حياة الامام الحسين قبل مقتله
مقتل الامام عليه السلام

قال عاقبة بن سمعان: خرجنا من المدينة فلزمنا الطريق الأعظم، فقال للحسين عليه السّلام بعض‏ أهل بيته: لو تنكّبت الطريق الأعظم، كما فعل ابن الزبير، لا يلحقك الطلب؟!ØŒ قال (عليه السلام): لا Ùˆ اللّه لا افارقه حتى يقضي اللّه ما هو أحبّ إليه .
عبد اللّه بن مطيع العدوي‏
فاستقبلنا عبد اللّه بن مطيع، فقال للحسين (عليه السلام): جعلت فداك، أين تريد؟ قال (عليه السلام): أمّا الآن فانّي اريد مكّة، و أمّا بعدها فانّي أستخير اللّه.
ف قال عبد اللّه‏: خار اللّه لك، Ùˆ جعلنا فداك ... فاذا أنت أتيت مكّة فإيّاك أن تقرب الكوفة فانّها بلدة مشئومة؛ بها قتل أبوك Ùˆ خذل أخوك Ùˆ اغتيل بطعنة كادت تأتي على نفسه، الزم الحرم، فانّك سيّد العرب، لا يعدل بك- Ùˆ اللّه- أهل الحجاز أحدا، Ùˆ يتداعى إليك الناس من كلّ جانب، لا تفارق الحرم، فداك عمّي Ùˆ خالي، فو اللّه لئن هلكت لنسترقنّ بعدك‏ .
الحسين عليه السّلام في مكّة
فأقبل حتى نزل مكّة، Ùˆ دخل مكّة ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان‏ . فأقام بمكّة شعبان Ùˆ شهر رمضان Ùˆ شوّال Ùˆ ذا القعدة إلى ثماني ذي الحجة.
فأقبل أهلها يختلفون إليه و يأتونه و من كان بها من المعتمرين و أهل الآفاق.
و ابن الزبير بها قد لزم الكعبة، فهو قائم يصلّي عامّة النهار، و يطوف ...
Ùˆ يأتي حسينا عليه السّلام فيمن يأتيه، فيأتيه اليومين المتواليين، Ùˆ يأتيه بين كلّ‏ يومين مرّة ... Ùˆ لا يزال يشير عليه بالرأي، Ùˆ هو عليه السّلام أثقل خلق اللّه على ابن الزبير، لأنه‏ عرف أنّ أهل الحجاز لا يبايعونه Ùˆ لا يتابعونه أبدا ما دام الحسين عليه السّلام بالبلد، Ùˆ أنّ حسينا عليه السّلام أعظم في أعينهم Ùˆ أنفسهم، Ùˆ أطوع في الناس منه‏ .
كتب أهل الكوفة
فلمّا بلغ أهل الكوفة هلاك معاوية؛ أرجف أهل العراق بيزيد، و قالوا: قد امتنع حسين عليه السّلام و ابن الزبير و لحقا بمكّة .
قال‏ محمد بن بشر الهمداني: اجتمع نا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي‏ فخطبنا فقال: إنّ معاوية قد هلك، Ùˆ إنّ حسينا (عليه السلام) قد تقبّض على القوم ببيعته، Ùˆ قد خرج إلى مكّة، Ùˆ أنتم شيعته Ùˆ شيعة أبيه؛ فان كنتم تعلمون أنكم ناصروه Ùˆ مجاهدو عدوّه؛ فاكتبوا إليه، Ùˆ إن خفتم الوهل‏ Ùˆ الفشل فلا تغرّوا الرجل من نفسه!
ف قالوا: لا؛ بل نقاتل عدوّه، Ùˆ نقتل أنفسنا دونه! قال: فاكتبوا إليه‏ ØŒ فكتبوا إليه:
«Ø¨Ø³Ù… اللّه الرحمن الرحيم، للحسين بن علي، من سليمان بن صرد، Ùˆ المسيّب بن نجبة ØŒ Ùˆ رفاعة بن شدّاد ØŒ Ùˆ حبيب بن مظاهر ØŒ Ùˆ شيعته من المؤمنين Ùˆ المسلمين من أهل الكوفة، سلام عليك، فإنّا نحمد إليك اللّه الذي لا إله إلا هو، أمّا بعد: فالحمد للّه الذي قصم عدوّك الجبّار العنيد، الذي انتزي على هذه الامّة، فابتزّها، Ùˆ غصبها فيئها، Ùˆ تأمّر عليها بغير رضى منها؛ ثم قتل خيارها، Ùˆ استبقى شرارها، Ùˆ جعل مال اللّه دولة بين جبابرتها Ùˆ أغنيائها، فبعدا له كما بعدت ثمود.
إنّه ليس علينا إمام؛ فأقبل لعلّ اللّه أن يجمعنا بك على الحق، و النعمان بن بشير في (قصر الإمارة) لسنا نجتمع معه في جمعة و لا نخرج معه إلى عيد، و لو قد بلغنا أنّك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام، إن شاء اللّه، و السلام عليك و رحمة اللّه .
ثم سرّحنا بالكتاب مع عبد اللّه بن سبع الهمداني‏ Ùˆ عبد اللّه بن وال التميمي‏ .
فخرج الرجلان مسرعين حتى قدما على الحسين عليه السّلام بمكّة، لعشر مضين من شهر رمضان‏ .
ثم لبثنا يومين، ثم سرّحنا إليه: قيس بن مسهر الصيداوي‏ Ùˆ عبد الرحمن بن عبد اللّه بن الكدن الأرحبي‏ Ùˆ عمارة بن عبيد السلولي‏ ØŒ فحملوا معهم‏ نحوا من مائة Ùˆ خمسين صحيفة من الرجل Ùˆ الاثنين Ùˆ الأربعة.
قال: ثم لبثنا يومين آخرين، ثم سرّحنا إليه هانئ بن هانئ السبيعي Ùˆ سعيد بن عبد اللّه الحنفي‏ Ùˆ كتبنا معهما:
«Ø¨Ø³Ù… اللّه الرحمن الرحيم‏ØŒ للحسين بن علي، من شيعته من المؤمنين Ùˆ المسلمين، أمّا بعد: فحيّهلا؛ فإنّ الناس ينتظرونك، Ùˆ لا رأي لهم في غيرك، فالعجل العجل! Ùˆ السلام عليك .
Ùˆ كتب شبث بن ربعي‏ Ùˆ حجّار بن أبجر Ùˆ يزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم‏ Ùˆ عزرة بن قيس‏ . Ùˆ عمرو بن الحجّاج الزبيدي‏ Ùˆ محمد بن عمر التميمي‏ :
«Ø£Ù…ّا بعد فقد اخضرّ الجنان، Ùˆ أينعت الثمار، Ùˆ طمّت الجمام‏ ØŒ فاذا شئت فأقدم على جند لك مجنّد؛ Ùˆ السلام عليك .
و تلاقت الرسل كلّها عنده، فقرأ الكتاب، و سأل الرسل عن أمر الناس.
ثم كتب مع هانئ بن هانئ السبيعي، و سعيد بن عبد اللّه الحنفي- و كانا آخر الرسل-:
«Ø¨Ø³Ù… اللّه الرحمن الرحيم‏ØŒ من الحسين بن علي، إلى الملأ من المؤمنين Ùˆ المسلمين، أمّا بعد: فانّ هانئا Ùˆ سعيدا قدما عليّ بكتبكم- Ùˆ كانا آخر من قدم عليّ من رسلكم-ØŒ Ùˆ قد فهمت كلّ الذي اقتصصتم Ùˆ ذكرتم، Ùˆ مقالة جلّكم: إنّه ليس علينا إمام فأقبل، لعلّ اللّه أن يجمعنا بك على الهدى Ùˆ الحق.
و قد بعثت إليكم أخي و ابن عمّي و ثقتي من أهل بيتي (مسلم بن عقيل) و أمرته أن يكتب إليّ بحالكم و أمركم و رأيكم.
فان كتب إليّ: أنه قد أجمع رأي ملئكم، و ذوي الفضل و الحجى منكم، على مثل ما قدمت عليّ به رسلكم، و قرأت في كتبكم، اقدم عليكم وشيكا، إن شاء اللّه، فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب، و الاخذ بالقسط، و الدائن بالحق، و الحابس نفسه على ذات اللّه، و السلام .