ÙƒÙŠÙ ØØ§Ùظ النج٠على اصالته؟؟
العلامة الدكتور السيد Ù…ØÙ…د Ø¨ØØ± العلوم (ره)2016-10-09
بسم الله الرØÙ…Ù† الرØÙŠÙ…
ÙƒÙŠÙ ØØ§Ùظ النج٠على اصالته؟؟
من غير الممكن أن يختزل تاريخ ØØ¶Ø§Ø±ÙŠ Ù„Ù…Ø¯ÙŠÙ†Ø© عريقة شامخة مثل مدينة النج٠الاشر٠ÙÙŠ بضع دقائق,بل أرى أن الكثير من الجوانب المشرقة المضيئة التي Ø±ÙØ¯Øª ÙˆØªØ±ÙØ¯ المسيرة الطويلة لهذه المدينة العملاقة جدير بالاهتمام والدراسة,وانطلاقا من تلك الØÙ‚يقة جاءت هذه الندوة الدراسية لتلقي الضوء على بعض تلك Ø§Ù„Ù…ØØ·Ø§Øª المضيئة,وما Ø³ÙŠØ·Ø±Ø Ù…Ù† Ø£Ø¨ØØ§Ø« ودراسات خلال اليومين سيثري المجتمع والتاريخ,أما أنا ÙØ£Ø¬Ø¯Ù†ÙŠ Ù…Ø¶Ø·Ø±Ø§ أن أتجنب خصوصيات Ø§Ù„Ø¨ØØ« العلمي Ù„Ù…ØØ¯ÙˆØ¯ÙŠØ© الوقت المتاØ.
Ù†ØÙ† أمام ØµØ±Ø "علي " شامخ يمتلك عمقا تاريخيا متوازيا Ù„ØØ±ÙƒØ© الرسالات السماوية ويكتسب قدسية Ù„ÙŠØØªØ¶Ù† أجداث الأنبياء والائمة والصالØÙŠÙ†,واشتباكا ØØ¶Ø§Ø±ÙŠØ§ مع "الØÙŠØ±Ø©"Ù„ÙŠØØªØ¶Ù† ØØ¶Ø§Ø±Ø© عربية تصل التنوخيين واللخمين والمناذرة,وتداخلا مع "Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©" ليرسم معالم ØØ¶Ø§Ø±Ø© إسلامية عربية,وتألقا علميا امتد على قرابة عشرة قرون,كان رائده شيخ من مشائخ النهضة العلمية الأمامية أبو Ø¬Ø¹ÙØ± Ù…ØÙ…د بن Ø§Ù„ØØ³Ù† الطوسي عام 448هـ .
ذلك هو النج٠الاشرÙ,والذي قال أمير المؤمنين علي عليه السلام عن شر٠أرضه:انه أول بقعة عبد الله عليها ظهر Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©,لما أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم سجدوا ÙÙŠ ظهر Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© .
كما ØªØØ¯Ø« عنه الإمام Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…د الصادق عليه السلام Ùقال :الغري,هو قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما,وقدس عيسى تقديسا,واتخذ عليه إبراهيم خليلا,واتخذ عليه Ù…ØÙ…د ØØ¨ÙŠØ¨Ø§,وجعله للنبيين مسكنا,والله ماسكن Ùيه Ø§ØØ¯ بعد آبائه الطيبين ادم ÙˆÙ†ÙˆØ Ø£ÙƒØ±Ù… من أمير المؤمنين عليه السلام .
وضم النج٠من مراقد الأنبياء والمرسلين – كما اخبر الائمة الأطهار – قبور: آدم ÙˆÙ†ÙˆØ ÙˆÙ‡ÙˆØ¯ ÙˆØµØ§Ù„Ø .
ثم Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ù‡ÙˆÙ‰ Ø§Ù„Ø£ÙØ¦Ø¯Ø© والقلوب بعد دÙÙ† بطل الإسلام الخالد,وإمام Ø§Ù„ÙØµØ§ØØ© والبلاغة وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام Ùيه,ومن بعده كان"وادي السلام"ÙÙŠ النج٠مدÙنا للأولياء والصالØÙŠÙ† من المسلمين من قديم الزمان إلى يومنا هذا. ولعل الشاعر النجÙÙŠ الشيخ علي الشرقي لم يجانب الØÙ‚يقة ÙÙŠ قصيدته المشهورة,بعنوان "وادي السلام "ØÙŠÙ† يقول Ùيها:
عبرت على الوادي وس٠عجاجه Ùكم من بلاد ÙÙŠ الغبار وكم ناد
وأبقيت لم Ø§Ù†ÙØ¶ عن الرأس تربه Ù„Ø£Ø±ÙØ¹ تكريما على الرأس أجدادي
إن تشابك النج٠مع الØÙŠØ±Ø© ÙˆØ§Ù„ÙƒÙˆÙØ© لتكون هذه المنطقة التاريخية العريقة من يوم استوطنها إبراهيم الخليل عليه السلام وهو Ù†Ø§Ø²Ø Ù…Ù† بابل ÙÙŠ طريقه إلى مكة ,شعلة ØØ¶Ø§Ø±ÙŠØ© تمتد أصولها Ø§Ù„ÙˆØ§Ø±ÙØ© إلى المجد العربي,والشموخ الإسلامي,ولترسم معالم ØØ¶Ø§Ø±Ø© عربية إسلامية تبقى مع الزمن تلهج بشر٠الرسالات,ولغة القران الكريم,والسنة النبوية Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© ما امتد الزمن لتØÙظ لغة العرب,ÙˆØØ¶Ø§Ø±Ø© الإسلام,وتختصر التاريخ من ملØÙ…Ø© "كلكامش"إلى روعة "نهج البلاغة"عبر آلا٠السنين,وتقتط٠براعة الأقوام,ÙÙŠ إبداعاتهم الÙكرية التي كانت,ولازالت منبعا سيالا Ù„ØØ¶Ø§Ø±Ø§Øª الأمس واليوم وغد.
ولعل هذا التألق الÙكري Ù„ØµØ±Ø Ø§Ù„Ù†Ø¬Ù Ø¨Ø±Ø² ÙˆØ§Ø¶ØØ§ ÙÙŠ الجامعة العلمية الدينية التي أسسها رائدها العظيم الشيخ أبو Ø¬Ø¹ÙØ± Ù…ØÙ…د بن Ø§Ù„ØØ³Ù† الطوسي عام448هـ ØØªÙ‰ Ø£ØµØ¨ØØª Ø¨ÙØ®Ø± Ø£ØØ¯Ù‰ أربع جامعات إسلامية يعتز بها الوطن الإسلامي الكبير,وهي : جامعة القرويين ÙÙŠ المغرب,وقد تأسست عام 245هـ ,وجامع الزيتونة ÙÙŠ تونس والذي تأسس عام 114هـ,وانتقل التعليم به ÙÙŠ دولة Ø§Ù„Ù…ÙˆØØ¯ÙŠÙ† منتص٠القرن الخامس الهجري,وجامع الأزهر ÙÙŠ القاهرة والذي أسس ÙÙŠ عهد المعز Ø§Ù„ÙØ§Ø·Ù…ÙŠ عام358هـ -970Ù…, وجامعة النج٠العلمية عام448هـ - 1057Ù… ÙÙŠ العراق,واليوم دق عمرها أبواب الآل٠عام من ØÙŠÙ† تأسيسها على يد الشيخ الطوسي.
وهناك من يرى أن النج٠كانت ØªØØªØ¶Ù† ØØ±ÙƒØ© علمية قبل انتقال الشيخ الطوسي لها استنادا إلى عدة أدلة ناقشها بعض الكتاب .
ÙˆØ§ØØ³Ø¨ أن التوÙيق بين هذين الرأيين ممكن,ÙØ§Ù† عهد الشيخ الطوسي كان عهد تأسيس الجامعة العلمية الدينية العريقة,ولكن النج٠ÙÙŠ واقعها امتداد إلى معهد Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© العلمي,والذي شيده الإمام علي عليه السلام,وبلغ أوجه ÙÙŠ عهد الإمام الصادق عليه السلام,ØÙŠØ« أشار Ø§Ù„ØØ³Ù† بن علي الو شاء إلى ذلك بقوله:أدركت ÙÙŠ هذا المسجد[Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©] تسع مائة شيخ كل يقول ØØ¯Ø«Ù†ÙŠ Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…د .ÙˆØ§Ù„ÙƒÙˆÙØ© كانت تعج Ø¨Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© العلمية ÙÙŠ عهد الإمام الصادق عليه السلام80-148هـ ,وقد أشار المؤرخ البراقي إلى الأسر العلمية التي سكنت Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©,من الأيام الأولى للإسلام,ولاشك أن لبعض الأسر جذور وامتداد إلى ما قبل الإسلام .
واعتقد أن الشيخ الطوسي اختار النج٠بعد اضطراره لترك بغداد على اثر Ø§Ù„ÙØªÙ† الطائÙية لوجود أرضية ØµØ§Ù„ØØ© ممكن تشكيل ØÙˆØ²Ø© علمية Ùيها,لوجود علماء Ùيها سبقوه .ومنطقة Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© والØÙŠØ±Ø© والنج٠متداخلة بØÙŠØ« يصعب Ø§Ù„ØªÙØ±ÙŠÙ‚ بينها- ÙØ§Ù„ØÙŠØ±Ø© عاصمة المناذرة,ÙˆØ§Ù„ÙƒÙˆÙØ© عاصمة الإمام علي عليه السلام ازدهرتا قبل الإسلام وبعده- والنج٠شعت بين هاتين المدينتين لتمتزج بها ØØ¶Ø§Ø±Ø© الإسلام والعرب.
وهنا سؤالان ÙŠØ·Ø±ØØ§Ù† أمامنا,وهما:
أولا- لماذا ندوة النج٠هذه ؟؟
والجواب لكل ما تقدم من عمق تاريخي,ÙˆØ¨ÙØ¹Ø¯ ØØ¶Ø§Ø±ÙŠ,وتتأجج Ùكري يكرم هذا الشموخ العلمي الثقاÙÙŠ لهذه المدينة العريقة,وليس بالكثير عليها ذلك.
وثانيا Ù‹- ÙƒÙŠÙ ØØ§Ùظ النج٠على اصالته,وسط الأعاصير القاسية الزمنية التي تجتاØÙ‡Ø§ØŸÙˆÙ„ا ادعي أني املك الإجابة الكاÙية,ولكن ÙÙŠ ØØ¶Ø§Ø±ØªÙ†Ø§ العربية والإسلامية معالم ØªØØ¯Ø« التاريخ عنها بإجلال,وبصم بقوة عليه,ولا يمكن للمؤرخ تجنبها,ومن هذه المعالم التي تألقت ÙÙŠ تاريخنا القديم ÙˆØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ« Ù…ÙØ¯Ù†Ø§ Ù‹ØÙ…لت جلها تراثا Ù‹ ÙˆØØ¶Ø§Ø±Ø© ÙˆÙنا Ù‹,وامتدت لتصارع العصور والدهور,ÙˆÙÙŠ تاريخ عراقنا Ø§Ù„ØØ¨ÙŠØ¨ الشواهد الكثيرة التي لمعت وأضاءت وجه العراق...
ومن تلكم المعالم المضيئة ÙÙŠ تاريخ العراق,مدينة النجÙ,ÙˆØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن النجÙ,ليس ØØ¯ÙŠØ«Ø§ Ù‹ عابرا Ù‹ عن ØµØ±Ø Ø´Ø§Ù…Ø® برز ÙÙŠ مرØÙ„Ø© من مراØÙ„ تاريخ العراق وبقي تراثا Ù‹ يعيش عليه المؤرخون,ويتØÙ„Ù‚ ØÙˆÙ„Ù‡ Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ«ÙˆÙ†,بل تاريخ النج٠معلم ÙˆØµØ±Ø Ø´Ù…ÙˆØ®Ù‡ يتسع اطرادا Ù‹ مع تقدم الزمن,لن يتوق٠عن رسم بصماته وبقوة على مجمل ØØ±ÙƒØ© الإنسان العراقي خاصة,والمسلم عامة.Ùهي تنمو باستمرار واطراد تخÙÙŠ بين ثنايا عمرها المديد ÙØµÙˆÙ„ا قد يبدو على المتتبع Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ« أن ØØ±ÙƒØ© التاريخ قد نأت عنها وابتعدت ولكن سرعان ما تشع Ùيها الØÙŠØ§Ø© وتدب ÙÙŠ أوصالها Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© وتعود عقارب الساعة لتسجل لها نموا Ù‹ واتساعا Ù‹ وهكذا,وتلك خصيصة ØªÙ†ÙØ±Ø¯ بها القليل من مدننا ÙÙŠ عالمنا العربي والإسلامي .ÙˆØ£ØµØ¨ØØª المدينة" التاريخية الØÙŠØ©" تختزن الماضي بايجابية لتواجه Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø± بسلبياته.
كثيرا ًمن هذه المدن ÙˆØ¨ÙØ¹Ù„ التمازج Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ÙŠ ÙˆØ§Ù„Ø«Ù‚Ø§ÙÙŠ ØªØªÙØ§Ø¹Ù„ وتتأثر وتنصهر ØÙŠÙ†Ø§ ًوقد تذوب ÙÙŠ الØÙŠÙ† الآخر,أما النج٠تميزت عن تلكم ÙˆØ£ØµØ¨ØØª المدينة "Ø§Ù„Ù…Ù†ÙØªØØ© المنغلقة" تملك من الوسائل والمغريات ما يجعلها ØªÙØªØ أبوابها لكل القادمين من شتى Ø£Ù†ØØ§Ø¡ المعمورة,وتملك من المناعات ما يجعلها منغلقة أمام عوامل الانصهار والذوبان,Ùهي تختزن ايجابيات Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØªØ§Ø لمواجهة سلبيات الانغلاق.
وكثيرا Ù‹ من هذه المدن ÙˆØ¨ÙØ¹Ù„ الصراع السياسي بين الدول ØªØØ¬Ù… وتصغر وربما تزول,أو تكبر.Ùهي بؤرة من بؤر الصراع السياسي والصراع الطائÙÙŠ,وشهدت باستمرار Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات مرعبة لطمسها ÙˆØªÙØªÙŠØªÙ‡Ø§ على مر التاريخ,ÙˆÙÙŠ الجانب الآخر شهدت Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات Ù„Ø±ÙØ¹ شانها ونصرتها.والنج٠مدينة تصمد أمام عوامل التعرية وتنأى عن الكبرياء أمام عوامل القوة,Ùهي تختزن أسباب القوة لمواجهة عوامل الدمار.
وكثيرا Ù‹ من هذه المدن خضعت لقوانين "الصراع الاجتماعي"بين طبقات المجتمع ÙØ¨Ø¯Ø£Øª تتأجج ØÙŠÙ†Ø§..وقد تطغى Ø´Ø±ÙŠØØ© على أخرى Ø¨ÙØ¹Ù„ هذه العوامل تاركة بصماتها علامة ÙØ§Ø±Ù‚Ø©, أما Ø§Ù„Ù†Ø¬Ù ÙØªÙ…كنت أن تستثمر هذا الصراع ليمنØÙ‡Ø§ قوة ÙÙŠ "التوازن الاجتماعي",Ùهي تختزن القيم والعادات العربية لتجذر اصالتها لتضي٠إلى مخزونها الاجتماعي ما يقيها لمواجهة هذا الصراع بايجابية ÙˆØØ±ÙƒØ© .
وكثيرا Ù‹ من هذه المدن شهدت ØØ±ÙƒØ© علمية توجت تاريخها,غير أنها اتسمت بوتيرة ونمط معين.أما Ø§Ù„Ù†Ø¬Ù ÙØØ±ÙƒØªÙ‡Ø§ العلمية متميزة ÙÙŠ الوقت الذي تعتبر ÙˆØ§ØØ¯Ø© من أرقى الجامعات الإسلامية ÙÙŠ عالمنا العربي.ساهمت ÙÙŠ Ø¯ÙØ¹ عجلة Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© العلمية بطابعها الكلاسيكي ومازجته Ø¨ØØ±ÙƒØ© تجديدية,Ø£Ø¶ÙØª على هذه المعالم الثقاÙية والعلمية نوعا ًمن Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© والتوازن والديمومة,Ùهي التي لازالت ØªÙØ®Ø± بطابعها القديم وتختزن قوته واصالته,Ù„Ø¯ÙØ¹ ØØ±ÙƒØ© التطور باتجاه Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ« ÙÙŠ Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© متوازنة Ùكانت "الجامعة القديمة Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«Ø© "التي ØªÙØ§Ø¹Ù„ت بما يتلائم ÙˆØØ±ÙƒØ© المجتمع .
وكثيرا Ù‹ من هذه المدن لم تشهد ØªØØ±ÙƒØ§ سياسيا شموليا متنوعا,أما النج٠ÙÙيها امتزجت Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© العلمية والدينية والثقاÙية Ø¨Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© السياسية لتعطي لها مدلولا ووزنا خاصا.ÙØ¹Ù„Ù‰ صعيد Ø§Ù„ØªØØ±Ùƒ السياسي ØÙلت النج٠بولادة "ØØ±ÙƒØ© النهضة" ÙÙŠ العشرينات بقيادة Ø³Ù…Ø§ØØ© المرØÙˆÙ… السيد Ù…ØÙ…د علي Ø¨ØØ± العلوم,ÙˆØ³Ù…Ø§ØØ© المرØÙˆÙ… الشيخ Ù…ØÙ…د جواد الجزائري,ثم ولادة "الدعوة" بقيادة الإمام الشهيد الصدر ÙÙŠ الستينات,ولا تلغي خصوصيات العمل بإطاره العام بل جاءت لتؤكد قدرة النج٠على مواكبة التطور ÙÙŠ العمل السياسي Ù…ØØ§Ùظة على الأجواء العامة.ولم يقتصر الأمر على Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الإسلامية,بل تعدى ليشمل أكثر Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ§Øª الوطنية.
وكثيرا ًمن هذه المدن لم تواكب تطلعات الشعوب العربية وانغلقت على Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ Ù„ØªÙ†ØØ³Ø± عن المواجهة.أما النج٠Ùهي أرادت أن ØªØØ§Ùظ على ØÙŠÙˆÙŠØ© عروبتها واصالتها ÙØ³Ø§Ù‡Ù…ت ÙÙŠ جهاد Ùلسطين والمغرب العربي والجزائر ومصر,وساندت ØØ±Ùƒ الشعوب العربية ÙÙŠ مقاومة الاستعمار من اجل Ø§Ù„ØªØØ±Ø± والاستقلال.وكل ما ترجته تطلعاتها الوطنية مع صدق Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³Ù‡Ø§ العربية.
وإذا كان كل ما تقدم سببا أو أسبابا يمكن أن ÙŠÙØ³Ø± صمود Ø§Ù„Ù†Ø¬Ù ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§Ùظة على اصالته أمام الأعاصير الطاغية,ÙØ§Ù† خلاصتها هي بإيجاز:
1- قدسية النج٠:
إن القدسية التي توجت بها النج٠الاشر٠نابعة من كونها – كما تقول الروايات- مثوى الأنبياء والصالØÙŠÙ† من عباد الله الأبرار,ÙˆÙÙŠ مقدمتهم الإمام علي عليه السلام,ÙØ£ØµØ¨ØØª Ø¨ÙØ¶Ù„ هذه الخصيصة مقصدا وموئلا للمسلمين.
2- جامعتها العلمية :
إن من أهم مظاهر النج٠الشاخصة جامعتها العلمية الدينية,ومركز مرجعية المسلمين الشيعة,وقد ØªØ¸Ø§ÙØ±Øª Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات على ØªÙØªÙŠØªÙ‡Ø§ ولكنها ÙØ´Ù„ت,لان هذه الجامعة تمتعت باستقلال تام عن الواجهة الØÙƒÙˆÙ…ية,ولن تخضع طيلة مسيرتها,وليومنا هذا وبكل ظروÙها الشائكة لآي عامل يستند إلى الدولة معنويا Ù‹ أو ماديا Ù‹.
3- اصالتها العربية :
ÙØ±ØºÙ… Ø§Ù†ÙØªØ§Ø جامعة النج٠لعموم المسلمين,ومن شتى البلاد الإسلامية,لم تتمكن لغات Ø§Ù„ÙˆØ§ÙØ¯ÙŠÙ† لجامعة النج٠وعاداتهم وتقاليدهم وأعراÙهم أن تؤثر على النجÙ,بل بقيت النج٠ترÙÙ„ بثوبها العربي ÙˆØªØØ§ÙˆÙ„ Ø§Ù„Ù…ØØ§Ùظة على اصالتها عبر هذه القرون,وإنما العكس Ùقد أثرت لغة النج٠الجامعية على كل خريجيها مما ميزهم عن غيرهم من زملائهم أعلام المسلمين غير العرب.
4- دورها السياسي :
مارست النج٠من خلال "القيادة الدينية" دورا Ù‹ توجيهياً سياسيا ًمتميزا Ù‹ على مستوى العراق والعالم العربي والإسلامي كان له الأثر الأكبر ÙÙŠ بقاء النج٠مركزاً ØÙŠÙˆÙŠØ§ ًيشارك الشعب همومه وتطلعاته.
5- ØªÙØ§Ø¹Ù„ها مع Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ« :
إن الجامعة النجÙية طيلة ØÙŠØ§ØªÙ‡Ø§ العلمية والأدبية ØªÙØ§Ø¹Ù„ت مع Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠØ«,ÙˆØØ±ØµØª على الØÙاظ على القديم,ÙÙŠ Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© الجمع بين التيارين Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« والقديم بما يتلائم ومتطلبات تطوير المجتمع الديني ÙÙŠ مضمار العالم الإسلامي ÙÙŠ هذا العصر.
6- نتاجها الموسوعي :
إن Ø§Ù„Ù†Ø¬Ù Ø·Ø±ØØª Ùكرا Ù‹ موسوعيا Ù‹ ثقاÙيا Ù‹,وزخما Ù‹ معطاء تميزت به عن سائر المدن التي شاركت ÙÙŠ هذا المضمار,وعلى سبيل المثال لا Ø§Ù„ØØµØ±:ØªÙØ³ÙŠØ± التبيان للشيخ أبي Ø¬Ø¹ÙØ± الطوسي ÙÙŠ عشر مجلدات.وجواهر الكلام ÙÙŠ الÙقه للشيخ ØµØ§ØØ¨ الجواهري ÙÙŠ ثلاثة وأربعين مجلداً,ومستمسك العروة الوثقى ÙÙŠ الÙقه للسيد Ù…ØØ³Ù† الØÙƒÙŠÙ… ÙÙŠ أربعة عشر مجلدا Ù‹,ومعجم رجال Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« للسيد أبو القاسم الخوئي ÙÙŠ عشرين مجلدا Ù‹,والذريعة إلى تصاني٠الشيعة للشيخ اغابزرك الطهراني ÙÙŠ خمسة وعشرين مجلدا Ù‹,والمجموعة الكاملة Ù„Ù…Ø¤Ù„ÙØ§Øª السيد الشهيد الصدر ÙÙŠ خمسة عشر مجلدا Ù‹,والغدير ÙÙŠ الكتاب والسنة والأدب للشيخ عبد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† الاميني ÙÙŠ Ø§ØØ¯ عشر مجلداً,وشعراء الغري للأستاذ علي الخاقاني ÙÙŠ اثني عشر مجلدا ًوغير هذا كثير وكثير يطول بنا المقام ÙÙŠ تعدادها.
ومن المؤس٠ØÙ‚ا Ù‹ أن نرى من يعمل بØÙ‚د وجاهلية لتهميش هذه المدينة العملاقة,وخصوصا Ù‹ ما يمارس ÙÙŠ ØÙ‚ها ÙˆØÙ‚ أبناءها ÙÙŠ ظل سلطة الØÙƒÙ… الطائÙÙŠ المقيت صدام ØØ³ÙŠÙ†,وكمثل على ذلك ÙØ§Ù† طلاب العلم لهذه الجامعة إلى ما قبل هذا العهد الصدامي كان يتجاوز الخمسين آل٠طالب من شتى مناطق العالم الإسلامي, والآن أنضمر إلى المئات,وكذلك Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„ات القمعية والتصÙيات الجسدية لعلماء الدين ومراجعه العظام مستمرة,كما هو معرو٠للجميع,إلى جانب تضيق الخناق على طباعة الكتاب الديني,وخاصة الشيعي,ومنع ممارسة الشعائر الدينية,ورغم ضراوة هذا الصراع ÙØ³ØªØ¨Ù‚Ù‰ النج٠رمزاً للتشيع والنضال الإسلامي .
إني على ثقة بان هذه الندوة العامرة – ÙÙŠ بØÙˆØ«Ù‡Ø§ ودراساتها التي تشارك Ùيها- صÙوة من Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ«ÙŠÙ† والأساتذة المثقÙين سيكون لها الأثر ÙÙŠ كش٠مكانة هذه المدينة الشامخة مع الزمن,وما أسدته إلى المجتمع الإسلامي من الشخوص المعرÙية ÙÙŠ غالب جوانب الÙكر الإسلامي الديني.وهو ÙˆÙØ§Ø¡ رائع من رواد الÙكر ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الإنسانية لهذه المدينة العظيمة التي تعاني ÙÙŠ هذا الظر٠من Ù…ØÙ†Ø© خطيرة تكاد تعص٠بها,لولا لط٠الله.
الشكر لله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ أولا Ù‹,ثم لكل المساهمين بأØÙŠØ§Ø¡ هذه الندوة العامرة بداية من اللجنة Ø§Ù„ØªØØ¶ÙŠØ±ÙŠØ© لـ [ مركز كربلاء للبØÙˆØ« والدراسات]الداعية لهذه الندوة إلى الأخوة الأساتذة المشاركين Ø¨Ù…ØØ§Ø¶Ø±Ø§ØªÙ‡Ù… القيمة والمساهمين Ø¨Ø§Ù„ØØ¶ÙˆØ±,اشكرهم جزيل الشكر باسم النج٠الاشر٠راجيا العلي القدير أن يأخذ بيد العاملين ÙÙŠ هذا المضمار إلى تØÙ‚يق الهد٠الأسمى,وهو رضا الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وخدمة دينه الØÙ†ÙŠÙ,وهو وليّ التوÙيق.