كان سيّدنا العباس (عليه السلام) دنيا من Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ والمآثر ØŒ Ùما من ØµÙØ© كريمة أو نزعة رÙيعة إلاّ وهي من عناصره وذاتياته ØŒ ÙˆØØ³Ø¨Ù‡ ÙØ®Ø±Ø§Ù‹ أنّه نجل الإمام أمير المؤمنين الذي ØÙˆÙ‰ جميع ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ الدنيا ØŒ وقد ورث أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ أبيه وخصائصه ØŒ ØØªÙ‰ صار عند المسلمين رمزاً لكل ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© ØŒ وعنواناً لجميع القيم الرÙيعة ØŒ ÙˆÙ†Ù„Ù…Ø Ù€ بإيجاز Ù€ لبعض ØµÙØ§ØªÙ‡.
1 ـ الشجاعة :
أمّا الشجاعة Ùهي من أسمى ØµÙØ§Øª الرجولة لأنها تنمّ عن قوة الشخصية وصلابتها ØŒ وتماسكها أمام Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« ØŒ وقد ورث أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ هذه Ø§Ù„ØµÙØ© الكريمة من أبيه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي هو أشجع إنسان ÙÙŠ دنيا الوجود ØŒ كما ورث هذه Ø§Ù„ØµÙØ© من أخواله الذين تميّزوا بهذه الظاهرة ØŒ وعرÙوا بها من بين سائر الأØÙŠØ§Ø¡ العربية.
لقد كان أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ دنيا ÙÙŠ البطولات ØŒ Ùلم يخالج قلبه خو٠ولا رعب ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ التي خاضها مع أبيه كما يقول بعض المؤرخين ØŒ وقد أبدى من الشجاعة يوم الط٠ما صار مضرب المثل على امتداد التأريخ ØŒ Ùقد كان ذلك اليوم من أعظم الملاØÙ… التي جرت ÙÙŠ الإسلام ØŒ وقد برز Ùيه أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ أمام تلك القوى التي ملأت البيداء ÙØ¬Ø¨Ù‘ÙŽÙ†ÙŽ الشجعان وأرعب قلوب
عامة الجيش ØŒ ÙØ²Ù„زلت الأرض ØªØØª أقدامهم وخيّم عليهم الموت ØŒ وراØÙˆØ§ يمنّونه بإعطاء القيادة العامة إن تخلّى عن مساندة أخيه ØŒ Ùهزأ منهم العبّاس ØŒ وزاده ذلك تصلّباً ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن عقيدته ومبادئه.
ان شجاعة أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ (عليه السلام) ØŒ وما أبداه من البسالة يوم الطÙÙ‘ لم تكن من أجل مغنم مادي من هذه الØÙŠØ§Ø© ØŒ وانّما كانت Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ عن أقدس المبادئ الماثلة ÙÙŠ نهضة أخيه سيّد الشهداء Ø§Ù„Ù…Ø¯Ø§ÙØ¹ الأوّل عن ØÙ‚وق المظلومين والمضطهدين.
مع الشعراء :
وبهر شعراء الإسلام بشجاعة أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ØŒ وقوّة بأسه وما ألØÙ‚Ù‡ بالجيش الأموي من الهزيمة الساØÙ‚Ø© ØŒ ÙˆÙيما يلي بعض الشعراء الذين هاموا بشخصيته.
1 Ù€ السيّد Ø¬Ø¹ÙØ± الØÙ„ّي :
ووص٠الشاعر العلوي السيّد Ø¬Ø¹ÙØ± الØÙ„ّي ÙÙŠ رائعته ما Ù…Ùني به الجيش الأموي من الرعب ÙˆØ§Ù„ÙØ²Ø¹ من أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ (عليه السلام) يقول :
وقع العذاب على جيوش أميّة
من باسل هو ÙÙŠ الوقائع معلم
ما راعهم إلاّ تقØÙ… ضيغم
غيران يعجم Ù„ÙØ¸Ù‡ ويدمدم
عبست وجوه القوم خو٠الموت
والعبّاس Ùيهم ضاØÙƒ يتبسّم
قلب اليمين على الشمال وغاص ÙÙŠ
الأوساط ÙŠØØµØ¯ للرؤوس ÙˆÙŠØØ·Ù…
ما كرّ ذو بأس له متقدماً
إلاّ ÙˆÙØ±Ù‘ ورأسه المتقدّم
صبغ الخيول برمØÙ‡ ØØªÙ‰ غدا
سيان أشقر لونها والأدهم
ما شدّ غضباناً على ملمومه
إلاّ ÙˆØÙ„Ù‘ بها البـلاء المبـرم
وله إلى الاقدام نزعة هارب
Ùكأنّما هـو بالتقـدم يسلـم
بطل تورث من أبيه شجاعة
Ùيها أنو٠بني الضلالة ترغم
أرأيتم هذا الوص٠الرائع لبسالة أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ وقوة بأسه وشجاعته النادرة.
أرأيتم كي٠وص٠الØÙ„ّي ما ØÙ„Ù‘ بالجيش الأموي من الجبن الشامل ØŒ والهزيمة الساØÙ‚Ø© ØÙŠÙ†Ù…ا برز إليهم قمر بني هاشم وبطل الإسلام ÙØ£Ù†Ø²Ù„ بهم العذاب الأليم ØŒ وترك صÙÙˆÙهم تموج من الخو٠والرعب ØŒ وكان العباس متبسّماً مثلوج Ø§Ù„ÙØ¤Ø§Ø¯ مما ينزل بهم من الخسائر Ø§Ù„ÙØ§Ø¯ØØ© ØŒ Ùقد ملأ Ø³Ø§ØØ§Øª المعركة بجثث قتلاهم ØŒ وصبغ خيولهم بدمائهم ØŒ ÙˆÙيما Ø£ØØ³Ø¨ أنّه لم توص٠البسالة والشجاعة بمثل هذا الوص٠الرائع الدقيق ØŒ والذي لا مبالغة Ùيه ØØ³Ø¨Ù…ا ØªØØ¯Ù‘Ø« الرواة عمّا أنزله العباس (عليه السلام) بأهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© من الخسائر الجسيمة.
ويستمرّ السيد الØÙ„ّي ÙÙŠ وص٠شجاعة أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ Ùيقول :
بطل إذا ركب المطهم خلْته
جبلاً أشمّ يخ٠Ùيه مطهم
قسماً بصارمه الصقيل وانني
ÙÙŠ غير صاعقة السماء لا أقسم
لولا القضا Ù„Ù…ØØ§ الوجود بسيÙÙ‡
والله يقضي ما يشاء ويØÙƒÙ…
لقد كان سي٠أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ صاعقة مدمّرة قد ØÙ„ّت بأهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ ولولا قضاء الله لأتى العبّاس على الجيش ØŒ ÙˆÙ…ØØ§Ù‡Ù… من Ø³Ø§ØØ© الوجود.
2 ـ الإمام كاش٠الغطاء :
وبهر الإمام Ù…ØÙ…د Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† كاش٠الغطاء ; بشجاعة أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„
Ùقال ÙÙŠ قصيدته العصماء :
وتعبس من خو٠وجوه أميّة
اذا كرّ عبّاس الوغى يتبسّم
عليم بتأويل المنيّة سيÙÙ‡
تزول على من بالكريهة معلم
وان عاد ليل Ø§Ù„ØØ±Ø¨ بالنقع ألْيلا
Ùيوم عداه منه بالشر أيوم
لقد عبست وجوه الجيش الأموي رعباً ÙˆØ®ÙˆÙØ§Ù‹ من أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ الذي ØØµØ¯ رؤوس أبطالهم ØŒ ÙˆØØ·Ù‘Ù… معنوياتهم ØŒ وأذاقهم وابلاً من العذاب الأليم.
3 Ù€ Ø§Ù„ÙØ±Ø·ÙˆØ³ÙŠ :
وعرض شاعر أهل البيت : الشيخ عبد المنعم Ø§Ù„ÙØ±Ø·ÙˆØ³ÙŠ Ù†Ø¶Ù‘Ø± الله مثواه ÙÙŠ ملØÙ…ته الخالدة إلى شجاعة أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ وبسالته ÙÙŠ ميدان Ø§Ù„ØØ±Ø¨ قال :
علم للجهاد ÙÙŠ كل زØÙ
علم ÙÙŠ الثبات عند اللقاء
قد نما Ùيه كل بأس وعزّ
من عليّ بنجدة وإباء
هو ثبت الجنان ÙÙŠ كل روع
وهو روع الجنان من كل راء
ÙˆØ£Ø¶Ø§Ù Ø§Ù„ÙØ±Ø·ÙˆØ³ÙŠ Ù…ØµÙˆÙ‘Ø±Ø§Ù‹ ما أنزله أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ من الخسائر Ø§Ù„ÙØ§Ø¯ØØ© ÙÙŠ جيوش الأمويين قال :
ÙØ§Ø±ØªÙ‚Ù‰ صهوة الجواد مطلاً
علمـاً Ùـوق قلعة شمّـاء
وتجلّى ÙˆØ§Ù„ØØ±Ø¨ ليل قثام
قمراً Ùـي غياهب الظلماء
ÙØ§Ø³ØªØ·Ø§Ø±Øª مـن الكمـاة قلوب
Ø£ÙØ±ØºØª من ضلوعها كالهواء
وتهاوت جسومهم وهي صرعى
واستطارت رؤوسهم كالهباء
وهو يرمي الكتائب السود رجماً
بالمنايا من اليد البيضاء (1)
إن شجاعة أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ قد أدهشت Ø£ÙØ°Ø§Ø° الشعراء ØŒ وصارت مضرب المثل على امتداد التأريخ ØŒ ومما زاد ÙÙŠ أهميتها انّها كانت لنصرة الØÙ‚ والذبّ عن المثل والمبادئ التي جاء بها الإسلام ØŒ وانها لم تكن بأي ØØ§Ù„ من أجل مغنم مادي من مغانم هذه الØÙŠØ§Ø©.
2 ـ الإيمان بالله :
أمّا قوّة الإيمان بالله ØŒ وصلابته ÙØ§Ù†Ù‡Ø§ من أبرز العناصر ÙÙŠ شخصية أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ (عليه السلام) ØŒ ومن أوليات ØµÙØ§ØªÙ‡ ØŒ Ùقد تربّى ÙÙŠ ØØ¬ÙˆØ± الإيمان ومراكز التقوى ØŒ ومعاهد الطاعة والعبادة لله تعالى ØŒ Ùقد غذّاه أبوه زعيم الموØÙ‘دين ØŒ وسيّد المتّقين بجوهر الإيمان ØŒ وواقع التوØÙŠØ¯ ØŒ لقد غذّاه بالإيمان الناشىء عن الوعي ØŒ والتدبّر ÙÙŠ ØÙ‚ائق الكون ØŒ وأسرار الطبيعة ØŒ ذلك الإيمان الذي اعلنه الإمام (عليه السلام) بقوله : « لو كش٠لي الغطاء ما ازددت يقيناً » وقد ØªÙØ§Ø¹Ù„ هذا الإيمان العميق ÙÙŠ أعماق قلب أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ÙˆÙÙŠ دخائل ذاته ØØªÙ‰ صار من عمالقة المتقين والموØÙ‘دين ØŒ وكان من عظيم إيمانه الذي لا ÙŠØØ¯ أنّه قدم Ù†ÙØ³Ù‡ واخوته وبعض أبنائه قرابين خالصة لوجه الله تعالى.
لقد جاهد العبّاس ببسالة Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ عن دين الله ØŒ ÙˆØÙ…اية لمبادئ الإسلام التي تعرّضت للخطر الماØÙ‚ أيّام الØÙƒÙ… الأموي ØŒ ولم يبغ بذلك إلاّ وجه الله والدار الآخرة.
3 ـ الإباء :
ÙˆØµÙØ© أخرى من أسمى ØµÙØ§Øª أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ (عليه السلام) ØŒ وهي الإباء وعزّة Ø§Ù„Ù†ÙØ³ Ùقد أبي أن يعيش ذليلاً ÙÙŠ ظلّ الØÙƒÙ… الأموي الذي اتخذ مال الله دولاً ØŒ وعباد الله خولاً ØŒ ÙØ§Ù†Ø¯Ùع إلى Ø³Ø§ØØ§Øª الجهاد كما Ø§Ù†Ø¯ÙØ¹ أخوه أبو Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± الذي Ø±ÙØ¹ شعار العزّة والكرامة ØŒ وأعلن أن الموت ØªØØª ظلال الأسنّة سعادة ØŒ والØÙŠØ§Ø© مع الظالمين برماً.
لقد مثّل أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ (عليه السلام) يوم الطÙÙ‘ الإباء بجميع Ø±ØØ§Ø¨Ù‡ ÙˆÙ…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ…Ù‡ Ùقد منّاه الأمويون بإمارة الجيش ØŒ وإسناد القيادة العامة له أن تخلّى عن أخيه سيّد شباب أهل الجنّة ØŒ Ùهزأ منهم وجعل إمارة جيشهم ØªØØª ØØ°Ø§Ø¦Ù‡ ØŒ ÙˆØ§Ù†Ø¯ÙØ¹ بشوق وإخلاص إلى ميادين Ø§Ù„ØØ±Ø¨ يجندل الأبطال ÙˆÙŠØØµØ¯ الرؤوس Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ عن ØØ±Ù‘يته ودينه وكرامته.
4 ـ الصبر :
ومن خصائص أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ (عليه السلام) ومميّزاته الصبر على Ù…ØÙ† الزمان ØŒ ونوائب الدهر ØŒ Ùقد ألمّت به يوم الط٠من المصائب والمØÙ† التي تذوب من هولها الجبال ØŒ Ùلم يجزع ØŒ ولم ÙŠÙÙ‡ بأيّ كلمة تدلّ على سخطه ØŒ وعدم رضاه بما جرى عليه وعلى أهل بيته ØŒ وانّما سلّم أمره إلى الخالق العظيم ØŒ مقتدياً بأخيه سيّد الشهداء (عليه السلام) الذي لو وزن صبره بالجبال الرواسي Ù„Ø±Ø¬Ø Ø¹Ù„ÙŠÙ‡Ø§.
لقد رأى أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ الكواكب المشرقة ØŒ والممجدين الأوÙياء من
Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وهم مجزّرون كالأضاØÙŠ ÙÙŠ رمضاء كربلاء تصهرهم الشمس ØŒ وسمع عويل Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ ØŒ وهم ينادون العطش العطش ØŒ وسمع صراخ عقائل الوØÙŠ ØŒ وهنّ يندبن قتلاهنّ ØŒ ورأى ÙˆØØ¯Ø© أخيه سيّد الشهداء ØŒ وقد Ø£ØØ§Ø· به أنذال أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© يبغون قتله تقرّباً لسيّدهم ابن مرجانة ØŒ رأى أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ كل هذه الشدائد الجسام Ùلم يجزع وسلّم أمره إلى الله تعالى ØŒ مبتغياً الأجر من عنده.
5 Ù€ Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ :
ومن خصائص أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ (عليه السلام) Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ الذي هو من أنبل Ø§Ù„ØµÙØ§Øª وأميزها ØŒ Ùقد ضرب الرقم القياسي ÙÙŠ هذه Ø§Ù„ØµÙØ© الكريمة وبلغ أسمى ØØ¯Ù‘ لها ØŒ وكان من سمات ÙˆÙØ§Ø¦Ù‡ ما يلي :
Ø£ Ù€ Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ لدينه :
وكان أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العباس (عليه السلام) من أوÙÙ‰ الناس لدينه ØŒ ومن أشدّهم Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ عنه ØŒ ÙØÙŠÙ†Ù…Ø§ تعرّض الإسلام للخطر الماØÙ‚ من قبل الطغمة الأموية الذين تنكّروا كأشدّ ما يكون التنكّر للإسلام ØŒ ÙˆØØ§Ø±Ø¨ÙˆÙ‡ ÙÙŠ غلس الليل ÙˆÙÙŠ ÙˆØ¶Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø§Ø± ØŒ ÙØ§Ù†Ø·Ù„Ù‚ أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ إلى Ø³Ø§ØØ§Øª الوغى ÙØ¬Ø§Ù‡Ø¯ ÙÙŠ سبيله جهاد المنيبين والمخلصين Ù„ØªØ±ØªÙØ¹ كلمة الله عالية ÙÙŠ الأرض ØŒ وقد قطعت يداه ØŒ وهوى إلى الأرض صريعاً ÙÙŠ سبيل مبادئه الدينية.
ب Ù€ Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ لأمّته :
رأى سيّدنا العبّاس (عليه السلام) الأمّة الإسلامية ØªØ±Ø²Ø ØªØØª كابوس مظلم من الذلّ والعبودية قد تØÙƒÙ‘مت ÙÙŠ مصيرها عصابة مجرمة من الأمويين Ùنهبت
ثرواتها ØŒ وتلاعبت ÙÙŠ مقدراتها ØŒ وكان Ø£ØØ¯ أعمدتهم السياسية يعلن بلا ØÙŠØ§Ø¡ ولا خجل قائلاً : ( إنما السواد بستان قريش ) ÙØ£ÙŠ Ø§Ø³ØªÙ‡Ø§Ù†Ø© بالأمة مثل هذه الاستهانة ØŒ ورأى أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ (عليه السلام) أن من Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ لأمّته أن يهبّ Ù„ØªØØ±ÙŠØ±Ù‡Ø§ وإنقاذها من واقعها المرير ØŒ ÙØ§Ù†Ø¨Ø±Ù‰ مع أخيه أبي Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± والكوكبة المشرقة من ÙØªÙŠØ§Ù† أهل البيت : ØŒ ومعهم Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± الممجدون من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ù… ØŒ ÙØ±Ùعوا شعار Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠØ± ØŒ وأعلنوا الجهاد المقدّس من أجل إنقاذ المسلمين من الذلّ والعبودية ØŒ وإعادة الØÙŠØ§Ø© Ø§Ù„ØØ±Ù‘Ø© الكريمة لهم ØŒ ØØªÙ‰ استشهدوا من أجل هذا الهد٠السامي النبيل ØŒ ÙØ£ÙŠ ÙˆÙØ§Ø¡ للاَمة يضارع مثل هذا Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ ØŸ
ج Ù€ Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ لوطنه :
وغمرت الوطن الإسلامي Ù…ØÙ† شاقّة وعسيرة أيام الØÙƒÙ… الأموي ØŒ Ùقد استقلاله وكرامته ØŒ وصار بستاناً للأمويين وسائر القوى الرأسمالية من القرشيين وغيرهم من العملاء ØŒ وقد شاع البؤس ÙˆØ§Ù„ØØ±Ù…ان ØŒ وذلّ Ùيه المصلØÙˆÙ† ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± ØŒ ولم يكن Ùيه أي ظلّ Ù„ØØ±ÙŠØ© الÙكر والرأي ØŒ Ùهبّ العباس ØªØØª قيادة أخيه سيّد الشهداء (عليه السلام) إلى مقاومة ذلك الØÙƒÙ… الأسود ÙˆØªØØ·ÙŠÙ… أروقته وعروشه ØŒ وقد تمّ ذلك بعد ØÙŠÙ† Ø¨ÙØ¶Ù„ تضØÙŠØ§ØªÙ‡Ù… ØŒ Ùكان ØÙ‚اً هذا هو Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ للوطن الإسلامي.
د Ù€ Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ لأخيه :
ووÙÙ‰ أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ما عاهد الله عليه من البيعة لأخيه Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله 9 ØŒ ÙˆØ§Ù„Ù…Ù†Ø§ÙØ الأول عن ØÙ‚وق المظلومين والمضطهدين.
ولم يرَ الناس على امتداد التاريخ ÙˆÙØ§Ø¡Ù‹ مثل ÙˆÙØ§Ø¡ أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ لأخيه الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ ومن المقطوع به أنه ليس ÙÙŠ سجلّ Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ الانساني أجمل ولا أنظر من ذلك Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ الذي Ø£ØµØ¨Ø Ù‚Ø·Ø¨Ø§Ù‹ جاذباً لكل إنسان ØØ±Ù‘ شريÙ.
6 ـ قوّة الإرادة :
أمّا قوّة الإرادة ÙØ§Ù†Ù‘ها من أميز ØµÙØ§Øª العظماء الخالدين الذين ÙƒÙØªØ¨ لهم Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙÙŠ أعمالهم إذ يستØÙŠÙ„ أن ÙŠØÙ‚Ù‚ من كان خائر الإرادة ØŒ وضعي٠الهمّة أي هد٠اجتماعي ØŒ أو يقوم بأي عمل سياسي.
لقد كان أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ (عليه السلام) من الطراز الأول ÙÙŠ قوة بأسه ØŒ وصلابة إرادته ØŒ ÙØ§Ù†Ø¸Ù…Ù‘ إلى معسكر الØÙ‚ ØŒ ولم يهن ØŒ ولم ينكل ØŒ وبرز على Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„ØªØ£Ø±ÙŠØ® كأعظم قائد ÙØ°Ù‘ ØŒ ولو لم يتّص٠بهذه الظاهرة لما كتب له Ø§Ù„ÙØ®Ø± والخلود على امتداد الأيّام.
7 Ù€ Ø§Ù„Ø±Ø£ÙØ© والرØÙ…Ø© :
وأترعت Ù†ÙØ³ أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ Ø¨Ø§Ù„Ø±Ø£ÙØ© والرØÙ…Ø© على Ø§Ù„Ù…ØØ±ÙˆÙ…ين ØŒ والمضطهدين وقد تجلّت هذه الظاهرة بأروع صورها ÙÙŠ كربلاء ØÙŠÙ†Ù…ا Ø§ØØªÙ„ّت جيوش الأمويين ØÙˆØ¶ Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª Ù„ØØ±Ù…ان أهل البيت من الماء ØØªÙ‰ يموتوا أو يستسلموا لهم ØŒ ولما رأى العباس (عليه السلام) Ø£Ø·ÙØ§Ù„ أخيه ØŒ وسائر الصبية من أبناء اخوته ØŒ وقد ذبلت Ø´ÙØ§Ù‡Ù… ØŒ وتغيّرت ألوانهم من شدّة الظمأ ذاب قلبه ØÙ†Ø§Ù†Ø§Ù‹ ÙˆØ¹Ø·ÙØ§Ù‹ عليهم ØŒ ÙØ§Ù‚تØÙ… Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª ØŒ ÙˆØÙ…Ù„ الماء إليهم ØŒ وسقاهم ØŒ ÙˆÙÙŠ اليوم العاشر من Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘Ù… ØŒ سمع Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ ينادون العطش العطش ØŒ ÙØªÙتت كبده رØÙ…Ø© ÙˆØ±Ø£ÙØ© عليهم ØŒ ÙØ£Ø®Ø° القربة ØŒ والتØÙ… مع أعداء الله ØØªÙ‰ كشÙهم عن نهر Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª ØŒ ÙØºØ±Ù منه ØºØ±ÙØ© ليروي ظمأه ÙØ£Ø¨Øª رØÙ…ته أن يشرب قبل أخيه ÙˆØ£Ø·ÙØ§Ù„Ù‡ ØŒ ÙØ±Ù…Ù‰ الماء من يده.
ÙØªÙ‘شوا ÙÙŠ تاريخ الأمم والشعوب Ùهل تجدون مثل هذه Ø§Ù„Ø±Ø£ÙØ© والرØÙ…Ø© ØŒ التي تØÙ„Ù‘ÙŽÙ‰ بها قمر بني هاشم ÙˆÙØ®Ø± عدنان.
هذه بعض عناصر أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ÙˆØµÙØ§ØªÙ‡ ØŒ وقد ارتقى بها إلى قمّة المجد التي ارتقى إليها أبوه.
_____________
(1) ملØÙ…Ø© أهل البيت 3 : 329 Ù€ 330.