تقيض مسلم (عليه السلام) لما ندبه اليه أبو عبدالله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) من ØÙ…Ù„ أعباء النيابة الخاصة ومعه صك الولاية أو Ø§Ù„Ø´Ø±Ù Ø§Ù„ÙˆØ¶Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ø³Ø¤Ø¯Ø¯ الخالد ÙØ®Ø±Ø¬ من مكة للنص٠من شهر رمضان (1) على طريق المدينة وإذ وصلها صلى ÙÙŠ مسجد الرسول وزار بقعته المقدسة (2) Ùˆ وذعه الوداع الأخير ØŒ وجدد هنا لك المواثيق المؤكدة على ما انطوت عليه أضالعه من التضØÙŠØ© ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ§Ø¯Ø§Øª دون Ø¥ØØ¯Ù‰ Ø§Ù„ØØ³Ù†ÙŠÙŠÙ† الØÙŠØ§Ø© السعيدة أو الخلود بالذكر المؤبد بمرضاة رب العالمين ØŒ ثم ودّع أهله ÙˆØ³Ø§ÙØ± إلى العراق ومعه قيس بن مسهر الصيداوي وعمارة بن عبدالله السلوي وعبدالرØÙ…Ù† بن عبدالله الأزدي (3) مع دليلين استأجرهما من قيس يدلانه على الطريق (4).
ولم يأخذ الطريق الجدد إلا وألق الØÙ‚ معه ولم يهبط الى واد إلا وعبق الصدق ÙŠØµØØ¨Ù‡ ومزيج Ù†ÙØ³Ù‡ شهامة من قومه وبسالة من عمه أمير المؤمنين (عليه السلام) وعزيمة ممن شرÙÙ‡ بالولاية والنيابة عنه سيد الشهداء ØŒ وأنه لا يرى الموت دون الØÙ‚ إلا سعادة والØÙŠØ§Ø© مع الضالمين إلا برما.
وبينا هو يسير الى قصده الأسنى إذ ضل الدليلان عن الطريق ÙØªØ§Ù‡ÙˆØ§ ÙÙŠ البر واشتدّ بهم Ø§Ù„ØØ± والعطش ولم يستطع الدليلان ØØ±Ø§ÙƒØ§ ولكن بأن لهما سنن الطريق Ùقالا لمسلم عليك بهذا السمت ÙØ§Ù„زمه لعلك تنجو ØŒ ÙˆØÙŠØ« أنه لم يسعه ØÙ…لهما للتوصل الى النجاة لأنهما على وشك الهلاك وغاية ما ÙˆØ¶Ø Ù„Ù„Ø¯Ù„ÙŠÙ„ÙŠÙ† العلائم Ø§Ù„Ù…ÙØ¶ÙŠØ© الى الطريق لا الطريق Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ ولم تكن Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§ÙØ© بينهم وبين الماء معلومة وليس لهما طاقة على الركوب Ø¨Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù…ا ولا مردÙين مع آخر وبقاء مسلم (عليه السلام) معهما إلى منتهى الأمر ÙŠÙØ¶ÙŠ Ø§Ù„Ù‰ هلاكه ومن معه Ùكان الواجب المؤكد التØÙظ على النÙوس Ø§Ù„Ù…ØØªØ±Ù…Ø© بالمسير لأدراك الماء Ùلذلك تركهما ÙÙŠ المكان (5).
ومضى على الوص٠ومات الدليلان عطشا ÙˆØ£ÙØ¶Ù‰ مسلم إلى الماء ÙØ£Ù‚ام به وهذا الموضع (6) يعر٠بالمضيق من بطن الخبت (7).
وكتب الى Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) مع رسول استأجره من أهل هذا الموضع يعرÙÙ‡ خبر الدليلين وأنه ينتظر أمره.
وهنا نستÙيد منزلة عالية لمسلم ÙÙŠ التقوى والورع ÙÙŠ أمر الدين وأنه لا يتخطى رأي ØØ¬Ø© الوقت ÙÙŠ ØÙ„Ù‡ ومرتØÙ„Ù‡ وإنما كتب الى إمامه بهذه Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© لأنه Ø§ØØªÙ…Ù„ أن يكون هذا Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø« يغير رأي الإمام ÙØªÙˆÙ‚٠عن المسير ليرى ما عنده ويكون على بصيرة ÙÙŠ Ø¥Ù†ÙØ§Ø° أمره.
ولما قرأ السبط الشهيد كتاب مسلم أمره بالمسير الى مقصده ØªØ¹Ø±ÙŠÙØ§ بأن هذه الأØÙˆØ§Ù„ لا تغير ما عزم عليه من إجابة طلب الكوÙيين وقد ملاؤ الأجواء Ù‡ØªØ§ÙØ§ بأنهم لا إمام
لهم غيره ينتظرونه ليقيم ودهم Ùلو لم يجبهم تكون لهم Ø§Ù„ØØ¬Ø© عليه يوم نصب الموازين والإمام المنصوب من قبل الله تعالى لا يعمل عملا يسبّب اللّوم عليه.
__________
1) مروج الذهب ج2 ص6 / Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠØ´ÙŠ على مقامات Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ±ÙŠ Ø¬1 ص192.
2) تاريخ الطبري ج6 ص198.
3) كامل ابن الاثير ج4 ص9 ، والأخبار الطوال ص231.
4) الإرشاد للشيخ المÙيد.
5) استنبطنا ذلك مما ÙŠØÙ…له مسلم من القدسية التي تمنعه من ترك الأولى ÙØ¶Ù„ا عما يراد من الدين بل ما تقتضيه الإنسانية.
6) الأخبار الطوال ص232.
7) ÙÙŠ الطبري ج6 ص198 ØŒ وابن الأثير ج4 ص9 الخبيت بالخاء المعجمة والباء Ø§Ù„Ù…ÙˆØØ¯Ø© ثم المثناة من ØªØØª وبعدها المثناة من Ùوق ØŒ ÙˆÙÙŠ إرشاد الشيخ المÙيد الخبت بالخاء المعجمة ثم الباء Ø§Ù„Ù…ÙˆØØ¯Ø© وبعدها تاء مثناة من Ùوق ØŒ ÙˆÙÙŠ نص الأخبار الطوال ص 232 Ø§Ù„ØØ±Ø¨Ø« Ø¨Ø§Ù„ØØ§Ø¡ والراء المهملتين ثم الباء Ø§Ù„Ù…ÙˆØØ¯Ø© وبعدها ثاء مثلثة وهو غير مراد قطعا لأن Ø§Ù„ØØ±Ø¨Ø« كما ÙÙŠ تاج العروس ومعجم البلدان نبت طيب وأما ما ÙÙŠ الإرشاد Ùيمكن إرادته لأنه ÙÙŠ تاج العروس ج1 ص614 ذكر من معانيه المتسع من الأرض والوادي العميق الوطيء ينبت العضاة وقرية لزبيد ÙÙŠ البر مشهورة وماء لكلب كما أن الأول يمكن ارادته لأن الخبيت كما ÙÙŠ معجم البلدان والمعجم مما استعجم للبكري ماء لبني عبس وأشجع يقع ÙÙŠ العالية وهي Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø± ÙˆÙÙŠ المستعجم أنه موضع على بريدين من المدينة.