شموخ مع التاريخ وصمود مع الأجيال يتجلَّى بكل ÙˆØ¶ÙˆØ ÙÙŠ Ø£ÙÙ‚ الØÙŠØ§Ø© الواسع ومع سير الزمن السرمدي ØŒ لا يطويه دوران الأيَّام ولا تنسيه الدهور والأعوام ØŒ ÙŠÙØ¬Ø¯Ù‘ÙØ¯ الآلام ويثير Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ù† والأشجان بالرغم من مرور المئات من الأعوام Ø› ذلك هو يومك الخالد يا أبا عبدالله ØŒ الذي ضربت Ùيه أمثالاً بلغت أقصى ØØ¯ÙˆØ¯ السمو ÙÙŠ التضØÙŠØ© ÙˆØ§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ ØŒ ÙˆØ£ÙˆØ¶ØØª المعالم البارزة للسبل التي يجب أن تكون منهجاً لعبور العقبات الصعاب ÙÙŠ هذه الØÙŠØ§Ø© ØŒ Ùما أروع هذا الخلود ØŒ وما أسمى معانيه لو بَرَزت Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ ØÙ‚ائقها ÙˆØ±ÙØ³Ù…ت دقائق خطوط أهداÙها Ø› Ù„ØªØ±ÙØ¹ المشعل الوهَّاج للأجيال المتعاقبة وتلتهم ثمرات تلك المآثر السامية ØŒ وتستلهم منها الصبر والعقيدة لتØÙ‚يق الأهدا٠التي دعا إليها الإسلام ÙˆÙƒØ§ÙØ من أجلها دعاته الوÙياء Ø› لتطهير الأرض المقدَّسة من دنس الظالمين والغاصبين.
ما أروع يومك يا أبا عبدالله ويا أبا الشهداء ØŒ ذلك اليوم الذي ÙˆÙ‚ÙØªÙŽ Ùيه تخاطب أنصارك وأهل بيتك قائلاً:
(أمَّا بعد ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽÙ‡ قد نزل بنا من الأمر ما قد ترون ØŒ ألا وإنَّ الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت وأدبر معروÙها ØŒ واستمرَّت ØØ°Ø§Ø¡ ولم يبق منها إلاَّ صبابة كصبابة الإناء ØŒ وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ØŒ ألا ترون إلى الØÙ‚Ù‘ÙŽ لا يعمل به ØŒ وإلى الباطل لا يتناهى عنه ØŸ ! ØŒ Ùليرغب المؤمن ÙÙŠ لقاء ربه Ù…ØÙ‚َّاً ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ÙÙŠ لا أرى الموت إلاّ سعادة والØÙŠØ§Ø© مع الظالمين إلاّ برما).
Ùكانت التضØÙŠØ© وكان الداء الذي أدمى القلوب ومزَّقها وكان النصر ØÙ„ÙŠÙÙ‡ ØŒ Ùلقد استقامت بشهادتك يا أبا عبدالله أركان الإسلام وتبين الرشد من الغي ØŒ وظلَّت كلمة لا إله إلاّ الله Ù…ØÙ…د رسول الله Ù€ التي ØØ§Ø±Ø¨Ù‡Ø§ Ø§Ù„ØØ²Ø¨ الأموي Ù€ مدوّÙية ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¡ ØŒ خالدة ÙÙŠ أجوائه خلود يومك.
لقد أراد لها يزيد بن ميسون الÙناء بقتلك وأراد الله لك ولها البقاء ØŒ ÙØ¨Ù‚يتْ وبقيتَ مع التاريخ تستنير الأجيال٠بذكراك ويستلهم منها المخلصون Ø³ÙØ¨ÙÙ„ الثورة على الظلم والطغيان ØŒ وبقي ذكر أولئك الطغاة عاراً تتبرَّأ منه الأØÙاد والأجيال وتتبعهم اللعنات ما دام التاريخ.
Ùما أصبرك يا أبا عبدالله ØŒ وما أروع يومك ØÙŠÙ†Ù…ا ÙˆÙ‚ÙØªÙŽ ÙÙŠ أرض المعركة ÙˆØÙŠØ¯Ø§Ù‹ لا ناصر لك ولا معين ØŒ ØªØªÙ„ÙØªÙ يميناً وشمالاً ØŒ Ùلا ترى سوى Ø£ØµØØ§Ø¨Ùƒ وبنيك وإخوتك صرعى على ثرى الطÙّ٠المديد ØŒ والأعداء تØÙŠØ· بك من كل نواØÙŠÙƒ ØŒ ØªØØ¯Ù‘ÙÙ‚ ÙÙŠ خيامك الخالية إلاّ من النساء Ùˆ Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ ØŒ والصراخ يتعالى من هنا وهناك ØŒ وأنت تتلوَّى لهول ذلك المشهد وتلك Ø§Ù„ØØ´ÙˆØ¯ الهائلة وقد شهرت أسنَّة رماØÙ‡Ø§ ÙÙŠ وجهك ØŒ ÙØªØºÙ…ض عينيك من هول ذلك المنظر وممَّا ØÙ„Ù‘ÙŽ ببيت الرسالة وأØÙاد الرسول ØŒ Ùلا تجد من يأويهم ويكÙلهم من بعدك .
ثم تتلÙَّت إلى أنصارك Ùلا ترى سوى الجثث المبعثرة من ØÙˆÙ„Ùƒ ØŒ Ùما أهوله من منظر وما أرزاها من مصيبة لم ÙŠØØ¯Ù‘ÙØ« التاريخ بمثلها ØŒ ومع كل ذلك ØŒ Ùلم تلنْ لأولئك الطغاة ØŒ ومضيت ÙÙŠ ثورتك على الباطل ØŒ ثورة الإيمان بكل معانيه وأبعاده على Ø§Ù„ÙƒÙØ± بكل أباطيله ØŒ تقول : (والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ٠لكم إقرار العبيد ) وبقيت خالداً خلود الدهر.
لقد تمخَّضت Ù…ÙˆØ§Ù‚Ù Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي (عليه السلام) يوم عاشوراء ØŒ ذلك اليوم التاريخي ØŒ من خلال ما ارتسم Ùيها من البطولات والصمود أمام تلك Ø§Ù„Ø¬ØØ§ÙÙ„ العاتية عن جلائل المعاني السامية ØŒ وتجلَّتْ من سطورها الدامية روائع من ØµÙØØ§Øª الإيمان الثابت والعقيدة المخلصة ØŒ وطÙقتْ تØÙ…Ù„ ÙÙŠ مشاعلها نزعة الانعتاق من ربقة الاستغلال والاستعباد ØŒ ÙˆØ§Ù†Ø¯ÙØ¹Øª تخطّ٠للأجيال أبعاد Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ø الثوري وترسم للعصور سمات للصمود والثبات ØŒ ÙˆØªØ¯ÙØ¹ بالمناضلين Ø§Ù„Ù…ÙƒØ§ÙØÙŠÙ† إلى تعلّÙقهم بما يرسمونه من تخطيط لمعتقداتهم الÙكرية ØŒ وما ينتهجونه من ØªØØ¯ÙŠØ¯ لمنطلقاتهم النضالية ÙÙŠ المسار النضالي ØŒ وما ÙŠØØ¯Ù‘ÙØ¯ÙˆÙ†Ù‡ من مواق٠جريئة أمام ØªØØ¯Ù‘Ùيات Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ين واستغلالهم لخيرات الشعوب وأرزاق العباد.
ان المسار الثوري الذي ØÙلت به ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) لقد عزز الكثير من Ø·Ù…ÙˆØ Ø§Ù„Ø´Ø¹ÙˆØ¨ المستغلة من اجل انهاض هذه الشعوب وايقاد ÙØªÙŠÙ„ الثورة Ù„Ù„Ø§Ø·Ø§ØØ© بالنظم المستبدة وايجاد المجتمعات السليمة التي تØÙ‚Ù‚ للشعوب ØØ±ÙŠØªÙ‡Ø§ وكرامتها ÙˆØ·Ù…ÙˆØØ§ØªÙ‡Ø§ ÙÙŠ التخلص من الاستغلال وتطوير الØÙŠØ§Ø© وما يضمن لتلك الشعوب أمنها ÙˆØ±ÙØ§Ù‡ÙŠØªÙ‡Ø§.
إنَّ ثورة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† تركت ÙÙŠ دروب Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± المجاهدين والصامدين علامات مضيئة تنير مسالك Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ø ØŒ ÙˆØªÙ…Ù‡Ù‘ÙØ¯ الطريق الذي يمكّÙÙ† كل ثائر Ù€ إذا اعتمد ÙÙŠ الدرجة الأولى على نزعة السخاء Ø¨Ø§Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§Ø ÙˆØ¨Ø°Ù„ Ø§Ù„Ø£Ù†ÙØ³ من أجل العقيدة الثابتة ومن أجل مواقع الصمود Ù€ للوصول إلى النصر.
إنَّ Ø·Ø±Ø Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† الخالد لهذا السخاء العظيم بتقديمه Ù†ÙØ³Ù‡ وذويه ÙˆØµØØ¨Ù‡ واستشهادهم إلى جانبه ØŒ مكَّن هذه الثورة من الديمومة والبقاء لتكون المنار لكل الثائرين الصامدين عبر مسيرات Ø§Ù„Ø§Ù†ØªÙØ§Ø¶Ø§Øª الشعبية التي ØªØØ¯Ø« هنا وهناك ØŒ ومكَّن لها الانتصار إذا اقترنت بالنزاهة والإخلاص وبمثل ذلك السخاء الذي قدَّمه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وأنصاره من أجل الإنسان وكرامته . لقد انتصر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) باستشهاده انتصاراً لم يسجّÙÙ„ التاريخ انتصاراً أوسع منه ØŒ ولا ÙØªØØ§Ù‹ كان أرضى لله منه ØŒ وكان واثقاً من هذا الانتصار ومن هذا Ø§Ù„ÙØªØ كما كان واثقاً من هزيمته عسكرياً كما يبدو ذلك من كتابه الذي كتبه إلى الهاشميين وهو ÙÙŠ طريقه إلى العراق Ø› Ùقد قال Ùيه : (أمَّا بعد ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽÙ‡ Ù…ÙŽÙ† Ù„ØÙ‚ بي استشهد ومَن تخلَّ٠لم يبلغ Ø§Ù„ÙØªØ).
وكما ذكرنا Ø› ÙØ§Ù„ÙØªØ الذي يعنيه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† من كتابه إلى الهاشميين هو ما Ø£ØØ¯Ø«ØªÙ‡ ثورته من النقمة العامة على الأمويّÙين وما راÙقها من Ø§Ù„Ø§Ù†ØªÙØ§Ø¶Ø§Øª التي Ø£Ø·Ø§ØØª بدولتهم.
(إنَّ الله قد شاء أن يراهنَّ سبايا)
لقد كان Ù…ØÙ…د بن الØÙ†Ùية ØŒ شقيق Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ ÙÙŠ طليعة أولئك الذين ØØ§ÙˆÙ„وا مع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) أن لا يستجيب لأهل العراق ØŒ وأن يبقى بعيداً عنهم ØŒ وقد ذكَّره مع Ù…ÙŽÙ† ذكَّروه بمواقÙهم مع أبيه وأخيه ØŒ وكان قد أشار عليه أن يذهب إلى اليمن أو بعض نواØÙŠ Ø§Ù„Ø¨Ø± ولا يذهب إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ Ùوعده Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) أن ينظر ÙÙŠ الأمر ØŒ ÙˆÙÙŠ مطلع Ø§Ù„ÙØ¬Ø± من تلك الليلة Ø£ÙØ®Ø¨Ø± ابن الØÙ†Ùية أن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) قد تهيَّأ للخروج مع إخوته وبني عمومته ونسائه إلى العراق ØŒ ÙØ£Ù‚بل عليه وقد أشر٠موكبه على Ø§Ù„ØªØØ±Ù‘ÙÙƒ ØŒ ÙØ£Ø®Ø° بزمام ناقته وهو يبكي ØŒ وقال له : ألم تعدني النظر Ùيما سألتك Ùما ØØ¯Ø§Ùƒ على الخروج عاجلاً ØŸ ÙØ±Ø¯Ù‘ÙŽ عليه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† قائلاً : (أتاني رسول الله بعد ما ÙØ§Ø±Ù‚تك Ùقال: يا ØØ³ÙŠÙ† ØŒ أخرج ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ الله قد شاء أن يراك قتيلا) ÙØ§Ø³ØªØ±Ø¬Ø¹ ابن الØÙ†Ùية وقال : إذا كان الأمر كما تقول ØŒ Ùما معنى ØÙ…لك للنساء وأنت تخرج لهذه الغاية ØŒ Ùقال له : (إنَّ الله قد شاء أن يراهنَّ سبايا) .
بهذا الجواب القصير وبهاتين الكلمتين بما لهما من المدلول الواسع وبدون مواربة أو تمويه أجاب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أخاه Ù…ØÙ…د بن الØÙ†Ùية وعيناه تنهمر بالدموع والألم ÙŠØØ²Ù‘Ù ÙÙŠ قلبه ÙˆÙ†ÙØ³Ù‡ . وكما قال أبو عبدالله (عليه السلام) : (إنَّ الله قد شاء أن يراهنَّ سبايا) كما شاء أن يراه قتيلاً موزَّع الأشلاء ØŒ هو ومَن معه من أسرته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ على ثرى الط٠، لإنَّ سبيهنَّ بعده من بلد إلى بلد لم يكن أقل أثراً على تلك الدولة الجائرة وعلى تلك الأسرة التي تكيد للإسلام من شهادته ØŒ إن لم يكن أشدّ٠وقعاً على Ù†Ùوس المسلمين من استشهاده.
لقد كان لسبي النساء ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ والطوا٠بهنَّ من بلد إلى بلد أثراً من أسوأ الآثار على الأمويَّÙين ودولتهم ØŒ وكان الجزء المتمّÙÙ… للغاية التي أرادها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† من نهضته Ø› Ùلقد أثار Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ù† والأشجان ÙÙŠ Ù†Ùوس المسلمين وكش٠أسرار الأمويين وواقعهم السيىء للقاصي والداني ØŒ وأظهر قبائØÙ‡Ù… ومخازيهم للعالم والجاهل ÙˆØ£ÙˆØ¶Ø Ù„Ù„Ù…Ø³Ù„Ù…ÙŠÙ† ÙÙŠ كل مكان وزمان أنَّ الأمويّÙين من ألدّ٠أعداء الإسلام Ø› يبطنون Ø§Ù„ÙƒÙØ± ÙˆØ§Ù„Ø¥Ù„ØØ§Ø¯ ويتظاهرون بالإسلام رياء ودجلاً ÙˆÙ†ÙØ§Ù‚اً. ÙˆÙÙŠ الوقت ذاته ØŒ Ùلقد كان سبيهم من جملة الوسائل لنشر الدعوة إلى العلويّÙين ومبدأ Ø§Ù„ØªØ´ÙŠÙ‘ÙØ¹ لأهل البيت ØŒ ولعن Ù…ÙŽÙ† شايع وتابع وبايع على قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ وقد أشارت إلى ذلك العقيلة الكبرى ÙÙŠ قولها ليزيد بن ميسون ÙÙŠ مجلسه بقصر الخضراء : ÙÙˆ الله ما ÙØ±ÙŠØª إلاَّ جلدك ØŒ وما ØØ²Ø²Øª إلاّ Ù„ØÙ…Ùƒ.
لقد ØÙ…لهم معه وهو على يقين بأنَّ الأمويّÙين سيطوÙون بهم ÙÙŠ البلدان إلى أن يصلوا بهنَّ إلى عاصمتهم الشام ØŒ وسيراهم كل إنسان Ù…ÙƒØ´ÙØ§Øª الوجوه ÙˆÙÙŠ أيديهم الأغلال والسلاسل ØŒ وأكثر الناس سيقابلون ذلك بالنقمة على الأمويّÙين ØŒ ÙˆØ¨Ø§Ù„Ø£Ø³Ù ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† لآل بيت نبيّÙهم الذي بعث رØÙ…Ø© للعالمين.
جاء ÙÙŠ كتاب المنتخب أنَّ عبيد الله بن زياد دعا شمر بن ذي الجوشن وشبث بن ربعي وعمرو بن Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ وضمَّ إليهم Ø¥Ù„Ù ÙØ§Ø±Ø³ وأمرهم بإيصال السبايا والرؤوس إلى الشام .
ويدَّعي أبو مخن٠أنَّهم مرّÙوا بهم بمدينة تكريت وكان أغلب أهلها من النصارى ØŒ Ùلمَّا اقتربوا منها وأرادوا دخولها ØŒ اجتمع القسّÙيسون والرهبان ÙÙŠ الكنائس وضربوا النواقيس ØØ²Ù†Ø§Ù‹ على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ وقالوا : إنَّا نبرأ من قوم قتلوا ابن بنت نبيّÙهم ØŒ Ùلم يجرأوا على دخول البلدة وباتوا ليلتهم خارجها ÙÙŠ البرية .
وهكذا كانوا ÙŠÙقابَلون Ø¨Ø§Ù„Ø¬ÙØ§Ø¡ والإعراض والتوبيخ كلَّما مرّÙوا بدَير من الأديرة أو بلد من بلاد النصارى ØŒ ÙˆØÙŠÙ†Ù…ا دخلوا مدينة لينا ØŒ وكانت عامرة يومذاك ØŒ تظاهر أهلها رجالاً ونساءً وشيباً وشبَّاناً وهتÙوا بالصلاة والسلام على Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وجده وأبيه ولعن الأمويّÙين وأشياعهم وأتباعهم وأخرجوهم من المدينة وتعالى الصراخ من كل جانب ØŒ وأرادوا الدخول إلى جهينة من بلاد سوريا ØŒ ÙØªØ¬Ù…َّع أهلها لقتالهم ØŒ ÙØ¹Ø¯Ù„وا عنها واستقبلتهم معرَّة النعمان
Ø¨Ø§Ù„ØªØ±ØØ§Ø¨ ØŒ بلدة المعري الذي يقول :
أليس قريشكم قتلت ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‹ وصار على Ø®Ù„Ø§ÙØªÙƒÙ… يزيد
وقال :
وعلى الأÙÙ‚ من دماء الشهيدين عـلـي ونـجـله شـاهدان
ÙˆØÙŠÙ†Ù…ا أشرÙوا على مدينة ÙƒÙØ± طاب أغلق أهلها الأبواب ÙÙŠ وجوههم ØŒ ÙØ·Ù„بوا منهم الماء ليشربوا Ùقالوا لهم : والله لا نسقيكم قطرة من الماء بعد أن منعتم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ منه ØŒ واشتبكوا مع أهالي ØÙ…ص وكان أهلها يهتÙون قائلين: Ø£ÙƒÙØ±Ø§Ù‹ بعد إيمان وضلالاً بعد هدى ØŒ ورشقوهم Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© Ùقتلوا منهم 26 ÙØ§Ø±Ø³Ø§Ù‹ ØŒ ولم تستقبلهم سوى مدينة بعلبك كما جاء ÙÙŠ الدمعة الساكبة ØŒ ÙØ¯Ù‚َّت الطبول وقدَّموا لهم الطعام والشراب.
وجاء عن سبط بن الجوزي عن جدّÙÙ‡ أنَّه كان يقول : ليس العجب أن يقتل ابن زياد ØØ³ÙŠÙ†Ø§Ù‹ ØŒ وإنَّما العجب كل العجب أن يضرب يزيد ثناياه بالقضيب ويØÙ…Ù„ نساءه سبايا على أعقاب الجمال.
قد رأى الناس ÙÙŠ السبايا من Ø§Ù„ÙØ¬ÙŠØ¹Ø© أكثر ممَّا رأوه ÙÙŠ قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ وهذا ما أراده Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) من الخروج بالنساء والصبيان ØŒ ولو لم يخرج بهنَّ ØŒ لَمَا ØØµÙ„ السبي الذي ساهم مساهمة ÙØ¹Ù‘َالة ÙÙŠ الهد٠الذي أراده Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† من نهضته Ø› وهو انهيار تلك الدولة الجائرة.
ولو Ø§ÙØªØ±Ø¶Ù†Ø§ أنَّ السيدة الكبرى زينب بنت علي ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© بقيت ÙÙŠ المدينة وقتل أخوها ÙÙŠ كربلاء ØŒ Ùما عساها تصنع ØŸ وأيّ٠عمل تستطيعه غير البكاء والنØÙŠØ¨ وإقامة العزاء ØŸ وهل كان يتسنَّى لها الدخول على ابن زياد لتقول له Ø¨ØØ¶ÙˆØ± ØØ´Ø¯ من الناس: (الØÙ…د لله الذي أكرمنا بنبيّÙÙ‡ Ù…ØÙ…د ØŒ وطهَّرنا من الرجس تطهيراً ØŒ وإنَّما ÙŠÙØªØ¶Ø Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ù‚ ويكذب Ø§Ù„ÙØ§Ø¬Ø± ØŒ وهو غيرنا والØÙ…د لله) وهل كان بإمكانها أن تدخل مجلس يزيد ÙÙŠ قصر الخضراء وهو مزهو بملكه وسلطانه ØŒ وتلقى تلك الخطب التي أعلنت Ùيها ÙØ³Ù‚Ù‡ ÙˆÙØ¬ÙˆØ±Ù‡ ولعنت Ùيها آبائه وأجداده ØŒ وقالت له Ùيما قالت : (أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك إماءك ÙˆØØ±Ø§Ø¦Ø±Ùƒ وسوقك بنات رسول الله سبايا ... ولئن جرَّت عليَّ الدواهي مخاطبتك إنّÙÙŠ لاستصغر قدرك وأستعظم تقريعك) إلى غير ذلك من كلماتها التي كانت تنهال عليه كالصواعق وغيَّرت اتجاه الرأي العام Ù†ØÙˆÙ‡ ونØÙˆ بيته ØŒ ممَّا اضطره لأن يتنصَّل من تلك الجريمة ويلعن ابن زياد ØŒ ÙˆÙŠØØ§ÙˆÙ„ أن ÙŠØÙ…Ù‘Ùله مسؤوليتها بعد أن بلغته آثار تلك المأساة ÙÙŠ المدن والقرى التي مرَّ بها موكب السبايا ØŒ واللعنات التي كانت تنهال عليه وعلى أهل بيته ØŒ وبعد أن رأى الوجوه تغيَّرت عليه ØÙŠÙ† ÙˆÙ‚ÙØª ÙÙŠ مجلسه ذلك الموق٠التاريخي الذي لا يزال ØØ¯ÙŠØ« الأجيال .
بعد أن رأى ذلك وسمع ما Ø£ØØ¯Ø«Ù‡ موكب السبايا ÙÙŠ Ù†Ùوس الناس وقلوبهم وبخاصة بعد أن عر٠الناس ÙÙŠ عاصمته وخارجها أنَّ هذا الموكب لآل الرسول وبناته Ù† جعل يتنصَّل من تلك الجريمة ويØÙ…Ù„ أوزارها لإبن زياد ومعاونيه . لقد كان باستطاعة يزيد ومعاونيه لو لم يتعرَّض لأسر النساء ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ وسبيهن من بلد إلى بلد ØŒ أن يموّÙÙ‡ على الناس ويقول لهم: لقد نازعني Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ملكي وقاتلني Ùقتلته ØŒ ولكنَّه بعد أن صنع مع النساء ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ ما صنع من الأسر والسبي والامتهان ØŒ ضاقت عليه Ø§Ù„ØØ¬Ø¬ والذرائع ولم يعد أمامه إلاّ أن يتنصَّل منها ويضع مسؤوليَّـتها على غيره ØÙŠØ« لا يجديه التنصّÙÙ„ ولا تستره الأعذار ØŒ وقد أيقن بعدها الكثير من الناس بأنَّه كان ÙÙŠ عمله هذا مسيَّراً لأمويَّـته Ø§Ù„ØØ§Ù‚دة على بيت Ù…ØÙ…د ورسالته ØŒ ولو أنَّه ترك النساء ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ بعد تلك المجزرة وشأنهم ØŒ ولم يعاملهم بتلك المعاملة التي لم يعامل المسلمون بها أسرى المشركين ونسائهم ØŒ لم يكن لجريمته كل ذلك الصدى الذي هزَّ العالم الإسلامي بكل ÙØ¦Ø§ØªÙ‡ وطبقاته.
لقد كان Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† يرى من وراء الغيب بأنَّ شهادته ÙˆØØ¯Ù‡Ø§ لا تعطي النتائج المطلوبة ولا تØÙ‚Ù‘ÙÙ‚ له جميع أهداÙÙ‡ ما لم تقترن بسبي النساء ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ والطوا٠بهنَّ من بلد إلى بلد Ø› Ù„ÙŠØªØ§Ø Ù„Ø´Ù‚ÙŠÙ‚ØªÙ‡ العقيلة أن تؤدّÙÙŠ دورها ورسالتها ØŒ Ùقال لأخيه ابن الØÙ†Ùية وهو يتململ بين يديه باكياً ØØ²ÙŠÙ†Ø§Ù‹[نقلاً عمَّا قاله له رسول الله ÙÙŠ رؤياه]: ( إنَّ الله قد شاء أن يراك قتيلا ... إنَّ الله قد شاء أن يراهنَّ سبايا) وكان على أميَّة ÙˆØÙيدها يزيد بن ميسون لو كانت تملك ذرَّة من Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ والشر٠، أن تعود إلى الوراء قليلاً لترى ما ÙØ¹Ù„Ù‡ جد زينب ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وبقية العلويّÙين والعلويَّات مع أبي سÙيان وزوجته هند بنت عتبة التي مثَّلت بعمّÙÙ‡ الØÙ…زة وأكلت من كبده وكي٠عاملهما بالعÙÙˆ ÙˆØ§Ù„ØµÙØ وجعل لهما ما لم يجعله Ù„Ø£ØØ¯ من مشركي مكَّة وطواغيتها ØŒ ورØÙ… الله بعض الشعراء الذي ذهب يعاتب الأمويّÙين بقوله :
وعـليك خـزي يـا أمـيَّة دائم يـبقى كـما Ùـي النار دام بقاك
Ùـلقد ØÙ€Ù…لت مـن الآثام جهالة مـا عنه ضاق لمَن دعاك Ø¯ÙØ¹Ø§Ùƒ
هلا ØµÙØØª عن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ورهطه ØµÙ€ÙØ الـوصي أبيه عن أباك
وعـÙÙØª يـوم الط٠عÙÙ‘ÙŽØ© جدّÙÙ‡ الـمبعوث يوم Ø§Ù„ÙØªØ عن طلقاك
Ø£Ùـهل يـد سـلبت إماءك مثلما سـلبتْ كـريمات٠الطÙو٠يداك
أم هـل بـرزن Ø¨ÙØªØ مكَّة ØÙسَّراً كـنسائه يـوم الـطÙو٠نساك
ورØÙ… الله القائل ÙÙŠ وص٠السبايا :
وزاكـية لم تلقَ ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†ÙˆØ Ù…ÙØ³Ø¹Ø¯Ø§Ù‹ سوى أنَّها بالسوط يزجرها زجر
ومـذعورة Ø£Ø¶ØØª وخÙÙَاق قلبها تـكاد شـظاياه يطير بها الذعر
ومذهولة من دهشة الخيل أبرزت عـشية لا كـه٠لديها ولا خدر
تÙـجاذبها أيـدي الـعدو خمارَها Ùـتستر بالأيدي إذا أعوز الستر
سرتْ تتراماها العداة Ø³ÙˆØ§ÙØ±Ø§Øª ÙŠØ±ÙˆØ Ø¨Ù‡Ø§ Ù…ÙØµØ± ويغدو بها مصر
تطو٠بها الأعداء ÙÙŠ كل مهمة Ùـيجذبها Ù‚ÙÙ€ÙØ± ويـقذÙها Ù‚Ù€ÙØ±