انصاره عليهم السلام
اهل بيته عليهم السلام

قال السيد (رحمه الله): ثم ابن زياد صعد المنبر فحمد اللّه Ùˆ أثنى عليه Ùˆ قال في بعض كلامه: الحمد للّه الذي أظهر الحق Ùˆ أهله Ùˆ نصر أمير المؤمنين Ùˆ أشياعه Ùˆ قتل الكذاب ابن الكذاب. فما زاد على هذا الكلام شيئا حتى قام إليه عبد اللّه بن‏ عفيف الأزدي Ùˆ كان من خيار الشيعة Ùˆ زهادها Ùˆ كانت عينه اليسرى ذهبت في يوم الجمل Ùˆ الأخرى في يوم صفين Ùˆ كان يلازم المسجد الأعظم يصلي فيه إلى الليل فقال: يا بن مرجانة ان الكذاب بن الكذاب أنت Ùˆ أبوك Ùˆ من استعملك Ùˆ أبوه يا عدو اللّه Ø£ تقتلون أبناء النبيين Ùˆ تتكلمون بهذا الكلام على منابر المؤمنين.
قال الراوي: فغضب ابن زياد: فقال: من هذا المتكلم؟ فقال: أنا المتكلم يا عدو اللّه أ تقتل الذرية الطاهرة التي قد أذهب اللّه عنها الرجس و تزعم أنك على دين الإسلام وا غوثاه أين أولاد المهاجرين و الأنصار لا ينتقمون من طاغيتك (أي يزيد) اللعين بن اللعين على لسان محمد رسول رب العالمين (صلى اللّه عليه و آله).
قال الراوي: فازداد غضب ابن زياد حتى انتفخت أوداجه و قال: علي به.
فتبادرت إليه الجلاوزة من كل ناحية ليأخذوه فقامت الاشراف من الأزد من بني عمه فخلصوه من أيدي الجلاوزة و أخرجوه من باب المسجد و انطلقوا به إلى منزله.
فقال ابن زياد: اذهبوا إلى هذا الأعمى أعمى الأزد أعمى اللّه قلبه كما أعمى عينه فأتوني به.
قال: فانطلقوا إليه فلما بلغ ذلك الأزد اجتمعوا و اجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم.
قال: فلما بلغ ذلك ابن زياد فجمع قبائل مضر و ضمهم إلى محمد بن الأشعث و أمرهم بقتال القوم.
قال الراوي: فاقتتلوا قتالا شديدا حتى قتل بينهم جماعة من العرب.
قال: و وصل أصحاب ابن زياد إلى دار عبد اللّه بن عفيف فكسروا الباب و اقتحموا عليه فصاحت ابنته: أتاك القوم من حيث تحذر. فقال: لا عليك ناوليني سيفي.
قال: فناولته إياه فجعل يذب عن نفسه و يقول:
أنا ابن ذي الفضل عفيف الطاهر عفيف شيخي و ابن أم عامر
كم دارع من جمعكم و حاسر و بطل جدلته مغاور
قال: و جعلت ابنته تقول: يا أبت ليتني كنت رجلا أخاصم بين يديك اليوم هؤلاء الفجرة قاتلي العترة البررة.
قال: و جعل القوم يدورون عليه من كل جهة و هو يذب عن نفسه فلم يقدر عليه أحد و كلما جاءوه من جهة قالت: يا أبت جاءوك من جهة كذا حتى تكاثروا عليه و أحاطوا به فقالت بنته: و اذلاه يحاط بأبي و ليس له ناصر يستعين به. فجعل يدير سيفه و يقول:
أقسم لو يفسح لي عن بصري‏ ضاق عليكم موردي Ùˆ مصدري‏
قال الراوي: فما زالوا به حتى أخذوه ثم حمل فأدخل على ابن زياد فلما رآه قال: الحمد للّه الذي أخزاك. فقال له عبد اللّه بن عفيف: يا عدو اللّه و بما ذا أخزاني اللّه:
Ùˆ اللّه لو فرج لي عن بصري‏ ضاق عليك موردي Ùˆ مصدري‏
فقال ابن زياد: يا عدو اللّه ما تقول في عثمان بن عفان؟ فقال: يا بني عبد علاج يا بن مرجانة- Ùˆ شتمه- ما أنت Ùˆ عثمان بن عفان أساء أو أحسن Ùˆ أصلح أم أفسد Ùˆ اللّه تبارك Ùˆ تعالى ولي خلقه يقضي بينهم Ùˆ بين عثمان بالعدل Ùˆ الحق Ùˆ لكن سلني عن أبيك Ùˆ عنك Ùˆ عن يزيد Ùˆ أبيه. فقال ابن زياد: Ùˆ اللّه لا سألتك عن شي‏Ø¡ أو تذوق الموت غصة. فقال عبد اللّه بن عفيف: الحمد للّه رب العالمين أما أني قد كنت اسأل اللّه ربي أن يرزقني الشهادة من قبل أن تلدك أمك Ùˆ سألت اللّه أن يجعل ذلك على يدي ألعن خلقه Ùˆ أبغضهم إليه فلما كف بصري يئست عن الشهادة Ùˆ الآن فالحمد للّه الذي رزقنيها بعد اليأس منها Ùˆ عرفني الإجابة منه في قديم دعائي فقال ابن زياد لعنه اللّه: اضربوا عنقه فضرب عنقه Ùˆ صلب في السبخة .
و قال الشيخ المفيد (رحمه الله): فلما أخذته الجلاوزة فنادى بشعار الأزد فاجتمع منهم سبعمائة رجل فانتزعوه من الجلاوزة فما كان الليل أرسل إليه ابن زياد من أخرجه من بيته فضرب عنقه و صلبه في السبخة (المسجد خ ل) رحمة اللّه عليه.
و لما أصبح عبيد اللّه بن زياد بعث برأس الحسين (عليه السلام) فدير به في سكك الكوفة كلها و قبائلها.
و روي عن زيد بن أرقم أنه قال: مر به علي و هو على رمح و أنا في غرفة لي فلما حاذاني سمعته يقرأ: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً فوقف و اللّه شعري و ناديت: رأسك و اللّه يا ابن رسول اللّه و أمرك أعجب و أعجب.
فلما فرغ القوم من التطواف به بالكوفة ردوه إلى باب القصر فدفعه ابن زياد إلى زحر بن قيس و دفع إليه رؤوس أصحابه و سرحه إلى يزيد بن معاوية .
قال السيد (رحمه الله): Ùˆ كتب عبيد اللّه بن زياد إلى يزيد بن معاوية يخبره بقتل الحسين (عليه السلام) Ùˆ خبر أهل بيته Ùˆ كتب أيضا إلى عمرو بن سعيد بن العاص أمير المدينة بمثل ذلك‏ .
روى الطبري عن هشام عن عوانة بن الحكم الكلبي قال: لما قتل الحسين (عليه السلام) Ùˆ جي‏Ø¡ بالأثقال Ùˆ الأسارى حتى وردوا بهم الكوفة إلى عبيد اللّه فبينا القوم محتبسون إذ وقع حجر في السجن معه كتاب مربوط Ùˆ في الكتاب: خرج البريد بأمركم في يوم كذا Ùˆ كذا يوما إلى يزيد في معاوية Ùˆ هو سائر في كذا Ùˆ كذا يوما Ùˆ راجع في كذا Ùˆ كذا فإن سمعتم التكبير فأيقنوا بالقتل Ùˆ إن لم تسمعوا تكبيرا فهو الأمان إن شاء اللّه.
قال: فلما كان قبل قدوم البريد بيومين أو ثلاثة إذا حجر قد ألقي في السجن‏ Ùˆ معه كتاب مربوط Ùˆ موسى Ùˆ في الكتاب: أوصوا Ùˆ اعهدوا فإنما ينتظر البريد يوم كذا Ùˆ كذا. فجاء البريد Ùˆ لم يسمع التكبير Ùˆ جاء كتاب بأن سرح الأسارى إلي.
قال: فدعا عبيد اللّه مخفر بن ثعلبة و شمر بن ذي الجوشن لعنهما اللّه فقال: انطلقوا بالثقل و الرأس إلى أمير المؤمنين يزيد بن معاوية. قال: فخرجوا حتى قدموا على يزيد .
و في كامل ابن الأثير قال: ثم ان ابن زياد قال لعمر بن سعد بعد عوده من قتل الحسين عليه السلام: يا عمر ائتني بالكتاب الذي كتبته إليك في قتل الحسين قال:
مضيت لأمرك و ضاع الكتاب. قال: لتجيئني به. قال: ضاع. قال: لتجيئني به.
قال: ترك و اللّه يقرأ على عجائز قريش بالمدينة اعتذارا إليهن أما و اللّه لقد نصحتك في الحسين نصيحة لو نصحتها أبي سعد بن أبي وقاص لكنت قد أديت حقه. فقال عثمان بن زياد أخو عبيد اللّه بن زياد: صدق و اللّه لوددت أنه ليس من بني زياد رجل إلا و في أنفه خزامة إلى يوم القيامة و إن الحسين (عليه السلام) لم يقتل فما أنكر ذلك عبيد اللّه بن زياد .
Ùˆ في تذكرة السبط: ثم قام عمر بن سعد من عند ابن زياد يريد منزله إلى أهله Ùˆ هو يقول في طريقه: ما رجع أحد مثل ما رجعت أطعت الفاسق ابن زياد الظالم ابن الفاجر Ùˆ عصيت الحاكم العدل Ùˆ قطعت القرابة الشريفة Ùˆ هجره الناس Ùˆ كان كلما مر على ملأ من الناس أعرضوا عنه Ùˆ كلما دخل المسجد خرج الناس منه Ùˆ كل من رآه قد سبه فلزم بيته إلى أن قتل لعنه اللّه‏ .
و قال أبو حنيفة الدينوري: و روي عن حميد بن مسلم: كان عمر بن سعد لي صديقا فأتيته عند منصرفه من قتال الحسين (عليه السلام) فسألته عن حاله فقال:
لا تسأل عن حالي فإنه ما رجع غائب إلى منزله بشر مما رجعت به قطعت القرابة القريبة Ùˆ ارتكبت الأمر العظيم‏ .
فصل (في ذكر ارسال ابن زياد عبد الملك السلمي إلى المدينة بأخبار قتل الحسين (عليه السلام) و خطبة ابن الزبير بمكة)
قال الطبري: قال هشام: حدثني عوانة بن الحكم قال: لما قتل عبيد اللّه بن زياد الحسين بن علي عليهما السلام Ùˆ جي‏Ø¡ برأسه إليه دعا عبد الملك بن أبي الحارث السلمي فقال: انطلق حتى تقدم المدينة على عمرو بن سعيد بن العاص فبشره بقتل الحسين (عليه السلام) Ùˆ كان عمرو بن سعيد بن العاص أمير المدينة يومئذ. قال: فذهب ليعتل له فزجره Ùˆ كان عبيد اللّه لا يصطلي بناره فقال: انطلق حتى تأتي المدينة Ùˆ لا يسبقك الخبر Ùˆ أعطاه دنانير Ùˆ قال: لا تعتل Ùˆ ان قامت بك راحلتك فاشتر راحلة. قال عبد الملك: فقدمت المدينة فلقيني رجل من قريش قال: ما الخبر؟ فقلت: الخبر عند الأمير. فقال: انا للّه Ùˆ إنا إليه راجعون قتل الحسين بن علي عليهما السلام. قال: فدخلت على عمرو بن سعيد فقال: ما وراؤك؟ فقلت: ما سر الأمير قتل الحسين عليه السلام. فقال: ناد بقتله فناديت بقتله فلم أسمع Ùˆ اللّه واعية قط مثل واعية نساء بني هاشم في دورهن على الحسين عليه السلام فقال عمرو بن سعيد Ùˆ ضحك:
عجت نساء بني زياد عجة كعجيج نسوتنا غداة الأرنب‏
و الأرنب وقعة كانت لبني زبيد على بني زياد من بني الحارث بن كعب من رهط عبد المدان و هذا البيت لعمرو بن معدي كرب. ثم قال عمرو: هذه واعية بواعية عثمان بن عفان. ثم صعد المنبر فأعلم الناس قتله (عليه السلام) .
و قال ابن أبي الحديد في شرح النهج في ذكر حكم بن العاص و ابنه مروان لعنهما اللّه و أما مروان ابنه فأخبث عقيدة و أعظم الحادا و كفرا و هو الذي خطب يوم وصل إليه رأس الحسين (عليه السلام) إلى المدينة و هو يومئذ أميرها و قد حمل الرأس على يديه فقال:
يا حبذا بردك في اليدين‏ Ùˆ حمرة تجري على الخدين‏
كأنما بت بمجسدين‏
ثم رمى بالرأس نحو قبر النبي (صلى اللّه عليه و آله) و قال: يا محمد يوم بيوم بدر. و هذا القول مشتق من الشعر الذي تمثل به يزيد بن معاوية و هو شعر ابن الزبعرى يوم وصل الرأس إليه و الخبر مشهور.
قلت: هكذا قال شيخنا أبو جعفر و الصحيح أن مروان لم يكن أمير المدينة يومئذ بل كان أمير المدينة عمرو بن سعيد بن العاص و لم يحمل إليه الرأس و إنما كتب إليه عبيد اللّه بن زياد يبشره بقتل الحسين (عليه السلام) فقرأ كتابه على المنبر و أنشد الرجز المذكور و أومى إلى القبر يوم بيوم بدر فأنكر عليه قوم من الأنصار ذكر ذلك أبو عبيدة في كتاب المثالب. انتهى كلام ابن أبي الحديد .
قال هشام عن أبي مخنف عن سليمان بن ابي راشد عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود قال: لما بلغ عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب مقتل ابنيه مع الحسين (عليه السلام) دخل عليه بعض مواليه و الناس يعزونه قال: و لا أظن مولاه ذلك إلا أبا اللسلاس. فقال: هذا ما لقينا و دخل علينا من الحسين (عليه السلام).
قال: فحذفه عبد اللّه بن جعفر بنعله ثم قال: يا بن اللخنا Ø£ للحسين تقول هذا؟ Ùˆ اللّه لو شهدته لأحببت أن لا أفارقه حتى أقتل معه Ùˆ اللّه إنه‏ لمما يسخى بنفسي عنهما Ùˆ يهون علي المصاب بهما أنهما أصيبا مع أخي Ùˆ ابن عمي مواسين له صابرين معه.
ثم أقبل على جلسائه فقال: الحمد للّه عز علي بمصرع الحسين (عليه السلام) أن‏ لا يكن آست حسينا يدي فقد آساه ولدي‏ .
قال: و لما أتى أهل المدينة مقتل الحسين (عليه السلام) خرجت ابنة عقيل بن أبي طالب و معها نساؤها و هي حاسرة تلوي بثوبها و هي تقول:
ما ذا تقولون ان قال النبي لكم‏ ما ذا فعلتم Ùˆ أنتم آخر الأمم‏
بعترتي Ùˆ بأهلي بعد مفتقدي‏ منهم أسارى Ùˆ منهم ضرجوا بدم‏
و روى الشيخ الطوسي: أنه لما أتى نعي الحسين (عليه السلام) إلى المدينة خرجت أسماء بنت عقيل في جماعة من نسائها حتى انتهت إلى قبر رسول اللّه فلاذت به و شهقت عنده ثم التفتت إلى المهاجرين و الأنصار و هي تقول:
ما ذا تقولون ان قال النبي لكم‏ يوم الحساب Ùˆ صدق القول مسموع‏
خذلتم عترتي أو كنتم غيبا Ùˆ الحق عند ولي الأمر مجموع‏
أسلمتموهم بأيدي الظالمين فما منكم له اليوم عند اللّه مشفوع‏
ما كان عند غداة الطف إذ حضروا تلك المنايا Ùˆ لا عنهن مدفوع‏
قال: فما رأينا باكيا Ùˆ لا باكية أكثر مما رأينا ذلك اليوم‏ .
قال هشام: حدثني بعض أصحابنا عن عمرو بن أبي المقدام قال: حدثني عمرو بن عكرمة قال: أصبحنا صبيحة قتل الحسين (عليه السلام) بالمدينة فإذا مولى لنا يحدثنا قال: سمعت البارحة مناديا ينادي و هو يقول:
أيها القاتلون جهلا حسينا ابشروا بالعذاب Ùˆ التنكيل‏
كل أهل السماء يدعوا عليكم‏ من نبي Ùˆ ملك Ùˆ قبيل‏
قد لعنتم على لسان ابن داو د Ùˆ موسى Ùˆ حامل الانجيل‏
قال هشام: حدثني عمرو بن حيزوم الكلبي عن أبيه قال: سمعت هذا الصوت‏ .
Ùˆ في الكامل لابن الأثير Ùˆ غيره: Ùˆ مكث الناس شهرين أو ثلاثة كأنما تلطخ الحوائط بالدماء ساعة تطلع الشمس‏ .
قال السبط في التذكرة: لما وصل خبر قتل الحسين (عليه السلام) إلى مكة Ùˆ بلغ عبد اللّه بن الزبير خطب بمكة Ùˆ قال: أما بعد ألا إن أهل العراق قوم غدر Ùˆ فجر ألا Ùˆ إن أهل الكوفة شرارهم إنهم دعوا الحسين (عليه السلام) ليولوه عليهم ليقيم أمورهم Ùˆ ينصرهم على عدوهم Ùˆ يعيد معالم الإسلام فلما قدم عليهم ثاروا عليه فقتلوه قالوا له: إن لم تضع يدك في يد الفاجر الملعون ابن زياد الملعون فيرى فيك رأيه فاختار الوفاة الكريمة على الحياة الذميمة فرحم اللّه حسينا Ùˆ أخزى قاتله Ùˆ لعن من أمر بذلك Ùˆ رضي به Ø£ فبعد ما جرى على أبي عبد اللّه ما جرى يطمئن أحد إلى هؤلاء أو يقبل عهود الفجرة الغدرة أما Ùˆ اللّه لقد كان (عليه السلام) صواما بالنهار قواما بالليل Ùˆ أولى بنبيهم من الفاجر بن الفاجر Ùˆ اللّه ما كان يستبدل بالقرآن الغناء Ùˆ لا بالبكاء من خشية اللّه الحداء Ùˆ لا بالصيام شرب الخمور Ùˆ لا بقيام الليل الزمور Ùˆ لا بمجالس الذكر الركض في طلب الصيود Ùˆ اللعب بالقرود قتلوه فسوف يلقون غيا ألا لعنة اللّه على الظالمين‏ .
أقول: Ùˆ ذكر الجزري هذه الخطبة باختلاف يسير في الكامل‏ .
و عن طبقات ابن سعد عن أم سلمة أنه لما بلغها قتل الحسين (عليه السلام) قالت: أو قد فعلوها ملأ اللّه بيوتهم و قبورهم نارا ثم بكت حتى غشي عليها .
قال ابن أبي الحديد: مكث ربيع بن خثيم‏ عشرين سنة لا يتكلم إلى أن قتل الحسين (عليه السلام) فسمعت منه كلمة واحدة قال لما بلغه ذلك: أو قد فعلوها؟ ثم قال: {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [الزمر: 46] ثم عاد الى السكوت حتى مات‏ .
و في المناقب عن تفسير الثعلبي قال الربيع بن خثيم لبعض من شهد قتل الحسين عليه السلام: جئتم بها معلقيها يعني الرءوس. ثم قال: و اللّه لقد قتلتم صفوة لو أدركهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) لقبل أفواههم و أجلسهم في حجره ثم قرأ {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ} [الزمر: 46].