لما رجع ابن زياد من معسكره بالنخيلة Ùˆ دخل قصر الإمارة «2» Ùˆ وضع أمامه الرأس المقدّس سالت الØÙŠØ·Ø§Ù† دما «3» Ùˆ خرجت نار من بعض نواØÙŠ Ø§Ù„Ù‚ØµØ± Ùˆ قصدت سرير ابن زياد «4» Ùولى هاربا منها Ùˆ دخل بعض بيوت القصر ÙØªÙƒÙ„Ù… الرأس الأزهر بصوت جهوري سمعه ابن زياد Ùˆ بعض من ØØ¶Ø±:
«Ø¥Ù„Ù‰ أين تهرب ÙØ¥Ù† لم تنلك ÙÙŠ الدنيا Ùهي ÙÙŠ الآخرة مثواك» Ùˆ لم يسكت ØØªÙ‰ ذهبت النار! Ùˆ أدهش من ÙÙŠ القصر لهذا Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø« الذي لم يشاهد مثله «5» Ùˆ لم يرتدع ابن زياد لهذا Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø« بل أذن للناس إذنا عاما Ùˆ أمر بإدخال السبايا مجلسه ÙØ£Ø¯Ø®Ù„ت عليه ØØ±Ù… رسول اللّه Ø¨ØØ§Ù„Ø© تقشعر لها الجلود «6».
أبرزت ØØ§Ø³Ø±Ø© لكن على ØØ§Ù„Ø© لم تبق للجلد اصطبارا
لا خمار يستر الوجه و هل لكريمات الهدى أبقوا خمارا
لا و من ألبسها من نوره أزرا مذ سلبوا عنها الإزارا
لم تدع «ÙŠØ§ شلت الأيدي» لها من ØØ¬Ø§Ø¨ Ùيه عنهم تتوارى «7»
Ùˆ وضع رأس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) بين يديه Ùˆ جعل ينكت بالقضيب ثناياه ساعة Ùقال له زيد بن أرقم: Ø¥Ø±ÙØ¹ القضيب عن هاتين Ø§Ù„Ø´ÙØªÙŠÙ† ÙÙˆ اللّه الذي لا إله إلّا هو لقد رأيت Ø´ÙØªÙŠ Ø±Ø³ÙˆÙ„ اللّه على هاتين Ø§Ù„Ø´ÙØªÙŠÙ† يقبلهما ثم بكى Ùقال له ابن زياد:
أبكى اللّه عينيك ÙÙˆ اللّه لو لا أنك شيخ قد Ø®Ø±ÙØª Ùˆ ذهب عقلك لضربت عنقك! ÙØ®Ø±Ø¬ زيد من المجلس Ùˆ هو يقول: ملك عبد عبدا ÙØ§ØªØ®Ø°Ù‡Ù… تلدا، أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم قتلتم ابن ÙØ§Ø·Ù…Ø© Ùˆ أمرتم ابن مرجانة يقتل خياركم Ùˆ يستعبد شراركم ÙØ±Ø¶ÙŠØªÙ… بالذل ÙØ¨Ø¹Ø¯Ø§ لمن رضي بالذل «8».
Ùˆ Ø§Ù†ØØ§Ø²Øª زينب ابنة أمير المؤمنين عليه السّلام عن النساء Ùˆ هي متنكرة لكن جلال النبوّة Ùˆ بهاء الإمامة المنسدل عليها Ø§Ø³ØªÙ„ÙØª نظر ابن زياد Ùقال: من هذه المتنكرة؟
قيل له : ابنة أمير المؤمنين «Ø²ÙŠÙ†Ø¨ العقيلة».
ÙØ£Ø±Ø§Ø¯ أن ÙŠØØ±Ù‚ قلبها بأكثر مما جاء إليهم Ùقال متشمتا: الØÙ…د للّه الذي ÙØ¶ØÙƒÙ… Ùˆ قتلكم Ùˆ أكذب Ø£ØØ¯ÙˆØ«ØªÙƒÙ….
Ùقالت عليها السّلام: الØÙ…د للّه الذي أكرمنا بنبيه Ù…ØÙ…د Ùˆ طهرنا من الرجس تطهيرا، إنما ÙŠÙØªØ¶Ø Ø§Ù„ÙØ§Ø³Ù‚. Ùˆ يكذب Ø§Ù„ÙØ§Ø¬Ø±. Ùˆ هو غيرنا.
قال ابن زياد: كي٠رأيت ÙØ¹Ù„ اللّه بأهل بيتك؟
قالت عليها السّلام: ما رأيت إلّا جميلا. هؤلاء قوم كتب اللّه عليهم القتل ÙØ¨Ø±Ø²ÙˆØ§ إلى مضاجعهم Ùˆ سيجمع اللّه بينك Ùˆ بينهم ÙØªØØ§Ø¬ Ùˆ تخاصم «9» ÙØ§Ù†Ø¸Ø± لمن الÙلج يومئذ ثكلتك أمّك يا ابن مرجانة «10».
ÙØºØ¶Ø¨ ابن زياد Ùˆ استشاط من كلامها معه ÙÙŠ ذلك Ø§Ù„Ù…ØØªØ´Ø¯ Ùˆ همّ بها.
Ùقال له عمرو بن ØØ±ÙŠØ«: إنّها امرأة Ùˆ هل تؤاخذ المرأة بشيء من منطقها.
إنها لا تؤاخذ بقول و لا تلام على خطل!
ÙØ§Ù„ØªÙØª إليها ابن زياد Ùˆ قال: لقد Ø´ÙÙ‰ اللّه قلبي من طاغيتك Ùˆ العصاة المردة من أهل بيتك.!
ÙØ±Ù‚ت «Ø§Ù„عقيلة» Ùˆ قالت: لعمري لقد قتلت كهلي Ùˆ أبرزت أهلي Ùˆ قطعت ÙØ±Ø¹ÙŠ Ùˆ اجتثثت أصلي ÙØ¥Ù† يشÙÙƒ هذا Ùقد اشتÙيت «11».
Ùˆ Ø§Ù„ØªÙØª إلى عليّ بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ùˆ قال له: ما اسمك. قال: أنا علي بن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† Ùقال له: أو لم يقتل اللّه عليّا؟
Ùقال السجاد عليه السّلام: كان لي أخ أكبر مني «12» يسمى عليا قتله الناس ÙØ±Ø¯ عليه ابن زياد بأن اللّه قتله.
قال السجّاد عليه السّلام: اللّه يتوÙّى Ø§Ù„Ø£Ù†ÙØ³ ØÙŠÙ† موتها Ùˆ ما كان Ù„Ù†ÙØ³ أن تموت إلا بإذن اللّه.
Ùكبر على ابن زياد أن يرد عليه ÙØ£Ù…ر أن تضرب عنقه.
لكنّ عمته العقيلة اعتنقته Ùˆ قالت: ØØ³Ø¨Ùƒ يا ابن زياد من دمائنا ما سÙكت Ùˆ هل أبقيت Ø£ØØ¯Ø§ «13» غير هذا ÙØ¥Ù† أردت قتله ÙØ§Ù‚تلني معه.
Ùقال السجّاد عليه السّلام: أما علمت أن القتل لنا عادة Ùˆ كرامتنا من اللّه الشهادة «14» Ùنظر ابن زياد إليهما Ùˆ قال: دعوه لها عجبا للرØÙ… ودت أنها تقتل معه «15».
Ùˆ أخذت الرباب زوجة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† الرأس Ùˆ وضعته ÙÙŠ ØØ¬Ø±Ù‡Ø§ Ùˆ قبلته Ùˆ قالت:
وا ØØ³ÙŠÙ†Ø§ Ùلا نسيت ØØ³ÙŠÙ†Ø§ أقصدته أسنة الأعداء
غادروه بكربلاء صريعا لا سقى اللّه جانبي كربلاء «16»
Ùˆ لما ÙˆØ¶Ø Ù„Ø§Ø¨Ù† زياد ولولة الناس Ùˆ لغط أهل المجلس خصوصا لما تكلمت معه زينب العقيلة خا٠هياج الناس ÙØ£Ù…ر الشرطة Ø¨ØØ¨Ø³ الأسارى ÙÙŠ دار إلى جنب المسجد الأعظم «17» قال ØØ§Ø¬Ø¨ ابن زياد: كنت معهم ØÙŠÙ† أمر بهم إلى السجن ÙØ±Ø£ÙŠØª الرجال Ùˆ النساء مجتمعين يبكون Ùˆ يلطمون وجوههم «18».
ÙØµØ§ØØª (زينب) بالناس لا تدخل علينا إلا مملوكة أو أم ولد ÙØ¥Ù†Ù‡Ù† سبين كما سبينا «19» تشير الØÙˆØ±Ø§Ø¡ العقيلة إلى أن المسبية تعر٠مضض عناء الذل Ùلا يصدر منها غير المØÙ…ود من شماتة Ùˆ غيرها Ùˆ هذا شيء معرو٠لا ينكر Ùقد ورد أن جساس بن مرة لما قتل كليب بن ربيعة Ùˆ كانت أخت جساس زوجة كليب Ùˆ اجتمع نساء الØÙŠ Ù„Ù„Ù…Ø£ØªÙ… على كليب قلن لأخت كليب رØÙ‘لي جليلة عن مأتمك ÙØ¥Ù† قيامها Ùيه شماتة Ùˆ عار علينا عند العرب ÙØ¥Ù†Ù‡Ø§ أخت واترنا Ùˆ قاتلنا ÙØ®Ø±Ø¬Øª Ùˆ هي تجر أذيالها Ùˆ لما رØÙ„ت قالت أخت كليب: رØÙ„Ø© المعتدي Ùˆ ÙØ±Ø§Ù‚ الشامت «20».
Ùˆ دعا بهم ابن زياد مرة أخرى Ùلما أدخلوا عليه رأين النسوة رأس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بين يديه Ùˆ الأنوار الإلهية تتصاعد من أساريره إلى عنان السماء Ùلم تتمالك «Ø§Ù„رباب» زوجة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† دون أن وقعت عليه تقبله Ùˆ قالت:
إن الذي كان نورا يستضاء به بكربلاء قتيل غير مدÙون
سبط النبي جزاك اللّه ØµØ§Ù„ØØ© عنا Ùˆ جنبت خسران الموازين
قد كنت لي جبلا صعبا ألوذ به Ùˆ كنت ØªØµØØ¨Ù†Ø§ بالرØÙ… Ùˆ الدين
من لليتامى و من للسائلين و من يعنى و يأوي إليه كل مسكين
Ùˆ اللّه لا أبتغي صهرا بصهركم ØØªÙ‰ أغيّب بين الماء Ùˆ الطين «21»
__________________
(1) ÙÙŠ كتاب صÙين لنصر بن مزاØÙ… ص 8 طبع مصر لما دخل علي عليه السّلام Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© قيل أي القصرين ننزلك؟ قال : قصر الخبال لا تنزلونيه! Ùنزل على جعدة بن هبيرة المخزومي.
Ùˆ الخبال كما ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Ù‚ للزمخشري Ùˆ النهاية لابن الأثير Ùˆ مقاييس اللغة لابن ÙØ§Ø±Ø³ مادة (خبل) الخبل Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ Ùˆ ØØ±Ø§Ù‚Ø© صديد أهل النار، Ùˆ المراد هنا منزل أهل الجور Ùˆ Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯.
(2) ÙÙŠ لطائ٠المعار٠للثعالبي ص 142 الباب التاسع روى عبد الملك بن عمير اللخمي قال: رأيت ÙÙŠ قصر الإمارة رأس Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† بن علي بن أبي طالب عند عبيد اللّه بن زياد على ترس Ùˆ رأيت رأس عبيد اللّه بن زياد عند المختار على ترس Ùˆ رأيت رأس المختار عند مصعب بن الزبير على ترس Ùˆ رأيت رأس مصعب بين يدي عبد الملك بن مروان على ترس Ùˆ لما ØØ¯Ø«Øª بذلك عبد الملك تطير منه Ùˆ ÙØ§Ø±Ù‚ مكانه Ùˆ رواه السيوطي ÙÙŠ تاريخ Ø§Ù„Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ ص 139 Ùˆ سبط ابن الجوزي ÙÙŠ تذكرة الخواص ص 148 إيران.
(3) تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 339 Ùˆ الصواعق Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‚Ø© ص 116 Ùˆ ذخائر العقبى ص 145 Ùˆ ابن طاووس ÙÙŠ الملاØÙ… ص 128 طبع أول.
(4) كامل ابن الأثير ج 4 ص 103 Ùˆ مجمع الزوائد لابن ØØ¬Ø± ج 9 ص 196 Ùˆ المقتل للخوارزمي ج 2 ص 87 Ùˆ المنتخب للطريØÙŠ Øµ 339 المطبعة الØÙŠØ¯Ø±ÙŠØ©ØŒ Ùˆ البداية لابن كثير ج 8 ص 286.
(5) Ø´Ø±Ø Ù‚ØµÙŠØ¯Ø© أبي ÙØ±Ø§Ø³ ص 149.
(6) أخبار الدول ص 8 ج 1 لأبي العباس Ø£ØÙ…د بن يوس٠بن Ø£ØÙ…د القرماني.
(7) من قصيدة للسيد عبد المطلب الØÙ„ÙŠ ذكرت ÙÙŠ شعراء الØÙ„Ø© ج 2 ص 218.
(8) الصواعق Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‚Ø© ص 118 Ùˆ ÙÙŠ تاريخ الطبري ج 6 ص 262 Ùˆ البداية Ùˆ النهاية لابن كثير ج 8 ص 190 Ùˆ مجمع الزوائد ج 9 ص 195 Ùˆ تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 340 ذكروا إنكاره عليه Ùˆ لا يناÙÙŠ كونه أعمى على تقدير ØµØØªÙ‡ لجواز أنه سمع بذلك ÙØ£Ù†ÙƒØ± عليه. Ùˆ عبارة ابن عساكر كان زيد ØØ§Ø¶Ø±Ø§ تؤيده.
(9) الطبري ج 6 ص 262.
(10) اللهو٠ص 90.
(11) كامل ابن الأثير ج 4 ص 33 Ùˆ مقتل الخوارزمي ج 2 ص 42 Ùˆ تاريخ الطبري ج 6 ص 263 Ùˆ إرشاد المÙيد Ùˆ أعلام الورى للطبرسي ص 141 Ùˆ ÙÙŠ كامل المبرد ج 3 ص 145 طبع سنة 1347 لقد Ø£ÙØµØØª زينب بنت علي Ùˆ هي أسن من ØÙ…Ù„ إلى ابن زياد Ùˆ أبلغت Ùˆ أخذت من Ø§Ù„ØØ¬Ø© ØØ§Ø¬ØªÙ‡Ø§ Ùقال ابن زياد لها إن تكوني بلغت من Ø§Ù„ØØ¬Ø© ØØ§Ø¬ØªÙƒ Ùقد كان أبوك خطيبا شاعرا Ùقالت ما للنساء Ùˆ الشعر Ùˆ كان ابن زياد ألكنا يرتضخ Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ø³ÙŠØ© ا Ù‡.
(12) نص عليه ابن جرير الطبري ÙÙŠ المنتخب من الذيل ص 89 ملØÙ‚ بالتاريخ ج 12 Ùˆ أبو Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ ÙÙŠ المقاتل ص 49 Ø· إيران Ùˆ الدميري ÙÙŠ ØÙŠØ§Ø© الØÙŠÙˆØ§Ù† بمادة بغل Ùˆ المنتخب للطريØÙŠ Øµ 238 المطبعة الØÙŠØ¯Ø±ÙŠØ© Ùˆ نسب قريش لمصعب الزبيري ص 58 Ùˆ ذكرنا ÙÙŠ رسالة «Ø¹Ù„ÙŠ الأكبر» ص 17 نصوص المؤرخين على أن المقتول هو الأكبر.
(13) طبري ج 6 ص 263.
(14) اللهو٠ص 91 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 13.
(15) ابن الأثير ج 4 ص 34.
(16) تذكرة الخواص ص 148 Ùˆ من الاشتباه Ùˆ عدم التدبر ما جاء ÙÙŠ الØÙ…اسة البصرية ج 1 ص 214 رقم 18 باب المراثي نسبة هذين البيتين إلى عاتكة بنت Ù†Ùيل زوجة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†! ÙØ¥Ù†Ù‡ لم يذكر الثقات من المؤرخين تزويج Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† منها.
(17) اللهو٠ص 91 و المقتل للخوارزمي ج 2 ص 43.
(18) روضة الواعظين ص 163.
(19) اللهو٠ص 92 و مقتل العوالم ص 130.
(20) الأغاني ج 4 ص 150.
(21) الأغاني ج 14 ص 158 طبعة ساسي.