الجامعة العلمية ÙÙŠ النج٠عبر أيامها الطويلة ...... (3)
العلامة الدكتور السيد Ù…ØÙ…د Ø¨ØØ± العلوم (رØÙ…Ù‡ الله)2016-04-05
Ø§Ù„ÙØµÙ„ الثاني:
الأدوار التي مرت على النج٠ÙÙŠ مسيرتها العلمية
خلال هذه المسيرة الطويلة والشاقة-والتي تكاد تصل إلى الآل٠عام- تمر هذه الجامعة بادوار يمكننا ØØµØ±Ù‡Ø§ بثلاثة ادوار مهمة نعرضها بشيء من الإيجاز.
الدور الأول- لجامعة النجÙ
1- الطوسي مؤسس الجامعة:
بدأ هذا الدور بانتقال الشيخ الطوسي- رØÙ…Ù‡ الله- إلى Ø§Ù„Ù†Ø¬ÙØŒØÙŠØ« أسس Ùيها ØÙˆØ²Ø© علمية منظمة ذات ØÙ„قات،لها خصوصيتها ÙÙŠ التدريس،Ùوضع كتبا ÙÙŠ الÙÙ‚Ù‡ØŒÙˆØ§Ù„Ø£ØµÙˆÙ„ØŒÙˆØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒØ¨ØÙŠØ« Ø£ØµØ¨ØØª موضع اهتمام الÙقهاء والأصوليين من بعده،ومن ابرز هذه الكتب: ((المبسوط)) ÙÙŠ الÙقه،و((العدة)) ÙÙŠ الأصول،وÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«((التهذيب))Ùˆ((الاستبصار))،وأضا٠لهما ÙÙŠ الÙقه المقارن كتابه((الخلاÙ))وكللها بكتابه((التبيان))ÙÙŠ Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ±.
إلى جانب كتبه ÙÙŠ الرجال،والعقائد،وغيرها من Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù„ÙØ§Øª الموسوعية التي كانت الØÙˆØ²Ø© العلمية Ø¨ØØ§Ø¬Ø© إليها لغرض التطور الÙكري ÙÙŠ تراث أئمة أهل البيت عليهم السلام،والØÙ‚يقة((أن Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ù‚ الكيÙÙŠ بين اتجاهات العلم التي انطلقت من هذا التطور الجديد،واتجاهاته قبل ذلك ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù†Ø§ باعتبار الشيخ الطوسي ØØ¯Ø§ Ù‹ ÙØ§ØµÙ„اً بين عصرين من عصور العلم،بين العصر العلمي التمهيدي،والعصر العلمي الكامل.
Ùقد وضع هذا الشيخ الرائد ØØ¯Ù‘ا ًللعصر التمهيدي،وبدأ به عصر العلم الذي Ø£ØµØ¨Ø Ùيه الÙقه والأصول علماً له دقته،وصناعته،وذهنيته العلمية الخاصة)) .
وبعد هذا Ùقد استمر شيخنا الرائد ÙÙŠ جهاده العلمي،والعمل الدائب ÙÙŠ تنظيم الوضع Ø§Ù„Ø¯Ø±Ø§Ø³ÙŠØŒØØªÙ‰ خطا على عهده الشري٠خطوات سريعة بØÙŠØ« Ø£ØµØ¨ØØª الØÙˆØ²Ø© العلمية Ø§Ù„ÙØªÙŠØ© ÙÙŠ النج٠تربو على عدد من رواد Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© والعلم قوامها Ø§Ù„ÙØªÙŠØ© التي Ø§Ù„ØªÙØª ØÙˆÙ„Ù‡ من أولاده،والراغبين ÙÙŠ Ø§Ù„Ø§Ù„ØªØØ§Ù‚ بالدراسات الÙقهية من مجاوري القبر Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØŒÙˆØ£Ø¨Ù†Ø§Ø¡ البلاد القريبة منه،كالØÙ„Ø© ونØÙˆÙ‡Ø§ØŒÙˆÙ†Ù…ت الØÙˆØ²Ø© على عهده بالتدريج،وبرز Ùيها العنصر المشهدي- نسبة إلى المشهد العلوي- .
2- بعد الشيخ الطوسي:
ÙˆØÙŠÙ† لبى الشيخ الطوسي نداء ربه،منيت الجامعة العلمية بخسارة كبرى،ولكن مسيرة الجامعة استمرت ولم يبدو عليها التلكؤ، Ùقد قام Ø§Ù„ØØ³Ù† بن Ù…ØÙ…د بن Ø§Ù„ØØ³Ù† الطوسي المعرو٠بـ ((أبي علي الطوسي)) بدور كبير ÙÙŠ ديمومتها،وزعامة ØÙˆØ²ØªÙ‡Ø§ØŒØ¨ØÙŠØ« لم يطرأ آي تغيير عليها بعد ÙˆÙØ§Ø© رائدها ومؤسسها الشيخ الطوسي.
وكان الشيخ أبو علي الطوسي، Ø£ØØ¯ تلامذة والده ÙÙŠ الØÙˆØ²Ø© العلمية النجÙية،ولما توÙÙ‰ الشيخ،وتصدى تلاميذه لتØÙ…Ù„ أعباء مهمة استمرارية الجامعة،كان ولده الشيخ أبو علي أكثر من غيره من تلاميذ الشيخ الطوسي استعدادا Ù‹ØŒ وقابلية لتØÙ…Ù„ أعباء المسؤولية الجامعية،وتسيير Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© العلمية Ùيها.
وقد ÙˆØµÙØªÙ‡ بعض المصادر بعبارات الإجلال والتكريم،مما تدل على مكانته الكبيرة ÙÙŠ الجامعة النجÙية، يقول ابن ØØ¬Ø± بهذا الشأن:(( ثم صار Ùقيه الشيعة،وإمامهم بمشهد علي رضي الله عنه،وهو ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ صدوق مات ÙÙŠ ØØ¯ÙˆØ¯ الخمسمائة،وكان متدينا.....)) .
ÙˆØªØØ¯Ø«Øª عنه المصادر Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«Ø© Ùقالت:
((وقد خل٠أباه على العلم والعمل،وتقدم على العلماء ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†Ø¬ÙØŒÙˆÙƒØ§Ù†Øª الرØÙ„Ø© إليه،والمعول عليه ÙÙŠ التدريس ÙˆØ§Ù„ÙØªÙŠØ§ØŒÙˆØ¥Ù„قاء Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« وغير ذلك،وكان من مشاهير رجال العلم،وكبار رواة Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒÙˆØ«Ù‚اتهم،وقد بلغ من علو الشأن،وسمو المكانة أن لقب ب((المÙيد الثاني ))،وقد تخرج عليه عدد من ØÙ…لة العلم ÙˆØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒÙˆØªØµØ¯Ø± المرجعية وكثرت الرواية عنه،وبقى Ø±Ø§ÙØ¹Ø§ مشعل العلم ÙÙŠ جامعة أبيه العلمية إلى ما بعد عام 515هـ .
وما أن انتقل الشيخ أبو علي إلى رØÙ…Ø© Ø±Ø¨Ù‡ØŒØØªÙ‰ تقدم ولده أبو نصر Ù…ØÙ…د بن أبي علي Ø§Ù„ØØ³Ù† بن أبي Ø¬Ø¹ÙØ± Ù…ØÙ…د بن Ø§Ù„ØØ³Ù† الطوسي إلى تزعم الجامعة النجÙية،وكان أهلا Ù‹ لهذه الزعامة للجامعة العلمية.
Ùقد Ø¹Ø±ÙØªÙ‡ المصادر بأنه:(( من أعاظم العلماء،وأكابر الÙقهاء ÙˆØ£ÙØ§Ø¶Ù„ Ø§Ù„ØØ¬Ø¬ØŒÙˆØ§Ø«Ø¨Øª الرواة وثقاتهم،Ùقد قام مقام والده ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†Ø¬ÙØŒÙˆØ§Ù†ØªÙ‚لت إليه الرياسة والمرجعية،وتقاطر عليه طلاب العلم من شتى النواØÙŠ)) .
ÙˆÙÙŠ عام540هـ توÙÙ‰ ØÙيد الشيخ الطوسي Ù…ØÙ…د بن Ø§Ù„ØØ³Ù†ØŒØ§Ù„ذي وصÙÙ‡ ابن العماد الØÙ†Ø¨Ù„ÙŠ بقوله:
((ÙˆÙيها توÙÙ‰ أبو Ø§Ù„ØØ³Ù† Ù…ØÙ…د بن Ø§Ù„ØØ³Ù†...شيخ الشيعة وعالمهم،وابن شيخهم،رØÙ„ت إليه طوائ٠الشيعة من كل جانب إلى العراق،وØÙ…لوا إليه،وكان ورعا Ù‹ عالما ًكثير الزهد، ولو جازت على غير الأنبياء صلاة صليت عليه)) .
3- بعد آل الطوسي:
ولم ØªÙ‚Ù ØØ±ÙƒØ© الجامعة العلمية بعد آل الطوسي،أنما قامت أسرة آل الخازن ÙÙŠ دعم الجامعة النجÙية،ومن أشهرهم علي بن ØÙ…زة بن Ù…ØÙ…د بن اØÙ…د بن شهريار وقد ÙˆØµÙØªÙ‡ المصادر بأنه:(( أشهر خزنة Ø§Ù„ØØ±Ù… العلوي،ضم إلى سدانة Ø§Ù„ØØ±Ù… السبق ÙÙŠ العلوم الدينية،وكانت الرØÙ„Ø© إليه سنة572هـ،ØÙŠÙ† كثر أهل العلم ورواد Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒÙˆÙƒØ§Ù† المعول عليه ÙÙŠ إدارة رØÙ‰ العلم بعد شيخ Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ©ØŒØ§Ù„شيخ الطوسي – قدس سره-Ù€ وهو العاقد Ù„ØÙ„قات Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒÙˆØ§Ù„متكÙÙ„ بإلقائه،وكان عالما Ù‹ ÙØ§Ø¶Ù„ا ً،وكان من رجال القرن السادس)) .
واستمرت الجامعة النجÙية ÙÙŠ ØØ±ÙƒØªÙ‡Ø§ العلمية من بعد الشيخ الطوسي ØØªÙ‰ أطل عهد Ù…ØÙ…د بن اØÙ…د بن إدريس الØÙ„ÙŠ المتوÙÙ‰ سنة 598هـ سبط الشيخ الطوسي وشيخ الÙقهاء ÙÙŠ الØÙ„Ø©.وقد توج Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© العلمية ÙÙŠ الØÙ„ة،ونشطت إلى ØØ¯ كبير،وكان عهده إيذانا Ù‹ بانتقال Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© العلمية إلى الØÙ„ة،وقد تكاملت عناصر هذا الانتقال ÙÙŠ أوائل القرن السابع الهجري.
والشيء الذي يجب أن يشار إليه- ولو بإيجاز- هو:أن آراء الشيخ الطوسي الÙقهية بقيت هي الأساس ÙÙŠ الجامعة العلمية،وأخذت Ø£Ùكار من تلاه من أعلام هذا المعهد تنسج ØÙˆÙ„ها،ولا تتعداها مناقشة،أو خروجا عليها وهو ÙÙŠ ØØ³Ø§Ø¨Ø§Øª الÙكر الشيعي،الذي يقوم على الاجتهاد وبلورة الرأي يعد جمودا Ù‹ÙÙŠ الوقو٠على رأي ÙˆØ§ØØ¯ طيلة هذا الزمن،ولذا نرى الشيخ ابن إدريس عندما بلغ من العلم مرتبة سامية،خرج على آراء الشيخ الطوسي – مع كونه جده لأمه-ØŒ((وهو أول من ÙØªØ باب الطعن على الشيخ الطوسي،و إلا Ùكل من كان ÙÙŠ عصر الشيخ أو من بعده، أنما كان ÙŠØØ°Ùˆ ØØ°ÙˆÙ‡ غالبا إلى أن انتهت النوبة إليه)) .
وهذه الÙقرة تلقي لنا ضوءا ًعلى ما قام به ابن إدريس بالنسبة لآراء جده الشيخ الطوسي وأÙكاره العلمية،والتي كادت تسيطر على الجامعة العلمية ÙÙŠ النج٠طيلة مئة عام أو أكثر،وتعيقها عن Ø§Ù„ØªØ¬Ø¯ÙŠØ¯ØŒÙˆØ§Ù„ØªÙØ§Ø¹Ù„ الÙكري،وإنهاء عامل التقليد،والوراثة العلمية التقليدية.ولعل سديد الدين الØÙ…صي - وهو من أعلام الأمامية ÙÙŠ القرن السادس الهجري- لم يبالغ ÙÙŠ ÙˆØµÙ Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© العلمية التي تلت الشيخ الطوسي بقوله:(( ولم يبق للأمامية وقت على التØÙ‚يق،بل كلهم ØØ§Ùƒ)) .
والØÙ‚يقة إننا على رغم ما نجده ÙÙŠ بعض المصادر بأن Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© التي تلت ÙˆÙØ§Ø© الشيخ الطوسي كانت من أنشط العهود بالنسبة Ù„Ù„ØØ±ÙƒØ© العلمية ÙÙŠ الجامعة النجÙية وان الوضع الدراسي قد بلغ أوجه،وشيد عنÙوانه ÙÙŠ عصر أبي علي الطوسي،وولده أبي نصر،وآل الخازن،ولكن ÙÙŠ الوقت Ù†ÙØ³Ù‡ لم تتمكن المصادر من إعطائنا صورة ÙˆØ§Ø¶ØØ© عن Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ù‡Ø°Ù‡ Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© Ùيما يتعلق بازدهار Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الÙكرية ÙÙŠ الجامعة النجÙية،وكونها تكاد تكون مظلمة،والركود العلمي Ùيها أقرب إلى الواقع من غيره.
انتقالها إلى الØÙ„Ø©:
Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى أن المصادر ØªØØ¬Ù… عن ذكر وضعية Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© العلمية ÙÙŠ النج٠بعد ابن شهريار الخازن،وÙÙŠ Ù†ÙØ³ الوقت نرى نجم ابن إدريس قد لمع ÙÙŠ الØÙ„ة،وبرز بعن٠على Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‚Ø¯ لآراء الشيخ الرائد،وكان هذا البروز Ø§Ù„Ø¯ÙØ¹ÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ø±ÙŠØ¡ قد ØÙˆÙ„ الأنظار إلى Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© العلمية التي تدور Ø±ØØ§Ù‡Ø§ ÙÙŠ الØÙ„ة، ØØªÙ‰ تكاملت عناصر الانتقال ÙÙŠ عهد نجم الدين Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ø§Ù„ØØ³Ù† المعرو٠بالمØÙ‚Ù‚ الØÙ„ÙŠ ،وذلك ÙÙŠ أوائل القرن السابع الهجري.ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ù…Ø¬Ù„Ø³ المØÙ‚Ù‚ الØÙ„ÙŠ – كما ØªØØ¯Ø¯Ù‡ بعض المصادر- يضم قرابة أربعمائة مجتهد .
واستمر التأجج العلمي ينير Ø¢ÙØ§Ù‚ مدينة ابن إدريس طوال قرون ثلاثة ودام ØØªÙ‰ أواخر القرن العاشر الهجري، ØÙŠÙ† عادت المركزية العلمية إلى Ø§Ù„Ù†Ø¬ÙØŒÙˆØ¨Ù‚يت ÙÙŠ الØÙ„Ø© ØØ±ÙƒØ© علمية بسيطة Ù…ÙØªÙ‚رة إلى شيء من Ø§Ù„Ø¯ÙØ¹ والتوسع.
ولكن مع هذا الانتقال ÙØ§Ù„نج٠بقيت ØªØØªÙظ بالطابع العلمي وبنيت Ùيها ثلاث مدارس يسكنها طلاب العلوم الدينية،وأنتجت بعض Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù„ÙØ§Øª ÙÙŠ مقدمتها كتاب((Ø´Ø±Ø Ø§Ù„ÙƒØ§Ùية))ÙÙŠ النØÙˆ لمؤلÙÙ‡ Ù…ØÙ…د بن Ø§Ù„ØØ³Ù† الرضي،المتوÙÙ‰ عام 686هـ ،كما لمعت أسماء بعض الأعلام الذين كانوا ÙÙŠ الجامعة النجÙية،رغم أن الØÙ„Ø© جذبت الأنظار إليها ÙÙŠ صدد الØÙˆØ²Ø©.
الدور الثاني - للجامعة النجÙية
أشرنا Ùيما تقدم إلى أن Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© العلمية انتقلت من النج٠الأشر٠إلى الØÙ„Ø© وتكامل انتقالها ÙÙŠ القرن السابع الهجري،وقد ØÙلت مدينة الØÙ„Ø© بجمهرة من الأعلام كان لهم شأن كبير ÙÙŠ بروز الجامعة العلمية وتثبيتها هناك طيلة ثلاثة قرون، ولكن النج٠الأشرÙ- رغم هجرة الØÙˆØ²Ø© العلمية عنهاـ بقيت ØªØØªÙظ بطابعها العلمي إلى ØØ¯ ما،ولم يأÙÙ„ نجم معهدها تماماً ØØªÙ‰ النص٠الأخير من القرن العاشر الهجري ØÙŠØ« استعادت النج٠مركزها العلمي،وكما ØªØØ¯Ø¯Ù‡ بعض Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ø¯Ø±ØŒÙØ¥Ù† بداية ذلك كان ÙÙŠ عهد المقدس Ø£ØÙ…د بن Ù…ØÙ…د الأردبيلي،المتوÙÙ‰ عام 993هـ .Ùقد شد طلاب العلم Ø§Ù„Ø±ØØ§Ù„ إلى Ø§Ù„Ù†Ø¬ÙØŒÙˆØ¹Ø§Ø¯Øª من أعظم مراكز العلم ،بعد ضمور دام قرابة ثلاثة قرون.
ووردت بشأن عودة الØÙŠØ§Ø© للجامعة العلمية ÙÙŠ النج٠بشكلها Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø¯ÙˆØ§Ø¹ÙŠ متعددة من أبرزها:
أولا- العامل سياسي.
وليس من الغريب أن يكون Ø§Ù„Ø¯Ø§ÙØ¹ السياسي عاملا لتنشيط ØØ±ÙƒØ© علمية Ùللسياسة أثر ايجابي ÙÙŠ مثل هذه الأدوار،والقول الذي يرى أن عودة Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© العلمية إلى النج٠نتيجة عامل سياسي،سنده الصراع العنيÙ- ÙÙŠ ØÙŠÙ†Ù‡- على مراكز القوة،والدائريين العثمانيين والصÙويين ،والذي تأثر به العراق ÙØªØ±Ø© من الزمن،Ùقد Ø§Ù†Ø¯ÙØ¹ الصÙÙˆ يون لإØÙŠØ§Ø¡ Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© العلمية ÙÙŠ الجامعة النجÙية،وجعلها قوة Ø¯ÙØ§Ø¹ÙŠØ© للشيعة،ومركزا ًمهما يقابل بغداد.
ÙÙŠ ØÙŠÙ† ØªØØªÙظ بغداد Ø¨ØØ±ÙƒØ© علمية سنية تسددها السلطة العثمانية،وهي ذات عروق وأصالة قد يمتد عهدها إلى السلطة العباسية التي تناوئ الشيعة،تماما كما كان الأمر ÙÙŠ عهد البويهيين.
ولا ينكر أن العهد الصÙوي ÙÙŠ العراق كان مؤثرا Ù‹ ÙÙŠ دعم الجامعة النجÙية كمصدر مهم للإشعاع العلمي المعبر عن Ùكر ÙˆÙقه مدرسة أهل البيت عليهم السلام
الثاني – Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙ…Ø§Ø¹ÙŠ والأمني:
وإن الذين يرون عودة Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© العلمية للجامعة النجÙية كان نتيجة ما طرأ على مدينة النج٠الأشر٠من Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙ…Ø§Ø¹ÙŠ والأمني،Ùقد عزي ذلك Ø§Ù„Ø§Ù†ÙƒÙØ§Ø¡ عن Ø§Ù„Ù†Ø¬ÙØŒØ¥Ù„Ù‰:
1- قلة المياه ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†Ø¬ÙØŒÙˆÙ‡Ø°Ø§ ما عولج ÙÙŠ عهد الشاه إسماعيل الأول- أول ملوك الصÙوية ØŒØÙŠØ« ØØ§ÙˆÙ„ ØÙر آبار ÙÙŠ النج٠تستمد ماءها من Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒÙˆØ§Ø³ØªÙ…رت Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات من بعده من قبل الصÙÙˆ يين Ù„ØÙŠÙ† عهد طهماسب الأول المتوÙÙ‰ عام 984هـ ØŒ هذه Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© ساعدت على إسكان الناس ÙÙŠ هذه المدينة التي كانت تعاني من قلة المياه .
2- هجوم الأعراب المتكرر على Ø§Ù„Ù†Ø¬ÙØŒØÙŠØ« عانى النجÙيون،والساكنون من المهاجرين إليها الأمّرين من ذلك.
3- غلاء الأسعار نتيجة عوامل Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØºÙ„Ø§Ù„ØŒÙˆØ§Ù„Ù…Ù†ØªÙØ¹ÙŠÙ† .
غير أن هذين العاملين الأخيرين عالجتهما الØÙƒÙˆÙ…Ø© المØÙ„ية بالإجراءات الصارمة التي ÙØ±Ø¶Øª لوضع ØØ¯ لهذين الأمرين،Ùلقد بني ((سور)) ÙŠØÙ…ÙŠ النج٠من الهجوم التخريبي من قبل Ø§Ù„ØºØ²Ø§Ø©ØŒÙˆØ§ØªÙØ®Ø°Øª Ø§ØØªÙŠØ§Ø·Ø§Øª لازمة تمنع المتلاعبين ÙÙŠ Ø§Ù„Ø£Ø³Ø¹Ø§Ø±ØŒÙˆØªØ¯ÙØ¹ المخاطر.
وقد يكون علاج هذه الأمور الثلاث:توÙير المياه،والأمن،ومشكلة الغلاء سببا Ù‹ لعودة الØÙŠØ§Ø© العلمية ÙÙŠ الجامعة النجÙية،بعد أن رØÙ„ت عنها ثلاثة قرون،ولكن لا Ø£ØØ³Ø¨Ù‡Ø§ أسبابا Ù‹ رئيسة ÙÙŠ أسباب الانتقال .
والذي أخاله أن Ø§Ù„Ø¯Ø§ÙØ¹ الرئيسي لبعث الØÙŠØ§Ø© الÙكرية أو تنشيطها ÙÙŠ الجامعة النجÙية،يعود إلى عاملين رئيسين:
Ø§ØØ¯Ù‡Ù…ا ــ الضمور العلمي ÙÙŠ الØÙ„Ø© والذي بدأ بعد عهد الشيخ أبو عبد الله المقداد السوري المتوÙÙ‰ عام 826هـ ،وأدى هذا الضمور إلى توزيع التوجه العلمي إلى جبل عامل بعد انتقال Ù…ØÙ…د بن العاملي،المعرو٠بالشهيد الأول من الØÙ„Ø© إليه ÙÙŠ بداية النص٠الثاني من القرن الثامن .
ثانيهما ــ بروز الجامعة العلمية ÙÙŠ النج٠الأشر٠ÙÙŠ القرن التاسع،وتكاملها ÙÙŠ عهد المقدس الأردبيلي،الذي أعاد إلى الجامعة النجÙية الثقة Ø§Ù„Ø¹Ù„Ù…ÙŠØ©ØŒÙØªÙˆØ§Ùد طلاب العلم إليها من كل ØØ¯Ø¨ وصوب ÙÙŠ ØØ¯ÙˆØ¯ الوطن الإسلامي الكبير.
إن هذه Ø§Ù„ÙØªØ±Ø© التي ØÙلت الجامعة العلمية ÙÙŠ النجÙ- ÙÙŠ دورها الثاني- بمظاهر علمية يمكن ØØµØ±Ù‡Ø§ بالآتي:
الأول- النمو العلمي.
لقد كان للنمو العلمي ÙÙŠ الجامعة العلمية النجÙية ÙˆØ¶ÙˆØ Ø¨Ø§Ø±Ø²ØŒÙÙŠ مجالاته المتعددة كالÙقه،وأصول الÙÙ‚Ù‡ØŒÙˆØ§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ±ØŒÙˆØ¹Ù„وم Ø§Ù„Ù‚Ø±Ø¢Ù†ØŒÙˆØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒÙˆØ§Ù„عقائد،والمنطق،وعلم Ø§Ù„Ø±Ø¬Ø§Ù„ØŒØ¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى كثير من الكتب الأدبية،وهذه الثروة الÙكرية المتنوعة كان لها أكبر الأثر ÙÙŠ بلورة الذهنية ÙÙŠ الجامعة النجÙية ÙÙŠ هذا الدور .
الثاني- ظهور Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الأخبارية.
ÙˆÙÙŠ هذا الدور بدأت جذور Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإخبارية،ثم تبلورت على يد أبرز زعمائها المرØÙˆÙ… الميرزا Ù…ØÙ…د أمين الاسترابادي المتوÙÙ‰ عام 1033هـ ،وكان اثر هذه Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© أن صدمت علم الأصول،وعرضته Ù„ØÙ…لة قوية ،جمدته زماناً، وإن لم يتوق٠نهائيا،وكان على الجامعة النجÙية باعتبارها المركز العالي العام للشيعة أن تتلقى هذه الصدمة بكل ØµØ¨Ø±ØŒÙˆØØ°Ø±.
ÙØ§Ù„أخبارية تقول:بمنع الاجتهاد ÙÙŠ الأØÙƒØ§Ù… الشرعية،وتعمل بالأخبار الواردة عن النبي (ص)،وعن أهل بيته (ع).وترى أن ما ÙÙŠ الكتب الأخبار الأربعة- Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© عند الإمامية،وهي:الكاÙÙŠ للكليني،ومن لا ÙŠØØ¶Ø±Ù‡ الÙقيه –للصدوق،والتهذيب والاستبصار للطوسي – قطعي السند،أو موثوق بصدوره،Ùلا ØØ§Ø¬Ø© إلى Ø§Ù„Ø¨ØØ« عن سندها.
كما ترى عدم Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© إلى تعلم أصول الÙقه،وتسقط من أدلته دليل الإجماع ودليل العقل،وتقتصر على القران،والخبر،Ùلذلك Ø¹Ø±ÙØª بالأخبارية .
لقد اخذ الصراع بين Ø§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ين:الأصولي، والأخباري مظهرا Ù‹ Ùكريا Ù‹ وسياسيا Ù‹ ÙØªØ±Ø© من الزمن،انتقل إلى دور المناظرات العلمية،وتعدى إلى تقابل الطعن Ùيما بين الطرÙين .
انتقالها إلى كربلاء.
ورغم هذا كله ÙØ§Ù„جامعة النجÙية استمرت ÙÙŠ أداء رسالتها ØØªÙ‰ أواخر القرن Ø§Ù„ØØ§Ø¯ÙŠ Ø¹Ø´Ø± للهجرة،ثم بدا عليها الضمور،وقلّ التوجه إليها،ثم ما كادت تمر عليها ÙØªØ±Ø© ØØªÙ‰ انتقلت المرجعية إلى كربلاء،ولكن بقيت الجامعة النجÙية تجاهد ÙÙŠ الØÙاظ على هيكلها العلمي النسبي،وإان Ùقدت تأججها المظهري.
هناك عوامل متعددة ساعدت على هذا الانتقال،وخاصة بعد أن انتقل زعيم Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© العلمية الأستاذ المولى Ù…ØÙ…د باقر المعرو٠بالوØÙŠØ¯ البهبهاني ÙÙŠ النص٠الثاني من القرن الثاني عشر الهجري إلى ÙƒØ±Ø¨Ù„Ø§Ø¡ØŒÙˆØ§ÙØªØªØØª مدرسته عصرا Ù‹ جديدا Ù‹ ÙÙŠ تاريخ العلم،وأكسبت الÙكر العلمي ÙÙŠ العصر الثاني الأصولي الاستعداد للانتقال إلى عصر ثالث للÙقه والأصول .