من خصائص الادب الشيعي وميزاته
مما لا شكّ Ùيه أن الشعر Ù€ بما له من مميزات Ù€ ÙŠÙØ¹ØªØ¨Ø± من العوامل المؤثرة إلى ØØ¯ كبير ÙÙŠ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ÙˆØÙظ الوقائع ÙˆØ§Ù„Ø§ØØ¯Ø§Ø« ØŒ وما ينبغي تخليده وتدوينه وخصوصاً القضايا التي لا غنى للمسلم عن Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡Ø§ والوقو٠على ØÙ‚يقتها ØŒ إذ أن ما سجله الشعر تتلقاه الاجيال ØŒ ويبقى ÙÙŠ قلوب الناس.
وقد كان الشعر Ù€ خصوصاً ÙÙŠ تلك الايام Ù€ الوسيلة الوØÙŠØ¯Ø© التي بها ÙŠÙناط نقل الاخبار ÙˆØ§Ù„Ø§ØØ¯Ø§Ø« ØŒ إذ لم تكن ÙÙŠ السابق وسائل إعلام كما هو عليه Ø§Ù„ØØ§Ù„ ÙÙŠ الزمان Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø± ØŒ ولذا دأب الشعراء على تسجيل ما هو مهم ÙÙŠ نظرهم ÙÙŠ الشعر ولذلك ترى الكثير من الوقائع ÙˆØ§Ù„Ø§ØØ¯Ø§Ø« تلقيناها من طريق الشعر ØŒ هذا مع ما مرّ عليه من ظرو٠وملابسات ØŒ ولهذا Ø§ÙØ¹ØªØ¨Ø± الشعر مدرسة مهمة ÙÙŠ ØÙظ التاريخ والØÙˆØ§Ø¯Ø« بصورها الواقعية ØŒ وقد يؤرخها بأجلى أبعادها وأصدق معانيها.
ومن مميزات الشعر التي لا تنكر كونه عاملاً مساعداً ÙÙŠ ØªÙØ¬ÙŠØ± Ø§Ù„Ø¹ÙˆØ§Ø·Ù Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ© واستمالة القلوب والضمائر ØŒ والانشداد التام Ùيجعل من السامع كأنّما يعيش الواقعة تماماً وكأنه يراها أمام عينيه ØŒ وما ذلك إلاّ لاشتماله على المؤثرات Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ© التي يتميز بها عن غيره.
ولهذا كلّه تعر٠سبب اهتمام أهل البيت (عليهم السلام) ÙˆØ¥Ù„ØØ§ØÙ‡Ù… الشديد ÙÙŠ تخليد شهادة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وما جرى على أهل بيته Ù€ ÙÙŠ الشعر خاصة Ù€ Ùقد تواتر عنهم أنهم ركزوا تركيزاً بالغ الاهتمام ÙÙŠ نظم الشعر ÙÙŠ ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„هم ومصائبهم (عليهم السلام) وخصوصاً ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ ولم يقتصروا على ذلك بل ØªØØ¯Ø«ÙˆØ§ أيضاً عن ÙØ¶Ù„Ù‡ وثوابه العظيم عند الله Ù€ تعالى Ù€ ترغيباً لهم ÙÙŠ ذلك ØŒ ولا شك ÙÙŠ أن إنشاد الشعر Ùيهم (عليهم السلام) هو مصداق من مصاديق Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ أمرهم ØŒ وإليك بعض ما ورد ÙÙŠ ذلك :
1 Ù€ ما روي عن عبيد بن زرارة عن أبيه قال : دخل الكميت بن زيد على أبي Ø¬Ø¹ÙØ± (عليه السلام) وأنا عنده ØŒ ÙØ£Ù†Ø´Ø¯Ù‡ : « من لقلب Ù…ÙØªÙŠÙ‘Ù… مستهام » ØŒ Ùلما ÙØ±Øº قال (عليه السلام) للكميت : لا تزال مؤيداً Ø¨Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚ÙØ¯Ùس ما دمت تقول Ùينا .
2 Ù€ ما روي عن علي بن سالم عن أبيه عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : ما قال Ùينا قائلٌ بيتاً من شعر ØØªÙ‰ يؤيّد Ø¨Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚ÙØ¯Ùس .
3 Ù€ ما روي عن عبدالله بن Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ الهاشمي قال : قال أبو عبدالله (عليه السلام) : من قال Ùينا بيت شعر ØŒ بنى الله تعالى له بيتاً ÙÙŠ الجنة
4 Ù€ وروي أن Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ø¹ÙØ§Ù† دخل على الامام الصادق (عليه السلام) Ùقال له : أنك تقول الشعر ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وتجيده قال : نعم ØŒ ÙØ§Ø³ØªÙ†Ø´Ø¯Ù‡ Ùلما قرأ عليه بكى ØØªÙ‰ جرت دموعه على خديه ولØÙŠØªÙ‡ وقال له : لقد شهدت ملائكة الله المقرّبون قولك ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وإنهم بكوا كما بكينا ولقد أوجب الله لك الجنة ثم قال (عليه السلام) : من قال ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† شعراً ÙØ¨ÙƒÙ‰ وأبكى ØºÙØ± الله له ووجبت له الجنة
5 Ù€ ما روي عن Ø§Ù„ØØ³Ù† بن الجهم قال : سمعت الرضا (عليه السلام) يقول : ما قال Ùينا مؤمن شعراً يمدØÙ†Ø§ به ØŒ إلاّ بنى الله له مدينة ÙÙŠ الجنة أوسع من الدنيا سبع مرّات يزوره Ùيها كل ملك مقرّب وكل نبي مرسل .
وغير ذلك من الاخبار التي أكدوا Ùيها (عليهم السلام) ورغبوا شيعتهم ÙÙŠ ذلك مع بيان ÙØ¶Ù„ الانشاد وما له من الثواب والجزاء عند الله Ù€ تعالى Ù€ ØŒ وما ذلك كلّه إلاّ لاهمية الشعر وأثره الكبير ÙÙŠ Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ ذكرهم.
وامتثالاً لامرهم (عليهم السلام) هبّ Ø§Ù„Ø§ÙØ¯Ø¨Ø§Ø¡ والشعراء Ù€ قديماً ÙˆØØ¯ÙŠØ«Ø§Ù‹ Ù€ لهذا النداء ÙØ£Ø®Ø°ÙˆØ§ يبثّون ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ أهل البيت (عليهم السلام) ÙˆÙŠÙØ¸Ù‡Ø±ÙˆÙ† مظلوميتهم وما جرى عليهم من قتل وتشريد وتعذيب ÙÙŠ السجون ونÙÙŠ عن الاوطان ØŒ وخصوصاً واقعة الط٠الدامية وما جرى Ùيها على ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يكتÙوا بذلك إذ ضمّنوا أشعارهم Ø§Ù„Ø§ØØªØ¬Ø§Ø¬Ø§Øª الصارخة المدوية والاستنكار الشديد على قاتليهم وظالميهم ØŒ ولذلك كان الشعر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ÙˆÙ„Ø§ يزال ÙŠÙØ¯ÙˆÙŠ ÙÙŠ ضمير التاريخ ØŒ ويلهب النÙوس ويوقظ النائمين وينبه الغاÙلين والذين Ø¹ÙØªÙ…ت عليهم الØÙ‚يقة ولتصØÙˆ ÙƒÙ„Ù Ù†ÙØ³ من سباتها العميق.
ÙØ§Ù„ادب الشيعي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ Ù‡Ùˆ من قوام وأساس التعبير الصادق الذي ÙŠÙØ¸Ù‡Ø± لنا المأساة بأجلى أبعادها وصورها وأصدق معانيها الواقعية.
قال Ø£ØØ¯ الاعلام : أنا لا أنكر ما للادب الشيعي من الروعة ØŒ وما Ùيه من الجمال ØŒ لانّ هذه الظاهرة ÙÙŠ الادب الشيعي ÙˆØ§Ø¶ØØ© يجدها كل قارىء تذوّق
الادب ØŒ أدب الشيعة صدى لعواط٠ملتهبة ØŒ أخمد الزمان لهيبها أن يظهر ØŒ وأطلق الادب دخانها أن يثور ØŒ ÙÙØ§Ø كما ÙŠÙÙˆØ Ø§Ù„Ù†Ù‘ÙŽØ¯Ù ØÙŠÙ† ÙŠØØªØ±Ù‚ ØŒ وماء الورد ØÙŠÙ† يتصعد.
ÙˆÙÙŠ الادب الشيعي رقة الدمع ورهبة الدم ØŒÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† للقلوب الكئيبة ØŒ كالنار ØÙŠÙ† تنÙÙŠ خبث Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ وتنقي الذهب الابريز ØŒ ويستطيع الاديب الشيعي أن يبكي ÙÙŠ ثورته وأن يثور ÙÙŠ بÙكائه وأن ÙŠÙØ³ÙŠØ·Ø± على الموق٠ÙÙŠ كلتا Ø§Ù„ØØ§Ù„تين ØŒ لانه ÙŠÙلقي من شظايا ÙØ¤Ø§Ø¯Ù‡.
لم تستطع الشيعة أن تعمل ولكنها استطاعت أن تقول ØŒ والكبت ØÙŠÙ† يشتد يتصل بأعماق Ø§Ù„Ù†ÙØ³ ليمزج العقيدة Ø¨Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ© ØŒ ثم يتصعد مع Ø§Ù„Ø²ÙØ±Ø§Øª أدباً ÙŠÙلهب ويتلهب ويبكي ويستبكي ØŒ ÙˆÙÙŠ أنّة Ø§Ù„ØØ²ÙŠÙ† معاني لا تستطيع أن تعبر عنها أنة٠المعاÙÙ‰ وإن تشابهتا ÙÙŠ التوقيع.
هذا ما يجعل أدب الشيعة ÙÙŠ القمة من أدب المسلمين ÙˆÙÙŠ الذروة من أدب العروبة وهذا بعض ما Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯ØªÙ‡ من يوم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وأيام العترة ÙÙŠ التاريخ ØŒ وأيامهم ÙÙŠ التاريخ دموعاً ودماً .
ولما كانت هذه بعض خصائص ومميزات الادب الشيعي ØŒ وق٠المناوئون Ù€ لاهل البيت (عليهم السلام) وخصوصاً بنو اÙمية وأتباعهم ومن Ù†ØØ§ Ù†ØÙˆÙ‡Ù… لاتخاذ Ø§Ù„Ù…ÙˆØ§Ù‚Ù Ø§Ù„ØØ§Ø²Ù…Ø© ØŒ والتدابير اللازمة ضد شعراء أهل البيت (عليهم السلام) والذين جعلوا على عاتقهم إظهار مظلوميتهم انتصاراً للØÙ‚ مهما كلÙهم ذلك ما دام أنه يرضي الله ورسوله ØŒ إذ أن الامويين واتباعهم ÙŠÙØ¯Ø±ÙƒÙˆÙ† تماماً مدى خطورة Ø§Ù„ØªÙØ§Ø¹Ù„ الشعري على نواياهم ÙˆØ§ÙØ¹Ø§Ù„هم.
ومع ذلك كلّه نجد بعضاً من ذلك الشعر Ù…Ø¯ØØ§Ù‹ ورثاءً قد وصل إلينا على امتداد العصور مع ما لابسه من Ù…ØÙ† ومتاعب ØŒ ناهيك عمّا ضمّته موسوعات الشعر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ ÙÙŠ ذلك والذي يمثل ثروة أدبية لا غنى للمكتبة الاسلامية عنها.
ولإهمية هذا الأدب الثري يضم هذا القسم ما جاء ÙÙŠ ليلة عاشوراء Ù€ قديماً ÙˆØØ¯ÙŠØ«Ø§Ù‹ Ù€ من قصائد الولاء والتي ارسلت أضوأها على Ø£ØØ¯Ø§Ø« ومواق٠هذه الليلة العظيمة تخليداً لذكراها الأليمة.
- أهمية النقد الادبي الموضوعي
إنّ من أهم الدراسات الادبية هي الدراسات النقدية الموضوعية ØŒ والتي تستأثر بأهمية بالغة عند الدارسين ÙˆØ§Ù„Ø¨Ø§ØØ«ÙŠÙ† ÙÙŠ الادب ØŒ وموضع عناية الاديب والناقد والشاعر ØŒ ÙˆØØªÙ‰ القاريء النبيه الذي تستهويه مثل هذه الدراسات.
وكما لا يخÙÙ‰ أنّ للنقد الادبي قيمته الذاتية ØŒ إذ هو ÙŠÙقوّم النص الادبي ØŒ ويÙميّز جيده من غيره ØŒ ويØÙ„له ويدرسه على ضوء أدوات النقد الادبي ومعادلاته الخاصة ØŒ والتي منها Ù€ كما قيل Ù€ :
الذوق السليم ØŒ والتجربة الشخصية ØŒ والقواعد العقلية ØŒ ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© اللغة العربية وقواعدها ØŒ ÙˆØ§Ù„Ø§ØØ§Ø·Ø© بأساليب البيان ØŒ بعيداً عن كلّ نزعة وتعصب أو ميول Ù†ÙØ³ÙŠØ© ØŒ ومَنْ ثَمَّ الØÙƒÙ… على النص من خلال قراءته ÙˆÙ…Ù„Ø§ØØ¸Ø© عناصره الاخرى.
ومن الضرورة بمكان أن يتناول النقد٠الشعرَ من جهاته المÙهمّة والتي تنصب على مستوى Ø§Ù„Ù„ÙØ¸ وسلامته والمعنى ÙˆØµØØªÙ‡ ØŒ واستقامة الغرض ØŒ ÙˆÙ…Ù„Ø§ØØ¸Ø© الوزن والقاÙية ØŒ وائتلا٠كل منهما مع الاخر ØŒ كما يتناوله أيضاً من الناØÙŠØ© الÙنية والجمالية للقصيدة والاشارة إلى Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ…ها ØŒ واستخراج معانيها النÙيسة التي يرمي اليها الشاعر والاغراض التي إعتمدها الشاعر ÙÙŠ بناء قصيدته ØŒ ومقدار عمقها وسعة خيالها ومزاياها الادبية الاخرى ØŒ كما ÙŠØ¨ØØ« أيضاً عن خلل القصيدة واضطرابها وعيوبها إن وجد ذلك. ÙØ¹Ù„Ù‰ هذا Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ù† الضروري أن يق٠الشاعر على نقاط الضع٠ÙÙŠ قصيدته ØŒ الامر الذي يجعله أكثر دقة وتلاÙياً لاخطائه ÙÙŠ Ù…ØØ§ÙˆÙ„اته الاخرى اللاØÙ‚Ø©.
وهذا هو شأن الدراسات النقدية الادبية البنّاءة Ø§Ù„Ù‡Ø§Ø¯ÙØ© والتي ØªÙØ¹Ø¯ ثروة Ùكرية لا غنى عنها ÙÙŠ عالم الادب.
وانطلاقاً من ذلك وللاهمية المتوخاة نقدّم دراسة نقدية موضوعية بقلم الاستاذ ثامر الوندي ØÙˆÙ„ ما جاء ÙÙŠ ليلة عاشوراء من قصائد وتقويم مستواها وذكر بعض مزاياها وأغراضها والاشارة أيضاً الى خللها واضطرابها إن وجد ذلك ،كما تناول دراسة عامة لبعض السمات المشتركة Ùيما يخص ليلة عاشوراء ØŒ Ùلم يأل جهداً ÙÙŠ هذه الدراسة القيّمة والتي إستغرقت منه وقتاً ليس بالقصير ÙØ¬Ø²Ø§Ù‡ الله خيراً.
وكما لايخÙÙ‰ أنّ الاستاذ الناقد لاتخÙÙ‰ قدرته النقدية وعمقه ÙÙŠ معاني الشعر ØŒ وإني أخاله يستنطق القصيدة بلا عناء ÙØªÙÙØµØ له عن أسرارها الكامنة ÙØªÙخرج له ماخبأه الشاعر ÙÙŠ أعماقها بما ÙÙŠ ذلك أسرار شاعرية ØµØ§ØØ¨Ù‡Ø§ ØŒ ليق٠الشاعر على ما تركه من لمسات ÙÙŠ نصّه الشعري ليكون له ØØ§Ùزاً ÙÙŠ تطوره مستقبلا.
وآمل أن تكون مثل هذه الدراسات مستوعبة أدب الجيل بالشكل المناسب وتعطيه أهميةً بالغةً لما ÙÙŠ ذلك من تقدم أدبي على صعيد Ø£ÙØ¶Ù„ مما هو عليه الان مما يجعله أكثر تطوراً من ذي قبل.
مرايا ليلة عاشوراء
بقلم الأستاذ الوندي
داخل هذا التخصيص ÙˆØ§Ù„ØØµØ± ØŒ لا يمكن للاستقصاء Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ« عن النصوص الشعرية أن يصل إلى أقصى مما وصل إليه Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ« ÙÙŠ Ø§Ù„ØØµÙˆÙ„ على نصوص تخص ليلة العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù… ÙˆØØ¯Ù‡Ø§ ØŒ Ùˆ هذا الجهد الظاهر Ùˆ العناء Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ù…Ù† لدن Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ« ÙÙŠ تضاعي٠المنشور والمطبوع من النصوص المختصة ÙŠØµØ§ØØ¨Ù‡ جهد Ùˆ عناء آخر تØÙ…ّله الاخوة الشعراء المعاصرون الذين طاردتهم رغبة Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ« وملاØÙ‚اته الجادة ÙˆØØªÙ‰ توسلاته Ù€ جزاه الله كل خير Ù€ Ùˆ لا أرى Ùيه إلا Ù…Ø¹Ø±ÙØªÙ‡ الØÙ‚ّة بما يعتري الشعراء من نزق منطلق بلا قيود ونزوع Ø·Ùوليّ الى Ø§Ù„ØªØØ±Ø± والانعتاق من كل Ùكرة ضاغطة ومشروع ÙŠÙØ±Ø¶ على الشاعرية ما يريده لا ما تريده هي ØŒ وإذ Ù†ØÙŠÙ‘ÙŠ سعي Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ« الدؤوب نكبر كذلك Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ÙˆÙ„Ø§Ø¦ÙŠØ© الوثّابة والاستجابة الكريمة التي أولاها الاخوة الشعراء لهذا المشروع الرائد.
لنقرر إبتداءً بعض نقاط الانطلاق ÙƒÙØ±Ø¶ÙŠØ§Øª قابلة للامتداد التطبيقي ÙÙŠ قراءتنا للنصوص الشعرية وهي :
1 Ù€ إن Ø§Ù„Ø§ØØ¯Ø§Ø« التي جرت ÙÙŠ ليلة عاشوراء هي مادة أولية خام سيتناولها الشاعر أو الاديب ÙÙŠ نصّه Ùيعمل كل على شاكلته ØŒ بمعنى الاختلا٠ÙÙŠ طرق وأساليب التناول مما ÙŠÙØ±Ø² نتاجات Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© أو ØØªÙ‰ متقاطعة متباينة لكنها مؤطّرة بالاطار الكلي العام.
2 Ù€ تباين الرؤيا الشعرية عن الرؤية التأريخية ØÙŠØ« ØªÙØ¹Ù†Ù‰ الثانية بالتطابق مع المقطع الزمني Ù„Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© Ø¨ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ها ÙÙŠ شكل الصدق الواقعي ØŒ أما الاÙولى ÙØªÙعنى بالعلاقة الضمنية أو ØØªÙ‰ التلازمية مع Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© ÙÙŠ شكل الصدق الÙني الجمالي
3 Ù€ إن الشاعرية عمل إنساني كباقي الاعمال الانسانية الاخرى ØŒ ÙÙيها عرض عريض بين القوة والضع٠، وبين الاجادة والكبوة ØŒ والاتقان والرداءة ØŒ ÙØ±Ø¨Ù…ا نواجه شاعراً Ù…ÙØ¬ÙŠØ¯Ø§Ù‹ لم ØªØªÙˆÙØ± ÙÙŠ نصّه هنا عوامل الاجادة والاتقان والتوÙيق ØŒ Ùلن تمنعنا إجادته ÙÙŠ نصوصه Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ عن Ù…ÙØ³Ø§Ø¡Ù„ته نقديّاً والاشارة إلى مواطن الضع٠ÙÙŠ نصّه مع جليل Ø¥ØØªØ±Ø§Ù…نا لتجربته ورصيده.
4 Ù€ هناك نصوص شعرية مكتوبة للقراءة الشعرية سيكون إنØÙŠØ§Ø² الاهتمام والرعاية النقدية لها مبرّراً ØŒ لقابلية مثل هذه النصوص على إعطاء Ø§Ù„ÙØØµ والاستقصاء النقدي أكثر من Ù…ÙØªØ§Ø لذلك ØŒ مع الاشارة المستعجلة لثلاثة أنواع من النصوص المنظومة Ø§Ù„Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ : Ù€ أوّلها منظوم للتوثيق ØŒ والثاني للخطابة ØŒ والثالث للانشاد.
5 Ù€ ÙÙŠ غمرة هذا الخليط لم نجد ما يشترك به الشعراء والناظمون ليؤلّ٠سمة مشتركة يمكن ØªØØ¯ÙŠØ¯Ù‡Ø§ وإبرازها لذا آثرنا أن نتعامل مع النصوص بشكل Ù…ÙØ±Ø¯ وقد أهملنا بعض النصوص إما لخلوّها من القيم الجمالية الÙنية ØŒ أو اختصاراً لوجود تجارب مشابهه مع الاعتذار من كل الاخوة.
6 Ù€ رأيت أن أتوسع مع الشاعر بولس سلامة لمقتضيات عقائدية ØŒ لانّه كتب عن أهل البيت (عليهم السلام) Ùˆ هو مسيØÙŠ Ø§Ù„Ø¯ÙŠØ§Ù†Ø© ØŒ ولمقتضيات Ùنية لانّ شعره نموذج للتجربة الشعرية الناضجة Ùنيّاً ØŒ ولمقتضيات تأريخية لانّه كتب ملØÙ…ته شعراً عمودياً ÙÙŠ سنين الخروج على هذا الشكل من النظم بالشكل الجديد المسمى (الشعر Ø§Ù„ØØ±) أعوام 1947 Ù€ 1948 Ù….
7 Ù€ سأبدأ بدراسة عامة لبعض السمات المشتركة عند شعراء المجموعة ÙØ£ØªÙ†Ø§ÙˆÙ„ أولاً الخطاب الشعري الخاص بالشعراء لليلة عاشوراء على المستوى المضموني ثم أدرس ثانياً وعلى المستوى الشكلي البنائي ظاهرة Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± Ø§Ù„ØØ³ÙŠ Ø£Ùˆ الشعوري ÙÙŠ شعر بعض الشعراء الذين وثّقوا Ù„ØØ§Ù„تين أسميتهما على التوالي (إتخاذ الليل جملا... ودويّ النØÙ„) وهذه هي السمات المشتركة التي وجدتها ÙÙŠ النصوص وإن لم يشترك Ùيها معظم الشعراء.
Ùنرجو أن تروق لكم هذه Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© ونسأل الله السداد والتوÙيق.
القسم الاول : الخطاب الشعري لليلة عاشوراء
عندما نمتلك وعياً نقدياً مبسّطاً ونقرأ من خلاله المشهد الشعري المجاور Ù„ØØ±ÙƒØ© بثّ المنظومة المعرÙية Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© على إختلا٠وسائطها ØŒ لا نرى هناك إلا الشعر Ù…ØØ±Ù‘كاً للوجدان والضمير الموالي ØŒ ولا نجد سواه وَقوداً ملتهباً متأججاً Ø¨Ø§Ù†ÙØ¹Ø§Ù„اته المتولدة من صوره وتراكيب Ø£Ù„ÙØ§Ø¸Ù‡ وجمله.
Ùلو تأملنا مجلساً ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ§Ù‹ بلا شعر ØŒ Ùهل يستطيع خطيب أن يقرّب سامعيه من الابعاد المأساوية بÙÙ‚ÙØ·ÙŽØ¹ نثرية ØŸ وكي٠سيتمكّن من تصوير المصاب Ø¨Ø¥ØºÙØ§Ù„ الجذوة الجيّاشة Ø¨Ø§Ù„Ø¹ÙˆØ§Ø·Ù ÙˆØ§Ù„Ø§ØØ§Ø³ÙŠØ³ والمشاعر التي ÙŠØÙ…لها الشعراء ÙÙŠ ØØ¨Ø§Øª قلوبهم ØŸ لابد من تأشير ذلك لئلا ÙŠÙهمّش دور الشعر ÙÙŠ الØÙ…ّى التبخيسية التي تتعرض لها كلّ الانشطة الانسانية الØÙ‚Ø© والتي تملا Ø§Ù„ÙØ±Ø§ØºØ§Øª Ø§Ù„ØØ³Ø§Ø³Ø© ÙÙŠ ØÙŠØ§Øª البشر ØŒ بعد غَلَبة الاÙكار Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù„ّطة التي تØÙ…Ù„ طابع السطو على المجالات والØÙ‚ول المؤثّرة ÙˆØ§Ù„ÙØ§Ø¹Ù„Ø© ÙÙŠ الانسان Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ والمجتمعات.
ولعلّي أجد أكثر من مبرّر Ø£ØØªÙ…ÙŠ ØªØØª ظلاله ÙÙŠ Ù…ØØ§ÙˆÙ„تي قراءة نصوص المجموعّة إنطلاقاً من النصوص Ù†ØÙˆ ليلة عاشوراء وليس العكس ØŒ أي من ليلة عاشوراء Ù†ØÙˆ النصوص.
Ùليلة عاشوراء Ù„Ø§ØªØØªØ§Ø¬ الادب إلا ÙƒØÙ„ّة لها ØŒ وصورة تتجلّى بها ØŒ ووتر يرنّم انشودة العطاء ÙˆØ§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ والتضØÙŠØ©.
ربّ سائل ÙŠØ·Ø±Ø Ù‡Ø°Ù‡ الاثارة (ما علاقة النقد الادبي بليلة عاشوراء ØŸ) ونØÙ†
بدورنا نجيب :
أنها علاقة أي نشاط إنساني ØÙŠÙˆÙŠ Ø¨Ù…Ø¨Ø§Ø¯Ø¦Ù‡ وثوابته ومرتكزاته العقائدية والدينية من خلال الواقع والتاريخ الذي يعيشه ØŒ Ùمادام هناك أدب ÙŠÙكتب عن المأساة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© (شعراً كان أو غيره من الاجناس الادبية والÙنية) Ùلابد من وجود نقد يختبر ÙˆÙŠÙØØµ ويؤشّر ويقوّم ويثمّن ويوجّه ÙˆÙŠÙØªØªØ طرق التلقي السليم ÙˆÙŠÙØ´Ø°Ù‘ب أساليب القراءة الصØÙŠØØ©.
ÙØ§Ù„نقد ÙŠÙÙØ¹Ù‘Ù„ عملية Ø§Ù„Ø§Ù„ØªÙØ§Ù ØÙˆÙ„ الادب (مؤلÙين وقراء) وكذلك هو ÙŠØ±ÙØ¹ من درجات الاهتمام بالنشاط الادبي كنشاط إنساني ضروري يكتسب مشروعيته من ØØ§Ø¬Ø© الناس اليه لايجاد ØØ§Ù„Ø© التوازن ÙÙŠ الجانب الشعوري الوجداني لبني البشر.
وبعد.. ÙØ§Ù„شاعر الولائي Ø¨ØØ§Ø¬Ø© الى Ø§Ù„Ø§ØØªØ¶Ø§Ù† والرعاية ÙˆØ§Ù„Ø§ØØªÙاء ØŒ لانه المعادÙÙ„ العاطÙÙŠ الوجداني للعالÙÙ… والمÙكّر والÙيلسو٠، وهو ØÙ†Ø¬Ø±Ø© الاماني المستترة ØŒ وصوت الضمير النابع من أعماق الذات Ø§Ù„Ù…ØªÙØ§Ø¹Ù„Ø© مع النداء الالهي المتجلي ØŒ دائماً وأبداً على ØµÙØØ§Øª الولاء الØÙ‚ Ù„ØÙ…لة النور الرباني المتوهّج ØŒ بسيد الاكوان والمخلوقات الرسول الاكرم Ù…ØÙ…د (صلى الله عليه وآله) وآل٠بيته المعصومين (عليهم السلام) .
ليلة عاشوراء ما هي إلا Ù…ØØ·Ø© من Ù…ØØ·Ø§Øª المسيرة العظيمة ØŒ وهي موق٠يمتد وأÙÙ‚ إنتظار لما Ø³ÙŠØØ¯Ø« ØŒ Ùلا غرو أن ØªÙØ«ÙŠØ± عند الشعراء كوامن الابداع وينابيع العطاء ليقÙوا أمام جلالها وعظمتها ÙˆÙ‚ÙØ© ØÙŠØ±Ø© ووجل.
مالذي ÙŠÙØ¹Ù„Ù‡ كائن سينتهي ÙÙŠ يوم ما من أيام الزمن مع واقعة تشمخ على قوانين الزمن الصارمة ØŸ.
إن لليلة عاشوراء من الخصائص ما يجعلها تØÙ‚Ù‚ إمتدادات متنائية النهايات ØŒ ÙˆÙ…Ø³Ø§ØØ§Øª مترامية الابعاد ØŒ ÙˆØØ¬ÙˆÙ…اً غائرة الاعماق ÙÙŠ الوجود الانساني عبر أزمانه المتعددة.
ØªÙØ±Ø³Ù„ الواقعة رسالتها Ù€ الى هدا الكائن Ø§Ù„ØØ³Ø§Ø³ ÙÙŠ زمنه Ø§Ù„Ù…ØØµÙˆØ± المهشّم Ù€ عبر سياق ÙŠØÙظ للرسالة هويتها ÙˆØµÙØ§ØªÙ‡Ø§ ØŒ وهذا السياق هو Ù€ عملية نقل الوقائع التاريخية المهمة Ù€ وسيكون هناك نظام إتصال مادّي يؤمّن وصول الواقعة بطزاجتها ونضارتها ÙˆØÙŠÙˆÙŠØªÙ‡Ø§ من المرسل (ليلة عاشوراء) الى المستلم (وهو الشاعر هنا) وستنبري Ø´ÙŠÙØ±Ø© Ù…ØØ¯Ø¯Ø© خاصة Ù€ يعر٠الشاعر المستلم Ù…ÙØ§ØªÙŠØÙ‡Ø§ Ù€ لاعادة ØØ¯ÙˆØ« الواقعة ÙÙŠ ذهن المستلم.
بعد هذا ماالذي Ø³ÙŠØØ¯Ø« ØŸ
هل ÙŠØµØ Ø£Ù† نعدّ Ø§Ù„Ù…ÙØ±Ø¯Ø§Øª التاريخية لليلة عاشوراء كمواد أولية خام للعملية التØÙˆÙŠÙ„ية الشعرية التي ستتناولها أم لا ØŸ
إن Ù…ÙØ±Ø¯Ø§Øª ليلة عاشوراء Ù€ Ø£ØØ¯Ø§Ø«Ø§Ù‹ وشخصيات ÙˆØÙˆØ§Ø±Ø§Øª ÙˆØ®ÙØ·Ø¨Ø§Ù‹ Ù€ Ù„ØØ¸Ø§Øª زمنية خاصة تجاوزة خصوصيتها المشخصة ØŒ وتخطة إثباتها ÙÙŠ السجلّ التاريخي لتستمرّ ÙÙŠ Ù†ÙØ¶ أغبرة النسيان عنها بنبض ØÙŠÙˆÙŠ Ù…ØªØµØ§Ø¹Ø¯ لتتواصل ØŒ مع كل Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø§Øª والازمان الخاصة التي ستعقبها وتليها ØŒ بنداء ØÙŠÙ‘ متدÙÙ‚ ÙØªØ®Ø§Ø·Ø¨ عقولاً وقلوباً لم تعش معها تلك Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø© التاريخية ولم تعاصرها ولم تتزامن معها.
Ùهي مواد أوليّة لعملية الكتابة تشعّ إمكانات وقدرة وطاقة هائلة لايمكن أن ÙŠØÙŠØ· بكلياتها متأمل ØŒ ولايستطيع أن يستوعب جزئياتها متÙكر ØŒ Ùنرى الشعراء ØÙŠØ§Ø±Ù‰ بين من يقارب الوثيقة التاريخية بنظمه موثّقاً ØŒ وبين من يستبطن Ù…ÙØ±Ø¯Ø§ØªÙ‡Ø§ ويدور ØÙˆÙ„ها متصوّراً.
سنق٠عند Ø£ØØ¯ المداخل Ø§Ù„Ù…ØªÙØ§Ø¹Ù„Ø© مع الليلة ØŒ وهذا المدخل هو الخطاب الذاتي الخاص بالشاعر عندما ينادي ليلة عاشوراء لنرى سمات ÙˆØµÙØ§Øª وأبعاداً Ø³Ù†ØØ¯Ø¯Ù‡Ø§ تباعاً من مجمل خطابات شعراء المجموعة كالاتي :
أ ـ البعد المأساوي المجرّد :
لابدّ لظاهرة الالم والتوجّع أن تطÙÙˆ على Ø§Ù„Ø³Ø·Ø ÙÙŠ الغليان الانساني Ø§Ù„Ù…Ù†ÙØ¹Ù„ بالقضية Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØ© على وجه العموم ØŒ لكني أقصد هنا ØØµØ± الخطاب الشعري لليلة عاشوراء بالصورة العامة للالم والمأساة بدون ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ Ùنرى الشيخ النصيراوي يخاطبها :
ياليلة Ø§Ù„ØØ²Ù† خطّي للنهى علما * Ùقد كتبناك ÙÙŠ أعماقنا ألما
ب ـ البعد المأساوي المتجسّد :
وهو بعد ÙŠÙˆØ¶Ø Ø£Ø«Ø± الليلة على ØØ²Ù† الشاعر ØŒ ØÙŠØ« يتجسد هذا Ø§Ù„ØØ²Ù† بصورة دمع يسيل دماً عند الشيخ المنصوري ÙÙŠ خطابه لها :
بك ياليلة الوداع الرهيب * سال دمعي دماً لرزء الغريب
أو أن يتجسد جمراً ÙˆØØ±Ù‚Ø© ÙÙŠ الاكباد عند السيد القزويني :
ليلة العاشر قد Ø®Ù„Ù‘ÙØª ØØªÙ‰ Ø§Ù„ØØ´Ø± ÙÙŠ الاكباد جمراً
ج Ù€ البعد Ø§Ù„ØØ±ÙƒÙŠ :
وهو بعد يخاطب Ùيه الشاعر الليلة ÙƒØÙ‚ مضيّع ØŒ Ùيسقطها تاريخياً على
Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø± والمستقبل ليتم Ø§Ù„ØªØØ±Ùƒ Ù†ØÙˆ ثارات الامام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) كما عند السيد مدين الموسوي :
لا تتركي ØØ¬Ø±Ø§Ù‹ على ØØ¬Ø±Ù * ياليلــة الارزاء والكــدر
صبّي على الدنيا وما ØÙ…لت * من نار غيضك ØØ§Ø±Ù‚ الشرر
ياليلة وقــ٠الزمـان بها * وجÙـلاً ÙŠÙـدوّن أروع الصور
ونهج الشاعر ناجي Ø§Ù„ØØ±Ø² المنهج Ù†ÙØ³Ù‡ لكن Ø¨ØªÙØµÙŠÙ„ بالمطالبة للثارات ليقول :
أليلة يوم عاشــوراء عـودي * بكلّ الصØÙ€Ù€ÙˆÙ‘ والهمم العظام
أعيدي ÙØªØÙƒ القــدسيّ زهـواً * ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ€Ø§Ù‹ علـى الــداء العقام
وصبي النور Ùـي شرق وغرب * ولـيس على عــراق أو شآم
لقد عمّ الظـلام وعـاد ØÙŠÙ€Ù€Ø§Ù‹ * أبـو سÙيان ينÙــخ ÙÙŠ الظلام
أو أن يتوجه الشاعر Ù„ÙƒØ´Ù ØØ±ÙƒÙŠØ© الليلة وما تولّده ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© العامة للانسان والكون والØÙŠØ§Ø© كما عند الشيخ مهدي المصلي :
ليلة أسهرت عيــون الليـالـي * لتــرينا عـزائــم الابطال
وتــرينا الـشموس ØªÙØªØ±Ø³ الليل * لتمØÙˆ عصر الليــالي الطوال
وتــرينا التـاريخ أشرق Ùيــه * عÙقــد نـور Ù…Ùـرصّع باللالي
وترينا الانسان يسمـو على النجم * منــاراً ورجلـه Ùـي الرمال
وترينا الليل الذي يلـد Ø§Ù„ÙØ¬Ù€Ù€Ø± * Ùيهـوي ظلامــه للــزوال
أو هي ØØ±ÙƒÙŠÙ‘Ø© قيم ÙˆÙ…ÙØ«ÙÙ„ وتجاوز على ثبات التاريخ ÙÙŠ نداء أخلاقي سلوكي كما عند يقين البصري :
ياليلةً يا مخاضَ الدهر٠ياØÙقبــاً * قدسيةً يانضالاً مــورقاً ذهبا
ياليلة مـن عـذابـات مطـرّزة * بالكبرياء شطبت المØÙ„ والجدبا
ياليلة عمرهـا التاريخ أجمعــه * والمـجد٠أشرÙÙÙ‡ بالعزّ ما إكتسبا
أو هي ØØ±ÙƒÙŠØ© سموّ ÙˆØ±ÙØ¹Ø© على الزمن بأيامه ولياليه كما عند السيد Ù…ØÙ…د شعاع ÙØ§Ø®Ø± :
اليل سجى ÙÙŠ كربلاء أم Ø§Ù„ØØ´Ø± ØŸ * تسامت به الايام ÙˆØ§ÙØªØ®Ø± الدهر
د ـ البعد الزمني المتقابل :
وهو بعد يقابل Ùيه الشاعر الليلة مع النهار ÙƒÙ…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… زمنية Ù„ÙŠÙØ®Ø±Ùج الليلة من زمنيتها ÙˆÙ„ØØ¸ÙˆÙŠØªÙ‡Ø§ كما عند الشاعر عبدالكريم آل زرع :
أليلة عاشوراء ياØÙ„كاً شبّا * ØÙ†ÙŠÙ†ÙƒÙ أدرى من نهارك ماخبّا
أما تقابل ØµÙØ§Øª الليل والنهار ØŒ ÙØ¨ÙŠÙ† السواد والبياض يعرض سعيد العسيلي ذلك :
هي ليلة كانت برغم سوادها * بيضاء تبعث ÙÙŠ الهدى تغريدا
هـ ـ البعد التشكيلي :
وهو بعد الاستبطان وإعادة الصياغة والانشاء التصويري Ù„Ù„Ù…ÙØ±Ø¯Ø§Øª ØŒ ÙØ§Ù„ليلة تبدو ÙØ§Ø¬Ø¹Ø© ÙÙŠ إنعكاسها عند الشيخ علي Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ ليصÙها هكذا :
أنت ياليلة إنخسا٠المرايا * ÙÙŠ وجوه السنين والاØÙ‚اب
ويطالب الشاعر جواد جميل الليلة أن ØªÙØ·Ùيء شموعه بدم الطÙÙˆÙ ÙÙŠ تشكيل صوري بين سيولة الدماء واشتعال الشموع ÙÙŠ تقابل (الماء Ù€ النار) من
العناصر الاربعة ÙÙŠ جدلها عندما يخاطب الليلة قائلا :
آه٠ياليلة الاسى والدموع٠* Ø£Ø·ÙØ¦ÙŠ ÙÙŠ دم الطÙو٠شموعي
وستنوسع مع Ø£ØØ¯ أبيات الشاعر جاسم الصØÙŠÙ‘Ø Ùيما بعد والذي ÙŠØÙ‚Ù‚ هذا البعد أيضاً ØÙŠÙ† يقول :
ياليلة كست الزمان بغابة * من روØÙ‡Ø§ قمرية الادغالÙ
إما الشاعر ÙØ±Ø§Øª الأسدي Ùقد خاطب الليلة عبر إخراجها عن دلالتها الزمنية إلى دلالة تشكيلية ملونة بلون النزي٠ØÙ‚Ù‚ Ùيها ظاهرة لغوية قرآنية ÙÙŠ التلاوة تسمى تعانق الوق٠، ÙØ¨Ø¥Ù…كاننا أن نقرأ بيته التيالي :
Ùناولي دمه ياليلة عبرت * إلى Ø§Ù„Ù†Ø²ÙŠÙ Ø¬Ø±ÙŠØ Ø§Ù„Ø®Ø·Ùˆ منسكبا
إما أن تكون شبه الجملة ( إلى النزي٠) عائدة إلى ( ياليلة عبرت ) أو عائدة إلى ( Ùناولي دمه ) لتندمج بذلك ØØ§Ù„تا التشكيل الرؤيوية ÙˆØ§Ù„Ù„ÙØ¸ÙŠØ© كما هو معهود عنده.
القسم الثاني : ظاهرة Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± Ø§Ù„ØØ³ÙŠ
بعد أن يتم الاتصال بين الشاعر Ù€ ÙÙŠ Ù„ØØ¸ØªÙ‡ الزمنية الهشّة.. وبين الواقعة التي تكرّست كموق٠وجودي للانسان النوعي ÙÙŠ Ù„ØØ¸ØªÙ‡Ø§ الزمنية الخارجة على التسلسل الطبيعي لسيرورة الزمن Ù€ يقرّر الشاعر أن يشتغل على Ø¥Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± الهيئة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ‘Ø© أو الشعورية للواقعة ØŒ Ùيكون هناك Ù…ÙØªØ±Ù‚ طرق ÙÙŠ أساليب التناول والمعالجة.
ولأن الواقعة أرسلت ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ها رسالة إليه (عبر نظام إتصال ماديّ Ù€ كتب المقاتل والسير والتأريخ عادة Ù€ ضمن سياق تاريخي ØØ§Ø¶Ø± يؤطرها ويØÙ…يها ويؤمّن توصيلها كمعنى ØÙŠÙˆÙ‘ÙŠ وطازج ØŒ Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى وجود Ø´ÙØ±Ø© Ø´ÙØ§ÙØ© موجّهة ومØÙزة لانتباه المتلقي للرسالة) عبر طريق إتصال كتابي ØŒ ÙØ³ÙŠÙƒÙˆÙ† الاشتغال على الوثيقة المكتوبة الناقلة للواقعة كظاهرة لغوية ÙØ¥Ù…ا أن يطابقها باستنساخ Ùوري على ورقة أخرى Ù€ إن ØµØ Ø§Ù„ØªØ¹Ø¨ÙŠØ± Ù€ أو أن لا ÙŠÙØ¹Ù„ ذلك ØŒ ولغرض ÙØØ¶ هذه Ø§Ù„ÙØ±Ø¶ÙŠØ© سنتعرض Ù€ على مستوى الامتداد التطبيقي Ù„Ù„ÙØ±Ø¶ÙŠØ© Ù€ إلى Ù…ØØ·ØªÙŠÙ† أو موقÙين من مواق٠ليلة عاشوراء Ø§Ù„ØØ§Ùلة Ø¨Ø§Ù„Ù…ÙˆØ§Ù‚Ù Ù„Ù†Ù„Ø§ØØ¸ كي٠عالج الشعراء هذين الموقÙين ÙÙŠ شعرهم :
Ù…ØØ·Ø© ( اتخاذ الليل جملاً )
نبدأ أولاً بالنص الذي ØØ§ÙˆØ± به الامام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ليلة العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù… ليتركوه ÙˆØØ¯Ù‡ للاعداء ÙÙŠ نص ÙŠØÙ…Ù„ كلّ أسرار البلاغة العلوية ØÙŠÙ† قال لهم : (هذا الليل قد غشيكم ÙØ§ØªØ®Ø°ÙˆÙ‡ جملاً)
ÙØ³Ù†Ø±Ù‰ كي٠تناول الشعراء مقطعاً منه ØªØØ¯ÙŠØ¯Ø§Ù‹ وإختصاراً وهو نص (Ùهذا الليل ÙØ§ØªØ®Ø°ÙˆÙ‡ جملاً) ÙØ¹Ù†Ø¯ Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© Ø¥Ø³ØªØØ¶Ø§Ø±Ù‡ ÙˆØ¥Ø³ØªØ¶Ø§ÙØªÙ‡ سيكون هناك Ø¥Ø³ØªØØ¶Ø§Ø±Ø§Ù† للاداء الشعري المقابل ÙÙŠ صيغة إعادة إنتاج أو مقاربة متدرجة وهما :
1 Ù€ Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± Ø§Ù„Ù„ÙØ¸ÙŠ :
ÙÙŠ هذا الجزء من النصّ الاصلي ثلاث كلمات هي (الليل ØŒ ÙØ§ØªØ®Ø°ÙˆÙ‡ ØŒ جملاً) وبما أن السياق الذي جاءت Ùيه هذه الكلمات ÙÙŠ النص هو سياق الخطاب النثري غير الموزون ÙØ³ÙˆÙ يقرّبه الشعراء إلى واقع النظم ÙˆÙقاً لمتطلبات الاوزان العروضية التي سيستخدمونها ØŒ وسنقسّم هذا Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± Ø§Ù„Ù„ÙØ¸ÙŠ ÙˆÙقاً لوجود الكلمات الثلاث الى :
Ø£ Ù€ Ù„ÙØ¸ÙŠ ØªØ§Ù… :
إستطاع الشعراء أن يستخدموا الكلمات الثلاث Ùيه ومنهم الشيخ هادي آل كاش٠الغطاء ÙÙŠ إرجوزته ØÙŠØ« قال من Ø¨ØØ± الرجز :
الليل قد أجنّكم وأقبلا * ÙØ§ØªØ®Ø°ÙˆÙ‡ للنجاة جملا
وكذلك السيد Ù…ØØ¯ رضا القزويني ØÙŠØ« قال من Ø¨ØØ± الرمل :
أقبل الليل ألا ÙØ§ØªØ®Ø°ÙˆÙ‡ جملاً ÙØ§Ù„ستر Ø£ØØ±Ù‰...
ب Ù€ Ù„ÙØ¸ÙŠ Ù†Ø§Ù‚Øµ :
إستخدم الشيخ عبدالمنعم Ø§Ù„ÙØ±Ø·ÙˆØ³ÙŠ Ù„ÙØ¸Ø© (الظلام) بدلاً عن Ù„ÙØ¸Ø© (الليل) لمقتضيات عروضية إقتضاها النظم على Ø¨ØØ± الخÙÙŠÙ Ùقال :
جنّ هذا الظلام ÙØ§ØªØ®Ø°ÙˆÙ‡ * جملاً للنجا وأضÙÙ‰ غشاء
ومن Ø¨ØØ± الكامل قال السيد Ù…ØØ³Ù† الامين ÙÙŠ قصيدته (همم على هام النجوم) :
جاء المسا ÙØ¯Ø¹Ø§Ù‡Ù…٠قوموا اذهبوا * ÙØ§Ù„ليل٠ستر Ø¬Ù‡Ø±Ù‡Ù Ø¥Ø®ÙØ§Øª
وقال ÙÙŠ قصيدته الاخرى بعد أن إستبدل Ù„ÙØ¸Ø© (الليل) Ø¨Ù„ÙØ¸Ø© (المساء) ولم يذكر الكلمتين الاخريتين :
وأتى المساء وقد تجهّـم وجهه * واليوم Ù…ØØªØ´Ø¯ البـلاء عصيب
قال إذهبوا وانجوا ونجّوا أهلـ * بيتي إنني ÙˆØØ¯ÙŠ Ø£Ù†Ø§ المطلوب
وقال السيد Ø£ØÙ…د العطار بعد إبداله Ù†ÙØ³ Ø§Ù„Ù„ÙØ¸Ø© Ø¨Ù„ÙØ¸Ø© (الدجى) ولم يذكر غيرها أيضا من Ø¨ØØ± الخÙÙŠÙ :
إذهبو ÙØ§Ù„دجى ستير وما الوقت * هجيراً ولا السبيل خطيرا
وكذلك الشيخ Ù…ØÙ…د سعيد المنصوري باستبدالها Ø¨Ù„ÙØ¸Ø© (الغروب) ولم يذكر غيرها أيضاً من Ø¨ØØ± الخÙÙŠÙ :
قال يا ØµØØ¨ÙŠ Ø§Ù„ÙƒØ±Ø§Ù… ÙˆÙيتم * ÙØ§Ø°Ù‡Ø¨ÙˆØ§ ÙÙŠ ظلام هذا الغروب
ومن الشعراء من ذكر Ù„ÙØ¸Ø© (الليل) دون غيرها كما ÙØ¹Ù„ الشيخ ابن مغامس من Ø¨ØØ± الطويل :
ألا ÙØ§Ø±ØÙ„وا ÙØ§Ù„ليل مرخ سدوله * عليكم ومنهاج البسيطة خالÙ
وكذلك ÙØ¹Ù„ الشاعر بولس سلامه من Ø¨ØØ± الخÙÙŠÙ :
وخذوا عترتي وهيموا Ø¨Ø¬Ù†Ø Ø§Ù„Ù„ÙŠÙ„ * ÙØ§Ù„ليــل درعــكم للنجــاة
وكذلك الشاعر ابن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ© من Ø¨ØØ± الكامل :
قوموا بØÙظ الله سيروا واغنموا * ليلاً نجاة Ø§Ù„Ù†ÙØ³ قــبل Ùواتــها
وكذلك العسيلي ÙÙŠ ملØÙ…ته من Ø¨ØØ± الكامل :
هذا سواد الليـل مدّ ظلامه * وجناØÙ‡ من Ùوقكم مسدول
هيا إذهبوا إن الÙلاة وسيعة * وجبالهـا ØØµÙ† لكم ومقيل
وكذلك الشيخ النصيراوي من Ø¨ØØ± البسيط :
ويعجب الناس أن الليل ØÙŠÙ€Ù† بدا * يمدّ Ø¬Ù†ØØ§Ù‹ من الظلماء Ù…ØØªØ¯Ù…ا
قال Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† لهم : Ø®Ùّوا على عجل * Ùمـا سواي أراد المعتدون دما
وممن إستبدل Ù„ÙØ¸Ø© (الليل) بتركيب (قبل الصبØ) الشيخ لط٠الله الØÙƒÙŠÙ… Ùقال من Ø¨ØØ± الكامل :
ياقوم من ÙŠÙØ±Ø¯Ù السلامة Ùليجدَّ * السير قبل Ø§Ù„ØµØ¨Ø ÙˆÙ„ÙŠØªØ±ØÙ‘Ù„Ù
2 Ù€ Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± المعنوي :
جرى Ø§Ù„ØªÙØ§Ø¹Ù„ هنا مع الصورة البصرية لاتخاذ الليل جملا ØŒ ÙØ§Ø³ØªØØ¶Ø±Øª هيئة الركوب المجازية التي قالها الامام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ببلاغة التركيب المنتج للمعنى ÙØªÙ…Ù‘ للشاعر نزار سنبل Ø¨Ø§Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± Ù„ÙØ¸ÙŠ Ù†Ø§Ù‚Øµ Ù€ كما أسميناه Ù€ أن ياتي Ø¨Ø§Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± معنوي Ùيه الكثير من دقة المعنى Ùقال بعد أن مهّد لقوله بصورة مركبة عن إرتداء الدرب :
إرتدوا الدرب ÙÙŠ Ø§Ù„Ø®ÙØ§Ø¡ سراعاً * وإركبوا الليل أيّها الازكياء
على أن الشاعر Ù…ØÙ…د سعيد المناميين يتوسّع مع قرينة الركوب Ù„ÙŠÙØµÙ‘لها ويÙكّكها الى أدواتها ØŒ ويوصل الركوب الى الامتطاء Ùيخصصه لان الامتطاء يكون ركوباً على ظهور الØÙŠÙˆØ§Ù†Ø§Øª Ùقط ليطابق مع Ù„ÙØ¸Ø© النص (جملا) معنوياً ويستبدل Ù„ÙØ¸Ø© (الليل) Ø¨Ù„ÙØ¸Ø© (الظلام) وهو المطلوب من الليل ÙÙŠ ØØ¯ÙŠØ« الامام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†(عليه السلام).
لكن المناميين يتوغل ÙÙŠ مطابقة المعنى بإيراده Ù„Ù„ÙØ¸Ø© (صهوة) وأضا٠(الظلام) اليها ØŒ Ù„ÙŠØØ³Ù† لديه جمال التركيب أيضاً Ø£Ø¶Ø§ÙØ© الى الايجاز والتمكّن من ØØµØ± كل هذا ÙÙŠ مجزوء الخÙÙŠÙ ØÙŠØ« قال :
ÙØ§Ù…تطوا صهوة الظلامْ * أســرعوا لا تلÙّتـوا
Ù…ØØ·Ø© (دويّ النØÙ„)
بعد أن رأينا التعامل مع الصورة البصرية Ùيما سبق سنتناول الان صورة (دويّ النØÙ„) السمعية ØŒ ومع إن Ø¥Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± الواقعة التاريخية يجري عادة على المستوى الشعوري ØØ³Ù‘اً ÙˆØ§Ù†ÙØ¹Ø§Ù„اً ØŒ ÙØ¥Ù† الصورة البصرية تكون قريبة الاثر ÙÙŠ Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± أكثر من الصورة السمعية لاسباب تتعلق بطبيعة ØØ§Ø³Ø© البصر وقابليتها التخييلية Ùهي تعطي Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ¹Ø§Ù„ Ù…Ø³Ø§ØØ© أوسع من قابلية ØØ§Ø³Ø© السمع على ذلك ØŒ نظراً Ù„Ù„Ù…Ø³ØØ© الموضوعية الدقيقة التي تتمتع بها السمعيات.
ÙØ§Ù„سمع والمسموعات أكثر عقلنة Ù€ إن ØµØ Ø§Ù„ØªØ¹Ø¨ÙŠØ± Ù€ من البصر والمرئيات . ÙˆÙÙŠ موضوع معالجتنا للصورة السمعية التي تناولها شعراء المجموعة Ø³Ù†ÙØªØ±Ø¶ وجود إسلوبين من Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± هما :
1 Ù€ Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± المقترب :
وهو Ø¥Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± تدرّج ÙÙŠ الاقتراب من Ø§Ù„Ù„ÙØ¸ على الاقل وورد على نوعين :
أ ـ مقترب مطابق :
وهو Ø¥Ø³ØªØØ¸Ø§Ø± جاء Ùيه التركيب كاملاً (دويّ النØÙ„) مثلما أورده الشيخ هادي كاش٠الغطاء ÙÙŠ إرجوزته :
لهم دويّ كدويّ النØÙ„ * من ذاكر لله أو مصلّÙ
وجاء ÙÙŠ ملØÙ…Ø© (أهل البيت عليهم السلام ) للشيخ Ø§Ù„ÙØ±Ø·ÙˆØ³ÙŠ :
كدويّ النØÙ„ ابتهالاً ونجوى * لهم ÙÙŠ غياهب الظلماء
أو إستخدام السيد Ù…ØÙ…د رضا القزويني له ÙÙŠ :
ولهم Ùيها دويّ كدويّ النØÙ„ قد غادر وكرا
أو الشيخ Ù…ØÙ…د ØØ³ÙŠÙ† الانصاري ØÙŠÙ† قال :
ودويّ كالنØÙ„ ÙÙŠ صلوات * لو أتوها على الوجود لزالا
أو السيد الامين ÙÙŠ قصيدته (همم على هام النجوم) :
بات Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙˆØµØØ¨ÙÙ‡ من ØÙˆÙ„Ù‡ * ولهم دويّ النØÙ„ لمّا باتوا
ب ـ مقترب غير مطابق :
وهو ÙÙŠ Ø¥Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± جزء من التركيب لمتطلبات ومقتضيات جعلته هكذا كما ÙÙŠ بائية السيد Ù…ØØ³Ù† الامين :
باتوا وبات إمامهم ما بينهم * ولهم دويٌّ ØÙˆÙ„Ù‡ ونØÙŠØ¨
أو الشيخ Ù…ØÙ…د سعيد المنصوري عندما أورده ناقصاً :
ثم باتوا لهم دويّ تعالى * بالمناجاة للاله المجيب
وكذلك ÙØ¹Ù„ الشيخ عبد الكريم آل زرع :
يقضّي بها ØµØØ¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ø¯ÙØ¬Ø§Ù‡Ù… * دويّاً كمن ÙŠÙØØµÙŠ Ø¨Ø¬Ø§Ø±ØØ© تعبى
2 Ù€ Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± Ø§Ù„Ù…ÙØ²Ø§Ø :
وهو Ø¥Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± يتمثّل Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø© جمالياً من خلال طاقتها الصوتية ويتمادى Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹ ÙÙŠ إستخدام جزء صغير من الظاهرة الصوتية وهو إهتزاز Ø§Ù„ØØ¨Ø§Ù„ الصوتية Ùيركّب صورة ذهنية مرتبطة بالجوّ العام لكنها Ù…Ø²Ø§ØØ© بالكامل عن Ø£Ù„ÙØ§Ø¸Ù‡Ø§ ÙÙŠ النص ØŒ مثل هذا الاستخدام ورد ÙÙŠ قصيدة ÙØ±Ø§Øª الاسدي (الليلة الآخرة) :
Ø¹ÙƒÙØª ØªØ´ØØ° للموت نصالا * أو تهزّ الليل ذكراً وابتهالا
أو تتم Ø§Ù„Ø§Ø²Ø§ØØ© الى ظاهرة صوتية طبيعية أخرى عبر Ø¥Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± مقترب غير مطابق كما عند مهدي المصلّي عندما Ø£Ø²Ø§Ø Ø§Ù„Ù†ØÙ„ عن الدويّ ليشكل صورة أخرى بربطه للدويّ بالنهر ÙÙŠ إنشاء تصويري ÙŠÙيض Ø¥ÙŠØØ§Ø¡Ù‹ وترميزاً Ùيقول :
ÙÙŠ دوي كالنهر يملؤه Ø§Ù„ØªØ³Ø¨ÙŠØ * ينساب مــن ربــى شــلال
لكن Ø§Ù„Ø¥Ø²Ø§ØØ© عند الشيخ علي Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ جاءت متشابكة مع الأقتراب المطابق ØÙŠØ« استخدم التركيب كاملا ( دوي النØÙ„ ) وأضا٠اليه ظاهرة الأهتزاز أيضاً ليصورهما ÙÙŠ بيت Ù…ØØ¨ÙˆÙƒ بØÙ†ÙƒØ© ودراية وتأمل :
عجب أن أرى لديك ( دوي النØÙ„ ) * يــهتز مــن إسود الغــاب
وقصارى القول أن Ø§Ù„ØªØØ§Ù… الشاعر مع هذه الليلة الجليلة القدر يتم بوجل وخو٠وخصوصاً عندما يتم اختيار الشعر لتوثيق الواقعة أو توصيلها بشكلها الشعري ØŒ Ùكما هو معلوم ØŒ ÙØ§Ù„شاعر ليس مدوّناً ولا موثقاً ولا مسجلا Ù„Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« ØŒ لكنه كائن نوعي ÙŠÙ†ÙØ¹Ù„ بواقعة عظيمة Ùيختار أن يوصلها عبر قنوات التعبير الÙني والجمالي.