البداية الأولى
بعد وقعة الط٠عام ٦١ ه، واضطراب الوضع السياسي ÙÙŠ العراق، سواء عند ظهور التوابين الذين نادوا بالانتقام من الرموز الرئيسية التي ساهمت بقتل الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ وكذلك ظهور المختار Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø¬Ø¦ØŒ الذي استطاع أن يعلن ØÙƒÙˆÙ…ته الموالية لأهل البيت ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ والانتقام من القتلة، وبعدها تم القضاء على ØÙ…لة عبيد الله بن زياد وقتله ÙÙŠ معركة الخازر بقيادة إبراهيم بن مالك الأشتر، Ø£ØµØ¨ØØª الشيعة تنعم بنوع كبير من Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© والطمأنينة، ÙØ³Ø§Ø±Ø¹Øª بزيارة قبر الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) والشهداء من أهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ØŒ ÙØ¸Ù‡Ø± القبر Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙ ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ù…ØØ· أنظار الشيعة خاصة من Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© والمدائن والبصرة، وطبيعي أن هؤلاء الزوار الذين يقطعون Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§ÙØ§Øª البعيدة لزيارة القبر Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙ ÙŠØØªØ§Ø¬ÙˆÙ† إلى ظل يستظلون به، وخصوصا إذا كان الزائر يبقى اليوم أو اليومين أو أكثر عند القبر، Ùمنذ ذلك الØÙŠÙ† بني على القبر Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙ Ø³Ù‚ÙŠÙØ©ØŒ ÙØ²Ø¹Ù… البعض أن بني أسد الذين دÙنوا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) هم أول من بنى هذه Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ© على القبر، ØÙŠØ« أكد ابن طاووس بقوله: إنهم أقاموا رسما لقبر سيد الشهداء . مما يدل على أن مجئ التوابين إلى القبر الشري٠ÙÙŠ سنة ٦٣ أو ٦٤ كان ظاهرا Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ§ ولا يكون ذلك إلا ببنيانه .
ويرى بعض المؤرخين أن المختار بن أبي عبيدة الثقÙÙŠ هو الذي قام بتشييد البناء على القبر واتخذ له قرية من ØÙˆÙ„Ù‡ .
ومهما يكن من الأمر ÙØ¥Ù† البناء قد ظهر ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© التي ØØ¯Ø« Ùيها Ø§Ù†ÙØ±Ø§Ø¬ نسبي للشيعة، أي منذ ÙØªØ±Ø© موت يزيد Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø¬Ø¦ØŒ وهروب عبيد الله بن زياد من العراق، ÙˆØØªÙ‰ تولي المختار قيادة السلطة ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ ثم ÙØªØ±Ø© ما بعد المختار، أي ÙÙŠ عهد ولاية مصعب بن الزبير على العراق، نعمت الشيعة بنوع من Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ©ØŒ Ø£ØªØ§Ø Ù„Ù‡Ø§ زيارة القبر الشري٠لسيد الشهداء (عليه السلام)ØŒ وبقي هذا البناء طيلة الØÙƒÙ… الأموي وإلى قيام الدولة العباسية، كما يظهر من رواية صÙوان الجمال، عن الإمام الصادق (عليه السلام)ØŒ أنه قال: " إذا أردت قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ كربلاء، Ùق٠خارج القبة وارم بطرÙÙƒ Ù†ØÙˆ القبر، ثم ادخل الروضة وقم Ø¨ØØ°Ø§Ø¦Ù‡Ø§ من ØÙŠØ« يلي الرأس، ثم اخرج من الباب الذي عند رجلي علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ ثم توجه إلى الشهداء، ثم امش ØØªÙ‰ تأتي
مشهد أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العباس Ùق٠على باب Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ© وسلم ".
نستدل من هذه الرواية بأنه كانت على القبر الشري٠قبة، وعلى قبر أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العباس Ø³Ù‚ÙŠÙØ© وباب، للولوج إلى داخل Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ©. ولصÙوان الجمال أيضا ØØ¯ÙŠØ«Ø§ عن الإمام الصادق (عليه السلام): " إذا أردت زيارة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي، ÙØ¥Ø°Ø§ أتيت الباب Ùق٠خارج القبة، وارم بطرÙÙƒ Ù†ØÙˆ القبر (وقل) ثم ادخل اليمنى وأخر اليسرى، ومن ثم ادخل Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± وقم Ø¨ØØ°Ø§Ø¦Ù‡ " .
ÙˆÙÙŠ رواية Ø§Ù„ØØ³Ù† بن ثور بن أبي ÙØ§Ø®ØªØ©ØŒ عن الإمام الصادق (عليه السلام) من ØØ¯ÙŠØ« طويل ØØªÙ‰ قال: " إذا أتيت أبا عبد الله ÙØ£ØºØªØ³Ù„ على شاطئ Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª ثم البس ثيابك الطاهرة، ثم امش ØØ§Ùيا، ÙØ¥Ù†Ùƒ ÙÙŠ ØØ±Ù… من ØØ±Ù… الله ÙˆØØ±Ù… رسوله، وعليك بالتكبير والتهليل والتمجيد والتعظيم لله كثيرا والصلاة على Ù…ØÙ…د وأهل بيته، ØØªÙ‰ تصير إلى باب Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø±ØŒ ثم تقول: " السلام عليك يا ØØ¬Ø© الله وابن ØØ¬ØªÙ‡ØŒ السلام عليكم يا ملائكة الله وزوار قبر ابن نبي الله، ثم أخط عشر خطى ثم Ù‚Ù Ùكبر ثلاثين تكبيرة " .
ÙŠØ³ØªÙØ§Ø¯ من هذه الروايات، على وجود بناء على Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ÙÙŠ زمن الإمام الصادق (عليه السلام) المولود سنة Ù¨Ù Ù‡ والمتوÙÙ‰ سنة ١٤٠ه، وقد توصل العلامة الشعراني على أن Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± ÙÙŠ تلك Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© أعظم من Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ Ùقال: " Ø§Ù„Ù…Ø³ØªÙØ§Ø¯ من هذا Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« أن Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± كان أعظم من Ø§Ù„ØØ±Ù… Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ - أعني: ØªØØª القبة والرواق الواقع على أطراÙÙ‡ -ØŒ وذلك لأن Ø§Ù„ÙØ§ØµÙ„Ø© بين الباب وما يق٠Ùيه الزائر ØÙˆÙ„ القبر الشري٠كان أكثر من عشر خطوات، والضلع الجنوبي من جدار
Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø±ØŒ وإلا لوجب بأنك تدور أو تطو٠أو تØÙˆÙ„ ØØªÙ‰ تأتيه من قبل وجهه، لكن اكتÙÙ‰ بقوله امش ØØªÙ‰ تأتيه " .
ÙˆÙÙŠ رواية أبي ØÙ…زة الثمالي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: إذا أردت زيارة قبر العباس بن علي (عليه السلام) - وهو على شط Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª Ø¨ØØ°Ø§Ø¡ Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± - Ùق٠على باب Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ©.
ÙŠØªØ¶Ø Ù…Ù† الروايات المذكورة: على وجود مسجد Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙˆØ³Ù‚ÙŠÙØ©ØŒ تظلها شجرة السدرة ØØªÙ‰ الأيام الأخيرة للعهد الأموي. وذكر Ù…ØÙ…د بن أبي طالب عند ذكره لمشهد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام): " أنه اتخذ على الرمس الأقدس لعهد الدولة المروانية مسجدا ".
Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ÙÙŠ عهد المنصور
عندما تولى العباسيون السلطة، وتمكنوا من القضاء التام على خصومهم الأمويين، أرادوا التقرب إلى العلويين، وخصوصا ÙÙŠ عهد Ø§Ù„Ø³ÙØ§Ø الذي ÙØ³Ø المجال لزيارة قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ Ùلم يزل البناء والمسجد والقبر المطهر بعيدا عن انتهاكات العباسيين ÙÙŠ بداية دولتهم، لكن ÙÙŠ زمن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© المنصور صاروا يجاهرون بمعاداتهم للعلويين والتضييق عليهم، Ùنكل المنصور بآل Ø§Ù„ØØ³Ù†ØŒ Ùمنهم من قتل ومنهم من هرب على وجه، متذرعا بالثورة عليه التي قام بها Ù…ØÙ…د بن عبد الله بن Ø§Ù„ØØ³Ù† بالمدينة، وأخيه إبراهيم الذي ثار من بعده ÙÙŠ البصرة.
كما أراد التخلص من بيعة كانت ÙÙŠ عنقه لمØÙ…د بن عبد الله بن Ø§Ù„ØØ³Ù† الملقب (Ø¨Ø§Ù„Ù†ÙØ³ الزكية). ولما انتهت هاتين الثورتين Ø¨Ø§Ù„ÙØ´Ù„ ØªÙØ±Øº للتنكيل بآل علي (عليه السلام) ÙØ²Ø¬ عددا كبيرا منهم ÙÙŠ السجن، ثم تجاوز باعتداءاته على العلويين، ØØªÙ‰ طالت القبر الشري٠للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ وقبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)ØŒ ÙÙÙŠ رواية صÙوان الجمال، قال: " أخبرني مولى لنا، عن مولى لبني عباس، قال: قال لي أبو Ø¬Ø¹ÙØ± المنصور: خذ معك معولا وزنبيلا وامض معي، قال: أخذت ما قال وذهبت معه ليلا، ØØªÙ‰ ورد الغري ÙØ¥Ø°Ø§ بقبر، Ùقال: اØÙر، ÙØÙØ±Øª ØØªÙ‰ بلغت Ø§Ù„Ù„ØØ¯ " .
لقد Ø¯ÙØ¹ المنصور ØÙ‚ده الدÙين الذي يكنه لآل علي (عليه السلام)ØŒ لأنه يراهم Ø£ØÙ‚ منه Ø¨Ø®Ù„Ø§ÙØ© المسلمين، وإن المجلس الذي أجلس Ùيه ما كان يأتيه إلا عن طريق شيعة أهل البيت ÙÙŠ خراسان ÙˆØ§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ ودعوتهم ÙÙŠ بداية أمرهم للرضا من آل Ù…ØÙ…د (صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ وكان المنصور Ù†ÙØ³Ù‡ يرى Ø£ØÙ‚يتهم ÙÙŠ Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©ØŒ ÙØ³Ø¨Ù‚ كما قلنا إنه بايع Ù…ØÙ…د بن عبد الله بن Ø§Ù„ØØ³Ù† (ذو Ø§Ù„Ù†ÙØ³ الزكية)ØŒ ÙÙŠ اجتماع ضم بني هاشم لاختيار Ø§Ù„Ù…Ø±Ø´Ø Ù„Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©ØŒ عندما بدأ ØÙƒÙ… بني أمية ÙÙŠ الانØÙ„ال ÙÙŠ السنين الأخيرة من عهدهم.
وكذلك بايع Ø§Ù„Ø³ÙØ§Ø والمنصور عبد الله بن معاوية بن Ø¬Ø¹ÙØ± بن أبي طالب (عليه السلام) عندما ثأر ÙÙŠ عهد Ø®Ù„Ø§ÙØ© إبراهيم بن الوليد الأموي، وقد استطاع بن معاوية هذا أن يبسط Ù†Ùوذه على أصبهان، وقومس، ÙˆØÙ„وان، والري، ÙÙÙŠ رواية أبي Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ الأصÙهاني أنه قال: " إنه سيطر على مياه البصرة ومياه Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© وهمدان وقم والري ÙˆÙØ§Ø±Ø³ وأقام هو بأصبهان " ØŒ " Ùقصدته بنو هاشم جميعا منهم Ø§Ù„Ø³ÙØ§Ø والمنصور وعيسى بن علي " .
وعندما انتهت ØØ±ÙƒØ© ابن معاوية Ø¨Ø§Ù„ÙØ´Ù„ØŒ كان عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس ضمن الأسرى الذين أسرتهم القوات الموالية لبني أمية، ثم Ø´ÙØ¹ Ùيه وأطلق سراØÙ‡ .
ولما آلت الأمور إلى بني العباس أرادوا أن ÙŠØªØØ±Ø±ÙˆØ§ من بيعة العلويين، ÙØ£Ø±Ù‡Ø¨ÙˆÙ‡Ù… بالخو٠والترهيب، ØØªÙ‰ زجوا بهم ÙÙŠ السجون، واستعملوا معهم شتى وسائل القهر والتعذيب، وكان ابتداء هذا Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù الذي صار علنا ÙÙŠ زمن أبي Ø¬Ø¹ÙØ± المنصور، وإن كان ÙÙŠ دولتهم مستورا وخÙي٠الوطأة ÙÙŠ بداية الأمر.
Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ÙÙŠ عهد الرشيد
تمتعت الشيعة ببعض الهدوء النسبي ÙÙŠ زمن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© المهدي، Ùكانت سياسته تتسم باللين ÙˆØØ³Ù† المعاملة، وكان يعط٠على العلويين ويبرهم، وعلى الرغم من قصر مدة ØÙƒÙ…ه، كانت الشيعة تختل٠على زيارة Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø¨ØØ±ÙŠØ© تامة، وكان هذا Ø§Ù„ØØ§Ù„ ØØªÙ‰ بعد ÙˆÙØ§ØªÙ‡ واستلام الرشيد لمقاليد Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© سنة ١٧٠ه، لكن سرعان ما تغيرت سياسة الرشيد، ÙØ£Ø¹Ø§Ø¯ سياسة جده المنصور بالتضييق واستعمال البطش، والقسوة ضد العلويين، ÙØ²Ø¬ الإمام موسى بن Ø¬Ø¹ÙØ± (عليه السلام) ÙÙŠ السجن، ثم تآمر على قتله وهو ÙÙŠ السجن عام ١٨٣ ه، ثم نقض العهد الذي أعطاه ليØÙŠÙ‰ بن عبد الله بن Ø§Ù„ØØ³Ù† (أخو Ù…ØÙ…د ذو Ø§Ù„Ù†ÙØ³ الزكية) ØÙŠÙ†Ù…ا ظهر بالديلم وقويت شوكته نتيجة سياسة الاضطهاد التي اتبعها الرشيد مع العلويين، ÙˆÙÙŠ المدة الأخيرة من ØÙƒÙ…Ù‡ أي ÙÙŠ سنة ١٨٧ ه، بدأت تظهر نواياه الخبيثة تجاه القبر Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØŒ Ùقد عمد على كرب القبر المطهر، وقطع السدرة التي كانت بجانب القبر، ÙÙÙŠ رواية ÙŠØÙŠÙ‰ بن المغيرة الرازي كما يرويها الشيخ الطوسي ÙÙŠ أماليه، قال: " كنت عند جرير بن عبد الØÙ…يد إذ جاءه رجل من أهل العراق، ÙØ³Ø£Ù„Ù‡ جرير عنخبر الناس، Ùقال: تركت الرشيد وقد كرب قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ وأمر أن تقطع السدرة التي Ùيه Ùقطعت، قال: ÙØ±Ùع جرير يديه، وقال: الله أكبر قد جاءنا Ùيه ØØ¯ÙŠØ« عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: لعن الله قاطع السدرة ثلاثا، Ùلم نق٠على معناه ØØªÙ‰ الآن، لأن القصد بقطعه تغيير مصرع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØØªÙ‰ لا يق٠الناس على
قبره (عليه السلام) " .
لقد ØØ§ÙˆÙ„ الرشيد العباسي أن يطمس آثار القبر، ويمØÙˆ رسمه، Ùكربه وقطع السدرة التي يستظل بها زائري القبر Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØŒ ثم هدم الأبنية التي كانت تØÙŠØ· به ØŒ عندما رأى Ø§ÙØªØªØ§Ù† الناس بالقبر المقدس، ÙˆØªÙ‡Ø§ÙØªÙ‡Ù… على زيارته، وهذا بالطبع كان يغيظ الرشيد ولا يروق له، ثم أخذ يتعقب العلويين ØªØØª كل ØØ¬Ø± ومدر، وكان يعتر٠بأعماله الشائنة هذه، Ùكان يق٠على قبر أمير المؤمنين علي (عليه السلام) Ùيقول: " أنا والله Ø£Ø¹Ø±Ù ÙØ¶Ù„Ùƒ وسابقتك، وبك والله جلست مجلسي الذي أنا Ùيه، وأنت أنت، ولكن ولدك يؤذونني ويخرجون علي " .
ÙˆÙÙŠ رواية عبد الله بن ØØ§Ø²Ù… بن خزيمة، قال: خرجنا مع الرشيد من Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© نتصيد، ÙØµØ±Ù†Ø§ إلى ناØÙŠØ© الغريين والثوية وذكر Ù†ØÙˆ المتن، ثم قال: إن أمير المؤمنين خرج إلى الرقة وأنا معه، Ùقال ذات ليلة ونØÙ† بالرقة بعد سنة: يا ياسر تذكر ليلة الغريين؟ قلت: نعم، يا أمير المؤمنين، قال: أتدري قبر من ذاك؟ قلت: لا، قال: قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، Ùقلت: يا أمير المؤمنين ØªÙØ¹Ù„ هذا بقبره ÙˆØªØØ¨Ø³ أولاده! Ùقال: ويلك، إنهم يؤذونني ويØÙˆØ¬ÙˆÙ†ÙŠ Ø¥Ù„Ù‰ ما Ø£ÙØ¹Ù„ بهم " .
لقد كان العباسيون يعترÙون Ø¨ÙØ¶Ù„ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)ØŒ وسابقته ÙÙŠ الإسلام، وأن عرش Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© الذي تبوؤا مقعده لا يمكن أن يصير إليهم إلا من طريق علي وآل علي (عليه السلام) ØÙŠØ« استغلوا عواط٠الشيعة تجاه البيت العلوي، ÙØ¨Ø«ÙˆØ§ دعاتهم بين أوساطهم، Ø¨ØØ¬Ø© إعادة الأمر إلى Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ الشرعيين، والدعوة إلى الرضا من آل Ù…ØÙ…د، ثم استØÙˆØ°ÙˆØ§ على مقاليد الØÙƒÙ…ØŒ وبعد ذلك عاثوا ÙÙŠ الأرض ÙØ³Ø§Ø¯Ø§ØŒ وكان للعلويين ÙÙŠ عهدهم نصيب كبير من الاضطهاد والجور، ØØªÙ‰ قبورهم لم تسلم من العبث والتخريب. ÙÙÙŠ بداية الأمر أراد الرشيد التنكيل بالخدم والسدنة القائمين بخدمة Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± المقدس، ÙØ£Ù…ر Ø¨Ø¥ØØ¶Ø§Ø± سادنه ابن أبي داود لينال العقاب لقاء قيامه بخدمة قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ ولما Ø£ØØ¶Ø± ابن داود سأله الرشيد وهو يستشيط غيظا: ما الذي صيرك ÙÙŠ الØÙŠØ±ØŸ
ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡: إن Ø§Ù„ØØ³Ù† بن راشد هو الذي وضعني ÙÙŠ ذلك الموضع، Ùهز الرشيد رأسه من الغيظ وقال: ما أخلط أن يكون هذا من تخليط Ø§Ù„ØØ³Ù† Ø£ØØ¶Ø±ÙˆÙ‡! ولما Ø£ØØ¶Ø± Ø§Ù„ØØ³Ù† قال له: ما ØÙ…لك على أن صيرت هذا الرجل ÙÙŠ الØÙŠØ±ØŸ Ùقال Ø§Ù„ØØ³Ù†: رØÙ… الله من صيره ÙÙŠ الØÙŠØ±ØŒ أمرتني أم موسى أن أصيره Ùيه، وأن أجري عليه ÙÙŠ كل شهر ثلاثين درهما.
ÙØ³ÙƒØª الرشيد ولم ÙŠØØ± جوابا، ثم قال: ردوه إلى الØÙŠØ±ØŒ وأجروا عليه ما أجرته أم موسى .
لكن الرشيد آل على Ù†ÙØ³Ù‡ على أن يضع ØØ¯Ø§ لهذا القبر ÙØ£Ø®Ø° بهدمه وتخريبه، ÙÙÙŠ رواية Ù…ØÙ…د بن أبي طالب، ØÙŠØ« قال: " وكان قد بني على قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) مسجد، ولم يزل كذلك بعد بني أمية، ÙˆÙÙŠ زمن بني العباس إلى زمن هارون الرشيد، ÙØ¥Ù†Ù‡ خربه وقطع السدرة التي كانت نابتة عنده وكرب موضع القبر " .
ÙØ¥Ø°Ø§ كان بنو أمية تساهلوا بعض الشئ عن التعرض للقبر Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØŒ ÙØ¨Ù†ÙŠ Ø§Ù„Ø¹Ø¨Ø§Ø³ ندموا على عدم مشاركتهم ÙÙŠ تصÙية Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† جسديا، ÙØªØªØ¨Ø¹ÙˆÙ‡ وهو رميما، Ùلله در الشاعر ØÙŠØ« يقول :
أسÙوا على أن لا يكونوا شايعوا * ÙÙŠ قتله ÙØªØªØ¨Ø¹ÙˆÙ‡ رميما
ولم يقتصر هدم قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) على الرشيد Ùقط، بل تعدى إلى الولاة من آل بني العباس، Ùهذا موسى بن عيسى الهاشمي والي Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© للرشيد يأمر بهدم وتخريب القبر المطهر، ÙÙÙŠ رواية ÙŠØÙŠÙ‰ بن عبد الØÙ…يد الØÙ…اني، قال: خرجت أيام ولاية موسى بن عيسى الهاشمي ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© من منزلي Ùلقيني أبو بكر بن عياش، Ùقال لي: امض بنا يا ÙŠØÙŠÙ‰ إلى هذا، Ùلم أدر من يعني، وكنت أجل أبا بكر عن مراجعته، وكان راكبا ØÙ…ارا، ÙØ¬Ø¹Ù„ يسير عليه، وأنا أمشي مع ركابه , Ùلما صرنا عند الدار Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© بدار عبد الله بن ØØ§Ø²Ù…ØŒ Ø§Ù„ØªÙØª إلي، وقال لي: يا بن الØÙ…اني جررتك معي وجشمتك معي أن تمشي خلÙÙŠ لأسمعك ما أقول لهذا الطاغية، قال: Ùقلت: من هو يا أبا بكر؟ قال: هذا Ø§Ù„ÙØ§Ø¬Ø± Ø§Ù„ÙƒØ§ÙØ± موسى بن عيسى، ÙØ³ÙƒØª عنه ومضى وأنا أتبعه ØØªÙ‰ إذا صرنا إلى باب موسى بن عيسى، وبصر به Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø¨ وتبينه، وكان الناس ينزلون عند Ø§Ù„Ø±ØØ¨Ø©ØŒ Ùلم ينزل أبو بكر هناك، وكان عليه يومئذ قميص وإزار، وهو Ù…ØÙ„ول الأزار.
قال: ÙØ¯Ø®Ù„ على ØÙ…اره وناداني: تعال يا بن الØÙ…اني، Ùمنعني Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø¨ ÙØ²Ø¬Ø±Ù‡ أبو بكر وقال له: أتمنعه يا ÙØ§Ø¹Ù„ وهو معي؟ ÙØªØ±ÙƒÙ†ÙŠ Ùما زال يسير على ØÙ…اره ØØªÙ‰ دخل الإيوان، ÙØ¨ØµØ± بنا موسى وهو قاعد ÙÙŠ صدر الإيوان على سريره بجنبي السرير رجال متسلØÙˆÙ†.
Ùلما رآه موسى Ø±ØØ¨ به وقربه وأقعده على سريره، ومنعت أنا ØÙŠÙ† وصلت إلى الإيوان أن أتجاوزه، Ùلما استقر أبو بكر على السرير Ø§Ù„ØªÙØª إلي ØÙŠØ« أنا واق٠Ùناداني وقال: ويØÙƒØŒ ÙØµØ±Øª إليه ونعلي ÙÙŠ رجلي وعلي قميص وإزار، ÙØ£Ø¬Ù„سني بين يديه، ÙØ§Ù„ØªÙØª إليه موسى Ùقال: هذا رجل كلمنا Ùيه؟
قال: لا، ولكن جئت به شاهدا عليك، قال: ÙÙŠ ماذا؟ قال: إني رأيتك وما صنعت بهذا القبر.
قال: أي قبر؟ قال: قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي بن ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ
وكان موسى قد وجه إليه من كربه وكرب جميع أرض Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± ÙˆØØ±Ø«Ù‡Ø§ وزرع الزرع Ùيها، ÙØ§Ù†ØªÙØ® موسى ØØªÙ‰ كاد أن ينقد، ثم قال: ما أنت وذاك ... إلى آخر الرواية ".
ÙŠØªØ¶Ø Ù…Ù† رواية الØÙ…اني بأن القبر الشري٠كان عرضة للعبث والتخريب على أيدي العباسيين Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ كانوا أم ولاة.
عمارة المأمون
بعد هدم الرشيد للقبر عام ١٩٣ ه، ØÙŠØ« هلك بعده بقليل، ثم تولى الأمين عرش Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© بعد أبيه، ØØ¯Ø« Ø§Ù†ÙØ±Ø§Ø¬ نسبي للشيعة، كما Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯ الشيعة من انشغال الأمين بلهوه ومجونه، ومن ثم بعد ذلك النزاع Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ø Ø¨ÙŠÙ†Ù‡ وبين المأمون، Ùهرعوا لزيارة القبر بلا خو٠ولا وجل.
ويظهر أن Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ù„Ù… ينال من الأعمار ÙÙŠ عهد الأمين إلا شيئا Ø·ÙÙŠÙØ§ØŒ ويظهر أن الأهالي قاموا بذلك عند تخريب الرشيد للقبر المطهر.
وبعد انتصار المأمون وتسلمه لمقاليد Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©ØŒ كان قد آثر التقرب للعلويين، وكان قبل هذا قد دعا الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وجعله وليا لعهده، واستبدل لباس السواد بالخضرة.
ÙÙÙŠ عهده تمتعت الشيعة بنصيب كبير من ØØ±ÙŠØ© الرأي، ÙˆÙÙŠ زمنه ازدادت المناظرات العقائدية والÙلسÙية، ÙØ£ØµØ¨Ø لرجال الشيعة Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© ÙÙŠ إبداء آرائهم ومناظرة مخالÙيهم، وقد اعتر٠المأمون بسبقهم الÙكري والعقائدي. أما ما يخص Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ùقد أعاد المأمون موضع القبر المطهر، وبنى عليه بناء شامخا بقي ØØªÙ‰ سنة ٢٣٢ Ù‡ .
Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ÙÙŠ عهد المتوكل
بقيت عمارة المأمون طيلة عهد المعتصم والواثق، والشيعة لا تزال ÙÙŠ تلك Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© تتمتع بنصيب ÙˆØ§ÙØ± من Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© ÙÙŠ زيارة القبر Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØŒ ØØªÙ‰ تبوء المتوكل عرش Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© ÙÙŠ سنة ٢٣٢ ه، ÙˆÙÙŠ عهده بدأ ÙÙŠ تضييق الخناق على الشيعة، وقد ØØ°Ø§ ØØ°Ùˆ جده الرشيد ÙÙŠ متابعة العلويين والتنكيل بهم، Ùقد وصÙÙ‡ ابن الأثير Ùقال عنه: " وكان شديد البغض لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)ØŒ ولأهل بيته، وكان يقصد من يبلغه أنه يتولى عليا وأهله، يأخذ المال والدم " .
ولم يكت٠بذلك ØØªÙ‰ امتدت أياديه الآثمة لتطال Ø§Ù„Ø¶Ø±ÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø¯Ø³ Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ ÙÙÙŠ Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© من ٢٣٢ - ٢٤٧ Ù‡ كان القبر الشري٠عرضة للهدم والتخريب عدة مرات، مع إقامة Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§Ù„Ø Ø¹Ù„Ù‰ الطرق المؤدية إلى كربلاء للترصد، ومراقبة من يأتي لزيارته، وأمر بإنزال العقوبات الشديدة على من يخال٠أمره.
وقد وص٠أبو Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ الأصÙهاني هذه Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© بقوله: " وكان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب، غليظا على جماعتهم، مهتما بأمورهم، شديد الغيظ والØÙ‚د عليهم وسوء الظن والتهمة لهم، واتÙÙ‚ إن ÙØªØ بن خاقان وزيره كان سئ الرأي Ùيهم ÙŠØØ³Ù† له Ø§Ù„Ù‚Ø¨ÙŠØ ÙÙŠ معاملتهم، ÙØ¨Ù„غ بهم ما لم يبلغه Ø£ØØ¯ من Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ بني العباس قبله، وكان من ذلك كرب قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وعÙÙ‰ آثاره ووضع على سائر طرق الزوار Ù…Ø³Ø§Ù„Ø Ù„Ø§ يجدون Ø£ØØ¯Ø§ زاره إلا أتوا به Ùقتله أو أنهكه عقوبة " .
وكان ابتداء المتوكل ÙÙŠ هدم القبر وتخريبه ÙÙŠ سنة ٢٣٣ ه، على أثر ذهاب جارية من جواريه لزيارة قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ ÙˆØ§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© كما رواها أبو Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ الأصÙهاني ØÙŠØ« ذكر: " إن بعض القينات كانت تبعث بجواريها إلى المتوكل قبل Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© يغنين له إذا شرب، Ùلما بعث إلى تلك المغنية ÙØ¹Ø±Ù أنها غائبة، وكانت قد زارت قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ وبلغها خبره ÙØ£Ø³Ø±Ø¹Øª ÙÙŠ الرجوع وبعثت إليه بجارية من جواريها كان يألÙها، Ùقال لها: أين كنتم؟ قالت: خرجت مولاتي إلى Ø§Ù„ØØ¬ ÙØ£Ø®Ø±Ø¬ØªÙ†Ø§ معها، وكان ذلك ÙÙŠ شعبان. Ùقال: أين ØØ¬Ø¬ØªÙ… ÙÙŠ شعبان؟ Ùقالت: إلى قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ واستطار غضبا وأتى بمولاتها. ÙØØ¨Ø³Øª واستصÙÙ‰ أملاكها، وبعث برجل من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ - يقال له الديزج كان يهوديا ÙØ£Ø³Ù„Ù… - إلى قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ وأمره بكرابه ÙˆØÙره، وإضراب كل ما ØÙˆÙ„Ù‡. Ùمضى لذلك وضرب ما ØÙˆÙ„ه، وهدم البناء، وكرب ما ØÙˆÙ„Ù‡ Ù†ØÙˆ مائتي جريب، Ùلما بلغ إلى قبره لم يتقدم إليه Ø£ØØ¯ØŒ ÙØ£ØØ¶Ø± قوما من اليهود Ùكربوه وأجرى الماء ØÙˆÙ„ه، ووكل به Ù…Ø³Ø§Ù„Ø Ø¹Ù„Ù‰ سائر الطرق بين كل Ù…Ø³Ù„ØØªÙŠÙ† ميل، لا يزوره زائر إلا أخذوه ووجه به إليه Ùقتله أو أنهكه عقوبة " .
ÙŠØ³ØªÙØ§Ø¯ من رواية الأصÙهاني بأن زيارة قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) اتخذت طابعا ملØÙˆØ¸Ø§ خلال تلك Ø§Ù„ÙØªØ±Ø©ØŒ ولم تقتصر على الشيعة بل امتدت إلى بقية طوائ٠المسلمين، وأن Ù…ØØ¨Ø© Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† قد تغلغلت ÙÙŠ قلوبهم، ØØªÙ‰ امتدت إلى بعض ØØ§Ø´ÙŠØ© Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© وخاصة جواريه.
كما يظهر أن الشيعة قد اتخذوا دورا ومنازلا ØÙˆÙ„ القبر Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØŒ وهذا ما دعا المتوكل إلى تهديم وتخريب الدور التي ØÙˆÙ„ه، كما أنه أمر بإعادة Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§Ù„Ø Ù„Ù„Ù…Ø±Ø§Ù‚Ø¨Ø© ومنع زوار القبر، والتي ألغيت بعد موت الرشيد.
بعد ØØ§Ø¯Ø«Ø© هدم القبر، هل امتنع الناس من زيارة القبر؟ بالتأكيد لا، ÙØ¹Ù„Ù‰ الرغم من وجود Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§Ù„Ø Ø¹Ù„Ù‰ سائر الطرق المؤدية إلى كربلاء وبين كل Ù…Ø³Ù„ØØªÙŠÙ† ميل، لم يثن الشيعة من زيارة القبر، ويظهر أن الأهالي أعادوا تعمير القبر ولو بشكل بسيط ØØªÙ‰ جاءت سنة ٢٣٦ ه، ليعيد المتوكل الكرة مرة أخرى بهدمه وهدم ما ØÙˆÙ„Ù‡ من الدور والمنازل، وأن يبذر ويسقي موضع القبر، وأن يمنع الناس من إتيانه، " Ùنادى (عامل ØµØ§ØØ¨ الشرطة) بالناس ÙÙŠ تلك الناØÙŠØ©ØŒ من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة ØØ¨Ø³Ù†Ø§Ù‡ ÙÙŠ المطبق! Ùهرب الناس، وتركوا زيارته، ÙˆØØ±Ø« وزرع " .
ÙˆÙÙŠ رواية المسعودي Ùقد ذكر Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© بقوله: " ÙˆÙÙŠ سنة ٢٣٦ Ù‡ أمر المتوكل المعرو٠بالديزج بالمسير إلى قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي (رضي الله تعالى عنهما) وهدمه ومØÙˆ أرضه، وإزالة أثره، وأن يعاقب من وجد به، ÙØ¨Ø°Ù„ الرغائب لمن تقدم على هذا القبر، Ùكل خشي العقوبة ÙˆØ£ØØ¬Ù… ÙØªÙ†Ø§ÙˆÙ„ الديزج Ù…Ø³ØØ§Ø© وهدم أعالي قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ ÙØÙŠÙ†Ø¦Ø° أقدم Ø§Ù„ÙØ¹Ù„Ø© Ùيه " .
ولنستمع إلى شهادة إبراهيم الديزج Ù†ÙØ³Ù‡ ØÙŠØ« يقول: بعثني المتوكل إلى كربلاء لنبش قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ وكتب معي إلى Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…د بن عمار القاضي: أعلمك أني قد بعثت إبراهيم الديزج إلى كربلاء لنبش قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ قرأت كتابي هذا Ùق٠على الأمر ØØªÙ‰ ÙØ¹Ù„ أو لم ÙŠÙØ¹Ù„.
قال الديزج: ÙØ¹Ø±Ùني Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…د ما كتب إليه، ÙÙØ¹Ù„ت ما أمرني به Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…د بن عمار، ثم أتيته Ùقال لي: ما صنعت؟ Ùقلت: قد ÙØ¹Ù„ت ما أمرت به Ùلم أر شيئا ولم أجد شيئا، Ùقال لي: Ø£Ùلا عمقته؟ قلت: قد ÙØ¹Ù„ت Ùما رأيت. Ùكتب إلى السلطان إن إبراهيم الديزج قد نبش القبر Ùلم يجد شيئا، وأمرته Ùمخره بالماء وكرب القبر.
قال أبو علي العماري: ÙØØ¯Ø«Ù†ÙŠ إبراهيم الديزج وسألته عن صورة الأمر، Ùقال لي: " أتيت ÙÙŠ خاصة من غلماني Ùقط، وإني نبشت Ùوجدت بارية وعليها بدن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ ووجدت منه Ø±Ø§Ø¦ØØ© المسك، ÙØªØ±ÙƒØª البارية على ØØ§Ù„ها وبدن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) على البارية، وأمرت Ø¨Ø·Ø±Ø Ø§Ù„ØªØ±Ø§Ø¨ عليه، واطلقت عليه الماء، وأمرت البقر لتمزجه ÙˆØªØØ±Ø«Ù‡ØŒ Ùلم تطأه البقر وكانت إذا جاءت إلى الموضع رجعت عنه، ÙØÙ„ÙØª غلماني بالله وبالإيمان المغلظة لئن ذكر Ø£ØØ¯ هذه لأقتلنه " .
لكن هل يمكن أن نطمئن إلى رواية إبراهيم الديزج ÙˆØØ¯ÙŠØ«Ù‡ لأبي على العماري، بأنه وجد بدن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† على ØØ§Ù„ه، ثم أعاد عليه التراب وهدد غلمانه بكتمان الأمر، وإبراهيم من الموالين للمتوكل، ولم يكلÙÙ‡ المتوكل بهذه المهمة ØØªÙ‰ عر٠منه بغضه لآل علي بن أبي طالب (عليه السلام)ØŒ ولو وجده ÙØ¹Ù„ا كما يدعي لتقرب به إلى السلطان، ØØªÙ‰ تعلو منزلته عنده. لكن يظهر من تبريراته هذه أنه كان بعد هذه العملية موضعا للاستهزاء وسخرية الناس.
وبقي المتوكل يتميز غيظا ÙˆØÙ‚دا على آل المصطÙÙ‰ (صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ وهو يتØÙŠÙ† Ø§Ù„ÙØ±Øµ المناسبة Ù„Ø¥ÙØ±Ø§Øº ØÙ‚ده الدÙين عليهم، ÙˆÙÙŠ عام ٢٣٧ ه، عندما بلغه أن أهل العراق يجتمعون لزيارة قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ùيصير إلى قبره خلق كثير، ÙØ£Ù…ر Ø£ØØ¯ قواده وجهزه بقوات من جيشه لتخريب القبر وتهديم المنازل التي ØÙˆÙ„ه، لكن هذه المرة باءت Ù…ØØ§ÙˆÙ„ته Ø¨Ø§Ù„ÙØ´Ù„ØŒ ØÙŠØ« وق٠الناس ضده، وتعاهدوا على مقاومة المعتدين على القبر Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØŒ وعندما رأى أن الأمور لا تسير ÙÙŠ صالØÙ‡ أمر قواته Ø¨Ø§Ù„Ø§Ù†Ø³ØØ§Ø¨ إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©.
وقد روى الشيخ الطوسي ÙÙŠ أماليه بسنده عن القاسم بن Ø£ØÙ…د بن معمر الأسدي الكوÙÙŠ - وكان له علم بالسير وأيام الناس - قال: " بلغ المتوكل أن أهل السواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ùيصير إلى قبره منهم جماعة كثيرة، وخلق عظيم، ÙØ£Ù†Ùذ قائدا من قواده، وضم إليه ÙƒÙ†ÙØ§ من الجند كثيرا ليشعث من قبره (عليه السلام)ØŒ ويمنع الناس من زيارته والاجتماع عنده. ÙØ®Ø±Ø¬ القائد إلى Ø§Ù„Ø·ÙØŒ وعمل ما أمر به، وذلك ÙÙŠ سنة سبع وثلاثين ومائتين، ÙØ«Ø§Ø± أهل السواد، واجتمعوا عليه، وقالوا: لو قتلنا عن آخرنا لما أمسك منا لزيارته، والاجتماع عنده، ورأوا من الدلائل ما ØÙ…لهم على ما صنعوا، Ùكتب بالأمر إلى Ø§Ù„ØØ¶Ø±Ø©ØŒ Ùورد كتاب المتوكل إلى القائد بالك٠عنهم، والسير إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© مظهرا أن مسيره إليها ÙÙŠ Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø£Ù‡Ù„Ù‡Ø§ ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†ÙƒÙØ§Ø¡ إلى المصر " .
يظهر من هذه الرواية أن هدم القبر لم يكن بالقدر الكبير، لما رأوا من المعارضة الشديدة التي أبداها أهل السواد ضدهم، كما نستخلص منها أيضا بأن القبر قد أعيد بناؤه بعد هدمه ÙÙŠ سنة ٢٣٧، ويظهر أيضا أن الناس الغيارى من شيعة آل البيت هم الذين أعادوا بناء القبر ÙÙŠ تلك Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© القصيرة.
لقد أصاب المتوكل الذهول، وهو يرى المشهد المقدس يزداد شموخا سنة بعد أخرى، كما أن عوامل الارهاب والخو٠التي ابتدعها ضد زوار Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) لم تجد Ù†ÙØ¹Ø§ØŒ ØØªÙ‰ صار مثلا لاستهجان وسخرية المسلمين " وكتب أهل بغداد شتمه على الØÙŠØ·Ø§Ù† والمساجد " .
كما هجته الشعراء بقصائد لاذعة، كما لتشنيعات زيد المجنون على المتوكل، وأعماله Ø§Ù„Ù…ÙØ¶ÙˆØØ© أثرها Ø§Ù„ÙØ¹Ø§Ù„ ÙÙŠ Ù†ÙØ³ طاغية بني العباس، ÙØ§Ø±ØªØ¯Ø¹ مدة من الزمن من التعرض للقبر المطهر .
بقي القبر الشري٠مØÙوظا من انتهاكات المتوكل مدة عشر سنين، ØØªÙ‰ ÙØ§Ø¶ ØÙ‚ده الدÙين على العلويين مرة أخرى، يغرونه ندماء السوء Ø¨Ø§Ù„ÙØªÙƒ بآل علي (عليه السلام)ØŒ Ùيذكر ابن الأثير " إنما كان ينادمه ويجالسه جماعة قد اشتهروا بالنصب والبغض لعلي، Ùيهم: علي بن الجهم الشاعر الشامي، من بني شامه بن لؤي، وعمر بن ÙØ±Ø® الرخجي، وأبو الشمط من ولد مروان بن ØÙصة، ومن موالي بني أمية، وعبد الله بن Ù…ØÙ…د بن داود الهاشمي المعرو٠بابن أترجه.
وكان يخوÙونه من العلويين، ويشيرون عليه بإبعادهم، والإعراض عنهم، والإساءة إليهم، ثم ØØ³Ù†ÙˆØ§ له الوقيعة ÙÙŠ أسلاÙهم الذين يعتقد الناس علو منزلتهم ÙÙŠ الدين، ولم يبرØÙˆØ§ به ØØªÙ‰ ظهر منه ما كان، ÙØºØ·Øª هذه السيئة جميع سيئاته " .
ÙÙÙŠ سنة ٢٤٧ Ù‡ قرر Ø§Ù„ÙØªÙƒ بالعلويين الذين يتواجدون ØÙˆÙ„ Ø§Ù„Ø¶Ø±ÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø¯Ø³ Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ووضع ØØ¯Ø§ لنهاية هذا القبر الذي Ø§ÙØªØªÙ† الناس به، Ùكان ÙŠØªØØ±Ù‰ الذرائع لتنÙيذ ÙØ¹Ù„ته الشائنة، ÙØ§Ø³ØªØºÙ„ زيارة شعبان ØÙŠØ« يكون زخم كثي٠لزوار Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙÙŠ هذا الشهر، Ùيروي الشيخ الطوسي ÙÙŠ أماليه: " ÙØ¨Ù„غ المتوكل مصير الناس من أهل السواد ÙˆØ§Ù„ÙƒÙˆÙØ© إلى كربلاء لزيارة قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ وأنه قد كثر جمعهم لذلك، وصار لهم سوق عظيم، ÙØ£Ù†Ùذ قائدا ÙÙŠ جمع عظيم من الجند، وأمر مناديا ينادي ببراءة الذمة ممن زار قبره (عليه السلام)ØŒ ونبش القبر ÙˆØØ±Ø«Ù‡ØŒ وانقطع الناس عن الزيارة، وعمل على تتبع آل أبي طالب والشيعة، Ùقتل لعنه الله، ولم يتم ما قدر " .
وعن شهادة عبد الله بن دانية الطوري، كما ذكر ذلك الشيخ الطوسي ÙÙŠ أماليه، قال: " ØØ¬Ø¬Øª سنة سبع وأربعين ومائتين، Ùلما صدرت عن Ø§Ù„ØØ¬ صرت إلى العراق، ÙØ²Ø±Øª أمير المؤمنين (عليه السلام) على ØØ§Ù„ Ø®ÙŠÙØ© من السلطان وتقية، ثم توجهت إلى زيارة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ هو قد ØØ±Ø«Øª أرضه ومخر Ùيها الماء، وأرسلت الثيران والعوامل ÙÙŠ الأرض، ÙØ¨Ø¹ÙŠÙ†ÙŠ ÙƒÙ†Øª أرى الثيران تأتي ÙÙŠ الأرض ÙØªÙ†Ø³Ø§Ù‚ لهم Ùيها ØØªÙ‰ إذا ØØ§Ø°Øª مكان القبر يمينا وشمالا، ÙØªØ¶Ø±Ø¨ بالعصا الضرب الشديد، Ùلا ÙŠÙ†ÙØ¹ ذلك Ùيها ولا تطأ القبر بوجه من الوجوه ولا سبب، Ùما أمكنني الزيارة، ÙØªÙˆØ¬Ù‡Øª إلى بغداد وأنا أقول:
تالله إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما
Ùقد أتاك بنو أبيه بمثلها * هذا لعمرك قبره مهدوما
أسÙوا على أن لا يكونوا شايعوا * ÙÙŠ قتله ÙØªØªØ¨Ø¹ÙˆÙ‡ رميما
Ùلما قدمت بغداد سمعت الهائعة، Ùقلت: ما الخبر؟
قالوا: وقع الطير بقتل Ø¬Ø¹ÙØ± المتوكل، ÙØ¹Ø¬Ø¨Øª من ذلك وقلت: إلهي ليلة بليلة " .
ويؤيد شهادة عبد الله بن دانية الطوري، رواية Ù…ØÙ…د بن Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…د بن الرج الرخجي، قال: ØØ¯Ø«Ù†ÙŠ Ø£Ø¨ÙŠØŒ عن عمه عمر بن ÙØ±Ø¬ØŒ قال: Ø£Ù†ÙØ°Ù†ÙŠ Ø§Ù„Ù…ØªÙˆÙƒÙ„ ÙÙŠ تخريب قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙØµØ±Øª إلى الناØÙŠØ© ÙØ£Ù…ررنا بالبقر بمن Ùيها على القبور، Ùمرت عليها كلها، Ùلما بلغت قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) لم تمر عليه.
قال عمي عمر بن ÙØ±Ø¬: ÙØ£Ø®Ø°Øª العصا بيدي، Ùما زلت أضربها ØØªÙ‰ انكسرت العصا بيدي، والله ما جازت على قبره، وكان هذا الرجل شديد Ø§Ù„Ø§Ù†ØØ±Ø§Ù عن آل Ù…ØÙ…د (صلى الله عليه وآله وسلم) .
وقد جاء ÙˆØµÙ ØØ§Ù„Ø© القبر Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙ ÙˆÙˆØµÙ ØØ§Ù„Ø© زائريه ÙÙŠ تلك الأيام السوداء من ØÙƒÙ… المتوكل ÙÙŠ رواية لأبي Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ الأصÙهاني عن Ù…ØÙ…د بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† الأشناني ØÙŠØ« قال: " بعد عهدي بالزيارة ÙÙŠ تلك الأيام Ø®ÙˆÙØ§ØŒ ثم عملت على المخاطرة Ø¨Ù†ÙØ³ÙŠ Ùيها، وساعدني رجل من العطارين على ذلك، ÙØ®Ø±Ø¬Ù†Ø§ زائرين نكمن بالنهار ونسير بالليل، ØØªÙ‰ أتينا نواØÙŠ Ø§Ù„ØºØ§Ø¶Ø±ÙŠØ©ØŒ وخرجنا منها نص٠الليل، ÙØ³Ø±Ù†Ø§ بين Ù…Ø³Ù„ØØªÙŠÙ† وقد ناموا، ØØªÙ‰ أتينا القبر ÙØ®ÙÙŠ علينا، ÙØ¬Ø¹Ù„نا نتسمه ÙˆÙ†ØªØØ±Ù‰ جبهته ØØªÙ‰ أتيناه، وقد قلع الصندوق الذي كان ØÙˆØ§Ù„يه ÙˆØ£ØØ±Ù‚ØŒ وأجرى الماء عليه ÙØ§Ù†Ø®Ø³Ù موضع اللبن وصار كالخندق، ÙØ²Ø±Ù†Ø§Ù‡ وأكببنا عليه، ÙØ´Ù…منا منه Ø±Ø§Ø¦ØØ© ما شممت مثلها قط من الطيب، Ùقلت للعطار الذي كان معي: أي Ø±Ø§Ø¦ØØ© هذه؟ Ùقال: لا والله ما شممت مثلها بشئ من العطر، Ùودعناه وجعلنا ØÙˆÙ„ القبر علامات ÙÙŠ عدة مواضع، Ùلما قتل المتوكل اجتمعنا مع جماعة من الطالبيين والشيعة ØØªÙ‰ صرنا إلى القبر، وأخرجنا تلك العلامات وأعدناه إلى ما كان عليه " .
ÙˆÙÙŠ رواية أخرى بسند عن هشام بن Ù…ØÙ…د، قال: لما أجري الماء على قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) نضب بعد أربعين يوما، وامتØÙ‰ أثر القبر ÙØ¬Ø§Ø¡ أعرابي من بني أسد، ÙØ¬Ø¹Ù„ يأخذ قبضة قبضة ويشمه، ØØªÙ‰ وقع على قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ¨ÙƒÙ‰ وقال: بأبي وأمي ما كان أطيبك وأطيب تربتك ميتا، ثم بكى وأنشأ يقول :
أرادوا ليخÙوا قبره عن عدوه * ÙØ·ÙŠØ¨ تراب القبر دل على القبر
هكذا كانت أيام المتوكل ØØ§Ù„كة السواد بالنسبة للعلويين والشيعة بشكل عام، Ùكان يمنع من زيارته Ùيمتنع الناس مدة، أو تقل زيارتهم، ويزورون Ø®Ùية ثم تكثر زيارتهم Ùيمدد المنع إلى أن قتله الله، وقد قال Ø£ØØ¯ الشعراء :
Ø£ÙŠØØ±Ø« بالط٠قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† * ويعمر قبر بني الزانية
لعل الزمان بهم يعود * ويأتي بدولتهم ثانية
لقد انتهى المتوكل وسقط ÙÙŠ قعر الذل والمهانة، وقتل شر قتله، وسجل تاريخه Ø¨Ø£ØØ±Ù سوداء، هي وصمة خزي وعار ÙÙŠ جبينه، وقد لقى ØØªÙÙ‡ على يد أقرب الناس إليه، بعدما تمادى ÙÙŠ غيه واستهتاره بالقيم الإسلامية، ØØªÙ‰ وضع المنتصر ابنه ØØ¯Ø§ لهذا الطاغية الأهوج، وقد ذكر ابن الأثير مصرع الطاغية المتوكل بقوله: " وكان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ولأهل بيته، وكان يقصد من يبلغه أنه يتولى عليا وأهله يأخذ المال والدم، وكان من جملة ندمائه عبادة المخنث، وكان يشد على بطنه، ØªØØª ثيابه مخدة ويكش٠رأسه، وهو أصلع،
ويرقص بين يدي المتوكل، والمغنون يغنون: قد أقبل الأصلع البطين، Ø®Ù„ÙŠÙØ© المسلمين، ÙŠØØ§ÙƒÙŠ Ø¨Ø°Ù„Ùƒ عليا (عليه السلام) والمتوكل يشرب، ويضØÙƒØŒ ÙÙØ¹Ù„ ذلك يوما، والمنتصر ØØ§Ø¶Ø±Ø§ØŒ ÙØ£ÙˆÙ…Ø£ إلى عبادة يتهدده، ÙØ³ÙƒØª Ø®ÙˆÙØ§ منه، Ùقال المتوكل: ما ØØ§Ù„ك؟ Ùقام وأخبره، Ùقال المنتصر: يا أمير المؤمنين إن الذي ÙŠØÙƒÙŠÙ‡ هذا الكاذب، ويضØÙƒ منه الناس، هو ابن عمك، وشيخ أهل بيتك، وبه ÙØ®Ø±ÙƒØŒ Ùكل أنت Ù„ØÙ…Ù‡ إذا شئت، ولا تطعم هذا الكلب وأمثاله منه! Ùقال المتوكل للمغنين غنوا جميعا:
غار Ø§Ù„ÙØªÙ‰ لابن عمه * رأس Ø§Ù„ÙØªÙ‰ ÙÙŠ ØØ± أمه
Ùكان هذا من الأسباب التي استØÙ„ بها المنتصر قتل المتوكل .
لقد سقط رأس الضلال، وسقطت معه الرؤوس العÙنة، التي كانت أدوات طيعة له ÙÙŠ تنÙيذ أوامره الخبيثة من هدم وتخريب قبر سيد الشهداء (عليه السلام) ومطاردة .
قال ابن ØØ´ÙŠØ´: قال أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„: إن المنتصر سمع أباه المتوكل يسب ÙØ§Ø·Ù…Ø© (عليها السلام) ÙØ³Ø£Ù„ رجلا من الناس عن ذلك، Ùقال له: قد وجب عليه القتل، إلا أنه من قتل أباه لم يطل عمره.
قال: ما أبالي إذا أطعت الله بقتله ألا يطول عمري، Ùقتله وعاش بعده سبعة أشهر.
ÙÙÙŠ رواية Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ بن Ù…ØÙ…د بن عبد الØÙ…يد قال: دخلت على إبراهيم الديزج وكنت جاره أعوده ÙÙŠ مرضه الذي مات Ùيه، Ùوجدته Ø¨ØØ§Ù„ سوء، ÙØ¥Ø°Ø§ هو كالمدهوش وعنده الطبيب، ÙØ³Ø£Ù„ته عن ØØ§Ù„ه، وكانت بيني وبينه خلطة وأنس توجب الثقة بي والانبساط إلي، Ùكاتمني ØØ§Ù„ه، وأشار إلى الطبيب، ÙØ´Ø¹Ø± الطبيب بإشارته، ولم يعر٠من ØØ§Ù„ه، ما يص٠له من الدواء ما يستعمله، Ùقام ÙØ®Ø±Ø¬ØŒ وخلا الموضع ÙØ³Ø£Ù„ته عن ØØ§Ù„ه، Ùقال: أخبرك والله ÙˆØ§Ø³ØªØºÙØ± الله إن المتوكل أمرني بالخروج إلى نينوى إلى قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام)ØŒ ÙØ£Ù…رنا أن نكربه ونطمس أثر القبر، ÙواÙيت الناØÙŠØ© مساء، ومعنا Ø§Ù„ÙØ¹Ù„Ø© والدركاريون معهم المساØÙŠ ÙˆØ§Ù„Ù…Ø±Ø§ÙˆØ¯ØŒ ÙØªÙ‚دمت إلى غلماني ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨ÙŠ Ø£Ù† يأخذوا Ø§Ù„ÙØ¹Ù„Ø© بخراب القبر ÙˆØØ±Ø« أرضه، ÙØ·Ø±ØØª Ù†ÙØ³ÙŠ Ù„Ù…Ø§ نالني من تعب Ø§Ù„Ø³ÙØ± ونمت ÙØ°Ù‡Ø¨ بي النوم ÙØ¥Ø°Ø§ ضوضاء شديدة، وأصوات عالية، وجعل الغلمان ينبهوني Ùقمت وأنا ذعر، Ùقلت للغلمان: ما شأنكم؟ قالوا: أعجب شأن، قلت: وما ذاك؟ قالوا: إن بموضع القبر قوما قد ØØ§Ù„وا بيننا وبين القبر وهم يرموننا مع ذلك بالنشاب، Ùقمت معهم لأتبين الأمر Ùوجدته كما وصÙوا، وكان ذلك ÙÙŠ أول الليل من ليالي البيض، Ùقلت: ارموهم ÙØ¹Ø§Ø¯Øª سهامنا إلينا، Ùما سقط سهم منهم إلا ÙÙŠ ØµØ§ØØ¨Ù‡ØŒ ÙØ§Ø³ØªÙˆØØ´Øª لذلك وجزعت، وأخذتني الØÙ…Ù‰ والقشعريرة، ورØÙ„ت عن القبر لوقتي ووطنت Ù†ÙØ³ÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ أن يقتلني المتوكل لما لم أبلغ ÙÙŠ القبر ما تقدم إلي به.
قال أبو برزة: Ùقلت له: قد ÙƒÙيت ما ØªØØ°Ø± من المتوكل، قد قتل Ø¨Ø§Ø±ØØ© الأولى وأعان عليه ÙÙŠ قتله المنتصر، Ùقال لي: قد سمعت بذلك، وقد نالني ÙÙŠ جسمي ما لا أرجو معه البقاء، قال أبو برزة: كان هذا ÙÙŠ أول النهار Ùما أمسى الديزج ØØªÙ‰ مات " .
ÙˆÙÙŠ رواية عن أبي عبد الله الباقطاني، قال: ضمني عبيد الله بن خاقان إلى هارون المصري، وكان قائدا من قواد السلطان أكتب له، وكان بدنه كله أبيض شديد البياض، ØØªÙ‰ يديه ورجليه كانا كذلك، وكان وجهه أسود شديد السواد، كأنه القير، وكان يتقيأ مع ذلك مدة نتنة، قال: Ùلما أنس بي سألته عن سواد وجهه ÙØ£Ø¨Ù‰ أن يخبرني، ثم إنه مرض مرضه الذي مات Ùيه، Ùقعدت ÙØ³Ø£Ù„ته ÙØ±Ø£ÙŠØªÙ‡ كأنه ÙŠØØ¨ أن يكتم علي، ÙØ¶Ù…نت له الكتمان.
ÙØØ¯Ø«Ù†ÙŠØŒ قال: وجهني المتوكل أنا والديزج لنبش قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وإجراء الماء عليه Ùلما عزمت على الخروج والمسير إلى الناØÙŠØ© رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ
المنام، Ùقال: لا تخرج مع الديزج ولا ØªÙØ¹Ù„ ما أمرتم به ÙÙŠ قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ Ùلما أصبØÙ†Ø§ جاءوا ÙŠØ³ØªØØ«ÙˆÙ†ÙŠ ÙÙŠ المسير ÙØ³Ø±Øª معهم ØØªÙ‰ واÙينا كربلاء، ÙˆÙØ¹Ù„نا ما أمرنا به ÙØ±Ø£ÙŠØª النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ المنام، Ùقال: ألم أمرك أن لا تخرج معهم؟ ولا ØªÙØ¹Ù„ ÙØ¹Ù„هم؟ Ùلم تقبل ØØªÙ‰ ÙØ¹Ù„ت ما ÙØ¹Ù„وا، ثم لطمني وتÙÙ„ ÙÙŠ وجهي ÙØµØ§Ø± وجهي مسودا كما ترى وجسمي على ØØ§Ù„ته الأولى " .
لقد انهار عرش المتوكل بين ليلة ÙˆØ¶ØØ§Ù‡Ø§ØŒ وكل Ù…ØØ§ÙˆÙ„اته ÙÙŠ طمس آثار القبر باءت Ø¨Ø§Ù„ÙØ´Ù„ØŒ وبقي قبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) شامخا ÙŠØªØØ¯Ù‰ الزمن بما ØÙ…له من ويلات ومØÙ†ØŒ وظل منذ الوهلة الأولى غرة ÙÙŠ جبين الدهر، وقد عبر Ù…ØÙ…د بن أبي طالب ØµØ§ØØ¨ تسلية المجالس عن هذا المعنى بقوله: " كم راموا Ø¥Ø®ÙØ§Ø¡ منارها، ÙˆØ¥Ø·ÙØ§Ø¡ أنوارها، ÙˆØ¥Ø¹ÙØ§Ø¡ آثارها، وإهلاك زوارها، وتخريب عامرها، ÙˆØ¥Ø¯ØØ§Ø¶ مآثرها، وتتبعوا زعمائها، وأخÙوا معالمها، ودرسوا قبورها، وطمسوا مشهورها، وجعلوها لسوامعهم مرتعا، ÙˆÙ„ØØ±Ø«Ù‡Ù… مزرعا، ولم يتركوا لها علما مشهورا، ولا جذرا معمورا.
وأظهر الله ما أخÙوا، وأنار ما أطÙوا، طار ذكر بيت نبيه ÙÙŠ المغارب والمشارق، وألقى ÙØ¶Ù„هم على كل لسان ناطق، ØØªÙ‰ طبق Ø§Ù„Ø¢ÙØ§Ù‚ ذكرهم، وعلى السبع الطباق ÙØ®Ø±Ù‡Ù…ØŒ وسطرت ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¯ÙØ§ØªØ± مناقبهم، ÙˆØ´Ø±ÙØª على كل شر٠مراتبهم، همتهم تستخرج العذراء من خدرها، وزمام Ù…ØØ¨ØªÙ‡Ù… تجذب القلوب من برها ÙˆØ¨ØØ±Ù‡Ø§ØŒ يقاسي وليهم ÙÙŠ هجرته إلى مشاهدهم من أعداء الله ما الموت أيسر بعضه، ويتØÙ…Ù„ الأذى ÙÙŠ الله ممن خ٠ميزان يوم ØØ³Ø§Ø¨Ù‡ وعرضه، ويستعذب العذيب ÙÙŠ مسيره إلى زيارتهم، ويستطيب ÙØ±Ø§Ù‚ الØÙ…يم ÙˆØ§Ù„ØØ¨ÙŠØ¨ لمشاهدة أنوار بهجتهم " .
عمارة المنتصر بالله سنة ٢٤٧ ه
بعد هلاك المتوكل ÙÙŠ شوال سنة ٢٤٧ ه، ومجئ ابنه المنتصر بالله على رأس Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© العباسية، ألغى سياسة البطش والتنكيل بالعلويين الذي كان المتوكل سيدها ورئيسها.
ÙØ¹Ø·Ù هذا على آل أبي طالب ÙˆØ£ØØ³Ù† إليهم، ÙˆÙØ±Ù‚ Ùيهم الأموال وأعاد القبور ÙÙŠ أيامه ØŒ ÙÙÙŠ مدة ØÙƒÙ…Ù‡ القصيرة تمتعت الشيعة Ø¨ØØ±ÙŠØ© تامة ÙÙŠ زيارة قبور الأئمة (عليهم السلام) ÙÙŠ الغري وكربلاء، وشيد من جديد Ø£Ø¶Ø±ØØ© الأئمة علي، ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليهما السلام)ØŒ كما أطلق أوقا٠أهل البيت التي كان المتوكل قد صادرها.
ÙÙÙŠ رواية المسعودي قال: " وتقدم بالك٠عن آل أبي طالب وترك Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن أخبارهم، وأن لا يمنع Ø£ØØ¯ زيارة الØÙŠØ±Ø© وقبر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (رضي الله عنه) ولا قبر غيره من آل أبي طالب، وترك التعرض لشيعتهم ÙˆØ¯ÙØ¹ الأذى عنهم ".
وبنى على المرقد الشري٠ميلا عاليا يرشد الناس إليه، وشجع الناس على زيارته.
سقوط Ø³Ù‚ÙŠÙØ© Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± سنة Ù¢Ù§Ù£ Ù‡
لم تمض عمارة Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ يد المنتصر بالله أكثر من ٢٦ سنة، ØØªÙ‰ سقط سنة ٢٦٣ Ù‡ ÙÙŠ عهد المعتمد بالله العباسي، ولم يعر٠أسباب سقوط Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ©ØŒ هل كان خللا ÙÙŠ البناء الذي مضى على بنائه ÙØªØ±Ø© أكثر من ربع قرن، أو كان للسلطات Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© يد ÙÙŠ انهيار Ø³Ù‚ÙŠÙØ© Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø±ØŸ
بعض Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ«ÙŠÙ† يرى أن للسلطة العباسية يد ÙÙŠ سبب سقوط Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ© وانهيارها ÙÙŠ ذي Ø§Ù„ØØ¬Ø© من سنة Ù¢Ù§Ù£ ه، ونعتقد أن Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø« كان طبيعيا ولم يكن عملا تخريبيا من السلطة أو غيرها، ØÙŠØ« كانت الدولة ÙÙŠ ذلك الوقت لا تملك القدرة الكاÙية التي يمكنها أن تهد بناء كاملا ÙÙŠ Ù„ØØ¸Ø© ÙˆØ§ØØ¯Ø©. كما أن التاريخ لم ÙŠØØ¯Ø«Ù†Ø§ عن ضلوع السلطة Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© ÙÙŠ انهيار Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ©ØŒ كما ØØ¯Ø«Ù†Ø§ ÙÙŠ المرات السابقة ÙÙŠ التعرض للقبر وانتهاك ØØ±Ù…ته Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© ÙÙŠ عهد المنصور والرشيد والمتوكل.
أما عند تØÙ„يل الوضع السياسي Ù„Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© العباسية ÙÙŠ تلك Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© Ø§Ù„ØØ±Ø¬Ø© من عمرها، نجدها تتسم بالÙوضى وعدم الاستقرار، ØÙŠØ« كانت ثورة الزنج التي أشعل ÙØªÙŠÙ„ها ÙÙŠ البصرة ÙÙŠ سنة ٢٥٥ ه، والتي هددت مستقبل Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© العباسية، وقد استطاع ØµØ§ØØ¨ الزنج أن يبسط Ù†Ùوذه على البصرة والأهواز وعبادان وميسان ورامهرمز ÙˆØ§Ù„Ø¨Ø·Ø§Ø¦Ø ÙˆÙˆØ§Ø³Ø·ØŒ ØØªÙ‰ صار قريبا من مقر Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© العباسية، وقد ÙƒÙ„ÙØª الدولة العباسية أموالا طائلة ÙÙŠ Ø§Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ù…Ù…ØªÙ„ÙƒØ§ØªØŒ ولم يستطيعوا القضاء عليه إلا ÙÙŠ سنة Ù¢Ù§Ù Ù‡ بقيادة الموÙÙ‚ØŒ هذا من جهة، أما من جهة Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… Ùقد كانوا ألعوبة بيد الأتراك، يعبثون ÙˆÙŠÙØ³Ø¯ÙˆÙ† ÙÙŠ مقدرات Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ©ØŒ وأصبØÙˆØ§ Ø£ØµØØ§Ø¨ الأمر والنهي، ØØªÙ‰ سادت الÙوضى، وعمت الاضطرابات، وصار Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© لا يأمن ØØªÙ‰ على ØÙŠØ§ØªÙ‡ØŒ Ùمتى أرادوا التخلص منه يقتلونه بسهولة ويسر، كما ÙØ¹Ù„وا بالمستعين والمعتز والمهتدي، وربما يعاقب Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© قبل قتله كما ÙØ¹Ù„وا بالمعتز، ØÙŠØ« عوقب بوضعه ÙÙŠ الشمس Ùوق الرمل ÙŠØ±ÙØ¹ رجله ويضعها من شدة ØØ±Ø§Ø±Ø© الرمل، وهم يضربونه بالدبابيس. من هذه Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© يعر٠إلى أية مرØÙ„Ø© من مراØÙ„ الذل ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†ØØ·Ø§Ø· وصلت إليه Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© العباسية، Ùلم ØªØªØ Ø§Ù„ÙØ±ØµØ© Ù„Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ بالتعرض للقبر الشريÙ.
أما وقت سقوط Ø³Ù‚ÙŠÙØ© Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± Ùكان ÙÙŠ عهد المعتمد الذي بويع له Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© سنة ٢٥٦ ه، والذي كان منهمكا على اللهو واللذات، ÙØ§Ø´ØªØºÙ„ عن الرعية Ùكرهته الناس، ÙˆÙÙŠ آخر أيامه مات أخيه الموÙÙ‚ ثم Ø§Ø®ØªÙ„ÙØª عليه الرعية Ùقتلوه، وقيل سم، وقيل رمي ÙÙŠ ØÙ„قه رصاص مذاب، وقيل ØÙر له ØÙرة وجعل عليها ريش Ùمشى ÙØ³Ù‚Ø· ÙÙŠ الØÙرة، Ùمات سنة Ù¢Ù§Ù© Ù‡ .
Ùكان رجل الدولة الموÙÙ‚ وابنه المعتضد الذي تولى عرش Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© بعد المعتمد، وكان المعتضد يتشيع كما Ù†Ùهم من رواية ابن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ØŒ عن العلاء بن صاعد بن مخلد، ØÙŠØ« قال: " لما ØÙ…Ù„ رأس ØµØ§ØØ¨ الزنج ودخل به المعتضد إلى بغداد (Ù¢Ù§Ù Ù‡)ØŒ دخل ÙÙŠ جيش لم ير مثله، واشتق أسواق بغداد والرأس بين يديه، Ùلما صرنا بباب الطاق، ØµØ§Ø Ù‚ÙˆÙ… من درب تلك الدروب: رØÙ… الله معاوية وزاد! ØØªÙ‰ علت أصوات العامة بذلك، ÙØªØºÙŠØ± وجه المعتضد، وقال: ألا تسمع يا أبا عيسى ما أعجب هذا! وما الذي اقتضى ذكر معاوية ÙÙŠ هذا الوقت! والله لقد بلغ أبي إلى الموت، وما Ø£Ùلت أنا إلا بعد Ù…Ø´Ø§Ø±ÙØªÙ‡ØŒ ولقينا كل جهد وبلاء، ØØªÙ‰ نجينا هؤلاء الكلاب من عدوهم ÙˆØØµÙ†Ø§ ØØ±Ù…هم وأولادهم، ÙØªØ±ÙƒÙˆØ§ أن يترØÙ…وا على العباس وعبد الله وابنه ومن ولد Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ØŒ وتركوا الترØÙ… على علي بن أبي طالب، ÙˆØÙ…زة ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ والله لا Ø¨Ø±ØØª أو أوثر ÙÙŠ تأديب هؤلاء أثرا لا يعادوه بعد هذا Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ مثله، ثم أمر بجمع Ø§Ù„Ù†ÙØ§Ø·ÙŠÙ† Ù„ÙŠØØ±Ù‚ الناØÙŠØ©ØŒ Ùقلت له: أيها الأمير، أطال الله بقاءك، إن هذا اليوم من أشر٠أيام الإسلام، Ùلا ØªÙØ³Ø¯Ù‡ بجهل عامة لأخلاق لهم، ولم أزل أداريه وأرÙÙ‚ به ØØªÙ‰ سار " .
يظهر من هذه الرواية أن ØØ¨ أهل البيت (عليهم السلام) صار يجد له مكانا ÙÙŠ قلوب البعض من بني العباس، كما يؤيد ذلك ابن طاووس ÙÙŠ روايته عن أبي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ قال: كنا جلوسا ÙÙŠ مجلس ابن عمي أبي عبد الله Ù…ØÙ…د بن عمران بن Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ØŒ ÙˆÙيه جماعة من أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© من المشايخ، ÙˆÙيمن ØØ¶Ø± العباس بن Ø£ØÙ…د العباسي، وكانوا قد ØØ¶Ø±ÙˆØ§ عند ابن عمي يهنؤونه بالسلامة، لأنه ØØ¶Ø± وقت سقوط Ø³Ù‚ÙŠÙØ© سيدي أبي عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي (عليه السلام) ÙÙŠ ذي Ø§Ù„ØØ¬Ø© من سنة ثلاث وسبعين ومائتين، ÙØ¨ÙŠÙ†Ø§Ù‡Ù… قعود ÙŠØªØØ¯Ø«ÙˆÙ† إذ ØØ¶Ø± المجلس إسماعيل بن عيسى العباسي، Ùلما نظرت الجماعة إليه، Ø£ØØ¬Ù…ت عما كانت Ùيه، وأطال إسماعيل الجلوس، Ùلما نظر إليهم قال: يا Ø£ØµØØ§Ø¨Ù†Ø§ أعزكم الله لعلي قطعت عنكم ØØ¯ÙŠØ«ÙƒÙ… بمجيئي! قال أبو Ø§Ù„ØØ³Ù† علي بن ÙŠØÙŠÙ‰ وكان شيخ الجماعة ومقدما Ùيهم : لا والله يا أبا عبد الله (أعزك الله) أمسكنا Ø¨ØØ§Ù„ من الأØÙˆØ§Ù„ØŒ Ùقال لهم: يا Ø£ØµØØ§Ø¨Ù†Ø§ اعلموا أن الله (عز وجل) سائلي عما أقول لكم وما أعتقده من المذهب، ØØªÙ‰ ØÙ„٠بعتق جواريه ومماليكه ÙˆØØ¨Ø³ دوابه، أنه ما يعتقد إلا ولاية (أمير المؤمنين) علي بن أبي طالب (عليه السلام)ØŒ والسادة الأئمة (عليهم السلام)ØŒ وعدهم ÙˆØ§ØØ¯Ø§ ÙˆØ§ØØ¯Ø§ØŒ وساق Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒ ÙØ§Ù†Ø¨Ø³Ø· إليه Ø£ØµØØ§Ø¨Ù†Ø§ " .
يستدل من رواية ابن طاووس أن المجلس كان يضم رجالا من الشيعة لتهنئة Ù…ØÙ…د بن عمران Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ بسلامته على أثر سقوط Ø§Ù„Ø³Ù‚ÙŠÙØ© سنة Ù¢Ù§Ù£ ه، وكان ÙÙŠ المجلس العباس بن Ø£ØÙ…د العباسي الذي كان يتشيع، وعند دخول إسماعيل بن عيسى العباسي Ø£ØØ¬Ù…وا عن الكلام، ØØªÙ‰ ØµØ±Ø Ù„Ù‡Ù… بانتمائه إلى مذهب أهل البيت، وموالاة علي بن أبي طالب (عليه السلام).
عمارة Ù…ØÙ…د بن زيد الملقب بالداعي الصغير
بعد سقوط عمارة المنتصر عام Ù¢Ù§Ù£ ه، قام بتجديدها Ù…ØÙ…د بن زيد بن Ø§Ù„ØØ³Ù† بن Ù…ØÙ…د بن إسماعيل جالب Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© بن Ø§Ù„ØØ³Ù† دÙين Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø² بن زيد بن الجواد بن Ø§Ù„ØØ³Ù† بن السبط بن علي بن أبي طالب، الملقب بالداعي الصغير، وقد ملك طبرستان بعد أخيه Ø§Ù„ØØ³Ù† الملقب بالداعي الكبير مدة عشرين سنة ØŒ وقد قام بتشييد البناء للمشهدين الغروي ÙˆØ§Ù„ØØ§Ø¦Ø±ÙŠØŒ وقد ذكر Ù…ØÙ…د بن أبي طالب بعد إعادة تعمير القبر ÙÙŠ عهد المنتصر بالله Ùقال: " إلى أن خرج الداعيان Ø§Ù„ØØ³Ù† ومØÙ…د ابنا زيد بن Ø§Ù„ØØ³Ù†ØŒ ÙØ£Ù…ر Ù…ØÙ…د بعمارة المشهدين، مشهد أمير المؤمنين ومشهد أبي
عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ØŒ وأمر بالبناء عليهما ".
وقد شيد الداعي العلوي قبة على القبر لها بابان وبنى ÙˆØ£ØØ§Ø·Ù‡Ø§ بسور، وكان ذلك سنة ٢٨٠ه. وقد بالغ Ù…ØÙ…د بن زيد ÙÙŠ ÙØ®Ø§Ù…Ø© البناء ÙˆØØ³Ù† الريازة، ودق الصنعة ÙÙŠ عمارة Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± بما يتناسب ومنزله , وعند زيارته لقبر أمير المؤمنين (عليه السلام) وإظهاره وعمارته، ذكر ذلك ابن طاووس ÙÙŠ رواية عن أبي الغنائم البرسي، قال: جاء Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…د ومØÙ…د بن علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ²Ø§Ø± هذا الموضع من قبر أمير المؤمنين علي ولم يكن إذ ذاك القبر، ولم يكن إلا الأرض، ØØªÙ‰ جاء Ù…ØÙ…د بن زيد الداعي ÙØ£Ø¸Ù‡Ø± القبر، وقد امتدØÙ‡ أبو المقاتل الضرير بالأبيات المشهورة النونية التي آخرها :
ØØ³Ù†Ø§Øª ليس Ùيها سيئات * Ù…Ø¯ØØ© الداعي أكتابا يا كاتبان
وقد قتل بظاهر جرجان وقبره هناك عند قبر الديباج Ù…ØÙ…د بن الصادق (عليه السلام)ØŒ وكان ÙØ§Ø¶Ù„ا متدينا.
عمارة القبر ÙÙŠ العهد البويهي
توالت على Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø¹Ù…Ø§Ø±Ø§Øª ÙˆØ¥ØµÙ„Ø§ØØ§Øª متعددة، ØØªÙ‰ بلغ عضد الدولة بن بابويه الغاية ÙÙŠ تعظيمها، ومنذ ذلك الØÙŠÙ† أخذ عمران Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± يتقدم تدريجيا.
" ÙÙÙŠ سنة Ù£Ù§Ù¡ Ù‡ شيد عضد الدولة البويهي قبة ذات أروقة ÙˆØ¶Ø±ÙŠØØ§ من العاج، وعمر ØÙˆÙ„ها بيوتا، ÙˆØ£ØØ§Ø· المدينة بسور " .
وقد وص٠مØÙ…د بن أبي طالب أعمال عضد الدولة الجليلة Ùقال: " وبلغ ذلك عضد الدولة بن بويه الغاية ÙÙŠ تعظيمها وعمارتها والأوقا٠عليها، وكان يزورها ÙÙŠ كل سنة، ولما زار المشهد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ø¹Ø§Ù… Ù£Ù§Ù¡ ه، بالغ ÙÙŠ تشييد الأبنية ØÙˆÙ„Ù‡ وأجزل العطاء لمن جاوره " .
وقد تقدمت كربلاء على عهده تقدما ملموسا، وازدهرت ازدهارا واسعا، وتقدمت معالمها الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ÙØ§ØªØ³Ø¹Øª تجارتها، ÙˆØ£ÙØ¶Ù„ت زراعتها، وأينعت علومها وآدابها، ÙØ¯Ø¨Øª ÙÙŠ جسمها Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØÙŠØ§Ø© والنشاط .
وقد ذكر ابن الأثير أعمال عضد الدولة Ù†ØÙˆ Ø§Ù„ØØ±Ù…ين الشريÙين ÙÙŠ مكة والمدينة، ونØÙˆ المشهدين المقدسين ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± والغري، Ùقال: " ولا ننكر أعماله العظيمة ومآثره الإسلامية الجليلة، Ùقد بالغ ÙÙŠ تشييد الأبنية ØÙˆÙ„ المشهد ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø±ØŒ ÙØ¬Ø¯Ø¯ تعمير القبة، وشيد الأروقة من ØÙˆÙ„ه، وبالغ ÙÙŠ تزيينهما وتزيين Ø§Ù„Ø¶Ø±ÙŠØ Ø¨Ø§Ù„Ø³Ø§Ø¬ والديباج، وعمر البيوت والأسواق من ØÙˆÙ„ Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø±ØŒ وعصم مدينة كربلاء بالأسوار العالية ÙØ¬Ø¹Ù„ها ÙƒØØµÙ† منيع، ثم اهتم بالماء لسكان البلد والضياء Ù„Ù„ØØ§Ø¦Ø± المقدس، ÙØ³Ø§Ù‚ المياه الجارية للط٠من Ù…Ø³Ø§ÙØ§Øª بعيدة، وخصص Ø£ÙˆÙ‚Ø§ÙØ§ جارية للإنارة والإضاءة ".
لقد اهتم عضد الدولة بالمدينتين المقدستين اهتماما ملØÙˆØ¸Ø§ØŒ Ùكان يكثر الزيارة لهما ويتÙقد Ø£ØÙˆØ§Ù„ الناس ويأمر بتلبية مطاليبهما، وقد ذكر ابن طاووس Ø¥ØØ¯Ù‰ زيارته لهما بقوله: " كانت زيارة عضد الدولة للمشهدين الشريÙين الطاهرين الغروي ÙˆØ§Ù„ØØ§Ø¦Ø±ÙŠ ÙÙŠ شهر جمادى الأولى ÙÙŠ سنة Ø¥ØØ¯Ù‰ وسبعين وثلاثمائة، وورد مشهد Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø± مشهد مولانا Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (صلوات الله عليه) لبضع بقين من جمادى، ÙØ²Ø§Ø±Ù‡ (صلوات الله عليه)ØŒ وتصدق وأعطى الناس على اختلا٠طبقاتهم، وجعل ÙÙŠ الصندوق دراهم ÙÙØ±Ù‚ت على العلويين، ÙØ£ØµØ§Ø¨ كل ÙˆØ§ØØ¯ منهم اثنان وثلاثون درهما، وكان عددهم ألÙين ومائتي اسم، ووهب للعوام والمجاورين عشرة آلا٠درهم، ÙˆÙØ±Ù‚ على أهل المشه