النج٠الاشر٠من خلال مسيرته الطويلة
العلامة الدكتور السيد Ù…ØÙ…د Ø¨ØØ± العلوم(ره)2016-10-09
بسم الله الرØÙ…Ù† الرØÙŠÙ…
النج٠الاشر٠من خلال مسيرته الطويلة
ÙÙŠ مل٠النج٠الاشر٠من خلال مسيرته الطويلة جوانب هامه جديرة Ø¨Ø§Ù„Ø¨ØØ« , والدراسة, , وكان بودي أن أتناول بعض هذه الجوانب بشيء من Ø§Ù„Ø¨ØØ« والدراسة Ø§Ù„Ù…ÙƒØ«ÙØ©. ولكن خصوصية كلمة Ù„Ø§ÙØªØªØ§Ø ندوة واسعة تضم بØÙˆØ« ودراسات تكون Ù…ØØ¯Ø¯Ø© لن ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù‡Ø§ من الوقت ألا باللمام من Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« , لأنها أشبه بالكلمة الرسمية , ولذا ÙØ§Ù†ÙŠ Ø³Ø£Ù‚ØªØµØ± ÙÙŠ كلمتي هذه على ثلاثة جوانب مما يتعلق بهذا البلد الشامخ منذ يومه الأول , والذي ØØ§Ùظ على أصالته وعراقته رغم العواص٠والأهوال التي مرت عليه , ولم تلوه , أو تعص٠به , وهي بإيجاز :
أولا ً- العمق التاريخي :
لم يبدأ تاريخ عمر النج٠الاشر٠من يوم دÙÙ† الإمام علي (ع) ÙÙŠ عام أربعين الهجري . ولا من يوم تمصير Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© إسلاميا Ù‹ ÙÙŠ Ø®Ù„Ø§ÙØ© الثاني من عهد Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© الراشدة عام 14هـ ولا من يوم اكتشا٠قبر الإمام أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام ÙÙŠ عهد Ø§Ù„Ø®Ù„ÙŠÙØ© العباسي هارون الرشيد ÙÙŠ القرن الثاني الهجري , ولا من الزمان الذي كانت Ùيه النج٠الاشر٠منتزهاً لملوك المناذرة والغساسنة قبل الإسلام وكانت ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ معمورة ومأهولة بالسكان .
ولا من العهد الذي كانت Ùيها Ø§Ù„Ù…ØØ·Ø© الرئيسية ÙÙŠ ربط الجزيرة العربية ببلاد الهند والرومان .
Ùما روى عن الأئمة الأطهار عليهم السلام , خاصة ما ورد عن الإمامين علي ابن أبي طالب, ÙˆØ¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…د الصادق عليهما السلام يؤكد أن تاريخ النج٠الاشر٠ابعد مما تقدم , ونشير إلى بعضها بإيجاز :
1Ù€ عن الإمام علي عليه السلام ا نه أوصى أولاده قال : إذا مت ÙØ§Ø¯Ùنوني ÙÙŠ هذا الظهر ÙÙŠ قبر اخوي هود وصالØ( ) . ومعلوم أن هود من Ø£ØÙاد Ù†ÙˆØ ÙˆÙƒØ§Ù† نبي قوم "عاد" , وكذلك ØµØ§Ù„Ø ÙˆÙ‡Ùˆ أيضا من Ø£ØÙاد Ù†ÙˆØ , وكان نبي قوم " ثمود " .
1- وعن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام انه قال : إن النج٠كان جبلا وهو الذي اعتصم به ابن Ù†ÙˆØ , والذي أشار إليه القران الكريم بقوله : "ساوي إلى جبل يعصمني من الماء " (2) .
2- ويعضد ما تقدم ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام ØÙŠÙ† سئل عن مدÙÙ† الإمام علي عليه السلام قال: "انه دÙÙ† ÙÙŠ قبر أبيه نوØ". قال له السائل : وأين قبر Ù†ÙˆØ ØŸ قال:ذلك ÙÙŠ ظهر Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© (3) .
3- وجاء عن الإمام الصادق عليه السلام , انه قال : الغري , وهو قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما , وقدس عليه عيسى تقديسا , واتخذ عليه إبراهيم خليلا , واتخذ عليه Ù…ØÙ…د ØØ¨ÙŠØ¨Ø§ , وجعله للنبيين مسكنا , والله – ماسكن Ùيه Ø§ØØ¯ – بعد آبائه الطيبين: آدم ÙˆÙ†ÙˆØ Ø£ÙƒØ±Ù… من أمير المؤمنين عليه السلام (4) .
4- عن الإمام Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…د الصادق عليه السلام: اخذ Ù†ÙˆØ Ø§Ù„ØªØ§Ø¨ÙˆØª(تابوت Ùيه عظام آدم) ÙØ¯Ùنه بالغري(5) .
5- وروي عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام انه قال : أول بقعة عبد الله عليها ظهر Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , لما أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم , سجدوا على ظهر Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© (6) .
الروايات التي اشرنا إليها بعض ما وردت ÙÙŠ هذا المضمار , وقد اعتمدها الكثير ممن كتب عن النج٠ÙÙŠ Ø§Ù„Ø£ØØ§Ø¯ÙŠØ« Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© الواردة عن أئمة الهدى من آل بيت المصطÙÙ‰ على جدهم وعليهم Ø£ÙØ¶Ù„ الصلاة والسلام مما يؤكد على عمق وجود النج٠التاريخي (7) .
ثانياً – تمصير النج٠:
من خلال ما ذكره المؤرخون يظهر أن النج٠الاشر٠مصرت قبل الإسلام , ÙÙÙŠ أخبار إبراهيم الخليل على نبينا وعليه Ø£ÙØ¶Ù„ الصلاة والسلام انه جاء من بابل ØØªÙ‰ نزل بانقيا , وكان طولها اثنى عشر ÙØ±Ø³Ø®Ø§ Ù‹ , وكانت تعرض للزلال ÙÙŠ كل ليلة Ùلما بات إبراهيم عندهم لم يزلزلوا تلك الليلة , Ùقال لهم شيخ بات عنده إبراهيم عليه السلام , والله ما Ø¯ÙØ¹ عنكم ألا بشيخ بات عندي ÙØ§Ù†ÙŠ Ø±Ø§ÙŠØªÙ‡ كثير الصلاة , ÙØ¬Ø§Ø¡ÙˆÙ‡ وعرضوا عليه المقام عندهم ويذلوا له الببذول , Ùقال: أنما خرجت مهاجرا إلى ربي , وخرج ØØªÙ‰ أتى النج٠,Ùلما رآه رجع أدراجه أي من ØÙŠØ« مضى , ÙØªØ¨Ø§Ø´Ø±ÙˆØ§ وظنوا انه رغب Ùيما بذلوا له , Ùقال لهم : لمن تلك الأرض؟ - يعني النجÙ- قالوا هي لنا , قال ÙØªØ¨ÙŠØ¹ÙˆÙ†Ù‡Ø§ ØŸ قالوا : هي لك ÙÙˆ الله ما تنبت شيئاً , Ùقال: لا Ø£ØØ¨Ù‡Ø§ ألا شراء, ÙØ¯Ùع إليهم غÙنيمات كن معه بها (والغنم يقال لها بالنبطية نقيا ) Ùقال : اكره أن أخذها بغير ثمن ÙØµÙ†Ø¹ÙˆØ§ ما صنع أهل بيت المقدس Ø¨ØµØ§ØØ¨Ù‡Ù… وهبوا له أرضهم – وذكر إبراهيم عليه السلام انه ÙŠØØ´Ø± من ولده من ذلك الموضع سبعون آل٠شهيد – Ùلما نزلت بهم البركة رجعوا عليه , ولما رأى عليه السلام غدرهم به تركهم ومضى Ù†ØÙˆ مكة (8) .
وذكرت المصادر أن النج٠كانت ÙÙŠ أيام التنوخيين واللخميين والمناذرة يوم كانت الØÙŠØ±Ø© عاصمة لهم قد اتخذت بنصيب ÙˆØ§ÙØ± من Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© والعمران , وكانت النج٠مأهولة ومعمورة , وكانت Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø© قائمة بها على أسس عربية لقربها من الØÙŠØ±Ø© ومجاورتها لها , ÙØ§Ù„نج٠عربية قبل كل شيء وأهلها غي ذلك العهد عند شيوخ النصرانية نصارى نسطورية, وهم من العرب Ø§Ù„Ø§Ù‚ØØ§Ø , وبقت بعض الأديرة ØÙˆØ§Ù„ÙŠ Ø§Ù„Ù†Ø¬Ù ØØªÙ‰ انتشار الإسلام , وعلو شوكته (9) .
وقال ابن ÙˆØ§Ø¶Ø ÙÙŠ كلامه عن Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© :والØÙŠØ±Ø© منها على ثلاثة أميال , والØÙŠØ±Ø© على النج٠, والنج٠كان ساØÙ„ Ø¨ØØ± Ø§Ù„Ù…Ù„Ø , وكان ÙÙŠ قديم الدهر يبلغ الØÙŠØ±Ø© , وهي منازل بني بقيلة وغيرهم (10) .
ونرى ÙÙŠ ثنايا التاريخ يرد كثيراً اسم الØÙŠØ±Ø© ÙˆØ§Ù„ÙƒÙˆÙØ© والنج٠وكأنها مدن ثلاثة Ù…Ù†ÙØµÙ„Ø© متجاورة , ولكن ما يمكن Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯ØªÙ‡ من المصادر أن الØÙŠØ±Ø© ÙˆØ§Ù„ÙƒÙˆÙØ© هما ÙÙŠ منطقة مشتركة مع النج٠, وهي ارض عالية معلومة تشبه المسناة تمنع مسيل الماء أن يعلو Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , أو الØÙŠØ±Ø©, وقد زعم الأوائل أن Ø¨ØØ± ÙØ§Ø±Ø³ كان يتصل به (1 ) . وعلى هذا الرأي تكون النج٠الميناء لهاتين المدينتين .
ويظهر من هذا العرض الموجز ÙÙŠ تمصير النج٠كان قبل الإسلام بزمن طويل كما ظهر من شراء خليل الله إبراهيم عليه السلام لهذه الأرض من الناس الذي كانوا يسكونها ØÙŠÙ†Ø°Ø§Ùƒ من قبائل عربية , ثم امتد إلى عهد الغساسنة والمناذرة واللخميين , والديارات الكثيرة المنتشرة ØÙˆÙ„ النج٠, والتي تؤكد على وجود عمران وسكن لأهالي المنطقة Ùيها .
ثالثا Ù‹ – البعد العلمي :
جامعة العلمية الدينية Ø¹Ø±ÙØª ÙÙŠ العالم العربي والإسلامي منذ أواسط القرن الخامس الهجري , وأنها Ø§ØØ¯ أربع جامعات أسلامية ÙÙŠ الوطن الإسلامي الكبير , جامعة القرويين ÙÙŠ المغرب , وقد تأسست عام هـ , وجامع الزيتونة ÙÙŠ تونس والذي تأسس عام 114هـ ,وانتقل التعليم به ÙÙŠ دولة Ø§Ù„Ù…ÙˆØØ¯ÙŠÙ† ÙÙŠ منتص٠القرن الخامس الهجري وجامع الأزهر ÙÙŠ القاهرة والذي أسس ÙÙŠ عهد المعز Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…ÙŠ عام358 – 970 Ù… وجامعة النج٠العلمية عام448 ÙÙŠ العراق , واليوم دق عمرها على أبواب الآل٠عام من ØÙŠÙ† تأسيسها على يد الشيخ أبو Ø¬Ø¹ÙØ± Ù…ØÙ…د بن Ø§Ù„ØØ³Ù† الطوسي عام 449 هـ -1057Ù….
وهناك من يرى أن النج٠كانت ØªØØªØ¶Ù† ØØ±ÙƒØ© علمية قبل انتقال الشيخ الطوسي لها استناداً إلى :
أولا - ما رواه السيد غياث الدين عبد الكريم بن اØÙ…د المعرو٠بابن طاووس: بان عضد الدولة البويهي زار المشهد العلوي الطاهر عام 371هـ وأعطى الناس على اختلا٠طبقاتهم , وكان نصيب الÙقراء والÙقهاء ثلاثة آلا٠درهم (13) .
ثانيا Ù‹- وجود أجازات علمية صادرة من بعض العلماء الساكنين ÙÙŠ النج٠خلال القرن الرابع الهجري , منها :
Ø£ – أن من مشائخ الشيخ الصدوق Ù…ØÙ…د بن علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن بابوية القمي هو Ù…ØÙ…د بن علي بن Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ الكوÙÙŠ من رجال القرن الرابع الهجري , سمع منه الشيخ الصدوق سنة 354هـ عند وروده إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© وهو ÙÙŠ طريقه إلى ØØ¬ بيت الله , وكان سماعه بمشهد أمير المؤمنين .
ب - وجاء ÙÙŠ ترجمة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن اØÙ…د أبي عبد الله البوشنجي , كان ثقة Ùيما يرويه أجازنا بروايته أبو عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…د المخزومي الخزاز المعرو٠بابن الخمري الشيخ Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø¨Ù…Ø´Ù‡Ø¯ مولانا أمير المؤمنين (ع) سنة أربعمائة (14).
ثالثاً – وجود بعض البيوتات العلمية ÙÙŠ النج٠خلال القرن الرابع والخامس الهجري , كآل شهريار , وال Ø§Ù„Ø·ØØ§Ù„ وغيرهما , وقد جمعت هذه البيوت الواجهة العلمية وبين خدمة الروضة الØÙŠØ¯Ø±ÙŠØ© (15) .
رابعاً – علماء نسبوا إلى النج٠قبل عهد الشيخ الطوسي , منهم :
1- اØÙ…د بن عبد الله الغروي يروي عن إبان بن عثمان من Ø£ØµØØ§Ø¨ الإمام الصادق (ع) .
2- شر٠الدين بن علي النجÙÙŠ , وصÙÙ‡ الشيخ الطوسي بقوله :" كان ØµØ§Ù„ØØ§ ÙˆÙØ§Ø¶Ù„ا".
3- عبد الله بن اØÙ…د بن شهريار أبو طاهر , كان معاصرا Ù‹ للشيخ المÙيد أستاذ الشيخ الطوسي , وروى عنه أبو Ø¬Ø¹ÙØ± Ù…ØÙ…د بن جرير الطبري , والنجاشي ÙÙŠ كتاب الإمامة .
4- اØÙ…د بن شهريار أبو نصر الخازن Ù„Ù„ØØ¶Ø±Ø© العلوية كان من أهل العلم , معاصراً للشيخ الطوسي (6 ).
وغير هؤلاء كثير يستطيع المتتبع ÙÙŠ ثنايا كتب التراجم والرجال أن يعثر على الإشارة إليهم .
خامسا Ù‹- هناك رأي ÙŠÙيد بان عضد الدولة البويهي كان يرغب أن تكون مدينة الأمام علي (ع) مركزا Ù‹ علمياً يضاهي بغداد Ø¨Ø¯Ø§ÙØ¹ العقيدة , ÙØ±ØºØ¨ الشيخ المÙيد Ù…ØÙ…د بن Ù…ØÙ…د بن النعمان شيخ مشائخ الشيعة ÙÙŠ عصره , وكان مقره بغداد بالانتقال إلى النج٠لتأسيس الØÙˆØ²Ø© العلمية Ùيها.
ويقال أن السلطة المسؤولة ÙÙŠ بغداد اضطرته إلى ترك بغداد ÙØ§Ø®ØªØ§Ø± النج٠, على اثر المشاكل الطائÙية التي كانت تثار ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ ÙÙŠ بغداد , ثم عاد لها (17) .
بهذه الأدلة يذهب المدعون إلى وجود ØÙˆØ²Ø© علمية قبل انتقال الشيخ الطوسي لها, وناقش هذا القول بعض من كتب عن بداية Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© العلمية الدينية (18) .
ÙˆØ§ØØ³Ø¨ أن التوÙيق بين هذين الرأيين ممكن ÙØ§Ù† عهد الشيخ الطوسي كان عهد تأسيس الجامعة العلمية , والنج٠ÙÙŠ واقعها امتداد إلى معهد Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© العلمي ,والذي شيده الأمام علي عليه السلام , وبلغ أوجه ÙÙŠ عهد الأمام الصادق (ع) , وقد أشار Ø§Ù„ØØ³Ù† بن علي الو شاء إلى الزخم العلمي ÙÙŠ هذه المدينة بقوله : أدركت ÙÙŠ هذا المسجد (Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©) تسع مائة شيخ كل يقول ØØ¯Ø«Ù†ÙŠ Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…د (9 ).
ÙØ§Ù„ÙƒÙˆÙØ© كانت تعج Ø¨Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© العلمية ÙÙŠ عهد الأمام الصادق (ع) (80 – 148هـ),وقد ذكر البراقي ØØ³ÙŠÙ† بن اØÙ…د الأسر العلمية التي سكنت Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© , من الأيام الأولى للإسلام , ولاشك أن لهذه الأسر العديدة جذور وامتداد إلى ما قبل الإسلام (20) .
واعتقد أن الشيخ الطوسي اختار النج٠بعد اضطراره لترك بغداد على اثر Ø§Ù„ÙØªÙ† الطائÙية لوجود أرضية ØµØ§Ù„ØØ© Ù„ØÙˆØ²Ø© علمية , ØÙŠØ« وجود علماء Ùيها سبقوه (21) .
إن هذه المنطقة المتداخلة بين Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© والØÙŠØ±Ø© والنج٠بØÙŠØ« يصعب Ø§Ù„ØªÙØ±ÙŠÙ‚ بينها , والØÙŠØ±Ø© كانت عاصمة المناذرة ÙˆØ§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ازدهرت قبل الإسلام وبعده , والنج٠كانت المنتزه للØÙŠØ±Ø© ÙˆØ§Ù„ÙƒÙˆÙØ©, وخاصة ØÙŠÙ† كان Ø¨ØØ±Ù‡Ø§ عامراً وكانت Ø§Ù„Ù…ØØ·Ø© الرئيسة ÙÙŠ الانطلاق إلى الجزيرة العربية , وكانت الديارات منتشرة ÙÙŠ ضواØÙŠÙ‡Ø§ , وهي مقرات للتعلم ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªØ±Ø§ØØ© .
كما كان للشعر ميدان واسع Ùيهما , " Ùقد كانت -Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© خاصة – تتأل٠Ùيها Ù„ÙØÙˆÙ„ شعرائها ØÙ„قات المناشدة ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ§Ø®Ø±Ø© ومجالس العلم والأدب " (22)
ÙˆØ§Ù„ÙƒÙˆÙØ© والØÙŠØ±Ø© ذراعا النج٠, ÙˆÙيها مرقد الإمام علي عليه السلام "باب مدينة علم الرسول Ù…ØÙ…د (ص) .
لذا لا نستبعد من كل ما تقدم وجود أرضية ØµØ§Ù„ØØ© لتأسيس الجامعة العلمية الدينية Ùيه شجع الشيخ الطوسي على اختياره هذه المدينة لتأسيس ØÙˆØ²ØªÙ‡ العلمية الدينية جوار إمام العباقرة علي ابن أبي طالب بعد رسول الله Ù…ØÙ…د عليهما Ø£ÙØ¶Ù„ الصلاة والسلام .
ÙˆÙ†Ù„Ø§ØØ¸ ÙÙŠ ختام Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« أن النج٠الاشر٠ذات التاريخ الطويل لازالت تعتمر با صالتها العريقة رغم العواص٠والأهوال الذي هز هذا البلد الشامخ أما لذاته أو تبعا للمنطقة , ونال من ØÙ‚د Ø§Ù„ØØ§Ù‚دين , وتجبر المتجبرين ما يتعب الواص٠, وخاصة من النظام الجائر الطائÙÙŠ المقيت الذي يخنق البلاد بكابوسه العÙÙ† , وهو نظام صدام ØØ³ÙŠÙ† .
السؤال المركزي الذي يتجسد أمام Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ«ÙŠÙ† عن عوامل صمود النج٠أمام هذا الركام الهائل من Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات المستمية ÙÙŠ تدميره , ولكن تلكم Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات باءت Ø¨Ø§Ù„ÙØ´Ù„ الذر يع لأسباب عديدة ØŸ!
بعض الأسباب نستطيع إيجازها بالاتي :
1- إن من أهم مظاهر النج٠الشاخصة هو جامعتها العلمية الدينية , وقد ØªØ¸Ø§ÙØ±Øª Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات على ØªÙØªÙŠØªÙ‡Ø§ , نظرا Ù‹ لكونها تضم آلا٠الطلاب من شتى بلدان العالم الإسلامي , ولكن ÙØ´Ù„ت , لان هذه الجامعة تتمتع باستقلال تام عن الواجهة الØÙƒÙˆÙ…ية , ولن تخضع لأي عامل يستند إلى الدولة معنويا Ù‹ أو ماديا Ù‹ , Ø§Ù„Ù…Ù„Ø§ØØ¸ أن الجامعات الأخرى أنشأت من قبل ØÙƒÙˆÙ…اتها ألا جامعة Ø§Ù„Ù†Ø¬Ù ÙØ£Ù†Ù‡Ø§ تأسست من قبل علمائها , وليس للØÙƒÙˆÙ…Ø© شان Ùيها .
2- أصالتها العربية, ÙØ±ØºÙ… Ø§Ù†ÙØªØ§Ø جامعة النج٠لعموم المسلمين , ومن شتى البلاد الإسلامية , Ùلم تتمكن لغات Ø§Ù„ÙˆØ§ÙØ¯ÙŠÙ† لجامعة النج٠أن تؤثر على لغة النج٠العربية وصمودها على اصالتها طيلة هذه المدة , وبالعكس Ùقد أثرت لغة النج٠الجامعية على كل خريجيها مما ميزهم على غيرهم من زملائهم أعلام المسلمين .
3- أن الجامعة النجÙية طيلة ØÙŠØ§ØªÙ‡Ø§ العلمية والأدبية هو ØªÙØ§Ø¹Ù„ها بين Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ« , والØÙاظ على القديم , أو Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© التطوير بين التيارين Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« والقديم بما يتلائم مع متطلبات تطوير المجتمع الديني ÙÙŠ مضمار العالم الإسلامي .
وهذه الميزة Ø§Ù„ÙØ§Ø¹Ù„Ø© ÙˆØ§Ù„Ù…ØªÙØ§Ø¹Ù„Ø© لهذه المدينة جعلتها مهياءة لمواكبة Ø§Ù„ØØ¯Ø§Ø«Ø© ÙÙŠ جوانب Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© , ولا أنكر أن هناك الكثير من الميادين المعرÙية لم ØªØ³Ù…Ø Ø§Ù„Ø¸Ø±ÙˆÙ Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø³ÙŠØ© للوصول إلى تØÙ‚يقها , خاصة وان هناك من يعمل على تهميش التوجه لمدينة الإمام علي عليه السلام , وبالخصوص ÙÙŠ ظل سلطة Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… الطائÙÙŠ المجرم صدام ØØ³ÙŠÙ† , وعلى سبيل المثال لا Ø§Ù„ØØµØ± ÙØ§Ù† طلاب العلم لهذه الجامعة إلى ما قبل هذا العهد الصدامي كان يتجاوز الخمسين آل٠طالب من شتى مناطق العالم الإسلامي , والآن أنضمر إلى المئات , ÙˆÙ…ØØ§ÙˆÙ„Ø© تصÙيات العلماء ومراجع الدين العظام مستمرة , كما هو معرو٠للجميع , إلى جانب تضيق الخناق على
طباعة الكتاب الديني , ÙˆØØªÙ‰ الشيعي , ومنع ممارسة الشعائر الدينية , ورغم هذا الصراع العني٠Ùلا زال كيان النج٠الثقاÙÙŠ والعلمي بارزا Ù‹ إلى ØØ¯ التماسك النسبي لهذه الظاهرة الخطية التي ØªÙ„ÙØ¹ النج٠.
أني على ثقة بان هذه الندوة العامرة – ÙÙŠ بØÙˆØ«Ù‡Ø§ ودراساتها التي تشارك Ùيها – سيكون لها الأثر ÙÙŠ كش٠مكانة هذه المدينة الشامخة مع الزمن , وما أسدته إلى المجتمع الإسلامي من الشخوص المعرÙÙŠ ÙÙŠ غالب جوانب الÙكر الإسلامي الديني .وهو ÙˆÙØ§Ø¡ رائع من رواد الÙكر ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الإنسانية لهذه المدينة العظيمة التي تعاني ÙÙŠ هذا الظر٠من Ù…ØÙ†Ø© خطيرة تكاد تعص٠بها , لولا لط٠الله .
الشكر لله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ أولا Ù‹, ولكل المساهمين بأØÙŠØ§Ø¡ هذه الندوة العامرة بداية من اللجنة Ø§Ù„ØªØØ¶ÙŠØ±ÙŠØ© (مركز كربلاء للدراسات) إلى الأخوة الأساتذة المشاركين Ø¨Ù…ØØ§Ø¶Ø±Ø§ØªÙ‡Ù… القيمة والمساهمين Ø¨Ø§Ù„ØØ¶ÙˆØ± اشكرهم جزيل الشكر باسم النج٠الاشر٠راجيا Ù‹ العلي القدير أن يأخذ بيد العاملين ÙÙŠ هذا المضمار إلى تØÙ‚يق الهد٠الأسمى , وهو رضا الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وخدمة دينه الØÙ†ÙŠÙ , وهو ولي التوÙيق .