØÙŠØ« ورد عنه (سلام الله عليه) ÙÙŠ جملة٠ØÙÙƒÙŽÙ…ÙÙ‡ قولÙÙ‡ : (( إنَّ أجودَ الناس٠مَنْ أعطى مَنْ لا يرجوه )).
ولقد أعطى مَنْ يئس من الناس , وأعطى Ùوق ما ينتظر المعسر . ولا تستغرب وهو القائل : (( مالÙÙƒÙŽ إنْ لم يكنْ لك كنتَ له , Ùلا ØªÙØ¨Ù‚٠عليه Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽÙ‡ لا ÙŠÙØ¨Ù‚ÙŠ عليك , وكÙلْه قبل أنْ يأكلَك )) .
ولقد زهد (صلوات٠الله عليه) ÙÙŠ الدنيا , ÙˆØ£ØØ¨Ù‘ÙŽ للناس أن يأخذوا منها ØØ§Ø¬Ø§ØªÙهم , ولو أعطاهم Ù…ÙÙ† عنده ما يخلّÙ٠لديه خصاصة . Ùما أوÙÙ‚ÙŽÙ‡ (سلام الله عليه) مصداقاً لقول جَدّÙÙ‡ المصطÙÙ‰ (صلّى الله عليه وآله) : (( ما Ø¬ÙØ¨ÙÙ„ÙŽ وليّ٠الله إلاّ على السخاء . والسخاء٠ما يقع٠على ÙƒÙ„Ù‘Ù Ù…ØØ¨ÙˆØ¨Ù أقلّÙÙ‡ الدنيا . ومÙÙ† علامات٠السخاء أن لا ÙŠÙØ¨Ø§Ù„ÙŠ Ù…ÙŽÙ† أكلَ الدنيا , ومَن ملكها Ø› مؤمنٌ أو ÙƒØ§ÙØ± , ومطيعٌ أو عاص٠, وشريÙÙŒ أو وضيع .
ÙŠÙØ·Ø¹Ù… غيرَه ويجوع , ويكسو غيرَه ويعرى , ÙˆÙŠÙØ¹Ø·ÙŠ ØºÙŠØ±ÙŽÙ‡ ويمتنع٠من قبول عطاء٠غيره , ويÙمَنّ٠بذلك ولا ÙŠÙŽÙ…Ùنّ , ولو ملكَ الدنيا بأجمعها لم يرَ Ù†ÙØ³Ù‡ Ùيها إلاّ أجنبيّ , ولو بذلها ÙÙŠ ذات الله (عزَّ وجلَّ) ÙÙŠ Ø³Ø§Ø¹Ø©Ù ÙˆØ§ØØ¯Ø©Ù ما ملء ))(1) . أو ÙÙŠ رواية٠: (( ما مَلّ )) .
ÙØ§Ù„سخيّ Ù…ÙŽÙ† بذل ولم يخشَ الÙقر , وأطعمَ غيرَه وجاع , وأعطى غيرَه وامتنع من قبول٠عطاء٠غيره إذا كان ذلك Ø§Ù„ØºÙŠØ±Ù Ù…ÙØºØ±Ø¶Ø§Ù‹ , أو كان السخيّ٠يخشى على Ù†ÙØ³ÙÙ‡ الطمع . إذاً ÙØ§Ù„سخاء ما ØØ¸ÙŠÙŽ Ø¨Ø®ØµÙ„Ø© العÙÙ‘ÙŽØ© والإباء , Ùهذا من ÙƒØ±Ù…Ù Ø§Ù„Ù†ÙØ³ وعزّتÙها .
ولقد ذَكَر لنا التاريخ٠أنَّ الإمامَ موسى بن Ø¬Ø¹ÙØ±Ù الكاظم (عليه السّلام) قال : (( إنَّ Ø§Ù„ØØ³Ù†ÙŽ ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السّلام) كانا لا يقبلان٠جوائزَ معاوية بن٠أبي سÙيان ))(2) Ø› ذلك أنَّ معاويةَ كان ÙŠØØ§ÙˆÙ„ بجوائزه أن يستميلَ الإمامين (عليهما السّلام) Ù€ ÙˆØØ§Ø´Ø§Ù‡Ù…ا Ù€ ليقولا له بالإمامة٠الشرعيّة , ÙˆØ§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© على المسلمين , وهيهات هيهات ذلك ! هذا من جهة .
ومن Ø¬Ù‡Ø©Ù Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ كان ÙŠØØ§ÙˆÙ„ أن يقول للناس : إنَّ الأئمَّةَ Ù€ ØØ§Ø´Ø§Ù‡Ù… Ù€ أهل٠دنيا Ø› ألا ترَونَ ÙƒÙŠÙ ÙŠÙØ±ØÙˆÙ† بالهدايا , ويطمعون بالعطايا , ويتنازلون بذلك عن شؤون الدين واÙمور المسلمين ØŸ.
قال Ù…ØÙ…Ù‘Ø¯Ù Ø¨Ù†Ù Ø·Ù„ØØ©ÙŽ Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠÙ‘ : وقد اشتهر النقل٠عنه (صلوات٠الله عليه) (أي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عليه السّلام) أنَّه كان ÙŠÙكرم الضي٠, ويمنØÙ الطالب , ويصل٠الرØÙ… , ويÙنيل٠الÙقير , ÙˆÙŠÙØ³Ø¹Ù٠السائل , ويكسو العاري , ÙˆÙŠÙØ´Ù’بع الجائع , ÙˆÙŠÙØ¹Ø·ÙŠ Ø§Ù„ØºØ§Ø±Ù… , ويشدّ من الضعي٠, ÙˆÙŠÙØ´Ùق٠على اليتيم , ÙˆÙŠÙØ¹ÙŠÙ† ذا Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© , وقَلَّ أن وَصَلَه مالٌ إلاّ ÙØ±Ù‘ÙŽÙ‚ÙŽÙ‡ .
ونÙقل أنَّ معاويةَ لمَّا قدÙÙ…ÙŽ مكَّةَ وصله بمال٠كثير , ÙˆØ«ÙŠØ§Ø¨Ù ÙˆØ§ÙØ±Ø© , وكسوات٠واÙية , ÙØ±Ø¯Ù‘ÙŽ الجميعَ عليه ولم يقبلْه منه , وهذا سجيّة٠الجواد , وشÙنشنة الكريم , وسمة٠ذي Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§ØØ© , ÙˆØµÙØ©Ù Ù…ÙŽÙ† قد ØÙˆÙ‰ مكارمَ الأخلاق Ø› ÙØ£ÙعالÙÙ‡ المَتْلÙوَّة٠شاهدةٌ له Ø¨ØµÙØ©Ù الكرم , ناطقةٌ بأنَّه متَّصÙÙŒ Ø¨Ù…ØØ§Ø³Ù†Ù الشّÙيم .
ولقد أجاد Ù…ÙŽÙ† قال ÙÙŠ Ù…Ø¯Ø Ø§Ù„Ø£Ø¦Ù…Ù‘Ø© (عليهم٠السّلام) :
كرÙموا وجادَ قبيلÙهم Ù…ÙÙ† قبلÙهم وبنوهÙÙ…Ù Ù…ÙÙ† بعدهم ÙƒÙØ±ÙŽÙ…اءÙ
ÙØ§Ù„ناس٠أرضٌ ÙÙŠ Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§ØØ©Ù والندى وهم٠إذا Ø¹ÙØ¯Ù‘ÙŽ الكرام٠سماءÙ
وكلّ٠ما قيل ÙÙŠ الكرم والسخاء , والجود ÙˆØ§Ù„Ø³Ù…Ø§ØØ© ينطوي ÙÙŠ أخلاق الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) ويصغر Ø› ذلك لأنَّ أخلاق Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ù€ ومنها الكرم Ù€ هي على Ø£ÙØ¶Ù„ النيّة٠وأصلØÙ‡Ø§ , وأنور٠الØÙƒÙ…ة٠وأعقلها .
ثمّ إنَّ الكرمَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘ يشمل٠كلَّ ما ورد من خصائصَ ÙˆÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ÙŽ ÙŠØÙ…لها السخاء٠والجود ÙˆØ§Ù„Ø³Ù…Ø§ØØ© , ØØªÙ‘Ù‰ لَيتميَّز عن كرم٠الناس٠باقترانÙÙ‡ Ø¨Ø£Ø®Ù„Ø§Ù‚Ù Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ , ومعان٠عÙÙ„Ù’ÙˆÙŠÙ‘ÙŽØ©Ù Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ , ÙˆÙ…ØØ§Ø³Ù†ÙŽ Ø´Ø±ÙŠÙØ©Ù Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ . Ùهو كرمٌ مقترنٌ بخلÙق٠طيّب٠آخر , وهو كرمٌ مع ÙØ¶Ù„٠ناÙÙ„ آخر .
تعالوا نتعرّ٠على ذلك ونØÙ† نمشي مع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ أخلاقه , وتعالَوا نتبيَّنْ ذلك من خلال الأخلاق Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© .
1 ـ السخاء مع الموعظة
Ùقد كان Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه Ø£ÙØ¶Ù„٠الصلاة٠والسّلام) ÙŠÙقرن الكرمَ المادّيّ بالكرم المعنويّ Ø› ÙÙŠÙØ³Ø¯ÙŠ Ø§Ù„Ù†ØµÙŠØØ©ÙŽ ÙˆØ§Ù„Ù…ÙˆØ¹Ø¸Ø© ما أمكنه إلى Ù…ÙŽÙ† جاء يسأله , ولا يبخل عليه بØÙƒÙ…ة٠أو ÙˆØµÙŠÙ‘Ø©Ù ØªÙ†ÙØ¹Ù‡ Ø› ÙØ§Ù„مرء٠قد ÙŠØØªØ§Ø¬ إلى المال , لكنَّه إلى المواعظ Ø£ØÙˆØ¬ .
عن عبد الرØÙ…Ù† العرزميّ , عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : (( جاء رجل إلى Ø§Ù„ØØ³Ù†Ù ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السّلام) وهما جالسان٠على Ø§Ù„ØµÙØ§ , ÙØ³Ø£Ù„هما Ùقالا : إنَّ الصدقةَ لا تØÙ„ّ٠إلاّ ÙÙŠ دَين٠مÙÙˆØ¬ÙØ¹ , أو غرْم٠مÙÙØ¸Ø¹ , أو ÙÙŽÙ‚Ù’Ø±Ù Ù…ÙØ¯Ù‚ع , ÙÙيكَ شيءٌ من هذا ØŸ قال : نعم . ÙØ£Ø¹Ø·ÙŽÙŠØ§Ù‡ , وقد كان الرجل٠سألَ عبد الله بنَ عمر وعبدَ الرØÙ…ن٠بنَ أبي بكر ÙØ£Ø¹Ø·ÙŠØ§Ù‡ ولم يسألاه٠عن شيء , ÙØ±Ø¬Ø¹ إليهما Ùقال لهما : ما لكÙما لم تسألاني عمَّا سألني عنه Ø§Ù„ØØ³Ù†Ù ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŸ!
وأخبرهما بما قالا , Ùقالا : إنَّهما ØºÙØ°Ù‘Ùيا بالعلم٠غذاءاً ))(3) .
وجاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŽ (عليه السّلام) رجلٌ من الأنصار يريد أن يسأله ØØ§Ø¬Ø© , Ùقال (عليه السّلام) : (( يا أخا الأنصار , صÙÙ† وجهَكَ عن Ø¨ÙØ°Ù„ة٠المسألة , ÙˆØ§Ø±ÙØ¹Ù’ ØØ§Ø¬ØªÙŽÙƒÙŽ ÙÙŠ رقعة Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ آت٠Ùيها ما سارّك إنَّ شاء الله )) . Ùكتب : يا أبا عبد الله , إنَّ Ù„Ùلان٠عَلَيَّ خمسمئة٠دينار , وقد ألØÙ‘ÙŽ بي , Ùكلّمْه ينظرْني إلى ميسرة .
Ùلمّا قرأ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù (عليه السّلام) الرقعة دخل إلى منزله , ÙØ£Ø®Ø±Ø¬ ØµÙØ±Ù‘َةً Ùيها ألÙ٠دينار , وقال له : (( أمَّا خمسمئة ÙØ§Ù‚ض٠بها دَينَك , وأمَّا خمسمئة ÙØ§Ø³ØªØ¹Ù†Ù’ بها على دهرك , ولا ØªØ±ÙØ¹Ù’ ØØ§Ø¬ØªÙŽÙƒÙŽ Ø¥Ù„Ø§Ù‘ إلى Ø£ØØ¯Ù ثلاثة Ø› إلى ذي دÙين , أو Ù…ÙØ±ÙˆÙ‘ÙŽØ© , أو ØØ³Ø¨ Ø› ÙØ£Ù…َّا ذو الدّÙين Ùيصون دينَه Ø› وأمَّا ذو Ø§Ù„Ù…ÙØ±ÙˆÙ‘ÙŽØ©Ù ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽÙ‡ يستØÙŠÙŠ Ù„Ù…Ø±ÙˆÙ‘ØªÙ‡ Ø› وأمَّا ذو Ø§Ù„ØØ³Ø¨ Ùيعلم أَنَّك لم تÙكرمْ وجهَك أن تبذلَه له ÙÙŠ ØØ§Ø¬ØªÙÙƒ , Ùهو يصون وجهَك أن ÙŠÙŽØ±ÙØ¯Ù‘ÙŽÙƒ Ø¨ØºÙŠØ±Ù Ù‚Ø¶Ø§Ø¡Ù ØØ§Ø¬ØªÙÙƒ ))(4) .
ولو وقÙنا متأمّلين ÙÙŠ هذه الرواية لوجدنا :
أوّلاً : أنَّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) جمع إلى الكرم٠الماليّ الكرمَ المعنويّ Ø› بإسداء٠الØÙƒÙ…ة٠والموعظة .
ثانياً : أعطانا درساً ÙÙŠ الأخلاق والشخصيّة , وهو ألاّ ÙŠÙØ³Ø±Ø¹ÙŽ Ø§Ù„Ù…Ø±Ø¡Ù Ø¥Ù„Ù‰ السؤال , السؤال هو بذل٠ماء٠الوجه Ùلا يسترخصْه لأتÙه٠الأسباب Ø› كأن يبذّر٠Ùيعتمد على السؤال , أو يتكاسل عن العمل ويرجو إعانةَ الناس Ø› ÙÙ…ÙÙ† سمات٠شخصيّة المؤمن الØÙŠØ§Ø¡ , أمَّا كثرة٠السؤال ÙØªÙذهب الØÙŠØ§Ø¡ .
ثمَّ إذا Ø§Ø¶Ø·ÙØ±Ù‘ÙŽ المرء٠إلى المسألة ÙØ¹Ù„يه :
Ø£ Ù€ أن يتكتّمَ ÙˆÙŠØªØØ±Ù‘َج ÙÙŠ الطلب , ويتّخذ أشرÙÙŽ الأسباب إلى الاقتراض مثلاً , وأØÙظها لكرامته .
ب Ù€ أن يختارَ من الناس Ù…ÙŽÙ† ÙŠØÙظ٠عليه ماءَ وجهه وكرامتَه , وقد ÙˆÙَّرَ علينا Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وعلى السائل عناءَ Ø§Ù„Ø¨ØØ« عمّن ÙŠØÙظ ماءَ وجهه وكرامته Ø› ØÙŠØ« دلاّه على ثلاثة Ø› إمَّا ذي دÙين , أو مروّة , أو ØØ³ÙŽØ¨ .
ثالثاً : جمع Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) إلى الكرم ÙƒÙØ§ÙŠØ©ÙŽ Ø§Ù„Ø³Ø§Ø¦Ù„ , Ùلم ÙŠÙØ¹Ø·ÙÙ‡ نصÙÙŽ المبلغ مثلاً وقال له اطلبْ نصÙÙŽÙ‡ الآخر من غيري , بل أعطاه ما يسدّ به دَينَه , ثمَّ زاد على ذلك بأن وهبَه Ø®Ù…Ø³ÙŽÙ…Ø¦Ø©Ù Ø¯ÙŠÙ†Ø§Ø±Ù Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ يتوسَّع بها , ويÙÙˆØ³Ù‘ÙØ¹ بها على عياله Ø› ÙØ§Ù„مَدين٠لا بدَّ أن يكون عيالÙÙ‡ ÙÙŠ ضائقة , ويستعين بها على ما بعد الدَّين Ø› لكي لا يستدينَ مرَّةً Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ .
ثمَّ لا ÙŠÙوتنا أنَّ الرجلَ ØÙŠÙ†Ù…ا قدÙÙ… إلى الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) كأنّه كان قد نوى سؤالَ ØØ§Ø¬ØªÙ‡ , Ùلمَّا أرشده Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) إلى صيانة٠وجهه٠عن بذلة المسألة , ÙˆØ±ÙØ¹Ù ØØ§Ø¬ØªÙ‡ ÙÙŠ رقعة , كتب الرجل٠يسألÙÙ‡ أن ÙŠÙكلّÙÙ…ÙŽ دائنَه ÙÙŠ أن ÙŠÙمهلَه إلى ØÙŠÙ† السعة٠والميسرة , ولم يكتبْ له ÙÙŠ رقعته أن هبني ما Ø£ØØªØ§Ø¬Ù‡ وهو خمسÙمئة٠دينار .
وكأنّه قد تعلَّم الدرس سريعاً , وكأنَّ الإمامَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قد ÙƒØ§ÙØ£Ù‡ على ذلك Ø› بأن أكرمَه بما يقضي به دَينَه , ÙˆÙƒØ§ÙØ£Ù‡ Ø¨Ø®Ù…Ø³Ù…Ø¦Ø©Ù Ø¯ÙŠÙ†Ø§Ø±Ù Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ على ØØ³Ù† تعلّمه للدرس الأخلاقيّ , وهو صيانه الوجه عن بذلة المسألة , ÙØµØ§Ù†ÙŽ ÙˆØ¬Ù‡ÙŽÙ‡ عن مطالبة٠الدائن , وعن المسألة ÙÙŠ المستقبل , ووÙّى (عليه السّلام) بما وعدَه بأن ÙŠÙØ¤ØªÙŠÙŽÙ‡ ما يسرّه , وكان ما يسرّه قضاء دينه , والسعة ÙÙŠ المستقبل .
Ùكان إلى كرم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) التكريم ÙˆØ§Ù„Ù…ÙƒØ§ÙØ£Ø© والرØÙ…Ø© Ø› لأنَّ
المَدينَ يشعر٠بالذلّ٠, ويشعر بالقلق غالباً .
قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله) : (( لا تزال Ù†ÙØ³Ù المؤمن معلَّقةً ما كان عليه دَين ))(5) .
وقال الإمام عليٌّ (عليه السّلام) : (( إيَّاكÙمْ والدَّين Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽÙ‡ هَمٌّ بالليل , وذÙلٌّ بالنهار ))(6) . هذا ÙÙŠ الدَّين , أمَّا ÙÙŠ المعيشة Ùيقول نبيّ٠الرØÙ…Ø© (صلّى الله عليه وآله) : (( إنَّ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŽ Ø¥Ø°Ø§ Ø£ØØ±Ø²ØªÙ’ Ù‚Ùوتَها استقرَّتْ ))(7) .
وقد جادَ Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) على هذا الرجل السائل بالرØÙ…Ø© ØÙŠÙ† Ø±ÙØ¹ عنه دَينَه , وأمَّنَ له Ù‚Ùوتَه للمستقبل , وكلّ٠هذا كان مع الموعظة .
ذلك الكرم٠المعنويّ , ÙØ³Ù„ام٠الله عليك يا أبا عبد الله , يابن رسول الله , أيّÙها الغصن٠الأشمّ٠العاطر من الشجرة٠النبويّة ÙˆØ§Ù„Ø¯ÙˆØØ© الهاشميّة .
2 Ù€ السخاء مع ØÙظ ماء الوجه
ولا يخÙÙ‰ على اللبيب أنَّ السائل إذا كان ذا عزَّة٠وكرامة لا يهون عليه أن يبذلَ ماءَ وجهه إلاّ إذا Ø§Ø¶Ø·ÙØ±Ù‘ÙŽ لذلك , ووجدَ ذا دين٠أو مروءة٠أو ØØ³Ø¨ , Ùينهض إليه يعرض ØØ§Ø¬ØªÙ‡ , ÙØªØªØ¹Ø«Ù‘ر٠قدماه بأذيال الØÙŠØ§Ø¡ , وتتردّد خطاه Ùيقوم Ø¨Ø¯Ø§ÙØ¹ Ø§Ù„ÙØ§Ù‚Ø© والضائقة , ÙˆÙŠÙØØ¬Ù… Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ Ø¨Ø¯Ø§ÙØ¹ العزّة والإباء , ثمَّ لا ÙŠØ¬Ø¯Ù Ø¨ÙØ¯Ù‘َاً من أن ÙŠÙØ¹Ø±Ùبَ عن ØØ§Ø¬ØªÙ‡ وهو ÙŠÙØØ³Ù‘Ù Ø£Ù†Ù‘Ù‡ باعَ ماء وجهه ولا يدري ماذا سيشتري به ØŸ
Ø£ÙŠØØµÙŽÙ„Ù’ على ما ÙŠÙكّ به ظنكَه , أم يرجع٠خائباً Ù…ØØ±ÙˆÙ…اً وقد ذهب ماء٠وجهه ÙÙŠ غير موضعه ØŸ
هذا ما يجول ÙÙŠ خاطر السائل , أمَّا Ù…ÙŽÙ† يقْدم٠على Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø©Ù المصطÙÙ‰ أبي عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽÙ‡ لا ÙŠÙŽØ±Ø¬ÙØ¹Ù إلى أهله وعياله إلاّ بالعطاء٠موÙوراً , وبالكرامة٠مØÙÙˆÙØ§Ù‹ , قد قضى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù (عليه السّلام) له ØØ§Ø¬ØªÙŽÙ‡ , ونÙّسَ كربتَه , ويسّر Ø¹ÙØ³Ø±ØªÙŽÙ‡ , ÙˆØÙ„Ù‘ÙŽ ضائقتَه بكرمه الغزير . وكلّ٠ذلك ÙŠØØ¸Ù‰ به السائل٠عنده مع ØÙظ ماء الوجه , يشتريه بالتكريم Ù…Ù…Ù‘Ù†Ù Ø§Ø¶Ø·ÙØ±Ù‘ÙŽ إلى بيعه .
أعطى السائلَ الذي أتى إليه Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ , ÙØ£Ø®Ø° ينقدها , Ùقال الخازن : بعتَنا شيئاً ØŸ
قال السائل : ماءَ وجهي .
Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( صَدَق , أعطÙÙ‡ Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ ÙˆØ£Ù„ÙØ§Ù‹ ÙˆØ£Ù„ÙØ§Ù‹ Ø› (الأوّل) لسؤالÙÙƒ , (الأل٠الثاني) لماء٠وجهك , (الأل٠الثالث) لأنّك أتيتنا ))(8) .
وأعطاه رجلٌ قطعةً , Ùقال له Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( ØØ§Ø¬ØªÙÙƒ مقضيّة )) , قبل قراءتها , Ùقيل له : هلاّ رأيتَ ما Ùيها .
قال : (( يسألÙني الله عن وقوÙÙ‡ بين يدَيّ ØØªÙ‘Ù‰ أقرأها ))(9) .
ÙˆÙÙŠ Ø±ÙˆØ§ÙŠØ©Ù Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ : قيل له : يابنَ رسول٠الله , لو نظرتَ ÙÙŠ رقعته ثمَّ رددتَ الجوابَ على قدْر٠ذلك .
Ùقال : (( يسألÙني الله تعالى عن ذÙلّ٠مَقامÙÙ‡ بين يدَيّ ØØªÙ‘Ù‰ أقرأَ رقعتَه ))(10) .
أيّ٠تقوى هذه ! ÙˆØ£ÙŠÙ‘Ù Ø¹Ø§Ø·ÙØ©Ù Ø´ÙÙ‘Ø§ÙØ©Ù تلك ! إنَّه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† سبط٠رسول الله (صلّى الله عليه وآله) , ورث عن جَدّÙه٠الأخلاقَ العظيمة , ÙØØ¸ÙŠÙŽ منه الناس بالكرم٠المÙكْرÙÙ… , وبالعطاء والتكريم , وبالجود والكرامة .
ويبلغ٠شرÙ٠السخاء٠عن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أنَّ سائلاً يتوهَّم٠Ùيأتي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŽ ÙŠØ¸Ù†Ù‘ÙÙ‡ Ø§Ù„ØØ³Ù†ÙŽ Ø£Ø®Ø§Ù‡ (سلام الله عليهما) Ø› لأنّه كان قد وعدَه Ø¨Ù…ÙƒØ§ÙØ£Ø© , Ùلم ÙŠÙØ´Ù„Ù‡ , ولم يخيّبْه , ولم يكش٠له توهّمَه , وإليك الرواية Ø¨ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ها كما ينقلÙها الخوارزميّ , ØÙŠØ« يقول :
خرج Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) إلى Ø³ÙØ±Ù , Ùمرَّ براعي غنم , Ùنزل عنده ÙØ£Ù„Ø·ÙÙ‡ وبات عنده , Ùلمَّا Ø£ØµØ¨Ø Ø¯Ù„Ù‘Ù‡ على الطريق , Ùقال له Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) : (( إنّي ماض٠إلى ضيعتي ثمّ أعود إلى المدينة )) . ووقّت له وقتاً وقال له : (( تأتيني به )) .
Ùلمّا جاء Ø§Ù„ÙˆÙ‚ØªÙ Ø´ÙØºÙ„ Ø§Ù„ØØ³Ù†Ù بشيء٠من اÙموره عن قدوم المدينة , ÙØ¬Ø§Ø¡ الراعي وكان عبداً لرجل٠من أهل المدينة , ÙØµØ§Ø± إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وهو يظنّÙÙ‡ Ø§Ù„ØØ³Ù†ÙŽ , Ùقال : أنا العبد٠الذي بتَّ عندي ليلةَ كذا , ووعدتَني أن أصيرَ إليك ÙÙŠ هذا الوقت .
وأراه Ø¹Ù„Ø§Ù…Ø§ØªÙ Ø¹Ø±ÙŽÙ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù أنّه Ø§Ù„ØØ³Ù† , Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù له : (( لمَنْ أنت يا غلام ØŸ )) .
Ùقال : Ù„Ùلان .
Ùقال : (( كم غنمÙÙƒ ØŸ )) .
قال : ثلاثمئة . ÙØ£Ø±Ø³Ù„ إلى الرجل ÙØ±ØºÙ‘به ØØªÙ‘Ù‰ باعه الغنمَ والعبدَ , ÙØ£Ø¹ØªÙ‚Ù‡ ووهبَ له الغنمَ Ø› Ù…ÙƒØ§ÙØ£Ø©Ù‹ لما صنع مع أخيه , وقال : (( إنَّ الذي باتَ عندك أخي , وقد ÙƒØ§ÙØ£Ù’تÙÙƒÙŽ Ø¨ÙØ¹Ù„ÙÙƒÙŽ معه ))(11) .
أيّ٠خلÙق٠هذا ! ØÙŽÙÙØ¸ÙŽ Ø¨Ù‡ ماءَ وجه٠العبد٠إذ جاءه متوهّماً بعد أن ظنَّ أنَّه Ø§Ù„ØØ³Ù†Ù (عليه السّلام) , ÙÙƒØ§ÙØ£Ù‡ أصالةً عن Ù†ÙØ³Ù‡ Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© , ونيابةً عن أخيه , ولم يردَّه لتوهّمه . وقد Ø£ØØ³Ù†ÙŽ Ø§Ù„Ù…ÙƒØ§ÙØ£Ø©ÙŽ Ø£ÙŠÙ‘Ù…Ø§ Ø¥ØØ³Ø§Ù†Ù Ø› بأن أعتقه , واشترى له غنماً كثيرة ÙÙŠØªØØ±Ù‘ر بذلك من رقّ٠العبوديّة لذلك الرجل , ومن رقّ٠سؤال الناس ÙˆØ§Ù„ØØ§Ø¬Ø© Ø§Ù„Ù…ÙØØ±Ø¬Ø© Ø› ÙيكÙÙ‘ يدَه ولسانَه عن السؤال , ولا يبذل ماءَ وجهه للناس .
وهو (سلام الله عليه) شجّع على Ø§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ù† لأنّه ÙŠÙØØ¨Ù‘Ù‡ , ÙˆÙƒØ§ÙØ£ÙŽ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ ليسودَ المعرو٠ولا ينقطعَ سبيلÙÙ‡ , وأكرمَ القادمَ عليه وإن كان متوهّماً Ø› ÙØÙÙØ¸ عليه ماءَ وجهه Ø› ÙØ¨Ø°Ù„Ùƒ جمع إلى السخاء٠الماديّ السخاءَ المعنويّ , وردَّ الغلامَ العبدَ إلى أهله ØÙرَّاً مكرَّماً , مسروراً مطمئنَّاً , قد رÙÙØ¹ عنه همّ٠العيش وذلَّة٠الرقّ٠والعبوديّة للناس .
وليس عجيباً أن يصدر ذلك من رجل٠ورث أكرمَ الخلْق Ù…ØÙ…ّداً (صلّى الله عليه وآله) , إنَّما العجيب٠ØÙ‚َّاً أن ÙŠÙØ¨Ø®ÙŽÙ„ÙŽ على هذا الكريم بقطرة٠ماء بعد أن أجهده القتال أمام الآلاÙÙ Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù„Ù‘ÙØ© من جيش عمر بن سعد , وقد قال له الشمر : لا تذوقه ØØªÙ‘Ù‰ ØªÙŽØ±ÙØ¯ÙŽ Ø§Ù„Ù†Ø§Ø± ! وناداه رجل : يا ØØ³ÙŠÙ† , ألاَ ترى Ø§Ù„ÙØ±Ø§ØªÙŽ ÙƒØ£Ù†Ù‘Ù‡ بطون٠الØÙŠÙ‘ات ØŸ Ùلا تشرب منه ØØªÙ‘Ù‰ تموتَ عطشا ! من هوان الدنيا على الله إذ يشتدّ العطش٠بالكريم , ÙÙŠØÙˆÙ„ بينه وبين الماء٠لئيم !
وقد Ø¹ÙØ±Ù الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) بصدقات السرّ . يقول العالم الشيخ Ø¬Ø¹ÙØ± التستريّ (رضوان الله عليه) ÙÙŠ جملة٠خصائص Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : ومنها الصدقات , Ùقد تØÙ‚ّقتْ منه خصوصيّةٌ Ùيها ما سÙمعتْ من غيره Ø› وذلك أنّه رأَوا ÙÙŠ ظهره يومَ الطÙÙ‘Ù Ø«Ùنات , ÙØ³Ùئل السجّاد٠ولدÙÙ‡ (عليه السّلام) عنها , Ùقال : (( إنَّ ذلكَ ممّا كان ينقلÙÙ‡ ÙÙŠ الليل٠على ظهرÙÙ‡ للأرامل والأيتام )) .
قال الراثيّ :
وإنَّ ظَهراً غدا Ù„Ù„Ø¨ÙØ±Ù‘٠ينقلÙÙ‡ سرّاً إلى أهله ليلاً لَمكسورÙ
أجل , ÙØ°Ù„Ùƒ الظهر لا أدري كم هوتْ عليه سيوÙ٠الغدر , وطعنتْ به رماØÙ Ø§Ù„ÙƒÙØ± ØØªÙ‘Ù‰ مزّقتْه وكسّرته كما كسّرتْ ... ! كسّرتْ ذلك العاتقَ الشريÙÙŽ الذي ØÙ…Ù„ إلى الجياع والمساكين , ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ واليتامى والأرامل ما يسدّون به جَوعتَهم , ويØÙظون به ماءَ وجوههم .
قد ضربوا عاتقَه Ø§Ù„Ù…ÙØ·ÙŽÙ‡Ù‘َر بضربة٠كبا لها على الثَّرى
ذلك بعد أن جمع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) إلى الكرم الرØÙ…ةَ الرقيقة , ÙˆØ§Ù„Ø§ÙØ¨ÙˆÙ‘َةَ الشÙيقة , والسترَ على ذÙÙ„Ù‘Ù Ø§Ù„Ù…ØØªØ§Ø¬ÙŠÙ† , والكرامةَ على Ù…ÙŽÙ† ÙŠØ´Ø¹ÙØ± بعار السؤال ØØªÙ‘Ù‰ أنسى القادمينَ عليه أنّهم سائلون Ø› لجميل٠ما أكرمهم به , وطيب٠ما قابلهم به .
جاء أعرابيّ إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ùقال : يابنَ رسول الله , قد ضمنت٠دÙيةً كاملةً وعجزت٠عن أدائها , Ùقلت٠ÙÙŠ Ù†ÙØ³ÙŠ : أسأل٠أكرمَ الناس , وما رأيت٠أكرمَ Ù…ÙÙ† أهل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) .
Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( يا أخا العرب , أسألك عن ثلاث٠مسائل Ø› ÙØ¥Ù† أجبتَ عن ÙˆØ§ØØ¯Ø©Ù أعطيتÙÙƒ Ø«Ù„ÙØ«ÙŽ Ø§Ù„Ù…Ø§Ù„ , وإن أجبتَ عن اثنتين أعطيتÙÙƒ Ø«Ù„ÙØ«ÙŽÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø§Ù„ , وإن أجبتَ عن٠الكلّ٠أعطيتÙÙƒ الكلّ )) .
Ùقال الأعرابيّ : يابن رسول الله , Ø£Ù…ÙØ«Ù„ÙÙƒÙŽ يسأل٠مثلي وأنتَ من أهل العلم٠والشر٠؟!
Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( بلى , سمعت٠جدّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙ Ø¨Ù‚Ø¯Ù’Ø±Ù Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© )) .
Ùقال الأعرابيّ : سَلْ عمّا بدا لك , ÙØ¥Ù† أجبت٠وإلاّ تعلّمت٠منك , ولا قوَّةَ إلاّ بالله .
Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( Ø£ÙŠÙ‘Ù Ø§Ù„Ø£Ø¹Ù…Ø§Ù„Ù Ø£ÙØ¶Ù„ ØŸ )) .
Ùقال الأعرابيّ : الإيمان بالله .
Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( Ùما النجاة٠مÙÙ† الهَلَكة ØŸ )) .
Ùقال الأعرابيّ : الثقة بالله .
Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( Ùما يزين الرجل ØŸ )) .
Ùقال الأعرابيّ : علمٌ معه ØÙلْم .
قال : (( ÙØ¥Ù† أخطأه ذلك ØŸ )) .
Ùقال : مالٌ معه مروّة .
قال : (( ÙØ¥Ù† أخطأه ذلك ØŸ )) .
Ùقال : Ùَقْرٌ معه صبر .
Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( ÙØ¥Ù† أخطأه ذلك ØŸ )) .
Ùقال الأعرابيّ : ÙØµØ§Ø¹Ù‚ةٌ تنزل من السماء ÙˆØªÙØØ±Ù‚Ù‡ Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽÙ‡ أهلٌ لذلك .
ÙØ¶ØÙƒ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ورمى له Ø¨ØµÙØ±Ù‘ة٠Ùيها ألÙ٠دينار , وأعطاه خاتمَه ÙˆÙيه ÙØµÙ‘ÙŒ قيمتÙÙ‡ مئتا درهم , وقال : (( يا أعرابيّ , أعط٠الذهبَ إلى غرمائك , واصرÙ٠الخاتمَ ÙÙŠ Ù†Ùقتك )) .
ÙØ£Ø®Ø° الأعرابيّ ذلك وقال : {اللَّه٠أَعْلَم٠ØÙŽÙŠÙ’Ø«Ù ÙŠÙŽØ¬Ù’Ø¹ÙŽÙ„Ù Ø±ÙØ³ÙŽØ§Ù„َتَهÙ} [الأنعام : 124](12).
وهنا تعالوا نتوقّ٠عند هذه الرواية لنرى ماذا كان غير٠الكرم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘ ØŸ
أوّلاً : إنَّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أنسى الأعرابيّ مسألتَه ÙˆØØ§Ø¬ØªÙŽÙ‡ , ÙØ§Ø±ØªÙع ØÙŽØ±ÙŽØ¬ÙÙ‡ , وذهبتْ عنه ذلّتÙÙ‡ . وليس ذلك ÙØØ³Ø¨ , ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽÙ‡ (سلام الله عليه) غيَّر جَوَّ المسألة ÙˆØ§Ù„ØØ§Ø¬Ø© والطلب إلى جوّ٠السؤال والجواب والعلم , ÙØ¥Ø°Ø§ بالأعرابيّ ÙŠØ¬Ø¯Ù Ù†ÙØ³ÙŽÙ‡ أمامَ عالÙÙ…Ù ÙŠÙØ±ÙŠØ¯ أجوبةً منه , وإن تظاهر ذلك العالÙم٠أنَّه ÙŠÙØØ¨Ù‘ أن يسمع إجابات٠المسائل الثلاث , ØØªÙ‘Ù‰ تساءل الأعرابيّ متعجّباً : يابن رسول الله , أمثْلÙÙƒ يسأل مثلي وأنت من أهل العلم والشر٠؟!
وهذا يدلّ٠على أنَّ الأعرابيّ لم يشعرْ أنَّه ÙÙŠ Ø¬ÙˆÙ‘Ù Ø§Ù…ØªØØ§Ù† , إنَّما ÙÙŠ جوّ٠علميّ ØªÙØ·Ø±Ø Ùيه الأسئلة ÙˆÙŠÙØ·Ù„ب٠منه ما ÙŠÙ†ÙØ¹ المستمعين Ø› ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨ على أيّ٠الأعمال Ø£ÙØ¶Ù„ , وما النجاة من الهلكة ØŸ وكان السؤال الثالث : ما يزين٠الرجل ØŸ ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨ : علْمٌ معه ØÙلْم .
ويبدو أنَّ الأسئلة الثلاثة قد انتهت , إلاّ أنّنا نرى أنَّ أسئلةً Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ قد Ø·ÙØ±ØØªÙ’ بصيغة٠متتابعة , وهي : ÙØ¥Ù† أخطأه ذلك ØŸ وإذا لم تكن أسئلة Ùهي ØªÙØ±ÙŠØ¹Ø§Øª على السؤال الثالث . ولم نسمع من الأعرابيّ اعتراضاً على تجاوز السؤال الثالث إلى الرابع ÙØ§Ù„خامس ÙØ§Ù„سادس , أو Ù‚Ùلْ إن شئتَ : على Ø§Ù„ØªÙØ±ÙŠØ¹Ø§Øª الإضاÙيّة الثلاثة للسؤال الثالث , إنَّما مضى ÙŠÙØ¬ÙŠØ¨ وكأنّه نسيَ أنّه قد جاءَ Ø¨ØØ§Ø¬Ø©Ù , وهي قضاء٠دية٠كاملة٠ÙÙŠ عاتقه Ø› ممّا يدلّ٠على أنَّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) قد خلقَ له جَوَّاً آخرَ ذهب Ùيه عن الأعرابيّ ما قد Ø£ØØ±Ø¬Ù‡ من السؤال ÙÙŠ Ù‚Ø¶Ø§Ø¡Ù ØØ§Ø¬ØªÙ‡ .
ودليلٌ بيّÙÙ†ÙŒ على ذلك أنَّ السؤال الأخير قد أجاب عليه Ø¨Ø¬Ù…Ù„Ø©Ù Ø¯Ø¹ØªÙ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) يضØÙƒ , Ùكان جوَّ Ø¥Ø®Ø§Ø¡Ù ÙˆÙ…ÙØ§ÙƒÙ‡Ø© , ÙˆÙ…ÙØ§ÙƒÙ‡Ø©Ù الإخوان من الأخلاق Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„Ø© , لا سيّما إذا كانت معقولةً لا إسراÙÙŽ Ùيها , وجاءت Ù…ÙØ°Ù‡Ø¨Ø©Ù‹ للهمّ , مزيلةً للتعب٠والعناء.
ثانياً : جعل Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) عطاءَه للأعرابيّ بصيغة Ù…ÙƒØ§ÙØ£Ø©Ù علميّة لا بصيغة٠صدقة٠على سؤال , وهذا Ø£ØÙظ٠لماء٠الوجه , وأكرم للرجل الوجيه الذي ÙŠØÙ…Ù„ ÙÙŠ صدره علماً .
ثالثاً : من خلال Ø§Ù„Ù…Ø¨Ø§ØØ«Ø© العلميّة Ø§Ù„Ù†Ø§ÙØ¹Ø© يستÙيد القارئ أنَّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) يشجّع على العلم , ويدعو إلى ذكر الله , وقد استطاع أن ÙŠÙØ¸Ù‡Ø±ÙŽ Ø¹Ù„Ù…ÙŽ الأعرابيّ . وأقول : علم الأعرابيّ٠؛ لأنَّ الإمامَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أقرَّ على أجوبته , Ùهي صØÙŠØØ© بالنسبة لأمثاله على Ø£Ù‚Ù„Ù‘Ù Ø§Ù„ÙØ±ÙˆØ¶ , ولو كانت خطأً لردَّ عليها . ولم يخل٠اللقاء٠أو المجلس من ذكر٠لله تعالى , ومن Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø©Ù علميّة Ù„Ù„ØØ§Ø¶Ø±ÙŠÙ† إذا كان هناك Ù…ÙŽÙ† ØØ¶Ø± .
رابعاً : كان من كرم الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أن زاد الأعرابيّ على ØØ§Ø¬ØªÙ‡ , ÙØ£Ø¹Ø·Ø§Ù‡ مبلغ الدية , ووهبَه خاتمَه لينÙÙ‚ ثمنه على ما ÙŠØØªØ§Ø¬Ù‡ , وبهذا يجمع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) إلى السخاء ØÙظَ ماء٠الوجه , والتذاكرَ ÙÙŠ العلم , والعطاء بما يزيد على السؤال Ø› Ùلعلَّ سائلاً يخجل أن يطلب أمرين : مبلغَ الدية مثلاً , وما يستعين به على ØØ§Ø¬Ø§ØªÙ‡ ونÙقات عياله . وقد ÙƒÙØ§Ù‡ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) الأمر الثاني Ø› ÙØ£Ø¹Ø·Ø§Ù‡ خاتمَه من غير أن يسألَه ذلك . ÙØ³Ù„امٌ عليك يا سليلَ النبوَّة ووريث الإمامة .
ولعلَّك استأنستَ بالرواية , وقد ÙŠØØ¯ÙˆÙƒ الاستئناس٠إلى أن ترجعَ إليها تقراÙها ثانيةً , لكنّي Ù€ وإن كنت٠لا أق٠ÙÙŠ طريق رجعتك إليها Ù€ أدعوك إلى أن
تقرأ الرواية من قلم Ø§Ù„ÙØ®Ø± الرازيّ , ØÙŠØ« كتب ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡ المعرو٠(Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± الكبير): ... أعرابيٌّ قصد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ (رضي الله عنهما) ÙØ³Ù„ّم عليه وسأله ØØ§Ø¬Ø©Ù‹ , وقال : سمعت٠جدَّك يقول : (( إذا سألتÙÙ… ØØ§Ø¬Ø©Ù‹ ÙØ§Ø³Ø£Ù„وها من Ø£ØØ¯Ù أربعة Ø› إمَّا عربيّ شري٠, أو مَولىً كريم , أو ØØ§Ù…Ù„ القرآن , أو ØµØ§ØØ¨ ÙˆØ¬Ù‡Ù ØµØ¨ÙŠØ )) Ø› ÙØ£Ù…َّا العرب ÙØ´Ø±Ùتْ بجَدّÙÙƒ , وأمَّا Ø§Ù„ÙƒØ±Ù…Ù ÙØ¨Ø¯Ø£ بكم وسيرتكم , وأمَّا القرآن٠ÙÙÙŠ بيوتكم نزل , وأمَّا Ø§Ù„ÙˆØ¬Ù‡Ù Ø§Ù„ØµØ¨ÙŠØ ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ سمعت٠رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : (( إذا أردتÙÙ… أن تنظروا إليَّ ÙØ§Ù†Ø¸Ø±ÙˆØ§ إلى Ø§Ù„ØØ³Ù†Ù ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† )) .
Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( ما ØØ§Ø¬ØªÙÙƒ ØŸ )) .
Ùكتبها على الأرض , Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( سمعت٠أبي عليّاً يقول : قيمة٠كلّ٠امرىء٠ما ÙŠÙØØ³Ù†Ù‡ . وسمعت٠جَدّÙÙŠ يقول : المعرو٠بقدر Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© . ÙØ£Ø³Ø£Ù„Ùƒ عن ثلاث مسائل إن Ø£ØØ³Ù†ØªÙŽ ÙÙŠ Ø¬ÙˆØ§Ø¨Ù ÙˆØ§ØØ¯Ø©Ù Ùلك Ø«Ù„ÙØ«Ù ما عندي , وإن أجبتَ عنَ اثنتين٠Ùلك Ø«Ù„ÙØ«Ø§ ما عندي , وإن أجبتَ عن الثلاث Ùلك كلّ٠ما عندي , وقد ØÙمل إليَّ ØµÙØ±Ù‘َةٌ مختومةٌ من العراق )) .
Ùقال : سلْ , ولا ØÙˆÙ„ ولا قوّةَ إلاّ بالله .
Ùقال : (( Ø£ÙŠÙ‘Ù Ø§Ù„Ø£Ø¹Ù…Ø§Ù„Ù Ø£ÙØ¶Ù„ ØŸ )) .
Ùقال الأعرابيّ : الإيمان بالله .
قال : (( Ùما نجاة٠العبد٠من الهلكة ØŸ )) .
Ùقال الأعرابيّ : الثقة بالله .
قال : (( Ùما يَزين٠المرء ØŸ )) .
Ùقال الأعرابيّ : علْمٌ معه ØÙ„ْم .
قال : (( ÙØ¥Ù†Ù’ أخطأه ذلك ØŸ )) .
قال : Ùمالٌ معه كرم .
قال : (( ÙØ¥Ù†Ù’ أخطأه ذلك ØŸ )) .
قال : ÙÙقْرٌ معه صبر .
قال : (( ÙØ¥Ù†Ù’ أخطأه ذلك ØŸ )) .
قال : ÙØµØ§Ø¹Ù‚ةٌ تنزل من السماء ÙØªØØ±Ù‚Ù‡ .
ÙØ¶ØÙƒ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ورمى بالصرّة اليه .
3 Ù€ السخاء مع الØÙŠØ§Ø¡
والØÙŠØ§Ø¡ ØµÙØ©ÙŒ Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ©ÙŒ عند أهل البيت (سلام الله عليهم) Ø› إذ هم أشدّ٠الناس٠ØÙŠØ§Ø¡Ù‹ من الله تعالى , وكلّما أرادوا أن ÙŠÙØ¹Ø·ÙˆØ§ خالط عطاءهم٠الØÙŠØ§Ø¡ Ø› لأنّهم (صلوات الله عليهم) يستقلّون هباتÙهم , وقد Ø¹Ø²ÙØªÙ’ Ù†Ùوسهم عن ØØ·Ø§Ù…٠الدنيا , ورجَوا للناس أن تÙقضى ØÙˆØ§Ø¦Ø¬Ùهم , ولولا خشية الإسرا٠لبذلوا ما يبهت٠له السائل Ø› إذ مروّتÙهم أعلى ممّا ÙŠØ·Ù„Ø¨Ù‡Ù Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³Ù ÙˆÙŠØØªØ§Ø¬ÙˆÙ†Ù‡ .
جاء رجلٌ إلى الإمام Ù…ØÙ…ّد الجواد (عليه السّلام) Ùقال له : أعطنÙÙŠ على قدْر٠مروّتÙÙƒ .
Ùقال (عليه السّلام) : (( لا يَسَعÙÙ†ÙÙŠ )) .
Ùقال : على قدْري .
قال (عليه السّلام) : (( أمَّا ذا Ùَنَعَم . يا غلام٠, أعطÙÙ‡ مئتَي دينار ))(13) .
وإذا كان ÙÙŠ المرء ØÙŠØ§Ø¡ÙŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽÙƒ تنتظر٠منه خصالاً طيّبةً Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ Ø› لأنَّ النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) قال : (( أمّا الØÙŠØ§Ø¡ Ùيتشعّب منه Ø§Ù„Ù„Ù‘ÙŠÙ†Ù ÙˆØ§Ù„Ø±Ø£ÙØ©Ù والمراقبة٠لله ÙÙŠ السرّ٠والعلانية , والسلامة٠واجتناب٠الشرّ٠, ÙˆØ§Ù„Ø¨Ø´Ø§Ø´Ø©Ù ÙˆØ§Ù„Ø³Ù…Ø§ØØ© , ÙˆØ§Ù„Ø¸ÙØ±Ù ÙˆØÙسن٠الثناء على المرء٠ÙÙŠ الناس ... ))(14) .
ÙØ¥Ø°Ø§ قدÙÙ… سائلٌ على أهل البيت (عليهم السّلام) سارعوا إلى Ù‚Ø¶Ø§Ø¡Ù ØØ§Ø¬ØªÙ‡ Ø› يستØÙˆÙ† أن يرَونَ على وجهه ذÙلَّ المسألة وانكسارَ السائل , ويستØÙˆÙ† أن ÙŠÙØ¤Ø®Ù‘ÙØ±ÙˆÙ‡ , أو ÙŠÙØ¹Ø·ÙˆÙ‡ دونَ ما يأمÙÙ„ , أو دونَ ØØ§Ø¬ØªÙ‡ . ÙØ¥Ø°Ø§ كان السائل ممّن هو أهلٌ للعطاء أكرموه وزادوا ÙÙŠ إكرامه Ø› ØÙŠØ§Ø¡Ù‹ منهم أن يردّوه Ø¨Ù‚Ø¶Ø§Ø¡Ù ØØ§Ø¬ØªÙ‡ ÙˆØØ³Ø¨ .
رÙويَ أنَّ رجلاً جاء إلى الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) وسأله ØØ§Ø¬Ø© , Ùقال له الإمام : (( يا هذا , ØÙ‚Ù‘Ù Ø³ÙØ¤Ø§Ù„ÙÙƒÙŽ إيَّايَ يَعظÙم٠لَدَيَّ , ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØªÙŠ Ø¨Ù…Ø§ يجب تكبر٠عَلَيَّ , ويدي تعجز٠عن نيلÙÙƒÙŽ بما أنت أهلÙÙ‡ , والكثير٠ÙÙŠ ذات٠الله (عزَّ وجلَّ) قليل , وما ÙÙŠ Ù…Ùلكي ÙˆÙØ§Ø¡ بشكرك Ø› ÙØ¥Ù† قبÙلتَ منّي الميسور , ÙˆØ±ÙØ¹ØªÙŽ Ø¹Ù†Ù‘ÙŠ مؤونةَ Ø§Ù„Ø§ØØªÙŠØ§Ù„٠والاهتمام لما أتكلّÙÙÙ‡ Ù…ÙÙ† واجبÙÙƒ , ÙØ¹Ù„ت٠)) .
Ùقال الرجل : يابنَ رسول٠الله , أقبَل٠القليل , وأشكر٠العطيّة , وأعذر٠على المنع .
ÙØ¯Ø¹Ø§ Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) بوكيله , وجعل ÙŠÙØØ§Ø³Ø¨ÙÙ‡ على Ù†ÙقاتÙÙ‡ ØØªÙ‘Ù‰ استقصاها , Ùقال : (( Ù‡Ø§ØªÙ Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„ÙŽ من الثلاثمئة٠ألÙ٠درهم )) . ÙØ£ØØ¶Ø± خمسينَ Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ .
قال : (( Ùما ÙÙØ¹Ù„ بالخمسمئة دينار ØŸ )) .
قال : هي عندي .
قال : (( Ø£ØØ¶Ùرْها )) .
ÙØ£ØØ¶Ø±Ù‡Ø§ , ÙØ¯Ùع الدراهمَ والدنانيرَ إلى الرجل وقال : (( هات٠مَن ÙŠØÙ…Ù„Ùها )) .
ÙØ£ØªØ§Ù‡ بØÙ…ّالين , ÙØ¯Ùع Ø§Ù„ØØ³ÙŽÙ†Ù إليهم رداءَه لكراء٠الØÙ…Ù„ , Ùقال له مَواليه : والله , ما عندنا درهم .
Ùقال (عليه السّلام) : (( لكنّي أرجو أن يكونَ لي عند الله أجرٌ عظيم ))(15) .
وجاء بعض٠الأعراب , Ùقال الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) : (( أعطوه٠ما ÙÙŠ الخزانة )) .
Ùقال الأعرابيّ : يا مولاي , ألاَ تركتَني Ø£Ø¨ÙˆØ Ø¨ØØ§Ø¬ØªÙŠ , ÙˆØ£Ù†Ø´Ø±Ù Ù…ÙØ¯ØØªÙŠ ØŸ!
ÙØ£Ù†Ø´Ø£ الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (سلام الله عليه) :
Ù†ØÙ† اÙناسٌ نوالÙنا خضÙل٠يرتع Ùيه الرجاء٠والأملÙ
تجود قبل Ø§Ù„Ø³Ø¤Ø§Ù„Ù Ø£Ù†ÙØ³Ùنا Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ على ماء٠وجه٠مَن يَسَلÙ
هكذا هم أهل٠البيت (سلام٠الله عليهم) , يجودونَ قبل السؤال , ويزيدون على طلب السائل , ومع ذلك ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ أوجÙهَهم النورانيّة يجلّلÙها الØÙŠØ§Ø¡ ØØ§Ù„ÙŽ الإعطاء , ÙÙŠ ØÙŠÙ† ÙŠÙنتظَر٠مÙÙ† المعطي أن يشعرَ Ø¨Ø§Ù„ÙØ®Ø± والعزّة إذا أرادَ أن يعطي .
يقول الشيخ التستريّ وهو يعدّد خصائصَ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : ومنها العطاء٠للسائلين , Ùله (عليه السّلام) خصوصيّةٌ , وهي الØÙŠØ§Ø¡ عند العطاء Ø› ÙØ§Ù„ناس٠تعرض٠لهم ØØ§Ù„ة٠ردّ٠السائل , وهو (عليه السّلام) له ØØ§Ù„اتٌ عجيبة تعرض٠له عند Ø³Ø¤Ø§Ù„Ù Ø£ØØ¯ , ÙØªØ±Ø§Ù‡ (عليه السّلام) يرقّ٠على Ø§Ù„Ø³Ø§Ø¦Ù„Ù Ù„ØØ§Ø¬ØªÙ‡ ØÙŠÙ† ÙŠÙØ±ÙŠØ¯ أن ÙŠÙØ¹Ø·ÙŠÙŽÙ‡ Ø³ÙØ¤Ù’Ù„ÙŽÙ‡ , وتراه٠يرقّ٠على السائل بسبب الذّÙلّ٠العارض٠له ØÙŠÙ† إعطائه له , لا Ù„ÙقرÙÙ‡ ÙˆØ§ØØªÙŠØ§Ø¬ÙÙ‡ وصعوبة٠ذلك , بل لأجل٠السائل ÙˆØÙŠØ§Ø¦Ù‡ .
وكأنّه ÙŠÙØ±ÙŠØ¯ أن يقول : إنَّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) كان إذا رأى السائلَ رقَّ Ù„ØØ§Ù„Ù‡ , واستØÙŠØ§ من ØÙŠØ§Ø¦Ù‡ .
ÙˆÙØ¯ÙŽ Ø£Ø¹Ø±Ø§Ø¨ÙŠÙ‘ÙŒ إلى المدينة ÙØ³Ø£Ù„ÙŽ عن أكرم٠الناس بها , ÙØ¯Ùلَّ على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , ÙØ¯Ø®Ù„ Ùوجدَه مصلّياً , Ùوق٠بإزائه وأنشأ :
لم يخب٠اليومَ Ù…ÙŽÙ† رجاكَ ومَن ØØ±Ù‘ÙŽÙƒÙŽ Ù…ÙÙ† دون٠بابÙÙƒÙŽ الØÙ„َقَهْ
أنتَ جوادٌ وأنتَ Ù…ÙØ¹ØªÙ…َدٌ أبوكَ قد كانَ قاتلَ Ø§Ù„ÙØ³ÙŽÙ‚َهْ
لولا الذي كانَ Ù…ÙÙ† أوائلÙكمْ كانتْ علينا الجØÙŠÙ…٠منطبقهْ
ÙØ³Ù„ّم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù (عليه السّلام) وقال : (( يا قنبر , هل بقيَ Ù…ÙÙ† Ù…Ø§Ù„Ù Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø² شيء ØŸ )) .
قال : نعم , أربعة٠آلاÙ٠دينار .
قال : (( هاتها Ø› Ùقد جاءَ Ù…ÙŽÙ† هو Ø£ØÙ‚ّ٠بها منّا )) .
ثمّ نزع (عليه السّلام) Ø¨ÙØ±Ù’دَيه٠ولÙÙ‘ÙŽ الدنانيرَ Ùيها , وأخرجَ يدَه Ù…ÙÙ† شقّ٠الباب٠ØÙŠØ§Ø¡Ù‹ Ù…ÙÙ† الأعرابيّ , وأنشأ :
خذْها ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ إليكَ معتذرٌ واعلمْ بأنّي عليكَ ذو Ø´Ùقَهْ
لو كان ÙÙŠ سيرÙنا الغداةَ عصاً أمستْ سمانا عليكَ مندÙÙقَهْ
لكنَّ رَيبَ الزمان٠ذو غÙيَر٠والكÙّ٠منّي قليلة٠النÙَقَهْ
ÙØ£Ø®Ø°Ù‡Ø§ الأعرابيّ٠وبكى , Ùقال له Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( لعلَّكَ استقللْتَ ما أعطيناكَ ! )) .
قال : لا , ولكنْ كي٠يأكل٠التراب٠جÙودَكَ ØŸ!
بكى الأعرابيّ Ù„Ø§ØØªÙ…اله أن يأكلَ التراب٠جÙودَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , وليتَه رأى كي٠أكلت٠السيوÙ٠والرماØÙ جسَدَه ÙÙŠ Ø³Ø§ØØ©Ù الطÙÙ‘Ù ØÙŠÙ† اجتمع اللئام على الكريم ابن٠الكرام , ÙØ£ÙŽØ¹Ù…لوا ÙÙŠ ذلك Ø§Ù„Ø¨Ø¯Ù†Ù Ø§Ù„Ù‚ÙØ¯Ø³ÙŠÙ‘ سيوÙÙŽ الØÙ‚د ÙˆØ§Ù„ÙƒÙØ± , ورماØÙŽ Ø§Ù„Ø®ÙØ¨Ø«Ù والغدر , وسهامَ Ø§Ù„Ø¬ÙØ¨Ù†Ù ÙˆØ§Ù„Ù†ÙØ§Ù‚ , ØØªÙ‘Ù‰ ÙˆÙ‚ÙØªÙ’ Ø§ÙØ®ØªÙÙ‡ العقيلة زينب (عليها السّلام) على ذلك الجسد المبضّع , ÙØ´ÙƒØªÙ’ إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ما كان من القوم , قائلة : يا Ù…ØÙ…ّداه ! صلّى عليك مليك٠السماء , هذا ØØ³ÙŠÙ†ÙŒ Ù…ÙØ±Ù…Ù‘ÙŽÙ„ÙŒ بالدماء , مقطَّع٠الأعضاء .
ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) ذلك الكريم٠السخيّ الذي جاء بما عنده Ø› ÙØ£Ø´Ø¨Ø¹ الجياع , وسقى العطاشى وجÙناه يرتدّان٠عن ØÙŠØ§Ø¡Ù ألاّ يردّ سائلاً إلاّ بما يسرّÙÙ‡ , وبما لم يرجÙÙ‡ Ù…ÙÙ† Ø¹Ø·Ø§Ø¡Ù ÙˆØ§ÙØ± , ÙØ¥Ø°Ø§ ظمئ ÙÙŠ كربلاء قال له أعداء٠الله : لا تذوق الماء , ولا تشرب منه ØØªÙ‘Ù‰ تموتَ عطشاً ! وأبَوا أن يسقوه .
يا ليتَ لا Ø¹Ø°ÙØ¨ÙŽ Ø§Ù„ÙØ±Ø§ØªÙ لوارد٠وقلوب٠أبناء٠النبيّ٠ظÙماءÙ
وبدلَ أن ÙŠÙØ³Ù‚Ù‰ الماء سÙقيَ الرماØÙŽ Ø› رماØÙŽ Ø§Ù„Ù„Ù‘ÙØ¤Ù’Ù… , ÙˆÙÙŠ هذا يقول الشري٠الرضيّ :
يا رسولَ الله لو عاينتَهمْ وهم٠ما بين قَتْل٠وسبا
من رميض٠يÙمنع الظّÙلَّ ومÙنْ Ø¹Ø§Ø·Ø´Ù ÙŠÙØ³Ù‚Ù‰ أنابيبَ القنا
4 Ù€ السخاء مع Ø§Ù„Ø±Ø£ÙØ©
ÙØ§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) قد أضÙÙ‰ على الاÙÙ…Ù‘ÙŽØ©Ù Ø§ÙØ¨ÙˆÙ‘تَه Ø§Ù„ØØ§Ù†ÙŠØ© Ø› ØÙŠØ« Ù…Ø³Ø Ø¹Ù„Ù‰ رأسها بيدÙÙ‡ الشÙيقة , ÙˆØØ¨Ø§Ù‡Ø§ بعواطÙÙ‡ الرقيقة , واختلط ذلك بكرمÙÙ‡ وجوده , Ùكان السائل٠عنده يغتبط Ø¨Ù„Ø·Ù Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) وعطÙÙ‡ عليه أكثر ممّا ÙŠÙØ±ØÙ بالأموال والهدايا Ø› لأنّه ÙŠÙØØ³Ù‘ أنَّ ÙÙŠ عطاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) رØÙ…ةً ÙˆØÙ†Ø§Ù†Ø§Ù‹ . وهو (سلام الله عليه) على سرّ أبيه عليّ٠(عليه السّلام) الذي قال Ùيه أبو الطÙيل : رأيت٠عليّاً (عليه السّلام) يدعو اليتامى ÙÙŠÙØ·Ø¹Ù…Ùهم العسَل , ØØªÙ‘Ù‰ قال Ø¨Ø¹Ø¶Ù Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ : لَودَدْت٠أنّي كنت٠يتيماً .
وكذا Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) , Ø£Ù†ÙØ³ÙŽ Ø§Ù„Ø³Ø§Ø¦Ù„ÙˆÙ† عنده Ø¨Ø±Ø£ÙØªÙ‡ أكثرَ من اÙنسÙهم بدراهمه ودنانيره , وطابتْ Ø£Ù†ÙØ³Ùهم بكرم أخلاقه أكثر ممّا طابتْ بكرم يده Ø› إذ وجدوه Ù…ØØ¨Ù‘اً للخير , باذلاً ÙÙŠ ذلك جهدَه , مقرناً به لطÙÙŽÙ‡ ÙˆØÙ†Ø§Ù†ÙŽÙ‡ وعطÙÙŽÙ‡ .
وقد كان ÙÙŠ عطائه Ù‚Ø¶Ø§Ø¡Ù ØØ§Ø¬Ø©Ù Ø§Ù„Ù…ÙØ¶Ø·Ø±Ù‘ , وتنÙيس ÙƒÙØ±Ø¨Ø©Ù المكروب , وإغاثة٠الملهو٠, وإØÙ‚اق الØÙ‚Ù‘ وبذل المال ÙÙŠ Ù…ØÙ„ّه , وإدخال السرور على المهموم , ÙˆÙكّ العسر عن المغموم . وكان من عطÙÙ‡ على الناس أن توسّطَ ÙÙŠ نيل ما ÙŠØØªØ§Ø¬ÙˆÙ†Ù‡ ØØªÙ‘Ù‰ لدى Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ù‚ين .
دخل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) على معاويةَ يوماً وعنده أعرابيٌّ يسأله ØØ§Ø¬Ø© , ÙØ£Ù…سكَ معاوية٠وتشاغل Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , Ùقال الأعرابيّ لبعض٠مَن ØØ¶Ø± : Ù…ÙŽÙ† هذا الذي دخل ØŸ قالوا : Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù بن٠عليّ . Ùقال Ø§Ù„Ø£Ø¹Ø±Ø§Ø¨ÙŠÙ‘Ù Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : أسألÙÙƒ يابنَ بنت٠رسول٠الله لمّا كلّمتَه ÙÙŠ ØØ§Ø¬ØªÙŠ .
Ùكلّمَه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ ذلك Ùقضى ØØ§Ø¬ØªÙŽÙ‡ , Ùقال الأعرابيّ :
أتيت٠العبشميَّ Ùلم ÙŠÙŽØ¬ÙØ¯Ù’ لي إلى أنْ هزّه إبن٠الرسولÙ
هو ابن٠المصطÙÙ‰ كرماً وجوداً ومÙÙ† Ø¨Ø·Ù†Ù Ø§Ù„Ù…ÙØ·Ù‡Ù‘رة٠البتولÙ
وإنَّ Ù„Ù‡Ø§Ø´Ù…Ù ÙØ¶Ù„اً عليكم كما ÙØ¶Ù’ل٠الربيع٠على Ø§Ù„Ù…ÙØÙولÙ
Ùقال معاوية : يا أعرابيّ , أعطيكَ وتمدØÙÙ‡ ØŸ!
Ùقال الأعرابيّ : يا معاوية , أعطيتَني Ù…ÙÙ† ØÙ‚Ù‘ÙÙ‡ , وقضيتَ ØØ§Ø¬ØªÙŠ Ø¨Ù‚ÙˆÙ„Ù‡ .
وكان Ù…ÙÙ† ØØ¨Ù‘Ù Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) للخير والرØÙ…Ø© أن ÙƒØ§ÙØ£ عليهما Ø› Ùقد رÙوي عنه (عليه السّلام) أنّه قال : (( صØÙ‘ÙŽ عندي قول٠النبيّ (صلّى الله عليه وآله) : Ø£ÙØ¶Ù„٠الأعمال٠بعد الصلاة إدخال٠السرور ÙÙŠ قلب المؤمن٠بما لا إثمَ Ùيه . ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ رأيت٠غلاماً يواكل٠كلباً , Ùقلت٠له ÙÙŠ ذلك , Ùقال : يابنَ رسول الله , إنّي مغمومٌ أطلب٠سروراً بسروره Ø› لأنَّ ØµØ§ØØ¨ÙŠ ÙŠÙ‡ÙˆØ¯ÙŠÙ‘ÙŒ Ø§ÙØ±ÙŠØ¯ أنْ اÙÙØ§Ø±Ù‚Ù‡ )) .
ÙØ£ØªÙ‰ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù إلى ØµØ§ØØ¨Ù‡ بمئتي دينار٠ثمناً له , Ùقال اليهوديّ : Ø§Ù„ØºÙ„Ø§Ù…Ù ÙØ¯Ø§Ø¡ÙŒ Ù„Ø®ÙØ·Ø§Ùƒ , وهذا البستان٠له , ورددت٠عليك المال .
Ùقال (عليه السّلام) : (( وأنا قد وهبت٠لك المال )) .
قال : قبلت٠المالَ ووهبتÙÙ‡ للغلام .
Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù (عليه السّلام) : (( أعتقت٠الغلامَ ووهبتÙÙ‡ له جميعاً )) .
Ùقالت٠امرأته : قد أسلمت٠ووهبت٠زوجي مهري .
Ùقال اليهوديّ : وأنا أيضاً أسلمت٠وأعطيتÙها هذه الدار .
Ùما أن رأى Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) هذا الغلام يواكل الكلب ويطلب سروره بسرور كلبه ØØªÙ‘Ù‰ بادر إلى إكرامه والشÙقة عليه Ø› بأن ذهب إلى ØµØ§ØØ¨Ù‡ اليهوديّ ليشتريَه منه Ùˆ ÙŠØØ±Ù‘ره .
والرواية مؤنسة ولا تتأخّر ÙÙŠ الدخول إلى قلب كلّ طيّب , وقد Ù†ØØ¯Ù‘Ø« Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ أن نعود عليها نطالعها من جديد , لكنّي Ù€ وإن ÙƒÙ†ØªÙ Ø§ÙØØ¨Ù‘Ù Ø°Ù„Ùƒ Ù€ لا أجد بأساً أن نسمع الرواية من أخطب خوارزم على ØªÙØµÙŠÙ„ Ùيها , ØÙŠØ« قال :
قال Ø§Ù„ØØ³Ù†Ù البصريّ : كان Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù بن عليّ سيّداً زاهداً , ورعاً ØµØ§Ù„ØØ§Ù‹ , Ù†Ø§ØµØØ§Ù‹ ØØ³Ù† الخلق , ÙØ°Ù‡Ø¨ ذات يوم٠مع Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ إلى بستانه , وكان ÙÙŠ ذلك البستان غلام له اسمه (صاÙÙŠ) , Ùلمّا قرب من البستان رأى الغلامَ قاعداً يأكل خبزاً , Ùنظر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) إليه , وجلس عند نخلة٠مستتراً لا يراه , وكان ÙŠØ±ÙØ¹ الرغيÙÙŽ Ùيرمي بنصÙÙ‡ إلى الكلب ويأكل نصÙÙ‡ الآخر , ÙØªØ¹Ø¬Ù‘ب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† من ÙØ¹Ù„ الغلام , Ùلمّا ÙØ±Øº الغلام من أكله قال : الØÙ…د لله ربّ العالمين , اللهم Ø§ØºÙØ±Ù’ لي ÙˆØ§ØºÙØ± لسيّدي , وباركْ له كما باركت على أبويه , برØÙ…تك يا أرØÙ… الراØÙ…ين .
Ùقام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وقال : (( يا صاÙÙŠ )) .
Ùقام Ø§Ù„ØºÙ„Ø§Ù…Ù ÙØ²Ø¹Ø§Ù‹ وقال : يا سيّدي وسيّد المؤمنين , إنّي ما رأيتك , ÙØ§Ø¹Ù٠عنّي .
Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( اجعلني ÙÙŠ ØÙ„ّ٠يا صاÙÙŠ Ø› لأنّي دخلت بستانك بغير إذنك )) .
Ùقال صاÙÙŠ : Ø¨ÙØ¶Ù„Ùƒ ياسيّدي وكرمك , وبسؤددك تقول هذا !
Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( رأيتك ترمي بنص٠الرغي٠للكلب , وتأكل النص٠الآخر , Ùما معنى ذلك ØŸ )) .
Ùقال الغلام : إنّ هذا الكلب ينظر إليّ ØÙŠÙ† آكل , ÙØ£Ø³ØªØÙŠ Ù…Ù†Ù‡ يا سيّدي لنظره إليّ , وهذا كلبك ÙŠØØ±Ø³ بستانك من الأعداء , ÙØ£Ù†Ø§ عبدك وهذا كلبك , ÙØ£ÙƒÙ„نا رزقك معاً .
ÙØ¨ÙƒÙ‰ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وقال : (( أنت عتيق لله , وقد وهبت لك ألÙÙŽÙŠ دينار بطيبة٠من قلبي )) .
Ùقال : إن أعتقتني ÙØ£Ù†Ø§ Ø§ÙØ±ÙŠØ¯ القيام ببستانك .
Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( إنّ الرجل إذا تكلّم بكلام Ùينبغي أن يصدّقه Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ , ÙØ£Ù†Ø§ قد قلت : دخلت٠بستانك بغير إذنك , ÙØµØ¯Ù‘قت قولي ووهبت البستان وما Ùيه لك , غير أنّ Ø£ØµØØ§Ø¨ÙŠ Ù‡Ø¤Ù„Ø§Ø¡ جاؤوا لأكل الثمار والرطب , ÙØ§Ø¬Ø¹Ù„هم Ø£Ø¶ÙŠØ§ÙØ§Ù‹ لك , وأكرمهم من أجلي أكرمك الله يوم القيامة , وبارك لك ÙÙŠ ØØ³Ù† خلقك وأدبك )) .
Ùقال الغلام : إن وهبت لي بستانك ÙØ£Ù†Ø§ قد
سبّلته Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ùƒ وشيعتك .
ÙØ£ØºØ¯Ù‚ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه Ø£ÙØ¶Ù„ الصلاة والسّلام) على الغلام لطÙÙ‡ ورØÙ…ته ÙˆÙ…ÙƒØ§ÙØ£ØªÙ‡ , وشجّعه على Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¹Ø·Ù , وأعطاه درساً بليغاً ÙÙŠ الأخلاق بانَ أثرÙÙ‡ لساعته Ø› إذ أصرَّ الغلام بعد أن علم بعتقه أن ÙŠÙقيم ÙÙŠ بستان الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , ÙˆØÙŠÙ† علم بأنَّ البستان هبة له جعله سبيلاً Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) .
ومن الرواية نستشÙÙ‘ كأنّ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قد ضمَّ إلى سخائه ØÙŠØ§Ø¡Ù‹ من الغلام ألاّ ÙŠÙكرمه على خصلة٠Ùيه طيّبة , كما ضمَّ إليه Ø±Ø£ÙØ© بالغلام Ùلم يتركه إلاّ على ØØ§Ù„٠ميسورة بعد أن جعل عطاءه له Ù…ÙƒØ§ÙØ£Ø©Ù‹ على خلق٠كريم .
وروى الشيخ الصدوق ÙÙŠ عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2 / 43 Ø154 , عن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ (عليه السّلام) أنّه دخل Ø§Ù„Ù…Ø³ØªØ±Ø§Ø Ùوجد لقمةً ملقاة , ÙØ¯Ùعها إلى غلام٠له Ùقال : (( يا غلام , اذكرني بهذه اللقمة إذا خرجت )) .
ÙØ£ÙƒÙ„ها الغلام , Ùلمّا خرج Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ (عليهما السّلام) قال : (( يا غلام , أين اللقمة ØŸ )) .
قال : أكلتها يا مولاي .
قال : (( أنت ØØ±Ù‘ÙŒ لوجه الله تعالى )) .
قال له رجل : أعتقته يا سيّدي ؟!
قال : (( نعم , سمعت جدّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : Ù…ÙŽÙ† وجد لقمةً ملقاةً ÙÙ…Ø³Ø Ù…Ù†Ù‡Ø§ أو غسل ما عليها , ثمّ أكلها , لم تستقرَّ ÙÙŠ جوÙÙ‡ إلاّ أعتقه الله من النار )) .
5 Ù€ السخاء مع Ø§Ù„Ù…ÙƒØ§ÙØ£Ø© العالية
إنّ الإسلام دين الإنسانيّة والخير ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ¨Ø© , وقد دعا الناسَ إلى أسباب السّلام والمودّة والتعار٠. ومن دعواته الأخلاقيّة أن ØØ«Ù‘ÙŽ الناسَ على Ù…ÙƒØ§ÙØ£Ø© أهل المعرو٠, Ùقال النبيّ٠الأكرم (صلّى الله عليه وآله) : (( Ù…ÙŽÙ† آتاكم Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ§Ù‹ ÙÙƒØ§ÙØ¦ÙˆÙ‡ , وإن لم تجدوا ما ØªÙƒØ§ÙØ¦ÙˆÙ†Ù‡ ÙØ§Ø¯Ø¹ÙˆØ§ الله له ØØªÙ‘Ù‰ تظنّوا أنّكم قد ÙƒØ§ÙØ£ØªÙ…وه ))(16) .
وقال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : (( أطل يدك ÙÙŠ Ù…ÙƒØ§ÙØ§Ø© Ù…ÙŽÙ† Ø£ØØ³Ù† إليك , ÙØ¥Ù† لم تقدر Ùلا أقلَّ من أن تشكره ))(17) .
ودعا الإسلام إلى تعظيم أهل المعرو٠وتشجيعهم Ø› ليسود الخير ÙÙŠ الاÙمَّة , وتشيع الاÙÙ„ÙØ© والتعاون والتكاÙÙ„ بين الناس . وقد أنزل الله أهل المعرو٠ÙÙŠ الآخرة منزلةً رÙيعة Ø› إذ قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( أهل المعرو٠ÙÙŠ الدنيا هم أهل المعرو٠ÙÙŠ الآخرة ))(18) .
وقال (صلّى الله عليه وآله) أيضاً : (( أوّل Ù…ÙŽÙ† يدخل الجنّة المعرو٠وأهله , وأوّل من يرد علَيَّ الØÙˆØ¶ ))(19) .
Ùلهم Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ Ø› إذ جاؤوا بما ÙŠØØ¨Ù‘٠الله تعالى من Ø§Ù„Ø£ÙØ¹Ø§Ù„ Ø§Ù„ØØ³Ù†Ø© , ولهم Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ Ø› إذ سبقوا إلى الخير Ø› لذا ينبغي Ù…ÙƒØ§ÙØ£ØªÙ‡Ù… . قال الإمام موسى الكاظم (عليه السّلام) : (( المعرو٠غلٌّ , لا ÙŠÙكّÙÙ‡ إلاّ Ù…ÙƒØ§ÙØ£Ø© أو شكر ))(20) .
هكذا يشعر أهل الØÙŠØ§Ø¡ والعزّة إذا Ø§ÙØ³Ø¯ÙŠ Ø¥Ù„ÙŠÙ‡Ù… معرو٠, ØÙŠØ« يرونه غلاّ لا يتØÙ…ّلونه ØØªÙ‘Ù‰ ÙŠÙكّوه Ø¨Ø§Ù„Ù…ÙƒØ§ÙØ£Ø© , ÙˆØ§Ù„Ù…ÙƒØ§ÙØ£Ø© الØÙ‚يقيّة ما ÙØ§Ù‚ت٠المعرو٠الذي Ù‚ÙØ¯Ù‘ÙÙ… لهم . ÙÙÙŠ قوله تعالى : {هَلْ Ø¬ÙŽØ²ÙŽØ§Ø¡Ù Ø§Ù„Ù’Ø¥ÙØÙ’Ø³ÙŽØ§Ù†Ù Ø¥Ùلَّا Ø§Ù„Ù’Ø¥ÙØÙ’Ø³ÙŽØ§Ù†Ù} [الرØÙ…Ù† : 60], قال الإمام الكاظم (عليه السّلام) : (( جرت ÙÙŠ المؤمن ÙˆØ§Ù„ÙƒØ§ÙØ± , والبرّ ÙˆØ§Ù„ÙØ§Ø¬Ø± Ø› Ù…ÙŽÙ† صÙنع إليه Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙ ÙØ¹Ù„يه أن ÙŠÙƒØ§ÙØ¦ به , وليست Ø§Ù„Ù…ÙƒØ§ÙØ£Ø© أن تصنع كما صنع ØØªÙ‘Ù‰ ترى ÙØ¶Ù„Ùƒ Ø› ÙØ¥Ù† صنعت كما صنع Ùله Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ بالابتداء ))(21) .
ÙˆÙÙŠ وصايا أمير المؤمنين (عليه السّلام) ÙˆØÙƒÙ…Ù‡ : (( إذا ØÙيّيت بتØÙŠÙ‘Ø© ÙØÙŠÙ‘ Ø¨Ø£ØØ³Ù† منها , Ùˆ إذا Ø§ÙØ³Ø¯ÙŠØªÙ’ إليك يدٌ ÙكاÙÙØ¦Ù’ها بما ÙŠÙØ±Ø¨ÙŠ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡Ø§ , ÙˆØ§Ù„ÙØ¶Ù„ مع ذلك للبادئ ))(22) .
وبما أنّ أهل البيت (عليهم السّلام) هم أكثر الناس ØÙŠØ§Ø¡Ù‹ وعزّة , وإباءً وكرامة , Ùقد بادروا إلى Ù…ÙƒØ§ÙØ£Ø© أهل المعرو٠بما ÙŠÙØ±Ø¨ÙŠ ÙˆÙŠØºØ·Ù‘ÙŠ عليه Ø› سموّاً من عند Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… , وتشجيعاً Ù„Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ù† ÙˆØØ³Ù† الصنيعة , وإكراماً لأهل Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ والخير .
وقد Ø¹ÙØ±Ù الكرم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘ Ùيما Ø¹ÙØ±Ù به Ø¨Ø§Ù„Ù…ÙƒØ§ÙØ£Ø© إليه , ØØªÙ‘Ù‰ لم ÙŠÙØ·Ù‚ بعضهم ذلك , ÙØ³Ø£Ù„ الإمامَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) عن ذلك مستغرباً . روى أبو Ø¬Ø¹ÙØ± المدائنيّ ÙÙŠ ØØ¯ÙŠØ« طويل : خرج Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السّلام) وعبدالله بن Ø¬Ø¹ÙØ± ØØ¬Ù‘اجاً , ÙÙØ§ØªØªÙ‡Ù… أثقالهم , ÙØ¬Ø§Ø¹ÙˆØ§ وعطشوا , ÙØ±Ø£ÙˆØ§ ÙÙŠ بعض الشعاب خباءً رثّاً وعجوزاً , ÙØ§Ø³ØªØ³Ù‚وها Ùقالت : اطلبوا هذه الشويهة .
ÙÙØ¹Ù„وا , واستطعموها Ùقالت : ليس إلاّ هي , Ùليقم Ø£ØØ¯ÙƒÙ… ÙليذبØÙ‡Ø§ ØØªÙ‘Ù‰ أصنع لكم طعاماً . ÙØ°Ø¨ØÙ‡Ø§ Ø£ØØ¯Ù‡Ù… , ثمَّ شوت لهم من Ù„ØÙ…ها ÙØ£ÙƒÙ„وا وقيّلوا عندها , Ùلمّا نهضوا قالوا لها : Ù†ØÙ† Ù†ÙØ± من قريش نريد هذا الوجه , ÙØ¥Ø°Ø§ انصرÙنا وعدنا ÙØ§Ù„ممي بنا Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ا صانعون بك خيراً . ثمّ رØÙ„وا .
Ùلمّا جاء زوجها ÙˆØ¹Ø±Ù Ø§Ù„ØØ§Ù„ أوجعها ضرباً , ثمّ مضت الأيّام ÙØ£Ø¶Ø±Ù‘ت بها Ø§Ù„ØØ§Ù„ , ÙØ±ØÙ„ت ØØªÙ‘Ù‰ اجتازت بالمدينة , ÙØ¨ØµØ± بها Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) ÙØ£Ù…ر لها بأل٠شاة , وأعطاها أل٠دينار , وبعث معها رسولاً إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙØ£Ø¹Ø·Ø§Ù‡Ø§ مثل ذلك , ثمّ بعثها إلى عبد الله بن Ø¬Ø¹ÙØ± ÙØ£Ø¹Ø·Ø§Ù‡Ø§ مثل ذلك.
وروي أنّ عبد الرØÙ…Ù† السلميّ علّم ولد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) الØÙ…د , Ùلمّا قرأها على أبيه أعطاه (أي أعطى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù عبدَ الرØÙ…Ù† السلميّ) ألÙÙŽ دينار , وأل٠ØÙلّة , ÙˆØØ´Ø§ ÙØ§Ù‡Ù درّاً , Ùقيل له ÙÙŠ ذلك , Ùقال : (( وأين يقع هذا من عطائه ØŸ )) , يعني تعليمه لولده . ÙˆÙÙŠ رواية أنّه (عليه السّلام) قال : (( أين يقع هذا من ØÙ‚ّه ØŸ )).
Ùقد كان (سلام الله عليه) أشدَّ الناس ÙˆØ£ØØ±ØµÙ‡Ù… على مراعاة الØÙ‚وق , وإكرام أهل Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙ ØØªÙ‘Ù‰ غطّى ÙØ¶Ù„ÙÙ‡ ÙØ¶Ù„َهم , وجاد بما لا ÙŠÙØªÙˆÙ‚ّع Ø› إذ تجاوز المثْل , ÙˆÙØ§Ù‚ Ø§Ù„Ù…ÙƒØ§ÙØ£Ø© .
قال أنس بن مالك : كنت عند Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙØ¯Ø®Ù„ت عليه جارية , ÙØÙŠÙ‘ØªÙ’Ù‡ بطاق Ø±ÙŠØØ§Ù† , Ùقال لها : (( Ø£Ù†ØªÙ ØØ±Ù‘Ø© لوجه الله )) .
يقول أنس : Ùقلت له : تجيئك Ø¨Ø·Ø§Ù‚Ø©Ù Ø±ÙŠØØ§Ù† لا خطر لها ÙØªÙعتقها !
قال : (( كذا أدّبنا الله , قال الله : (ÙˆÙŽØ¥ÙØ°ÙŽØ§ ØÙيّÙيتÙمْ Ø¨ÙØªÙŽØÙيَّة٠ÙÙŽØÙŽÙŠÙ‘Ùوا Ø¨ÙØ£ÙŽØÙ’Ø³ÙŽÙ†ÙŽ Ù…Ùنْهَا أَوْ Ø±ÙØ¯Ù‘Ùوهَا) , وكان Ø£ØØ³Ù† منها عتقها )) .
وأين العتق من طاقة Ø±ÙŠØØ§Ù† ØŸ! لكنّه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† رجل الكرم والتكريم , ÙˆØµØ§ØØ¨ العطاء ÙˆØ§Ù„Ù…ÙƒØ§ÙØ£Ø© , وقد أبت