الجامعة العلمية ÙÙŠ النج٠عبر أيامها الطويلة ..... (2)
العلامة الدكتور السيد Ù…ØÙ…د Ø¨ØØ± العلوم (رØÙ…Ù‡ الله)2016-04-05
Ø§Ù„ÙØµÙ„ الأول:
تأسيس الجامعة العلمية النجÙية
اشتهرت الجامعة العلمية النجÙية من عهد الشيخ أبي Ø¬Ø¹ÙØ± Ù…ØÙ…د بن Ø§Ù„ØØ³Ù† الطوسي،واستمرت ÙÙŠ عطائها الÙكري طيلة قرون،وهنا تدور أسئلة لابد من الإجابة عليها،هي :
1- هل كانت النج٠مركزا ًعلميا قبل عهد الشيخ الطوسي؟
ويبدو هنا اتجاهان:
Ø§ØØ¯Ù‡Ù…ا- يذهب إلى وجود ØØ±ÙƒØ© علمية سابقة ÙÙŠ هذه المدينة المقدسة.
وثانيهما- إن النج٠كانت قاØÙ„Ø© علميا ً،وعند هجرة الشيخ الطوسي إليها أوجد Ùيها ØØ±ÙƒØ© علمية.
ØÙŠÙ† نستعرض أقوال الذاهبين بوجود ØØ±ÙƒØ© علمية قبل هجرة الشيخ الطوسي إليها،نراها تتلخص بالآتي:
1- ذكر السيد ابن طاووس - وهو من المختصين بتاريخ النجÙ- بان عضد الدولة البويهي ،زار المشهد العلوي الطاهر عام371هـ،وتصدق،وأعطى الناس على اختلا٠طبقاتهم،وكان نصيب الÙقراء،والÙقهاء ثلاثة آلا٠درهم .
2- صدور اجازات علمية من النج٠الأشر٠قبل ورود الشيخ الطوسي إليها،منها:
Ø£- ما نقل أن من مشايخ Ù…ØÙ…د بن علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن بايويه القمي - المعرو٠بـ ((الشيخ الصدوق))المتوÙÙ‰ سنة 381هـ - Ù…ØÙ…د بن علي بن Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ الكوÙÙŠ ،سمع منه سنة 354هـ عند وروده إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒÙˆÙ‡Ùˆ ÙÙŠ طريقه إلى Ø§Ù„ØØ¬ØŒÙˆÙƒØ§Ù† سماعه بمشهد أمير المؤمنين .
ب- ما ذكره Ø£ØÙ…د بن علي النجاشي – ÙÙŠ ترجمة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن Ø£ØÙ…د بن المغيرة أبي عبد الله البوشنجي ما نصه:
[ كان عراقيا Ù‹ مضطرب المذهب،وكان ثقة Ùيما يرويه،له كتاب((عمل السلطان))أجازنا بروايته أبو عبد الله(Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…د المخزومي الخزاز)المعرو٠بابن الخمري،الشيخ Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø¨Ù…Ø´Ù‡Ø¯ أمير المؤمنين (ع) سنة أربعمائة] .
3- ورد ذكر لبعض البيوت العلمية التي لمعت ÙÙŠ النج٠ÙÙŠ القرن الرابع والخامس،كآل شهريار ،وآل Ø§Ù„Ø·ØØ§Ù„ ،وغيرها،وقد جمعت هذه البيوت بين Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© وخدمة الروضة الØÙŠØ¯Ø±ÙŠØ© .
4- النقابة ÙÙŠ النجÙ:وهذا المركز اقرب إلى المركز الروØÙŠ Ù…Ù† غيره،ولقد ذكرت الكتب المختصة أن عدداً من الأعلام تولوا نقابة المشهد،منهم:
Ø£- السيد شري٠الدين Ù…ØÙ…د المعرو٠بابن السدرة،أقام ÙÙŠ النج٠عام 308هـ ØØªÙ‰ توÙÙŠ Ùيه .
ب- ناصر الدين،مطهر بن رضى الدين Ù…ØÙ…د بن علي المنتهى نسبه إلى السيد عبد العظيم Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠØŒÙˆÙ‚د تولى نقابة المشهدين Ø§Ù„Ø¹Ù„ÙˆÙŠØŒÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠ.
وهناك عدد من النقباء تولوا نقابة الأشرا٠ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© والنج٠لعلهم Ùيما يقارب هذا التاريخ .
5- علماء نسبوا إلى النج٠قبل عهد الشيخ الطوسي،منهم:
Ø£- اØÙ…د بن عبد الله الغروي،يروى عن أبان بن عثمان من Ø£ØµØØ§Ø¨ الإمام الصادق (ع) .
ب- شر٠الدين بن علي النجÙي،وصÙÙ‡ الشيخ الطوسي بقوله: ((كان ØµØ§Ù„ØØ§ Ù‹ ÙØ§Ø¶Ù„ا)) .
ج- عبد الله بن Ø£ØÙ…د،أبو طاهر،كان معاصرا ًللشيخ المÙيد .
د- Ø£ØÙ…د بن شهريار،أبو نصر،الخازن Ù„Ù„ØØ¶Ø±Ø© الغروية،كان من رجال العلم،وØÙ…لة Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒÙ…عاصرا Ù‹ للشيخ الطوسي .
وغير هؤلاء كثيرون لو ØØ§ÙˆÙ„نا تتبع تراجمهم.
6- وذهب البعض إلى أن الشاعر Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن Ø£ØÙ…د المعرو٠بابن Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ انشد قصيدته الرائعة عند زيارته لمرقد الإمام علي عليه السلام ÙÙŠ النج٠أواخر القرن الرابع الهجري والتي مطلعها:
يا ØµØ§ØØ¨ القبة البيضا على النج٠من زار قبرك واستشÙÙ‰ لديك Ø´ÙÙŠ
وجاء ÙÙŠ القصيدة البيت التالي:
وقل سلام من الله السلام على أهل السلام،وأهل العلم والشرÙ
وأنه أشار بهذا البيت إلى أهل العلم الساكنين ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†Ø¬Ù Ø§Ù„Ø£Ø´Ø±ÙØŒÙˆØ§Ù„مجاورين لقبر الإمام علي عليه السلام .
هذه هي أهم مقومات الذاهبين إلى القول بأن الجامعة العلمية ÙÙŠ النج٠كانت قبل هجرة الشيخ الطوسي.ومن هذه المقومات انسابت الأÙكار ÙÙŠ Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ¯ التأريخي لتأسيس الجامعة النجÙية،وتكاد ØªÙ†ØØµØ± ÙÙŠ اتجاهين:
الأول – أنها تأسست على يد الشيخ المÙيد Ù…ØÙ…د بن Ù…ØÙ…د بن النعمان،المتوÙÙ‰ عام 413هـ .
وهذا الرأي يبقى Ù…ÙØªÙ‚راً إلى دعم ØªØ£Ø±ÙŠØ®ÙŠØŒÙØ§Ù„ذي نقرؤه ÙÙŠ ØØ¯ÙˆØ¯ تتبعي لم أعثر على سند يؤكد على انتقال الشيخ المÙيد إلى النج٠كمهاجر إليها،وأقام مدرسة علمية Ùيها.
الثاني– إن تأسيس الجامعة ينتهي إلى أبعد من هذا،ويربط امتدادها إلى معهد Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© العلمي،والذي شيد أركانه الإمام علي عليه السلام،وبلغ أوجه ÙÙŠ عهد الإمام الصادق عليه السلام،وقد نقل عن Ø§Ù„ØØ³Ù† بن علي الوشاء أنه قال:أدركت ÙÙŠ هذا المسجد-Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©- تسعمائة شيخ كل يقول:ØØ¯Ø«Ù†ÙŠ Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…د عليه السلام .
وهذا القول مستبعد لأمرين:
الأول- إن مرقد الإمام علي عليه السلام لم ينكش٠أمره إلا ÙÙŠ عهد هارون الرشيد-Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© العباسي- ÙÙŠ ØØ¯ÙˆØ¯ سنة 170هـ،أو بعد 180هـ،ثم جاوره الناس .
ولم تذكر لنا المصادر بأن النج٠كان يسكنها Ø£ØØ¯ قبل هذا Ø§Ù„ØªØ§Ø±ÙŠØ®ØŒÙˆØØªÙ‰ بعده بصورة يمكن القول بانتقال بعض العلماء وطلاب العلم إليها.
اللهم إلا على ادعاء أن Ø§Ù„Ù†Ø¬Ù ÙˆØ§Ù„ÙƒÙˆÙØ© كانتا ÙˆØ§ØØ¯Ø©ØŒÙˆÙ„Ù… نر ما يدعم هذا القول إلا ما يقوله بعض المØÙ‚قين:بأن النج٠كانت تعد جزءً من Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ÙÙŠ القرن الخامس الهجري .
الثاني– إن Ø§Ù„Ø§ÙØªØ±Ø§Ø¶ بأن النج٠ضمت بعض العلماء بعد انتقالهم من Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© بØÙŠØ« كوّنوا معهدا ًعلمياً- يشار إليه- يبقى Ù…ØØªØ§Ø¬Ø§ إلى دليل يدعمه،ولا دليل لدينا عليه.
2-الجامعة العلمية النجÙية أسسها الشيخ الطوسي.
وهناك العديد من المؤرخين يؤكدون أن الجامعة العلمية ÙÙŠ النج٠الأشر٠تأسست على يد الشيخ أبي Ø¬Ø¹ÙØ± الطوسي،مØÙ…د بن Ø§Ù„ØØ³Ù†ØŒØ¨Ø¹Ø¯ انتقاله إليها من بغداد عام449هـ على اثر ÙØªÙ†Ø© طائÙية Ù‡ÙˆØ¬Ø§Ø¡ØŒØ¹ØµÙØª بشيعة بغداد وهددتها بالÙناء،وأودت بØÙŠØ§Ø© آلا٠المسلمين من السنة والشيعة.
والظاهر أن هذه Ø§Ù„Ø¹Ø§ØµÙØ© القاسية هبت على العراق،ØÙŠÙ† اشتد الصراع بين Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØªÙŠÙ† العباسية ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¹Ø±Ø§Ù‚ØŒÙˆØ§Ù„ÙØ§Ø·Ù…ية ÙÙŠ مصر،على إسقاط الØÙƒÙ… العباسي ببغداد،وامتداد الØÙƒÙ… Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…ي،واستمرت هذه Ø§Ù„Ø¹Ø§ØµÙØ© تمزق الأمة الإسلامية بضع سنوات بلغت ذروتها عام449هـ،ØÙŠØ« تغلب التيار Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…ي،وقطع الخطبة عن Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© العباسي ØÙŠÙ†Ø°Ø§ÙƒØŒÙˆÙ‡Ùˆ:أبو Ø¬Ø¹ÙØ± عبد الله بن Ø£ØÙ…د،والملقب بـ ((القائم بأمر الله)) ÙÙŠ بغداد وغيرها من المناطق العراقية وخطب Ù„Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…ي،معد بن علي بن Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… بأمر الله،والملقب بـ ((المستنصر بالله))أبو تميم المتوÙÙ‰ عام487هـ ØŒ مما اضطر أن يكاتب القائم بأمر الله العباسي السلطان Ù…ØÙ…د بن ميكائيل السلجوقي،والملقب بـ ((طغرل بك)) ،ويدعوه إلى بغداد مستنجدا ًبه،طالبا إنقاذه من الوضع الذي هو Ùيه،وإعادة المجد العباسي،وكان ØÙŠÙ†Ø°Ø§Ùƒ ÙÙŠ خراسان Ùلبى الطلب،ودخل بغداد عام447هـ،ودارت ØØ±Ø¨ ÙˆÙØªÙ† شديدة بين أتباع الطرÙين كان من جرائها أن كبست دار أبي Ø¬Ø¹ÙØ± الطوسي - متكلم الشيعة بالكرخ- وأخذ ما وجد عنده من Ø¯ÙØ§ØªØ±ØŒÙˆÙƒØ±Ø³ÙŠ- كان القائم بأمر الله العباسي أعطاه له،يرقى عليه ØÙŠÙ† الدرس والخطب،وهو نوع من التقدير يعطى لمن بلغ مرتبة سامية ÙÙŠ العلم يتميز بها على أقرانه-،وأضي٠إليه ثلاث سناجق بيض(وهي رايات)كان الزوار من أهل الكرخ- قديما- ÙŠØÙ…لونها معهم إذا قصدوا زيارة Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒ ÙØ£ØØ±Ù‚ الجميع وهرب أبو Ø¬Ø¹ÙØ± الطوسي،ونهبت داره .. وتضي٠الرواية:
ÙÙŠ مشهد الإمام موسى بن Ø¬Ø¹ÙØ± عليه السلام،ومساجد الكرخ،أقيم الأذان بـ (( الصلاة خير من النوم))على رغم أن٠الشيعة،وأزيل ما كانوا يقولونه ÙÙŠ الآذان من((ØÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ خير العمل))- على ØØ¯ قول الراوي- .
وتتابع Ø§Ù„Ø±ÙˆØ§ÙŠØ©ØŒÙØªÙ‚ول ÙÙŠ ÙˆØµÙ Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« الطائÙية الدائرة ØÙŠÙ†Ù‡Ø§:ودخل منشد وأهل السنة إلى الكرخ،وهو معقل الشيعة ÙØ£Ù†Ø´Ø¯ÙˆØ§ الأشعار ÙÙŠ Ù…Ø¯Ø Ø§Ù„ØµØØ§Ø¨Ø©ØŒÙˆØªÙ‚دم رئيس الرؤساء إلى ابن النوى – مدير شرطة طغرل بك - بقتل أبي عبد الله الجلاب- شيخ البزازين بباب الطاق- لما كان يتظاهر به من الغلو ÙÙŠ Ø§Ù„Ø±ÙØ¶ØŒÙقتل،وصلب على باب دكانه .
إذا Ù‹ ÙØ§Ù„ÙØªÙ†Ø© الطائÙية بلغت ذروتها ÙÙŠ بغداد خاصة،ولم يسلم منها الشيعة وكان نصيب الشيخ الطوسي منها كبيرا Ù‹ باعتباره الشخصية الشيعية الأولى،وعلمهم المبرز،مما اضطره أخيرا Ù‹- رغم مكانته ÙÙŠ بغداد- أن يهاجر إلى Ø§Ù„Ù†Ø¬ÙØŒÙˆØ§Ø®ØªØ§Ø±Ù‡Ø§ مقرا Ù‹ له،ومركزا Ù‹ Ù„ØØ±ÙƒØªÙ‡ العلمية.
ÙØ§Ù„نج٠الأشر٠تمتعت بميزات خاصة ÙÙØ¶Ù„ت على بقية المدن العراقية منها:
1-أنها تضم مرقد إمام العلم ÙˆØ§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„ة،أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام،وÙيها تربة قابلة للنمو العلمي،وذلك لوجود بعض الأعلام الذين سبقوا شيخنا الرائد واتخذوا مجاورة الإمام علي عليه السلام مركزا Ù‹ ومقراً ًلهم.
2-إن النج٠تتكيء على Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©ØŒÙˆÙ‡Ø°Ù‡ المدينة علوية ÙÙŠ ذاتها،وهي وإن ÙˆÙ‚ÙØª ÙÙŠ ÙØªØ±Ø© ضد أئمة أهل البيت عليهم السلام،وأتباع مدرستهم،إلا أنها عادت إلى رشدها بعد Ø²Ù…Ø§Ù†ØŒÙˆØ£ØµØ¨ØØª موئلاً للشيعة،ومركزا Ù‹ للتوابين منهم ومنطلقاً للثورات العلوية.
وإذا كان هذا الجانب Ù…ØªÙˆÙØ±Ø§ Ù‹ ÙÙŠ مدينة الإمام علي عليه السلام Ùلابد أن يكون هو Ø§Ù„Ù…ÙØ¶Ù„ لدى الشيخ الطوسي،الذي اضطرته المشاكل الطائÙية،وØÙˆØ§Ø¯Ø«Ù‡Ø§ الدامية إلى أن يصمم على ترك بغداد.
وينتهي من يذهب إلى هذا الرأي إلى أن الشيخ الطوسي ØÙŠÙ† انتقاله إلى النج٠الأشر٠عام449هـ، ÙˆØØ· رØÙ„Ù‡ Ùيها،انصر٠إلى Ø§Ù„Ø¨ØØ« العلمي،وجمّد الكثير من أعماله الاجتماعية من أجل هذا الجانب،الأمر الذي ساعده كل المساعدة على إنجاز دوره العلمي العظيم،الذي Ø§Ø±ØªÙØ¹ به إلى مستوى المؤسسين .
وبعد أن عرضنا الرأيين ÙÙŠ تأسيس جامعة Ø§Ù„Ù†Ø¬Ù Ø§Ù„Ø¹Ù„Ù…ÙŠØ©ØŒÙØ¥Ù†Ù†Ø§ لا نستطيع أن ننÙÙŠ كل هذا،كما لا نقبله كله، وإنما Ø§Ù„Ù…Ø±Ø¬Ø Ø£Ù† نذهب إلى ØØ¯ وسط ونقول بأن النج٠قبل هجرة الشيخ الطوسي ÙÙŠ عام 449هـ كانت Ùيها جذور علمية،وتضم بعض رجالات Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ والعلم،اتخذوا من النج٠الاشر٠بعد ظهور القبر Ùيه مقرا Ù‹ لهم.
ويدعم رأينا هذا المرØÙˆÙ… المØÙ‚Ù‚ الشيخ أغابزرك الطهراني،إذ يقول:((إنني أذهب إلى القول بأن النج٠كانت مأوى للعلماء،ونادياً ًللمعار٠قبل هجرة الشيخ الطوسي إليها، وأن هذا الموضع المقدس Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ù„Ø¬Ø£ للشيعة منذ أنشئت Ùيه العمارة الأولى على مرقد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام،لكن ØÙŠØ« لم تأمن الشيعة على Ù†Ùوسها من تØÙƒÙ…ات الأمويين والعباسيين،ولم يستطيعوا بث علومهم،ورواياتهم كان الÙقهاء ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ¯Ø«ÙˆÙ† لا يتجاهرون بشيء مما عندهم،وكانوا متبددين ØØªÙ‰ عصر الشيخ الطوسي،والى أيامه،وبعد هجرته،انتظم الوضع الدراسي،وتشكلت الØÙ„قات الدراسية- كما لا يخÙÙ‰ على من راجع أمالي الشيخ الطوسي،الذي كان يمليه على تلامذته)) .
وكذلك يرى الدكتور مصطÙÙ‰ جواد بأن النج٠كانت تضم أعلاما بثوا العلم قبل الشيخ الطوسي،ثم يقول:ويصعب التصديق،بأن الشيخ أول من جعل النج٠مركزا Ù‹ علميا Ù‹ .
وكيÙما كان ÙØ§Ù† وجود بعض الأعلام يساعد على الادعاء بوجود أرضية ØµØ§Ù„ØØ© لتقبل الوجود العلمي الذي تأسس ÙÙŠ عهد الشيخ الطوسي، وليس القول بأنه كان وجودا ًعلميا ØØ±ÙƒØ§Ù‹ ونشطاً ÙÙŠ النج٠قبل هجرة الشيخ الطوسي إليها.
3- من هو الطوسي؟؟
تعرÙÙ‡ المصادر:
بأنه:الشيخ أبو Ø¬Ø¹ÙØ± Ù…ØÙ…د بن Ø§Ù„ØØ³Ù† بن علي بن Ø§Ù„ØØ³Ù† الطوسي- نسبة إلى طوس من مدن خراسان-ØŒ والمعرو٠بـ (( شيخ Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ©))من رجالات العلم،وجهابذته المبرزين.
ولد بطوس ÙÙŠ شهر رمضان عام385هـ،وهاجر إلى العراق- لطلب العلم ÙˆØØ· رØÙ„Ù‡ ÙÙŠ بغداد عام 408هـ،وهو ÙÙŠ الثالثة والعشرين من عمره.
وكانت بغداد ØÙŠÙ†Ø°Ø§Ùƒ تعج بعلماء المسلمين،كان من أبرزهم الشيخ المطلق للشيعة Ù…ØÙ…د بن Ù…ØÙ…د بن النعمان العكبري،البغدادي،المعرو٠بـ ((الشيخ المÙيد)) .Ùلازمه،وت4تلمذ عليه،وبقي معه ØØªÙ‰ سنة 413هـ ØÙŠØ« لبى الشيخ المÙيد نداء ربه .
ولازم الشري٠المرتضى علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† الموسوي،المتوÙÙ‰ عام436هـ بعد أستاذه الشيخ المÙÙŠØ¯ØŒÙˆØ§Ø³ØªÙØ§Ø¯ من علمه وملازمته،وكان موضع عنايته واهتمامه مما ميزه عن سائر تلامذته ،وبقي ملازما ًله طيلة ثلاث وعشرين سنة.
ÙˆÙÙŠ عام436هـ استجاب السيد المعظم إلى دعوة ربه،وعند ذاك كان الشيخ الطوسي Ø§Ù„Ù…Ø±Ø´Ø Ø§Ù„ÙˆØÙŠØ¯ لمركز الزعامة الدينية للشيعة ÙÙŠ العراق، ÙˆØªÙ‡Ø§ÙØª المسلمون عليه Ù„Ù„Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© Ù…Ù†Ù‡ØŒÙˆØ£ØµØ¨ØØª داره ÙÙŠ الكرخ ببغداد مأوى الأمة، والت٠ØÙˆÙ„Ù‡ عدد كبير من أهل Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ والعلم للتلمذة Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ØŒØØªÙ‰ قدر عدد تلاميذه- ÙÙŠ بعض المراØÙ„- بثلاثمائة من أهل العلم ÙˆØ§Ù„ÙØ¶Ù„،ومجتهدي Ø§Ù„Ø´ÙŠØ¹Ø©ØŒÙØ¶Ù„ا عن عدد كبير من سائر المسلمين .
وباتساع Ø£ÙÙ‚ هذه الشخصية العلمية،وما بلغ به من العظمة والمنزلة جعل له القائم بأمر الله العباسي،أبو Ø¬Ø¹ÙØ± عبد الله كرسيا للكلام ÙˆØ§Ù„Ø¥ÙØ§Ø¯Ø© ØŒ وهو تقدير كبير من Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© العباسي للذي يبلغ منزلة كبيرة من العلم تميزه عن باقي العلماء.
قالوا Ùيه:
((... رجل ÙˆØ§ØØ¯ يقال له(الشيخ الطوسي)،مع أن مدينة(طوس)التي ينتسب إليها لا تعتمد ÙÙŠ شهرتها ومجدها على غيرها- على كثرة من أنجبت على طول تاريخها المديد- من مشاهير الرجال ÙÙŠ عالم Ø§Ù„Ø¹Ù„ÙˆÙ…ØŒÙˆØ§Ù„Ø¢Ø¯Ø§Ø¨ØŒÙˆØ§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø³Ø©ØŒÙˆØ§Ù„ØØ±Ø¨ØŒÙˆÙˆÙرة من ينتسب إليها قبل الشيخ وبعده من الشيوخ والعلماء،ذلك لأنه- ÙÙŠ الØÙ‚يقة- رجل ÙØ° بين علماء Ø§Ù„Ø¥Ø³Ù„Ø§Ù…ØŒØ±ÙØ¹ØªÙ‡ Ù…Ø¤Ù„ÙØ§ØªÙ‡ الكثيرة العدد،وجهوده العلمية المثمرة إلى مرتبة عالية ممتازة،لا ÙŠÙ†Ø§ÙØ³Ù‡ Ùيها Ø£ØØ¯ØŒ ÙØ§Ø³ØªØÙ‚ بذلك أن يمنØÙ‡ مواطنوه هذا Ø§Ù„Ù„Ù‚Ø¨ØŒØªØ´Ø±ÙŠÙØ§ له بين جميع من ينتسبون إلى مدينتهم- ذات المجد التليد- واستØÙ‚ الشيخ عند الشيعة لقباً آخر يزيد عن اللقب الأول ÙÙŠ مغزاه،ويعبر Ø¨ÙØµØ§ØØ©- لا مثيل لها-عن جميل تقديرهم إياه،ويعين منزلته بين جميع Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© الاثني عشرية،وذلك إذ يلقبونه بـ(شيخ Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ©)ØŒ وإذا أطلق Ø§ØØ¯ هذين اللقبين،أو كلاهما على شخص لم ينصر٠ذهن العارÙين إلى شخص سواه....)) .
لقد بلغت منزلة الشيخ الطوسي ÙÙŠ بغداد أوجها بين علماء العصر من جميع الطوائ٠وبلغ قبول أهل السنة له إذ اعتبره بعض المؤرخين أنه من أعلامهم،وينتمي إلى المذهب Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠ ØŒ
وبعضهم نسبه إلى الاعتزال وهذا كله خطأ لا غبار عليه،وان الشيخ من أركان المذهب Ø§Ù„Ø¬Ø¹ÙØ±ÙŠ ÙˆØØ§Ø² الثقة التامة من طبقات الشيعة جمعاء ÙÙŠ رواية Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« وتØÙ„يله .
وأخيرا ً:
ÙØ§Ù†((الطوسي كان شيخ Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© ÙÙŠ عصره غير منازع،ولقد كان من أعيان القرن الخامس الهجري،وكتبه موسوعات Ùقهية وعلمية،ودرس الÙقه المقارن،ولم تقتصر دراساته على Ùقه الأمامية وعلومها)).
ثم Ø£Ø¶Ø§Ù Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø« عن الشيخ الطوسي قوله:
وإننا قبل أن نترك الكلام ÙÙŠ كتب الطوسي لابد أن نذكر تقديرنا العلمي لذلك العالم العظيم،ولا ÙŠØÙˆÙ„ بيننا وبين تقديره نزعته الطائÙية،أو المذهبية، ÙØ¥Ø§Ù† العالم يقدر لمزاياه العلمية،لا لآرائه ونØÙ„ته،ولا نود أن يكون الاختلا٠المذهبي ØØ§Ø¦Ù„ا Ù‹ بيننا وبين تقديره.
وإننا- شهد الله- ما جعلنا الاختلا٠المذهبي،أو الطائÙÙŠ مانعا ًيمنع من التقدير للرجال،وإن خالÙناهم ÙÙŠ الأÙكار....
وان الشيخ الطوسي قد خدم المذهب Ø§Ù„Ø¬Ø¹ÙØ±ÙŠ Ø¨Ø¯Ø±Ø§Ø³Ø§ØªÙ‡ المقارنة،وبتعبيد مسالكه،وبالكتابات المتقصية لأطرا٠مسائلة...
وانه ككتاب القرن الخامس الهجري قد أوتي أسلوبا Ù‹ قويما Ù‹ يكتب الÙقه ÙÙŠ لغة سهلة معبرة Ù…ÙˆØ¶ØØ©ØŒ لأعوص المسائل وأعمقها بØÙŠØ« يجعلها قريبة دانية Ù…Ø£Ù„ÙˆÙØ© Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ©.
ولذلك ØÙ‚ت علينا تØÙŠØªÙ‡ØŒÙˆØÙ‚ علينا تقديره،مع Ù…Ø®Ø§Ù„ÙØªÙ†Ø§ له ÙÙŠ المذهب .
وهكذا دبت ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†Ø¬Ù ØØ±ÙƒØ© علمية نشيطة Ø¨ÙØ¶Ù„ شيخنا الرائد،وتوطدت أركانها بمرور Ø§Ù„Ø²Ù…Ù†ØŒØØªÙ‰ برزت مظاهر الØÙŠØ§Ø© العلمية المرتبة ÙˆØ§Ø¶ØØ© Ù„Ù„Ø¹ÙŠØ§Ù†ØŒÙˆØ£ØµØ¨ØØª الجامعة تضم عددا Ù‹ من طلاب Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© لا يستهان بهم،وأخذت تتكاثر يوما Ù‹ بعد يوم.
هل الطوسي نقل ØÙˆØ²ØªÙ‡ معه من بغداد؟
وقبل أن نختم Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« ÙÙŠ هذا Ø§Ù„ÙØµÙ„ لابد أن نعرÙ:هل أن الشيخ- قدس سره- ØÙŠÙ† انتقل من بغداد إلى Ø§Ù„Ù†Ø¬ÙØŒØ§Ù†ØªÙ‚Ù„ طلابه معه- والذي تجاوز عددهم العشرات- وشاركوه ÙÙŠ تأسيس الØÙˆØ²Ø© العلمية،أم انه انتقل إليها Ø¨Ù…ÙØ±Ø¯Ù‡ØŸ
Ø±Ø¬ØØª بعض المصادر:أن الشيخ عند هجرته إلى Ø§Ù„Ù†Ø¬Ù Ø§Ù†ÙØµÙ„ عن ØÙˆØ²ØªÙ‡ العلمية التي أسسها ببغداد،وأنشأ ÙÙŠ مهجره النج٠ØÙˆØ²Ø© جديدة،واستندت ÙÙŠ دعواها إلى عدة مبررات أهمها ما يلي:
أولاً- إن مؤرخي هجرة الشيخ الطوسي إلى النج٠لم يشيروا إطلاقاً إلى أن تلامذة الشيخ ÙÙŠ بغداد راÙقوه،أو التØÙ‚وا به Ùور هجرته إلى النجÙ.
ثانيا Ù‹- إن الدور الذي أداه ولد الشيخ الطوسي،أبو علي Ø§Ù„ØØ³Ù† بن Ù…ØÙ…د بن Ø§Ù„ØØ³Ù† يدل على ØØ¯Ø§Ø«Ø© الØÙˆØ²Ø©ØŒÙقد تزعمها بعد أبيه،ومن المظنون أنه كان ÙÙŠ دور الشباب ØÙŠÙ† هجرة والده،ذلك لانعدام تاريخ ÙˆÙ„Ø§Ø¯ØªÙ‡ØŒÙˆÙˆÙØ§ØªÙ‡ØŒÙˆÙ„كن الثابت تاريخيا أنه كان ØÙŠØ§ ÙÙŠ سنة515هـ،أي إنه عاش بعد هجرة الشيخ قرابة سبعين عاما،ويذكر عن ØªØØµÙŠÙ„Ù‡ أنه كان شريكا ÙÙŠ الدرس عند أبيه مع Ø§Ù„ØØ³Ù† بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† القمي،والذي ÙŠØ±Ø¬Ø ÙƒÙˆÙ†Ù‡ من الطبقة المتأخرة،كما يقال أن أباه أجازه سنة 455هـ،أي قبل ÙˆÙØ§ØªÙ‡ بخمسين عاما،وهو يتÙÙ‚ مع ØØ¯Ø§Ø«Ø© ØªØØµÙŠÙ„Ù‡.
ÙØ¥Ø°Ø§ عرÙنا أنه خل٠أباه ÙÙŠ التدريس، والزعامة العلمية للØÙˆØ²Ø© ÙÙŠ النج٠بالرغم من كونه من تلامذته المتأخرين ÙÙŠ أغلب الظن استطعنا أن نقدر المستوى العلمي العام لهذه الØÙˆØ²Ø©ØŒÙˆÙŠØªØ¶Ø§Ø¹Ù Ø§Ù„Ø§ØØªÙ…ال ÙÙŠ كونها ØØ¯ÙŠØ«Ø© التكون.
والصورة التي تكتمل لدينا على هذا الأساس هي:أن الشيخ الطوسي بهجرته إلى Ø§Ù„Ù†Ø¬Ù Ø§Ù†ÙØµÙ„ عن ØÙˆØ²ØªÙ‡ الأساسية ÙÙŠ بغداد،وأنشأ ØÙˆØ²Ø© جديدة ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†Ø¬Ù ÙˆØªÙØ±Øº ÙÙŠ مهجره Ù„Ù„Ø¨ØØ«ØŒÙˆØªÙ†Ù…ية العلم .
وعلى كل ØØ§Ù„ ÙØ§Ù† الØÙˆØ²Ø© العلمية التي أسسها الشيخ الطوسي ÙÙŠ النج٠كانت ÙØªØØ§ Ù‹ كبيرا ً،وÙÙŠ الوقت Ù†ÙØ³Ù‡ كانت نواة للجامعة العلمية التي عاشت الأجيال، ومن ذلك التاريخ دخلت مرØÙ„Ø© علمية منتظمة،استمرت بين الشدة ÙˆØ§Ù„Ø¶Ø¹ÙØŒÙˆÙ‚طعت أشواطا Ù‹ بعيدة ÙÙŠ مستواها العلمي،ومسيرتها الجامعية،وهي تسجل لمؤسسها دور القيادة والزعامة بكل تقدير وإكبار.