كان هاني بن عروة بن نمران بن عمرو بن قعاص يغوث بن مخدش بن عصر بن غنم بن مالك بن عو٠بن منبه بن عطي٠المرادي العطيÙÙŠ (1) من Ø£Ø´Ø±Ø§Ù Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© (2) ØŒ وقرائها (3) ØŒ وله منزلة ÙÙŠ المصر ØŒ ولبيته ÙÙŠ العشيرة منعة ØŒ (4) وله الزعامة الكبرى ÙÙŠ مراد ØŒ يركب ÙÙŠ أربعة آلا٠دارع وثمانية آلا٠راجل ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§ تلاها Ø£ØÙ„اÙها من كندة ركب ÙÙŠ ثلاثين Ø£Ù„ÙØ§ (5) ولازم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ÙØ§Ø³ØªÙاد منه آدابا ØŒ (6) ÙˆØØ¶Ø± معه ÙÙŠ ØØ±ÙˆØ¨Ù‡ الثلاثة وأبلى بلاء ØØ³Ù†Ø§ (7) ÙˆÙÙŠ يوم الجمل كان يرتجز :
يا لك ØØ±Ø¨ ØØ´Ù‘ها جمالها
قائدة ينقصها ضلالها
هذا علي ØÙˆÙ„Ù‡ أقيالها (8)
وأدرك النبي (9) وله يوم قتله بضع وتسعون سنة (10).
ولسيدنا Ø¨ØØ± العلوم الطباطبائي كلام ضا٠ÙÙŠ ترجمته ÙÙŠ « رجاله » وقد أغرق نزعا ÙÙŠ إثبات جلالته ÙˆØ§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عنه ØŒ والجواب عما قيل Ùيه ØŒ وتابعه على رأيه السديد السيد المØÙ‚Ù‚ الأعرجي ÙÙŠ « عدة الرجال » وكل من تعرض له من علماء الرجال ØŒ ذكره مترØÙ…ا ومترضيا عليه ØŒ وبالغ شيخنا Ø§Ù„ØØ¬Ø© الشيخ عبد الله المامقاني ÙÙŠ « ØªÙ†Ù‚ÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø§Ù„ » بترجمته ÙÙŠ مدØÙ‡ والثناء عليه ØŒ Ùˆ واÙقه المØÙ‚Ù‚ الشيخ عباس القمي.
وذكر Ù…ØÙ…د بن المشهدي من أعيان القرن السادس ØŒ والشري٠النقيب رضي الدين ابن طاووس ÙÙŠ مزاريهما زيارة خاصة تزار ÙÙŠ مشهده ØŒ ÙˆÙيها وصÙÙ‡ « بالعبد Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù†Ø§ØµØ Ù„Ù„Ù‡ ولرسوله ولأمير المؤمنين ÙˆØ§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† : » والشهادة بأنه قتل مظلوما وأنه لقسا لله تعالى وهو راض عنه بما ÙØ¹Ù„ ÙˆÙ†ØµØ ØŒ وأنه بلغ درجة الشهداء السعداء بما Ù†ØµØ Ù„Ù„Ù‡ تعالى ولرسوله (عليه السلام) مجتهدا وبذل Ù†ÙØ³Ù‡ ÙÙŠ ذات الله ومرضاته ثم الترØÙ… عليه ».
ثم ذكرا بعد الزيارة صلوتها ودعاء الوداع ØŒ وزاد ابن المشهدي « تقبيل القبر ».
ÙˆØÙŠØ« أنهما ذكرا ÙÙŠ مزاريهما أن ما أودعاه ÙÙŠ كتابيهما على الوجة الذي ظهر لهما من الروايات يتجلّي لنا أن هاتيك الآداب مأثورة عن أهل بيت العصمة وجلالة هذين العلمين تÙيدنا القطع بعثورهما على أثر ØØ§ÙƒÙ… بذلك العمل الخاص ØØªÙ‰ لو لم ينصّا ÙÙŠ الكتاب على ما ØØµÙ„ لديهما من جهة الرواية وإلا لتسرّب الى نقلهما شبة البدعة ÙÙŠ الدين ØŒ وهؤلاء الأعلام ÙÙŠ المذهب لا يتورّطون ÙÙŠ البدعة التي لا تقال عثرتها. إذا ÙÙÙŠ قولهما Ø§Ù„ØØ¬Ø© البالغة.
ولو سلمنا عدم الورود Ùلا أقل من أن يكون كلامهما ÙÙŠ ØÙ‚Ù‡ كشهادة من تقدم من علماء الرجال من أن الرجل متØÙ„ÙŠ بتلكم Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ ØŒ ولو كان لهما كتب ÙÙŠ الرجال لاتخذها العلماء من الأصول المسلّمة التي يعوّل عليها ÙÙŠ هذا العلم إذ لم يقصر قولهما عن سائر الكتب ÙÙŠ تمييز الرجال وبيان Ø§Ù„Ù…Ù…Ø¯ÙˆØ ÙˆØ§Ù„Ø«Ù‚Ø© منهم كما أن وقولهما ÙÙŠ غير هذا العلم ØØ¬Ø© قوية يركن اليه ويستشهد به.
ثم يكÙينا ÙÙŠ القناعة Ø¨ÙØ¶Ù„ الرجل وجلالة مقامه عند آل الرسول ترØÙ… سيد الشهداء عليه ÙØ¥Ù†Ù‡ (عليه السلام) لما نزل « الثعلبية » ممسيا أخبر بقتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وأنهما Ø³ÙØØ¨Ø§ من أرجلهما ÙÙŠ الأسواق قال (عليه السلام) : « إنا لله وإنا إليه راجعون رØÙ…Ø© الله عليهما » ردد ذلك مرارا (11).
واذا كان ترØÙ… الإمام Ø§Ù„ØØ¬Ø© الواق٠على Ù†ÙØ³ÙŠØ§Øª الرجال ومقادير أعمالهم على شخص يعد تزكية له وشهادة منه ÙÙŠ نزاهته وطهارته ØŒ وأنه مضى Ù…ØÙ…ود الطريقة متبعا للØÙ†ÙŠÙية البيضاء ÙØ£ÙŠ Ø±Ø¬Ù„ مثل هاني بن عروة يقرنه سيد شباب أهل الجنة بنائبه الخاص ÙˆØ®Ù„ÙŠÙØªÙ‡ ÙÙŠ ذلك المصر المثبت له ÙÙŠ صك الولاية شر٠الأخوّة له والوثاقة ÙÙŠ الأمور وأنه Ù…ÙØ¶Ù‘Ù„ عنده من أهل بيته ويترØÙ‘Ù… عليه كما ترØÙ… على ابن عمه وداعيته.
ان هذا الترØÙ… من أبي عبد الله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) وشهادة أولئك الأعلام تنم عن أن « ابن عروة » كان على Ø£Ø±ÙØ¹ منصّة من الإيمان ومن الراسخين ÙÙŠ ولاء العترة الطاهرة ØŒ وأن ما قام به من إتمام البيعة لمسلم (عليه السلام) ÙÙŠ داره وجمع العتاد والأخذ بالتدابير اللازمة Ù„ØØ§Ùز ديني وإيمان بأجر الرسالة المرغوب Ùيه لسيد النبيين وخاتم Ø§Ù„Ø±ÙØ³Ù„ أجمع.
ولم يزل يلاقي ÙÙŠ ذلك المØÙ† والكوارث ØØªÙ‰ أودي به شهيدا ÙÙŠ سبيل نصرة ابن عم رسول الله ØŒ وهو الذي شارك شريك الأعور ÙÙŠ التدبير لقمع جذور Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ بقتل الدعي ابن مرجانة لكن القدر ØØ§Ù„ دون ما يريدون.
ومن أمعن النظر ÙÙŠ سيرته من كتب التواريخ والمقاتل ولا سيما ÙÙŠ رجال آية الله لسيد Ø¨ØØ± العلوم الطباطبائي يزداد بصيرة Ùيما قلناه. وهناك تعر٠أن ما تشدّق به ابن أبي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ من ØÙƒØ§ÙŠØ© أخذه البيعة « ليزيد » من الأقاصيص التي لانعر٠سندها ولا من جاء بها ØŒ أراد به تشويه مقام هذا الرجل العظيم Ø§Ù„Ù†Ø§ØµØ Ù„Ø£Ù‡Ù„ البيت ØØªÙ‰ آخر Ù†ÙØ³ Ù„ÙØ¸Ù‡ ØŒ ومما يزيد ÙÙŠ وهنه إعراض أرباب الÙÙ† من المنقبين ÙÙŠ الآثار عن ذلك والقصة بمرأى منهم.
وكان السبب ÙÙŠ انتقال مسلم الى داره أنه لما بلغه خطبة ابن زياد ووعيده ØŒ وظهر له ØØ§Ù„ الناس ØŒ ÙˆÙØ±Ù‚هم من ابن زياد خا٠أن يؤخذ غيلة ÙØ®Ø±Ø¬ من دار المختار بعد العتمة الى هذا الزعيم الكبير لعلمه بمكانته ÙÙŠ المصر وشرÙÙ‡ ÙÙŠ العشيرة ØŒ وأنه مهاب الجانب أكثر من المختار مع ولائه الصميم وعقيدته الراسخة ونصرته الصادقة ØŒ Ùلاقاه هاني بكل ترØÙŠØ¨ ØŒ وعلم أن تشري٠ابن عقيل Ù…ØÙ„Ù‡ يعود عليه بأسمى السعادتين اما ØÙŠØ§Ø© مع ابن Ø§Ù„Ù…ØµØ·ÙØ© أو شهادة طيبة ودرجات عالية مع النبي الأقدس.
وستعر٠ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØµÙ„ الآتي من ØÙظ الجوار المراد من قوله لابن مرجانة آتيك بضيÙÙŠ وجاري Ù€ الخ.
ونزل مع مسلم ÙÙŠ دار هاني شريك بن عبد الله الأعور Ø§Ù„ØØ§Ø±Ø«ÙŠ Ø§Ù„Ù‡Ù…Ø¯Ø§Ù†ÙŠ البصري وكان من كبار شيعة علي (عليه السلام) بالبصرة جليل القدر من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù†Ø§ شهد معه صÙين ØŒ وقاتل مع عمار بن ياسر ولشرÙÙ‡ وجاهه ولآه معاوية كرمان وكانت له مواصلة مع هاني.
ولشريك Ù…ØØ§ÙˆØ±Ø© مع معاوية تنم عن قوة جنان وذرب لسان ØŒ وان المال مهما تكثر من معاوية لا يغويه ØŒ Ùيخضع له Ø› دخل على معاوية وكان ذميما Ùقال له معاوية : إنك لذميم والجميل خير من الذميم ØŒ وإنك لشريك وليس لله شريك ØŒ وإنك لأعور والصØÙŠØ خير من الأعور Ùكي٠سدت قومك؟
Ùقال له شريك : وإنك لمعاوية وما معاوية إلا كلبة عوت ÙØ§Ø³ØªØ¹ÙˆØª لها الكلاب وإنك ابن ØØ±Ø¨ والسلم خير من Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ØŒ وإنك ابن صخر والسهل خير من الصخر ØŒ وانك ابن أمية وأمية غلا أمة صغّرت Ùكي٠صرت أمير المؤمنين ØŒ وخرج منه يقول :
أيشتمÙني معاوية بن ØÙ€Ø±Ø¨
وسيÙÙŠ صـارم ومعي لساني
ÙˆØÙˆÙ„ÙŠ من بني يزين ليوث
ضراغمـة تهش الى الطعان
يعير بالدمامة مـن Ø³ÙØ§Ù‡
وربّـات الخدور من الغواني
ذوات Ø§Ù„ØØ³Ù† والرئبال جÙهم
شتيـم وجهـه ماضي الجنان.
____________
1) الاصابة بترجمة عروة المرادي.
2) الأخبار الطوال ص235.
3) الأغاني ج14 ص95.
4) الطبري ج6 ص213.
5) مروج الذهب ج2 ص89.
6) تاريخ ابن عساكر.
7) ذخيرة الدارين ص278.
8) مناقب ابن شهر آشوب ج1 ص614.
9) الإصابة بترجمة هاني.
10) الإصابة لابن ØØ¬Ø± بترجمته.
11) الطبري ج6 ص225.