ليلة عاشوراء : نهض عمر بن سعد إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) عشية يوم الخميس لتسع مضين من المØÙ‘رم، وجاء شمر ØØªÙ‰ وق٠على Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ùقال: أين بنو Ø£ÙØ®ØªÙ†Ø§ØŸ يعني العباس ÙˆØ¬Ø¹ÙØ± وعبد الله وعثمان أبناء عليّ (عليه السلام). Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) : أجيبوه وإن كان ÙØ§Ø³Ù‚اً ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ بعض أخوالكم ; وذلك أنّ أمهم أم البنين كانت من بني كلاب وشمر بن ذي الجوشن من بني كلاب أيضاً.
Ùقالوا له : ما تريد ØŸ Ùقال لهم : أنتم يا بني أختي آمنون Ùلا تقتلوا Ø£Ù†ÙØ³ÙƒÙ… مع أخيكم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† والزموا طاعة يزيد. Ùقالوا له: لعنك الله ولعن أمانك! أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له ØŸ
وناداه العباس بن أمير المؤمنين تبّت يداك ولعن ما جئتنا به من أمانك يا عدوّ الله! أتأمرنا أن نترك أخانا وسيّدنا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن ÙØ§Ø·Ù…Ø© وندخل ÙÙŠ طاعة اللعناء وأولاد اللعناء ØŸ !
ثم نادى عمر بن سعد يا خيل الله! اركبي وبالجنة أبشري. ÙØ±ÙƒØ¨ الناس ثم زØÙ ابن سعد Ù†ØÙˆÙ‡Ù… بعد العصر ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) جالس أمام بيته Ù…ØØªØ¨ بسيÙه، إذ Ø®ÙÙ‚ برأسه على ركبتيه، ÙØ³Ù…عت أخته زينب Ø§Ù„ØµÙŠØØ©ØŒ ÙØ¯Ù†Øª من أخيها وقالت : يا أخي! أما تسمع هذه الأصوات قد اقتربت ØŸ ÙØ±Ùع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) رأسه Ùقال: إني رأيت رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) الساعة ÙÙŠ المنام Ùقال إنّك ØªØ±ÙˆØ Ø¥Ù„ÙŠÙ†Ø§ØŒ Ùلطمت أخته وجهها، ونادت بالويل، Ùقال لها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) : ليس لك٠الويل، يا Ø£ÙØ®ÙŠÙ‘Ø© اسكتي، رØÙ…Ùƒ الله .
وقال له العباس : يا أخي أتاك القوم Ùنهض ثم قال : يا عباس اركب Ù€ Ø¨Ù†ÙØ³ÙŠ ÙŠØ§ أخي Ù€ أنت ØØªÙ‰ تلقاهم وتقول لهم : ما بالكم وما بدا لكم ØŸ وتسألهم عمّا جاء بهم؟ ÙØ£ØªØ§Ù‡Ù… ÙÙŠ Ù†ØÙˆ من عشرين ÙØ§Ø±Ø³Ø§Ù‹ منهم زهير بن القين ÙˆØØ¨ÙŠØ¨ بن مظاهر ÙØ³Ø£Ù„هم Ùقالوا: قد جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم أن تنزلوا على ØÙƒÙ…Ù‡ أو نناجزكم ØŒ قال : Ùلا تعجلوا ØØªÙ‰ أرجع إلى أبي عبد الله ÙØ£Ø¹Ø±Ø¶ عليه ما ذكرتم ØŒ ÙوقÙوا ورجع العباس إليه بالخبر ÙˆÙˆÙ‚Ù Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ يخاطبون القوم ويعظونهم ويكÙّونهم عن قتال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) .
Ùلما أخبره العباس بقولهم قال له : ارجع إليهم ÙØ¥Ù† استطعت أن تؤخّرهم إلى غدوة ÙˆØªØ¯ÙØ¹Ù‡Ù… عنّا العشية لعلّنا نصلّي لربّنا الليلة وندعوه ÙˆÙ†Ø³ØªØºÙØ±Ù‡ Ùهو يعلم أني كنت Ø£ØØ¨Ù‘ الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªØºÙØ§Ø± .
ÙØ³Ø£Ù„هم العباس ذلك ØŒ ÙØªÙˆÙ‚٠ابن سعد ØŒ Ùقال له عمرو بن Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ الزبيدي : Ø³Ø¨ØØ§Ù† الله! والله لو أنّهم من الترك أو الديلم وسألونا مثل ذلك لأجبناهم، Ùكي٠وهم آل Ù…ØÙ…د ØŸ ! وقال له قيس بن الأشعث بن قيس: أجبهم، لعمري ليصبØÙ†Ù‘Ùƒ بالقتال . ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨ÙˆÙ‡Ù… إلى ذلك .
وجمع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ عند قرب المساء . قال الإمام زين العابدين (عليه السلام) : ÙØ¯Ù†ÙˆØª منه لأسمع ما يقول لهم وأنا إذ ذاك مريض، ÙØ³Ù…عت أبي يقول Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ : Ø§ÙØ«Ù†ÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ الله Ø£ØØ³Ù† الثناء وأØÙ…ده على السرّاء والضرّاء، اللهم إني Ø£ØÙ…دك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلّمتنا القرآن ÙˆÙقّهتنا ÙÙŠ الدين، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً ÙˆØ£ÙØ¦Ø¯Ø© ÙØ§Ø¬Ø¹Ù„نا لك من الشاكرين .
( أمّا بعد ) ÙØ¥Ù†ÙŠ Ù„Ø§ أعلم Ø£ØµØØ§Ø¨Ø§Ù‹ أوÙÙ‰ ولا خيراً من Ø£ØµØØ§Ø¨ÙŠ ÙˆÙ„Ø§ أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي، ÙØ¬Ø²Ø§ÙƒÙ… الله عني خيراً ألا وإنّي لأظنّ أنه آخر يوم لنا من هؤلاء ألا وإني قد أذنت لكم ÙØ§Ù†Ø·Ù„قوا جميعاً ÙÙŠ ØÙ„Ù‘ ليس عليكم منّي ذمام، هذا الليل قد غشيكم ÙØ§ØªÙ‘خذوه جملاً ØŒ وليأخذ كل ÙˆØ§ØØ¯ منكم بيد رجل من أهل بيتي ÙˆØªÙØ±Ù‘قوا ÙÙŠ سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم ; ÙØ¥Ù†Ù‘هم لا يريدون غيري .
Ùقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وأبناء عبد الله بن Ø¬Ø¹ÙØ± : ولÙÙ…ÙŽ Ù†ÙØ¹Ù„ ذلك ØŸ لنبقى بعدك ØŸ لا أرانا الله ذلك أبداً . بدأهم بهذا القول أخوه العباس بن أمير المؤمنين واتبعه الجماعة عليه ÙØªÙƒÙ„موا بمثله ونØÙˆÙ‡ .
ثم نظر إلى بني عقيل Ùقال : ØØ³Ø¨ÙƒÙ… من القتل Ø¨ØµØ§ØØ¨ÙƒÙ… مسلم إذهبوا قد أذنت لكم ØŒ قالوا : Ø³Ø¨ØØ§Ù† الله! Ùما يقول الناس لنا وما نقول لهم، إنّا تركنا شيخنا سيّدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم Ø¨Ø±Ù…Ø ÙˆÙ„Ù… Ù†Ø¶Ø±ÙØ¨ معهم بسي٠ولا ندري ما صنعوا، لا والله ما Ù†ÙØ¹Ù„ ذلك ولكنّنا Ù†ÙØ¯ÙŠÙƒ Ø¨Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ وأموالنا وأهلينا ونقاتل معك ØØªÙ‰ نردَ موردك، ÙÙ‚Ø¨Ù‘Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ العيش بعدك .
وقام إليه مسلم بن عوسجة الأسدي Ùقال : أنØÙ† نخلّي عنك وقد Ø£ØØ§Ø· بك هذا العدّو ØŸ وبم نعتذر إلى الله ÙÙŠ أداء ØÙ‚ّك ØŸ لا والله لا يراني الله أبداً وأنا Ø£ÙØ¹Ù„ ذلك ØØªÙ‰ أكسر ÙÙŠ صدورهم رمØÙŠ ÙˆØ£Ø¶Ø§Ø±Ø¨Ù‡Ù… بسيÙÙŠ ما ثبت قائمه بيدي، ولو لم يكن معي Ø³Ù„Ø§Ø Ø£Ù‚Ø§ØªÙ„Ù‡Ù… به; Ù„Ù‚Ø°ÙØªÙ‡Ù… Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© ولم Ø£ÙØ§Ø±Ù‚Ùƒ أو أموت معك .
وقام سعيد بن عبد الله الØÙ†ÙÙŠ Ùقال: لا والله يا ابن رسول الله لا نخلّيك أبدا ØØªÙ‘Ù‰ يعلم الله أنّا قد ØÙظنا Ùيك وصيّة رسوله Ù…ØÙ…ّد (صلَّى الله عليه وآله) والله لو علمت أني Ø£Ùقتل Ùيك ثم Ø£ØÙŠØ§ ثم Ø£ÙØØ±Ù‚ ثم أذرى ÙŠÙÙØ¹Ù„ ذلك بي سبعين مرّة ; ما ÙØ§Ø±Ù‚تك ØØªÙ‰ ألقى ØÙمامي دونَك ØŒ وكي٠لا Ø£ÙØ¹Ù„ ذلك وإنّما هي قتلة ÙˆØ§ØØ¯Ø© ثمّ أنال الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً .
وقام زهير بن القين وقال : والله يا ابن رسول الله لوددت أني Ù‚ÙØªÙ„ت ثم Ù†ÙØ´Ø±Øª أل٠مرّة وأنّ الله تعالى ÙŠØ¯ÙØ¹ بذلك القتل عن Ù†ÙØ³Ùƒ وعن Ù†ÙØ³ هؤلاء Ø§Ù„ÙØªÙŠØ§Ù† من إخوانك وولدك وأهل بيتك .
وتكلّم بقيّة Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ بكلام يشبه بعضه بعضاً وقالوا : Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ لك Ø§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ نقيك بأيدينا ووجوهنا، ÙØ¥Ø°Ø§ Ù†ØÙ† Ù‚ÙØªÙ„نا بين يديك نكون قد ÙˆÙينا لربّنا وقضينا ما علينا .
وأمر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ أن يقرّبوا بين بيوتهم، ويدخلوا الأطناب بعضها ÙÙŠ بعض، ويكونوا بين يدي البيوت كي يستقبلوا القوم من وجه ÙˆØ§ØØ¯ والبيوت من ورائهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم قد ØÙّت بهم إلاّ الوجه الذي يأتيهم منه عدوّهم .
وقام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ الّليل كله يصلّون ÙˆÙŠØ³ØªØºÙØ±ÙˆÙ† ويدعون، وباتوا ولهم دويّ كدويّ النØÙ„ ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد، ÙØ¹Ø¨Ø± إليهم ÙÙŠ تلك الليلة من عسكر ابن سعد اثنان وثلاثون رجلاً .
قال بعض Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) : مرّت بنا خيل لابن سعد ØªØØ±Ø³Ù†Ø§ وكان Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) يقرأ : {وَلَا ÙŠÙŽØÙ’سَبَنَّ الَّذÙينَ ÙƒÙŽÙَرÙوا أَنَّمَا Ù†ÙمْلÙÙŠ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ خَيْرٌ Ù„ÙØ£ÙŽÙ†Ù’ÙÙØ³ÙÙ‡Ùمْ Ø¥Ùنَّمَا Ù†ÙمْلÙÙŠ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ Ù„ÙيَزْدَادÙوا Ø¥ÙØ«Ù’مًا ÙˆÙŽÙ„ÙŽÙ‡Ùمْ عَذَابٌ Ù…ÙÙ‡Ùينٌ} [آل عمران : 178] , ÙØ³Ù…عها رجل من تلك الخيل يقال له عبد الله بن سمير Ùقال : Ù†ØÙ† وربّ الكعبة الطيّبون ميزنا منكم ØŒ Ùقال له برير بن خضير : يا ÙØ§Ø³Ù‚ أنت يجعلك الله من الطيبين ØŸ ! Ùقال له : Ù…ÙŽÙ† أنت ويلك ØŸ قال : أنا برير بن خضير ÙØªØ³Ø§Ø¨Ù‘ا ØŒ Ùلمّا كان وقت Ø§Ù„Ø³ØØ± Ø®ÙÙ‚ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) برأسه Ø®Ùقة ثم استيقظ Ùقال : (رأيت كأنّ كلاباً قد جهدت تنهشني ÙˆÙيها كلب أبقع رأيته أشدّها عليّ وأظنّ أنّ الذي يتولّى قتلي رجلٌ أبرص).
يوم عاشوراء : انقضت ليلة الهدنة ØŒ وطلع ذلك اليوم الرهيب ØŒ يوم عاشوراء يوم الدم والجهاد والشهادة، وطلعت معه رؤوس الأسنّة ÙˆØ§Ù„Ø±Ù…Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ø£ØÙ‚اد وهي مشرعة لتلتهم جسد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ÙˆØªÙØªÙƒ بدعاة الØÙ‚ والثوار من أجل الرسالة والمبدأ.
نظر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) إلى الجيش الزاØÙØŒ ولم يزل(عليه السلام) كالطود الشامخ، قد اطمأنت Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ وهانت دنيا الباطل ÙÙŠ عينه، وتصاغر جيش الباطل أمامه، ÙˆØ±ÙØ¹ يديه متضرعاً إلى الله تعالى قائلاً : اللهم أنت ثقتي ÙÙŠ كل كَرْب، وأنت رَجائي ÙÙŠ ÙƒÙÙ„Ù Ø´ÙØ¯Ù‘Ø© وأنت لي ÙÙŠ كل أمر نَزَلَ بي ثقةٌ وعدَّةٌ، كم من همّ٠يَضْعَÙÙ Ùيه Ø§Ù„ÙØ¤Ø§Ø¯ وتقلّ Ùيه الØÙŠÙ„Ø© ويخذÙÙ„Ù Ùيه الصديق ويشمت Ùيه العدوّ، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبة مني إليك عمّن سواك ÙÙØ±Ù‘جته عني ÙˆÙƒØ´ÙØªÙ‡ ÙØ£Ù†Øª وليّ كل نعمة ÙˆØµØ§ØØ¨ كل ØØ³Ù†Ø© ومنتهى كل رغبة.
خطاب الإمام (عليه السلام) ÙÙŠ جيش Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© :
أخذ جيش عمر بن سعد ÙŠØ´Ø¯Ù‘ÙØ¯ Ø§Ù„ØØµØ§Ø± على الإمام(عليه السلام) ولما رأى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) كثرتهم وتصميمهم على قتاله إذا لم يستسلم ليزيد بن معاوية، تعمّم بعمامة رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) وركب ناقته وأَخذ سلاØÙ‡ ثم دنا من معسكرهم ØÙŠØ« يسمعون صوته ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠÙ‚ÙˆÙ„: يا أهل العراق Ù€ وجÙلّÙÙ‡Ùمْ يسمعون Ù€ ØŒ Ùقال: أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا ØØªÙ‰ أعظَكم بما ÙŠØÙ‚ لكم عليَّ ÙˆØØªÙ‰ Ø£ÙØ¹Ù’ذَرَ إليكم ÙØ¥Ù† أعطيتموني النّص٠كنتم بذلك أسعد، وإن لم تعطوني النّص٠من Ø£Ù†ÙØ³ÙƒÙ… ÙØ§Ø¬Ù…عوا رأيكم ثم لا يكن أمركم عليكم غÙمَّةً ثم اْقضوا إليَّ ولا تÙÙ†Ø¸ÙØ±ÙˆÙ†Ù (Ø¥Ùنَّ ÙˆÙŽÙ„ÙيّÙÙŠÙŽ اللَّه٠الَّذÙÙŠ نَزَّلَ Ø§Ù„Ù’ÙƒÙØªÙŽØ§Ø¨ÙŽ ÙˆÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ يَتَوَلَّى Ø§Ù„ØµÙ‘ÙŽØ§Ù„ÙØÙينَ) ØŒ ثم ØÙ…د الله وأثنى عليه وذكر الله تعالى بما هو أهله وصلّى على النبي(صلَّى الله عليه وآله) وعلى ملائكته وأنبيائه Ùَلَمْ ÙŠÙØ³Ù’مَعْ متكلمٌ قط قبلَه ولا بعدَه أبلغ٠ÙÙŠ منطق منه ØŒ ثم قال : أمّا بعد ÙØ§Ù†Ø³Ø¨ÙˆÙ†ÙŠ ÙØ§Ù†Ø¸Ø±ÙˆØ§ مَنْ أنا ثم ارجعوا إلى Ø£Ù†ÙØ³ÙƒÙ… وعاتبوها ÙØ§Ù†Ø¸Ø±ÙˆØ§ هل ÙŠØµÙ„Ø Ù„ÙƒÙ… قتلي وانتهاك٠ØÙرمتي؟ ألَسْت٠ابنَ بنت٠نبيّكم وابنَ وصيّÙÙ‡ وابن عمّه وأوّل المؤمنين المصدّق لرسول الله(صلَّى الله عليه وآله) بما جاء به من عند ربه؟ أوليس ØÙ…زة٠سيد٠الشهداء عمّي؟ أو ليس Ø¬Ø¹ÙØ± الطيار ÙÙŠ الجنّة بجناØÙŠÙ† عَمّي؟ أو لم يبلغكم ما قال رسول٠الله(صلَّى الله عليه وآله) لي ولأخي : هذان٠سيّدا شباب أهل الجنة؟ ÙØ¥Ù†Ù’ صدقتموني بما أقول Ù€ وهو الØÙ‚ Ù€ ÙÙˆ الله ما تعمدت٠كذباً منذ علمت أن الله ÙŠÙŽÙ…Ù’Ù‚ÙØªÙ عليه أهله، وإنْ كذبتموني ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ Ùيكم مَنْ إذا سألتموه عن ذلك أخبركم ØŒ سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري وأبا سعيد Ø§Ù„Ø®ÙØ¯Ù’ري Ùˆ سهل بنَ سعد الساعدي وزيد بن أرقم وأنسَ بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) لي ولأخي ØŒ أما ÙÙŠ هذا ØØ§Ø¬Ø² لكم عن سÙÙƒ دمي؟ ... ثم قال لهم الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام): ÙØ¥Ù† كنتم ÙÙŠ شك من هذا ÙØªØ´ÙƒÙ‘ون أني ابن بنت نبيكم ÙÙˆ الله ليس ما بين المشرق والمغرب ابن٠بنت٠نبىّ غيري Ùيكم ولا ÙÙŠ غيركم. ويØÙƒÙ…! أتطلبونني بقتيل منكم قَتَلْتÙÙ‡ أو مال لكم استهلكته أو بقصاص Ø¬Ø±Ø§ØØ©ØŸ ÙØ£Ø®Ø°ÙˆØ§ لا يكلمونه، Ùنادى: يا شبث بن ربعي! ويا ØØ¬Ù‘ار بن أبجر! ويا قيس بن الأشعث! ويا يزيد بن Ø§Ù„ØØ§Ø±Ø«! ألَمْ تكتبوا إليَّ أنْ قد أينعت الثمار واْخضرّ الجَناب٠وإنما تقدÙÙ… على جند لك مجندة؟ Ùقال له قيس بن الأشعث : ما ندري ما تقول ØŒ ولكن اÙنزل على ØÙƒÙ… بني عمّك. Ùقال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) : (لا والله ØŒ لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا Ø£ÙØ±Ù‘Ù ÙÙØ±Ø§Ø± العبيد). ثم نادى : (يا عبادَ الله! إني عذْت٠بربّي ورَبّÙكم أنْ ترجمÙÙˆÙ†ÙØŒ أعوذ بربّي Ùˆ ربّكم من كلّ٠متكبر لا يؤمن بيوم Ø§Ù„ØØ³Ø§Ø¨).
لقد أبى القوم إلاّ الإصرار على ØØ±Ø¨Ù‡ والتمادي ÙÙŠ باطلهم، وأجابوه بمثل ما أجاب به أهل مدين نبيَّهم كما ØÙƒÙ‰ الله عَزَّ وجَلَّ عنهم ÙÙŠ كتابه الكريم: (مَا Ù†ÙŽÙْقَه٠كَثÙيراً Ù…Ùمَّا تَقÙول٠وَإÙنَّا لَنَرَاكَ ÙÙينَا ضَعÙÙŠÙØ§Ù‹).
Ø§Ù„ØØ± يخيّر Ù†ÙØ³Ù‡ بين الجنّة والنار :
وتأثر Ø§Ù„ØØ± بن يزيد الرياØÙŠ Ø¨ÙƒÙ„Ù…Ø§Øª الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) وندم على ما سبق منه معه، ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠØ¯Ù†Ùˆ Ø¨ÙØ±Ø³Ù‡ من معسكر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† تارة ويعود إلى موقÙÙ‡ أخرى وبدا عليه القلق والاضطراب. وعند ما سئل عن السبب ÙÙŠ ذلك قال: (والله إني Ø£ÙØ®ÙŠÙ‘ÙØ±Ù Ù†ÙØ³ÙŠ Ø¨ÙŠÙ† الجنة والنار وبين الدنيا والآخرة ولا ينبغي لعاقل أن يختار على الآخرة والجنة شيئاً)ØŒ ثم ضرب ÙØ±Ø³Ù‡ والتØÙ‚ Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ووق٠على باب ÙØ³Ø·Ø§Ø·Ù‡ØŒ ÙØ®Ø±Ø¬ إليه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ÙØ§Ù†ÙƒØ¨Ù‘ÙŽ عليه Ø§Ù„ØØ±Ù‘ ÙŠÙقبّل يديه ويسأله العÙÙˆ ÙˆØ§Ù„ØµÙØØŒ Ùقال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام): (نعم ØŒ يتوب الله عليك وهو التّواب الرØÙŠÙ…). Ùقال له Ø§Ù„ØØ± : والله لا أرى Ù„Ù†ÙØ³ÙŠ ØªÙˆØ¨Ø© إلاّ بالقتال بين يديك ØØªÙ‰ أموتَ دونك. وخطب Ø§Ù„ØØ± ÙÙŠ أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© Ùوعظهم وذكّرهم موقÙهم من الإمام(عليه السلام) ودعوتهم له ÙˆØØ«Ù‘هم على عدم مقاتلة الإمام(عليه السلام) ثم مضى إلى Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ÙØªØØ§Ù…اه الناس ØŒ ثم تكاثروا عليه ØØªÙ‰ استشهد.
المعركة الخالدة :
ØØµÙ‘Ù† الإمام(عليه السلام) مخيّمه ÙˆØ£ØØ§Ø· ظهره بخندق أوْقَد Ùيه النار
ليمنع المباغتة ÙˆØ§Ù„Ø§Ù„ØªÙØ§Ù عليه من Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØŒ وليØÙ…ÙŠÙŽ النساء ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ من العدوان المØÙ‚ّق.
نظر شمر بن ذي الجوشن إلى النار ÙÙŠ الخندق ÙØµØ§Ø : ( يا ØØ³ÙŠÙ†Ù تعجّلت النار قبل يوم القيامة ØŒ ÙØ±Ø¯ عليه أنت أولى بها صÙÙ„Ùيّا) ØŒ ÙˆØØ§ÙˆÙ„ ØµØ§ØØ¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم، ÙØ§Ø¹ØªØ±Ø¶Ù‡ الإمام ومنعه قائلا: (لا ترمه ÙØ¥Ù†ÙŠ Ø£ÙƒØ±Ù‡ أن أبدأهم).
ويقول المؤرخون: إن بعض Ø£ØµØØ§Ø¨ الإمام خطب بالقوم بعد خطبة الإمام الأولى، وأنّ الإمام (عليه السلام) أخذ مصØÙاً ونشره على رأسه ووق٠بإزاء القوم ÙØ®Ø§Ø·Ø¨Ù‡Ù… للمرة الثانية بقوله : يا قوم! إنّ بيني وبينكم كتاب الله وسنّة جدّي رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) ثم استشهدهم عن Ù†ÙØ³Ù‡ المقدسة وما عليه من سي٠النبي (صلَّى الله عليه وآله) ودرعه وعمامته ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨ÙˆÙ‡ بالتصديق ÙØ³Ø£Ù„هم عمّا أقدمهم على قتله، قالوا: طاعةً للأمير عبيد الله ابن زياد ØŒ Ùقال(عليه السلام): (تباً لكم أيتها Ø§Ù„Ø¬Ù…Ø§Ø¹ÙŽØ©Ù ÙˆØªØ±ØØ§Ù‹ Ø£ØÙŠÙ† استصرختمونا والهين ÙØ£ØµØ±Ø®Ù†Ø§ÙƒÙ… موجÙين، سللتم علينا Ø³ÙŠÙØ§Ù‹ لنا ÙÙŠ أيمانكم، ÙˆØÙŽØ´ÙŽØ´Ù’تم علينا ناراً اقتدØÙ†Ø§Ù‡Ø§ على عدوّنا وعدوّكم ÙØ£ØµØ¨ØØªÙ… إلباً لأعدائكم على أوليائكم بغير عدل Ø£ÙØ´ÙˆÙ‡ Ùيكم ولا أمل Ø£ØµØ¨Ø Ù„ÙƒÙ… Ùيهم، Ùهلاّ Ù€ لكم الويلات٠ـ تركتمونا والسيÙ٠مشيم والجأش طامن والرأي لمّا ÙŠØ³ØªØØµÙÙ’! ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدَّبا ØŒ وتداعيتم عليها كتهاÙÙØªÙ Ø§Ù„ÙØ±Ø§Ø´ØŒ ثم نقضتموها ÙØ³ÙØÙ’قاً لكم يا عبيدَ الأمة ÙˆØ´ÙØ°Ù‘اذَ Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ø¨Ù Ùˆ نبذة Ø§Ù„ÙƒØªØ§Ø¨Ù ÙˆÙ…ØØ±Ù‘ÙÙŠ الكلÙم٠وعصبة Ø§Ù„Ø¥Ø«Ù…Ù ÙˆÙ†ÙØ«Ø©ÙŽ Ø§Ù„Ø´ÙŠØ·Ø§Ù† ÙˆÙ…Ø·ÙØ¦ÙŠ Ø§Ù„Ø³ÙÙ†ÙŽÙ†ÙØŒ ويْØÙŽÙƒÙ…! أهؤلاء تعضدون وعنا تتخاذلون؟ أجل! والله
غدرٌ Ùيكم قديم، وشجت عليه Ø§ÙØµÙˆÙ„كم وتأزرت ÙØ±ÙˆØ¹ÙƒÙ…ØŒ Ùكنتم أخبثَ ثمر، شجىً للناظر وأكلةً للغاصب. ألا وإن الدعيَّ ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السّÙلة والذلة. وهيهات منا الذلة! يأبى الله٠لنا ذلك ورسولÙÙ‡ والمؤمنون، ÙˆØØ¬ÙˆØ±ÙŒ طابت ÙˆØ·ÙŽÙ‡ÙØ±ÙŽØªÙ’ واÙنوÙÙŒ ØÙ…يةٌ ونÙوسٌ أبيّةٌ من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام. ألا وإني زاØÙ بهذه الأسرة على قلة العدد وخذلان الناصر. ثم أنشدَ Ø£Ø¨ÙŠØ§ØªÙ ÙØ±ÙˆØ© بن مسيك المرادي :
ÙØ§Ùنْ نَهْزÙمْ Ùهزّامون Ù‚ÙØ¯Ù’ما = Ù† Ù†Ùهْزَمْ ÙØºÙŠÙ’ر٠مهزَّمينا
وما إن طبَّنا Ø¬ÙØ¨Ù’Ù†ÙŒ ولكن = منايانا ودولة٠آخرينا
ÙÙŽÙ‚Ùلْ للشامتين بنا Ø£Ùيقوا = سَيَلْقى الشامتون كما لقينا
إذا ما الموت٠رَÙَّعَ عن اÙناس = كلاكله أناخ بآخرينا
أما والله لا تلبثون بعدها إلا كريثما ÙŠÙØ±ÙƒØ¨Ù Ø§Ù„ÙØ±Ø³ ØŒ ØØªÙ‰ تدور بكم دور الرَّØÙ‰ØŒ Ùˆ تقلق بكم قلق المØÙˆØ±ØŒ عهد عهده إليّ أبي عن جدي رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) (ÙÙŽØ£ÙŽØ¬Ù’Ù…ÙØ¹Ùوا أَمْرَكÙمْ ÙˆÙŽØ´ÙØ±ÙŽÙƒÙŽØ§Ø¡ÙŽÙƒÙمْ Ø«Ùمَّ لَا ÙŠÙŽÙƒÙنْ أَمْرÙÙƒÙمْ عَلَيْكÙمْ غÙمَّةً Ø«Ùمَّ اقْضÙوا Ø¥Ùلَيَّ وَلَا تÙÙ†Ù’Ø¸ÙØ±ÙونÙ) (Ø¥ÙنّÙÙŠ تَوَكَّلْت٠عَلَى اللَّه٠رَبّÙÙŠ وَرَبّÙÙƒÙمْ مَا Ù…Ùنْ دَابَّة٠إÙلَّا Ù‡ÙÙˆÙŽ Ø¢Ø®ÙØ°ÙŒ بÙنَاصÙيَتÙهَا Ø¥Ùنَّ رَبّÙÙŠ عَلَى ØµÙØ±ÙŽØ§Ø·Ù Ù…ÙØ³Ù’تَقÙيمÙ). ثم Ø±ÙØ¹ يديه Ù†ØÙˆ السماء وقال: (اللهم Ø§ØØ¨Ø³ عنهم قطر السماء وابعث عليهم سنينَ كسنيّ ÙŠÙˆØ³Ù ÙˆØ³Ù„Ù‘ÙØ·Ù’ عليهم غلام ثقي٠يسقيهم كأساً مصبَّرةً، ÙØ¥Ù†Ù‡Ù… كذّبونا وخذلونا وأنت ربنا عليك توكلنا وإليك المصير).
كل ذلك وعمر بن سعد Ù…ÙØµØ±Ù‘ على قتال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام)ØŒ والإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ÙŠØØ§ÙˆØ± ÙˆÙŠÙ†ØµØ ÙˆÙŠØ¯ÙØ¹ القوم بالتي هي Ø£ØØ³Ù†. ولما لم يجد Ø§Ù„Ù†ØµØ Ù…Ø¬Ø¯ÙŠØ§Ù‹ قال لابن سعد: (أيْ عمر أتزعم أنك تقتلني ويوليك الدعيّ بلاد الري وجرجان؟
والله لا تتهنّأ بذلك ØŒ عهد معهود ØŒ ÙØ§ØµÙ†Ø¹ ما أنت صانع ØŒ ÙØ¥Ù†Ùƒ لا ØªÙØ±Ø بعدي بدنيا ولا آخرة ØŒ وكأني برأسك على قصبة يتراماه الصبيان Ø¨Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ويتخذونه غرضاً بينهم) ÙØµØ±Ù ابن سعد وجهه عنه مغضباً.
واستØÙˆØ°ÙŽ Ø§Ù„Ø´ÙŠØ·Ø§Ù† على ابن سعد Ùوضع سهمه ÙÙŠ كبد قوسه ثم رمى باتجاه معسكر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) وقال : (إشهدوا أني أول٠مَنْ رمى) ثم ارتمى الناس وتبارزوا.
ÙØ®Ø§Ø·Ø¨ الإمام(عليه السلام) Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ قائلا: (قوموا رØÙ…كم الله إلى الموت الذي لابد منه ØŒ ÙØ¥Ù† هذه السهام رسل القوم إليكم).
ÙØªÙˆØ¬Ù‡ÙˆØ§ إلى القتال ÙƒØ§Ù„Ø£ÙØ³ÙˆØ¯ الضارية لا يبالون بالموت مستبشرين بلقاء الله جَلَّ جلاله، وكأنهم رأوا منازلهم مع النبيين والصديقين وعباده الصالØÙŠÙ† ØŒ وكان لا يقتل منهم Ø£ØØ¯ ØØªÙ‰ يقول: السلام عليك يا أبا عبد الله ويوصي Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ بأن ÙŠÙØ¯ÙˆØ§ الإمام بالمهج ÙˆØ§Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§ØØŒ ÙˆØ§ØØªØ¯Ù…ت المعركة بين الطرÙين، (Ùكان لا ÙŠÙقْتَل٠الرجل من أنصار Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ØØªÙ‰ يَقْتل العشرة والعشرين).
استمرت رØÙ‰ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ تدور ÙÙŠ Ø³Ø§ØØ© كربلاء ØŒ واستمر معه شلاّل الدم المقدس يجري ليتخذ طريقه عبر نهر الخلود، ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) يتساقطون Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ تلو الآخر، وقد أثخنوا جيش العدو Ø¨Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø ÙˆØ£Ø±Ù‡Ù‚ÙˆÙ‡ بالقتل، ÙØªØµØ§ÙŠØ رجال عمر بن سعد: لو استمرت Ø§Ù„ØØ±Ø¨ برازاً بيننا وبينهم لأتوا على Ø¢Ø®ÙØ±Ù†Ø§. لنهجم عليهم مرة ÙˆØ§ØØ¯Ø© ØŒ ولنرشقهم بالنبال ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø©.
ÙØ¨Ø¯Ø£ الهجوم والزØÙ Ù†ØÙˆ من بقي مع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ÙˆØ£ØØ§Ø·ÙˆØ§ بهم من جهات متعددة مستخدمين كل أدوات القتل وأساليبه الدنيئة ØØªÙ‰ قتلوا أكثر جنود المعسكر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ù…Ù† Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©.
وزالت الشمس ÙˆØØ¶Ø± وقت الصلاة، وها هو Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ينادي للصلاة وقد تØÙˆÙ„ الميدان عنده Ù…ØØ±Ø§Ø¨Ø§Ù‹ للجهاد والعبادة، ولم يكن ÙÙŠ مقدور السيو٠والأسنّة أن تØÙˆÙ„ بينه وبين Ø§Ù„ØØ¶ÙˆØ± ÙÙŠ Ø³Ø§ØØ© المناجاة والعروج إلى ØØ¸Ø§Ø¦Ø± القدس وعوالم الجمال والجلال.
ولم يزل يتقدّم رجل رجل من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ Ùيقتل ØŒ ØØªÙ‘Ù‰ لم يبق مع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ø¥Ùلاّ أهل بيته خاصّةً . ÙØªÙ‚دّم ابنه عليّ بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ù€ وأمه ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثّقÙيّ Ù€ وكان من Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù†Ù‘Ø§Ø³ وجهاً، ÙØ´Ø¯Ù‘ÙŽ على النّاس وهو يقول :
أنا علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† = Ù†ØÙ† وبيت الله أولى بالنبي
تالله لا ÙŠØÙƒÙ… Ùينا ابن الدَّعي
ÙÙØ¹Ù„ ذلك مراراً وأهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© يتَّقون قتله ØŒ ÙØ¨ØµØ± به مرّة بن منقذ العبديّ Ùقال : عليَّ آثام العرب إن مرَّ بي ÙŠÙØ¹Ù„ مثل ذلك إن لم اثكل أباه ; Ùمرَّ يشدّ٠على النّاس كما مرَّ ÙÙŠ الأوّل ØŒ ÙØ§Ø¹ØªØ±Ø¶Ù‡ مرّة بن منقذ ÙØ·Ø¹Ù†Ù‡ ÙØµØ±Ø¹ ØŒ ÙˆØ§ØØªÙˆØ´Ù‡ القوم٠Ùقطّعوه بأسياÙهم ØŒ ÙØ¬Ø§Ø¡ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØØªÙ‘Ù‰ وق٠عليه Ùقال : (قتل الله قوماً قتلوك يا بنيَّ ØŒ ما أجرأَهم على الرّØÙ…Ù† وعلى انتهاك ØØ±Ù…Ø© الرّسول !) وانهملت عيناه بالدّÙموع ثمّ قال: (على الدّÙنيا بعدك Ø§Ù„Ø¹ÙØ§) وخرجت زينب أخت Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† مسرعةً تنادي : يا Ø£ÙØ®ÙŠÙ‘اه وابن Ø£ÙØ®ÙŠÙ‘اه ØŒ وجاءت ØØªÙ‘Ù‰ أكبّت عليه، ÙØ£Ø®Ø° Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†Ù برأسها ÙØ±Ø¯Ù‘َها إلى Ø§Ù„ÙØ³Ø·Ø§Ø· ØŒ وأمر ÙØªÙŠØ§Ù†Ù‡ Ùقال: (اØÙ…لوا أخاكم) ÙØÙ…Ù„ÙˆÙ‡ ØØªÙ‘Ù‰ وضعوه بين يدي Ø§Ù„ÙØ³Ø·Ø§Ø· الّذي كانوا يقاتلون أمامه .
ثمّ رمى رجلٌ من Ø£ØµØØ§Ø¨ عمر بن سعد يقال له : عمرو بن ØµØ¨ÙŠØ Ø¹Ø¨Ø¯ الله بن مسلم بن عقيل (رØÙ…Ù‡ الله) بسهم ØŒ Ùوضع عبد الله يده على جبهته يتّقيه، ÙØ£ØµØ§Ø¨ السّهم ÙƒÙÙ‘ÙŽÙ‡ ÙˆÙ†ÙØ° إلى جبهته ÙØ³Ù…ّرها به Ùلم يستطع ØªØØ±ÙŠÙƒÙ‡Ø§ØŒ ثمّ انتØÙ‰ عليه آخر برمØÙ‡ ÙØ·Ø¹Ù†Ù‡ ÙÙŠ قلبه Ùقتله .
ÙˆØÙ…Ù„ عبد الله بن Ù‚ÙØ·Ø¨Ø© الطائي على عون بن عبد الله بن Ø¬Ø¹ÙØ± بن أبي طالب رضي الله عنه Ùقتله .
ÙˆØÙ…Ù„ عامر بن نهشل التّيميّ على Ù…ØÙ…ّد بن عبد الله بن Ø¬Ø¹ÙØ± بن أبي طالب رضي الله عنه Ùقتله .
وشدَّ عثمان بن خالد الهمدانيّ على عبد الرّØÙ…Ù† بن عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه Ùقتله .
قال ØÙ…يد بن مسلم : ÙØ¥Ù†Ù‘ا لكذلك إذ خرج علينا غلام كأنَّ وجهه شقَّة قمر ØŒ ÙÙŠ يده سي٠وعليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسع Ø¥ØØ¯Ø§Ù‡Ù…ا ØŒ Ùقال لي عمر بن سعيد بن Ù†Ùيل الأزديّ : والله لأشدَّنَّ عليه، Ùقلت: Ø³Ø¨ØØ§Ù† الله، وما تريد بذلك؟ ! دعه يكÙيكه هؤلاء القوم الّذين ما يبقون على Ø£ØØ¯ منهم ; Ùقال : والله لأشدَّنَّ عليه ØŒ ÙØ´Ø¯Ù‘ÙŽ عليه Ùما ولّى ØØªÙ‘Ù‰ ضرب رأسه بالسّي٠ÙÙلقه ØŒ ووقع الغلام لوجهه Ùقال : يا عمّاه ! ÙØ¬Ù„Ù‰ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) كما يجلي الصقر ثمّ شدَّ شدّة ليث أغضب ØŒ ÙØ¶Ø±Ø¨ عمر بن سعيد بن Ù†Ùيل Ø¨Ø§Ù„Ø³Ù‘ÙŠÙ ÙØ§ØªÙ‘قاها بالسّاعد ÙØ£Ø·Ù†Ù‘َها من لدن المرÙÙ‚ ØŒ ÙØµØ§Ø ØµÙŠØØ© سمعها أهل العسكر ØŒ ثمّ تنØÙ‘Ù‰ عنه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) . ÙˆØÙ…لت خيل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© لتستنقذه Ùوطأته بأرجلها ØØªÙ‘Ù‰ مات .
وانجلت الغبرة ÙØ±Ø£ÙŠØª Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) قائماً على رأس الغلام وهو
ÙŠÙØØµ برجله ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يقول : (بعداً لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة Ùيك جدّÙÙƒ) ثمّ قال: (عزَّ Ù€ والله Ù€ على عمّك أن تدعوه Ùلا يجيبك ØŒ أو يجيبك Ùلا ÙŠÙ†ÙØ¹Ùƒ ØŒ صوت Ù€ والله Ù€ كثرَ واتروه وقلَّ ناصروه) ثمّ ØÙ…له على صدره ØŒ ÙكأنّÙÙŠ أنظر إلى رجلي الغلام تخطّان الأرض، ÙØ¬Ø§Ø¡ به ØØªÙ‘Ù‰ ألقاه مع ابنه عليّ٠بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† والقتلى من أهل بيته، ÙØ³Ø£Ù„ت عنه Ùقيل لي: هو القاسم بن Ø§Ù„ØØ³Ù† بن عليّ٠بن أبي طالب (عليهم السلام) .
ثمّ جلس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) أمام Ø§Ù„ÙØ³Ø·Ø§Ø· ÙØ£ØªÙŠ Ø¨Ø§Ø¨Ù†Ù‡ عبد الله بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وهو Ø·ÙÙ„ ÙØ£Ø¬Ù„سه ÙÙŠ ØØ¬Ø±Ù‡ ØŒ ÙØ±Ù…اه رجل من بني أسد بسهم ÙØ°Ø¨ØÙ‡ØŒ ÙØªÙ„قّى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) دمه ØŒ Ùلمّا ملأ ÙƒÙÙ‘ÙŽÙ‡ صبَّه ÙÙŠ الأرض ثمّ قال : (ربّ إن تكن ØØ¨Ø³Øª عنّا النّصر من السّماء ÙØ§Ø¬Ø¹Ù„ ذلك لما هو خير ØŒ وانتقم لنا من هؤلاء القوم الظّالمين) ثمّ ØÙ…له ØØªÙ‘Ù‰ وضعه مع قتلى أهله .
ورمى عبد الله بن عقبة الغنويّ أبا بكر بن Ø§Ù„ØØ³Ù† بن عليّ٠بن أبي طالب (عليهم السلام) Ùقتله .
Ùلمّا رأى العبّاس بن عليّ رØÙ…Ø© الله عليه كثرة القتلى ÙÙŠ أهله قال لإخوته من أمه Ù€ وهم عبد الله ÙˆØ¬Ø¹ÙØ± وعثمان Ù€ يا بني اÙمّÙÙŠ! تقدّموا ØØªÙ‘Ù‰ أراكم قد Ù†ØµØØªÙ… لله ولرسوله ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ لا ولد لكم . ÙØªÙ‚دّم عبد الله Ùقاتل قتالاً شديداً، ÙØ§Ø®ØªÙ„٠هو وهانيء بن ثبيت Ø§Ù„ØØ¶Ø±Ù…يّ ضربتين Ùقتله هانيء لعنه الله. وتقدّم بعده Ø¬Ø¹ÙØ± بن عليّ (عليه السلام) Ùقتله أيضاً هانيء . وتعمّد خوليّ٠بن يزيد الأصبØÙŠÙ‘ عثمان بن عليّ (عليه السلام) وقد قام مقام إخوته ÙØ±Ù…اه بسهم ÙØµØ±Ø¹Ù‡ ØŒ وشدَّ عليه رجل من بني دارم ÙØ§ØØªØ²Ù‘ÙŽ رأسه.
ÙˆØÙ…لت الجماعة على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙØºÙ„بوه على عسكره ØŒ واشتدَّ به العطش ØŒ ÙØ±ÙƒØ¨ المسنّاة يريد Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª وبين يديه العبّاس أخوه ØŒ ÙØ§Ø¹ØªØ±Ø¶ØªÙ‡ خيل ابن سعد ÙˆÙيهم رجل من بني دارم Ùقال لهم: ويلكم ØÙˆÙ„وا بينه وبين Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª ولا تمكّÙنوه من الماء ØŒ Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) : (اللّهمّ أظمئه) ÙØºØ¶Ø¨ الدّارميّ٠ورماه بسهم ÙØ£Ø«Ø¨ØªÙ‡ ÙÙŠ ØÙ†ÙƒÙ‡ØŒ ÙØ§Ù†ØªØ²Ø¹ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) السّهم وبسط يده ØªØØª ØÙ†ÙƒÙ‡ ÙØ§Ù…تلأت Ø±Ø§ØØªØ§Ù‡ بالدَّم ØŒ ÙØ±Ù…Ù‰ به ثمّ قال: (اللّهمَّ إنّÙÙŠ أشكو إليك ما ÙŠÙØ¹Ù„ بابن بنت نبيّÙÙƒ) ثمّ رجع إلى مكانه وقد اشتدَّ به العطش .
استشهاد الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام)
لم يبقَ مع الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) سوى أخيه العباس الذي تقدم إليه يطلب منه الإذن ÙÙŠ قتال القوم ÙØ¨ÙƒÙ‰ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وعانقه ثم أذن له Ùكان ÙŠØÙ…Ù„ على أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© Ùينهزمون بين يديه كما تنهزم المعزى من الذئاب الضارية وضجّ أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© من كثرة من قتل منهم، ولما قتل قال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام): (الآن انكسر ظهري وقلّت ØÙŠÙ„تي وشمت بي عدوّي).
ÙˆÙÙŠ رواية أخرى: أن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) اتجه إلى نهر Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª وبين يديه أخوه العباس ÙØ§Ø¹ØªØ±Ø¶ØªÙ‡ خيل ابن سعد (لعنه الله) ÙˆÙيهم رجل من بني دارم Ùقال لهم: ويلكم ØÙˆÙ„وا بينه وبين Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª ولا تمكّنÙوه٠من الماء، Ùقال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام): اللهم أظمئه، ÙØºØ¶Ø¨ الدارمي ورماه بسهم ÙØ£Ø«Ø¨ØªÙ‡ ÙÙŠ ØÙ†ÙƒÙ‡ ÙØ§Ù†ØªØ²Ø¹ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) السهم Ùˆ بسط يده ØªØØª ØÙ†ÙƒÙ‡ ÙØ§Ù…تلأت Ø±Ø§ØØªØ§Ù‡ من الدم ÙØ±Ù…Ù‰ به ثم قال : (اللهم إني أشكو إليك ما ÙŠÙØ¹Ù„ بابن بنت نبيك)ØŒ ثم رجع إلى مكانه
وقد اشتد به العطش ÙˆØ£ØØ§Ø· القوم بالعبّاس(عليه السلام) ÙØ§Ù‚تطعوه عنه ÙØ¬Ø¹Ù„ يقاتلهم ÙˆØØ¯Ù‡ ØØªÙ‰ قتل رØÙ…Ø© الله عليه.
ونظر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) إلى ما ØÙˆÙ„Ù‡ ØŒ ومدّ ببصره إلى أقصى الميدان Ùلم ير Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وأهل بيته إلاّ وهو ÙŠØ³Ø¨Ø Ø¨Ø¯Ù… الشهادة، مقطّعَ الأوصال والأعضاء.
وهكذا بقي الإمام(عليه السلام) ÙˆØØ¯Ù‡ ÙŠØÙ…Ù„ سي٠رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) Ùˆ بين جنبيه قلب علي (عليه السلام) وبيده راية الØÙ‚ البيضاء ØŒ وعلى لسانه كلمة التقوى.
Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙˆØÙŠØ¯Ø§Ù‹ ÙÙŠ الميدان :
ØÙŠÙ†Ù…ا Ø§Ù„ØªÙØª أبو عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) يميناً وشمالاً ولم ير Ø£ØØ¯Ø§Ù‹ يذبّ عن ØØ±Ù… رسول الله أخذ ينادي هل من ذابّ٠يذبّ عنا؟ ÙØ®Ø±Ø¬ الإمام زين العابدين (عليه السلام) من Ø§Ù„ÙØ³Ø·Ø§Ø· وكان مريضاً لا يقدر أن ÙŠØÙ…Ù„ سيÙÙ‡ وأم كلثوم تنادي خلÙÙ‡ : يا بني ارجع. Ùقال : (يا عمّتاه! ذريني أقاتل بين يدي ابن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)).
وإذا Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ينادي : (يا أم كلثوم! خذيه لئلاّ تبقى الأرض خالية من نسل آل Ù…ØÙ…د(صلَّى الله عليه وآله)).
ويقول المؤرخون : إنه لما رجع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) من المسنّاة إلى ÙØ³Ø·Ø§Ø·Ù‡ تقدم إليه شمر بن ذي الجوشن ÙÙŠ جماعة من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ØŒ ÙØ£ØØ§Ø·ÙˆØ§ به ÙØ£Ø³Ø±Ø¹ منهم رجل يقال له مالك بن النسر الكندي ÙØ´ØªÙ… Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وضربه على رأسه بالسي٠وكان عليه قلنسوة Ùقطعها ØØªÙ‰ وصل إلى رأسه ÙØ£Ø¯Ù…اه ÙØ§Ù…تلأت القلنسوة دما ØŒ Ùقال له Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) : (لا أكلت بيمينك ولا شربت بها ÙˆØØ´Ø±Ùƒ الله مع القوم الظالمين).
ثم ألقى القلنسوة ودعا بخرقة ÙØ´Ø¯Ù‘ÙŽ بها رأسَه واستدعى قلنْسوة أخرى Ùلبسها واعتمّ عليها ØŒ ورجع عنه شمر بن ذي الجوشن ومن كان معه إلى مواضعهم ØŒ Ùمكث هنيئة ثم عاد وعادوا إليه ÙˆØ£ØØ§Ø·ÙˆØ§ به).
ØÙ…Ù„ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) سيÙÙ‡ ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠØ±ÙØ¹ صوته على عادة Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ ونظامها ÙÙŠ البراز ØŒ ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠÙ†Ø§Ø²Ù„ ÙØ±Ø³Ø§Ù†Ù‡Ù…ØŒ ويواجه ضرباتهم ببسالة نادرة وشجاعة ÙØ°Ù‘Ø© ØŒ Ùما برز إليه خصم إلا وركع ØªØØª سيÙÙ‡ ركوع الذل والهزيمة.
قال ØÙ…يد بن مسلم : ÙÙˆ الله ما رأيت مكثوراً قط قد قتل ولده وأهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ أربط جأشاً ولا أمضى جناناً منه ØŒ Ø£ÙŽÙ† كانت الرجّالة لتشدّ عليه Ùيشدَّ عليها بسيÙÙ‡ ÙØªÙ†ÙƒØ´Ù عن شماله انكشا٠المعزى إذا شدّ Ùيها الذئب.
ولمّا عجزوا عن مقاتلته، لجأوا إلى أساليب الجبناء ; Ùقد استدعى شمر Ø§Ù„ÙØ±Ø³Ø§Ù† ÙØµØ§Ø±ÙˆØ§ ÙÙŠ ظهور الرجّالة ØŒ وأمر الرماة أنْ يرموه ÙØ±Ø´Ù‚وه بالسهام ØØªÙ‰ صار جسمÙÙ‡ ÙƒØ§Ù„Ù‚Ù†ÙØ° ÙØ£ØØ¬Ù… عنهم ØŒ ÙوقÙوا بإزائه وخرجت Ø£ÙØ®ØªÙ‡ زينب إلى باب Ø§Ù„ÙØ³Ø·Ø§Ø· Ùنادت عمر بن سعد بن أبي وقاص: ويلك يا عمر! أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟! Ùلم يجبها عمر بشيء ØŒ Ùنادت ويØÙƒÙ…! أما Ùيكم مسلم؟ Ùلم يجبها Ø£ØØ¯ بشيء. ونادى شمر بن ذي الجوشن Ø§Ù„ÙØ±Ø³Ø§Ù† والرجّالة Ùقال: ويØÙƒÙ…! ما تنتظرون بالرجل؟ ثكلتكم Ø£Ùمهاتكم، ÙØÙ…Ù„ÙˆØ§ عليه من كل جانب.
ÙØ¶Ø±Ø¨Ù‡ Ø²ÙØ±Ø¹Ø© بن شريك على كتÙÙ‡ اليسرى Ùقطعها، وضربه آخر منهم على عاتقه Ùكبا منها لوجهه وطعنه سنان بن أنس النخعي Ø¨Ø§Ù„Ø±Ù…Ø ÙØµØ±Ø¹Ù‡
وبدر إليه Ø®Ùولى بن يزيد الأصبØÙŠ Ùنزل Ù„ÙŠØØªØ²Ù‘ رأسه ÙØ£Ø±Ø¹Ø¯ Ùقال له شمر : ÙØªÙ‘ÙŽ الله ÙÙŠ عضدك ØŒ ما لك ترعد؟ ونزل شمر إليه ÙØ°Ø¨ØÙ‡ ثم Ø±ÙØ¹ رأسه إلى خولى بن يزيد Ùقال : Ø¥ØÙ…له إلى الأمير عمر بن سعد.
ثم أقبلوا على سلب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ÙØ£Ø®Ø° قميصه Ø¥Ø³ØØ§Ù‚ بن ØÙŽÙŠÙ’ÙˆÙŽØ© Ø§Ù„ØØ¶Ø±Ù…ÙŠ وأخذ سراويله أبجر بن كعب ØŒ وأخذ عمامته أخنس بن مرثد، وأخذ سيÙÙ‡ رجل من بني دارم ØŒ وانتهبوا رØÙ„Ù‡ وإبله وأثقاله وسلبوا نساءه.
امتداد الØÙ…رة ÙÙŠ السماء :
ومادت الأرض واسودَّتْ Ø¢ÙØ§Ù‚ الكون وامتدت ØÙ…رة رهيبة ÙÙŠ السماء كانت نذيراً من الله لأولئك السÙّاكين المجرمين الذين انتهكوا جميع ØÙرÙمات٠الله.
وصبغ ÙØ±Ø³ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ناصيته بدم الإمام الشهيد المظلوم وأقبل يركض مذعوراً Ù†ØÙˆ خيام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) ليعلم العيال بمقتله واستشهاده، وقد صوّرت زيارة الناØÙŠØ© المقدّسة هذا المشهد المأساوي كما يلي: (Ùلما نظرت النساء إلى الجواد مخزياً والسرج عليه ملوياً خرجن من الخدور ناشرات الشعور، على الخدود لاطمات وللوجوه Ø³Ø§ÙØ±Ø§Øª وبالعويل داعيات وبعد العز مذَلَّلات وإلى مصرع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† مبادرات).
ونادت عقيلة بني هاشم زينب بنت عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) وهي ثكلى : وا Ù…ØÙ…داه! وا أبتاه! وا علياه! وا Ø¬Ø¹ÙØ±Ø§Ù‡! وا ØÙ…زتاه! هذا ØØ³ÙŠÙ† بالعراء، صريع
بكربلاء ، ليت السماء أطبقت على الأرض! وليت الجبال تدكدكت على السهل!!
ØØ±Ù‚ الخيام وسلب ØØ±Ø§Ø¦Ø± النبوة :
وعمد المجرمون اللئام إلى ØØ±Ù‚ خيام الإمام أبي عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام) غير ØØ§Ùلين بمن ÙÙŠ الخيام من بنات الرسالة وعقائل النبوّة. قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): (والله ما نظرت إلى عمّاتي وأخواتي إلاّ وخنقتني العبرة وتذكّرت ÙØ±Ø§Ø±Ù‡Ù† يوم الط٠من خيمة إلى خيمة ومن خباء إلى خباء، ومنادي القوم ينادي: Ø£ØØ±Ù‚وا بيوت الظالمين!).
وعمد أراذل جيش Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© إلى سلب ØØ±Ø§Ø¦Ø± النبوة وعقائل الرسالة Ùنهبوا ما عليهن من ØÙ„يّ ÙˆØÙ„Ù„ ØŒ كما نهبوا ما ÙÙŠ الخيام من متاع.
الخيل تدوس الجثمان الطاهر :
لقد بانت Ø®ÙØ³Ù‘Ø© الأمويين لكل ذي عينين، وعبّرت عن مسخ ÙÙŠ الوجدان الذي كانوا ÙŠØÙ…لونه وماتت الإنسانية ÙØªØÙˆÙ„ت الأجساد Ø§Ù„Ù…ØªØØ±ÙƒØ© إلى ÙˆØÙˆØ´ دنيئة لا تملك ذرّة من رØÙ…Ø© ولا يزعها وازع من بقية ضمير إنساني.
ÙØÙŠÙ† ØØ§ØµØ±Øª جيوش الضلالة أهل بيت النبوة (عليهم السلام) ÙÙŠ عرصات كربلاء كتب ابن زياد إلى عمر بن سعد كتاباً وهو يبيّن له ما يستهدÙÙ‡ من نتيجة للمعركة وما تنطوي عليه Ù†ÙØ³Ù‡ الشريرة من ØÙ‚د دÙين على الرسالة والرسول (صلَّى الله عليه وآله) ØŒ وكل ما يمتّ إليهما بصلة أو قرابة ØŒ وقد جاء Ùيه ما يلي :
أما بعد : ÙØ¥Ù†ÙŠ Ù„Ù… أبعثك إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† لتكÙÙ‘ عنه ØŒ ولا لتطاوله ØŒ ولا لتمنّيه السلامة والبقاء ØŒ ولا لتعقد له عندي Ø´Ø§ÙØ¹Ø§Ù‹ ØŒ انظر ÙØ¥Ù† نزل ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ على الØÙƒÙ… واستسلموا ÙØ§Ø¨Ø¹Ø« بهم سلماً، وإن أبوا ÙØ§Ø²ØÙ إليهم ØØªÙ‰ تقتلهم وتمثّل بهم ÙØ¥Ù†Ù‡Ù… لذلك مستØÙ‚ّون ØŒ ÙØ¥Ù† قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ£ÙˆØ·Ø¦ الخيل صدره وظهره ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‡ عاقّ مشاقّ قاطع ظلوم وليس ÙÙŠ هذا أن يضر بعد الموت شيئاً ØŒ ولكن علي قول ØŒ لو قد قتلته ÙØ¹Ù„ت هذا به.
على أن ابن زياد كان من أعمدة الØÙƒÙ… الأموي. ولا نعلم أوامر صدرت من Ø£ØØ¯ Ø£ÙØ±Ø§Ø¯Ù‡ بØÙŠØ« كانت ترعى ØØ±Ù…Ø© أو تقديراً لمقام ابن النبيّ(صلَّى الله عليه وآله) الذي لم يكن خاÙياً على Ø£ØØ¯ من الأمويين .
وهكذا انبرى ابن سعد بعد مقتل Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) لينÙّذ أوامر سيّده Ø§Ù„ØØ§Ù‚د ابن زياد ØŒ Ùنادى ÙÙŠ Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ : من ينتدب Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ùيوطئه ÙØ±Ø³Ù‡ ØŸ ÙØ§Ù†ØªØ¯Ø¨ عشرة ØŒ ÙØ¯Ø§Ø³ÙˆØ§ جسد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) بخيولهم ØØªÙ‰ رضّوا ظهره.
عقيلة بني هاشم أمام الجثمان العظيم :
ÙˆÙˆÙ‚ÙØª ØÙيدة الرسول (صلَّى الله عليه وآله) وابنة أمير المؤمنين (عليه السلام) العقيلة زينب (عليها السلام) على جثمان أخيها العظيم، وهي تدعو قائلةً : (اللهم تقبّل هذا القربان). إنَّ الإنسانية لتنØÙ†ÙŠ Ø¥Ø¬Ù„Ø§Ù„Ø§Ù‹ وخضوعاً أمام هذا الإيمان الذي هو السر الوØÙŠØ¯ ÙÙŠ خلود تضØÙŠØ© Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.