لقد ØªØØ¯Ù‘ÙŽØ« الناس عن البطولات والأبطال من النساء والرجال المعروÙين بالجرأة والشجاعة ومقارعة Ø§Ù„ÙØ±Ø³Ø§Ù† ÙÙŠ المعارك التي كانت المرأة تق٠Ùيها إلى جانب الرجل وتؤدّÙÙŠ دورها الكامل Ø¨Ù†ÙØ³ Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆØ§Ù„Ø¹Ø²ÙŠÙ…Ø© التي كان الأبطال يخوضون المعارك Ùيها ØŒ وبلا شك ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ أهل البيت (عليه السلام) يأتون ÙÙŠ الطليعة بين أبطال التاريخ ØŒ وإنَّ زينب بنت علي ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© تأتي ÙÙŠ الطليعة بعد أبيها وإخوتها كما يشهد لها تاريخها Ø§Ù„ØØ§ÙÙ„ بكل أنواع الطّÙهر ÙˆØ§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© والجرأة والصبر ÙÙŠ الشدائد.
وليس بغريب على تلك الذات العملاقة التي التقت Ùيها الأنوار الثلاثة: نور Ù…ØÙ…د وعلي ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© ØŒ ومن تلك الأنوار تكوَّنت شخصيَّتها أن ØªØ¬Ø³Ù‘ÙØ¯ بمواقÙها خصائص النبوة والإمامة وأمَّها الزهراء التي امتازت Ø¨ÙØ¶Ù„ها على نساء العالمين.
إنَّ اللسان ليعجز وإنَّ اللغة Ù€ على سعة Ù…ÙØ±Ø¯Ø§ØªÙ‡Ø§ Ù€ لتضيق عن وصÙها ØŒ وعن التعبير عمَّا ينطوي عليه الإنسان من الشعور Ù†ØÙˆ المرأة الكبيرة والقدوة العظيمة ابنة علي والزهراء ØŒ التي عزَّ نظيرها بين نساء العرب والمسلمين بعد أمها البتول سيدة نساء التي ابتسمت للموت ØÙŠÙ† بشَّرها به الرسول الأمين ÙÙŠ الساعات الأخيرة من ØÙŠØ§ØªÙ‡ وقال لها : (أنت٠أوَّل أهل بيتي Ù„ØÙˆÙ‚اً بي).
إنَّ الإلمام بØÙŠØ§Ø© بطلة كربلاء ÙÙŠ عهود الطÙولة والصبا والأمومة ØŒ وكي٠نشأت Ø·Ùلة وشابَّة برعاية أمّÙها الزهراء وأبيها الوصي ØŒ ÙˆÙÙŠ بيت زوج كريم من كرام Ø£ØÙاد أبي طالب ØŒ وبعد أن Ø£ØµØ¨ØØª أمَّاً لأسرة غذَّتها بتعاليم الإسلام وأخلاق أمّÙها وأبيها ØŒ يضطرنا إلى التطويل الذي ÙŠØ¹Ø±Ù‘ÙØ¶ القارىء للملل ÙÙŠ الغالب ØŒ ÙˆÙÙŠ الوقت ذاته ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن بطولاتها التي لا تزال ØØ¯ÙŠØ« الأجيال ØŒ والتي تجلَّت ÙÙŠ رØÙ„تها مع أخيها تاركة بيتها ØªØØ«Ù‘٠الخطى خلÙÙ‡ ÙÙŠ رØÙ„ته إلى الشهادة لتعلّÙÙ… الرجال والنساء كي٠يموتون ÙÙŠ مملكة الجلاَّدين ØŒ يضع بين يدي القرَّاء صورة كريمة عن ذلك الغرس الطيب وعن مراØÙ„ نموه ØØªÙ‘Ù‰ بلغ إلى هذا المستوى من النضوج والقدرة على الثبات والصمود ÙÙŠ وجه تلك Ø§Ù„Ø¥ØØ¯Ø§Ø« التي لا يقوى على تØÙ…لها Ø£ØØ¯ من الناس.
ومهما كان Ø§Ù„ØØ§Ù„ Ùلعلَّنا بعد هذا Ø§Ù„ÙØµÙ„ نتوقَّ٠لإعطاء Ùكرة كاÙية عن ذلك الغرس الطيب وكي٠نما وتكامل نموّÙÙ‡ ØØªÙ‘Ù‰ بلغ أشدَّه ونهض بأعباء المسؤولية العظمى وأدَّى دوره الكامل عندما وقعت تلك المأساة الكبرى التي ØÙ„َّت بالعلويّÙين والطالبيّÙين ØŒ رجالاً ونساء ØŒ على تراب كربلاء ØŒ وكي٠استطاعت أن تتØÙ…Ù‘ÙŽÙ„ تلك الصدمة وتقوم بدورها الكامل بالØÙƒÙ…Ø© والصبر الجميل ØŒ ذلك الدور الذي يمثّÙÙ„ أسمى درجات البطولة وأغناها بالقيم والمثل العليا ØŒ لعلَّنا بعد هذه Ø§Ù„Ù„Ù…ØØ§Øª عن مواقÙها ÙÙŠ كربلاء Ù†ØªØØ¯Ù‘ÙŽØ« ÙÙŠ ÙØµÙ„ مستقل عن مراØÙ„ ØÙŠØ§ØªÙ‡Ø§ التي أهَّـلتها لتلك المواق٠التي لا تزال ØØ¯ÙŠØ« الأجيال.
لقد ثبتتَ ÙÙŠ ذلك الموق٠كالطود الشامخ تاركة على تراب كربلاء آثار مسيرتها ومواقÙها بين تلك Ø§Ù„Ø¶ØØ§ÙŠØ§ التي لا تزال ØØ¯ÙŠØ« الأجيال ومثلاً كريماً لكلّ٠ثائر على الظالم والجور وللمرأة التي تعترضها الخطوب والشدائد خلال مسيرتها ÙÙŠ هذه الØÙŠØ§Ø©.
لقد كان عويل النساء وصراخ الصبية وضجيج المنطقة كلَّها بالبكاء ÙˆØ§Ù„Ù†ÙŠØ§ØØ© ØŒ ÙƒÙيلاً بأن يهدَّ أقوى الأعصاب ØŒ ويخرس Ø£ÙØµØ الألسنة والخطباء ØŒ ويقعد بأكبر الرجال ولو لم يكن يتَّصل بأولئك Ø§Ù„Ø¶ØØ§ÙŠØ§ بنسب أو سبب ØŒ Ùكي٠بمَن رأى ما ØÙ„Ù‘ÙŽ بأهله وبنيه وإخوته وأبناء إخوته وعمومته ÙˆØ£ØØ³Ù‘ÙŽ بثقل المسؤولية وجسامتها ØŸ! ولكنَّ ابنة علي ØŒ ذلك الطود الأشمّ٠الذي كان أثبت من الجبال الرواسي ÙÙŠ الشدائد ØŒ كانت ØªØ¬Ø³Ù‘ÙØ¯ مواق٠أبيها ÙÙŠ كل موق٠تتزلزل Ùيه أقدام الأبطال ØŒ وبقيت ليلة العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘ÙŽÙ… ساهرة العين تجول بين خيام إخوتها ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ù… ØŒ تنتقل من خيمة إلى خيمة ØŒ وهم ÙŠØ³ØªØ¹Ù‘ÙØ¯ÙˆÙ† لمقابلة ثلاثين أل٠مقاتل قد اجتمعوا لقتال أخيها وبنيه وأنصاره ØŒ ورأت أخاها العبَّاس جالساً بين إخوته وأØÙاد أبي طالب وهو يقول لهم: إذا كان Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø¹Ù„ÙŠÙ†Ø§ أن نتقدَّم للمعركة قبل أن يتقدَّم إليها الأنصار Ø› لأنَّ الØÙ…Ù„ الثقيل لا ينهض به إلاّ أهله.
ÙˆÙÙŠ طريقها إلى خيام الأنصار سمعت ØØ¨ÙŠØ¨ بن مظاهر يوصيهم بأن يتقدَّموا إلى المعركة ØØªÙ‘Ù‰ لا يرون هاشمياً مضرَّجاً بدمه ØŒ وسمعت الأنصار يقولون: ستجدنا كما تريد ÙˆØªØØ³Ø¨ يا ابن مظاهر ØŒ ÙØ§Ù†Ø·Ù„قت Ù†ØÙˆ خيمة أخيها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وهي تبتسم وقد غمرها السرور ÙˆØ·ÙØ§ منه على وجهها أثر ردَّ عليه Ù„Ù…ØØ© من بهائه ÙˆØµÙØ§Ø¦Ù‡ ØŒ ومضت تريد أخاها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† لتخبره بما رأت وسمعت من إخوتها والأنصار ØŒ وما هي إلاّ خطوات ØØªÙ‘Ù‰ رأته مقبلاً ØŒ ÙØ§Ø¨ØªØ³Ù…ت له ØŒ وتلقَّاها مرØÙ‘ÙØ¨Ø§Ù‹ وقال لها: (يا أختاه ØŒ منذ رØÙ„نا من المدينة ما رأيتك مبتسمة ØŒ أخبريني ما سبب تبسّÙمك؟) Ùقصَّت عليه ما سمعته من الهاشميّÙين وأنصارهم وظلَّت العقيلة ليلتها تلك ساهرة العين تنتقل من خيمة إلى خيمة ومن خباء إلى خباء بين النساء ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ وأخواتها ØŒ ØØªÙ‘Ù‰ إذا أقبلت ضØÙˆØ© النهار وسقط أكثر أنصار أخيها ومَن معه من بنيه وإخوته وأبناء عمّÙÙ‡ على ثرى الطَّ٠، ورجع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† للوداع الأخير وزينب على جانبه كالمذهولة قال لها: (يا أخية ØŒ إنّÙÙŠ أقسمت ÙØ£Ø¨Ø±ÙŠ Ù‚Ø³Ù…ÙŠ ØŒ لا تشقّÙÙŠ عليَّ جيبا ØŒ ولا تخمشي عليَّ وجها ØŒ ولا تدعي عليَّ بالويل والثبور إذا أنا هلكت) وأوصاها بالنساء ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ ØŒ Ùقالت له: طبْ Ù†ÙØ³Ø§Ù‹ وقرْ عيناً ØŒÙØ¥Ù†Ù‘ÙŽÙƒ ستجدني كما ØªØØ¨Ù‘٠إن شاء الله.
ولمَّا سقط عن جواده صريعاً ØŒ أسرعت على مصرعه ÙˆØµØ§ØØª تستغيث بجدّÙها وأبيها ØŒ وأوشكت الصرخة أن تنطلق من ØØ´Ø§Ù‡Ø§ الَّلاهب عندما رأت رأسه Ù…ÙØµÙˆÙ„اً عن بدنه والسيو٠والسهام قد عبثت بجسمه وقلبه ØŒ ورأت إخوتها وبنيها وأبناء عمومتها من ØÙˆÙ„Ù‡ كالأضاØÙŠ ÙˆÙ…Ø¹Ù‡Ø§ قاÙلة من النساء ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ وأمامها صÙو٠الأعداء تملأ ØµØØ±Ø§Ø¡ كربلاء ØŒ ÙØ±Ùعت يديها ÙÙŠ تلك Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø§Øª Ø§Ù„ØØ§Ø³Ù…Ø© Ù†ØÙˆ السماء لتندَّ عن Ùمها عبقة من Ùيض النبوَّة والخلود تناجي ربها وتتضرع إليه قائلة: اللَّهم تقبَّل منَّا هذا القربان.
وهكذا كان على العقيلة أن تنÙÙ‘ÙØ° وصية أخيها وتثبت ÙÙŠ وجه تلك الأهوال ØŒ وأن تØÙ…Ù„ قلباً كقلب أبيها ÙÙŠ غمار جولاته ØŒ وتق٠كالطود الشامخ ÙÙŠ وجه أولئك الذين وقÙوا إلى جانب يزيد بن ميسون وجلاّديه Ø› المÙمعنين ÙÙŠ انتهاك Ø§Ù„ØØ±Ù…ات والمقدَّسات والذين باعوا ضمائرهم لأولئك الطغاة الجناة بأبخس
الأثمان.
ويقطع Ø§Ù„ØØ§Ø¯ÙŠ Ø§Ù„Ø·Ø±ÙŠÙ‚ من كربلاء إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© والسبايا على أقتاب الجمال تتقدَّمهم رؤوس سبعين من الأنصار وعشرين من Ø£ØÙاد أبي طالب بينهم رأس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† سيد شباب أهل الجنَّة ØŒ وما أن أطلَّ موكب السبايا والرؤوس ودنت طلائعه من مداخل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØØªÙ‘Ù‰ ازدØÙ… الناس ÙÙŠ الطرقات ومن على المشار٠والنساء على Ø³Ø·ÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§Ø²Ù„ ØŒ ولم يكن نبأ مصرع Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† قد انتشر ÙÙŠ جميع أوساط الكوÙيين ØŒ ÙˆØ£Ø´Ø±ÙØª امرأة من على Ø³Ø·Ø Ø¨ÙŠØªÙ‡Ø§ ÙØ±Ø£Øª نساء كالعاريات لولا أسمال من الثياب تقنَّعن بها ØŒ ÙØ¸Ù†Ù‘َت المرأة أنَّهن من سبايا الروم أو الديلم ØŒ وأرادت أن تستوثق Ù„Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ من الظن ØŒ ÙØ·Ø§Ù„ما كانت ترى مواكب من سبايا الروم والترك ØªÙ…Ø±Ù‘Ù Ø¨Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© إلاّ أنَّها لم تر مثل ما رأت على هذا الموكب من Ø§Ù„ØØ²Ù† واللَّوعة ØŒ ولم تر قبل اليوم أسرى مع تلك المواكب من الصبيان ÙŠÙØ´ÙŽØ¯ÙˆÙ† Ø¨Ø§Ù„ØØ¨Ø§Ù„ على أقتاب الجمال كما رأت ÙÙŠ هذا الموكب ØŒ ÙØ£Ø¯Ù†Øª المرأة رأسها من Ø¥ØØ¯Ù‰ السبايا وقالت لها: من أيّ٠الأسارى أنتنَّ ØŸ ÙØ±Ø¯Ù‘َت عليها والألم ÙŠÙ‚Ø·Ù‘ÙØ¹ Ø£ØØ´Ø§Ø¡Ù‡Ø§ : (Ù†ØÙ† أسارى آل بيت Ù…ØÙ…د رسول الله).
وما كادت المرأة تسمع قولها ØØªÙ‘Ù‰ خرجت مولولة معولة وكادت أن تسقط من على سطØÙ‡Ø§ من هول الصدمة ØŒ ÙˆØ§Ù„ØªÙØªØª إلى النساء اللواتي على سطوØÙ‡Ù†Ù‘ÙŽ وقالت: إنهنَّ نساء أهل البيت ØŒ ÙØªØ¹Ø§Ù„Ù‰ Ø§Ù„ØµÙŠØ§Ø Ø¹Ù†Ø¯ ذلك من كلّ٠جانب ØØªÙ‘Ù‰ ارتجَّت Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© بأهلها ولÙَّت نواØÙŠÙ‡Ø§ صرخات متتالية كأنَّها العواص٠ÙÙŠ أرجائها ØŒ والتÙÙ‘ÙŽ النسوة بالموكب يقذÙÙ† عليه الأرز والمقانع ليتستَّرن بها بنات علي ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© عن أعين الناس ØŒ وغصَّت الطرقات بالنساء والرجال يبكون ويندبون ØŒ ÙØ§Ù„ØªÙØªØª ابنة علي ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© إليهم ببصرها Ø§Ù„Ù†Ø§ÙØ° وقالت :
(يا أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ يا أهل الغدر والختل والمكر ØŒ أتبكون ØŸ! Ùلا Ø±ÙØ£Øª الدمعة ولا هدأت الرنة ØŒ إنَّما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ØŒ وهل Ùيكم إلاّ الصَّلَ٠وملق الإماء وغمز الأعداء ØŒ ألا ساء ما قدَّمت لكم Ø£Ù†ÙØ³ÙƒÙ… : أن سخط الله عليكم ÙˆÙÙŠ العذاب أنتم خالدون ØŒ ÙØ§Ø¨ÙƒÙˆØ§ كثيراً واضØÙƒÙˆØ§ قليلاً ØŒ Ùلقد ذهبتم بعارها وشنارها بعد أن قتلتم سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة وسيد شباب أهل الجنَّة).
ويسير الموكب متخطّÙياً تلك Ø§Ù„ØØ´ÙˆØ¯ من الرجال والنساء إلى قصر الإمارة ليضمَّها مجلس ابن مرجانة ØŒ ÙØªØ¬Ù„س Ù…ØªÙ†ÙƒÙ‘ÙØ±Ø© مطرÙقة ÙŠØÙّ٠بها موكب النسوة ÙÙŠ ذلك المجلس الذميم ØŒ وهو ينظر إليها ببسمة الشامت المنتصر ØŒ ويسأل من هذه المتنكرة ØŒ Ùلا تردّ٠عليه Ø§ØØªÙ‚اراً وازدراء لشأنه ØŒ وأعاد السؤال ثانياً وثالثاً ØŒ ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨ØªÙ‡ بعض إمائها: هذه زينب ابنة علي . ÙØ§Ù†Ø·Ù„Ù‚ عند ذلك بكلمات تنم عن لؤمه ÙˆØÙ‚ده وخسته قائلاً: (الØÙ…د لله الذي ÙØ¶ØÙƒÙ… وأكذب Ø£ØØ¯ÙˆØ«ØªÙƒÙ…) ÙØ±Ø¯Ù‘َت عليه غير هيَّابة لسلطانه ولا لجبروته قائلة : (الØÙ…د لله الذي أكرمنا بنبيه Ù…ØÙ…د (صلَّى الله عليه وآله وطهَّرنا) من الرجس تطهيراً ØŒ وإنما ÙŠÙØªØ¶Ø Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ù‚ ويكذب Ø§Ù„ÙØ§Ø¬Ø± ØŒ وهو غيرنا والØÙ…د لله). Ùقال لها وقد استبدَّ به الØÙ‚د والغضب: كي٠رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك ØŸ قالت : (ما رأيت٠إلاّ جميلاً ØŒ هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل ÙØ¨Ø±Ø²ÙˆØ§ إلى مضاجعهم ØŒ وسيجمع الله بينك وبينهم وتختصمون عنده ØŒ وستعلم لمَن الÙلج ثكلتك أمك يا بن مرجانة).
ويأبى له ØÙ‚ده وصلÙÙ‡ إلاّ أن يتناول قضيباً كان إلى جانبه ليضربها به ØŒ ولكن عمرو بن ØØ±ÙŠØ« Ù€ Ø£ØØ¯ جلاوزته Ù€ نظر إلى الوجوه قد تغيَّرت على ابن مرجانة وأيقن أنَّ عملاً من هذا النوع سيلهب المشاعر ØŒ لاسيما وأنَّ النÙوس قد Ø£ØµØ¨ØØª مشØÙˆÙ†Ø© بالØÙ‚د والكراهية ومهيَّأة Ù„Ù„Ø§Ù†ÙØ¬Ø§Ø± بين الØÙŠÙ† والآخر Ù„Ùمَا ØÙ„Ù‘ÙŽ Ø¨Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† وبنيه ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØŒ ÙØØ§Ù„ بين ابن مرجانة وما أراد ØŒ ÙØ±Ù…Ù‰ القضيب من يده وعاد يخاطبها بلغة الشامت Ø§Ù„ØØ§Ù‚د ØŒ ويقول لها: لقد Ø´ÙÙ‰ الله قلبي من طاغيتك Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† والعتاة المردة من أهل بيتك . ÙØ¨ÙƒØª عند ذلك وقالت: (لعمري لقد قتلت كهلي ØŒ وقطعت ÙØ±Ø¹ÙŠ ØŒ واجتثثت أصلي ØŒ ÙØ¥Ù† كان هذا Ø´ÙØ§Ùƒ Ùقد اشتÙيت).
ثم يأتيه البريد بكتاب يزيد يأمره أن ÙŠØÙ…Ù„ السبايا والرؤوس ÙˆØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ إلى قصر الخضراء ÙÙŠ دمشق ØŒ عاصمة الجلاَّدين ØŒ ويسير Ø§Ù„ØØ¯Ø§Ø© بموكب السبايا إلى ØÙŠØ« ابن ميسون ÙÙŠ اعتسا٠وإرهاق ÙÙŠ الليل والنهار ØŒ ليقطع موكب الرؤوس والسبايا Ù…Ø³Ø§ÙØ© ثلاثين يوماً ÙÙŠ عشرة أيَّام ØŒ ويضمّ٠العقيلة مجلس يزيد ورأس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي والزهراء بين يديه ينكث ثناياه بمخصرته ويتمثَّل بقول القائل :
لـيت أشـياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهـلّÙـوا واسـتهلًّوا ÙÙ€Ø±ØØ§Ù‹ ثـمَّ قـالوا: يا يزيد لا ØªÙØ´Ù„
لـعبت هـاشم بـالملك Ùلا خـبر جـاء ولا ÙˆØÙŠ Ù†Ø²Ù„
لـست٠من خندق إنْ لم أنتقم مـن بـني Ø£ØÙ…د ما كان ÙØ¹Ù„
وكان على زينب ØŒ وقد رأته بتلك Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© ÙØ±ØØ§Ù‹ مسروراً يتمثَّل بهذه الأبيات التي ØªØ¹Ø¨Ù‘ÙØ± عن ØÙ‚ده ÙˆØªØ¹ØµÙ‘ÙØ¨Ù‡ لجاهلية جدّÙÙ‡ وأبيه ووثنيتهما ويعبث بثنايا أبي عبدالله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بمخصرته ØŒ أن تتكلَّم بين تلك Ø§Ù„ØØ´ÙˆØ¯ المجتمعة ÙÙŠ مجلسه Ø› Ù„ØªØØ±Ù‚ دنيا سروره ÙˆÙØ±ØÙ‡ بكلماتها التي كانت أشدّ وقعاً عليه من الصواعق ØŒ ولتضع الكثيرين ممَّن كانوا يجهلون مكانة الأسرى ولا يعرÙون عنهم شيئا٠ÙÙŠ جوّ٠تلك Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« ØŒ ÙˆØ§ÙØªØªØØª كلامها بعد ØÙ…د الله بقولها :
(أظننت Ù€ يا يزيد Ù€ ØÙŠØ« أخذت علينا أقطار الأرض ÙˆØ¢ÙØ§Ù‚ السماء ØŒ وأصبØÙ†Ø§ نساق كما تساق الأسارى ØŒ أنَّ بنا على الله هواناً وبك عليه
كرامة).
ومضت ÙÙŠ ØØ¯ÙŠØ«Ù‡Ø§ وأبصار تلك Ø§Ù„ØØ´ÙˆØ¯ المØÙŠØ·Ø© بيزيد شاخصة إليها ØŒ ØªØ°ÙƒÙ‘ÙØ±Ù‡Ù… بمنطق أبيها ومواقÙÙ‡ بين المعسكرين ÙÙŠ صÙÙÙ‘Ùين ØŒ ØÙŠÙ†Ù…ا كان يخاطب معاوية ÙˆØØ²Ø¨Ù‡ ويناشدهم الرجوع عن غيّÙهم وضلالهم إلى ØØ¸ÙŠØ±Ø© الإسلام وعدالته Ø§Ù„Ø³Ù…ØØ§Ø¡ ØŒ مضت تقول :
(أمن العدل Ù€ يا ابن الطلقاء Ù€ تخديرك إماءك ÙˆØØ±Ø§Ø¦Ø±Ùƒ وسوقك بنات رسول الله سبايا ØŸ! قد هتكت ستورهنَّ وأبديت وجوههنَّ ØŒ ØªØØ¯Ùˆ إليهنَّ الأعداء من بلد إلى بلد ØŒ ويستشرÙهنَّ أهل المناهل والمعاقل ØŒ يتصÙÙ‘ÙŽØ ÙˆØ¬ÙˆÙ‡Ù‡Ù† القريب والبعيد ØŒ والدني والشري٠، وتتمنَّى ØØ¶ÙˆØ± آباءك قائلاً :
لـيت أشـياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهـلّÙـوا واسـتهلّÙوا ÙÙ€Ø±ØØ§Ù‹ ثـم قـالوا: يا يزيد لا ØªÙØ´Ù„
منØÙ†ÙŠØ§Ù‹ على ثنايا أبي عبدالله Ø³ÙŠÙ‘ÙØ¯ شباب أهل الجنَّة تنكثها بمخصرتك . وستردنَّ وشيكاً موردهم وتَودنَّ أنَّك Ø´Ùللت وبÙكمت ولم تكن قلت ما قلت ÙˆÙØ¹Ù„ت ما ÙØ¹Ù„ت).
ومضت ÙÙŠ خطابها توجّÙÙ‡ إليه أسوأ أنواع التØÙ‚ير والتقريع ØØªÙ‘Ù‰ سيطرت على المجلس بمنطقها وأسلوبها الرائع ØŒ ÙˆØ±Ø§Ø Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³ يتهامسون ويتلاومون وبكى بعضهم لهول المصاب وجسامته.
واستطردت العقيلة تقول :
(ولئن جرت على الدواهي مخاطبتك ØŒ إنّÙÙŠ لأستصغر قدرك ØŒ وأستعظم توبيخك ØŒ ألا ÙØ§Ù„عجب العجب لقتل ØØ²Ø¨ الله النجباء Ø¨ØØ²Ø¨ الشيطان الطلقاء).
لقد دخلت زينب ابنة علي ÙˆÙØ§Ø·Ù…Ø© إلى عاصمة الجلاَّدين برسالتها ØŒ Ø±Ø§ÙØ¹Ø© صوتها إلى كل Ù…ÙŽÙ† لهم عهد مع أهل هذا البيت ØŒ وكل Ù…ÙŽÙ† آمنوا برسالة Ù…ØÙ…د ÙÙŠ عصر وجيل وأرض ØŒ ووراءها قاÙلة من الأسرى وصÙو٠العداء من أمامها تملأ الأÙÙ‚ وتسدّ٠طريقها Ø› مسؤوليَّتها التاريخية الكبرى هي إكمال الرسالة وإتمام المسيرة ولساناً لمَن قطعت ألسنتهم سيو٠الجلاَّدين ØŒ ودخلت مدينة الجريمة ØŒ عاصمة القهر والبطش والتنكيل بالأبرياء ØŒ وهناك Ø±ÙØ¹Øª صوتها المدوّÙÙŠ ÙÙŠ أعماق التاريخ لتقول لابن ميسون مستخÙÙ‘ÙŽØ© به بكل ما ÙÙŠ Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØ®ÙØ§Ù ÙˆØ§Ù„Ø§ØØªÙ‚ار من معنى.