لقد كان من Ù†Ùوذ بصيرة العبّاس (عليه السّلام) أنّه لم تقنعه هاتيك التضØÙŠØ© المشهودة منه ØŒ والجهاد البالغ ØØ¯Ù‘Ù‡ ØØªÙ‘Ù‰ راقه أنْ ÙŠÙوز بتجهيز المجاهدين ÙÙŠ ذلك المأزق Ø§Ù„ØØ±Ø¬ ØŒ والدعوة إلى السّعادة الخالدة ÙÙŠ رضوان اللّه الأكبر ØŒ وأنْ ÙŠØØ¸Ù‰ بأجور الصابرين على ما يَلمّ به من المصاب بÙقد Ø§Ù„Ø£ØØ¨Ù‘Ø© ØŒ ÙØ¯Ø¹Ø§ إخوته من اÙمّه وأبيه ØŒ وهم : عبد اللّه ØŒ ÙˆØ¬Ø¹ÙØ± ØŒ وعثمان ØŒ وقال لهم : تقدّموا ØØªÙ‘Ù‰ أراكم قد Ù†ØµØØªÙ… للّه ولرسوله Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ لا ولد لكم(1) .
ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ أراد بذلك تعري٠إخوته ØÙ‚Ù‘ المقام ØŒ وأنّ مثولهم بهذا الموق٠لم يكنْ Ù…ØµØ±ÙˆÙØ§Ù‹ إلاّ إلى جهة ÙˆØ§ØØ¯Ø© ØŒ وهي : Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø¯Ø§Øª والتضØÙŠØ© ÙÙŠ سبيل الدّÙين ØŒ إذ لم يكن لهم أي شائبة أو شاغلة تلهيهم عن القصد الأسنى من عوارض الدنيا Ø› من مراقبة أمر الأولاد بعدهم ØŒ ومَن يرأ٠بهم ÙˆÙŠÙØ±Ø¨Ù‘Ùيهم ØŒ ÙØ§Ù„لازم ØÙŠÙ†Ø¦Ø° السّير إلى الغاية الوØÙŠØ¯Ø© ØŒ وهي : الموت دون ØÙŠØ§Ø© الشريعة المÙقدّسة ØŒ Ùكانوا كما شاء ظنّÙÙ‡ الØÙŽØ³ÙŽÙ† بهم ØŒ ØÙŠØ« لم يألوا جهداً ÙÙŠ الذبّ٠عن Ù‚ÙØ¯Ø³ الدّÙين ØØªÙ‘Ù‰ قضوا كراماً Ù…ÙØªÙ„Ùّين بدم الشهادة .
لكنْ هلمّ واقرأ العجيب الغريب Ùيما ذكر ابن جرير الطبري ÙÙŠ التاريخ ج6 ص257 ØŒ قال : وزعموا أنّ العبّاس بن علي قال لإخوته من اÙمّه وأبيه Ø› عبد اللّه ÙˆØ¬Ø¹ÙØ± وعثمان : يا بني اÙمّي ØŒ تقدّموا ØØªÙ‘Ù‰ أرثكم Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ لا ولد لكم . ÙÙØ¹Ù„وا ÙˆÙ‚ÙØªÙ„وا(2).
وقال أبو Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ ÙÙŠ مقاتل الطالبيين : قدّم أخاه Ø¬Ø¹ÙØ± بين يديه Ø› لأنّه لم يكن له ولدٌ ليØÙˆØ² ميراثه العبّاس ØŒ ÙØ´Ø¯Ù‘ عليه هاني بن ثبيت Ùقتله (3) . ÙˆÙÙŠ مقتل العبّاس ØŒ قال : قدّم إخوته لاÙمّه وأبيه ÙÙ‚ÙØªÙ„وا جميعاً ØŒ ÙØØ§Ø² مواريثهم ØŒ Ø«Ùمّ تقدّم ÙˆÙ‚ÙØªÙ„ Ùورثهم وإيّاه عبيد٠اللّه ØŒ ونازعه ÙÙŠ ذلك عمّه عمر بن علي ØŒ ÙØµÙˆÙ„Ø Ø¹Ù„Ù‰ شيء رضي به (4)
هذا غاية ما عندهم ØŒ وقد ØªÙØ±Ù‘دا به من بين المؤرّخين وأرباب المقاتل ØŒ ولا يخÙÙ‰ على Ù…ÙŽÙ† له بصيرة وتأمّل بعدÙه٠عن الصواب. وما أدري كي٠خÙÙŠ عليهما ØÙŠØ§Ø²Ø© العبّاس ميراث إخوته مع وجود اÙمّهم اÙمّ البنين ØŒ وهي من الطبقة Ø§Ù„Ù…ÙØªÙ‚دّمة على الأخوة لم يجهل العبّاس شريعة تربّى ÙÙŠ خلالها ØŸ!
على أنّ هذه الكلمة لا تصدر من أدنى النّاس ØŒ سيّما ÙÙŠ ذلك الموق٠الذي يذهل الواق٠عن Ù†ÙØ³Ù‡ وماله ØŒ ÙØ£ÙŠÙ‘ شخص كان يدور ÙÙŠ Ø®Ùلده٠ذلك اليوم ØÙŠØ§Ø²Ø© المواريث بتعريض ذويه وإخوته للقتل ØŒ وعلى الأخصّ يصدر ذلك من رجل يعلم أنّه لا يبقى بعدهم ولا يتهنّأ بمالهم ØŒ بل يكون ÙØ¹Ù„Ù‡ Ù„Ù…ØØ¶ أنْ تتمتّع به أولاده ØŸ!
بئست الكلمة Ø§Ù„Ù‚Ø¨ÙŠØØ© التي راموا أنْ ÙŠÙلوّثوا بها Ø³Ø§ØØ© ذلك السيّد الكريم !
Ùهل ترغب أنت أنْ يقال لك : عرّضت إخوتك وبني اÙمّك Ù„ØÙˆÙ…Ø© الوغى لتØÙˆØ² مواريثهم ØŸ! أمْ أنّ هذا من الدَّناءة والخسّة Ùلا ترضاه Ù„Ù†ÙØ³Ùƒ ØŒ كما لا يرغب به سوقة النّاس وأدناهم ØŒ Ùكي٠ترضى أيّها المÙنص٠ذلك لمَن علّم النّاس الشّهامة وكرم الأخلاق ØŒ وواسى ØØ¬Ù‘Ø© وقته Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ الزاكية ØŸ! وكي٠يÙنسب هذا لخرّيج تلك الجامعة Ø§Ù„Ø¹ÙØ¸Ù…Ù‰ والمدرسة الكبرى Ø› جامعة النّبّوة ومدرسة الإمامة ØŒ وتربّى Ø¨ØØ¬Ø± أبيه (عليه السّلام) ØŒ وأخذ المعار٠منه ومن أخويه الإمامين (عليهما السّلام) ØŸ!
ولو تأمّلنا جيداً ÙÙŠ تقديمه إيّاهم للقتل ØŒ لعرÙنا كبر Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ وغاية Ù…ÙØ§Ø¯Ø§ØªÙ‡ عن أخيه السّبط (عليه السّلام) ØŒ Ùلذّة كبد النّبيّ٠(صلّى الله عليه وآله) ØŒ ومهجة البتول (عليها السّلام) ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø§Ù„Ø¨ÙŠÙ‘Ù† أنّ غرضه من تقديمهم للقتل :
1 Ù€ إمّا لأجل أنْ يشتدّ ØØ²Ù†Ù‡ ØŒ ويعظم صبره ØŒ ÙˆÙŠÙØ±Ø²Ø£ بهم ØŒ ويكون هو المطالب بهم يوم القيامة ØŒ إذ لا ولد لهم ÙŠÙØ·Ø§Ù„بون بهم .
2 Ù€ وإمّا لأجل ØØµÙˆÙ„ الاطمئنان والثقة من Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø¯Ø§Øª دون الدّÙين أمامَ سيّد الشّÙهداء (عليه السّلام) ØŒ ويشهد له ما ذكره الشيخ المÙيد ÙÙŠ الإرشاد ØŒ وابن نما ÙÙŠ Ù…ÙØ«ÙŠØ± Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ù† من قوله لهم : تقدّموا ØØªÙ‘Ù‰ أراكم قد Ù†ØµØØªÙ… للّه ولرسوله Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ لا ولد لكم . ولم يقصد بهم المخايل ØŒ وإنمّا رام أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ أنْ يتعرّ٠مقدار ولائهم لقتيل العبرة Ø› وهذا منه (عليه السّلام) Ø¥Ø±ÙØ§Ù‚ بهم ÙˆØÙ†Ø§Ù† عليهم ØŒ وأداء Ù„ØÙ‚Ù‘ Ø§Ù„Ø§ÙØ®ÙˆÙ‘Ø© بإرشادهم إلى ما هو Ø§Ù„Ø£ØµÙ„Ø Ù„Ù‡Ù… .
3 Ù€ وإمّا لأجل أنْ يكون غرضه الÙوز بأجر الشهادة Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ والتجهيز للجهاد بتقديم إخوته Ù„ÙŠÙØ«Ø§Ø¨ أيضاً بأجر الصابرين ØŒ ويØÙˆØ² كلتا السّعادتين ØŒ وربما يدلّ عليه ما ذكره أبو Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ ÙÙŠ مقتل عبد اللّه من قول العبّاس له : تقدّم بين يدَي ØØªÙ‘Ù‰ أراك قتيلاً ÙˆØ§ØØªØ³Ø¨Ùƒ . Ùكان أوّل Ù…ÙŽÙ† Ù‚ÙØªÙ„ من إخوته .
وذكر أبو ØÙ†ÙŠÙØ© الدينوري ØŒ أنّ العبّاس قال لإخوته : تقدّموا Ø¨Ù†ÙØ³ÙŠ Ø£Ù†ØªÙ… ØŒ ÙˆØØ§Ù…وا عن سيّدكم ØØªÙ‘Ù‰ تموتوا دونه . ÙØªÙ‚دّموا جميعاً ÙˆÙ‚ÙØªÙ„وا .
ولو أراد أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ من تقديمهم للقتل ØÙŠØ§Ø²Ø© مواريثهم Ù€ ÙˆØØ§Ø´Ø§Ù‡ Ù€ لم يكن Ù„Ø§ØØªØ³Ø§Ø¨ أخيه عبد اللّه معنى ØŒ كما لا معنى Ù„ØªÙØ¯ÙŠØªÙ‡Ù… Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ الكريمة كما ÙÙŠ الأخبار الطوال(5) .
وهناك مانع آخر من ميراث العبّاس لهم ÙˆØØ¯Ù‡ ØØªÙ‘Ù‰ لو قلنا على Ø¨ÙØ¹Ø¯Ù ÙˆÙ…Ù†Ø¹Ù Ø¨ÙˆÙØ§Ø© اÙمّ البنين يوم الطَّÙÙ‘Ù Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ ولد العبّاس لم يكنْ هو Ø§Ù„ØØ§Ø¦Ø² لمواريثهم ØŒ لوجود الأطرا٠وعبيد اللّه بن النّهشلية Ø› ÙØ¥Ù†Ù‡Ù‘ما يشتركان مع العبّاس ÙÙŠ الميراث ØŒ كما ÙŠÙØ´Ø§Ø±ÙƒÙ‡Ù… سيّد شباب أهل الجنّة وزينب العقيلة ØŒ واÙمّ٠كلثوم ورقيّة ØŒ وغيرهنّ من بنات أمير المؤمنين (عليه السّلام) ØŒ ÙÙƒÙŠÙ ÙˆØ§Ù„ØØ§Ù„ هذا يختصّ العبّاس بالميراث ÙˆØØ¯Ù‡ ØŸ!
هذا ÙƒÙلّه إنْ قلنا Ø¨ÙˆÙØ§Ø© اÙمّ البنّين يوم الطَّÙÙ‘Ù ØŒ ولكنَّ التاريخ ÙŠÙØ«Ø¨Øª ØÙŠØ§ØªÙ‡Ø§ يومئذ وأنّها بقيت بالمدينة ØŒ وهي التي كانت ترثي أولادها الأربعة .
والذي أظنّه أنّ منشأ ذلك التقوّل على العبّاس أنّه أوقÙهم السّير على قوله لإخوته : لا ولد لكم . من غير رويّة وتÙكير ÙÙŠ غرضه ومراده ØŒ ÙØØ³Ø¨ÙˆÙ‡ أنّه ÙŠÙØ±ÙŠØ¯ الميراث ØŒ Ùنّوه به ÙˆØ§ØØ¯ باجتهاده أو Ø§ØØªÙ…اله ØŒ ÙˆØØ³Ø¨Ù‡ الآخرون رواية ÙØ´ÙˆÙ‘هوا به وجه التاريخ ØŒ ولم ÙŠÙهموا المراد ØŒ ولا أصابوا شاكلة الغرض Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ غرضه من قوله : لا ولد لكم ØªÙØ±Ø§Ù‚بون ØØ§Ù„Ù‡ بعدكم ØŒ ÙØ£Ø³Ø±Ø¹ÙˆØ§ ÙÙŠ نيل الشهادة والÙوز بنعيم الجنان .
على أنّ شيخنا العلاّمة الشيخ عبد Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† الØÙ„ّي ÙÙŠ النّقد النّزيه ج1 ص99 ØŒ Ø§ØØªÙ…Ù„ تصØÙŠÙ ( أرثكم ) من ( Ø§ÙØ±Ø²Ø£ بكم ) أو ( أرزأكم ) ØŒ وليس هذا ببعيد . وأقرب منه Ø§ØØªÙ…ال شيخنا Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© ØŒ الشيخ آغا بزرك مؤلّ٠كتاب ( الذريعة إلى تصاني٠الشيعة ) تصØÙŠÙ ( أرثكم ) من ( أرثيكم ) ØŒ Ùكأنّه (عليه السّلام) أراد أوّلاً : أنْ ÙŠÙوز بالإرشاد إلى ناØÙŠØ© الØÙ‚Ù‘ ØŒ وثانياً : تجهيز Ø§Ù„Ù…ÙØ¬Ø§Ù‡Ø¯ÙŠÙ† ØŒ وثالثاً : البكاء عليهم ورثائهم Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ Ù…ØØ¨ÙˆØ¨ للمولى تعالى .
ÙˆÙŠÙØ´Ø¨Ù‡ قول العبّاس لإخوته قول عابس بن أبي شبيب الشاكري لشوذب مولى شاكر : يا شوذب ØŒ ما ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ùƒ أنْ تصنع ØŸ قال : اÙقاتل معك دون ابن بنت رسول اللّه ØØªÙ‘Ù‰ اÙقتل . Ùقال : ذلك الظنّ بك ØŒ ÙØªÙ‚دّم بين يدَي أبي عبد اللّه ØØªÙ‘Ù‰ ÙŠØØªØ³Ø¨Ùƒ كما Ø§ØØªØ³Ø¨ÙŽ ØºÙŠØ±ÙŽÙƒÙŽ من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØŒ ÙˆØØªÙ‘Ù‰ Ø§ØØªØ³Ø¨Ùƒ أنا Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ لو كان معي السّاعة Ø£ØØ¯ÙŒ أنا أولى به منك لسرّني أنْ يتقدّم بين يدَي ØØªÙ‘Ù‰ Ø£ØØªØ³Ø¨Ù‡ Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ هذا يوم ينبغي لنا أنْ نطلب الأجر Ùيه بكÙلّ٠ما قدرنا عليه Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ لا عمل بعد اليوم ØŒ وإنّما هو Ø§Ù„ØØ³Ø§Ø¨ (6). ( الطبري ج6 ص254 .
ØØ¯ÙŠØ« الصادق (عليه السّلام):
إنّ ما يتعرّ٠منه منزلة أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العالية ØŒ وإثبات الخصال الØÙ…يدة له ØŒ إخبار٠أئمّة الدّÙين العارÙين بضمائر العباد وسرائرهم ØŒ الواقÙين على Ù†ÙØ³ÙŠÙ‘ات الاÙمّة على كَثَب بتØÙ‚ّقها Ùيه ØŒ وقد عبثت أيدي التل٠ÙÙŠ أكثرها ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‘ الصدوق ÙŠÙØØ¯Ù‘Ø« ÙÙŠ الخصال ج1 ص35 ØŒ بعد ذكره ØØ¯ÙŠØ« السجّاد (عليه السّلام) ÙÙŠ ÙØ¶Ù„ العبّاس ØŒ أنّه أخرج الخبر بتمامه مع أخبار٠ÙÙŠ ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ العبّاس ÙÙŠ كتاب مقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) .
وظاهره أنّ هناك أخباراً كثيرة ÙÙŠ ÙØ¶Ù„ أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ زويت عنّا ككتابه المقتل ØŒ ولا غرو ØŒ Ùلقد اندثر بتعاقب الØÙˆØ§Ø¯Ø« الكثير من Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù„Ù‘ÙØ§Øª .
وكي٠كان ØŒ Ùلعلّ من تلك الأخبار ما رواه ÙÙŠ عمدة الطالب ØŒ عن الشيخ الجليل أبي نصر البخاري النّسّابة ØŒ عن المÙÙØ¶Ù‘Ù„ بن عمر ØŒ أنّه قال : قال الصادق Ø¬Ø¹ÙØ± بن Ù…ØÙ…ّد (عليه السّلام) : (كان عمّÙنا Ø§Ù„Ø¹Ø¨Ù‘Ø§Ø³Ù Ø¨Ù†Ù Ø¹Ù„ÙŠÙ‘Ù Ù†Ø§ÙØ°ÙŽ Ø§Ù„Ø¨ØµÙŠØ±Ø© ØŒ صلبَ الإيمان٠، جاهدَ مع أبي عبد اللّه٠وأبلى بلاءً ØÙŽØ³ÙŽÙ†Ø§Ù‹ ØŒ ومضى شهيداً (7) .(
وكذلك قوله (عليه السّلام) Ùيما علّم شيعته أنْ ÙŠÙØ®Ø§Ø·Ø¨ÙˆÙ‡ به من Ù„ÙØ¸ الزيارة المروريّة بسند صØÙŠØ Ù…ÙØªÙ‘ÙŽÙÙ‚ عليه Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ عند التأمّل Ùيما خاطبه به الإمام العار٠بأساليب الكلام ومقتضيات الأØÙˆØ§Ù„ ØŒ تظهر لنا الØÙ‚يقة ØŒ ونعر٠منزلةً للعبّاس سامية لا ØªÙØ¹Ø¯Ù‘ ومنزلة المعصومين (عليهم السلام) ØŒ Ùقال (عليه السّلام) ÙÙŠ صدر سلام الإذن : (سلام٠اللّه٠، وسلام٠ملائكته٠المÙقرّبين وأنبيائÙÙ‡Ù Ø§Ù„Ù…ÙØ±Ø³ÙŽÙ„ين ØŒ وعباده الصالØÙŠÙ† ØŒ وجميع٠الشّÙهداء والصّدّيقين ØŒ الزَّاكيات الطَّيّبات ØŒ Ùيما تغتَدي وتروØÙ عليكَ يابنَ Ø£Ù…ÙŠØ±Ù Ø§Ù„Ù…ÙØ¤Ù…نين .(
ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ أشار بهذا إلى مصبّ٠سلام اللّه الذي هو رØÙ…ته المتواصلة ØŒ والعط٠الغير Ù…ØØ¯ÙˆØ¯ ØŒ اللَّذين لا انقطاع لهما ØŒ وسلام الملائكة Ø§Ù„Ù…ÙØ´Ø§Ù‡Ø¯ÙŠÙ† لمقادير Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ¬Ø§Ù„ ÙÙŠ ملأ القدس ÙˆØØ¸ÙŠØ±Ø© الجلال ØŒ وسلام الأنبياء الذين لا يعدّون مرضات اللّه ووØÙŠÙ‡ ÙÙŠ Ø£ÙØ¹Ø§Ù„هم وتروكهم ØŒ وسلام الصالØÙŠÙ† والشّÙهداء الذين أدركوا Ø¨ÙØ¶Ù„ الاتّصال Ø¨Ø§Ù„Ø±Ù‘ÙØ³Ù„ وأوصيائهم ØŒ أو بالتَّجرّد ومشاهدة الØÙ‚ائق الثابتة ÙÙŠ عالم الغيوب ØŒ زيادةً على ما عرÙوه من مقام أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ÙˆÙØ¶Ù„Ù‡ .
ÙÙƒÙلّ٠هؤلاء يتقرّبون إلى اللّه تعالى بالدّعاء له ØŒ واستنزال الرØÙ…Ø© منه Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ ØŒ وإهداء التّسليمات إليه Ø› لما عرÙوا أنّه من أقرب الوسائل إليه ØŒ ÙˆØÙŠØ« كانت خالصة Ù„Ù„Ø²Ù‘Ù„ÙØ© ØŒ Ù…Ø§ØØ¶Ø© ÙÙŠ التقرّب إليه جلّ ذكره ØŒ عادت زاكيةً طيّبةً بنصّ الزيارة : (الزَّاكيات الطَّيّبات . (
وأمّا على رواية ابن قولويه ÙÙŠ كامل الزيارات من زيادة ( واو العط٠) قبل الزّاكيات الطَّيّبات ØŒ ÙÙŠÙØ±Ø§Ø¯ بهما العنايات الخاصّة التي ليست بدعاء٠من Ø£ØØ¯ ØŒ ولا بأسباب عاديّة ØŒ ولا يعدم هذه الأنبياء والأوصياء والأقلّون ممّن اقتÙوا أثرهم ØŒ وليست هي شرعة لكÙلّ وارد٠، وإنّما ÙŠØØ¸Ù‰ بها Ø§Ù„Ø£ÙØ°Ø§Ø° ممّن كهربتهم القداسة الإلهيّة ØŒ وجذبتهم جاذبة الصقع الربوبي ØŒ وهكذا المÙقرّبون ÙˆØ§Ù„Ø£ÙØ°Ø§Ø° عند صعودهم .
وإذا قرأنا زيارة الصادق (عليه السّلام) لجدّه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) : (( سلام٠اللّه٠وسلام٠ملائكتÙÙ‡Ù Ùيما تروØÙ وتغدو ØŒ والزَّاكيات الطَّاهرات لك ØŒ وعليك سلام٠الملائكة٠المÙقرَّبينَ ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ³Ù„Ù‘Ùمين لك بقلوبهم ØŒ والنّاطقين Ø¨ÙØ¶Ù„Ùƒ . . . (8).
ÙˆØ¶Ø Ù„Ù†Ø§ أنّ منزلة أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ تضاهي منزلة Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) Ø› ØÙŠØ« Ø§ÙØ«Ø¨Øª له مثل هذا السّلام .
Ø«Ùمّ قال (عليه السّلام) : ( أشهد لك بالتسليم والتصديق ØŒ ÙˆØ§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ ÙˆØ§Ù„Ù†Ù‘ØµÙŠØØ© لخل٠النّبي المرسل) (9) .
ها هنا أثبت لأبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ منزلة التسليم التي هي من أقدس منازل السّالكين ØŒ ÙˆÙوق مرتبة الرضا والتوكّل Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ أقصى مرتبة الرضا أنْ يكون Ù…ØØ¨ÙˆØ¨ المولى Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ Ù…ØØ¨ÙˆØ¨Ø§Ù‹ له ØŒ مواÙقاً لطبعه ØŒ ÙØ§Ù„طبع ملØÙˆØ¸ Ùيه .
وأقصى مراتب التوكّل أنْ ÙŠÙنزل Ù†ÙØ³Ù‡ بين يدي المولى Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ وتعالى منزلة الميّت بين يدي الغاسل ØŒ بØÙŠØ« لا إرادة له إلاّ ما ÙŠÙØ¹Ù„Ù‡ الغاسل به ØŒ ÙØµØ§ØØ¨ التوكّل مسلوب الإرادة ØŒ وأمّا ØµØ§ØØ¨ التسليم Ùلا يرى لغير اللّه وجوداً مع اللّه ÙØ¶Ù„اً عن Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ ولا يكون له طبعٌ يواÙÙ‚ أو يخال٠ÙÙŠ الإرادة ØŒ أو Ù†ÙØ³Ø§Ù‹ قد تنÙّست بالإرادة ØŒ Ùهو قريب من عالم الÙناء .
وهذه المرتبة Ùوق مرتبة التوكّل ØŒ التي هي Ùوق مرتبة الرضا ØŒ لا ØªØØµÙ„ إلاّ بالبصيرة Ø§Ù„Ù†Ù‘Ø§ÙØ°Ø© ØŒ والوصول إلى أعلى مراتب اليقين ØŒ تلك المرتبة التي أخبر عنها أمير المؤمنين (عليه السّلام) : ( لو ÙƒÙØ´Ù٠الغطاء٠ما ازدَدت٠يقيناً(
أمّا العناوين الثلاثة ØŒ وهي : التصديق ØŒ ÙˆØ§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ ØŒ ÙˆØ§Ù„Ù†Ù‘ØµÙŠØØ© ØŒ Ùلا شكّ أنّ الإمام (عليه السّلام) ÙŠÙØ±ÙŠØ¯ أنّ أبا Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ÙÙŠ أرقى مراتبها Ø› لانبعاثها عن التسليم وهو ØÙ‚Ù‘ اليقين Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ المناسب لتصديقه بأخيه Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© ØŒ وبنهضته ÙÙŠ ذلك Ø§Ù„Ù…ÙˆÙ‚Ù Ø§Ù„ØØ±Ø¬ ØŒ وهكذا ÙˆÙØ§Ø¤Ù‡ ÙˆÙ†ØµÙŠØØªÙ‡ Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ ÙˆÙØ§Ø¡ شخص لآخر كما ÙŠÙمكن أنْ يكون لأجل Ø§Ù„Ø§ÙØ®ÙˆÙ‘Ø© والرØÙ… ÙˆØ§Ù„ØµØØ¨Ø© ØŒ يمكنْ أنْ يكون لأجل Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© التامّة بما أوجب اللّه له من Ø§Ù„ØØ±Ù…Ø© والØÙ‚Ù‘ على الاÙمّة .
ÙˆØÙŠØ« إنّ الإمام (عليه السّلام) أثبت لأبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ أرقى مرتبة السّالكين ØŒ وهي التسليم اللازم Ù„ØÙ‚Ù‘ اليقين ØŒ Ùلا بدّ أنْ يكون ما صدر منه من التصديق بنهضة أخيه (عليه السّلام) ØŒ ÙˆØ§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ Ù„ØÙ‚ّه Ùˆ المÙÙ†Ø§ØµØØ© ÙÙŠ العمل ØŒ منبعثاً عن ØÙ‚Ù‘ اليقين بذلك الأمر الواجب ØŒ لا لأجل أنّ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) أخوه أو رØÙ…Ù‡ أو ابن رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ هذه المرتبة وإنْ Ù…ÙØ¯Ø عليها الشخص إلاّ أنّ المرتبة الاÙولّى أرقى ÙˆØ£Ø±ÙØ¹ ØŒ ولا ينالها إلاّ ذوو النّÙوس Ø§Ù„Ù‚ÙØ¯Ø³ÙŠÙ‘Ø© ممّن وجبت لهم العصمة .
ويؤيّد ذلك تعقيب العناوين الثلاثة بقوله (عليه السّلام) : (( Ù„ÙØ®ÙŽÙ„ÙŽÙÙ Ø§Ù„Ù†Ù‘Ø¨ÙŠÙ‘Ù Ø§Ù„Ù…ÙØ±Ù’سَل) . ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ لو لم يرد هذا لقال ÙÙŠ الخطاب : ( لأخيك ) أو ( Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† ) أو ( لابن أمير المؤمنين ) ØŒ ÙØ§Ù„تعبير بخل٠النّبيّ٠لا ÙŠÙØ±Ø§Ø¯ منه إلاّ أنّ Ø§Ù„Ø¯Ø§ÙØ¹ لأبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ على التسليم والتصديق ØŒ ÙˆØ§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ ÙˆØ§Ù„Ù†Ù‘ØµÙŠØØ© Ø¨Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø¯Ø§Øª إلاّ كون Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السّلام) إماماً Ù…ÙØ±ÙˆØ¶ الطّاعة ØŒ وهذا مغزى لا يبعث إليه إلاّ البصيرة المميّزة لشر٠الغايات Ø§Ù„Ù…ÙØªØØ±Ù‘ية لكرائمها .
Ø«Ùمّ إنّ من تخصيص الإمام (عليه السّلام) الخطاب له دون غيره من الشّÙهداء ØŒ بقوله : (لَعنَ اللّه٠مَنْ جَهلَ ØÙŽÙ‚ّكَ ØŒ واسْتَخÙÙ‘ÙŽ بØÙرمَتÙÙƒÙŽ .( نعر٠أنّ غيره من الشّÙهداء لم ÙŠÙØ¯Ø±Ùƒ هذا المدى ØŒ وإنْ كان لكÙلّ٠منهم ØÙ‚ّاً ÙˆØØ±Ù…Ø© ØŒ إلاّ أنّ شبل أمير المؤمنين (عليه السّلام) كانت معارÙÙ‡ أوسع ØŒ وإيمانه أثبت ØŒ Ùكان له ØÙ‚Ù‘ÙŒ ÙÙŠ الدّÙين ØŒ ÙˆØÙ‚Ù‘ÙŒ على الاÙمّة لا ÙŠÙنكر ØŒ ÙØ§Ø³ØªØÙ‚Ù‘ بكÙلّ٠منهما اللعن على جاهلÙÙ‡Ù ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ³ØªØ®Ù٠به .
ÙØ§Ù„شّÙهداء وإنْ أخلصوا ÙÙŠ التضØÙŠØ© ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ§Ø¯Ø§Øª ØŒ وكان منبعثاً عن طهارة الضمائر ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© بØÙ‚ّ٠الإمام (عليه السّلام) ØŒ Ùلهم ØÙ‚وقٌ ÙˆØÙرمات ØŒ لكنّ Ù„ØÙ‚ّ٠العبّاس منعةً بين هاتيك الØÙ‚وق ØŒ ÙˆÙ„ØØ±Ù…ته بذخ بين تلك Ø§Ù„ØØ±Ù…ات ØŒ بعد ما ثبت منهما لأخيه الإمام المظلوم (عليه السّلام) ØŒ لنÙوذ بصيرته وصلابة إيمانه بنصّ الصادق (عليه السّلام) .
Ø«Ùمّ قال الصادق (عليه السّلام) ÙÙŠ الزيارة المتلوّة داخل Ø§Ù„ØØ±Ù… : Ø£Ø´Ù‡Ø¯Ù ÙˆØ§ÙØ´Ù‡Ø¯Ù اللّهَ أنّكَ مضيتَ على مَا مضَى به البَدريّون (10) .
لقد جرى التشبيه بالبدريّين مجرى التقريب إلى الأذهان ÙÙŠ الإشادة بموق٠أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ من البصيرة Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ أهلَ بدر أظهر Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ أهل البصائر ; لأنّهم قابلوا طواغيت قريش على ØÙŠÙ† ضع٠ÙÙŠ المسلمين ØŒ وقلّة ÙÙŠ العدّة والعتاد ØŒ Ùلم يملكوا إلاّ Ùَرسين ØŒ Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا : لمرثد بن أبي مرثد الغنوي ØŒ والآخر : للمقداد بن الأسود الكندي ØŒ وكانوا يتعاقبون على سبعين بعير ØŒ الاثنان والثلاثة(11) .
لكنّهم خاضوا غمرات الموت ØªØØª راية النّبوَّة ØŒ بقوّة الإيمان وعتاد البصيرة ØŒ إلاّ Ù…ÙŽÙ† استولى الرَّين٠على قلبه ØŒ ÙØ±Ø¯Ù‘وا سيو٠قريش Ù…Ùلولة ØŒ ورماØÙ‡Ù… Ù…ØØ·Ù‘مة ØŒ وجموعهم بين قتلى وأسرى ÙˆÙ…ÙØ´Ø±Ù‘دين ØŒ ÙØØ¸ÙˆØ§ بأوّل ÙØªØ إسلامي قويت به دعائمÙÙ‡Ù ØŒ وشÙيّدت معالمÙÙ‡ من الإمداد : {Ø¨ÙØ®ÙŽÙ…ْسَة٠آلَاÙÙ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْمَلَائÙÙƒÙŽØ©Ù Ù…ÙØ³ÙŽÙˆÙ‘ÙÙ…Ùينَ } [آل عمران : 125].
وأعظم من ذلك مشهد الطَّÙّ٠الذي التطمت Ùيه أمواج الموت ØŒ ÙˆÙƒØ´ÙØª Ø§Ù„ØØ±Ø¨ عن ساقها ØŒ ÙˆÙƒØ´ÙØª عن نابها .
ولـلأخْـطَار٠وَجـهٌ Ù…ÙـكÙÙŽÙ‡ÙØ±ÙŒ ÙŠÙÙ€Ø´ÙŠÙØ¨Ù Ù„ÙهَولÙÙ‡Ù Ø§Ù„Ù…ÙØ±Ø¯ÙÙŠ الغÙلامÙ
تَرَى الأبطَالَ Ù…Ùنْ Ùَرق٠سÙكَارَى ÙŠÙـدَار٠مÙـنَ الرَّدَى ÙÙيهمْ Ù…ÙØ¯ÙŽØ§Ù…Ù
Ùقابلهم عصبة الØÙ‚ّ٠من غير مدد يأملونه ØŒ أو نصرة يرقبونها ØŒ والعطش Ù…ÙØ¹ØªÙ„ج بصدورهم ØŒ ونشيج الÙواطم من ورائهم ØŒ ÙØªÙ„قّوا جبال Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ بكÙلّ٠صدر٠رØÙŠØ¨ وجنان طامن ØŒ Ùلم تسل تلك النّÙوس الطّاهرة إلاّ على قتل اÙميّة المنقوض ØŒ ولا Ø§ÙØ±ÙŠÙ‚ت دماؤهم الزاكية إلاّ على ØØ¨Ù„هم المÙنتكث ØŒ Ùلم ØªØ¨Ø±Ø Ø¢Ù„Ù ØØ±Ø¨Ù إلاّ كلعقة الكلب أنÙÙ‡ ØØªÙ‘Ù‰ Ø§ÙƒØªÙØ³ØØª معرّتÙهم من أديم الأرض ØŒ ÙˆØªÙØ±Ù‘قوا أيدي سبا ØŒ Ùيوم الطَّÙÙ‘Ù ÙØªØÙŒ إسلامي بعد الجاهليّة Ø§Ù„Ù…ÙØ³ØªØ±Ø¯Ù‘ÙŽØ© من جراء أعمال الأمويّين(12) .
وإليه أشار الإمام الشهيد (عليه السّلام) ÙÙŠ كتابه إلى بني هاشم لمّا ØÙ„Ù‘ أرض كربلاء ): Ù…ÙŽÙ† Ù„ØÙ‚ÙŽ بيْ منكÙمْ Ø§Ø³Ù’ØªÙØ´Ù‡Ø¯Ù’ ØŒ ومَنْ تخلّÙÙŽ عنّÙÙŠ لَمْ يَبلغ Ø§Ù„ÙØªØÙŽ) (13) .
ÙØ¥Ù†Ù‘Ù‡ (عليه السّلام) لم ÙŠÙØ±Ø¯ Ø¨Ø§Ù„ÙØªØ إلاّ ما ترتّب على نهضته المÙقدّسة وتضØÙŠØªÙ‡ الكريمة Ø› من نقض دعائم Ø§Ù„Ø¥Ù„ØØ§Ø¯ ØŒ ÙˆÙƒØ³Ø Ø£Ø´ÙˆØ§Ùƒ الباطل عن صراط الشريعة Ø§Ù„Ù…ÙØ·Ù‡Ù‘رة ØŒ وإØÙŠØ§Ø¡ دين جدّه الصادع به الذي لاقى المتاعب ÙÙŠ تأييده وتشييده .
وأنت أيّها البصير ØŒ إذا استشÙÙØª Ø§Ù„ØØ§Ø¯Ø«Ø© من وراء نظارة٠ÙÙŠ التنقيب ØŒ تجد سيّدنا أبا Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ سيّد القوم بعد أخيه السّبط (عليه السّلام) ØŒ وهو Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ø¯Ù‘د لهم ÙÙŠ النّضال . كما أنّ Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ« إذا أعطى النّظر ØÙ‚ّه ØŒ يجد Ø¶ØØ§ÙŠØ§ ( الطَّÙÙ‘Ù ) أشدّ انقطاعاً عن المدد من مجاهدي يوم بدر ØŒ وأبلغ بأساً وأقلّ عدداً Ù€ مع اكتنا٠الكوارث بهم Ù€ وإعواز الملجأ أكثر ممّا Ø§ØØªÙÙ‘ بأهل بدر .
مع أنّ المناوئين لشهداء ( الطَّÙÙ‘ ) Ø£ÙˆÙØ± عدداً ØŒ وأقوى عتاداً ØŒ وأوثق مدداً ØŒ وأنّ لهم دولةً Ù…ÙØ¤Ø³Ù‘َسة تنضَّدت Ø¬ØØ§ÙÙ„Ùها ØŒ وخÙقت بنودÙها ØŒ وتواصلت قوّاتÙها Ø¨Ø®Ù„Ø§Ù Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© يوم بدر .
Ùلقد كان Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø±Ø¨ÙˆÙ† للمسلمين شتاتاً من طواغيت العرب ØŒ ØØ¯Ø§Ù‡Ù… إلى Ø§Ù„ØØ±Ø¨ بواعث٠الØÙقد٠والنّخوة ØŒ ومن Ø§Ù„Ù…ÙØØªÙ…Ù„ القريب انØÙ„ال جامعتهم إذا ضربت Ø§Ù„ØØ±Ø¨ عليهم بجرانها Ø› لأنّهم كانوا ÙŠÙقدون أيّ مدد من القبائل ØŒ ولم يخرجوا متأهّبين للاستمداد ØŒ ØÙŠØ« ظنّوا خوراً ÙÙŠ المسلمين ØŒ ÙˆØØ³Ø¨ÙˆØ§ استئصالَ Ø´Ø£ÙØªÙ‡Ù… وأنّهم كشربة ماء ØŒ ( ولكنْ لا Ù…ÙØ¨Ø¯Ù‘Ù„ Ù„ØÙكم٠اللّه تعالى ) .
ÙØ§Ù„موق٠يوم الطَّÙÙ‘Ù Ø£ØØ±Ø¬ ØŒ والكرب أكثر ØŒ والمقاسات أصعب ØŒ وبقدر المشقّة تجري Ø§Ù„Ø§ÙØ¬ÙˆØ± وتÙقسّم Ø§Ù„ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ ØŒ ÙØ´Ù‡Ø¯Ø§Ø¡ كربلاء أولى Ø¨Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© .
وضَرب الإمام (عليه السّلام) المثل لهم بأهل بدر ØŒ إذ يقول : (إنّكَ مضيتَ على ما مَضَى به البدريّون) . لا يوجب ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© أهل بدر عليهم ØŒ كما هي قاعدة التشبيه ØŒ وإنّما ذلك من باب التقريب إلى الأÙهام ØŒ كما ÙÙŠ قوله تعالى : {مَثَل٠نÙورÙÙ‡Ù ÙƒÙŽÙ…ÙØ´Ù’كَاة٠ÙÙيهَا Ù…ÙØµÙ’بَاØÙŒ Ø§Ù„Ù’Ù…ÙØµÙ’بَاØÙ} [النور : 35] , وأين من النّور الإلهي المشكاة ومصباØÙ‡Ø§ ØŒ ولكنْ لمّا لم ØªÙØ¯Ø±Ùƒ الأبصار ذلك النّور الأقدس ØŒ وإنّما ØªÙØ¯Ø±ÙƒÙ‡ البصائر ØŒ ضرب اللّه تعالى المثل بما ÙŠÙØ¯Ø±ÙƒÙˆÙ†Ù‡ ; تقريباً للأذهان ØŒ وهكذا Ø§Ù„ØØ§Ù„ Ùيما Ù†ØÙ† Ùيه .
وإلى هذه الدقيقة وقع الإيعاز منه (عليه السّلام) Ùيما بعد هذه الÙقرة من الزيارة بقوله (عليه السّلام) : ( ÙØ¬Ø²Ø§ÙƒÙŽ Ø§Ù„Ù„Ù‘Ù‡Ù Ø£ÙØ¶Ù„ÙŽ الجَزاء٠وأكثرَ الجَزاء٠، ÙˆØ£ÙˆÙØ±ÙŽ Ø§Ù„Ø¬ÙŽØ²Ø§Ø¡Ù ÙˆØ£ÙˆÙÙŽÙ‰ جزاء٠أØÙŽØ¯Ù Ù…Ùمّنْ ÙˆÙÙŽÙ‰ ببيعتÙÙ‡Ù ØŒ واسْتَجابَ له دعوتَه٠، وأطاعَ ولاةَ أمرÙÙ‡Ù (14) .
Ùلو كان ÙÙŠ المجاهدين Ù…ÙŽÙ† هو Ø£ÙˆÙØ± ÙØ¶Ù„اً من أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العبّاس ØŒ لكان هذا الدعاء ØŒ أو الإخبار عن أمره شططاً من القول ØŒ خارجاً عن ميزان العدل ØŒ تعالى عنه كلام٠المعصوم ØŒ ÙØ¥Ø°Ø§Ù‹ لمْ يكنْ غيره من المجاهدين مطلقاً Ø£ÙˆÙØ± ÙØ¶Ù„اً ØŒ ولا أكثر جزاءً ØŒ ولا أوÙÙ‰ بيعةً إلاّ Ù…ÙŽÙ† أخرجه الدليل من الأئمّة المعصومين (عليهم السّلام) .
Ø«Ùمّ إنّ هناك مرتبة Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ ثبتت لأبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ØŒ خصّه بها الإمام الصادق (عليه السّلام) بقوله : (أشهد٠أنّكَ قدْ بالغتَ ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†Ù‘ÙŽØµÙŠØØ©Ù ØŒ وأعطيتَ غايةَ المَجْهود٠، ÙØ¨Ø¹Ø«ÙƒÙŽ Ø§Ù„Ù„Ù‘Ù‡Ù ÙÙŠ الشّÙهداء٠، وجَعلَ روØÙŽÙƒÙŽ Ù…ÙŽØ¹ÙŽ أرواØÙ Ø§Ù„Ø³Ù‘ÙØ¹Ø¯Ø§Ø¡Ù ØŒ وأعطاكَ Ù…Ùنْ جنانÙÙ‡Ù Ø£ÙØ³ÙŽØÙŽÙ‡Ø§ مَنْزلاً ØŒ ÙˆØ£ÙØ¶Ù„ها ØºÙØ±ÙŽÙاً) (15).
ÙØ¥Ù†Ù‘ المبالغة ÙÙŠ أمثال المقام عبارة عن بلوغ الأمر إلى ØØ¯ÙˆØ¯Ù‡ اللازمة ØŒ وكم له من نظير ÙÙŠ استعمالات العرب ÙˆÙ…ØØ§ÙˆØ±Ø§ØªÙ‡Ù… . ولا شكّ أنّ ÙƒÙلَّ ÙˆØ§ØØ¯Ù من شهداء الطَّÙّ٠قد بالغ ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†Ù‘ØµÙŠØØ© ØŒ ولم يأل٠جهداً ÙÙŠ أداء ما وجب عليه ØŒ ولكÙلّ٠منهم ÙÙŠ ذلك المشهد الدامي شواهد من أقواله وأعماله .
ومن Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù„Ù‘ÙŽÙ… أنّ المعرو٠بقدر Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© كمَّاً ÙˆÙƒÙŠÙØ§Ù‹ ØŒ ÙØµØ§ØØ¨ السّنام Ø§Ù„Ø£Ø±ÙØ¹ ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¹Ø±ÙØ§Ù† ØŒ Ø§Ù„Ù…ÙØªØ±Ø¨Ù‘ع على أعلى منصّة من الإيمان ØŒ لا بدّ وأنْ ÙŠÙقاسي أشدَّ ضروب الجهاد ØŒ ويتظاهر بأجمل مظاهرها Ø› من الدؤوب على Ø§Ù„ØØ±Ø¨ والضرب ØŒ وإنْ طال المدى وبعد الأمد إنْ كان الجهاد نضالاً ØŒ كما لا بدَّ له من المثابرة على Ù…ÙƒØ§ÙØØ© Ø§Ù„Ù†Ù‘ÙØ³ الأمّارة وكسر شوكتها ØŒ وردّ صولتها ÙˆÙƒØ¨Ø Ø¬Ù…Ø§ØÙ‡Ø§ ØŒ وترويض Ø§Ù„Ù†Ù‘ÙØ³ بالطّاعة ØŒ وإلزامها بلوازمها الشاقّة طيلة ØÙŠØ§ØªÙ‡ إنْ كان الجهاد Ù†ÙØ³ÙŠÙ‘اً .
ÙˆÙÙŠ هذين Ø§Ù„ØØ§Ù„تين لا بدّ وأنْ يكتن٠العمل المقارنات المطلوبة ØŒ مثل : نيّة القربة ØŒ والإخلاص Ùيها المنبعث عن ØØ¨Ù‘٠المولى Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ ØŒ الهادي إلى Ù…Ø¹Ø±ÙØ© تؤهله إلى الطاعة ØŒ وعن Ù…Ø¹Ø±ÙØ© Ù†ÙØ¹Ù… الباري عزّ وجل الواجب شكره ØŒ وعن الهيبة النّاشئة عن Ù„ØØ§Ø¸ عظمته ØŒ إلى أمثال هذه من الملØÙˆØ¸Ø§Øª .
وقصارى القول : كما أنّ مراتبَ الإيمان ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© Ù…ØªÙØ§ÙˆØªØ©ÙŒ مقولة بالتشكيك ØŒ كذلك مراتب العمل Ù…ØªÙØ§ÙˆØªØ© ØØ³Ø¨ ØªÙØ§ÙˆØª تلك المراتب ØŒ ÙØµØ§ØØ¨ عمل ÙƒÙلّ٠مرتبة Ù…ØØ¯ÙˆØ¯ Ø¨ØØ¯ÙˆØ¯Ù‡Ø§ ØŒ ÙˆØÙŠÙ†Ø¦Ø° Ùلا شكّ أنّ ÙƒÙلَّ ÙˆØ§ØØ¯ من شهداء الطَّÙÙ‘Ù ØŒ وإنْ بلغ الغاية ÙÙŠ الجهاد وأدّى ØÙ‚Ù‘ Ø§Ù„Ù†Ù‘ØµÙŠØØ© ØŒ لكنّ ( شهيد العلقمي ) لمّا كانت بصيرته Ø£Ù†ÙØ° ØŒ وعلمه Ø£ÙˆÙØ± ØŒ وإيمانه أثبت ØŒ كان مداه أبعد ØŒ وغايته أسمى ØŒ ÙˆØØ¯ÙˆØ¯Ù‡ أوسع Ø› ولذلك خاطبه الصادق (عليه السّلام) بهذا الخطاب ØŒ وخصّه بالمبالغة ÙÙŠ التضØÙŠØ© ØŒ Ùكان هذا ÙƒÙØ¶ÙŠÙ„Ø© مخصوصة به ; لأنّ هاتيك المراتب الراقية لم توجد ÙÙŠ غيره .
ولعلّ من ناØÙŠØ© هذه المراتب الثلاث ثبت له (عليه السّلام) ØÙ‚Ù‘ÙŒ ÙÙŠ الدّÙين ØŒ ÙˆØÙ‚Ù‘ÙŒ على الاÙمّة ØŒ ÙˆØØ±Ù…ةٌ لا تÙنكر ØŒ ÙØ§Ø³ØªØÙ‚Ù‘ أنْ ÙŠÙØ®Ø§Ø·Ø¨Ù‡ الإمام (عليه السّلام) ÙÙŠ سلام الإذن بقوله : (لَعنَ اللّه٠مَنْ جَهلَ ØÙŽÙ‚ّكَ ØŒ واسْتَخÙÙ‘ÙŽ بØÙرمَتÙÙƒÙŽ (16) .(
وهناك درجة أربى وأربع أشار إليها الصادق (عليه السّلام) بقوله : (ورَÙَعَ ذكْرَكَ ÙÙŠ عÙلّÙيّÙينْ) (17) .
ÙØ¥Ù†Ù‘ ( ØØ§Ù…Ù‰ الشريعة ) لمْ ÙŠØ¨Ø±Ø Ù…ÙˆØ§ØµÙ„Ø§Ù‹ ÙÙŠ الخدمات ØØªÙ‘Ù‰ أقبل إلى اللّه تعالى Ù…ÙØªÙ„Ùّعاً بدم الشّهادة ØŒ شهادة صكّ٠نَبؤها مسامع الملكوت ØØªÙ‘Ù‰ أشرأب له هنالك من أنبياءَ ÙˆÙ…ÙØ±Ø³ÙŽÙ„ين ØŒ ÙˆØÙجج٠معصومين ØŒ وملائكة Ù…Ùقرّبين ØŒ ÙˆØÙˆØ±Ù وولدان ØŒ ÙˆØ£Ø±ÙˆØ§Ø Ù…Ùقدّسة ØŒ ومÙÙ‚Ø¯Ù‘Ø³Ø§ØªÙ Ø²Ø§ÙƒÙŠØ§ØªÙ Ø·ÙŠÙ‘ÙØ¨Ø§ØªÙ ØŒ Ùلمْ يلقَ (عليه السّلام) ÙÙŠ صعوده إليهم إلاّ ثغوراً باسمةً ووجوهاً Ù…ÙØ³ØªØ¨Ø´Ø±Ø©Ù‹ ØŒ وايذاناً له بالبشرى الخالدة ونعيمَ الأبد Ø› ÙØ·ÙÙ‚ يرÙÙ„ بين ذلك الجيل Ø§Ù„Ù‚ÙØ¯Ø³ÙŠ ØŒ الزّاهر بنور العصمة٠ورونق٠العلم ØŒ وهيبة٠العظمة وسمات٠الجلالة ØŒ وشارات٠النّزاهة وبهجة٠العطÙ٠الإلهي ØŒ وبهاء٠النّظر إلى الجلال السّرمدي ØŒ والاتّصال٠بالرّضوان الأكبر ØŒ وعليه Ø§ÙØ¨Ù‘هة٠الولاء وجلالة٠الطّاعة ØŒ وبلج٠التضØÙŠØ© وزÙÙ„ÙÙ‰ Ø§Ù„Ù…ÙØ§Ø¯Ø§Øª ØŒ وزهو العلم٠والعمل٠، ولذكره ÙÙŠ ذلك المÙنتدى الرهيب Ø±ÙØ¹Ø©ÙŒ ومنعةٌ ØŒ وإليه ÙŠÙØ´ÙŠØ± الإمام الصادق (عليه السّلام) ÙÙŠ Ù„ÙØ¸ الزيارة : (ورَÙَعَ ذكْرَكَ ÙÙŠ عÙلّÙيّÙينْ) .
ÙØ¥Ù†Ù‘ الغرضَ من هذا التعبير ليس إلاّ ما شرØÙ†Ø§Ù‡ ØŒ لا مجرّد صعود ذكره٠الطيّب إلى ذلك الملأ Ø§Ù„Ø£Ø±ÙØ¹ ØŒ شأن ÙƒÙÙ„Ù‘Ù ØµØ§Ù„Ø ÙÙŠ عالم الوجود ØŒ لكنّ الشأن ÙƒÙلَّه أنْ يكون [ لذكره المجيد (18) هنالك بذخٌ وإكبارٌ ØŒ Ùيرمقه ÙƒÙلّ٠طرÙ٠بنظر الإجلال ØŒ ويسمع الهتاÙÙŽ به بإذن٠التقدير ØŒ وتنعقد الضمائر على تقديسه ØŒ ولو أراد الإمام (عليه السّلام) Ù…ÙØ¬Ø±Ù‘د ذكره إلى ذلك العالم القدسي ØŒ لقال ÙÙŠ الخطاب : ÙˆØ±ÙØ¹ ذكرَك إلى
علّÙيّÙين ØŒ ولكنْ ØÙŠØ« إنّه أراد Ø±ÙØ¹ الذكر بين Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ اÙولئك الذين أختصّ Ù…ØÙ„ّهم Ùيه ØŒ جاء Ø¨ÙØ§Ø¡ الظرÙيّة ØŒ Ùقال : (ÙÙŠ علّÙيّÙين).
وأمّا قوله (عليه السّلام) ÙÙŠ الزيارة التي رواها المجلسي ÙÙŠ مزار Ø§Ù„Ø¨ØØ§Ø± ص165 ØŒ عن مزار الشيخ المÙيد وابن المشهدي : (لعَنَ اللّه٠اÙمّةً استØÙ„َّتْ منكَ Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø±ÙÙ…ÙŽ ØŒ وانْتهكتْ Ùيك ØÙرمةَ الإسلام٠(19) ( Ùيرشدنا إلى مكانة سامية لأبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ تصعد به إلى Ùوق مرتبة العصمة Ø› ÙØ¥Ù†Ù‘ا لم نجد مثل هذا الخطاب ÙÙŠ Ø£ÙŠÙ‘Ù ÙˆØ§ØØ¯ من الشّÙهداء ØŒ مع بلوغهم أعلى مرتبة Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ التي لم ÙŠØØ²Ù‡Ø§ أيّ٠شهيد غيرهم ØŒ ØØªÙ‘Ù‰ استØÙ‚ّوا أنْ يخاطبهم الإمام (عليه السّلام) ÙÙŠ زيارة النّص٠من رجب بقوله : (( السّلام٠عليكÙمْ يا مَهديّÙون ØŒ السّلام٠عليكÙمْ يا طاهرونَ Ù…ÙÙ†ÙŽ الدَّنَس )) (20). ويقول أيضاً : (( طبتÙمْ وطابَتْ الأرض٠الّتÙÙŠ Ùيها دÙÙنْتÙمْ (21) .
بل لم يخاطب بمثل ذلك عليّاً الأكبر الذي لا شكّ ÙÙŠ عصمته ØŒ ومنه يظهر أنّ للعبّاس منزلة ومقاماً ÙŠÙØ´Ø§Ø±Ù مقام الØÙجج المعصومين (عليهم السّلام) ØŒ تÙناط به ØØ±Ù…ة٠الإسلام كما تÙناط بهم صلوات اللّه عليهم ØŒ وإنّها تÙنتَهك بمثله كما تÙنتَهك بمثلهم (عليهم السّلام) ØŒ وهذا مقام Ùوق العصمة المرجوّة له .
ــــــــــــــــــــ
(1) الإرشاد للشيخ المÙيد 2 / 209 ØŒ Ù…ÙØ«ÙŠØ± Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ù† لابن نما / 50 ØŒ لواعج الأشجان / 178 .
(2) تاريخ الطبري 4 / 342 ØŒ الكامل ÙÙŠ التاريخ 4 / 76 .
(3) مقاتل الطالبيين لأبي Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ / 54 .
(4) مقاتل الطالبيين لأبي Ø§Ù„ÙØ±Ø¬ / 55
(5) الأخبار الطوال / 257 .
(6) تاريخ الطبري 4 / 338 .
(7) عمدة الطالب لابن عنبة / 356 ØŒ مقتل Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† لأبي مخن٠/ 176 . الأنوار العلويّة للنقدي / 442 .
(8) كامل الزيارات / 358 ØŒ Ø¨ØØ§Ø± الأنوار 98 / 148 .
(9) كامل الزيارات / 440 .
(10) المزار للشيخ المÙيد / 122 ØŒ المزار للمشهدي / 166 ØŒ Ø¨ØØ§Ø± الأنوار 97 / 427 .
(11) الطبقات الكبرى لابن سعد 2 / 12 ØŒ تاريخ الطبري 2 / 172 ØŒ Ø³ÙØ¨Ù„ الهدى والرشاد للصالØÙŠ Ø§Ù„Ø´Ø§Ù…ÙŠ 4 / 24 ØŒ ØªÙØ³ÙŠØ± البغوي 1 / 283 .
(12) لقد أجاد العلاّمة السيّد باقر نجل آية اللّه السيّد Ù…ØÙ…ّد الهندي (رØÙ…Ù‡ الله) ØŒ إذ يقول :
Ù„ÙŽÙˆ لَمْ تَكÙنْ جÙمعَتْ ÙƒÙلّ٠العÙلا Ùينا لكَانَ مَا كَانَ يَومَ الطّÙÙ‘Ù ÙŠÙŽÙƒÙÙŠÙنَا
يَومٌ نَهضنَا ÙƒØ£Ù…Ø«Ø§Ù„Ù Ø§Ù„Ø§ÙØ³ÙˆØ¯Ù به٠وأَقبلَتْ ÙƒØ§Ù„Ø¯Ù‘ÙØ¨Ø§ زَØÙَاً أعاديÙنَا
جَاؤوا بسبعيÙÙ†ÙŽ Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ سَلْ بَقيَّتَهÙمْ Ù‡ÙŽÙ„ قَابلونَا وَقد Ø¬ÙØ¦Ù†ÙŽØ§ Ø¨ÙØ³Ø¨Ù’عينَا
(13) بصائر الدرجات للصÙّار / 502 ØŒ دلائل الإمامة للطبري الشيعي / 188 ØŒ الخرائج ÙˆØ§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø¦Ø Ù„Ù„Ø±Ø§ÙˆÙ†Ø¯ÙŠ 2 / 771 ØŒ Ù…ÙØ«ÙŠØ± Ø§Ù„Ø£ØØ²Ø§Ù† لابن نما / 27 .
(14) كامل الزيارات / 441 ØŒ تهذيب الأØÙƒØ§Ù… للشيخ الطوسي 6 / 66 ØŒ المزار للمÙيد / 122 ØŒ المزار للمشهدي / 178 .
(15) كامل الزيارات / 441 ØŒ تهذيب الأØÙƒØ§Ù… للشيخ الطوسي 6 / 66 ØŒ المزار للمÙيد / 122 ØŒ المزار للمشهدي / 178 .
(16) المزار للشهيد الأوّل / 165 .
(17) كامل الزيارات / 441 ، المزار للشهيد الأوّل / 133 .
(18) وردت العبارة ÙÙŠ الأصل بهذا النّØÙˆ : ( لذكر ما لمجيد ) ولا معنى لها ØŒ ولعلّ الصØÙŠØ ما استقربناه .
(19) Ø¨ØØ§Ø± الأنوار 98 / 219 ØŒ المزار للمÙيد / 124 ØŒ المزار للمشهدي / 391 .
(20) Ø¨ØØ§Ø± الأنوار 98 / 330 ØŒ والوارد ÙÙŠ الزيارة : (( . . . السّلام٠عليكÙمْ يا طاهرونَ ØŒ السّلام٠عليكÙمْ يا مَهديّÙونَ . . . )) . نعم ورد ÙÙŠ زيارات Ø§ÙØ®Ø±Ù‰ قوله (عليه السّلام) : (( وطهّرَكÙمْ Ù…ÙÙ†ÙŽ الدَّنس٠)) . كامل الزيارات / 527 .
(21) المزار للشهيد الأوّل / 129 ، المزار للمشهدي / 465 .