كانت Ø³ÙŠØ§ØØ©Ù‹ ممتعةً ÙÙŠ الأخلاق Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© Ø› ØÙŠØ« تعرّÙنا Ùيها على بعض ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ مولانا سيّد الشهداء أبي عبد الله السبط , سيّد٠شباب٠أهل الجنَّة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ , ابن ÙØ§Ø·Ù…ةَ بنت النبيّ المصطÙÙ‰ (صلوات الله عليهم أجمعين) .
ولم يَنته٠بعد٠ما ÙÙŠ أيدينا ممَّا ØÙÙØ¸ØªÙ’Ù‡ بطون٠كتب٠المناقب ÙˆØ§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ والخصائص ونقله الرواة ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¤Ø±Ù‘ÙØ®ÙˆÙ† ÙˆÙƒÙØªÙ‘َاب٠السير من أهل الإسلام على اختلا٠مذاهبهم وأهوائهم ومشاربهم Ø› لذا Ø±ØºÙØ¨Ù’نا أن نَعرض Ù€ وبشكل٠مختصر٠وعاجل Ù€ خصالاً Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , وهي :
1 Ù€ العَÙْو٠الØÙسَينÙيّ
والعÙÙˆ هو ضدّ٠الانتقام , وهو إسقاط٠ما يستØÙ‚Ù‘ÙÙ‡ من قصاص٠أو غرامة (1) . وقد وردت ÙÙŠ كتاب الله العزيز آيات كثيرة تدعو إلى العÙÙˆ
ÙˆØªØ±ØºÙ‘ÙØ¨Ù Ùيه , منها قولÙÙ‡ تعالى : { Ø®ÙØ°Ù الْعَÙْوَ ÙˆÙŽØ£Ù’Ù…ÙØ±Ù’ Ø¨ÙØ§Ù„Ù’Ø¹ÙØ±Ù’ÙÙ} [الأعرا٠: 199], وقوله (عزَّ Ù…ÙÙ† قائل) : {وَأَنْ تَعْÙÙوا أَقْرَب٠لÙلتَّقْوَى} [البقرة : 237], وقولÙÙ‡ (عزَّ وجلَّ) : {وَلْيَعْÙÙوا وَلْيَصْÙÙŽØÙوا أَلَا ØªÙØÙØ¨Ù‘Ùونَ أَنْ يَغْÙÙØ±ÙŽ Ø§Ù„Ù„Ù‘ÙŽÙ‡Ù Ù„ÙŽÙƒÙمْ وَاللَّه٠غَÙÙورٌ رَØÙيمٌ} [النور : 22].
أمَّا من Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« Ùقد ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنَّه قال : (( العÙو٠لا يزيد العبدَ إلاَّ Ø¹ÙØ²Ù‘َاً Ø› ÙØ§Ø¹ÙÙوا ÙŠÙØ¹Ø²Ù‘َكم٠الله(2) . Ù…ÙŽÙ† Ø¹ÙØ§ عن مظلمة٠أبدله الله بها عزَّاً ÙÙŠ الدنيا والآخرة(3) . عليكم بمكارم الأخلاق Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ الله (عزَّ وجلَّ) بعثني بها , وإنَّ Ù…ÙÙ† مكارم الأخلاق أنْ يعÙÙˆÙŽ الرجل٠عمَّنْ ظلمَه , ÙˆÙŠÙØ¹Ø·ÙŠÙŽ Ù…ÙŽÙ†Ù’ ØØ±Ù…ÙŽÙ‡ , ويَصلَ مَنْ قطعَه , وأنْ يعودَ مَنْ لا يعودÙÙ‡ ))(4) .
ورÙوي عن أمير المؤمنين عليّ (عليه السّلام) أنَّه قال : (( العÙو٠تاج٠المكارم(5) . شيئان٠لا يوزن ثوابهما Ø› العÙو٠والعدل ))(6) .
وقال (سلام الله عليه) : (( أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم , Ùما يعثر منهم عاثر إلاّ ويد٠الله بيده ÙŠØ±ÙØ¹ÙÙ‡ ))(7) . كذا قال (صلوات الله عليه) : (( إنَّما ينبغي لأهل العصمة٠والمصنوع٠إليهم ÙÙŠ السلامة أنْ يرØÙ…وا أهلَ الذنوب والمعصية , ويكونَ الشكر٠هو الغالبَ عليهم ))(8) .
وجاء عنه (عليه السّلام) أيضاً قولÙÙ‡ : (( إذا قدرتَ على عدوّك ÙØ§Ø¬Ø¹Ù„٠العÙÙˆÙŽ عنه شكراً للقدرة٠عليه ))(9) .
وقوله : (( بالعÙو٠تنزل الرØÙ…Ø© ))(10) .
والإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) هو الملبّي لنداء الله تعالى ÙÙŠ كلّ٠دعوة٠إلى Ø®ÙÙ„ÙÙ‚Ù ÙØ§Ø¶Ù„Ù ØÙ…يد , وهو أتقى الناس وأولى منهم Ø¨Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ , ومنها العÙÙˆ . وهو Ø§Ù„Ø¹Ø²ÙŠØ²Ù Ø§Ù„Ù†ÙØ³ والجانب بالعÙو٠عن المخطئين , وغير ذلك من مكارم٠الأخلاق ØØªÙ‘ÙŽÙ‰ Ø¹ÙØ§ عمَّن ظلمَه , وأعطى مَنْ ØØ±Ù…Ù‡ , ووصلَ Ù…ÙŽÙ† قطعه٠, وعادَ Ù…ÙŽÙ† لم يعدْه .
وقد أقالَ عثرات٠الناس جزاءً على مروءاتهم , ورØÙ…ةً Ø¨ØØ§Ù„هم , وتجاوز بعصمته المقدّسة عن ذنوبهم ومعاصيهم , وكان قادراً أنْ يعاقب ÙØ¹Ùا , كجدّÙÙ‡ المصطÙÙ‰ (صلّى الله عليه وآله) ØÙŠÙ† قال لأهل مكّة : (( اذهبوا ÙØ£Ù†ØªÙ…٠الطلقاء )) , من بعد ما آذَوه أشدَّ الإيذاء .
وصدرَ عÙوه عن مقدرة Ùكان Ø£ØØ³Ù†ÙŽ Ø§Ù„Ø¹Ø§Ùين , وهو القائل (عليه السّلام) : (( إنَّ أعÙÙ‰ الناس مَنْ Ø¹ÙØ§ عند قدرته ))(11) .
روى ابن٠الصبَّاغ المالكيّ : جنى بعض٠أقاربه جنايةً تÙوجب التأديب , ÙØ£Ù…ر بتأديبه , Ùقال : يا مولاي , قال الله تعالى : (والْكَاظÙÙ…Ùينَ الْغَيْظَ) .
قال (عليه السّلام) : (( خلّÙوا عنه , Ùقد كظمت٠غيظي )) .
Ùقال : (وَالْعَاÙÙينَ عَنْ النَّاسÙ) .
قال (عليه السّلام) : (( قد عÙوت٠عنك )) .
Ùقال : (ÙˆÙŽØ§Ù„Ù„Ù‘ÙŽÙ‡Ù ÙŠÙØÙØ¨Ù‘Ù Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØÙ’Ø³ÙÙ†Ùينَ) .
قال : (( أنتَ ØÙرٌّ لوجه الله تعالى )) . وأجازه بجائزة سَنيّة(12) .
ÙˆÙÙŠ رواية الإربلي ÙÙŠ كش٠الغمّة(13) : قال (عليه السّلام) : (( أنتَ ØÙرٌّ لوجه الله , ولكَ Ø¶ÙØ¹Ù٠ما ÙƒÙ†ØªÙ Ø§ÙØ¹Ø·ÙŠÙƒ )) .
Ùكان عÙÙˆÙ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام الله عليه) :
أوَّلاً : Ù…ÙƒØ§ÙØ¦Ø© هنيئة على ذلك الغلام Ø› لأنَّه استعانَ بالقرآنÙ
الكريم , وخاطب به سيّدَ الأخلاق معوّÙلاً على كرمه وعÙوه , Ùلم ÙŠÙØ®ÙŠÙ‘بْه Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (صلوات٠الله عليه) , بل ØµÙØÙŽ عنه , ثمّ قدَّمَ له هديَّتين٠؛ الاÙولى العتق , وأيّ٠هديَّة تلك ! والثانية عطاءٌ مضاعÙÙŒ أو جائزةٌ سنيّة يستعين بها على العيش Ø§Ù„ØØ±Ù‘ الكريم .
ÙØ¬Ù…ع Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أكثرَ Ù…ÙÙ† خلÙÙ‚ Ø› العÙÙˆ والتعليم والكرم , وتلك هي أخلاقÙÙ‡ (سلام الله عليه) متعدّدةٌ ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ÙˆÙ‚Ù Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ , متداخلةٌ Ùيما بينها لا تدري أيّاً منها ØªÙØ´ÙŠØ± إليها .
ثانياً : كان عÙÙˆÙ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) تأديباً ÙˆØ¥ØµÙ„Ø§ØØ§Ù‹ لذلك الغلام , وإعطاءً Ù„ÙØ±ØµØ©Ù يستدرك بها خطأَه , ويستÙيد من رØÙ…ة٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وعÙوه ÙˆØÙ„مه .
ثالثاً : كان عÙوه (سلام الله عليه) عن قدرة شكرَها لله تعالى بالعÙو٠عن عباده , وإلاّ كان من ØÙ‚ّه (عليه السّلام) أن يعاقب , إلاّ أنَّه اختار العÙÙˆ بØÙƒÙ…ته , وبلطÙÙ‡ ورØÙ…ته .
رابعاً : لم يكن عÙÙˆÙÙ‡ (عليه السّلام) مجرَّد عÙÙˆ , أي مجرَّد إسقاط٠ØÙ‚ّ٠من قصاص , بل كان Ø¥Ø¶Ø§ÙØ©Ù‹ إلى ذلك ØµÙØØ§Ù‹ جميلاً , ÙˆØ§Ù„ØµÙØÙ Ø§Ù„Ø¬Ù…ÙŠÙ„ ÙÙŠ قوله تعالى : {ÙَاصْÙÙŽØÙ الصَّÙÙ’ØÙŽ Ø§Ù„Ù’Ø¬ÙŽÙ…Ùيلَ} [Ø§Ù„ØØ¬Ø± : 85] هو العÙو٠من غير عتاب كما قال الإمام الرضا (عليه السّلام)(14) , أو هو كما قال الإمام الصادق (عليه السّلام) : (( عÙواً Ù…ÙÙ† غير عقوبة , ولا تعني٠, ولا عتب ))(15) .
ولم ÙŠØ¬Ù…Ø¹Ù Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ذلك ÙØØ³Ø¨ , إنَّما أضا٠إليه الجائزةَ السنيّة ورØÙ…ةَ Ø§Ù„ØØ±Ù‘Ùيَّة .
ÙˆÙÙŠ كلّ مواقÙÙ‡ (سلام الله عليه) كان يقدّÙÙ… عÙÙˆÙŽÙ‡ على غضبه , ويعرض٠العÙÙˆÙŽ على مبغضيه وأعدائه علَّهم يهتدون , وإلى الØÙ‚ّ٠يؤوبون , وعن الباطل والضلال يرجعون , ومن ÙØ±ØµØ©Ù السلام يستÙيدون .
وهذا من الرØÙ…Ø©Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø© التي Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯ منها Ø§Ù„ØØ±Ù‘٠بن٠يزيد الرياØÙŠÙ‘ (رضوان الله عليه) Ø› إذ لمّا سمع كلامَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , ودعوتَه الØÙ‚Ù‘ÙŽØ© أقبل على عمر بن٠سعد وقال له : أمÙقاتلٌ أنتَ هذا الرجل ØŸ
قال عمر : إي والله قتالاً أيسرÙÙ‡ أنْ تسقط Ùيه الرؤوس , وتطيØÙŽ Ø§Ù„Ø£ÙŠØ¯ÙŠ .
Ùقال Ø§Ù„ØØ±Ù‘ : ما لكم ÙÙŠ ما عرضه عليكم من الخصال ØŸ
Ùقال عمر : لو كان الأمر٠إلَيَّ لقبÙلت٠, ولكنَّ أميرَكَ أبى ذلك .
ÙØªØ±ÙƒÙ‡ Ø§Ù„ØØ±Ù‘٠ووق٠مع الناس , وكان إلى Ø¬Ù†Ø¨Ù‡Ù Ù‚ÙØ±Ù‘َة٠بن٠قيس , Ùقال Ù„Ù‚ÙØ±Ù‘Ø© : هل سقيتَ ÙØ±Ø³ÙŽÙƒÙŽ Ø§Ù„ÙŠÙˆÙ… ØŸ
قال : لا .
قال : Ùهل ØªÙØ±ÙŠØ¯ أن تَسقيه ØŸ
ÙØ¸Ù†Ù‘ÙŽ Ù‚ÙØ±Ù‘َة٠مÙÙ† ذلك أنَّه ÙŠÙØ±ÙŠØ¯ الاعتزال ويكره٠أن يشاهدَه , ÙØªØ±ÙƒÙ‡ , ÙØ£Ø®Ø° Ø§Ù„ØØ±Ù‘٠يدنو من Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† قليلاً , Ùقال له المهاجر٠بن٠أوس : أتريد أن تØÙ…Ù„ ØŸ
ÙØ³ÙƒØªÙŽ Ø§Ù„ØØ±Ù‘Ù , وأخذتْه الرعدة , ÙØ§Ø±ØªØ§Ø¨ المهاجر٠مÙÙ† هذا Ø§Ù„ØØ§Ù„ , وقال له : لو قيل لي : مَنْ Ø£Ø´Ø¬Ø¹Ù Ø£Ù‡Ù„Ù Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©Ù لما عدوتÙÙƒ , Ùما هذا الذي أراه منك ØŸ!
Ùقال Ø§Ù„ØØ±Ù‘ : إنّي Ø§ÙØ®ÙŠÙ‘ÙØ± Ù†ÙØ³ÙŠ Ø¨ÙŠÙ† الجنَّة٠والنار , والله لا أختار٠على الجنَّة٠شيئاً ولو ØÙرّÙقت٠.
ثمَّ ضرب جوادَه Ù†ØÙˆ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(16) Ø› Ù…Ù†ÙƒÙ‘ÙØ³Ø§Ù‹ رمØÙŽÙ‡ , قالباً ترسَه , وقد طأطأ برأسÙÙ‡ ØÙŠØ§Ø¡Ù‹ Ù…Ùنْ آل الرسول بما أتى إليهم , وجعجعَ بهم ÙÙŠ هذا المكان على غير ماء٠ولا كلأ , Ø±Ø§ÙØ¹Ø§Ù‹ صوته : اللَّهمَّ إليك اÙنيب ÙØªÙبْ عَلَيَّ Ø› Ùقد أرعبت٠قلوبَ أوليائك وأولاد٠نبيّÙÙƒ . يا أبا عبد الله , إنّي تائب , Ùهل لي من توبة .
Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ù€ وهو العÙوّ٠ـ : (( نعم , يتوب٠الله عليك ))(17) .
ÙØ³Ø±Ù‘ÙŽÙ‡ قولÙÙ‡ , وتيقَّنَ الØÙŠØ§Ø©ÙŽ Ø§Ù„Ø£Ø¨Ø¯ÙŠÙ‘ÙŽØ©ÙŽ والنعيمَ الدائم , ÙˆÙˆØ¶Ø Ù„Ù‡ قول٠الهات٠لمّا خرج من Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , ÙØØ¯Ù‘Ø«ÙŽ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŽ (عليه السّلام) Ø¨ØØ¯ÙŠØ«Ù قال Ùيه : لمّا خرجت٠من Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© Ù†Ùوديت٠: Ø£Ø¨Ù’Ø´ÙØ±Ù’ يا ØÙرّ٠بالجَنَّة٠. Ùقلت٠: ويلٌ Ù„Ù„ØØ±Ù‘Ù ! ÙŠÙØ¨Ø´Ù‘َر٠بالجنَة٠وهو يسير إلى ØØ±Ø¨ ابن بنت٠رسول الله(18) !
Ùقال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( لقد أصبتَ خيراً وأجراً )) . وكان مع Ø§Ù„ØØ±Ù‘ غلامٌ له تركيّ(19) .
ثمَّ استأذنَ Ø§Ù„ØØ±Ù‘Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŽ (عليه السّلام) ÙÙŠ أنْ يكلّÙÙ…ÙŽ القوم , ÙØ£Ø°ÙÙ†ÙŽ له , Ùنادى بأعلى صوته : يا أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , لأمَّكم الهبل والعبر ! إذْ دعوتموه وأخذتÙÙ… بكظمه , ÙˆØ£ØØ·Ù’تÙÙ… به من كلّ٠جانب Ùمنعتموه التوجّهَ إلى بلاد الله العريضة ØØªÙ‘Ù‰ يأمَنَ وأهل٠بيته , ÙˆØ£ØµØ¨Ø ÙƒØ§Ù„Ø£Ø³ÙŠØ± ÙÙŠ أيديكم لا يملك Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ Ù†ÙØ¹Ø§Ù‹ ولا ضرّاً , ÙˆØÙŽÙ„أْتÙموه ونساءَه وصبيتَه ÙˆØµÙŽØØ¨ÙŽÙ‡ عن Ù…Ø§Ø¡Ù Ø§Ù„ÙØ±Ø§ØªÙ الجاري الذي يشربه اليهود٠والنصارى والمجوس , وتمرغ Ùيه خنازير السواد٠وكلابÙÙ‡ , وها هم قد صرعهم٠العطش , بئسما Ø®Ù„ÙØªÙÙ… Ù…ØÙ…َّداً ÙÙŠ ذرّيّته ! لا سقاكم٠اللّه٠يومَ الظمأ .
ÙØÙ…Ù„ØªÙ’ على Ø§Ù„ØØ±Ù‘ رجَّالةٌ ترميه بالنبل , ÙØªÙ‚هقر ØØªÙ‘Ù‰ وقÙÙŽ أمامَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام)(20) .
وهكذا يتØÙˆÙ‘Ù„ Ø§Ù„ØØ±Ù‘ ببركة عÙÙˆ سيّده Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) إلى صÙÙ‘ الإيمان والØÙ‚Ù‘ , والجهاد والشهادة , ويعلو صوتÙÙ‡ بدعوة٠أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© إلى المعرو٠, ونهيهم عن منكرهم وضلالهم ÙÙŠ قتالهم لسيّد شباب أهل الجنّة (عليه السّلام) .
وبعد شهادة ØØ¨ÙŠØ¨ بن مظاهر (رضوان الله عليه) خرج Ø§Ù„ØØ±Ù‘٠بن يزيد الرياØÙŠÙ‘ ومعه زهير٠بن٠القين ÙŠØÙ…ÙŠ ظهرَه , Ùكان إذا شدَّ Ø£ØØ¯Ùهما واستلØÙ… شدَّ الآخر٠واستنقذه ÙÙØ¹Ù„ا ساعة(21) , وإنَّ ÙØ±Ø³ Ø§Ù„ØØ±Ù‘ لمضروب على Ø§ÙØ°Ùنَيه ÙˆØØ§Ø¬Ø¨ÙŽÙŠÙ’Ù‡ , والدماء٠تسيل منه , وهو يتمثّل بقول عنترة :
ما زلت٠أرميهم Ø¨Ø«ØºØ±Ø©Ù Ù†ØØ±ÙÙ‡ ولبانه ØØªÙ‘Ù‰ تسربل بالدمÙ
Ùقال Ø§Ù„ØØµÙŠÙ† ليزيد بن سÙيان : هذا Ø§Ù„ØØ±Ù‘٠الذي كنتَ تتمنّى قتله .
قال : نعم .
وخرج إليه يطلب المبارزة , Ùما أسرع أن قتله Ø§Ù„ØØ±Ù‘ , ثمّ رمى أيّÙÙˆØ¨Ù Ø¨Ù†Ù Ù…Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ø®ÙŠÙˆØ§Ù†ÙŠÙ‘ ÙØ±Ø³ÙŽ Ø§Ù„ØØ±Ù‘ ÙØ¹Ù‚ره , وشبّ به Ø§Ù„ÙØ±Ø³ Ùوثب عنه كأنَّه ليث (22) , وبيده السي٠, وجعل يقاتل راجلاً ØØªÙ‘Ù‰ قتل Ù†ÙŠÙ‘ÙØ§Ù‹ وأربعين (23) , ثمَ شدَّتْ عليه Ø§Ù„Ø±Ø¬Ù‘ÙŽØ§Ù„Ø©Ù ÙØµØ±Ø¹ØªÙ‡ , ÙˆØÙ…له Ø£ØµØØ§Ø¨Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ووضعوه أمام Ø§Ù„ÙØ³Ø·Ø§Ø· الذي يقاتلونَ دونه , وهكذا ÙŠÙØ¤ØªÙ‰ بكلّ قتيل إلى هذا Ø§Ù„ÙØ³Ø·Ø§Ø· , ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù (عليه السّلام) يقول : (( قتلةٌ مْثل٠قتْلة٠النبيّÙينَ وآل النبيّين ))(24) .
ثمَّ Ø§Ù„ØªÙØªÙŽ (عليه السّلام) إلى Ø§Ù„ØØ±Ù‘ , وكان به رمق , Ùقال له وهو ÙŠÙ…Ø³Ø Ø§Ù„Ø¯Ù…ÙŽ عنه : (( أنت Ø§Ù„ØØ±Ù‘ كما سمّتْك اÙمّÙÙƒ , وأنت Ø§Ù„ØØ±Ù‘Ù ÙÙŠ الدنيا والآخرة )) .
ورثاه رجل من Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , وقيل : عليّ٠بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام)(25) , وقيل : إنَّها من إنشاء Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام)
خاصّة (26) :
Ù„ÙŽÙ†ÙØ¹Ù’Ù…ÙŽ الØÙرّ٠ØÙرّ٠بَني رÙياØÙ صبورٌ عندَ مشتَبك٠الرماØÙ
ÙˆÙŽÙ†ÙØ¹Ù’Ù…ÙŽ Ø§Ù„ØØ±Ù‘٠إذْ ÙØ§Ø¯Ù‰ ØØ³ÙŠÙ† وجاد Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ عند الصباØÙ
2 Ù€ الØÙلْم٠الØÙسَينÙيّ
والØÙ„Ù… هو Ø·Ù…Ø£Ù†ÙŠÙ†Ø©Ù Ø§Ù„Ù†ÙØ³ , بØÙŠØ« لا ÙŠÙØØ±Ù‘Ùكها الغضب بسهولة , ولا يزعجÙها المكروه٠بسرعة Ø› Ùهو الضدّ٠الØÙ‚يقيّ٠للغضب Ø› لأنَّه المانع٠من ØØ¯ÙˆØ«ÙÙ‡ وبعدَ هيجانه .
والØÙ„Ù… أشرÙÙ Ø§Ù„ÙƒÙ…Ø§Ù„Ø§ØªÙ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠÙ‘Ø© بعد العلم , بل لا ÙŠÙ†ÙØ¹ العلم٠بدونه أصلاً Ø› ولذا كلّما ÙŠÙÙ…Ø¯Ø Ø§Ù„Ø¹Ù„Ù…Ù Ø£Ùˆ ÙŠÙØ³Ø£Ù„ عنه ÙŠÙقارَن٠به . قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( اللَّهمَّ أغنني بالعلْم , وزيّÙنّÙÙŠ بالØÙ„ْم )) .
وقال (صلّى الله عليه وآله) : (( إنَّ الله ÙŠÙØÙØ¨Ù‘٠الØÙŠÙ‘ÙŠÙŽ الØÙ„يم )) .
وقال (صلّى الله عليه وآله) : (( ما أعزَّ الله بجهل٠قطّ , ولا أذلَّ بØÙ„م٠قطّ )) .
وقال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : (( ليس الخير٠أن يكثر مالÙÙƒ ووÙلْدÙÙƒ , ولكنَّ الخيرَ أن ÙŠÙƒØ«ÙØ±ÙŽ Ø¹Ù„Ù…ÙÙƒ ويَعظÙÙ…ÙŽ ØÙلْمÙÙƒ )) .
وقال Ø¹Ù„ÙŠÙ‘Ù Ø¨Ù†Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السّلام) : (( إنَّه Ù„ÙŽÙŠÙØ¹Ø¬Ø¨Ùني الرجل٠أن ÙŠÙØ¯Ø±ÙƒÙŽÙ‡ ØÙلْمÙÙ‡ عند غضبه )) .
وقال الرضا (عليه السّلام) : (( لا يكون الرجل٠عابداً ØØªÙ‘Ù‰ يكون ØÙ„يماً ))(27) .
والØÙ„Ù… Ù€ كما يرى علماء٠الأخلاق Ù€ من Ø¢Ø«Ø§Ø±Ù Ù‚ÙˆÙ‘Ø©Ù Ø§Ù„Ù†ÙØ³Ù وشجاعتÙها , ولا ÙŠÙØ¹Ø±Ù إلاّ ÙÙŠ الموق٠الصعب أو ØØ§Ù„ة٠الهيجان . قال الإمام الصادق (عليه السّلام) : (( ثلاثة لا ØªÙØ¹Ø±Ù إلاّ ÙÙŠ ثلاثة مواطن Ø› لا ÙŠÙØ¹Ø±Ù الØÙ„يم إلاّ عند الغضب , ولا الشجاع إلاّ عند Ø§Ù„ØØ±Ø¨ , ولا أخٌ إلاّ عند Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© ))(28) .
ÙˆØ§Ù„ØØ§Ø¬Ø§Øª تختل٠؛ Ùمنها معنويّةٌ أخلاقيّة Ø› إذ قد ÙŠØØªØ§Ø¬ الأخ٠من أخيه أن يعÙÙˆÙŽ عنه ÙˆÙŠØµÙØ , وأن ÙŠØÙ„Ù…ÙŽ عليه ولا يغضب . والشجاعة لا تقتصر على قوّة٠البدن ÙˆØ§Ù†Ø¯ÙØ§Ø¹Ù‡ ÙÙŠ Ø³Ø§ØØ©Ù القتال Ø› إذ منها Ø¥Ù…Ø³Ø§ÙƒÙ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ عن الغضب كما هو منها Ø¥Ù…Ø³Ø§ÙƒÙ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ عن Ø§Ù„Ø®ÙˆÙ ÙˆØ§Ù„Ø¬ÙØ¨Ù† والوهن .
سألَ النبيّ٠(صلّى الله عليه وآله) يوماً Ø£ØµØØ§Ø¨ÙŽÙ‡ : (( ما الصرعة٠Ùيكم ØŸ )) .
قالوا : الشديد٠القويّ٠الذي لا ÙŠÙوضَع٠جنبÙÙ‡ .
Ùقال : (( بل الصرعة٠ØÙ‚Ù‘ الصرعة رجلٌ وكزَ الشيطانَ ÙÙŠ قلبه , واشتدّ غضبÙÙ‡ وظهر دمÙÙ‡ , ثمَّ ذكرَ الله ÙØµØ±Ø¹ÙŽ Ø¨ØÙلْمÙÙ‡ غضبَه ))(29) .
ÙˆÙÙŠ رواية أنَّه (صلّى الله عليه وآله) خرج وقومٌ ÙŠÙØ¯ØØ±Ø¬ÙˆÙ† ØØ¬Ø± , Ùقال : (( أشدّÙكم مَنْ ملكَ Ù†ÙØ³ÙŽÙ‡ عند الغضب , وأØÙ„Ù…Ùكم مَنْ Ø¹ÙØ§ بعدَ المقدرة ))(30) .
وقال (صلّى الله عليه وآله) : (( ليس الشديد بالصرعة , إنَّما الشديد٠الذي ÙŠÙ…Ù„ÙƒÙ Ù†ÙØ³ÙŽÙ‡ عند الغضب ))(31) .
وجاء عن مولانا الإمام عليّ (عليه السّلام) أنّه قال : (( أقوى الناس Ù…ÙŽÙ† قوÙÙŠÙŽ على غضبه٠بØÙلْمÙÙ‡ ))(32) .
ورÙوي عن مولانا الإمام الباقر (عليه السّلام) قولÙÙ‡ : (( لا Ù‚Ùوَّةَ كَرَدّ٠الغَضَب٠))(33) .
وصورة من صور الØÙ„Ù… Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘ الشري٠ما رواه للتاريخ عصام بن المصطلق , ØÙŠØ« قال : دخلت٠المدينةَ ÙØ±Ø£ÙŠØªÙ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŽ Ø¨Ù†ÙŽ عليّ (عليه السّلام) ÙØ£Ø¹Ø¬Ø¨Ù†ÙŠ Ø³Ù…Ù’ØªÙÙ‡ ورواؤÙÙ‡ , وأثارَ Ù…ÙÙ† Ø§Ù„ØØ³Ø¯Ù ما كانَ ÙŠÙØ®Ùيه٠صدري لأبيه٠من Ø§Ù„Ø¨ÙØºØ¶ , Ùقلت٠له : أنتَ ابن٠أبي تراب ØŸ
Ùقال : (( نعم )) .
قال عصام : ÙØ¨Ø§Ù„غت٠ÙÙŠ شتمÙÙ‡ وشتم٠أبيه (نعوذ بالله) , Ùنظر إلَيَّ نظرةَ عاطÙ٠رؤو٠, ثمّ قال : (( أعوذ٠بالله Ù…ÙÙ† الشيطان الرجيم , بسم الله الرØÙ…ن٠الرØÙŠÙ… , {Ø®ÙØ°Ù الْعَÙْوَ ÙˆÙŽØ£Ù’Ù…ÙØ±Ù’ Ø¨ÙØ§Ù„Ù’Ø¹ÙØ±Ù’ÙÙ ÙˆÙŽØ£ÙŽØ¹Ù’Ø±ÙØ¶Ù’ عَن٠الْجَاهÙÙ„Ùينَ * ÙˆÙŽØ¥Ùمَّا يَنْزَغَنَّكَ Ù…ÙÙ†ÙŽ الشَّيْطَان٠نَزْغٌ ÙÙŽØ§Ø³Ù’ØªÙŽØ¹ÙØ°Ù’ Ø¨ÙØ§Ù„لَّه٠إÙنَّه٠سَمÙيعٌ عَلÙيمٌ * Ø¥Ùنَّ الَّذÙينَ اتَّقَوْا Ø¥ÙØ°ÙŽØ§ مَسَّهÙمْ طَائÙÙÙŒ Ù…ÙÙ†ÙŽ الشَّيْطَان٠تَذَكَّرÙوا ÙÙŽØ¥ÙØ°ÙŽØ§ Ù‡Ùمْ Ù…ÙØ¨Ù’ØµÙØ±Ùونَ * ÙˆÙŽØ¥ÙØ®Ù’وَانÙÙ‡Ùمْ ÙŠÙŽÙ…ÙØ¯Ù‘ÙونَهÙمْ ÙÙÙŠ الْغَيّ٠ثÙمَّ لَا ÙŠÙÙ‚Ù’ØµÙØ±Ùونَ} [الأعرا٠: 199 - 202] )) .
قال عصام : ثمّ قال لي : (( Ø®Ùّضْ عليك , Ø£Ø³ØªØºÙØ± الله لي ولك , إنَّكَ لو٠استعنتَنا لأعنّاك , ÙˆÙ„ÙˆÙ Ø§Ø³ØªØ±ÙØ¯ØªÙ†Ø§ Ù„Ø±ÙØ¯Ù†Ø§Ùƒ , ولو٠استرشدتنا لرشدناك )) .
قال عصام : ÙØªÙˆØ³Ù‘Ù… منّي الندم٠على ما ÙØ±Ø· منّي , Ùقال : (({لَا تَثْرÙيبَ عَلَيْكÙم٠الْيَوْمَ يَغْÙÙØ±Ù اللَّه٠لَكÙمْ ÙˆÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ أَرْØÙŽÙ…٠الرَّاØÙÙ…Ùينَ} [يوس٠: 92] . أمÙÙ† أهل الشام٠أنت ØŸ )) .
قلت٠: نعم .
Ùقال : (( شنشنةٌ أعرÙÙها Ù…ÙÙ† أخزم٠. ØÙŠÙ‘انا الله وإيّاك , انبسطْ إلينا ÙÙŠ ØÙˆØ§Ø¦Ø¬Ùƒ وما يعرض٠لك تجدني عند Ø£ÙØ¶Ù„٠ظنّÙÙƒÙŽ إنْ شاء الله تعالى )) .
قال عصام : ÙØ¶Ø§Ù‚تْ عَلَيَّ الأرض٠بما رØÙبتْ , ووددت٠لو ساختْ بي , ثمَّ سللْت٠منه لواذاً وما على الأرض٠أØÙŽØ¨Ù‘٠إلَيَّ منه ومÙÙ† أبيه(34) .
ÙØ¨Ø§Ù„ØÙ„Ù… أعزّ Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ù†ÙØ³ÙŽÙ‡ وأكرمَها , وأنقذ هذا المسكين الذي أثّرتْ عليه Ø¯Ø¹Ø§ÙŠØ§ØªÙ ÙˆØ§ÙØªØ±Ø§Ø¡Ø§ØªÙ بني اÙميّة ضدَّ أهل٠بيت العصمة والطهارة (صلوات اللَّه عليهم) , ØØªÙ‘Ù‰ إذا التقى Ø¨Ø£ØØ¯Ù‡Ù… Ù€ وهو Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام اللَّه عليه) Ù€ وجدَ خلÙقاً رÙيعاً , ÙˆØÙ„ْماً عظيماً , وصدْراً Ø±ØØ¨Ø§Ù‹ واسعاً يتØÙ…ّل إساءات٠الآخرين ØØªÙ‘Ù‰ السبَّ منه .
وقد قال (عليه السّلام) وهو الصادق , كما روى الزرنديّ٠الØÙ†Ùيّ ÙÙŠ كتابه (نظم درر السمطين)(35) : (( لو شتمني رجلٌ ÙÙŠ هذه الأذÙÙ† Ù€ وأومى (عليه السّلام) إلى اليÙمنى Ù€ واعتذر لي ÙÙŠ Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ لقبÙلْت٠ذلك منه Ø› وذلك أنَّ أميرَ المؤمنين عليَّ بنَ أبي طالب (رض) ØØ¯Ù‘ثني أنه سمع جَدّي رسولَ اللَّه (صلّى الله عليه وآله) يقول : لا ÙŠØ±ÙØ¯ الØÙˆØ¶ÙŽ Ù…ÙŽÙ†Ù’ لم ÙŠÙ‚Ø¨Ù„Ù Ø§Ù„Ø¹ÙØ°Ø±ÙŽ Ù…Ù† Ù…ÙØÙ‚Ù‘Ù Ø£Ùˆ Ù…ÙØ¨Ø·Ù„ )) .
لقد كان صدر٠الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) صدراً ØÙ„يماً بØÙ‚Ù‘ , تØÙ…ّلَ وصبر ÙˆØÙ„Ù… على شتم الشاتمين , ولكن كي٠يØÙ‚ّ٠لمسلم٠أن يسبَّ Ù…ÙŽÙ† قال Ùيه رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله) : (( ØØ³ÙŠÙ† منّي وأنا Ù…ÙÙ† ØØ³ÙŠÙ† )) كما روى الترمذي ÙÙŠ صØÙŠØÙ‡(36) , وابن٠ماجة ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„(37) , والهندي ÙÙŠ كنز العمال(38) , وأØÙ…د بن٠ØÙ†Ø¨Ù„ ÙÙŠ مسنده(39) , وغيرÙهم كثير(40) ØŸ!
ألا بعد هذا أنَّ شتمَ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , وهو Ù…ÙÙ† رسول اللَّه ورسول٠اللَّه منه , أنّه شتمٌ لرسول٠اللَّه (صلّى الله عليه وآله) ØŸ!
وهذا ما بدا من جيش يزيد بن معاوية بقيادة عبيد اللَّه بن زياد , وتنÙيذ عمر بن سعد , وعلى ألسنة٠المرتزقة الذين لم يكÙهم أنْ رماه أبو Ø§Ù„ØØªÙˆÙ الجعÙيّ بسهم ÙÙŠ جبهة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , ورماه رجلٌ Ø¨ØØ¬Ø± ÙÙŠ جبهته المقدسة٠أيضاً , ورماه Ø¢Ø®ÙŽØ±Ù Ø¨Ø³Ù‡Ù…Ù Ù…ØØ¯Ù‘د٠له ثلاث٠شعب وقع ÙÙŠ قلبه Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø¯Ù‘ÙØ³ للَّه (عز ّوجلّ) , ÙØ£Ø¹ÙŠØ§Ù‡ نزÙ٠الدم , ÙØ¬Ù„س على الأرض ينوء برأسه , لم يكÙهم هذا ØØªÙ‘Ù‰ انتهى إليه ÙÙŠ تلك Ø§Ù„ØØ§Ù„ مالك٠بن٠النسر ÙØ´ØªÙ…Ù‡ , ثم ضربه بالسي٠على رأسه , وكان عليه برنسٌ ÙØ§Ù…تلأَ البرنس٠دماً(41) .
ÙيالَØÙ„Ù… Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ! ويالØÙ„Ù… اللَّه ! وللَّه Ø¯Ø±Ù‘Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام اللَّه عليه) وهو على تلك Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© ÙŠÙØ®Ø±Ø¬ السهمَ Ù…ÙÙ† Ù‚ÙØ§Ù‡ , Ùينبعث الدم٠كالميزاب(42) , ويضع يدَه ØªØØª Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø , ÙØ¥Ø°Ø§ امتلأتْ رمى به Ù†ØÙˆ السماء وقال : (( هوّنَ عَليَّ ما نزل بي أنّه بعين اللَّه )) . Ùلم يسقط Ù…ÙÙ† ذلك الدم قطرةٌ إلى الأرض(43) .
3 Ù€ المروءة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø©
والمروّة أو المروءة خلÙÙ‚ÙŒ ÙŠØÙ…Ù„ عدّةَ معان٠إنسانيّة وسلوكية , نستطيع أن نتبيّن ذلك من خلال Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© :
قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) لرجل٠من ثقي٠: (( يا أخا ثقي٠, ما المروءة٠Ùيكم ØŸ )) .
قال : يا رسول اللَّه , الإنصاÙÙ ÙˆØ§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø .
قال : (( وكذلك هي Ùينا ))(44) .
وجاء عن الإمام عليّ (عليه السّلام) أنّه قال : (( ثلاثٌ هنّ جماع٠المروءة Ø› عطاءٌ Ù…ÙÙ† غير مسألة , ÙˆÙˆÙØ§Ø¡ÙŒ Ù…ÙÙ† غير عهد , وجودٌ مع إقلال(45) . على Ù‚Ø¯Ù’Ø±Ù Ø´Ø±Ù Ø§Ù„Ù†ÙØ³ تكون٠المروءة ))(46) .
وخرج (عليه السّلام) على Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وهم يتذاكرون المروّة , Ùقال : (( أين أنتم Ù…ÙÙ† كتاب اللَّه (عزّ وجلّ) ØŸ )) .
قالوا : يا أمير المؤمنين , ÙÙŠ أيّ موضع ØŸ
Ùقال : (( ÙÙŠ قوله (عزّ وجلّ) : (Ø¥Ùنَّ اللَّهَ ÙŠÙŽØ£Ù’Ù…ÙØ±Ù Ø¨ÙØ§Ù„Ù’Ø¹ÙŽØ¯Ù’Ù„Ù ÙˆÙŽØ§Ù„Ø¥ÙØÙ’Ø³ÙŽØ§Ù†Ù) Ø› ÙØ§Ù„عدل : الإنصا٠, ÙˆØ§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ù† : Ø§Ù„ØªÙØ¶Ù‘Ù„ ))(47) .
وقال (سلام اللَّه عليه) : (( المروّة اسم جامع لسائر Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§Ø³Ù† ))(48) .
وسألَ Ù…Ø¹Ø§ÙˆÙŠØ©Ù Ø§Ù„ØØ³Ù†ÙŽ Ø¨Ù†ÙŽ عليّ٠(عليه السّلام) عن الكرم والمروءة , Ùقال : (( أمّا الكرم ÙØ§Ù„تبرع٠بالمعرو٠, والإعطاء٠قبل السؤال , والإطعام٠ÙÙŠ المØÙ„Ù‘ Ø› وأمّا المروءة ÙØÙØ¸Ù الرجل٠دينَه , ÙˆØ¥ØØ±Ø§Ø²Ù Ù†ÙØ³ÙÙ‡ Ù…ÙÙ† الدنس , وقيامه بضيÙÙ‡ , وأداء الØÙ‚وق , ÙˆØ¥ÙØ´Ø§Ø¡ السّلام ))(49) .
وقال عبد الرØÙ…Ù† بن عباس , Ø±ÙØ¹Ù‡ , قال : سأل Ù…Ø¹Ø§ÙˆÙŠØ©Ù Ø§Ù„ØØ³Ù†ÙŽ Ø¨Ù† عليّ (عليهما السّلام) عن المروّة , Ùقال : (( Ø´ÙØÙ‘Ù Ø§Ù„Ø±Ø¬Ù„Ù Ø¹Ù„Ù‰ دينه , ÙˆØ¥ØµÙ„Ø§Ø Ù…Ø§Ù„Ù‡ , وقيامÙÙ‡ بالØÙ‚وق )) .
Ùقال معاوية : Ø£ØØ³Ù†Øª يا أبا Ù…ØÙ…ّد , Ø£ØØ³Ù†ØªÙŽ ÙŠØ§ أبا Ù…ØÙ…ّد .
Ùكان معاوية يقول بعد ذلك : وددت٠أنَّ يزيدَ قالها وإنه كان أعور(50) .
ÙˆØ³ÙØ¦Ù„ الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) : ما المروّة ØŸ
Ùقال : (( ØÙظ٠الدين , ÙˆØ¥Ø¹Ø²Ø§Ø²Ù Ø§Ù„Ù†ÙØ³ , ولين الكن٠, وتعهّد٠الصنيعة , وأداء الØÙ‚وق , ÙˆØ§Ù„ØªØØ¨Ù‘ب٠إلى الناس ))(51) .
ورÙويَ عن الإمام الصادق (عليه السّلام) قوله٠: (( Ø§Ù„ÙØªÙˆÙ‘ة٠والمروّة : طعامٌ موضوع , ونائلٌ مبذول , واصطناع٠المعرو٠, وأذىً مكÙÙˆÙ ))(52) .
إلى ما يقرب من ذلك Ù…ÙÙ† معاني العÙّة والشهامة , ÙˆØ§Ù„ØªÙØ¶Ù‘Ù„ والرØÙ…Ø© , ÙˆØ§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ù† ÙˆØ§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø , وإكرام Ø§Ù„Ù†ÙØ³ وإعزازها , ÙˆØ§Ù„ØªØ±ÙØ¹ عن الخسّة٠والدناءة٠والرذيلة .
والآن نأتي إلى مروءة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام اللَّه عليه) لنرى ماذا أبقى للناس Ù…ÙÙ† منزلتها :
Ùممّا روي Ùيها ما رواه القوم , منهم Ø§Ù„ØØ§Ùظ Ù…ØÙ…د بن جرير الطبريّ ÙÙŠ تاريخ الاÙمم والملوك(53) قال : وجاء القوم وهم Ø£Ù„Ù ÙØ§Ø±Ø³ مع Ø§Ù„ØØ±Ù‘ بن يزيد التميمي اليربوعي ØØªÙ‘Ù‰ وق٠هو وخيله مقابل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ ØØ±Ù‘ الظهيرة , ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ معتمّون متقلّدو أسياÙهم , Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ù„ÙØªÙŠØ§Ù†Ù‡ : (( اسقوا القوم وارووهم من الماء , ورشّÙوا الخيل ØªØ±Ø´ÙŠÙØ§Ù‹ )) .
Ùقام ÙØªÙŠØ§Ù†Ù‡ ÙØ±Ø´Ù‘Ùوا الخيل ØªØ±Ø´ÙŠÙØ§Ù‹ , Ùقام ÙØªÙŠØ© وسقوا القوم من الماء ØØªÙ‘Ù‰ أرووهم , وأقبلوا يملؤون القصاع Ùˆ الأنوار والطساس من الماء ثمَّ ÙŠÙØ¯Ù†ÙˆÙ†Ù‡Ø§ من Ø§Ù„ÙØ±ÙŽØ³ , ÙØ¥Ø°Ø§ عبّ Ùيه ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً Ø¹ÙØ²Ù„ت عنه وسقوا آخَر ØØªÙ‘Ù‰ سقوا الخيل كلّها .
ÙˆÙÙŠ رواية Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ : قال هشام : ØØ¯Ù‘ثني لقيط , عن عليّ بن طعان Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø±Ø¨ÙŠÙ‘ [قال] : كنت مع Ø§Ù„ØØ±Ù‘ بن يزيد , ÙØ¬Ø¦Øª ÙÙŠ آخر من جاء من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ , Ùلمّا رأى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù ما بي ÙˆØ¨ÙØ±Ø³ÙŠ Ù…Ù† العطش قال : (( أنخ٠الراوية )) . والراوية عندي السّقاء , ثمّ قال : (( يابن أخي , أنخ٠الجمل )) . ÙØ£Ù†Ø®ØªÙÙ‡ , Ùقال : (( اشرب )) . ÙØ¬Ø¹Ù„ت كلّما شربت سال الماء من السقاء , Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† : (( اخنث السقاء )) , أي أعطÙÙ‡ . قال : ÙØ¬Ø¹Ù„ت لا أدري ÙƒÙŠÙ Ø£ÙØ¹Ù„ , قال : Ùقام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ®Ù†Ø«Ù‡ ÙØ´Ø±Ø¨Øª وسقيت ÙØ±Ø³ÙŠ .
ومنهم ابن الأثير ÙÙŠ (الكامل) , روى Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« بعين ما تقدّم أوّلاً عن (تاريخ الإسلام) , لكنّه أسقط قوله : ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ معتمّون متقلّدو أسياÙهم .
ومنهم أبو المؤيد موÙّق بن Ø£ØÙ…د ÙÙŠ «Ù…قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†» : أخبرني الإمام الأجل مجد الدّين قوام السنّة أبو Ø§Ù„ÙØªÙˆØ Ù…ØÙ…ّد بن أبي Ø¬Ø¹ÙØ± الطائيّ Ùيما كتب إليَّ من همدان , أخبرنا شيخ القضاة أبو عليّ إسماعيل بن Ø£ØÙ…د البيهقي سنة اثنتين وخمسمئة بباب المدينة بمرو ÙÙŠ الجامع , أخبرنا الإمام ØÙ‚ّاً وشيخ الإسلام صدقاً أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّØÙ…Ù† الصابونيّ , أخبرنا أبو بكر Ø£ØÙ…د بن إبراهيم بن Ù…ØÙ…ّد بهراة , أخبرنا أبو عليّ Ø£ØÙ…د بن Ù…ØÙ…ّد بن عليّ , ØØ¯Ù‘ثنا عليّ بن خشرم , سمعت ÙŠØÙŠÙ‰ بن عبد الله بن بشير الباهليّ , ØØ¯Ù‘ثنا ابن المبارك أو غيره Ù€ شكّ الباهليّ Ù€ قال : بلغني أنَّ معاوية قال ليزيد : هل بقيت لذَّة من الدÙنيا لم تنلها ØŸ
قال : نعم , اÙمّ أبيها هند بنت سهيل بن عمرو , خطبتها وخطبها عبد الله بن عامر بن كريز ÙØªØ²ÙˆÙ‘جته وتركتني .
ÙØ£Ø±Ø³Ù„ معاوية إلى عبد الله بن عامر وهو عامله على البصرة , Ùلمّا قدم عليه قال : انزل عن اÙمّ أبيها لوليّ عهد المسلمين يزيد .
قال : ما كنت Ù„Ø£ÙØ¹Ù„ .
قال : أقطعك البصرة , ÙØ¥Ù† لم ØªÙØ¹Ù„ عزلتك عنها .
قال : وإن .
Ùلمّا خرج من عنده قال له مولاه : امرأة بامرأة , أتترك البصرة بطلاق امرأة ØŸ! ÙØ±Ø¬Ø¹ إلى معاوية Ùقال : هي طلاق . ÙØ±Ø¯Ù‘Ù‡ إلى البصرة , Ùلمّا دخل تلقّته اÙمّ أبيها Ùقال : استترى . Ùقالت : ÙØ¹Ù„ها اللّعين ! واستترت .
قال : ÙØ¹Ø¯Ù‘ معاوية الأيّام ØØªÙ‘Ù‰ إذا Ø§Ù†Ù‚Ø¶ØªÙ Ø§Ù„Ø¹ÙØ¯Ù‘ÙŽØ© وجّه أبا هريرة يخطبها ليزيد , وقال له : أمهرها بأل٠أل٠. ÙØ®Ø±Ø¬ أبو هريرة Ùقدم المدينة , Ùمرّ Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ (عليه السّلام) , Ùقال : (( ما أقدَمك المدينة يا أبا هريرة ØŸ )) .
قال : Ø§ÙØ±ÙŠØ¯ البصرة أخطب اÙمّ أبيها لوليّ عهد المسلمين يزيد .
قال : (( ÙØªØ±Ù‰ أن تذكرني لها )) .
قال : إن شئت .
قال : (( قد شئت )) .
Ùقدم أبو هريرة البصرة , Ùقال لها : ياÙمّ أبيها , إنَّ أمير المؤمنين يخطبك لوليّ عهد المسلمين يزيد , وقد بذل لك ÙÙŠ الصّداق أل٠أل٠, ومررت Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ ÙØ°ÙƒØ±Ùƒ .
قالت : Ùما ترى يا أبا هريرة ØŸ
قال : ذلك إليك .
قالت : ÙØ´ÙŽÙَةٌ قبّلها رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه وآله) Ø£ØØ¨Ù‘ إليَّ .
قال : ÙØªØ²ÙˆÙ‘جت Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŽ Ø¨Ù† عليّ (عليه السّلام) , ورجع أبو هريرة ÙØ£Ø®Ø¨Ø± معاوية .
قال : Ùقال له : يا ØÙ…ار , ليس لهذا وجّهناك .
قال : Ùلمّا كان بعد ذلك ØØ¬Ù‘ÙŽ عبد الله بن عامر , Ùمرّ بالمدينة Ùلقيَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ , Ùقال له : يابن رسول اللَّه , تأذن لي ÙÙŠ كلام اÙمّ أبيها ØŸ
Ùقال : (( إذا شئت )) .
ÙØ¯Ø®Ù„ معه البيت , واستأذن على اÙمّ أبيها ÙØ£Ø°Ù†Øª له , ودخل معه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† , Ùقال لها عبد الله بن عامر : يا اÙمّ أبيها , ما ÙØ¹Ù„ت الوديعة الّتي استودعتÙÙƒÙ ØŸ
قالت : عندي . يا جارية , هاتي Ø³ÙØ· كذا .
ÙØ¬Ø§Ø¡Øª به , ÙÙØªØØªÙ‡ وإذا هو مملوء لآلي وجوهر يتلألأ , ÙØ¨ÙƒÙ‰ ابن عامر , Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† : (( ما يبكيك ØŸ )) .
Ùقال : يابن رسول اللَّه , أتلومني على أن أبكى على مثلها ÙÙŠ ورعها وكمالها ÙˆÙˆÙØ§Ø¦Ù‡Ø§ ØŸ
قال : (( يابن عامر , Ù†ÙØ¹Ù… المØÙ„ّل كنت لكما , هي طلاق )) . ÙØØ¬Ù‘ , Ùلمّا رجع تزوّج بها .
ومنهم العلاّمة الشيخ تقيّ الدين أبو بكر بن عليّ الØÙ†Ùيّ ÙÙŠ (ثمرات الأوراق) , أورد الواقعة لكنّه ذكر اسم المرأة Ø§ÙØ±ÙŠÙ†Ø¨ بنت Ø¥Ø³ØØ§Ù‚ , واسم زوجها عبد الله بن سلام .
هذه هي شهامة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ومروءتÙÙ‡ ÙˆÙ†ÙØ¨Ù„ÙÙ‡ وإنسانيّتÙÙ‡ , وتلك كانتْ مواقÙÙÙ‡ مع نساء٠المسلمين , Ùكي٠كان خصومÙÙ‡ مع نسائه ØŸ
قال المؤرّخون : لمّا Ù‚ÙØªÙ„ أبو عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) مالَ الناس٠على ثقله ومتاعه , وانتهبوا ما ÙÙŠ الخيام , وأضرموا النارَ Ùيها , وتسابق القوم٠على سلب ØØ±Ø§Ø¦Ø± الرسول (صلّى الله عليه وآله) , ÙÙØ±Ø±Ù†ÙŽ Ø¨Ù†Ø§ØªÙ Ø§Ù„Ø²Ù‡Ø±Ø§Ø¡ (عليها السّلام) مسلّبات٠باكيات .
قال أبو مخن٠(رØÙ…Ù‡ اللَّه) : Ùلمّا Ø§Ø±ØªÙØ¹ صياØÙ النساء ØµØ§Ø Ø§Ø¨Ù†Ù Ø³Ø¹Ø¯ : ويلكم ! اكبسوا عليهنّ Ø§Ù„Ø®ÙØ¨Ø§ , وأضرموهنّ ناراً ÙØ£ØØ±Ù‚وها ومَنْ Ùيها .
Ùقال رجلٌ منهم : ويلك يابنَ سعد ! أما ÙƒÙØ§Ùƒ Ù‚ØªÙ„Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù وأهل٠بيته وأنصاره عن Ø¥ØØ±Ø§Ù‚ Ø£Ø·ÙØ§Ù„Ù‡ ونسائه ØŸ! لقد أردتَ أنْ يخسÙÙŽ الله بنا الأرض ØŸ! ÙØªØ¨Ø§Ø¯Ø±ÙˆØ§ إلى نهب٠النساء٠الطاهرات .
وبقين بنات٠الرسالة والأرامل٠واليتامى ليلة Ø§Ù„ØØ§Ø¯ÙŠ Ø¹Ø´Ø± من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… بعد شهادة أبي عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ ØÙ„ك٠دامس Ù…ÙÙ† Ùقد تلك الأنوار الساطعة Ø› بين رØÙ’ل٠منتهَب , ÙˆØ®Ø¨Ø§Ø¡Ù Ù…ØØªØ±Ù‚ , ÙˆÙØ±ÙŽÙ‚٠سائد , ÙˆØÙماة٠صرعى , لا Ù…ÙØØ§Ù…Ù Ù„Ù‡Ù†Ù‘ ولا ÙƒÙيل . نعم , كان بينهنّ صراخ٠الصبية , ÙˆØ£Ù†ÙŠÙ†Ù Ø§Ù„ÙØªÙŠØ§Øª , ونشيج الوالهات .
ولمّا سيّر ابن٠سعد٠الرؤوسَ Ù€ رؤوسَ شهداء٠الطÙÙ‘ Ù€ أقام مع الجيش إلى الزوال من اليوم Ø§Ù„ØØ§Ø¯ÙŠ Ø¹Ø´Ø± , ÙØ¬Ù…ع قتلاه وصلّى عليهم ودÙنهم , وترك سيّد شباب٠أهل الجنّة ÙˆØ±ÙŠØØ§Ù†Ø© الرسول الأكرم ومَن معه من أهل بيته ÙˆØµØØ¨Ù‡Ù بلا دÙÙ† , تسÙÙŠ عليهم٠الصبا .
وبعد الزوال ارتØÙ„ إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ومعه Ù†Ø³Ø§Ø¡Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وصبيته٠وجواريه وعيالات Ø§Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨ , وكنّ عشرينَ امرأة , وسيّروهنّ على أقتاب الجمال بغير وطاء كما يساق سَبيّ٠الترك٠والروم , وهنّ ودائع٠خير الأنبياء , ومعهنّ السجاد (عليه السّلام) وقد أنهكتْه العلّة , ومعه ولدÙÙ‡ الباقر (عليه السّلام) وله سنتان٠وشهور .
Ùقلن النسوة : باللَّه عليكم إلاّ ما مررتÙÙ… بنا على القتلى .
ولمّا نظرنَ إليهم مقطَّعي الأوصال , قد طعمتْهم سÙÙ…Ù’Ø±Ù Ø§Ù„Ø±Ù…Ø§Ø , ونهلتْ Ù…ÙÙ† دمائهم Ø¨ÙŠØ¶Ù Ø§Ù„ØµÙØ§Ø , وطØÙ†ØªÙ’هم٠الخيل٠بسنابكها , صØÙ† ÙˆØµØ§ØØªÙ’ زينب : يا Ù…ØÙ…ّداه ! هذا ØØ³ÙŠÙ†ÙŒ بالعراء , مرمّلٌ بالدماء , مقطّع الأعضاء , وبناتÙÙƒ سبايا , وذريّتÙÙƒ مقتَّلَة . ÙØ£Ø¨ÙƒØªÙ’ كلَّ عدوّ٠وصديق .
ثمّ بسطتْ يديها ØªØØª بدنه المقدس ÙˆØ±ÙØ¹ØªÙ’Ù‡ Ù†ØÙˆ السماء وقالت : إلهي , تقبّلْ منّا هذا القربان . واعتنقتْ سكينة٠جسدَ أبيها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ولم يستطعْ Ø£ØØ¯ÙŒ أن ÙŠÙÙ†ØÙ‘يها عنه ØØªÙ‘Ù‰ اجتمع عليها عدّةٌ وجرّوها بالقهر .
ولمّا Ø§ÙØ¯Ø®Ù„تْ بنات٠أمير المؤمنين (عليه السّلام) إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© اجتمع أهلÙها للنظر إليهم , ÙØµØ§ØØªÙ’ اÙمّ٠كلثوم : يا أهلَ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , أما تستØÙˆÙ† Ù…ÙÙ† اللَّه٠ورسوله أنْ تنظروا إلى ØØ±Ù… النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ØŸ!
ÙˆØ£Ø´Ø±ÙØªÙ’ عليهنّ امرأةٌ من الكوÙيّات , ورأتهنّ على تلك Ø§Ù„ØØ§Ù„٠التي ØªÙØ´Ø¬ÙŠ Ø§Ù„Ø¹Ø¯ÙˆÙ‘ÙŽ الألد , Ùقالت : Ù…ÙÙ† أيّ Ø§Ù„Ø§ÙØ³Ø§Ø±Ù‰ أنتم ØŸ Ùقلن : Ù†ØÙ† Ø§ÙØ³Ø§Ø±Ù‰ آل٠مØÙ…ّد.
تلك كانت مروءةَ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (صلوات اللَّه عليه) , دعتْه إلى الØÙاظ٠على الذمام , ÙˆØÙظ العهود , والاستجابة إلى رسائل أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , والدعوة إلى Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙÙŠ اÙمّة٠جدّÙÙ‡ المصطÙÙ‰ (صلّى الله عليه وآله) , وهذه أخلاق٠القوم Ø› غدر , وتنكيل , وانتقام بلا مبرر , وطمع ÙÙŠ دنيا غير دائمة وغير مضمونة , وهتكٌ Ù„Ù„ØØ±Ù…ات , وأسرٌ Ù„Ø§ÙØ³Ø±Ø©Ù رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه وآله) وتسييرÙها إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ثمّ إلى الشام ÙÙŠ ØªÙ‚ÙŠÙŠØ¯Ù Ø¨Ø§Ù„ØØ¨Ø§Ù„ , ÙˆØØ§Ù„ة٠من الجوع٠والعطش .
ÙØØ³Ù’Ø¨Ùكم٠هذا Ø§Ù„ØªÙØ§ÙˆØªÙ بينن Ùˆ كلّ٠إناء٠بالذي Ùيه ينضØÙ
أو كما قال الشاعر :
يا اÙمّةً نقضتْ عهودَ نبيّÙÙ‡ Ø£Ùمَنْ إلى نقض العهود٠دَعاكÙ
لولاك٠ما Ø¸ÙØ±ØªÙ’ عÙلوج٠اÙميّة٠يوماً بعترة٠أØÙ…د٠لولاكÙ
وعليك٠خزْيٌ يا اÙميّة٠دائمٌ يبقى كما ÙÙŠ النار دام بَقاكÙ
Ùلقد ØÙ…لت٠من الأَثام٠جهالةً ما عنه ضاق لمَن ÙˆÙŽØ¹Ø§ÙƒÙ ÙˆÙØ¹Ø§ÙƒÙ
هلاّ ØµÙØØªÙ Ø¹Ù† Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù ورهطÙÙ‡ ØµÙØÙŽ الوصيّ٠أبيه عن آباكÙ
وعÙÙØªÙ يومَ الطÙّ٠عÙÙّةَ جَدّÙÙ‡ ال ـمبعوث٠يومَ Ø§Ù„ÙØªØÙ عن Ø·ÙلَقاكÙ
Ø£Ùهَلْ يدٌ سلبتْ إماءَك٠مثْلم سلبتْ ÙƒØ±ÙŠÙ…Ø§ØªÙ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يَداكÙ
أم هل بَرزْن Ø¨ÙØªØ مكّةَ ØÙسّر كنسائه٠يومَ الطÙÙˆÙ Ù†ÙØ³Ø§ÙƒÙ
ما بينَ نادبة٠وبين مَرÙوعة٠ÙÙŠ أسر٠كلّ٠معاند٠أÙّاكÙ
يا اÙمّةً باءتْ Ø¨Ù‚ØªÙ„Ù Ù‡ÙØ¯Ø§ØªÙ‡ Ø´Ùلّتْ يداك٠و ما بلغت٠مÙناكÙ
بئس الجزاء٠لأØÙ…د٠ÙÙŠ آله٠وبنيه٠يومَ الطÙÙ‘ كان جَزاكÙ
يا عين٠ما Ø³ÙØØªÙ’ دمÙوعÙÙƒÙ ÙلْيكÙنْ ØØ²Ù†Ø§Ù‹ على سبط٠النبيّ بÙكاكÙ
وابك٠القتيلَ Ø§Ù„Ù…ÙØ³ØªØ¶Ø§Ù… ومن بَكتْ لمصابه٠الأملاك٠ÙÙŠ الأÙلاكÙ
4 Ù€ Ø§Ù„ØªÙˆØ§Ø¶Ø¹Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŽÙŠÙ’ني
والتواضع كما يعرّÙÙ‡ علماء الأخلاق : Ø§ØØªØ±Ø§Ù…٠الناس ØØ³Ø¨ أقدارهم , وعدم٠الترÙّع عليهم . وهو Ø®Ùلقٌ كريم , وخلّةٌ جذّابة تستهوي القلوب وتستثير التقدير . وناهيك ÙÙŠ ÙØ¶Ù„ التواضع أنَّ اللَّه تعالى أمرَ ØØ¨ÙŠØ¨Ù‡ وسيّد رسÙÙ„ÙÙ‡ به , Ùقال (جلّ وعَلا) : {وَاخْÙÙØ¶Ù’ جَنَاØÙŽÙƒÙŽ Ù„Ùمَن٠اتَّبَعَكَ Ù…ÙÙ†ÙŽ Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ} [الشعراء : 215].
وقد أشاد أهل٠البيت (عليهم السّلام) بشرÙ٠هذا الخÙلق , وشوّقوا إليه
بأقوالهم٠الØÙƒÙŠÙ…Ø© , وسيرتÙهم٠المثالية , وكانوا رÙوّادَ Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ , ومنارَ الخÙلق٠الرÙيع(54) .
قال النبيّ٠الأعظم (صلّى الله عليه وآله): (( لا ØØ³Ø¨ÙŽ ÙƒØ§Ù„ØªÙˆØ§Ø¶Ø¹ ))(55) .
وقال (صلّى الله عليه وآله) أيضاً : (( إنّ التواضع يزيد ØµØ§ØØ¨ÙŽÙ‡ Ø±ÙØ¹Ø© , ÙØªÙˆØ§Ø¶Ø¹ÙˆØ§ ÙŠØ±ÙØ¹Ù’كم٠اللَّه ))(56) .
وعنه (صلّى اللَّه عليه وآله) أيضاً قال : (( إنّ Ø£ØØ¨Ù‘كم إليّ وأقربكم منيّ يوم القيامة٠مجلساً Ø£ØØ³Ù†Ùكم Ø®ÙÙ„Ùقاً , وأشدّÙكم تواضعاً ... ))(57) .
وقال أمير المؤمنين عليٌ (سلام اللَّه عليه) : (( التواضع زينة Ø§Ù„ØØ³Ø¨(58) . التواضع زكاة الشرÙ(59) . التواضع ينشر Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø©(60) . عليك بالتواضع ÙØ¥Ù†Ù‡ Ù…ÙÙ† أعظم العبادة ))(61) .
وجاء عن الإمام الصادق (عليه السّلام) أنّه قال : (( إنّ ÙÙŠ السماء ملَكين٠موكَّلين٠بالعباد , Ùمَنْ تواضع Ù„Ù„Ù‘ÙŽÙ‡Ù Ø±ÙØ¹Ø§Ù‡ , ومَنْ تكبّر وضعاه ))(62) .
وممّا قيل ÙÙŠ التواضع قول٠أبي العلاء المعرّي :
Ùيا واليَ Ø§Ù„Ù…ÙØµØ± لا تظلÙمَنْ Ùكم جاءَ مثْلÙÙƒ ثم انصرَÙÙ’
تواضعْ إذا ما Ø±ÙØ²Ù‚تَ العÙÙ„ ÙØ°Ù„Ùƒ Ù…Ùمّا يزيد الشرÙÙ’
وقد كان النبيّ٠المصطÙÙ‰ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) أكثرَ الناس٠تواضعاً Ø› يقعد ÙÙŠ أدنى المجلس ØÙŠØ« يدخل , وكان ÙŠØÙ„ب٠شاتَه , ويرقع ثوبه , ويخص٠نعلَه , ويخدم Ù†ÙØ³Ù‡ , ويØÙ…Ù„ بضاعتَه ÙÙŠ السوق , ويجالس الÙقراء , ويواكل المساكين(63) .
عن أبي ذرّ الغÙÙØ§Ø±ÙŠÙ‘ (رضوان اللَّه عليه) : كان رسول٠اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) يجلس بين ظهرانيّ Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ , Ùيجيء الغريب٠Ùلا يدري أيّÙهم هو ØØªÙ‘Ù‰ يسأل , ÙØ·Ù„بنا إليه أنْ يجعل مجلساً يعرÙÙ‡ الغريب٠إذا أتاه .
ورÙويَ أنّه (صلّى الله عليه وآله) كان ÙÙŠ Ø³ÙØ± , ÙØ£Ù…ر بإصلاØÙ شاة , Ùقال رجل : يا رسولَ اللَّه , علَيّ ذبØÙ‡Ø§ , وقال آخر : علَيّ سلخها , وقال آخر : علَيَّ طبخÙها . Ùقال (صلّى الله عليه وآله) : (( وعلَيّ جمع Ø§Ù„ØØ·Ø¨ )) .
Ùقالوا : يا رسولَ اللَّه , Ù†ØÙ† نكÙيك .
Ùقال : (( قد علمت٠أنكم تكÙوني , ولكنْ أكره٠أنْ أتميّزَ عليكم Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ اللَّه يكره٠مÙÙ† عبدÙÙ‡ أنْ يراه متميّزاً بين Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ )) . وقام وجمع Ø§Ù„ØØ·Ø¨(64) .
والإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) كان Ù…ÙÙ† سماتÙÙ‡ Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶ØØ© بين الناس التواضع , Ùلم يجالس٠الطواغيت والمتكبّرين , ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨ÙŽ Ø§Ù„Ù‚Ù„ÙˆØ¨Ù Ø§Ù„Ù…ÙŠÙ‘ØªØ© والضمائر Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ø¯Ø© , والمغرورين بدÙنياهم . كان ÙŠÙ†ØµØ , ولكنّه ÙÙŠ الوقت ذاته كان ÙŠØØ¨Ù‘Ù Ø§Ù„Ø¶Ø¹ÙØ§Ø¡ والمساكينَ والÙقراء , ويجالسهم ويواكلÙهم ÙˆÙŠØØ§Ø¯Ø«Ù‡Ù… .
وممّا امتاز به تواضعه (سلام٠اللَّه عليه) :
أوّلاً : أنّه كان خالصاً مخلصاً لوجه٠اللَّه تعالى , لا يبتغي به إلاّ مرضاته (جَلّ وعَلا) Ø› لأنّ هناكَ مَنْ يتواضع للناس يطلب٠بذلك المدØÙŽ ÙˆØ§Ù„Ø³Ù…Ø¹Ø© , ÙŠÙØ±Ø§Ø¦ÙŠ Ø¨ØªÙˆØ§Ø¶Ø¹Ù‡ وينتظر أنْ ÙŠÙØ«Ù†Ù‰ عليه , ÙØ§Ø°Ø§ لم ÙŠØØµÙ„ على ذلك عاد إلى ÙƒÙØ¨Ø±Ù‡ , واذا Ø·ÙÙ„ÙØ¨ÙŽ Ù…Ù†Ù‡ أنْ ÙŠÙØ°Ø¹Ù† للØÙ‚Ù‘ ظهرتْ عليه علامات٠التجبّر والاستنكا٠والتعالي .
أمّا الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام اللَّه عليه) Ùكان متواضعاً لمَنْ دونَه ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ , يطلب٠بذلك طاعةَ الرØÙ…Ù† (جَلّ جلالÙÙ‡) .
* ØØ¯Ù‘Ø« الصوليّ عن الإمام الصادق (عليه السّلام) ÙÙŠ خبر أنه جرى بين الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) وبين أخيه Ù…ØÙ…ّد بن الØÙ†Ùية كلام , Ùكتب ابن٠الØÙ†Ùية إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : أمّا بعد٠يا أخي , ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ أبي وأباكَ عليٌّ , لا ØªÙØ¶Ù„Ùني Ùيه ولا Ø£ÙØ¶Ù„ÙÙƒ , واÙمّÙÙƒ ÙØ§Ø·Ù…ة٠بنت٠رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله) , ولو كان مليء الأرض ذهباً Ù…Ùلك اÙمّي ما ÙˆÙَتْ باÙمّÙÙƒ , ÙØ§Ø°Ø§ قرأتَ كتابي هذا ÙØµÙرْ إليَّ ØØªÙ‰ تترضّاني ÙØ¥Ù†Ù‘ÙƒÙŽ Ø£ØÙ‚Ù‘Ù Ø¨Ø§Ù„ÙØ¶Ù„٠منّي , والسّلام عليكم ورØÙ…ة٠اللَّه وبركاته .
ÙÙØ¹Ù„ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , Ùلم يَجْر٠بعد ذلك بينهما شيء .
ÙØ§Ù„إمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام٠اللَّه عليه) هو الأشر٠مÙÙ† أخيه باعترا٠أخيه , وهو Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ , ولكنّه كانَ الأسبقَ إليه Ø› تواضعاً منه لأنّه الأسبق إلى اللَّه (عزّ وجلّ) ÙÙŠ الطاعات وارتقاء الدرجات .
ثانياً : أنَّ تواضع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (صلوات اللَّه عليه) كان عن Ø¹ÙØ²Ù‘ة٠وكرامة٠وكمال , لا عن ذÙلّة٠أو ضعÙ٠أو طمع ØØ§Ø´Ø§Ù‡ عن كلّ٠ذلك Ø› [إذ] (إنّ Ø§Ù„ØªÙˆØ§Ø¶Ø¹Ù Ø§Ù„Ù…Ù…Ø¯ÙˆØ Ù‡Ùˆ المتّسم بالقصد والاعتدال , لا Ø§ÙØ±Ø§Ø·ÙŽ Ùيه ولا ØªÙØ±ÙŠØ· Ø› ÙØ§Ù„إسراÙÙ ÙÙŠ التواضع داع٠إلى الخسة والمهانة , ÙˆØ§Ù„ØªÙØ±ÙŠØ· Ùيه باعثٌ على Ø§Ù„ÙƒÙØ¨Ø±Ù والأنانية , وعلى العاقل أنْ يختار النهجَ الوسط Ø¨Ø¥Ø¹Ø·Ø§Ø¡Ù ÙƒÙ„Ù‘Ù ÙØ±Ø¯Ù ما يستØÙ‚ّه من الØÙاوة والتقدير ØØ³Ø¨ÙŽ Ù…Ù†Ø²Ù„ØªÙ‡ ومؤهلاته Ø› لذلك لا ÙŠØØ³Ù† التواضع٠للأنانيّين والمتعالينَ على الناس بزهوهم وصَلَÙÙهم . إنّ التواضعَ Ù€ ÙˆØ§Ù„ØØ§Ù„ة٠هذه Ù€ مدعاةٌ للذّÙلّ والهوان , وتشجيعٌ على الأنانية ÙˆØ§Ù„ÙƒÙØ¨Ø±).
ولذلك Ù€ كما مرّ بنا Ù€ كان Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) لا يتواضع للمتجبّرين كمعاوية ويزيد , ومراون٠بن الØÙƒÙ… وعمرو بن العاص والوليد بن عقبة , بل ترÙّع عنهم , ولا للمستكبرين والمغرورين والمتعالين , ØØªÙ‘Ù‰ قال له Ø£ØØ¯Ùهم : إنّ Ùيكَ ÙƒÙØ¨Ù’راً , ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù (عليه السّلام) : (( ÙƒÙ„Ù‘Ù Ø§Ù„ÙƒÙØ¨Ù’ر٠للَّه ÙˆØØ¯ÙŽÙ‡ , ولا يكون٠ÙÙŠ غيره , قال اللَّه٠تعالى : ÙˆÙŽÙ„ÙÙ„Ù‘ÙŽÙ‡Ù Ø§Ù„Ù’Ø¹ÙØ²Ù‘ÙŽØ©Ù ÙˆÙŽÙ„ÙØ±ÙŽØ³ÙولÙÙ‡Ù ÙˆÙŽÙ„ÙÙ„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ )) .
وتكملة٠الآية (ÙˆÙŽÙ„ÙŽÙƒÙنَّ الْمÙنَاÙÙÙ‚Ùينَ لاَ يَعْلَمÙونَ) , ÙØØ§Ø´Ø§Ù‡ أنْ يكون الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام اللَّه عليه) متكبّراً , ولكنّه العزيز٠الذي لا يذلّ .
وخير٠التواضع ما كان عن عزّة٠وترÙّع , قال رسول٠اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) : (( Ø£ÙØ¶Ù„ الناس مَنْ تواضع عن Ø±ÙØ¹Ø© )) . وجاء عن الإمام عليّ (عليه السّلام) قولÙÙ‡ : (( التواضع٠مع Ø§Ù„Ø±ÙØ¹Ø© كالعÙو٠مع المقدرة )) .
Ùمع Ø§Ù„ÙƒØ§ÙØ±ÙŠÙ† العزّة , والتواضع إنّما يكون٠مع المؤمنين , وهكذا وص٠اللَّه تعالى Ù…ÙŽÙ† ÙŠÙØØ¨Ù‘Ù‡ (... ÙَسَوْÙÙŽ يَأْتÙÙŠ اللَّه٠بÙÙ‚ÙŽÙˆÙ’Ù…Ù ÙŠÙØÙØ¨Ù‘ÙÙ‡Ùمْ ÙˆÙŽÙŠÙØÙØ¨Ù‘Ùونَه٠أَذÙلَّة٠عَلَى Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ Ø£ÙŽØ¹ÙØ²Ù‘َة٠عَلَى الْكَاÙÙØ±Ùينَ)(5) , [وهاتان] ØµÙØªØ§Ù†Ù معربتان٠عن الاعتدال , ÙˆÙÙŠ ذلك يقول المصطÙÙ‰ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) : (( طوبى لمَنْ تواضع للَّه تعالى ÙÙŠ غير منقصة , Ùˆ أذلَّ Ù†ÙØ³ÙŽÙ‡ ÙÙŠ غير مسكنة )) , ويقول أمير٠المؤمينن عليٌّ (عليه السّلام) : (( طوبى Ù„Ùمَنْ شغلَه عيبÙÙ‡ عن عيوب٠الناس , وتواضع Ù…ÙÙ† غير منقصة , وجالس أهل الÙقه٠والرØÙ…Ø© , وخالط أهلَ الذلّ٠والمسكنة , وأنÙÙ‚ مالاً جمعه ÙÙŠ غير معصية ))(65) .
والآن تعالوا نتأمّل ÙÙŠ هذه الرواية لنرى هل تركَ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) شيئاً بعد (طوبى) ØŸ
* روى الشيخ نصر بن٠مØÙ…د السمرقنديّ الØÙ†Ùيّ ÙÙŠ (تنبيه الغاÙلين)(66) , عن سÙيان بن مسعر قال : بلغني عن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن عليّ (رضيَ اللَّه٠تعالى عنهما) أَنّه مرَّ بمساكينَ وهم يأكلون كسراً لهم على كساء , Ùقالوا : يا أبا عبد الله , الغداء .
Ùنزل وقال (عليه السّلام) : (( إنّه لا ÙŠØØ¨Ù‘ اللَّه٠المستكبرين )) . ÙØ£ÙƒÙ„ معهم , ثمّ قال لهم : (( قد أجبتÙكم ÙØ£Ø¬ÙŠØ¨ÙˆÙ†ÙŠ )) . ÙØ§Ù†Ø·Ù„قوا معه , Ùلمّا أتَوا المنزل قال لجاريته : (( أخرجي ما كنت٠تدّخرين )) .
ورواها ابو المؤيد الموÙق٠بن٠أØÙ…د الخوارزميّ ÙÙŠ مقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام)(67) بهذه الصورة : كان ( أي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù بن٠عليّ (عليه السّلام) ) يجالس المساكين ويقرأ : (( إنّ اللَّه لا ÙŠØØ¨Ù‘ المتكبّرين ))(68) . ومرّ على صبيان٠معهم كسرة , ÙØ³Ø£Ù„وه أنْ يأكلَ معهم ÙØ£ÙƒÙ„ , ثمّ ØÙ…لهم إلى منزله ÙØ£Ø·Ø¹Ù…هم وكساهم .
Ùلم يشتغل (سلام اللَّه عليه) Ù€ ØØ§Ø´Ø§Ù‡ Ù€ بنقصهم بل عيوبهم , وتواضع لهم Ù…ÙÙ† غير منقصة , بل عن Ø±ÙØ¹Ø© , وجالسهم وهم أهل الرØÙ…Ø© , وخالطهم وهم أهل٠الÙقر والمسكنة , وأنÙÙ‚ عليهم Ù…ÙÙ† مال٠جمعه Ùوضعه ÙÙŠ طاعة٠اللَّه Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ .
أض٠إلى ذلك أنّه جمع إلى التواضع السخاء , وتلك هي أخلاق سيّدنا الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) , متعدّدةً ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ÙˆÙ‚Ù Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ , متداخلةً مع بعضها , ØØªÙ‘Ù‰ إذا تأمّلْتَها وجدتَها اكثَر Ù…ÙÙ† خلÙق٠طيّب .
بقيَ شيءٌ ÙˆØ§ØØ¯ÙŒ لم يكنْ Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ÙÙŠ هذه الرواية , وهو مجالسة٠أهل٠الÙقه Ø› إذ هو الأÙقه , ÙˆØÙŠØ«Ù…ا ØÙŽÙ„Ù‘ بين الناس Ùقّههم بشريعة الإسلام ÙˆØ£Ø®Ù„Ø§Ù‚Ù‡Ù Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„Ø© . نعم , جالسَ أخاه الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) Ùكان عنده أكثَر المجالسين أدباً Ø› ØÙŠØ« أجَلّ له إمامتَه . قال الإمام الباقر (عليه السّلام) : (( ما تكلّم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بينَ ÙŠÙŽØ¯ÙŠÙ Ø§Ù„ØØ³Ù† Ø› إعظاماً له )) .
وقد بادله الإمام Ø§Ù„ØØ³Ù† (سلام اللَّه عليه) هذا الأدب , ÙØ§Ù„نبيّ (صلّى الله عليه وآله) قال Ùيهما : (( ابنايَ هذان٠إمامان٠قاما أو قعدا )) Ø› ولذا نقرأ ÙÙŠ كتاب (التعازي) للسيد الشري٠أبي عبد الله Ù…ØÙ…د بن علي بن Ø§Ù„ØØ³Ù† بن عبد الرØÙ…Ù† العلوي : كان Ø§Ù„ØØ³Ù† (عليه السّلام) ÙŠØ¹Ø¸Ù‘Ù…Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) ØØªÙ‘Ù‰ كأنه هو أسنّ٠منه . قال ابن٠عباس وقد سألتÙÙ‡ عن ذلك , Ùقال : Ø³Ù…Ø¹ØªÙ Ø§Ù„ØØ³Ù†ÙŽ (عليه السّلام) وهو يقول : (( إنّي لأهابÙÙ‡ كهيبة٠أمير المؤمنين (عليه السّلام) )) .
وبقيت سÙمة٠التواضع٠عند الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) خصلةً ÙˆØ§Ø¶ØØ© عرÙها الناس٠Ùيه ÙØ£Ø¬Ù„ّوها , ÙˆØØ¸ÙŠÙŽ Ø¨Ù‡Ø§ المؤمنون المخلصون لا سيّما شهداء كربلاء (رضوان٠اللَّه تعالى عليهم) .
ÙØ³Ø§Ø¹Ø©ÙŽ Ø³Ù‚Ø· (أسلم) Ù€ وهو مولىً له Ù€ ÙÙŠ Ø³Ø§ØØ©Ù الطÙÙ‘ شهيداً مشى إليه الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (صلوات اللَّه عليه) Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© واعتنقه , وكان به رمق , ÙØªØ¨Ø³Ù‘Ù… أسلم ÙˆØ§ÙØªØ®Ø± بذلك ومات . هنيئاً له أنْ ØØ¸ÙÙŠÙŽ بلط٠سيّد شباب أهل الجنّة , ورØÙ…ته وتواضعه .
وكان للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) مولىً آخر هو (ÙˆØ§Ø¶Ø Ø§Ù„ØªØ±ÙƒÙŠ) (رضوان اللَّه تعالى عليه) , جاهد بين يدي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (سلام اللَّه عليه) وقاتل أعداءَه , Ùلمّا ØµÙØ±Ø¹ على Ø³Ø§ØØ©Ù الشر٠بكربلاء استغاث Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† , ÙØ£ØªØ§Ù‡ (عليه السّلام) واعتنقه , Ùقال ÙˆØ§Ø¶Ø : مَنْ مثْلي وابن٠رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) واضعٌ خدَّه على خدي ! ثمّ ÙØ§Ø¶ØªÙ’ Ù†ÙØ³ÙÙ‡ الطاهرة .
5 Ù€ Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ
قال تعالى ÙÙŠ Ù…ØÙƒÙ… كتابه المجيد : (وَأَوْÙÙوا Ø¨ÙØ§Ù„ْعَهْد٠إÙنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئÙولاً) . (يَا أَيّÙهَا الَّذÙينَ آمَنÙوا أَوْÙÙوا Ø¨ÙØ§Ù„ْعÙÙ‚ÙودÙ) .
ÙˆÙÙŠ ظلّ هذه الآية الكريمة قال العلامة المرØÙˆÙ… السيد Ù…ØÙ…ّد ØØ³ÙŠÙ† الطباطبائي (Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù‘ر المعروÙ) : يدلّ الكتاب على الأمر Ø¨Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ بالعقود , وهو بظاهره عام يشمل كلَّ ما يصدق٠عليه Ø§Ù„Ø¹Ù‚Ø¯Ù Ø¹ÙØ±Ùاً ممّا يلائم Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ ... وكالعهد الذي يمكّن Ùيه العاهد٠المعهودَ له Ù…ÙÙ† Ù†ÙØ³Ù‡ Ùيما Ø¹Ù‡ÙØ¯ÙŽÙ‡ , وليس له أنْ ينقضَه .
وقد أكّد القرآن على Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡Ù بالعقد٠والعهد بجميع معانيه , ÙˆÙÙŠ جميع مصاديقه , وشدّد Ùيه كلّ التشديد , وذمَّ الناقضين للمواثيق ذمّاً بالغاً وأوعدهم إيعاداً Ø¹Ù†ÙŠÙØ§Ù‹ , ÙˆÙ…Ø¯Ø Ø§Ù„Ù…ÙÙˆÙينَ بعهدهم إذا عاهدوا .
وأكّد Ø§Ù„Ù„Ù‘ÙŽÙ‡Ù Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ على ØÙظ العهد ÙˆØ§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ به , قال تعالى : (وَأَوْÙÙوا Ø¨ÙØ§Ù„ْعَهْد٠إÙنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئÙولاً) , والآية تشمل العهدَ Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙŠÙ‘ كما تشمل العهدَ الاجتماعي ... Ø› لذلك أتى الكتاب العزيز ÙÙŠ أدقّ٠موارده وأهونها نقضاً بالمنع عن النقض Ø¨Ø£ØµØ±Ø Ø§Ù„Ù‚ÙˆÙ„ ÙˆØ£ÙˆØ¶Ø Ø§Ù„Ø¨ÙŠØ§Ù† , قال تعالى : (بَرَاءةٌ Ù…Ùنْ اللَّه٠وَرَسÙولÙه٠إÙÙ„ÙŽÙ‰ الَّذÙينَ عَاهَدتّÙمْ Ù…Ùنْ Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ´Ù’رÙÙƒÙينَ * ÙَسÙÙŠØÙوا ÙÙÙŠ الأَرْض٠أَرْبَعَةَ Ø£ÙŽØ´Ù’Ù‡ÙØ±Ù وَاعْلَمÙوا أَنَّكÙمْ ØºÙŽÙŠÙ’Ø±Ù Ù…ÙØ¹Ù’Ø¬ÙØ²ÙÙŠ اللَّه٠وَأَنَّ اللَّهَ Ù…ÙØ®Ù’زÙÙŠ الْكَاÙÙØ±Ùينَ * وَأَذَانٌ Ù…Ùنْ اللَّه٠وَرَسÙولÙه٠إÙÙ„ÙŽÙ‰ النَّاس٠يَوْمَ الْØÙŽØ¬Ù‘٠الأَكْبَر٠أَنَّ اللَّهَ بَرÙيءٌ Ù…Ùنْ Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ´Ù’رÙÙƒÙينَ وَرَسÙولÙÙ‡Ù)( سورة براءة / 1 Ù€ 3) إلى أن قال : (لاَ ÙŠÙŽØ±Ù’Ù‚ÙØ¨Ùونَ ÙÙÙŠ Ù…ÙØ¤Ù’Ù…Ùن٠إÙلاًّ وَلاَ ذÙمَّةً ÙˆÙŽØ£ÙوْلَئÙÙƒÙŽ Ù‡Ùمْ Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØ¹Ù’تَدÙونَ)(براءة / 10) , وقال : (ÙˆÙŽØ¥Ùنْ Ù†ÙŽÙƒÙŽØ«Ùوا أَيْمَانَهÙمْ Ù…Ùنْ بَعْد٠عَهْدÙÙ‡Ùمْ وَطَعَنÙوا ÙÙÙŠ دÙينÙÙƒÙمْ ÙَقَاتÙÙ„Ùوا أَئÙمَّةَ الْكÙÙْر٠إÙنَّهÙمْ لاَ أَيْمَانَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ لَعَلَّهÙمْ يَنتَهÙونَ)(براءة / 12) .
وجÙملة٠الأمر أنَّ الإسلام يرى ØØ±Ù…ةَ العهد ووجوبَ Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ به على الإطلاق Ø› سواء Ø§Ù†ØªÙØ¹ به العاهد أو تضرّر بعدما أوثق الميثاق Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ رعايةَ جانب٠العدل٠الاجتماعيّ ألزم٠وأوجب٠مÙÙ† رعاية أيّ Ù†ÙØ¹Ù خاص إلاّ أنْ ينقضَ Ø£ØØ¯Ù المتعاهدين٠عهدَه Ø› Ùللمتعاهد الآخَر٠نقضÙÙ‡ بمثل ما نقضَه , والاعتداء عليه بمثل ما اعتدى عليه .
وقد وردتْ ÙÙŠ شأن Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ جملةٌ من Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© , منها : قول٠النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) : (( مَنْ كانَ يؤمن٠باللَّه٠واليوم الآخر ÙلْيÙ٠إذا وعد )) .
وقولÙÙ‡ (صلّى الله عليه وآله) : (( أقربÙكم غداً منّي ÙÙŠ الموق٠أصدقÙكم Ù„Ù„ØØ¯ÙŠØ« , وأدّاكÙÙ… للأمانة , ÙˆØ£ÙˆÙØ§ÙƒÙ… بالعهد , ÙˆØ£ØØ³Ù†Ùكم خلÙقاً , وأقربÙكم من الناس )).
وقول الإمام عليّ (صلوات اللَّه عليه) : (( Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ ØÙظ٠الذمام . Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ ØÙ„ية العقل وعÙÙ†ÙˆØ§Ù†Ù Ø§Ù„Ù†Ù‘ÙØ¨Ù„ . Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ ÙˆÙور٠الدين وقوّة الأمانة . نعم قرين الصدق Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ . أشرÙ٠الخلائق Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ )) .
وقول٠الإمام الصادق (عليه السّلام) : (( ثلاثةٌ لا عذر Ù„Ø£ØØ¯Ù Ùيها Ø› أداء٠الأمانة٠إلى البَرّ ÙˆØ§Ù„ÙØ§Ø¬Ø± , ÙˆØ§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡Ù للبر ÙˆØ§Ù„ÙØ§Ø¬Ø± , وبرّ الوالدين برّين٠كانا أو ÙØ§Ø¬Ø±ÙŠÙ† )).
والإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) كجدّÙÙ‡ المصطÙÙ‰ وأبيه المرتضى (صلوات اللَّه عليهما وآلهما) , كان شديدَ Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ بالعهود Ø› ÙØ§Ù„نبيّ٠(صلّى اللَّه عليه وآله) ÙˆÙÙŠ لليهود٠ØÙŠÙ† عاهدهم ØØªÙ‘Ù‰ نقضوا عهدَه ÙØØ§Ø±Ø¨Ù‡Ù… وأجلاهم بعد واقعة الخندق Ø› ØÙŠØ« أغرى (ØÙŠÙ‘٠بن٠أخطب) زعيمَ بني قريظة كعبَ بنَ أسد وإخوانَه اليهود بنقض٠العهد مع النبيّ (صلّى الله عليه وآله) , Ùيقول بعد ذلك : لا عهدَ بيننا وبينكم ولا عقد .
وكذلك غدر بنو النضير وقينÙقاع ÙØ£Ø¬Ù„اهم رسول٠اللَّه (صلّى الله عليه وآله) ÙÙŠ واقعة خيبر , وكان أقدر عليهم قبل غدرهم , إلاّ أنه (صلّى الله عليه وآله) أوÙÙ‰ الناس مع الناس , Ùلمّا غدروا به أدّبهم , ولم يكن راغباً أنْ يبدأهم بقتال .
وبهذا Ø¹ÙØ±Ù أمير المؤمنين (سلام اللَّه عليه) , مثال ذلك ما جرى ÙÙŠ معركة٠الجمل ... قال عبد الله بن عباس : ÙØ§Ù†ØµØ±Ùت٠إلى عائشة وهي ÙÙŠ هودج٠, وقد دÙÙّ٠بالدروع٠على جَمَلÙها (عسكر) , وكعب٠بن شور القاضي أخذ بخطامه ÙˆØÙˆÙ„ها الأزد وضبّة , Ùلمّا رأتني قالتْ : ما الذي جاءَ بك يابنَ عباس ØŸ واللَّه٠لا سمعت٠منكَ شيئاً , ارجع إلى ØµØ§ØØ¨Ùƒ ( تعني عليّاً (عليه السّلام) ) وقÙÙ„ له : ما بيننا وبينك إلاّ السي٠.
ÙˆØµØ§Ø Ù…ÙŽÙ†Ù’ ØÙˆÙ„ها : ارجع يابن عباس لئلاّ ÙŠÙØ³ÙÙƒÙŽ دمÙÙƒ .
قال ابن٠عباس : ÙØ±Ø¬Ø¹ØªÙ إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) ÙØ£Ø®Ø¨Ø±ØªÙÙ‡ الخبرَ , وقلت : ما تنتظر ØŸ واللَّه٠لا ÙŠÙØ¹Ø·ÙŠÙƒÙŽ Ø§Ù„Ù‚ÙˆÙ…Ù Ø¥Ù„Ø§Ù‘ السي٠, ÙØ§ØÙ…لْ عليهم قبل أنْ ÙŠØÙ…لوا عليك .
Ùقال (عليه السّلام) : (( نستظهر٠باللَّه عليهم )) .
قال ابن٠عباس : ÙÙˆ اللَّه ما رمت٠مÙÙ† مكاني ØØªÙ‘Ù‰ طلع عليّ نشابÙهم كأنه جرادٌ منتشر , Ùقلت : ما ترى يا أمير المؤمنين إلى ما يصنع القوم ØŸ! Ù…ÙØ±Ù†Ø§ Ù†Ø¯ÙØ¹Ù‡Ù… .
Ùقال : (( ØØªÙ‘Ù‰ Ø§ÙØ¹Ø°Ø±ÙŽ Ø¥Ù„ÙŠÙ‡Ù… ثانية )) . ثمّ قال : (( مَنْ يأخذ هذا المصØÙÙŽ Ùيدعوهم إليه وهو مقتول , وأنا ضامنٌ له على اللَّه الجنّة ... ))(69) .
ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) هو شبل٠ذلك الأسد عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) , ÙˆÙØ±Ø¹Ù تلك الشجرة النبوية , ÙˆØ§Ù„Ø¯ÙˆØØ©Ù الهاشمية , Ø®ÙلقÙÙ‡ خلقÙهم Ø› دليل٠ذلك تشابه المواق٠: ØÙŠÙ† التقى جيش (Ø§Ù„ØØ±Ù‘) ÙÙŠ قرى الطÙّ٠بجيش Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) قرأ Ø§Ù„ØØ±Ù‘٠الكتاب على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† , Ùقال له (عليه السّلام) : (( دعْنا ننزلْ نينوى أو الغاضريّات أو Ø´Ùية )) .
Ùقال Ø§Ù„ØØ±Ù‘ : لا أستطيع Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ الرجلَ عينٌ عَلَيّ(70) .
قال زهير٠بن٠القين : يابنَ رسول اللَّه , إنَّ قتالَ هؤلاء أهون٠علينا Ù…ÙÙ† قتال٠مَنْ يأتينا Ù…ÙÙ† بعدهم , Ùلَعمري ليأتينا ما لا Ù‚ÙØ¨ÙŽÙ„ÙŽ لنا به .
Ùقال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( ما كنت٠أبدأهÙÙ… بقتال ))(71) .
ويوم عاشوراء , وكان الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلا