لقد كان ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ممن تØÙ„Ù‰ بسمات الرجال المهذبين الذين لم تلم Ø¨Ø³Ø§ØØªÙ‡Ù… أي لائمة ولا توجهت اليهم مغبّة ØŒ وأنه ذلك الانسان Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ Ø§Ù„ØØ§ÙˆÙŠ Ù„Ù„Ø´Ø±Ù Ø§Ù„Ù…Ø¹Ù„Ù‰ والذكر الخالد والثناء الجميل ØŒ Ùˆ ØØ¶Ù‰ بالرضوان مع ØØ¨ÙŠØ¨ الله وخاتم رسله ØŒ ألا وهي « طوعة ».
ولو كنا النساء كمـن ذكرنـا
Ù„ÙØ¶Ù‘لت النساء علـى الرجال
Ùلا التأنيث باسم الشمس عيب
ولا التذكير ÙØ®Ù€Ø± للهلال
أصØÙŠØ أن امرأة تÙوق الرجال ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ والÙواضل؟ نعم أن ذلك لما أجنته ÙÙŠ أضالعها من طهارة Ø§Ù„Ù†ÙØ³ ØŒ وشر٠المنبت والولاء الصØÙŠØ لأهل هذا البيت ØŒ Ùقامت بما يرضى الله ØŒ ورسوله ÙˆÙŠØØ¨Ø°Ù‡ الشر٠والإنسانية ØŒ ويدعو إليه الخطر ØŒ والناس يتمايزون Ø¨Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ§Øª الكريمة والغرائز الطيبة والعمل الصالØ.
وماذا على « طوعة » وقد طاوعتها Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ على متابعة العقل واقتصاص أثر الدين وأداء أجر الرسالة بإيواء ابن عم سيد الشهداء وممثله Ø§Ù„ÙØ° ØŒ ÙØªØÙ„ّت بما ÙØªØÙ„ّت بما تخلّى عنه ذوو الهمم القاصرة والنÙوس Ø§Ù„Ø¶Ø¹ÙŠÙØ© والØÙ„وم الضئيلة ØŒ ÙØ´Ø¹ نورها بين هاتيك الظلم المدلهم كما شاع ذكرها ÙÙŠ الجوامع والزبر ØŒ ÙˆÙÙŠ ثنايا الØÙ‚ب والأجيال المتتالية Ùهي ØÙŠØ© بعمرها الثاني ØØªÙ‰ يسكنها الله تعالى الخلد Ù…ØØ¨ÙˆØ±Ø© ÙÙŠ جوار المصطÙÙ‰ ووصيه المرتضى.
قال المؤرخون : لما بقى مسلم ÙˆØØ¯Ù‡ يتلذذ ÙÙŠ أزقة Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© لا يدري إلى أين يتوجه انتهى به السير الى باب امرأة يقال لها طوعة ØŒ أم ولد كان للأشعث بن قيس أعتقها وتزوّجها أسيد Ø§Ù„ØØ¶Ø±Ù…ÙŠ Ùولدت له بلالا كان مع الناس ØŒ وكان هذه المرأة على الباب تنتظره Ùلما رآه مسلم (عليه السلام) استقاها ÙØ³Ù‚ته ÙØ¬Ù„س على الباب لا تطاوعه Ù†ÙØ³Ù‡ أن يبتدئها بطلب الإذن ÙÙŠ الدخول للدار ØŒ ولا يعر٠موضعا يؤيه من عادية الطاغي ØŒ ولا من يأخذ الى الخلص من ØµØØ¨Ù‡ والشوارع Ùيها Ø§Ù„ØØ±Øµ ØŒ وقد ÙØ±Ù‘Ù‚ الخو٠جل الناهضين معه.
ÙØ§Ù„ØªÙØªØª اليه قائلة : ألم تشرب؟ ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡Ø§ بصوت منكسر ÙˆØ²ÙØ±Ø§Øª متصاعدة : نعم قد شربت ØŒ قالت : إذا لماذا تذهب إلى أهلك؟ ÙØ³ÙƒØª عنها إذ لم يكن له أهل ولا يعر٠من يؤيه ØŒ ولكنها لم تقتنع بذلك لأنها امرأة مصونة متأن٠من وقو٠الأجنبي على بيتها Ùقالت له : إني لا Ø£ØÙ„ لك الجلوس هنا ولا ÙŠØµÙ„Ø Ù„Ùƒ.
ÙØ¹Ù†Ø¯Ù‡Ø§ رق وتلاين وقال : يا أمة الله مالي ÙÙŠ هذا المصر منزل ØŒ ولا عشيرة Ùهل لك الى أجر ومعرو٠ولعلي Ù…ÙƒØ§ÙØ¦Ùƒ به بعد هذا اليوم.
ÙØ§Ø³ØªÙزّنها هذه الكلمة الغالية لأن الأجر من أعمال الصالØÙŠÙ† والمعرو٠لا يكاÙÙŠ عليه إلا أهله Ùقالت مستÙهمة : وما ذاك؟ قال : أنا مسلم بن عقيل كذبني هؤلاء القوم وغرّوني. Ùلما سمعت باسمه شعرت بزلÙÙ‰ الأبد ØŒ وسعادة لا يتوÙّق لها إلا من أودع الله تعالى Ùيه نور الايمان ØŒ ÙØ£Ø¹Ø§Ø¯Øª عليه السؤال عن اسمه متأكدة ÙÙŠ Ø§Ù„ØØµÙˆÙ„ على الغاية الثمينة وقالت له : أنت مسلم؟ قال : نعم ØŒ ÙØ±ØØ¨Øª به وامتلأ قلبها سرورا Ø¨Ø§Ù„ØØ¶ÙˆØ© Ø¨Ø¶ÙŠØ§ÙØ© مثل داعية ابن الرسول (صلى الله عليه واله) وأدخلته بيتاً غير الذي يأوي اليه ابنها وعرضت عليه الطعام ÙØ£Ø¨Ù‰.
ولما واÙÙ‰ ابنها المنزل ورآها تكثر الدخول لذلك البيت استراب منه ÙØ§Ø³ØªÙهمها عنه ÙØ£Ø¹Ø±Ø¶Øª ÙˆØ£Ù„Ø Ø¹Ù„ÙŠÙ‡Ø§ ØŒ Ùلم تخبره إلا بعد أن أخذت عليه العهود أن لا يعلم Ø£ØØ¯Ø§ بما ÙÙŠ البيت ØŒ ÙØ¨Ø§Øª الغلام ÙØ±ØØ§ بجائزة ابن زياد (1).
مسلم ÙÙŠ اليوم الثاني :
كانت هذه الليلة أطول ليلة مرت على مسلم (عليه السلام) يرقب آناءها ويعدد دقائقها وثوانيها ØŒ ينظر بعين البصيرة الى زوايا البيت وهو يعلم أنه مأتي لا Ù…ØØ§Ù„Ø© ولكن كي٠يؤتى ومن أين يتوقع الهجوم عليه ØŒ ÙˆÙƒÙŠÙ ÙŠØ¯Ø§ÙØ¹ ولا يبصر إلا ناØÙŠØ© ÙˆØ§ØØ¯Ø© شدّ إليها Ø§Ù„Ø±ØØ§Ù„ منذ خرج من المدينة بأمر السبط الشهيد ØŒ ألا وهي إظهار الدعوة إلى ØÙكم الكتاب المجيد وسنة الرسول وانقاذ الأمة من مخالب الضلال وتعريÙها سبيل الرشد من الغي ØŒ ومما رؤياه عمه أمير المؤمنين ÙÙŠ المنام يقول له :
« أنت معي غدا ÙØ§Ù„عجل العجل (2) ».
ÙØ¹Ø±Ùت Ù†ÙØ³Ù‡ المطمئنة الملهمة أن ÙÙŠ ØµØ¨Ø§Ø Ù‡Ø°Ù‡ الليلة اللقاء والÙناء الذي Ùيه البقاء الأبدي ØŒ Ùلم تبعثه Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© إلا إلى النشاط والبسالة والوثوق بازو٠الموعد.
Ùلما انÙلق عمود Ø§Ù„ÙØ¬Ø± ÙˆØ§Ù†ÙØªÙ„ من صلاته ودعائه ونواÙله تأهب لمجاهدة من مرق عن الدين وأعرض عن وصايا النبي ÙÙŠ أهله وذويه وقال لطوعة : « قد اديت ما عليك من البر ÙˆØ§Ù„Ø¥ØØ³Ø§Ù† ØŒ وأخذت نصيبك من Ø´ÙØ§Ø¹Ø© رسول الله » وقص عليها الرؤيا (3).
أما ابن العجوز ÙØ°Ù‡Ø¨ الى القصر وأعلم عبدالرØÙ…Ù† بن Ù…ØÙ…د بن الأشعث بمكان مسلم (عليه السلام) ÙÙŠ بيتهم ØŒ ÙØ£Ø®Ø¨Ø± عبدالرØÙ…Ù† أباه ØŒ ÙˆÙˆØ¶Ø Ø§Ù„Ø£Ù…Ø± لابن زياد ØŒ ÙØ¯Ø¹Ø§ الغلام وطوقه بطوق من ذهب (4) وأمر ابن الأشعث أن يذهب اليه ÙÙŠ سبعين من قيس ليأتيه به.
Ùلما سمع مسلم (عليه السلام) وقع ØÙˆØ§Ùر الخيل ولغط الرجال علم أن هذا طليعة الشر (5) ØŒ ÙØ®Ø±Ø¬ اليهم بجأش طامن ØŒ وجنان راسخ بهضب يهزأ الرواسي ÙˆØØ´Ùˆ الردى منه ÙØ±ÙˆØ³ÙŠØ© وشجاعة ØŒ وملء اهابه بشر ومسرة ÙØ§Ø³ØªÙ‚بلهم كمي آل أبي طالب ÙÙŠ جØÙÙ„ مجر من عزمه ØŒ أو ØØ´Ø¯ لهام من بأسه والقوم سبعون دارعا وهو ÙˆØ§ØØ¯ ÙÙŠ ذلك المأزق Ø§Ù„ØØ±Ø¬ من نواØÙŠ Ø§Ù„Ø¨ÙŠØª Ùلم ÙŠÙØªØ£ÙˆØ§ يرجÙوا عليه الدار وهو يكردهم غير مكترث بعددهم ولا بعدّتهم.
الا تعجب من مكثور أطلعت عليه أعداؤه ØÙŠØ« لا متسع Ùيه لكر أو ÙØ± ÙÙŠ مضائق الشوارع ومرتبك الأزقة ÙˆØ§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø ÙŠØ¤Ù„Ù…Ù‡ والعطش يرمضه ØŒ وهناك جلبة الصاخبين وتشجيع المنشطين ØŒ وهلهلة النساء كما يقتضيه طبع Ø§Ù„ØØ§Ù„ عند العرب ØŒ وهم على يقين بالمدد أن أعزوتهم القوة.
ÙˆØµØ±ÙŠØØ© الهاشميين خالي من ذلك كله ØŒ ولكن سل القوم والموق٠كما وصÙناه ØŒ هل ألم بابن عقيل خور ØŒ أو داخله ÙØ±Ù‚ ØŒ أو ÙØªØ±Øª منه عزيمة ØŒ أو تثبّط من إقدام؟ لا ومن ترك «Ø§Ù„جديدين» يرتّلان صØÙŠÙته البيضاء على رؤوس الأجيال ØØªÙ‰ يرث الله الأرض ومن عليها.
ولم يشعروا أهو مسلم ينساب عليهم بصارمه الذكر ØŒ أو عمه أمير المؤمنين يشق الصÙو٠ويطرد الألو٠، أو أن زورعة الØÙ…ام أخذتهم من نواØÙŠÙ‡Ù… Ùقتل من السبعين أربعين وهو يرتجز (6) :
هو الموت ÙØ§ØµÙ†Ø¹ ويك ما أنت صانع
ÙØ£Ù†Øª بكـأس الموت لاشك جـارع
ÙØµØ¨Ù€Ø±Ø§ لأمر الله جل جلاله
ÙØÙƒÙ… قضاء الله ÙÙŠ الخلـق ذايع
وكان من قوته يأخذ الرجل من Ù…ØØ²Ù…Ù‡ ويرمي به Ùوق البيت ØŒ (7) والمرأة الطاهرة « طوعة » ØªØØ±Ù‘ضه على القتال (8) ÙØ§Ø¶Ø·Ø±Ù‡Ù… البؤس واليأس من Ø§Ù„Ø¸ÙØ± الى الاستمداد ØŒ ÙØ£Ù†Ùذ ابن الأشعث الى ابن مرجانة يستمدّه الرجال ÙØ¨Ø¹Ø« اليه : إنا أرسلناك الى رجل ÙˆØ§ØØ¯ لتأتينا به ÙØ«Ù„Ù… ÙÙŠ Ø£ØµØØ¨Ø§Ùƒ هذه الثلمة Ùكي٠لو أرسلناك الى غيره؟ (9)
ÙØ£Ø±Ø³Ù„ إليه ابن الأشعث : « أيها الأمير أتظن أنك أرسلتني الى بقّال من بقّالي Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ أو جرمقان من جرامقة الØÙŠØ±Ø©ØŸ وإنما وجّهتني الى سي٠من أسيا٠مØÙ…د بن عبدالله » ÙØ£Ù…ده بخمسمائة ÙØ§Ø±Ø³ (10).
إن ابن مرجانة يعجب من هذه البسالة الطالبية وما لهم من القسط Ø§Ù„Ø£ÙˆÙØ± منها ØŒ ولا تزال أنباء مواقÙهم ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ ترنّ ÙÙŠ مسامعه كما أن صداها لم ينقطع عن اذن الدهر ومسامع الأجيال والاندية تلهج Ø¨ØØ¯ÙŠØ« النبي :
« لو ولد الناس كلهم أبوطالب لكانا * شجعانا » (11)
لكنّ طيش الملك وغرور Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…ية أخذا به الى Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØ®ÙØ§Ù بسرّي مضر من أنه ÙˆØ§ØØ¯ Ùكي٠يثلم ذلك الجمع.
نعم هو ÙˆØ§ØØ¯ بالذات كثير ÙÙŠ العزم والبأس.
ÙØªØ¬Ù…هروا عليه من كل الجهات وصرخة آل أبي طالب لا يكترث بجمعهم ولم ترعه كثرتهم ØŒ ÙØ£ÙˆÙ‚ع Ùيهم الموت الزوام ØŒ واختل٠هو وبكير بن ØÙ…ران الأØÙ…ري بضربتين ØŒ ضرب بكير ÙÙ… مسلم Ù€ (عليه السلام) Ùقطع Ø´ÙØªÙ‡ العليا وأسرع السي٠الى السÙلى ونصلت لها ثنيّتان ØŒ وضربه مسلم على رأسه ضربة منكرة ØŒ واخرى على ØØ¨Ù„ العاتق كادت أن تطلع الى جوÙÙ‡ (12) Ùمات منها (13).
وأخذ يقاتلهم ÙˆØØ¯Ù‡ ÙÙŠ ذلك المجال الضيّق ØØªÙ‰ أكثر القتلى والناس من أعلى Ø§Ù„Ø³Ø·ÙˆØ ÙŠØ±Ù…ÙˆÙ†Ù‡ Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© ØŒ ويقلبون عليه القصب المضرم بالنار (14) وهو يرتجز ÙÙŠ ØÙ…لاته (15) :
أقسمت لا أقتـل إلا ØÙ€Ø±Ø§
وإن رأيت الموت شيئا نكرا
كل امرئ يوما ملاق شـرا
ويخلط البـارد سخنا مـرا
رد شعاع Ø§Ù„Ù†ÙØ³ ÙØ§Ø³ØªÙ‚ـرا
أخـا٠أن أكـذب أو أغرا
ولمّا أثخنته Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø ÙˆØ£Ø¹ÙŠØ§Ù‡ نز٠الدم استند الى جنب تلك الدار ÙØªØØ§Ù…لوا عليه يرمونه بالسهام ÙˆØ§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© Ùقال :
« ما لكم ترموني Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© كما ترمى Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ø± وأنا من أهل بيت الأنبياء الأبرار ألا ترعون ØÙ‚ رسول الله ÙÙŠ عترته (16) ».
ÙˆØÙŠØ« أعوزتهم الØÙŠÙ„ والدابير Ø§Ù„ØØ±Ø¨ÙŠØ© لالقاء القبض عليه أو التوصل الى قتله ØŒ أو ØªØØ±Ù‘ÙŠ منجاة من سيÙÙ‡ الرهي٠قابلوه بالأمان عساه يك٠عن القتال Ùيتسنى لهم بعض ما يرومونه ØŒ Ùقال له ابن الأشعث : أنت آمن ØŒ إلا عبيد الله بن العباس السلمي ÙØºÙ†Ù‡ تنØÙ‰ وقال : لا ناقة لي ÙÙŠ هذا ولا جمل (17).
أما ابن عقيل (عليه السلام) Ùلم ØªÙØªÙ‡ خيانتهم ونقضهم العهود وأنهم لايرقبون ÙÙŠ مؤمن إلا ولا ذمة Ùلم يعبء بأمانهم Ùقال : « لا والله لا أؤسر وبي طاقة ØŒ لايكون ذلك أبداء » ÙˆØÙ…Ù„ على ابن الأشعث Ùهرب منه ØŒ ثم تكاثروا عليه وقد اشتد به العطش ÙØ·Ø¹Ù†Ù‡ رجل من خلÙÙ‡ ÙØ³Ù‚Ø· الى الأرض وأسر (18).
وقيل : أنهم عملوا ØÙيرة وستروها بالتراب وانكشÙوا بين يديه ØØªÙ‰ إذا وقع Ùيها أسروه (19).
ولما أركبوه البغلة وانتزعوه سيÙÙ‡ دمعت عينه ØŒ Ùقال له عمرو بن عبيدالله بن العباس السلمي : ان الذي يطلب مثل الذي تطلب اذا نزل به مثل ما نزل بك لم يبك٠، Ùقال (عليه السلام) :
« ما على Ù†ÙØ³ÙŠ Ø£Ø¨ÙƒÙŠ ولكن أبكي لأهلي المقبلين اليكم ØŒ أبكي Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† وآل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (20). »
تÙيدنا هذه الجملة درسا آخر من Ù†ÙØ³ÙŠØ© مسلم وقوة ايمانه وثبات جأشه وقداسة Ù†ÙØ³Ù‡ Ø› ÙØ§Ù† هذا البكاء لم يكن لجروØÙ‡ الدامية أو عطشه Ø§Ù„Ù…Ø¨Ø±Ø Ù„Ù…Ø§ ألم به من الضرب والطعن وهو ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ مكثورة وأنه سو٠يؤدّي به الظلوم الغاشم ÙÙŠ منتأى عن أهله وولده.
لكن الذي أبكاه أمام ذلك الجمع Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø±Ø¨ أمر ديني وطاعة للمولى نظير الغاية التي Ø£ÙˆÙ‚ÙØªÙ‡ هذا الموق٠وهو ما سيجري على ØØ¬Ø© الوقت الواجب على العباد الإنقياد له والخضوع لأمره ØŒ وان سيد شباب أهل الجنة سيرد هذا المورد متى ØÙ„Ù‘ بين ظهراني أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© الطغاة وهو لا يريد أن تشوك سيدة شوكة ولا يستهين أن يصيبه أي أذى ØŒ وإنما وق٠هذا Ø§Ù„Ù…ÙˆÙ‚Ù Ù„Ù„ØØµÙˆÙ„ على مرضاة إمامه والدعوة إليه والذّب عنه ØŒ ولم ÙŠØ¨Ø±Ø Ù‡Ø°Ù‡ نواياه ØØªÙ‰ نسي Ù†ÙØ³Ù‡ ولم ينس أبي الضيم (عليه السلام) ÙØ·ÙÙ‚ يبكي لما يصيبه وهو مرتثّ Ø¨Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø ÙˆÙÙŠ آخر رمق من الØÙŠØ§Ù‡ الله من شهم سيط الإيمان بلØÙ…Ù‡ ودمه ØŒ وعاد مزيج Ù†ÙØ³Ù‡ الكريمة.
ÙˆÙÙŠ نص سبط ابن الجوزي : أن ابن الأشعث سلب مسلم بن عقيل درعه وسيÙÙ‡ Ùقال بعض الشعراء يؤنّبه على ÙØ¹Ù„ته هذه وتركه نصرة هاني (21) :
وتركت عمك لم تقاتل دونه
ÙØ´Ù„ا ولـوا أنت كان منيعا
وقتلت ÙˆØ§ÙØ¯ آل ØØ²Ø¨ Ù…ØÙ…د
وسلبت أسياÙـا له ودروعا
ولمّا جيء به الى القصر تساند الى Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø· وقد أخذ الضع٠لنز٠الدم وشدة الظماء ÙØ±Ø£Ù‰ قلة مبردة ÙØ·Ù„ب منها ما يبلّ غلّته ØŒ Ùقال له مسلم بن عمرو الباهلي : أتراها ما أبردها لا تذوق منها قطرة ØØªÙ‰ تذوق الØÙ…يم ÙÙŠ نار جهنم!
Ùكبرت هذه الكملة على ابن عقيل أن تصدر من رجل يدّعي الإسلام ويتشهّد الشهادتين ثم لا ØªØ³Ù…Ø Ù†ÙØ³Ù‡ يبذل الماء الذي هو Ù…Ø¨Ø§Ø Ù„Ø¹Ø§Ù…Ø© الØÙŠÙˆØ§Ù†Ø§Øª ولا يمنع منه ØØªÙ‰ Ø§Ù„ÙƒØ§ÙØ± ØŒ والشريعة تنادي باعلا صوتها :
« الناس شرع سواء ÙÙŠ الماء والنار والكلاء »
ثم أي رجل ÙŠØÙ…Ù„ أقل شيء من Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø·ÙØ© يشاهد إنسانا بتلك Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© المشجية ثم يضن عليه بشربة من ماء ØŒ أنه لخارج عن Ø§Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ البشرية ومستوى الانسانية.
ومن هنا تعجب مسلم (عليه السلام) واستÙهم عن ØØ³Ø¨Ù‡ Ùقال له : من أنت؟ قال : أنا ابن من عر٠الØÙ‚ إذ أنكرته ØŒ ÙˆÙ†ØµØ Ù„Ø¥Ù…Ø§Ù…Ù‡ إذ غششته ØŒ وسمع وأطاع إذ عصيته ÙˆØ®Ø§Ù„ÙØªÙ‡ ØŒ أنا مسلم بن عمرو الباهلي!
Ùقال ابن عقيل :
« لامك الثكل ما Ø£Ø¬ÙØ§Ùƒ ÙˆØ£ÙØ¸Ù‘Ùƒ وأقسى قلبك وأغلظه أنت يا ابن باهلة أولى بالØÙ…يم والخلود ÙÙŠ نار جهنم. »
وعلى هذا الØÙˆØ§Ø± بعث عمرو بن ØØ±ÙŠØ« غلاما له يدعي سليما ÙØ£ØªØ§Ù‡ بالماء (22) ÙˆÙÙŠ نص آخر أرسل عمارة بن عقبة بن أبي معيط غلامه قيسا وأتاه بالماء (23) وهل شرب ابن عقيل من الماء ÙيخÙ٠من الغلوب ÙˆÙŠØ·ÙØ¦ أوار الظمأ؟ لا! ÙØ¥Ù†Ù‡ كلما أدنا Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø Ù…Ù†Ù‡ امتلأ دما للضربة التي على Ø´ÙØªÙŠÙ‡ ØŒ ÙˆÙÙŠ الثالثة امتلأ دما وسقطت ÙÙŠ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø Ø«Ù†Ø§ÙŠØ§Ù‡ ÙØªØ±ÙƒÙ‡ وقال :
« لو كان من الرزق المقسوم لشربته (24) »
وهذا من أشد تمكن القداسة ÙÙŠ ذاته الملكوتية التي هي قطعة ذلك الجامع المنبسط على رجالات بيت الوØÙŠ ØŒ وهو Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø·Ù‡Ø§Ø±Ø© والعصمة عن الرذائل. ÙØªÙ„Ùƒ ذات لم تمازجها دنيّة ولا ألمّت بها ضعة ولا وصمت برذيلة ÙØ±Ø§Ù‚ داعية السبط الشهيد (عليه السلام) أن لا يعلق به شيء لا يتÙÙ‚ مع عنصره الزاكي وذاته المطهرة ولم يقاربه طيلة عمره ØŒ ألا وهو شرب الماء المشوب بالدم وان كان يجوز له ذلك.
لأن الله تعالى اختار لهذه النÙوس القدسية Ø§Ù„Ù…ØªÙØ§Ù†ÙŠØ© ÙÙŠ نيل مرضاته الداعية الى كلمته وبرهانه ØØªÙ‰ قاست ما لا يدركه العقل من كوارث ومØÙ† ÙÙŠ سبيل طاعته أشر الموت وهو القتل ممنوعين من الورود لتكون Ø§Ù„ØØ¬Ø© ألزم على اولئك المتمرّدين على قدس المولى Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ الخارجين على ØØ¯ÙˆØ¯ سننه وتعاليمه.
__________________
1) مقاتل الطالبيين ص41 إيران.
2) Ù†ÙØ³ المهموم ص56 عن كامل البهائي.
3) Ù†ÙØ³ المهموم ص56.
4) رياض المصائب ص265.
5) مقاتل الطالبيين ص41.
6) مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 212.
7) Ù†ÙØ³ المهموم ص 57.
8) رياض المصائب ص 265.
9) مقتل Ù…ØÙ…د بن أبي طالب.
10) رياض المصائب ص 266.
* كذا ÙÙŠ المتن ولكن الصØÙŠØ لكانوا بدل لكانا.
11) غرر الخصائص للوطواط ص 17 ÙÙŠ باب ØÙظ الجوار.
12) الطبري ج6 ص210.
13) مقتل الخوارزمي.
14) ابن الأثير ج4 ص13.
15) ÙÙŠ اللهو٠ص30 صيدا ØŒ الأبيات Ù„ØÙ…ران بن مالك النخعي قالها يوم القرم ØŒ وعند ابن نما « القرن » ويشهد له ما ÙÙŠ المعجم مما استعجم ج3 ص1068 قرن اسم جبل كانت Ùيه وقعة Ù„ØºØ·ÙØ§Ù† على بني كنانة Ùهو يوم قرن ØŒ ÙˆÙÙŠ تاج العروس ج9 ص310 يوم أقرن كاملس يوم Ù„ØºØ·ÙØ§Ù† على بني عامر ÙˆÙÙŠ معجم البلدان ج7 ص64 قرن اسم جبل كانت به وقعة لبني قرن على بني عامر بن صعصعة ØŒ ÙˆÙÙŠ نهاية الارب للقلقشنديّ ص321 بنو ÙØ±Ù† بطن من مراد وهم بنو قرن ابن رومان بن ناجية بن مراد منهم أو يس القرني الشهور.
16) مناقب ابن شهر آشوب ج2 ص212.
17) ابن الأثير ج4 ص13.
18) ابن شهر آشوب ÙÙŠ المناقب ج2 ص212.
19) المنتخب للطريØÙŠ.
20) تاريخ الطبري ج6 ص211.
21) تذكرة الخواص ص139.
22) الإرشاد للشيخ المÙيد.
23) الطبري ج6 ص211.
24) المصدر ص212.