الجامعة العلمية ÙÙŠ النج٠عبر أيامها الطويلة ....(1)
العلامة الدكتور السيد Ù…ØÙ…د Ø¨ØØ± العلوم (رØÙ…Ù‡ الله)2016-04-05
الجامعة العلمية ÙÙŠ النجÙ
عبر أيامها الطويلة
كلمة لابد منها
إن Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن المدرسة العلمية ÙÙŠ النج٠الاشر٠واسع،ومتشعب يتسع لمجلدات،وخاصة إذا أردنا استقصاء كل ما يتعلق بهذه المدرسة العريقة ذات العمر الطويل الذي يناهز الأل٠عام ØŒ والتي خرجّت مئات الأعلام من مشاهير مراجع الدين ÙÙŠ العالم الإسلامي،وتركت للمكتبة الÙكرية نتاجا Ù‹ ضخما Ù‹ ÙÙŠ الÙقه والأصول،والÙÙ„Ø³ÙØ© Ø§Ù„Ø¥Ø³Ù„Ø§Ù…ÙŠØ©ØŒÙˆØ§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ±ØŒÙˆØ¹Ù„وم Ø§Ù„Ù‚Ø±Ø¢Ù†ØŒÙˆØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ« ورجاله،والتاريخ،والأدب،وغيره من التراث الإسلامي.
إن مدرسة النج٠الاشر٠عبر تاريخها العلمي الطويل جسدت من خلال الزخم الÙكري تراث أئمة آل البيت عليهم السلام،وما خلÙوه من ثروة رائعة متنوعة ÙÙŠ شتى العلوم ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©ØŒÙˆØ§Ø³ØªÙ…ر هذا العطاء يتدÙÙ‚ جذوة علمية تعايش العصور،وتتسع Ø¢ÙØ§Ù‚ها للتطور والنمو الÙكري.
وإذا كانت Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« القاسية ÙÙŠ عراقنا Ø§Ù„ØØ¨ÙŠØ¨ والتي أثيرت من قبل النظام Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… وطالت مدينة الإمام علي عليه السلام،وضربت معهدها الشامخ،وشتتت أساتذتها وطلابها Ø¨ØØ¬Ø© ÙˆØ£Ø®Ø±Ù‰ØŒÙØ§Ù† العالم الإسلامي قد استنكر هذا الاعتداء الصارخ وشاركت الجامعات والمؤسسات العالمية ÙÙŠ هذا الاستنكار.
إن قيام ((الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية))ÙÙŠ لندن بعقد هذا المؤتمر العلمي الÙني يدعو إلى الشكر والتقدير لكل الأخوة الأساتذة الذين عملوا على ØªØØ¶ÙŠØ±Ù‡ وتهيئته ÙˆÙÙŠ مقدمتهم الأخ الجليل المؤمن المجاهد الدكتور المهندس السيد Ù…ØÙ…د علي الشهرستاني رائد هذه الجامعة ومؤسسها، راجيا من الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ أن يتقبل من الجميع جهدهم الرائع،ويØÙ‚Ù‚ الآمال ÙˆØ§Ù„Ø·Ù…ÙˆØØ§Øª التي من اجلها أقيم هذا المعرض،وانعقد هذا المؤتمر،ومنه الأجر والثواب.
المقدمة:
Ø§Ù„Ù†Ø¬Ù ÙˆÙØ¶Ù„ها ومركزها الديني
قال الإمام الصادق عليه السلام:
[إن ميمنة Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© روضة من رياض الجنة].
النجَÙÙ‘ØŒØ¨Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠÙƒ:مكان لا يعلوه الماء.وقد يكون ÙÙŠ بطن الوادي شبيه بنجا٠الغبيط.
والنجÙ:Ø§Ù„ØªÙ„ØŒÙˆØ§Ù„Ù†Ø¬ÙØ©ØŒØ§Ù„مسÙÙ†Ø§Ø©ØŒÙˆØ§Ù„Ù†Ø¬ÙØ© التي بظهر Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© هي ÙƒØ§Ù„Ù…ÙØ³Ù†Ø§Ø© تمنع ماء السيل أن يعلو منازل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© .
وجاء عن الإمام الصادق عليه السلام- سادس أئمة أهل البيت عليهم السلام- أن النج٠كان Ø¨ØØ±Ø§ Ù‹ عظيما،وكان يسمى ((ني))،ثم ج٠بعد ذلك،Ùقيل)) :ني جÙ))ÙØ³Ù…ÙŠ Ø¨Ù†ÙŠØ¬ÙØŒØ«Ù… سمي ((نجÙ))لأنه كان اخ٠على اللسان .
وذكرت المصادر:بأن على مقربة من هذا الموضع قبر الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .
كما ذكرت المصادر عن أئمة أهل البيت عليهم السلام الكثير عن ÙØ¶Ù„ النج٠وما ورد Ùيها من الأخبار،وأنها روضة من رياض الجنة.ومنها Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن الإمام أبي Ø¬Ø¹ÙØ± الصادق عليه السلام،والذي صدرنا Ùيه Ø§Ù„Ø¨ØØ«ØŒØ¨Ø£Ù†((ميمنة Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© روضة من رياض الجنة))،وتؤكد بعض المصادر:بأن المراد من ميمنة Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© قبر الإمام علي عليه السلام .
Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى هذا ÙØ§Ù† النج٠من قبل)): مهبط الأولياء،ودار هجرة الأنبياء عليهم السلام،وعليها استوت سÙينة Ù†ÙˆØ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ السلام- كما ÙÙŠ بعض Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ«- وبها كان منزل إبراهيم الخليل عليه السلام،واليها كانت هجرته )).
ولهذا كله أطلق على هذه البقعة المباركة((النج٠الاشرÙ)) لما لها من الشر٠العظيم،والمكانة السامية.
كما يطلق عليها ((العتبة المقدسة))،أو((المدينة المقدسة))نظرا Ù‹ لقداستها ÙÙŠ Ù†Ùوس الملايين من المسلمين،لأنها ØªØ´Ø±ÙØª بمرقد مثال العلم ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.الإنسان الذي قال عنه رسول الله(ص):))علي مع الØÙ‚،والØÙ‚ مع علي يدور ØÙŠØ«Ù…ا دار )).
وقد قدر لهذه المدينة المقدسة أن ØªØµØ¨Ø Ø¨Ø¹Ø¯ زمان Ù…ØØ·Ø§Ù‹ لأنظار العالم الإسلامي يهاجر إليها الآلا٠من طلاب Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© للتÙقه،والاشتغال العلمي،وتتوجه إليها Ù†Ùوس الملايين من المسلمين ÙÙŠ أقطار العالم الإسلامي ÙƒØ§ÙØ©.ينظرون إليها بعين ملؤها التعظيم،والإجلال،وتكون يوما Ù‹ ما مقرا Ù‹ Ù„Ù„Ø¥ÙØªØ§Ø¡ØŒÙˆØ§Ù„تقليد،ومركزا Ù‹ للمرجعية الكبرى التي تدير شؤون الشيعة ÙÙŠ العالم الإسلامي.
ـ النج٠جامعة علمية
قال رسول الله (ص):
[أنا مدينة العلم،وعلي بابها]
برزت (( النج٠الأشرÙ))على Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„ØªØ§Ø±ÙŠØ® عام 170هـ ØÙŠÙ† اكتش٠قبر أمير المؤمنين علي بن طالب عليه السلام،وذلك ÙÙŠ عهد Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© العباسي هارون الرشيد ،وبدأ المسلمون ÙŠØªÙˆØ§ÙØ¯ÙˆÙ† عليها من كل الأطرا٠لزيارة المرقد المطهر والتبرك بأعتابه،وبمرور الزمن Ø£ØµØ¨ØØª المدينة المقدسة مزارا Ù‹ للمسلمين ÙˆÙ…ØØ· أنظار العالم.
وبرزت((النج٠الأ شرÙ))كجامعة علمية دينية عام449هـ ØÙŠÙ† انتقل إليها شيخ Ø§Ù„Ø·Ø§Ø¦ÙØ© أبو Ø¬Ø¹ÙØ± Ù…ØÙ…د بن Ø§Ù„ØØ³Ù† الطوسي من بغداد،وأسس معهدها العلمي اثر ÙØªÙ†Ø© طائÙية أثارها السلجوقيون ÙÙŠ Ù…ÙØªØªØ ØÙƒÙ…هم ÙÙŠ العراق.
وعلى مرّ العصور Ø£ØµØ¨ØØª مدرسة النج٠العلمية ثالث معهد علمي ديني عر٠عند المسلمين،Ùكما اشتهرت ((جامعة القرويين)) جامع ÙÙŠ ÙØ£Ø³- المغرب بني ÙÙŠ القرن 3هـ مشهور بأبوابه الـ 14،أقدم جامعة إسلامية ÙÙŠ المغرب،و((الأزهر)) ÙÙŠ القاهرة،كذلك اشتهرت جامعة النج٠ÙÙŠ العراق،وامتد عمرها إلى قرابة أل٠عام.
لقد كان لهذه الجامعة العلمية أثر كبير ÙÙŠ انتشار Ùكر مدرسة أئمة أهل البيت عليهم السلام،ذلك التراث الأصيل الذي يمثل Ø§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ± وعلوم القرآن،والÙقه، ÙˆØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒÙˆØ£ØµÙˆÙ„ الÙقه،والÙÙ„Ø³ÙØ© الإسلامية،كما لم تعدم الجامعة جوانب Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الأخرى مما يتصل Ø¨Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙØ© الإسلامية العامة،وخاصة الأدب العربي،Ùلقد أسهمت Ùيه هذه الجامعة إسهاما Ù‹ كبيرا ًيتجلى ذلك ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù„ÙØ§Øª المتنوعة،والكتب العديدة التي صدرت من أعلام وأدباء النج٠الأشر٠وشعرائها ÙÙŠ مجال النثر والشعر.
وقد ساعد على استمرارية هذه الجامعة ÙÙŠ هذه المسيرة الطويلة وجود المرجعية الدينية للمسلمين الشيعة الاثني عشرية ÙÙŠ أغلب مراØÙ„ها Ùيها،والتي يرجع لها ÙÙŠ أمور الدين،والقيادة الدنيوية قرابة 250مليون مسلم شيعي ÙÙŠ ÙƒØ§ÙØ© أقطار العالم الإسلامي.
ورغم أن المرجعية الدينية ليس لها ØÙ‚ التشريع،ÙÙŠ الأمور المنصوص عليها ÙÙŠ الكتاب الكريم،والسنة Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ©ØŒÙ„كن ÙØªØ باب الاجتهاد عند الشيعة الأمامية ساعد كثيرا ًعلى استنباط الأØÙƒØ§Ù… الشرعية ÙÙŠ الأمور المستجدة من أدلتها Ø§Ù„ØªÙØµÙŠÙ„ية،وهذا ما ÙØ³Ø المجال للتطور الÙقهي ÙÙŠ إدارة شؤون الأمة،ومسايرته لمقتضيات الزمن،بما يؤكد على عدم جمود المركزية الدينية Ø§Ù„Ø¹Ù„Ù…Ø§Ø¦ÙŠØ©ØŒÙˆØªØØ±ÙƒÙ‡Ø§ بما ينسجم وقيم الإسلام،وتعاليمه الإنسانية ÙÙŠ بناء Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ والمجتمع ÙÙŠ ضوء Ø§Ù„Ù…ØµÙ„ØØ© العامة السياسية،والاجتماعية،وكل جوانب الØÙŠØ§Ø© الإنسانية.
أهم مميزات الجامعة العلمية النجÙية
قبل أن Ù†ØªØØ¯Ø« عن أدوار هذه الجامعة العلمية ÙÙŠ مسيرتها الطويلة يجدر بنا أن نشير إلى أهم مميزاتها كأسلوب دراستها،وتطور مراØÙ„ها الدراسية ومراتب طلابها،ومسؤوليات خريجها- وذلك ÙÙŠ ØØ¯ÙˆØ¯ المتسع من الوقت.
إن الوضع الدراسي ÙÙŠ جامعة النج٠لا يختل٠كثيرا Ù‹ عن سائر الجامعات الإسلامية ذات الجذور الأصيلة،والامتداد التاريخي البعيد ØŒ إنما تمتاز هذه الجامعة ببعض الجوانب العلمية والÙنية،لعل من أهمها:
1- إن الطالب ÙÙŠ مرØÙ„ته الدراسية – ضمن هذه الجامعة- لا ÙŠÙكر بأن ينال شهادة،أو يجتاز عقبة Ø§Ù…ØªØØ§Ù† رسمي Ù„ÙŠØØ¸Ù‰ Ø¨ÙˆØ¸ÙŠÙØ©.إنما ÙŠÙكر ويطلب العلم Ù„Ù†ÙØ³Ù‡.
2- كما أن الطالب ØØ± ÙÙŠ اختيار المدرس،ولا يسع المدرس التخل٠عنه بوجه- إذا كانت لديه ÙØ±ØµØ© من الوقت- ولم يكن هذا Ø§Ù„Ø¯Ø§ÙØ¹ خو٠السلطة الزمنية وضغطها على المدرس بعدم التخل٠عن الاستجابة للتدريس،إنما هي تلبية لدعوة الواجب الديني Ùقط .
3- إن التدريس ÙÙŠ الجامعة النجÙية بكل أقسامها مجاني،لا يأخذ عليه المدرس أجرا ً،ولا يتقاضى ÙÙŠ سبيله راتبا Ù‹ØŒ إنما عمله خالص لوجه الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡.
4- إن الدراسة ÙÙŠ هذه الجامعة – إذا كان الطالب جادا Ù‹- تنتهي به إلى ØØµÙˆÙ„ ملكة الاجتهاد ÙÙŠ الÙقه الذي تختص الأمامية Ø¨ÙØªØ بابه.
5- إن الطالب ÙÙŠ جامعة النج٠لابد من دراسة العربية،والمعاني،والبيان،والبلاغة،والمنطق،كمقدمة لدراسة الÙقه،كما يقتضى دراسة مراتب Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« الشريÙ.
ليكون بذلك كله على استعداد لدراسة الÙقه،وأصوله،لأتهما يعتمدان على Ùهم الكثير من النصوص القرآنية،والسنة Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ©ØŒÙ„يتمكن من الاستدلال،ومناقشتها،ولذا ÙØ§Ù† مراØÙ„ الدراسة التي يمر بها الطالب ضرورية للوصول إلى الغاية المنشودة وهي (مرتبة الاجتهاد)هي ثلاث:
أولا- الدراسات التمهيدية:
وقد يطلق عليها ((مرØÙ„Ø© المقدمات))ويراد بهذا Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø§Ù„Ø¯Ø±ÙˆØ³ الأولية لطالب الجامعة النجÙية،كالنØÙˆØŒÙˆØ§Ù„ØµØ±ÙØŒÙˆØ§Ù„بلاغة،والمنطق وربما يضم إلى هذه العلوم دراسة علم Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒÙˆØ§Ù„علوم الرياضية،وبعض العلوم الأدبية:كعلم العروض،والبديع،والنصوص الأدبية،كل ذلك ØØ³Ø¨ رغبة الطالب،واستعداده للمشاركة بهذه المعارÙ.
وعلى الأعم تكون الدراسة ÙÙŠ هذه المرØÙ„Ø© ÙØ±Ø¯ÙŠØ©ØŒÙˆØ§Ù† كان من الممكن أن يشترك عدد من الطلاب ÙÙŠ درس من هذه الدروس.
وللطالب ØØ±ÙŠØ© اختيار المدرس،والمكان والزمان ÙˆØ§Ù„ÙƒØªØ§Ø¨ØŒØØ³Ø¨ Ø§ØªÙØ§Ù‚ المدرس والتلميذ، والمهم ÙÙŠ هذه المرØÙ„Ø© أن ÙŠÙˆÙØ± الأستاذ للطالب ØØ±ÙŠØ© النقاش معه بالقدر الذي يسع Ø£ÙÙ‚ الطالب وتÙكيره.والغرض من هذه Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© التوجيه والتمرين على قوة Ø§Ù„Ù…Ù„Ø§ØØ¸Ø©ØŒÙˆÙ…دة هذه المرØÙ„Ø© من 3-5سنوات.
ثانيا- الدراسات الوسطى:
وقد يطلق عليها ((مرØÙ„Ø© السطوØ))ويقصد بهذا Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø§Ù„Ø¯Ø±Ø§Ø³Ø© التي تشمل متون الكتب الاستدلالية الÙقهية والأصولية،ويتبع Ùيها Ù…ØØ§ÙƒÙ…Ø© الآراء ومناقشتها Ø¨ØØ±ÙŠØ© كاملة،وعلى الأكثر تكون هذه المرØÙ„Ø© على أسلوب الØÙ„قات، ØÙŠØ« يجتمع أكثر من طالب ÙˆØ§ØØ¯ ÙÙŠ مجلس Ø§ØØ¯ المدرسين المعروÙين،ويختل٠عدد الطلاب ÙÙŠ كل ØÙ„قة ØØ³Ø¨ اختلا٠المدرس،وتÙوقه ÙÙŠ أسلوب التدريس وسعة إطلاعه،كما أن Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© مطلقة للطالب ÙÙŠ اختيار الكتاب،والدرس.
إن كتب Ø§Ù„Ø³Ø·ÙˆØ ÙƒÙ„Ù‡Ø§ استدلالية،وان دراستها ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© منها توسع ذهن الطالب،وتمنØÙ‡ قدرة خاصة لإقامة الدليل،أو رد البراهين والدعاوى.
وقد تضم هذه المرØÙ„Ø© علم الكلام،والÙÙ„Ø³ÙØ© Ø§Ù„Ø¥Ù„Ù‡ÙŠØ©ØŒÙˆØ§Ù„ØªÙØ³ÙŠØ±ØŒÙˆØ£ØµÙˆÙ„ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« وأØÙˆØ§Ù„ الرواة،ومدة هذه المرØÙ„Ø© (السطوØ)عادة من3-6 سنوات،وقد تزيد Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§ØŒÙˆØ¥Ø°Ø§ انتهى الطالب منها بإتقان استØÙ‚ أن يسمى ((مراهقا))بمعنى أنه مقارب لدرجة الاجتهاد.
ثالثا- الدراسات العليا:
وقد تسمى هذه المرØÙ„Ø© بـ ((Ø¨ØØ« الخارج))ØŒ والمقصود من ((Ø§Ù„Ø¨ØØ«))Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆØ±Ø© والمناقشة بين الطرÙين،وقد أطلق على المرØÙ„Ø© الأخيرة من الدراسة الجامعية الدينية اسم Ø§Ù„Ø¨ØØ«ØŒÙˆØ°Ù„Ùƒ Ù„ØªÙˆÙØ± Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© ÙÙŠ أعطاء الرأي ومناقشته والمؤاخذة على إيراد Ø§Ù„Ø¥Ø´ÙƒØ§Ù„ØŒÙˆØ§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ والاستدلال،وتكون ØØ¬ØªÙ‡Ù… موضع عناية الأستاذ والطلاب.
والمقصود Ø¨Ù…ØµØ·Ù„Ø ((الخارج))الدروس التي يتلقاها الطلاب ÙÙŠ هذه المرØÙ„Ø© الثالثة،والأخيرة،وأنها تكون خارج نطاق Ø§Ù„ÙƒØªØ¨ØŒÙŠØØ§Ø¶Ø± Ùيها الأستاذ ويستمع إليه الطالب دون كتاب.
وهذه المرØÙ„Ø© يختص بالأستاذية Ùيها كبار العلماء المجتهدين ÙÙŠ الÙقه والأصول وقد يوÙÙ‚ الطالب Ùيها إلى بلوغ درجة الاجتهاد،وهي أعلى درجة،وبهذا تمتاز هذه الجامعة الإسلامية ÙÙŠ أسلوب التدريس،وÙÙŠ ØØ±ÙŠØ© المناقشة والرأي،وÙÙŠ درجتها العلمية العالية، وقد تتطرق الدراسة إلى المقارنة العلمية بين Ùقه المذاهب الإسلامية.
وميزة هذه المرØÙ„Ø© عمق Ø§Ù„Ø¨ØØ« ودقته،وسعة Ø£ÙÙ‚Ù‡ØŒÙˆØ§Ù„ØØ±ÙŠØ© الكاملة ÙÙŠ نقد الآراء ومناقشتها مهما كان ØµØ§ØØ¨Ù‡Ø§ØŒÙˆØ§Ù„Ù‰ هذا النهج الدراسي يعزى السر ÙÙŠ تطور الدراسات الÙقهية والأصولية ÙÙŠ جامعة النج٠على مر القرون.
ولعل نظرة ÙˆØ§ØØ¯Ø© ÙÙŠ كتب الÙقه والأصول ÙÙŠ القرنين الرابع والخامس مثلا،ومقارنتها بكتب القرون الأخيرة،وبخاصة كتب هذا القرن نعر٠مدى التطور الذي بلغه Ø§Ù„Ø¨ØØ« العلمي ÙÙŠ هذا الشأن.
ومدة هذه المرØÙ„Ø© تستمر لعدة Ø³Ù†ÙˆØ§ØªØŒØØªÙ‰ تتم دورة كاملة ÙÙŠ أبواب الÙقه أو الأصول .
ولم تتقيد جامعة النج٠بمØÙ„ ÙˆØ§ØØ¯ للدراسة،إنما تتخذ من الجوامع والمدارس الدينية-المعدة لسكن طلاب العلوم،والصØÙ† العلوي الشري٠أماكن للتدريس .
والشيء الذي لابد من الإشارة إليه هو:
إن أساتذة وطلاب الجامعة النجÙية على اختلا٠مراتبهم ومكانتهم لا يعتمدون ÙÙŠ تكالي٠ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù… المعيشية على راتب أو Ù…Ù†ØØ© من الØÙƒÙˆÙ…Ø© المØÙ„ية،ولا يقبلون موردا Ù‹ من الدولة،إنما يعتمدون بالدرجة الأولى على موارد الØÙ‚وق الدينية التي تصل المراجع الدينية،والعلماء المقصودين ÙÙŠ الØÙˆØ²Ø© العلمية،وهذه الØÙ‚وق Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù„ÙØ© من الخمس،والزكاة،وباقي الموارد التي يجمعها بيت مال المسلمين، Ùˆ تصر٠بنظر المرجع الديني الأعلى،للمشاريع الدينية والإنسانية التي يطمئن Ùيها إلى رضا الإمام المهدي عليه السلام ØµØ§ØØ¨ الأمر الØÙ‚يقي،والمراجع والعلماء نوابه أيام غيبته.
ÙˆÙÙŠ نظر المسلمين الشيعة الأمامية أن يكون المرجع الديني،والعالم الرباني بعيدا ًعن مساعدة الدولة،وكذلك طلاب العلوم الدينية،كي يكونوا Ø£ØØ±Ø§Ø±Ø§ Ù‹ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù…،وان لا تتØÙƒÙ… Ùيهم سياسة الØÙƒÙˆÙ…ة،وتسيرهم أجهزة النظام Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…،تطبيقا Ù„Ù„ØØ¯ÙŠØ« الشريÙ:((إذا رأيت العلماء على أبواب الملوك Ùقل:بئس العلماء وبئس الملوك،وإذا رأيت الملوك على أبواب العلماء Ùقل:نعم العلماء ونعم الملوك)).