غادر الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) مكّة ØŒ ولم يمكث Ùيها ØŒ Ùقد علم أن الطاغية يزيد قد دسّ عصابة من الإرهابيين لاغتياله ØŒ وان كان متعلّقاً بأستار الكعبة ØŒ ÙØ®Ø§Ù أن يراق دمه ÙÙŠ البيت Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… ØŒ ÙˆÙÙŠ الشهر Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… ØŒ ÙˆØ¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى ذلك ÙØ§Ù† سÙيره مسلم بن عقيل قد كتب إليه ÙŠØØ«Ù‘Ù‡ على القدوم إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ وان أهلها يترقّبون قدومه ØŒ ÙˆÙŠÙØ¯ÙˆÙ†Ù‡ بأرواØÙ‡Ù… ودمائهم ØŒ ويقدمون له الدعم الكامل لتشكيل ØÙƒÙˆÙ…Ø© علوية ÙÙŠ بلادهم.
وسار الإمام مع عائلته تØÙÙ‘ بها الكوكبة المشرقة من شباب أهل البيت : الذين يمثّلون القوة والعزم والإباء ØŒ وعلى رأسهم سيّدنا أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ (عليه السلام) Ùكانت رايته ØªØ±ÙØ±Ù على رأس أخيه أبي Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± من مكّة المكرّمة إلى أرض الشهادة ÙˆØ§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ كربلاء ØŒ وكان يراقب بدقّة ØØ±ÙƒØ© القاÙلة وسيرها Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ على عيال أخيه ÙˆØ£Ø·ÙØ§Ù„Ù‡ من أن يصيبهم عناء أو أذى من وعورة الطريق ØŒ وقد تكÙّل جميع شؤونهم وما ÙŠØØªØ§Ø¬ÙˆÙ† إليه ØŒ وقد وجدوا ÙÙŠ رعايته ÙˆØÙ†Ø§Ù†Ù‡ من البرّ ما ÙŠÙوق ØØ¯Ù‘ الوصÙ.
وواصل الإمام سيرته الخالدة ØŒ وقد Ø·Ø§ÙØª به هواجس مريرة ØŒ Ùقد أيقن أنّه سيلاقي مصرعه ØŒ ومصارع أهل بيته على أيدي هؤلاء الذين كاتبوه بالقدوم إلى مصرهم ØŒ وقد تشرّ٠بمقابلته ÙÙŠ الطريق الشاعر الكبير Ø§Ù„ÙØ±Ø²Ø¯Ù‚ همام بن غالب ØŒ ÙØ³Ù„ّم عليه ÙˆØÙŠÙ‘اه ØŒ وقال له : « بأبي أنت وأمّي يا بن رسول الله (صلى الله عليه واله) ما أعجلك عن Ø§Ù„ØØ¬Ù‘ ØŸ ».
ÙØ£ØØ§Ø·Ù‡ الإمام علماً بما عزمت عليه السلطة من اغتياله قائلاً :
« لو لم أعجل لأخذت .. ».
وسارع الإمام قائلاً :
« من أين أقبلت ØŸ .. »
« من Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© .. ».
« بيّن لي خبر الناس .. »
ÙƒØ´Ù Ø§Ù„ÙØ±Ø²Ø¯Ù‚ للإمام بوعي وصدق Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© الراهنة ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ وانّها لا تبشّر بخير ØŒ ولا تدعو إلى Ø§Ù„ØªÙØ§Ø¤Ù„ قائلاً :
« على الخبير سقطت ØŒ قلوب الناس معك ØŒ وسيوÙهم مع بني أميّة ØŒ والقضاء ينزل من السماء ØŒ والله ÙŠÙØ¹Ù„ ما يشاء ... وربّنا كل يوم هو ÙÙŠ شأن .. ».
واستصوب الإمام ØØ¯ÙŠØ« Ø§Ù„ÙØ±Ø²Ø¯Ù‚ ØŒ وأخبره عن عزمه الجبّار وإرادته الصلبة ØŒ وانه ماض٠قدماً ÙÙŠ جهاده ØŒ وذبّه عن ØØ±Ù…Ø© الإسلام ØŒ ÙØ§Ù† نال ما يرومه ÙØ°Ø§Ùƒ ØŒ وإلاّ ÙØ§Ù„شهادة ÙÙŠ سبيل الله قائلاً له :
« صدقت لله الأمر من قبل ØŒ ومن بعد ØŒ ÙŠÙØ¹Ù„ الله ما يشاء ØŒ وكل يوم ربّنا ÙÙŠ شأن ØŒ ان نزل القضاء بما Ù†ØØ¨Ù‘ ÙÙ†ØÙ…د الله على نعمائه ØŒ وهو المستعان على أداء الشكر وان ØØ§Ù„ القضاء دون الرجاء Ùلم يتعدّ من كان الØÙ‚Ù‘ نيّته ØŒ والتقوى سريرته » وأنشأ الإمام هذه الأبيات :
لئن كانت الدنيا تعدّ Ù†Ùيسة
Ùـدار ثواب الله أعلى وأنبل
وان كانت الأبدان للموت أنشئت
Ùقتل امرئ بالسي٠ÙÙŠ الله Ø£ÙØ¶Ù„
وان كانت الأرزاق شيئاً مقدراً
Ùقلة سعي المرء ÙÙŠ الرزق أجمل
وان كانت الأموال للترك جمعها
Ùما بال متروك به المرء يبخل
ودلّ هذا الشعر على زهده ÙÙŠ الدنيا ØŒ ورغبته الملØÙ‘Ø© ÙÙŠ لقاء الله تعالى ØŒ وانّه مصمّم كأشدّ ما يكون التصميم على الجهاد ØŒ والشهادة ÙÙŠ سبيل الله.
إنّ التقاء الإمام مع Ø§Ù„ÙØ±Ø²Ø¯Ù‚ كش٠عن خنوع الناس ØŒ وعدم Ø§Ù†Ø¯ÙØ§Ø¹Ù‡Ù… لنصرة الØÙ‚ ÙØ§Ù„ÙØ±Ø²Ø¯Ù‚ الذي كان يملك وعياً اجتماعياً ØŒ ووعياً ثقاÙياً متميزاً رأى Ø±ÙŠØØ§Ù†Ù‡ رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو ماض٠ÙÙŠ طريقه إلى الشهادة قد ØªØ¶Ø§ÙØ±Øª قوى الباطل على ØØ±Ø¨Ù‡ Ùلم ÙŠÙ†Ø¯ÙØ¹ إلى نصرته ØŒ ÙˆØ§Ù„Ø§Ù„ØªØØ§Ù‚ بموكبه ØŒ واختار الØÙŠØ§Ø© على الشهادة ØŒ ÙØ§Ø°Ø§ كان هذا ØØ§Ù„ Ø§Ù„ÙØ±Ø²Ø¯Ù‚ Ùكي٠بغيره من جهّال الناس وسوادهم.
وصول النبأ بمقتل مسلم :
وسارت قاÙلة أبي Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± تطوي البيداء لا تلوي على شيء ØØªÙ‰ انتهت إلى ( زرود ) وإذا برجل قد أقبل من جهة Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ Ùلمّا رأى الامام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) عدل عن الطريق وقد وق٠الامام يريد مسألته Ùلمّا رآه قد مال عنه واصل سيره ØŒ وكان مع الإمام عبد الله بن سليمان ØŒ والمنذر بن المشمعل الأسديان ÙØ³Ø§Ø±Ø¹Ø§ Ù†ØÙˆ الرجل ØÙŠÙ†Ù…ا Ø¹Ø±ÙØ§ رغبة الإمام ÙÙŠ سؤاله ØŒ ÙØ£Ø¯Ø±ÙƒØ§Ù‡ ØŒ وسألاه عن خبر Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© Ùقال لهما : إنّه لم يخرج ØØªÙ‰ قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة ØŒ ورآهما يجرّان بأرجلهما ÙÙŠ الأسواق ØŒ Ùودّعاه وأقبلا مسرعين ØØªÙ‰ التØÙ‚ا بالإمام ØŒ Ùلما نزل الثعلبية قالا له :
« رØÙ…Ùƒ الله ان عندنا اخباراً ان شئت ØØ¯Ù‘ثناك به علانية ØŒ وان شئت سرّاً ».
ونظر الإمام إلى Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ الممجّدين Ùقال :
« ما دون هؤلاء سرّ ».
« أرأيت الراكب الذي استقبلته عشاء أمس ØŸ .. »
« نعم وأردت مسألته ... ».
« والله استبرأنا لك خبره ØŒ وهو أمرؤ منّا ذو رأي ØŒ وصدق ØŒ وعقل ØŒ وانه ØØ¯Ù‘ثنا انّه لم يخرج من Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØØªÙ‰ قتل مسلم ØŒ وهانئ ورآهما يجرّان ÙÙŠ الأسواق بأرجلهما .. ».
وتصدّعت قلوب العلويين وشيعتهم من هذا النبأ Ø§Ù„Ù…ÙØ¬Ø¹ ØŒ ÙˆØ§Ù†ÙØ¬Ø±ÙˆØ§ بالبكاء واللوعة ØŒ ØØªÙ‰ ارتجّ الموضع بالبكاء ØŒ وسالت الدموع كالسيل ØŒ وشاركنهم السيّدات من أهل البيت بالبكاء ØŒ وقد استبان لهم غدر أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ونكثهم لبيعة الإمام ØŒ وانّهم سيلاقون المصير الذي لا قاه مسلم ØŒ ÙˆØ§Ù„ØªÙØª إلى بني عقيل Ùقال لهم :
« ما ترون Ùقد قتل مسلم ØŸ .. ».
ووثبت Ø§Ù„ÙØªÙŠØ© كالأسود ØŒ وهي تعلن استهانتها بالموت ØŒ وسخريتها من الØÙŠØ§Ø© ØŒ مصمّمة على المنهج الذي سار عليه مسلم قائلين :
« لا والله لا نرجع ØØªÙ‰ نصيب ثأرنا أو نذوق ما ذاق مسلم .. ».
Ø±Ø§Ø Ø£Ø¨Ùˆ Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± يقول بمقالتهم :
« لا خير ÙÙŠ العيش بعد هؤلاء .. ».
وقال متمثلاً :
« سأمضي وما بالموت عار على Ø§Ù„ÙØªÙ‰
إذا ما نوى ØÙ‚اً وجاهد مسلما
ÙØ§Ù† Ù…ÙØªÙ‘ لم أندم وإن عشت لم ألم
ÙƒÙÙ‰ بك عاراً أن تذل وترغما »
لقد مضيت Ù€ يا أبا Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± Ù€ قدماً إلى الموت ØŒ بعزم وتصميم ØŒ وأنت مرÙوع الرأس ØŒ ناصع الجبين ÙÙŠ سبيل كرامتك ØŒ ولم تخضع ØŒ ولم تلن لأولئك الأقزام الذين غرقوا ÙÙŠ الرذائل والموبقات.
النبأ Ø§Ù„Ù…ÙØ¬Ø¹ بشهادة عبد الله :
وسار موكب الإمام لا يلوي على شيء ØØªÙ‰ انتهى إلى زبالة ØŒ ÙÙˆØ§ÙØ§Ù‡ النبأ Ø§Ù„ÙØ¸ÙŠØ¹ بشهادة عبد الله بن يقطر الذي Ø£ÙˆÙØ¯Ù‡ للقيا مسلم بن عقيل ØŒ Ùقد ألقت الشرطة القبض عليه ØŒ وبعثته مخÙوراً إلى ابن مرجانة ØŒ Ùلمّا مثل عنده ØµØ§Ø Ø¨Ù‡ الخبيث الدنس :
« اصعد المنبر ØŒ والعن الكذّاب Ù€ يعني الامام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ù€ ابن الكذّاب ØŒ ØØªÙ‰ أرى رأيي Ùيك .. ».
وظنّ ابن مرجانة انّه على غرار شرطته ØŒ ومن سنخ جلاّديه الذين باعوا ضمائرهم عليه ØŒ وما درى أنّه من Ø£ÙØ°Ø§Ø° Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± الذين تربّوا ÙÙŠ مدرسة أهل البيت : ØŒ وسجّلوا Ø§Ù„ÙØ®Ø± والشر٠لهذه الأمة ØŒ واعتلى البطل العظيم أعواد المنبر ØŒ ÙˆØ±ÙØ¹ صوته صوت الØÙ‚Ù‘ الهادر قائلاً :
« أيّها الناس أنا رسول Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن ÙØ§Ø·Ù…Ø© ØŒ لتنصروه وتؤازروه على ابن مرجانة الدعيّ ابن الدعيّ .. ».
واسترسل ÙÙŠ خطابه الثوري ØŒ وقد دعا Ùيه إلى نصرة Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله (صلى الله عليه واله) والذبّ عنه ØŒ ومناهضة الØÙƒÙ… الأموي الذي عمد إلى إذلال الإنسان المسلم ØŒ وسلب ØØ±ÙŠØªÙ‡ وإرادته ØŒ ÙˆØ§Ù†ØªÙØ®Øª أوداج ابن مرجانة وورم أنÙÙ‡ ØŒ ÙØ£Ù…ر بإلقاء هذا العملاق من أعلى القصر ØŒ ÙØ£Ø®Ø°ØªÙ‡ الشرطة ØŒ ورمته من أعلى القصر ÙØªÙƒØ³Ù‘رت عظامه ØŒ وبقي به رمق من الØÙŠØ§Ø© ØŒ ÙØ£Ø³Ø±Ø¹ إليه الخبيث عبد الملك اللخمي ÙØ°Ø¨ØÙ‡ ليتقرّب إلى سيّده ابن مرجانة.
ولمّا علم أبو Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± بمصرع عبد الله شقّ عليه ذلك ØŒ ويئس من الØÙŠØ§Ø© ØŒ وعلم أنّه يسير Ù†ØÙˆ الموت ØŒ وأمر بجمع Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØŒ والذين اتبعوه طلباً للعاÙية لا للØÙ‚ ØŒ ليعلمهم بما آل إليه أمره من تخاذل الناس عنه ØŒ وانصراÙهم إلى بني أميّة قائلاً :
« أمّا بعد : Ùقد خذلنا شيعتنا Ùمن Ø£ØØ¨Ù‘ منكم الانصرا٠Ùلينصر٠ليس عليه منّا ذمام .. ».
ÙˆØªÙØ±Ù‘Ù‚ ذوو الاَطماع الذين اتبعوه من أجل الغنيمة ØŒ ÙˆØ§Ù„Ø¸ÙØ± ببعض مناصب الدولة وخلص إليه الصÙوة الكريمة من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ الممجدين الذي اتبعوه على بصيرة من أمرهم وليست عندهم أية أطماع.
لقد ØµØ§Ø±Ø Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù… Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ بالواقع ÙÙŠ تلك المرØÙ„Ø© Ø§Ù„ØØ§Ø³Ù…Ø© ØŒ ÙØ£Ø¹Ù„مهم أنّه ماض٠إلى الشهادة لا إلى الملك والسلطان ØŒ وان من يلتØÙ‚ به سيÙوز برضا الله ØŒ ولو كان الامام من عشّاق السلطة لما أدلى بذلك ØŒ وكتم الأمر لأنّه ÙÙŠ أمسّ Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© إلى الناصر ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§Ù…ÙŠ عنه.
لقد كان الإمام (عليه السلام) ÙŠÙ†ØµØ Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وأهل بيته بالتخلي عنه ÙÙŠ كل موق٠والسبب ÙÙŠ ذلك أن يكونوا على بصيرة من أمرهم ØŒ ولا يدّعي Ø£ØØ¯ منهم أنّه كان على غير علم بالأمر.
الالتقاء Ø¨Ø§Ù„ØØ±Ù‘ :
وسار موكب الإمام يطوي البيداء ØØªÙ‰ انتهى إلى « شرا٠» ÙˆÙيها عين ماء ÙØ£Ù…ر الإمام ÙØªÙŠØ§Ù†Ù‡ بالاستقاء والاكثار منها ØŒ ÙÙØ¹Ù„وا ذلك ØŒ وسارت القاÙلة ØŒ ÙØ§Ù†Ø¨Ø±Ù‰ بعض Ø£ØµØØ§Ø¨ الإمام بالتكبير ØŒ ÙØ§Ø³ØªØºØ±Ø¨ الامام منه ØŒ وقال له :
« لمَ كبّرت ØŸ ... »
« رأيت النخل ... ».
وأنكر عليه رجل من Ø£ØµØØ§Ø¨ الإمام ممن عر٠الطريق ØŒ Ùقال له :
« ليس ها هنا نخل ØŒ ولكنها اسنّة Ø§Ù„Ø±Ù…Ø§Ø ØŒ وآذان الخيل » ...
وتأمّلها الإمام ØŒ ÙØ·ÙÙ‚ يقول : وأنا أرى ذلك Ù€ أي أسنّة Ø§Ù„Ø±Ù…Ø§Ø ÙˆØ¢Ø°Ø§Ù† الخيل Ù€ وعر٠الإمام أنّها طلائع الجيش الأموي جاءت Ù„ØØ±Ø¨Ù‡ Ùقال Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ :
« أما لنا من ملجأ نلجأ إليه ØŒ Ùنجعله وراء ظهورنا ØŒ ونستقبل القوم من وجه ÙˆØ§ØØ¯ .. ».
وكان بعض Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ Ø¹Ø§Ø±ÙØ§Ù‹ بسنن الطريق Ùقال له :
« بلى هذا ذو ØÙسم (1) إلى جنبك ØŒ تميل إليه عن يسارك ØŒ ÙØ§Ù† سبقت إليه Ùهو كما تريد .. ».
ومال موكب الإمام إليه ØŒ Ùلم يبعد كثيراً ØØªÙ‰ أدركه جيش مكث٠بقيادة Ø§Ù„ØØ±Ù‘ بن يزيد الرياØÙŠ ØŒ قد عهد إليه ابن مرجانة أن يجوب ÙÙŠ ØµØØ±Ø§Ø¡ الجزيرة Ù„Ù„ØªÙØªÙŠØ´ عن الإمام ØŒ وإلقاء القبض عليه ØŒ وكان عدد ذلك الجيش Ùيما يقول المؤرّخون زهاء Ø£Ù„Ù ÙØ§Ø±Ø³ ØŒ ووقÙوا قبال الإمام ÙÙŠ وقت الظهر ØŒ وقد أشرÙوا على الهلاك من شدّة الظمأ ØŒ ÙØ±Ù‚Ù‘ عليهم الإمام ØŒ ÙØ£Ù…ر Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ أن يسقوهم الماء ØŒ ويرشÙوا خيولهم ØŒ وسارع Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ÙØ³Ù‚وا الجيش المعادي لهم عن آخره ØŒ ثم انعطÙوا إلى الخيل ÙØ¬Ø¹Ù„وا يملأون القصاص والطساس ÙØ¥Ø°Ø§ عبّ Ø§Ù„ÙØ±Ø³ Ùيها ثلاثاً ØŒ أو أربعاً ØŒ أو خمساً ØŒ عزلت ØŒ وسقى الآخر ØØªÙ‰ سقوها عن آخرها.
لقد تكرّم الإمام (عليه السلام) على Ø£Ùولئك الوØÙˆØ´ الانذال الذين جاءوا Ù„ØØ±Ø¨Ù‡ ÙØ£Ù†Ù‚ذهم من الظمأ القاتل ØŒ ولم تهزّهم هذه الأريØÙŠØ© وهذا النبل ØŒ Ùقابلوه بالعكس ØŒ Ùمنعوا الماء عنه ØŒ وعن Ø£Ø·ÙØ§Ù„Ù‡ ØØªÙ‰ ØªÙØªÙ‘ت قلوبهم من الظمأ.
خطاب الإمام ÙÙŠ الجيش :
وخطب الإمام (عليه السلام) خطاباً بليغاً ÙÙŠ قطعات ذلك الجيش ØŒ ÙØ£ÙˆØ¶Ø لهم أنّه لم يأتهم Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø§Ù‹ ØŒ وانّما جاءهم Ù…ØØ±Ø±Ø§Ù‹ ومنقذاً لهم من جور الأمويين وظلمهم ØŒ وقد ØªÙˆØ§ÙØ¯Øª عليه ÙˆÙودهم وكتبهم ØªØØ«Ù‘Ù‡ بالقدوم لمصرهم ليقيم دولة القرآن والإسلام ØŒ وهذه Ùقرات من خطابه الشري٠:
« أيّها الناس ØŒ انّها معذرة إلى الله عزّ وجلّ ØŒ وإليكم ØŒ إنّي لم آتكم ØØªÙ‰ أتتني كتبكم وقدمت بها عليَّ رسلكم ان أقدم علينا ÙØ§Ù†Ù‘Ù‡ ليس لنا إمام ØŒ ولعل الله أن يجمعنا بك على الهدى ØŒ ÙØ§Ù† كنتم على ذلك Ùقد جئتكم ØŒ ÙØ§Ø¹Ø·ÙˆÙ†ÙŠ Ù…Ø§ أطمئنّ به من عهودكم ومواثيقكم ØŒ وان كنتم لمقدمي كارهين Ø§Ù†ØµØ±ÙØª عنكم إلى المكان الذي جئت منه إليكم .. ».
ÙˆØ£ØØ¬Ù…وا عن الجواب لأن أكثرهم ممن كاتبوه وبايعوه على يد سÙيره العظيم مسلم بن عقيل.
ÙˆØØ¶Ø± وقت صلاة الظهر ÙØ£Ù…ر الإمام مؤذّنه Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ بن مسروق أن يؤذّن ويقيم للصلاة ØŒ وبعد ÙØ±Ø§ØºÙ‡ منها Ø§Ù„ØªÙØª الامام إلى Ø§Ù„ØØ±Ù‘ Ùقال له :
« أتريد أن تصلّي Ø¨Ø£ØµØØ§Ø¨Ùƒ ØŸ .. ».
Ùقال Ø§Ù„ØØ±Ù‘ بأدب :
« بلى نصلّي بصلاتك .. ».
وائتمّ الجيش Ø¨Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله (صلى الله عليه واله) وبعد Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øº من الصلاة انصرÙوا إلى اخبيتهم ØŒ ولما ØØ¶Ø± وقت صلاة العصر جاء Ø§Ù„ØØ±Ù‘ مع قومه ÙØ§Ù‚تدوا بالأمام ÙÙŠ الصلاة وبعد الانتهاء منها خطب الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) خطاباً رائعاً ØŒ Ùقد قال بعد ØÙ…د الله والثناء عليه :
« أيّها الناس : إنّكم إن تتّقوا الله ØŒ وتعرÙوا الØÙ‚ لأهله يكن أرضى لله ØŒ ونØÙ† أهل البيت أولى بولاية هذا الأمر من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم ØŒ والسائرين Ùيكم بالجور والعدوان ØŒ ÙØ§Ù† أنتم كرهتمونا ØŒ وجهلتم ØÙ‚ّنا ØŒ وكان رأيكم الآن على غير ما أتتني به كتبكم Ø§Ù†ØµØ±ÙØª عنكم ... ».
لقد دعاهم إلى تقوى الله ØŒ ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ© أهل الØÙ‚Ù‘ ØŒ ودعاة العدل ÙØ§Ù† ÙÙŠ ذلك رضاً لله ونجاة Ù„Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… ØŒ كما دعاهم إلى مناصرة أهل البيت : روّاد Ø§Ù„Ø´Ø±Ù ÙˆØ§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© ØŒ ودعاة العدل الاجتماعي ÙÙŠ الإسلام ØŒ وهم أولى وأØÙ‚Ù‘ بولاية أمور المسلمين من بني أميّة الذين ØÙƒÙ…وا Ùيهم بغير ما أنزل الله ØŒ وإذا لم يستجيبوا لذلك ØŒ وتبدّلت نيّاتهم ÙØ§Ù†Ù‘Ù‡ ينصر٠عنهم إلى المكان الذي جاء منه.
وانبرى إليه Ø§Ù„ØØ±Ù‘ ØŒ وكان لا يعلم بشأن الكتب التي بعثتها جماهير أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© إلى الإمام Ùقال له :
« ما هذه الكتب التي تذكرها ØŸ .. ».
ÙØ£Ù…ر الإمام عقبة بن سمعان Ø¨Ø¥ØØ¶Ø§Ø±Ù‡Ø§ ÙØ£Ø®Ø±Ø¬ خرجين مملوئين صØÙاً Ùنشرها بين يدي Ø§Ù„ØØ±Ù‘ ØŒ ÙØ¨Ù‡Ø± منها ØŒ وجعل يتأمّل Ùيها ØŒ وقال للإمام :
« لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك ... ».
ورام الإمام أن ينصر٠إلى المكان الذي جاء منه Ùمنعه Ø§Ù„ØØ±Ù‘ ØŒ وقال له :
« أن لا Ø£ÙØ§Ø±Ù‚Ùƒ إذا لقيتك ØØªÙ‰ أقدمك Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© على ابن زياد .. ».
ولذعت الامام هذه الكلمات القاسية ØŒ ÙØ«Ø§Ø± ÙÙŠ وجه Ø§Ù„ØØ±Ù‘ ØŒ ÙˆØµØ§Ø Ø¨Ù‡ « الموت أدنى إليك من ذلك .. ».
وأمر الإمام Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ بالركوب Ùلمّا استووا على رواØÙ„هم أمرهم بالتوجه إلى يثرب ÙØØ§Ù„ Ø§Ù„ØØ±Ù‘ بينهم وبين ذلك ØŒ ÙØµØ§Ø به Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† :
« ثكلتك أمّك ما تريد منّا ØŸ .. ».
واطرق Ø§Ù„ØØ±Ù‘ برأسه إلى الأرض ØŒ وتأمّل ØŒ ثم Ø±ÙØ¹ رأسه إلى الامام وقال له بأدب :
« ولكن والله ما لي إلى ذكر أمّك من سبيل إلاّ Ø¨Ø£ØØ³Ù† ما يقدر عليه .. ».
وسكن غضب الامام ، وأعاد عليه القول :
« ما تريد منّا .. ØŸ ».
« أريد أن أنطلق بك إلى ابن زياد .. ».
« والله لا أتبعك .. ».
« إذن والله لا أدعك .. ».
وكاد الوضع أن ÙŠÙ†ÙØ¬Ø± باندلاع Ø§Ù„ØØ±Ø¨ إلاّ أن Ø§Ù„ØØ± ثاب إلى رشده ØŒ Ùقال للإمام :
« إنّي لم Ø£ÙØ¤Ù…ر بقتالك ØŒ وانّما Ø£Ùمرت أن لا Ø§ÙØ§Ø±Ù‚Ùƒ ØØªÙ‰ أقدمك Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ أبيت ÙØ®Ø° طريقاً لا يدخلك Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ ولا يردّك إلى المدينة ØØªÙ‰ أكتب إلى ابن زياد ØŒ Ùلعلّ الله أن يأتي بأمر يرزقني Ùيه العاÙية من أن أبتلي بأمرك ».
واتÙقا على هذا الأمر ÙØªÙŠØ§Ø³Ø± الإمام عن طريق العذيب والقادسية ØŒ وأخذت قاÙلة الإمام تطوي البيداء ØŒ وكان Ø§Ù„ØØ±Ù‘ مع جيشه يتابع الامام عن كثب ويراقبه كأشدّ ما تكون المراقبة.
خطاب الإمام :
وانتهى موكب الإمام إلى ( البيضة ) ÙØ£Ù„قى الإمام خطاباً رائعاً على Ø§Ù„ØØ±Ù‘ ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ أعلن Ùيه عن Ø¯ÙˆØ§ÙØ¹ ثورته ودعاهم إلى مناصرته ØŒ وكان من بنود هذا الخطاب هذه الÙقرات :
« أيّها الناس : إن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال : من رأى سلطاناً جائراً مستØÙ„اًّ Ù„ØØ±Ù… الله ØŒ ناكثاً لعهد الله ØŒ Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØ§Ù‹ لسنّة رسول الله (صلى الله عليه واله) يعمل ÙÙŠ عباد الله بالإثم والعدوان Ùلم يغيّر ما عليه Ø¨ÙØ¹Ù„ ولا قول كان ØÙ‚ّاً على الله أن يدخله مدخله » ..
« إلاّ أن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان ØŒ وتركوا طاعة الرØÙ…Ù† ØŒ وأظهروا Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ØŒ وعطّلوا Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ ØŒ واستأثروا بالÙيء ØŒ وأØÙ„ّوا ØØ±Ø§Ù… الله ØŒ ÙˆØØ±Ù‘موا ØÙ„اله ØŒ وأنا Ø£ØÙ‚Ù‘ ممن غيّر ØŒ وقد أتتني كتبكم ØŒ وقدمت عليَّ رسلكم ببيعتكم انّكم لا تسلموني ØŒ ولا تخذلوني ØŒ ÙØ§Ù† أقمتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم ØŒ وأنا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي ØŒ وابن ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) Ù†ÙØ³ÙŠ Ù…Ø¹ Ø£Ù†ÙØ³ÙƒÙ… ØŒ وأهلي مع أهليكم ØŒ ولكن Ùيَّ أسوة ØŒ وإن لم ØªÙØ¹Ù„وا ØŒ ونقضتم عهدكم وخلعتم بيعتي ØŒ Ùلعمري ما هي لكم بنكر ØŒ لقد ÙØ¹Ù„تموها بأبي وأخي ØŒ وابن عمّي مسلم ÙØ§Ù„مغرور من اغترّ بكم ØŒ ÙØØ¸Ù‘ÙƒÙ… أخطأتم ØŒ ونصيبكم ضيّعتم ØŒ ومن نكث ÙØ§Ù†Ù‘ما ينكث على Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ وسيغني الله عنكم .. ».
وأعلن أبو Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± ÙÙŠ هذا الخطاب الرائع Ø¯ÙˆØ§ÙØ¹ ثورته المقدّسة على ØÙƒÙˆÙ…Ø© يزيد ØŒ وانّها لم تكن من أجل المطامع والأغراض الشخصية الخاصة ØŒ وانّما كانت استجابة للواجب الديني الذي لا يقرّ بأيّ ØØ§Ù„ من الأØÙˆØ§Ù„ ØÙƒÙˆÙ…Ø© السلطان الجائر الذي يستØÙ„Ù‘ ØØ±Ù…ات الله ØŒ وينكث عهده ØŒ ويخال٠سنّة رسوله ØŒ وإن من لم ÙŠÙ†Ø¯ÙØ¹ إلى Ø³Ø§ØØ§Øª الجهاد لمناهضته ÙØ§Ù†Ù‘Ù‡ يكون شريكاً له ÙÙŠ ظلمه وجوره ØŒ كما ندّد (عليه السلام) بالأمويين وقد نعتهم بأنّهم قد لزموا طاعة الشيطان ØŒ وتركوا طاعة الرØÙ…Ù† ØŒ واستأثروا بالÙيء ØŒ وعطّلوا ØØ¯ÙˆØ¯ الله ØŒ والإمام (عليه السلام) Ø£ØÙ‚Ù‘ وأولى من غيره بتغيير الأوضاع الراهنة وإعادة الØÙŠØ§Ø© الإسلامية المشرقة إلى مجراها الطبيعي بين المسلمين ØŒ وأعرب لهم أنّه إذا تقلّد شؤون الØÙƒÙ… ÙØ³ÙŠØ¬Ø¹Ù„ Ù†ÙØ³Ù‡ مع Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… ØŒ وأهله مع أهليهم من دون أن يكون له أي امتياز عليهم ØŒ وقد وضع الإمام بهذا الخطاب النقاط على Ø§Ù„ØØ±ÙˆÙ ØŒ ÙˆÙØªØ لهم Ù…Ù†Ø§ÙØ° النور لو كانوا يبصرون ØŒ ولما أنهى الإمام خطابه قام إليه Ø§Ù„ØØ±Ù‘ Ùقال له :
« أنّي أذكرك الله ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ùƒ ØŒ ÙØ§Ù†Ù‘ÙŠ أشهد لئن قاتلت لتقتلنّ ... ».
وردّ عليه أبو الشهداء قائلاً :
« أبالموت تخوّÙني ØŒ وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني ØŒ وما أدري ما أقول لك ØŒ ولكنّي أقول : كما قال أخو الأوس لابن عمّه ØŒ وهو يريد نصرة رسول الله (صلى الله عليه واله) أين تذهب ØŒ ÙØ§Ù†Ù‘Ùƒ مقتول ØŒ Ùقال له :
سأمضي وما بالموت عار على Ø§Ù„ÙØªÙ‰
إذا ما نوى خيراً وجاهد مسلماً
Ùˆ وآس الرجال الصالØÙŠÙ† Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡
وخال٠مثبوراً ÙˆÙØ§Ø±Ù‚ مجرما
ÙØ§Ù† عشت لم أندم وان متّ لم Ø£Ùلم
ÙƒÙÙ‰ بك ذلاً أن تعيش وترغما
ولما سمع Ø§Ù„ØØ±Ù‘ ذلك تنØÙ‘Ù‰ عنه ØŒ وعر٠أنّه مصمّم على الموت والتضØÙŠØ© لإنقاذ المسلمين من ويلات الأمويين وجورهم :
رسالة ابن مرجانة إلى Ø§Ù„ØØ±Ù‘ :
وتابعت قاÙلة الإمام سيرها ÙÙŠ البيداء ØŒ وهي تارة تتيامن ØŒ وأخرى تتياسر وجنود Ø§Ù„ØØ±Ù‘ يذودون الركب عن البادية ØŒ ÙˆÙŠØ¯ÙØ¹ÙˆÙ†Ù‡ تجاه Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ والركب يمتنع عليهم ØŒ وبينما هم كذلك ØŒ وإذا براكب يجدّ ÙÙŠ سيره ØŒ Ùلبثوا هنيئة ينتظرونه ÙØ¥Ø°Ø§ به رسول من ابن زياد إلى Ø§Ù„ØØ±Ù‘ ØŒ ÙØ³Ù„ّم الخبيث على Ø§Ù„ØØ±Ù‘ ØŒ ولم يسلّم على Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله (صلى الله عليه واله) ØŒ وناول Ø§Ù„ØØ±Ù‘ رسالة من ابن مرجانة جاء Ùيها :
« أمّا بعد : ÙØ¬Ø¹Ø¬Ø¹ Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØÙŠÙ† يبلغك كتابي ØŒ ويقدم عليك رسولي ØŒ Ùلا تنزله إلاّ بالعراء ÙÙŠ غير ØØµÙ† ØŒ ولا على غير ماء ØŒ وقد أمرت رسولي أن يلزمك Ùلا ÙŠÙØ§Ø±Ù‚Ùƒ ØØªÙ‰ يأتيني Ø¨Ø¥Ù†ÙØ§Ø°Ùƒ أمري والسلام .. ».
وأعرض ابن مرجانة عما عهد به إلى Ø§Ù„ØØ± من إلقاء القبض على الإمام ØŒ وإرساله مخÙوراً إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ ومن Ø§Ù„Ù…ØØªÙ…Ù„ أنّه خا٠من تطوّر Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« ØŒ وانقلاب الأوضاع إليه ان وصل الإمام إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ ÙØ±Ø£Ù‰ Ø§Ù„ØªØØ¬ÙŠØ± ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØØ±Ø§Ø¡ بعيداً عن المدن أولى بالوصول إلى أهداÙÙ‡.
وقرأ Ø§Ù„ØØ±Ù‘ كتاب ابن مرجانة على الإمام ØŒ وكان يريد أن يستأن٠سيره Ù„ÙŠØØ·Ù‘ رØÙ„Ù‡ صوب قرية أو ماء ØŒ ÙØ§Ù…تنع عليه Ø§Ù„ØØ±Ù‘ لأن نظرات الرقيب Ø§Ù„ÙˆØ§ÙØ¯ من ابن زياد كانت تتابعه ØŒ وكان يسجّل عليه كل بادرة يخال٠أوامر سيّده ابن مرجانة ØŒ وأشار زهير بن القين وهو من أعلام أنصار الإمام ومن خلّص Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ عليه أن يبادر إلى قتال Ø§Ù„ØØ±Ù‘ ØŒ ÙØ§Ù…تنع عليه الإمام ØŒ وقال ما كنت أبدأهم بقتال.
ÙÙŠ كربلاء
وكان ركب الإمام ÙÙŠ كربلاء ÙØ£ØµØ±Ù‘ عليه Ø§Ù„ØØ±Ù‘ أن ينزل Ùيها ØŒ ولم يجد الإمام Ø¨ÙØ¯Ù‘اً من النزول ÙØ§Ù„ØªÙØª إلى Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ قائلاً :
« ما اسم هذا المكان ØŸ .. ».
« كربلاء .. ».
ÙˆÙØ§Ø¶Øª عيناه بالدموع ØŒ ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠÙ‚ÙˆÙ„ :
« اللهمّ إنّي أعوذ بك من الكرب والبلاء .. ».
وأيقن الإمام بنزول الرزء القاصم ØŒ ÙØ§Ù„ØªÙØª إلى Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ينعي إليهم Ù†ÙØ³Ù‡ ونÙوسهم قائلاً :
« هذا موضع كرب وبلاء ØŒ ها هنا مناخ ركابنا ØŒ ÙˆÙ…ØØ·Ù‘ Ø±ØØ§Ù„نا ØŒ وسÙÙƒ دمائنا .. ».
وسارع أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العباس مع Ø§Ù„ÙØªÙŠØ© من أهل البيت : ØŒ وسائر Ø§Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨ الممجدين إلى نصب الخيام لعقائل الوØÙŠ ØŒ ومخدرات النبوة ØŒ وقد خيّم عليهنّ الرعب ØŒ وأيقن بمواجهة Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« الرهيبة على صعيد هذه الأرض.
ÙˆØ±ÙØ¹ الإمام الممتØÙ† يديه بالدعاء إلى الله شاكياً إليه ما ألمّ به من عظيم المØÙ† والخطوب قائلاً :
« اللهمّ .. انّا عترة نبيّك Ù…ØÙ…د (صلى الله عليه واله) قد أخرجنا ØŒ وطردنا ØŒ وأزعجنا عن ØØ±Ù… جدّنا وتعدّت بنو أميّة علينا ØŒ اللهمّ ÙØ®Ø° لنا بØÙ‚ّنا ØŒ وانصرنا على القوم الظالمين .. ».
وأقبل الإمام على أهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØŒ Ùقال لهم :
« الناس عبيد الدنيا ØŒ والدين لعق على ألسنتهم ÙŠØÙˆØ·ÙˆÙ†Ù‡ ما درت معائشهم ÙØ¥Ø°Ø§ Ù…ÙØØµÙˆØ§ بالبلاء قلَّ الديّانون .. ».
يا لها من كلمات ذهبية ØÙƒØª واقع الناس واتجاهاتهم ÙÙŠ جميع مراØÙ„ التأريخ Ùهم عبيد الدنيا ØŒ وعبيد السلطة ØŒ وأما الدين والمثل العليا Ùلا ظلّ لها ÙÙŠ أعماق Ù†Ùوسهم ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ دهمتهم Ø¹Ø§ØµÙØ© أو بلاء هربوا من الدين ØŒ ولم يثبت عليه إلاّ من امتØÙ† الله قلبه للإيمان أمثال الصÙوة العظيمة من أهل بيت Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡.
ثم ØÙ…د الامام (عليه السلام) الله وأثنى عليه ØŒ ÙˆØ§Ù„ØªÙØª إلى Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ قائلاً :
« أمّا بعد : Ùقد نزل بنا ما قد ترون. وان الدنيا قد تغيّرت ØŒ وتنكّرت ØŒ وأدبر معروÙها ولم يبق منها إلاّ صبابة كصبابة الإناء ØŒ وخسيس عيش كالمرعى الوبيل (2) ألا ترون إلى الØÙ‚Ù‘ لا يعمل به ØŒ وإلى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن ÙÙŠ لقاء الله ØŒ ÙØ§Ù†ÙŠ Ù„Ø§ أرى الموت إلاّ سعادة ØŒ والØÙŠØ§Ø© مع الظالمين إلاّ برما .. » (3).
لقد أعلن أبو Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± بهذا الخطاب عمّا ØÙ„Ù‘ به من المØÙ† والبلوى ØŒ وأعلم أهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ عن عزمه الجبّار وأرادته الصلبة ÙÙŠ مقارعة الباطل ØŒ واقامة الØÙ‚ الذي آمن به ÙÙŠ جميع أدوار ØÙŠØ§ØªÙ‡ ... وقد وجه إليهم هذا الخطاب ليكونوا على بيّنة من أمرهم ØŒ ويشاركوه ÙÙŠ تØÙ…ّل المسؤولية ØŒ وقد هبّوا جميعاً وهم يسجّلون ÙÙŠ تأريخ البشرية أروع الأمثلة للتضØÙŠØ© ÙˆØ§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ من أجل إقامة دولة الإسلام ØŒ وكان أول من تكلّم منهم زهير بن القين وهو من Ø£ÙØ°Ø§Ø° Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± Ùقال له :
« سمعنا يا بن رسول الله (صلى الله عليه واله) مقالتك ØŒ ولو كانت الدنيا لنا باقية وكنّا Ùيها مخلّدين لآثرنا النهوض معك على الإقامة Ùيها .. ».
ومثلت هذه الكلمات شر٠الإنسان الذي لا يضاهيه شر٠، وقد ØÙƒÙ‰ ما ÙÙŠ Ù†Ùوس Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± من الولاء Ù„Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله (صلى الله عليه واله) ÙˆØ§Ù„ØªÙØ§Ù†ÙŠ ÙÙŠ سبيله ØŒ وانبرى بطل آخر من Ø£ØµØØ§Ø¨ الإمام وهو برير الذي وهب ØÙŠØ§ØªÙ‡ لله ØŒ Ùقال له :
يا بن رسول الله (صلى الله عليه واله) لقد منّ الله بك علينا أن نقاتل بين يديك ØŒ وتقطع Ùيك أعضاؤنا ØŒ ثم يكون جدّك Ø´Ùيعنا يوم القيامة .. ».
ولا يوجد ÙÙŠ البشرية مثل هذا الإيمان الخالص ØŒ لقد أيقن أن نصرته لابن رسول الله (صلى الله عليه واله) ÙØ¶Ù„ ومنّة من الله عليه ليÙوز Ø¨Ø´ÙØ§Ø¹Ø© جدّه الأعظم يوم يلقى الله.
وانبرى بطل آخر من Ø£ØµØØ§Ø¨ الإمام ØŒ وهو Ù†Ø§ÙØ¹ ÙØ£Ø¹Ù„Ù† Ù†ÙØ³ المصير الذي اختاره الأبطال من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØŒ Ùقال :
« أنت تعلم أن جدّك رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يقدر أن يشرب الناس Ù…ØØ¨Ù‘ته ØŒ ولا أن يرجعوا إلى أمره ما Ø£ØØ¨Ù‘ ØŒ وقد كان منهم مناÙقون يعدونه بالنصر ØŒ ويضمرون له الغدر ØŒ يلقونه بأØÙ„Ù‰ من العسل ØŒ ويخلÙونه بأمرّ من الØÙ†Ø¸Ù„ ØŒ ØØªÙ‰ قبضه الله إليه ØŒ وان أباك عليّاً كان ÙÙŠ مثل ذلك ØŒ Ùقوم قد أجمعوا على نصره ØŒ وقاتلوا معه الناكثين والقاسطين والمارقين ØŒ ØØªÙ‰ أتاه أجله Ùمضى إلى رØÙ…Ø© الله ورضوانه وأنت اليوم عندنا ÙÙŠ مثل تلك Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© ØŒ Ùمن نكث عهده ØŒ وخلع بيعته Ùلن يضرّ إلاّ Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ ÙØ³Ø± بنا راشداً معاÙÙ‰ ØŒ مشرقاً ØŒ ان شئت أو مغرباً ØŒ ÙÙˆ الله ما اشÙقنا من قدر الله ØŒ ولا كرهنا لقاء ربّنا ØŒ وإنّا على نيّاتنا وبصائرنا ØŒ نوالي من والاك ونعادي من عاداك .. » (4).
دلّ هذا الخطاب الرائع على وعي Ù†Ø§ÙØ¹ ØŒ وإدراكه العميق Ù„Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« ودراسته لأبعادها Ùقد أعرب أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) بما يملك من طاقات روØÙŠØ© لم يستطع أن يجمع الناس على Ù…ØØ¨Ù‘ته ØŒ ويخضعهم إلى الإيمان برسالته ØŒ Ùقد كان هناك Ø·Ø§Ø¦ÙØ© من المناÙقين انتشروا ÙÙŠ صÙو٠المسلمين ØŒ وهم يضمرون Ø§Ù„ÙƒÙØ± ÙÙŠ دخائل Ù†Ùوسهم ويظهرون الإسلام على ألسنتهم ØŒ وكانوا يبغون للنبيّ (صلى الله عليه واله) الغوائل ويكيدون له ÙÙŠ غلس الليل ÙˆÙÙŠ ÙˆØ¶Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø§Ø± ØŒ وكذلك ØØ§Ù„ وصيّه وباب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين من بعده Ùقد ابتلي بمثل ما ابتلي به النبيّ (صلى الله عليه واله) Ùقد آمن به قوم ÙˆØØ§Ø±Ø¨Ù‡ قوم آخرون ØŒ ÙˆØØ§Ù„ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙƒØØ§Ù„ جدّه وأبيه ØŒ Ùقد آمنت به قلّة مؤمنة من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØŒ وزØÙت Ù„ØØ±Ø¨Ù‡ الجموع الهائلة من الذين نزع الله الإيمان من قلوبهم.
وعلى أيّ ØØ§Ù„ Ùقد تكلّم أكثر Ø£ØµØØ§Ø¨ الإمام بمثل كلام Ù†Ø§ÙØ¹ وهم يعلنون له الإخلاص ÙˆØ§Ù„ØªÙØ§Ù†ÙŠ ØŒ وقد شكرهم الامام ØŒ وأثنى عليهم ØŒ ودعا لهم Ø¨Ø§Ù„Ù…ØºÙØ±Ø© والرضوان.
خروج الجيوش Ù„ØØ±Ø¨ الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† :
وتمّت Ø£ØÙ„ام ابن مرجانة ØŒ وتØÙ‚قت آماله ØÙŠÙ†Ù…ا استولت طليعة جيوشه على Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله (صلى الله عليه واله) ØŒ وأخذ يطيل النظر Ùيمن ينتدبه Ù„ØØ±Ø¨Ù‡ ØŒ ويرشّØÙ‡ لقيادة قوّاته Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ù‘ØØ© ØŒ ÙˆØªØµÙØ الأرجاس من أذنابه وعملائه ØŒ Ùلم ير رجساً مثل عمر بن سعد يقدم على اقترا٠هذه الجريمة Ùقد درس Ù†ÙØ³ÙŠØªÙ‡ ØŒ ووق٠على ميوله واتجاهاته التي منها الخنوع والمروق من الدين ØŒ وعدم المبالاة بارتكاب الآثام والجرائم ØŒ والتهالك على المادة وغير ذلك من نزعاته الشريرة.
وعرض ابن مرجانة سليل الأدعياء على ابن سعد القيام Ø¨ØØ±Ø¨ سبط رسول الله (صلى الله عليه واله) ÙØ§Ù…تنع عن إجابته Ùهدده بعزله عن ولاية الريّ Ùلم يطق صبراً عنها ØŒ Ùقد سال لها لعابه ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡ إلى ذلك ØŒ وزØÙ إلى كربلاء ØŒ ومعه أربعة Ø¢Ù„Ø§Ù ÙØ§Ø±Ø³ ØŒ وهو يعلم أنّه خرج لقتال ذريّة رسول الله (صلى الله عليه واله) الذين هم خيرة من ÙÙŠ الأرض ØŒ وانتهى الجيش إلى كربلاء ÙØ§Ù†Ø¸Ù… إلى الجيش الرابض هناك بقيادة Ø§Ù„ØØ±Ù‘ بن يزيد الرياØÙŠ.
خطبة ابن زياد :
وأمر الطاغية بجمع الناس ÙÙŠ Ø±ØØ§Ø¨ المسجد الأعظم Ùهرعوا كالأغنام Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ من ابن مرجانة ØŒ وقد امتلأ الجامع منهم Ùقام خطيباً Ùقال :
« أيّها الناس : إنّكم قد بلوتم آل أبي سÙيان Ùوجدتموهم كما ØªØØ¨Ù‘ون ØŒ وهذا أمير المؤمنين يزيد ØŒ قد Ø¹Ø±ÙØªÙ…وه ØØ³Ù† السيرة ØŒ Ù…ØÙ…ود الطريقة ØŒ Ù…ØØ³Ù†Ø§Ù‹ إلى الرعية ØŒ يعطي العطاء ÙÙŠ ØÙ‚ّه ØŒ وقد أمنت السبل على عهده ØŒ وكذلك كان أبوه معاوية ÙÙŠ عصره ØŒ وهذا ابنه يزيد يكرم العباد ØŒ ويغنيهم بالأموال ØŒ وقد زادكم ÙÙŠ أرزاقكم مائة مائة ØŒ وأمرني أن أقّرؤها عليكم ØŒ واخرجكم إلى ØØ±Ø¨ عدوّه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ§Ø³Ù…عوا له وأطيعوا .. » (5).
لقد خاطبهم باللغة التي ÙŠÙهمونها ØŒ ويتهالكون عليها ØŒ ويقدمون أرواØÙ‡Ù… بسخاء ÙÙŠ سبيلها ØŒ وهي المادة التي هاموا Ø¨ØØ¨Ù‡Ø§ ØŒ وقد أجابوه إلى ما أراد ÙØ²Ø¬Ù‘هم Ù„Ø§Ù‚ØªØ±Ø§Ù Ø£ÙØ¸Ø¹ جريمة ÙÙŠ تأريخ البشرية.
واسند القيادة ÙÙŠ بعض قطعات جيشه إلى كل من Ø§Ù„ØØµÙŠÙ† بن نمير ØŒ ÙˆØØ¬Ø§Ø± بن أبجر ØŒ وشمر بن ذي الجوشن ØŒ وشبث بن ربعي ØŒ وغيرهم ØŒ وقد زØÙوا بمن معهم إلى كربلاء لمساعدة ابن سعد.
Ø§ØØªÙ„ال Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª :
وقامت العصابة المجرمة التي تØÙ…Ù„ شرور أهل الأرض وخبثهم Ø¨Ø§ØØªÙ„ال Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª ØŒ ولم تبق شريعة أو Ù…Ù†ÙØ° إلاّ وقد وضع عليها Ø§Ù„ØØ±Ø³ ØŒ وقد صدرت إليهم الأوامر المشدّدة من قبل القيادة العامة Ø¨Ø§Ù„ØØ°Ø± واليقظة كي لا تصل قطرة من الماء إلى عترة رسول الله (صلى الله عليه واله) الذين هم من خيرة ما خلق الله.
ويقول المؤرّخون : ØÙŠÙ„ بين Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† والماء قبل قتله بثلاثة أيّام(6) وكان ذلك من أعظم ما عاناه الإمام من المØÙ† والخطوب ØŒ Ùكان يسمع صراخ Ø£Ø·ÙØ§Ù„Ù‡ ØŒ وهم ينادون : العطش ØŒ العطش ØŒ وذاب قلب الإمام ØÙ†Ø§Ù†Ø§Ù‹ ورØÙ…Ø© لذلك المشهد الرهيب ØŒ Ùقد ذبلت Ø´ÙØ§Ù‡ Ø£Ø·ÙØ§Ù„Ù‡ ØŒ وذوي عودهم ØŒ وجÙÙ‘ لبن المراضع ØŒ وصوّر أنور الجندي هذا المنظر Ø§Ù„Ù…ÙØ¬Ø¹ بقوله :
وذئاب الشرور تنعم بالماء
وأهـل النبيّ من غير ماء
بالظلم الأقدار يظمأ قلب الليث
والليث موثق الأعضاء
وصغار Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يبكون ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØØ±Ø§Ø¡
يا ربّ أين غوث القضاء
لقد نزع الله الرØÙ…Ø© من قلوبهم ØŒ ÙØªÙ†ÙƒÙ‘روا لإنسانيتهم ØŒ وتنكّروا لجميع القيم والأعرا٠، ÙØ§Ù† جميع الشرائع والمذاهب لا ØªØ¨ÙŠØ Ù…Ù†Ø¹ الماء عن النساء ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ ÙØ§Ù„ناس Ùيه جميعاً شركاء ØŒ وقد أكّدت ذلك الشريعة الإسلامية ØŒ واعتبرته ØÙ‚اً طبيعياً لكل إنسان ØŒ ولكن الجيش الأموي لم ÙŠØÙÙ„ بذلك ØŒ ÙØØ±Ù… الماء على آل النبيّ (صلى الله عليه واله) وكان بعض الممسوخين يتباهى ÙˆÙŠÙØ®Ø± Ù„ØØ±Ù…انهم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† من الماء ØŒ Ùقد انبرى الوغد اللئيم المهاجر بن أوس صوب الامام Ø±Ø§ÙØ¹Ø§Ù‹ صوته قائلاً :
« يا ØØ³ÙŠÙ† ألا ترى الماء ÙŠÙ„ÙˆØ ÙƒØ£Ù†Ù‘Ù‡ بطون الØÙŠØ§Øª ØŒ والله لا تذوقه أو تموت دونه .. » (7).
واشتدّ عمرو بن Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ Ù†ØÙˆ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ وهو ÙØ±Ø كأنّما Ø¸ÙØ± بمكسب أو مغنم قائلاً :
« يا ØØ³ÙŠÙ† هذا Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª تلغ Ùيه الكلاب ØŒ وتشرب Ùيه الØÙ…ير والخنازير ØŒ والله لا تذوق منه جرعة ØØªÙ‰ تذوق الØÙ…يم ÙÙŠ نار جهنّم .. » (8).
وكان هذا الوغد الأثيم ممن كاتب الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) بالقدوم إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©.
وانبرى جل٠آخر من أوغاد أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© وهو عبد الله بن Ø§Ù„ØØµÙŠÙ† الأزدي Ùنادى بأعلى صوته لتسمعه مخابرات ابن مرجانة Ùينال منه جوائزه وهباته ØŒ قائلاً :
« يا ØØ³ÙŠÙ† ألا تنظر إلى الماء كأنّه كبد السماء ØŒ والله لا تذوق منه قطرة ØØªÙ‰ تموت عطشاً .. ».
ÙØ±Ùع الإمام يديه بالدعاء عليه قائلاً :
« اللهمّ اقتله عطشاً ØŒ ولا ØªØºÙØ± له أبداً .. » (9).
لقد تمادى هؤلاء الممسوخون بالشرّ ØŒ وسقطوا ÙÙŠ هوّة سØÙŠÙ‚Ø© من الجرائم والآثام ما لها من قرار.
سقاية العباس لأهل البيت :
والتاع أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العبّاس كأشدّ ما تكون اللوعة ألماً ومØÙ†Ø© ØÙŠÙ†Ù…ا رأى Ø£Ø·ÙØ§Ù„ أخيه وأهل بيته وهم يستغيثون من الظمأ القاتل ØŒ ÙØ§Ù†Ø¨Ø±Ù‰ الشهم النبيل Ù„ØªØØµÙŠÙ„ الماء ØŒ وأخذه بالقوة ØŒ وقد ØµØØ¨ معه ثلاثين ÙØ§Ø±Ø³Ø§Ù‹ ØŒ وعشرين راجلاً ØŒ ÙˆØÙ…لوا معهم عشرين قربة ØŒ وهجموا بأجمعهم على نهر Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª وقد تقدّمهم Ù†Ø§ÙØ¹ بن هلال المرادي وهو من Ø£ÙØ°Ø§Ø° Ø£ØµØØ§Ø¨ الامام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ§Ø³ØªÙ‚بله عمرو بن Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ الزبيدي وهو من مجرمي ØØ±Ø¨ كربلاء وقد اعهد إليه ØØ±Ø§Ø³Ø© Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª Ùقال Ù„Ù†Ø§ÙØ¹ :
« ما جاء بك ØŸ .. ».
« جئنا لنشرب الماء الذي ØÙ„أتمونا عنه .. ».
« اشرب هنيئاً .. ».
« Ø£ÙØ£Ø´Ø±Ø¨ ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عطشان ØŒ ومن ترى من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØŸ. ».
« لا سبيل إلى سقي هؤلاء ØŒ انّما وضعنا بهذا المكان لمنعهم عن الماء .. ».
ولم يعن به الأبطال من Ø£ØµØØ§Ø¨ الإمام ØŒ وسخروا من كلامه ØŒ ÙØ§Ù‚تØÙ…وا Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª ليملأوا قربهم منه ØŒ ÙØ«Ø§Ø± ÙÙŠ وجوههم عمرو بن Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ ومعه Ù…ÙØ±Ø²Ø© من جنوده ØŒ والتØÙ… معهم بطل كربلاء أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ØŒ ÙˆÙ†Ø§ÙØ¹ بن هلال ØŒ ودارت بينهم معركة إلاّ انّه لم يقتل Ùيها Ø£ØØ¯ من الجانبين ØŒ وعاد Ø£ØµØØ§Ø¨ الامام بقيادة أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ØŒ وقد ملأوا قربهم من الماء.
لقد أروى أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ عطاشى أهل البيت ØŒ وانقذهم من الظمأ ØŒ وقد Ù…Ù†Ø Ù…Ù†Ø° ذلك اليوم لقب ( السقاء ) وهو من أشهر ألقابه ØŒ وأكثرها ذيوعاً بين الناس كما أنّه من Ø£ØØ¨Ù‘ الألقاب وأعزّها عنده (10).
أمان الشمر للعباس وأخوته :
وبادر الخبيث الدنس شمر بن ذي الجوشن إلى سيّده ابن مرجانة ÙØ£Ø®Ø° منه أماناً لأبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ وأخوته الممجّدين ØŒ وقد ظنّ أنّه سيخدعهم ØŒ ÙˆÙŠÙØ±Ø¯Ù‡Ù… عن أخيهم أبي Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± ØŒ وبذلك يضع٠جيش الإمام ØŒ لأنّه يخسر هؤلاء الأبطال الذين هم من أشجع ÙØ±Ø³Ø§Ù† العرب ØŒ وجاء الخبيث يشتدّ كالكلب ØŒ وقد وق٠أمام جيش Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ وهت٠منادياً :
« أين بنو أختنا العباس واخوته ØŸ .. ».
وهبّت Ø§Ù„ÙØªÙŠØ© كالأسود ØŒ Ùقالوا له :
« ما تريد يابن ذي الجوشن ØŸ .. ».
ÙØ§Ù†Ø¨Ø±Ù‰ مستبشراً يبدي لهم الØÙ†Ø§Ù† المزيّ٠قائلاً :
« لكم الأمان .. ».
وصاØÙˆØ§ به ØŒ وهم يتميّزون من الغيظ ØŒ Ùقد لذعهم قوله :
« لعنك الله ØŒ ولعن أمانك ØŒ أتؤمننا ØŒ وابن بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) ØŒ لا أمان له ... » (11).
وولّى الخبيث خائباً Ùقد ظنّ أن السادة الأماجد اخوة الإمام من طراز Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ الممسوخين الذين باعوا ضمائرهم على ابن مرجانة ووهبوا ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù… للشيطان ØŒ ولم يعلم أن أخوة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) من Ø£ÙØ°Ø§Ø° الدنيا ØŒ الذين صاغوا الكرامة الإنسانية ØŒ وصنعوا Ø§Ù„ÙØ®Ø± والمجد للإنسان.
زØÙ الجيوش Ù„ØØ±Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† :
وزØÙت طلائع الشرك ÙˆØ§Ù„ÙƒÙØ± Ù„ØØ±Ø¨ Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله (صلى الله عليه واله) ÙÙŠ عصر الخميس لتسع خلون من شهر Ù…ØØ±Ù… ØŒ بعد أن صدرت إليهم الأوامر المشدّدة من ابن مرجانة بتعجيل القتال ÙˆØØ³Ù… Ø§Ù„Ù…ÙˆÙ‚Ù Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ من تبلور رأي الجيش ÙˆØØ¯ÙˆØ« انقسام ÙÙŠ صÙÙˆÙÙ‡ ØŒ وكان الإمام Ù…ØØªØ¨ÙŠØ§Ù‹ بسيÙÙ‡ أمام بيته اذ Ø®ÙÙ‚ برأسه ØŒ ÙØ³Ù…عت شقيقته عقيلة بني هاشم السيدة زينب أصوات الرجال ØŒ ÙˆØªØ¯Ø§ÙØ¹Ù‡Ù… Ù†ØÙˆ أخيها ØŒ ÙØ§Ù†Ø¨Ø±Øª إليه ÙØ²Ø¹Ø© مرعوبه ØŒ ÙØ§ÙŠÙ‚ظته ØŒ ÙØ±Ùع الإمام رأسه ÙØ±Ø£Ù‰ أخته مذهولة ØŒ Ùقال لها بعزم وثبات :
« إنّي رأيت رسول الله (صلى الله عليه واله) ÙÙŠ المنام ØŒ Ùقال : إنك ØªØ±ÙˆØ Ø¥Ù„ÙŠÙ†Ø§ .. ».
وذابت Ù†ÙØ³ العقيلة أسى ÙˆØØ³Ø±Ø§Øª ØŒ وانهارت قواها ØŒ ولم تملك Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ أن لطمت وجهها ØŒ ÙˆØ±Ø§ØØª تقول :
« يا ويلتاه ... » (12).
ÙˆØ§Ù„ØªÙØª أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ إلى أخيه Ùقال له :
« أتاك القوم .. ».
وطلب الإمام منه أن يتعرّ٠على خبرهم قائلاً :
« اركب Ø¨Ù†ÙØ³ÙŠ Ø£Ù†Øª يا أخي ØŒ ØØªÙ‰ تلقاهم ØŒ ÙØªÙ‚ول لهم : ما بدا لكم ØŒ وما تريدون ØŸ .. ».
لقد ÙØ¯Ù‰ الإمام (عليه السلام) اخاه Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ وهو مما يدلّ على سموّ مكانته ØŒ وعظيم منزلته ØŒ وانه قد بلغ قمّة الإيمان ØŒ وأعلى مراتب المتقين ... وأسرع أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ Ù†ØÙˆ الجيش ØŒ ومعه عشرون ÙØ§Ø±Ø³Ø§Ù‹ من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØŒ ومن بينهم زهير بن القين ØŒ ÙˆØØ¨ÙŠØ¨ بن مظاهر ØŒ وسألهم أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ عن سبب زØÙهم ØŒ Ùقالوا له :
« جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم النزول على ØÙƒÙ…Ù‡ ØŒ أو نناجزكم ... » (13).
وقÙÙ„ العباس إلى أخيه ØŒ ÙØ£Ø®Ø¨Ø±Ù‡ بمقالتهم ØŒ ÙˆØ±Ø§Ø ØØ¨ÙŠØ¨ بن مظاهر يعظهم ÙˆÙŠØØ°Ù‘رهم من عقاب الله قائلاً :
« أما والله بئس القوم يقدمون غداً على الله عزّ وجلّ ØŒ وعلى رسوله Ù…ØÙ…د (صلى الله عليه واله) وقد قتلوا ذريته ØŒ وأهل بيته ØŒ المتهجّدين Ø¨Ø§Ù„Ø§ÙŽØ³ØØ§Ø± ØŒ الذاكرين الله كثيراً بالليل والنهار ØŒ وشيعته الأتقياء الأبرار .. » (14).
وردّ عليه Ø¨ÙˆÙ‚Ø§ØØ© عزرة بن قيس Ùقال له : « يا بن مظاهر إنّك لتزكّي Ù†ÙØ³Ùƒ .. ».
وانبرى إليه البطل Ø§Ù„ÙØ°Ù‘ زهير بن القين Ùقال له : « أتق الله يا بن قيس ØŒ ولا تكن من الذين يعينون على الضلال ويقتلون Ø§Ù„Ù†ÙØ³ الزكية الطاهرة ØŒ عترة خيرة الأنبياء .. ».
ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡ عزرة :
« كنت عندنا عثمانياً Ùما بالك ØŒ .. ».
ÙØ±Ø¯Ù‘ عليه زهير بمنطق الشر٠والإيمان :
« والله ما كتبت إلى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ ولا أرسلت إليه رسولاً ØŒ ولكن الطريق جمعني وإياه ØŒ Ùلما رأيته ذكرت به رسول الله (صلى الله عليه واله) ÙˆØ¹Ø±ÙØª ما تقدمون من غدركم ØŒ ونكثكم ØŒ وسبيلكم إلى الدنيا ØŒ ÙØ±Ø£ÙŠØª أن أنصره ØŒ وأكون ÙÙŠ ØØ²Ø¨Ù‡ ØÙظاً لما ضيّعتم من ØÙ‚Ù‘ رسول الله (صلى الله عليه واله) .. » (15).
لقد كان كلام زهير ØØ§Ùلاً بالصدق بجميع Ø±ØØ§Ø¨Ù‡ ØŒ Ùقد بيّن أنّه لم يكتب إلى الإمام بالقدوم إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© لأنّه كان عثماني الهوى ØŒ ولكنه ØÙŠÙ†Ù…ا التقى بالإمام ÙÙŠ الطريق ووق٠على واقع Ø§Ù„ØØ§Ù„ من غدر أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© به ØŒ ونكثهم لبيعته انقلب رأساً على عقب ØŒ وصار من أنصار الإمام ØŒ ومن أكثرهم مودّة ÙˆØØ¨Ø§Ù‹ له ØŒ لأن الإمام من ألصق الناس برسول الله (صلى الله عليه واله).
وعلى أيّ ØØ§Ù„ Ùقد عرض أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ مقالة القوم على أخيه ØŒ Ùقال له :
« ارجع إليهم ÙØ§Ù† استطعت أن تؤخّرهم إلى غدوة لعلّنا نصلّي لربّنا هذه الليلة ØŒ وندعوه ØŒ ÙˆÙ†Ø³ØªØºÙØ±Ù‡ Ùهو يعلم أنّي Ø£ØØ¨Ù‘ الصلاة ØŒ وتلاوة كتابه ØŒ وكثرة الدعاء ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªØºÙØ§Ø± ... ».
لقد أراد Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله (صلى الله عليه واله) أن يودّع الØÙŠØ§Ø© الدّنيا بأثمن ما Ùيها وهي الصلاة والدعاء ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªØºÙØ§Ø± وتلاوة القرآن الكريم ØŒ وان يواجه الله تعالى وقد تزوّد منها.
ورجع أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ (عليه السلام) إلى معسكر ابن مرجانة ÙØ£Ø®Ø¨Ø±Ù‡Ù… بمقالة٠أخيه ÙØ¹Ø±Ø¶ ابن سعد ذلك على الخبيث الدنس شمر بن ذي الجوشن Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ من وشايته إذا استجاب لطلب الإمام ØŒ Ùقد كان شمر Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ÙØ³ الوØÙŠØ¯ لابن سعد على إمارة الجيش كما كان عيناً عليه ØŒ كما أراد أن يكون شريكاً له ÙÙŠ المسؤولية Ùيما إذا عاتبه ابن زياد على تأخير Ø§Ù„ØØ±Ø¨.
ولم يبد الشمر أي رأي له ÙÙŠ الموضوع ØŒ وانما Ø£ØØ§Ù„Ù‡ لابن سعد ليكون هو المسؤول عنه ØŒ وانبرى عمرو بن Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ الزبيدي ÙØ£Ù†ÙƒØ± عليهم هذا التردد ÙˆØ§Ù„Ø¥ØØ¬Ø§Ù… عن إجابة الإمام قائلاً :
« Ø³Ø¨ØØ§Ù† الله !! والله لو كان من الديلم ثم سألكم هذه المسألة لكان ينبغي أن تجيبوه .. » (16).
ولم يزد ابن Ø§Ù„ØØ¬Ù‘اج على ذلك ØŒ Ùلم يقل لهم : انّه ابن رسول الله (صلى الله عليه واله) وانّهم هم الذين غرّوه وكاتبوه بالقدوم إلى مصرهم ØŒ لم يقل ذلك Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ من أن تنقل الاستخبارات العسكرية إلى ابن زياد ذلك Ùينال العقاب ÙˆØ§Ù„ØØ±Ù…ان ØŒ وأيّد ابن الأشعث مقالته ØŒ ÙØ§Ø³ØªØ¬Ø§Ø¨ ابن سعد إلى تأجيل Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ØŒ وأوعز إلى رجل من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ أن يعلن ذلك ØŒ ÙØ¯Ù†Ø§ من معسكر الإمام ÙˆØ±ÙØ¹ صوته قائلاً : « يا Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي قد أجّلناكم يومكم هذا إلى غد ÙØ§Ù† استسلمتم ونزلتم على ØÙƒÙ… الأمير وجهنا بكم إليه وان أبيتم ناجزناكم ... » (17).
ÙˆØ£ÙØ±Ø¬Ø¦ القتال إلى ØµØ¨ÙŠØØ© اليوم العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… ØŒ وظلّ جيش ابن سعد ينتظرون الغد هل يجيبهم الإمام أو ÙŠØ±ÙØ¶ ما دعوه إليه.
الإمام يأذن Ù„Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ Ø¨Ù…ÙØ§Ø±Ù‚ته :
وجمع Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله (صلى الله عليه واله) أهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ÙÙŠ ليلة العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù… ØŒ وعرض عليهم ما يلاقيه من الشهادة ØŒ وطلب منهم أن ينطلقوا ÙÙŠ Ø±ØØ§Ø¨ الأرض ويتركوه ÙˆØØ¯Ù‡ ليلقى مصيره Ø§Ù„Ù…ØØªÙˆÙ… ØŒ وقد أراد بذلك أن يكونوا على بيّنة من أمرهم Ùقال لهم :
« أثني على الله Ø£ØØ³Ù† الثناء ØŒ وأØÙ…ده على السرّاء والضرّاء ... اللهمّ إني Ø£ØÙ…دك على أن أكرمتنا بالنبوة ØŒ وعلّمتنا القرآن ØŒ ÙˆÙهّمتنا ÙÙŠ الدين وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً ÙˆØ£ÙØ¦Ø¯Ø© ØŒ ولم تجعلنا من المشركين.
أمّا بعد : ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŠ لا أعلم Ø£ØµØØ§Ø¨Ø§Ù‹ أوÙÙ‰ ولا خيراً من Ø£ØµØØ§Ø¨ÙŠ ØŒ ولا أهل بيت خيراً من أهل بيتي ØŒ ÙØ¬Ø²Ø§ÙƒÙ… الله جميعاً عنّي خيراً ØŒ ألا وانّي لاَظنّ يومنا من هؤلاء الأعداء غداً ØŒ واني قد أذنت لكم جميعاً ÙØ§Ù†Ø·Ù„قوا ÙÙŠ ØÙ„Ù‘ ليس عليكم منّي ذمام ØŒ وهذا الليل قد غشيكم ÙØ§ØªØ®Ø°ÙˆÙ‡ جملاً ØŒ وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ØŒ ÙØ¬Ø²Ø§ÙƒÙ… الله جميعاً خيراً ØŒ ثم ØªÙØ±Ù‘قوا ÙÙŠ سوادكم ومدائنكم ØØªÙ‰ ÙŠÙØ±Ø¬ الله ØŒ ÙØ§Ù† القوم انّما يطلبونني ولو أصابوني Ù„Ùهوا عن طلب غيري ... » (18).
وتمثّلت روعة الإيمان ØŒ وسرّ الإمامة بهذا الخطاب العظيم الذي كش٠جانباً كبيراً عن Ù†ÙØ³ÙŠØ© أبي Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± ØŒ Ùقد تجنّب ÙÙŠ هذا الموق٠الدقيق Ø§Ù„ØØ§Ø³Ù… جميع ألوان Ø§Ù„Ù…Ù†Ø¹Ø·ÙØ§Øª ØŒ ووضع Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وأهل بيته أمام الأمر الواقع Ùقد ØØ¯Ø¯ لهم النتيجة التي لا Ù…ÙØ±Ù‘ منها وهي القتل والتضØÙŠØ© ØŒ وليس هناك أي شيء آخر من متع الدنيا ØŒ وقد طلب منهم أن يخلوا عنه وينصرÙوا ØªØØª Ø¬Ù†Ø Ø§Ù„Ø¸Ù„Ø§Ù… ØŒ Ùيتخذونه ستراً دون كل عين ØŒ Ùلعلّهم يخجلون أن يبتعدوا عنه ÙÙŠ وضع النهار ØŒ Ùقد جعلهم ÙÙŠ ØÙ„Ù‘ من التزاماتهم تجاهه ØŒ وقد عرّÙهم أنّه بالذات هو الهد٠لتلك الوØÙˆØ´ الكاسرة المتعطشة إلى سÙÙƒ دمه ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ Ø¸ÙØ±ÙˆØ§ به Ùلا إرب لهم ÙÙŠ طلب غيره.
جواب أهل البيت :
ولم يكد ÙŠÙØ±Øº الإمام من خطابه ØØªÙ‰ هبّت الصÙوة من أهل البيت : ØŒ وعيونهم تÙيض دموعاً ØŒ وهم يعلنون ولاءهم له ØŒ وتضØÙŠØªÙ‡Ù… ÙÙŠ سبيله ØŒ وقد مثلهم أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العباس (عليه السلام) ÙØ®Ø§Ø·Ø¨ الإمام قائلاً :
« لم Ù†ÙØ¹Ù„ ذلك ØŸ!! لنبقى بعدك ØŒ لا أرانا الله ذلك أبداً .. ».
ÙˆØ§Ù„ØªÙØª الإمام إلى السادة من ابناء عمّه من بني عقيل ØŒ Ùقال لهم :
« ØØ³Ø¨ÙƒÙ… من القتل بمسلم ØŒ اذهبوا Ùقد اذنت لكم ... ».
وهبّت Ùيتة آل عقيل كالأسود تتعالى أصواتهم ØŒ قائلين :
« إذن ما يقول الناس : ØŒ وما نقول : ØŒ إنا تركنا شيخنا وسيّدنا ØŒ وبني عمومتنا خير الأعمام ØŒ ولم نرم معهم بسهم ØŒ ولم نطعن Ø¨Ø±Ù…Ø ØŒ ولم نضرب بسي٠ولا ندري ما صنعوا ØŒ لا والله لا Ù†ÙØ¹Ù„ ØŒ ولكن Ù†ÙØ¯ÙŠÙƒ Ø¨Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§ واموالنا وأهلينا نقاتل معك ØŒ ØØªÙ‰ نرد موردك ØŒ ÙÙ‚Ø¨Ù‘Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ العيش بعدك ... » (19).
لقد صمّموا على ØÙ…اية الإمام العظيم ØŒ ÙˆØ§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن أهداÙÙ‡ ومبادئه ØŒ واختاروا الموت ØªØØª ظلال الأسنّة على الØÙŠØ§Ø© التي لا هد٠Ùيها.
جواب Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ :
أمّا Ø£ØµØØ§Ø¨ الإمام (عليه السلام) Ùهم Ø£ØØ±Ø§Ø± هذه الدنيا ØŒ وقد Ø§Ù†Ø¯ÙØ¹ÙˆØ§ يعلنون للإمام (عليه السلام) Ø§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ والتضØÙŠØ© Ø¯ÙØ¹Ø§Ù‹ عن المبادئ المقدّسة التي ناضل من أجلها الإمام ØŒ وقد انبرى مسلم بن عوسجة ÙØ®Ø§Ø·Ø¨ الإمام قائلاً :
« أنØÙ† نخلّي عنك ØŒ وبماذا نعتذر إلى الله ÙÙŠ اداء ØÙ‚ّك ØŒ أما والله لا Ø£ÙØ§Ø±Ù‚Ùƒ ØØªÙ‰ أطعن ÙÙŠ صدورهم برمØÙŠ ØŒ وأضرب بسيÙÙŠ ما ثبت قائمه بيدي ØŒ ولو لم يكن معي Ø³Ù„Ø§Ø Ø£Ù‚Ø§ØªÙ„Ù‡Ù… Ù„Ù‚Ø°ÙØªÙ‡Ù… Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© ØØªÙ‰ أموت معك .. ».
لقد عبّرت هذه الكلمات عن عميق إيمانه Ø¨Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله (صلى الله عليه واله) وانّه سيذبّ عنه ØØªÙ‰ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ الأخير من ØÙŠØ§ØªÙ‡.
وانبرى بطل آخر من Ø£ØµØØ§Ø¨ الإمام وهو سعيد بن عبد الله الØÙ†ÙÙŠ ÙØ®Ø§Ø·Ø¨ الإمام قائلاً :
« والله لا نخلّيك ØØªÙ‰ يعلم الله أنا قد ØÙظنا غيبة رسوله (صلى الله عليه واله) Ùيك ØŒ أما والله لو علمت أنّي أقتل ØŒ ثم Ø£ØÙŠØ§ ØŒ ثم Ø£ØØ±Ù‚ ØŒ ثم أذرى ÙŠÙØ¹Ù„ بي ذلك سبعين مرّة لما ÙØ§Ø±Ù‚تك ØØªÙ‰ ألقى ØÙ…امي دونك ØŒ وكي٠لا Ø£ÙØ¹Ù„ ذلك ØŒ وانّما هي قتلة ÙˆØ§ØØ¯Ø© ØŒ ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا ... ».
وليس ÙÙŠ قاموس Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ أصدق ØŒ ولا أنبل من هذا Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ ØŒ Ùهو يتمنّى من صميم قلبه أن تجري عليه عملية القتل سبعين مرّة Ù„ÙŠÙØ¯ÙŠ Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù… (عليه السلام) ØŒ ليØÙظ بذلك غيبة رسول الله (صلى الله عليه واله) وكي٠لا يستطيب الموت ÙÙŠ سبيله وانّما هو مرّة ÙˆØ§ØØ¯Ø© ØŒ ثم هي الكرامة الاَبدية التي لا انقضاء لها.
وانبرى زهير بن القين ÙØ£Ø¹Ù„Ù† Ù†ÙØ³ الاتجاه الذي أعلنه المجاهدون من إخوانه قائلاً :
« والله لوددت أنّي Ù‚ÙØªÙ„ت ØŒ ثم نشرت ØŒ ثم قتلت ØØªÙ‰ أقتل أل٠مرّة ØŒ وان الله عزّ وجلّ ÙŠØ¯ÙØ¹ بذلك القتل عن Ù†ÙØ³Ùƒ ØŒ وعن Ø£Ù†ÙØ³ هؤلاء Ø§Ù„ÙØªÙŠØ§Ù† من أهل بيتك .. » (20).
أرأيتم ÙˆÙØ§Ø¡ هؤلاء الأبطال ØŒ Ùهل تجدون لهم مثيلاً ÙÙŠ تأريخ هذه الدنيا ØŒ لقد Ø§Ø±ØªÙØ¹ÙˆØ§ إلى مستوى من النبل والشهامة لم يبلغه أي إنسان وقد أعطوا بذلك الدروس المشرقة ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن الØÙ‚.
وأعلن بقيّة Ø£ØµØØ§Ø¨ الإمام (عليه السلام) الترØÙŠØ¨ بالشهادة ÙÙŠ سبيل إمامهم ØŒ ÙØ¬Ø²Ø§Ù‡Ù… خيراً ØŒ وأكّد لهم جميعاً أنّهم سينعمون ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙˆØ³ الأعلى ØŒ ÙˆÙŠØØ´Ø±ÙˆÙ† مع النبيين والصدّيقين ØŒ وهتÙوا جميعاً :
« الØÙ…د لله الذي أكرمنا بنصرك ØŒ وشرّÙنا بالقتل معك ØŒ أو لا ترضى أن نكون معك ÙÙŠ درجتك يا بن رسول الله .. » (21).
لقد Ø£ÙØªØ±Ø¹Øª Ù†Ùوس هؤلاء الأبطال بالإيمان العميق ØŒ ÙØªØØ±Ù‘روا من جميع ملاذ الØÙŠØ§Ø© ولهوها ØŒ واتجهوا صوب الله ØŒ ÙØ±Ùعوا راية الإسلام عالية Ø®Ùّاقة ÙÙŠ Ø±ØØ§Ø¨ هذا الكون.
Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ الليل بالعبادة :
وأقبل الإمام (عليه السلام) مع الصÙوة الطيبة المؤمنة من أهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ Ù†ØÙˆ الله يناجونه بقلوبهم وعواطÙهم ØŒ وهم يسألونه العÙÙˆ ÙˆØ§Ù„ØºÙØ±Ø§Ù† ولم يذق Ø£ØØ¯ منهم طعم الرقاد ØŒ Ùقد كانوا ما بين راكع وساجد وقارئ للقرآن ØŒ وكان لهم دويّ كدويّ النØÙ„.
وكانوا ينتظرون انبثاق نور Ø§Ù„ØµØ¨Ø Ø¨ÙØ§Ø±Øº الصبر لينالوا الشهادة بين يديّ Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله (صلى الله عليه واله).
وأما معسكر ابن زياد Ùقد باتوا وهم ÙÙŠ شوق لطلوع Ø§Ù„ØµØ¨Ø Ù„ÙŠØ±ÙŠÙ‚ÙˆØ§ دماء أهل البيت : ليقترّبوا بها إلى سيّدهم ابن مرجانة.
* * *
يوم عاشوراء
وليس مثل يوم العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… ÙÙŠ مآسيه وكآبته وكوارثه ØŒ Ùلم تبق Ù…ØÙ†Ø© من Ù…ØÙ† الدنيا ØŒ ولا ÙØ§Ø¬Ø¹Ø© من Ùواجع الدهر إلاّ جرت على Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله (صلى الله عليه واله) Ùلا يوم مثل ذلك اليوم الخالد ÙÙŠ دنيا Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ù†.
دعاء الامام :
وخرج أبو Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± من خبائه ÙØ±Ø£Ù‰ البيداء قد ملئت خيلاً ورجالاً وقد شهر أولئك البغاة اللئام سيوÙهم لإراقة دمه ØŒ ودماء الصÙوة البررة من أهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ لينالوا الأجر الزهيد من الإرهابي المجرم ابن مرجانة ØŒ ودعا الإمام بمصØÙ Ùنشره على رأسه ØŒ ÙˆØ±ÙØ¹ يديه بالدعاء إلى الله قائلاً :
« اللهمّ أنت ثقتي ÙÙŠ كل كرب ØŒ ورجائي ÙÙŠ كل شدة ØŒ وأنت لي ÙÙŠ كل أمر نزل بي ثقة وعدة ØŒ كم من همّ يضع٠Ùيه Ø§Ù„ÙØ¤Ø§Ø¯ ØŒ وتقلّ Ùيه الØÙŠÙ„Ø© ØŒ ويخذل Ùيه الصديق ØŒ ويشمت Ùيه العدوّ أنزلته بك ØŒ وشكوته إليك رغبة منّي إليك عمّن سواك ØŒ ÙÙØ±Ù‘جته ÙˆÙƒØ´ÙØªÙ‡ ØŒ وكÙيته ØŒ ÙØ£Ù†Øª وليّ كل نعمة ØŒ ÙˆØµØ§ØØ¨ كل ØØ³Ù†Ø© ØŒ ومنتهى كل رغبة ... » (22).
لقد أناب الإمام إلى الله ØŒ وأخلص له ØŒ Ùهو وليّه ØŒ والملجأ الذي يلجأ إليه ÙÙŠ كل نائبة نزلت به.
خطبة الإمام :
ورأى الإمام (عليه السلام) أن يقيم Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© البالغة على Ø£Ùولئك الوØÙˆØ´ قبل أن يقدموا على اقترا٠الجريمة ØŒ ÙØ¯Ø¹Ø§ براØÙ„ته ÙØ±ÙƒØ¨Ù‡Ø§ ØŒ واتجه Ù†ØÙˆÙ‡Ù… ØŒ ÙØ®Ø·Ø¨ Ùيهم خطابه التأريخي Ø§Ù„ØØ§ÙÙ„ بالمواعظ ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø¬ ØŒ Ùقد نادى بصوت عال يسمعه جلّهم :
« أيّها الناس اسمعوا قولي ØŒ ولا تعجلوا ØØªÙ‰ أعظكم بما هو ØÙ‚Ù‘ لكم عليّ ØŒ ÙˆØØªÙ‰ أعتذر إليكم من مقدمي عليكم ØŒ ÙØ§Ù† قبلتم عذري ØŒ وصدقتم قولي وأعطيتموني النص٠، كنتم بذلك أسعد ØŒ ولم يكن لكم عليَّ سبيل ØŒ وان لم تقبلوا منّي العذر ØŒ ولم تعطوا النص٠من Ø£Ù†ÙØ³ÙƒÙ… ØŒ ÙØ§Ø¬Ù…عوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمّة ØŒ ثم امضوا إليَّ ولا تÙنظرون ØŒ إن ولّيي الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولّى الصالØÙŠÙ† .. ».
ÙˆØÙ…Ù„ الأثير هذه الكلمات إلى السيدات من عقائل النبوة ØŒ ومخدرات الرسالة ÙØªØµØ§Ø±Ø®Ù† بالبكاء ØŒ ÙØ¨Ø¹Ø« إليهنّ أخاه العباس ØŒ وابنه عليّاً ØŒ وقال لهما :
سكّتاهنّ ØŒ Ùلعمري ليكثر بكاؤهنّ ØŒ ولما سكتن استرسل ÙÙŠ خطابه ÙØÙ…Ø¯ الله وأثنى عليه ØŒ وصلّى على جدّه الرسول (صلى الله عليه واله) وعلى الملائكة والأنبياء ØŒ وقال ÙÙŠ ذلك : ما لا ÙŠØØµÙ‰