قال ابن جرير: أرسل ابن زياد عبد الملك بن Ø§Ù„ØØ§Ø±Ø« السلمي إلى المدينة ليبشر عمرو بن سعيد الأشدق «1» بقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ§Ø¹ØªØ°Ø± بالمرض Ùلم يقبل منه Ùˆ كان ابن زياد شديد الوطأة «Ù„ا يصطلى بناره» Ùˆ أمره أن يجد السير ÙØ¥Ù† قامت به الراØÙ„Ø© يشتري غيرها Ùˆ لا يسبقه الخبر من غيره ÙØ³Ø§Ø± مجدا ØØªÙ‰ إذا وصل المدينة لقيه رجل من قريش Ùˆ سأله عما عنده Ùقال له الخبر عند الأمير Ùˆ لما أعلم ابن سعيد بقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ±Ø Ùˆ إهتز بشرا Ùˆ شماتة.
Ùˆ أمر المنادي أن يعلن بقتله ÙÙŠ أزقة المدينة Ùلم يسمع ذلك اليوم واعية مثل واعية نساء بني هاشم ÙÙŠ دورهن على سيد شباب أهل الجنة Ùˆ اتصلت Ø§Ù„ØµÙŠØØ© بدار «Ø§Ù„أشدق» ÙØ¶ØÙƒ Ùˆ تمثل بقول عمرو بن معد يكرب :
عجت نساء بني زياد عجة كعجيج نسوتنا غداة الأرنب
ثم قال واعية بواعية عثمان «2».
Ùˆ Ø§Ù„ØªÙØª إلى قبر رسول اللّه Ùˆ قال: يوم بيوم بدر يا رسول اللّه ÙØ£Ù†ÙƒØ± عليه قوم من الأنصار «3».
ثم رقي المنبر Ùˆ قال: أيها الناس إنها لدمة بلدمة Ùˆ صدمة بصدمة كم خطبة بعد خطبة ØÙƒÙ…Ø© بالغة Ùما تغني النذر لقد كان يسبنا Ùˆ نمدØÙ‡ Ùˆ يقطعنا Ùˆ نصله كعادتنا Ùˆ عادته Ùˆ لكن كي٠نصنع بمن سل سيÙÙ‡ علينا يريد قتلنا إلا أن Ù†Ø¯ÙØ¹Ù‡ عن Ø£Ù†ÙØ³Ù†Ø§.
Ùقام إليه عبد اللّه بن السائب Ùˆ قال: لو كانت ÙØ§Ø·Ù…Ø© ØÙŠØ© Ùˆ رأت رأس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† لبكت عليه.
ÙØ²Ø¬Ø±Ù‡ عمرو بن سعيد Ùˆ قال: Ù†ØÙ† Ø£ØÙ‚ Ø¨ÙØ§Ø·Ù…Ø© منك، أبوها عمنا Ùˆ زوجها أخونا Ùˆ أمها ابنتنا Ùˆ لو كانت ÙØ§Ø·Ù…Ø© ØÙŠØ© لبكت عينها Ùˆ ما لامت من قتله Ùˆ Ø¯ÙØ¹Ù‡ عن Ù†ÙØ³Ù‡ «4».
Ùˆ كان عمرو ÙØ¸Ø§ غليظا قاسيا أمر ØµØ§ØØ¨ شرطته على المدينة عمرو بن الزبير بن العوام «5» بعد قتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† أن يهدم دور بني هاشم ÙÙØ¹Ù„ Ùˆ بلغ منهم كل مبلغ Ùˆ هدم دار ابن مطيع Ùˆ ضرب الناس ضربا شديدا Ùهربوا منه إلى ابن الزبير «6» Ùˆ سمي بالأشدق لأنه أصابه اعوجاج ÙÙŠ ØÙ„قه إلى الجانب الآخر لإغراقه ÙÙŠ شتم علي بن أبي طالب عليه السّلام «7» Ùˆ عاقبه اللّه شرّ عقوبة ØÙŠØ« ØÙ…Ù„ إلى عبد الملك بن مروان مقيدا Ø¨Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ Ùˆ بعد أن أكثر من عتابه أمر به Ùقتل «8».
Ùˆ خرجت بنت عقيل بن أبي طالب ÙÙŠ جماعة من نساء قومها ØØªÙ‰ انتهت إلى قبر النبي صلى اللّه عليه Ùˆ آله Ùˆ سلم Ùلاذت به Ùˆ شهقت عنده ثم Ø§Ù„ØªÙØªØª إلى المهاجرين Ùˆ الأنصار تقول :
ماذا تقولون إن قال النبي لكم يوم Ø§Ù„ØØ³Ø§Ø¨ Ùˆ صدق القول مسموع
خذلتموا عترتي أو كنتم غيبا Ùˆ الØÙ‚ عند ولي الأمر مجموع
أسلمتموهم بأيدي الظالمين Ùما منكم له اليوم عند اللّه مشÙوع
ما كان عند غداة الط٠إذ ØØ¶Ø±ÙˆØ§ تلك المنايا Ùˆ لا عنهن مدÙوع
ÙØ£Ø¨ÙƒØª من ØØ¶Ø± Ùˆ لم ير باك Ùˆ باكية أكثر من ذلك اليوم «9».
Ùˆ كانت أختها زينب تندب Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بأشجى ندبة Ùˆ تقول:
ماذا تقولون إن قال النبي لكم ماذا ÙØ¹Ù„تم Ùˆ أنتم آخر الأمم
بعترتي Ùˆ بأهلي بعد Ù…ÙØªÙ‚دي منهم أسارى Ùˆ منهم ضرجوا بدم
ما كان هذا جزائي إذ Ù†ØµØØª لكم أن تخلÙوني بسوء ÙÙŠ ذوي رØÙ…ÙŠ «10»
___________
(1) ÙÙŠ مجمع الزوائد لابن ØØ¬Ø± الهيثمي ج 5 ص 240 Ùˆ تطهير الجنان على هامش الصواعق Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‚Ø© ص 141 عن أبي هريرة قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه Ùˆ آله Ùˆ سلم يقول: «Ù„يرعÙنّ على منبري جبار من جبابرة بني أمية Ùيسيل رعاÙÙ‡» Ùˆ قد رع٠عمرو بن سعيد Ùˆ هو على منبره صلى اللّه عليه Ùˆ آله Ùˆ سلم ØØªÙ‰ سال رعاÙÙ‡.
(2) الطبري ج 6 ص 268.
(3) Ù†ÙØ³ المهموم ص 222 Ùˆ Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ ج 1 ص 361.
(4) مقتل العوالم ص 131.
(5) ÙÙŠ أنساب الأشرا٠للبلاذري ج 4 ص 23 كانت أم عمرو بن الزبير أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص Ùˆ كان على جيش أرسله عمرو بن سعيد الأشدق إلى Ù…ØØ§Ø±Ø¨Ø© عبد اللّه بن الزبير بمكة Ùقبض جيش عبد اللّه على عمرو بن الزبير ÙØ£Ù…ر عبد اللّه أن يضربه بالسياط كل من له مظلمة عنده Ùمات من ذلك.
(6) الأغاني ج 4 ص 155.
(7) معجم الشعراء للمرزباني ص 231.
(8) (جمهرة الأمثال) لأبي هلال العسكري ص 9 طبع الهند مادة: أمكرا Ùˆ أنت ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯.
(9) أمالي ابن الشيخ الطوسي ص 55 Ùˆ سماها ابن شهرآشوب ÙÙŠ المناقب ج 2 ص 227 أسماء.
(10) الأبيات بهذا Ø§Ù„Ù„ÙØ¸ ÙÙŠ مثير Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ù† لابن نما ص 51 Ùˆ اللهو٠لابن طاووس ص 96 Ùˆ الكامل لابن الأثير ج 4 ص 36 Ùˆ عنده أنها لبنت عقيل بن أبي طالب Ùˆ مثله أبو Ø§Ù„Ø±ÙŠØØ§Ù† البيروني ÙÙŠ الآثار الباقية ص 329. Ùˆ ابن جرير ÙÙŠ التاريخ ج 6 ص 268 إلا أنه ذكر الأول Ùˆ الثاني Ùˆ ÙÙŠ رواية ابن قتيبة ÙÙŠ عيون الأخبار ج 1 ص 212 للأبيات Ø®Ù„Ø§ÙØŒ Ùˆ ÙÙŠ مقتل الخوارزمي ج 2 ص 76: إن زينب بنت عقيل بن أبي طالب قالت البيتين الأولين، Ùˆ ÙÙŠ رواية أخرى أن بنت عقيل بن أبي طالب قالت Ùˆ ذكر أربعة أبيات Ùˆ الرابع منهما :
ضيعتم ØÙ‚نا Ùˆ اللّه أوجبه Ùˆ قد رعى الÙيل ØÙ‚ البيت Ùˆ Ø§Ù„ØØ±Ù…
Ùˆ نسب ابن شهراشوب ÙÙŠ المناقب إلى زينب بنت أمير المؤمنين عليه السّلام أنها أنشأت الأبيات الثلاثة بعد خطبتها Ø¨Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©. Ùˆ ÙÙŠ تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ص 151:
أن زينب بنت عقيل بن أبي طالب قالت، Ùˆ ذكر أربعة أبيات Ùˆ كان الرابع ÙÙŠ روايته :
ذريتي و بنو عمي بمضيعة منهم أسارى و قتلى ضرجوا بدم
Ùˆ نسب ابن ØØ¬Ø± الهيثمي ÙÙŠ مجمع الزوائد ج 9 ص 200 الأبيات الثلاثة إلى زينب بنت عقيل بن أبي طالب ثم قال Ùˆ قال أبو الأسود الدؤلي :
أقول Ùˆ زادني ØÙ†Ù‚ا Ùˆ غيظا أزال اللّه ملك بني زياد
و أبعدهم كما بعدوا و خانوا كما بعدت ثمود و قوم عاد
Ùˆ لا رجعت ركائبهم إليهم إذا ÙˆÙ‚ÙØª إلى يوم التناد
Ùˆ ÙÙŠ الإرشاد للشيخ المÙيد، لما سمعت أم لقمان بنت عقيل بن أبي طالب نعي Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† - خرجت تنعاه Ùˆ معها من أخواتها أم هاني Ùˆ أسماء Ùˆ رملة Ùˆ زينب Ùˆ ذكر الأبيات الثلاث.