راÙÙ‚ أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العباس (عليه السلام) الثورة الإسلامية الكبرى التي ÙØ¬Ù‘رها أخوه أبو Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± وسيّد الشهداء الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ تلك الثورة العملاقة التي كانت من أهمّ الثورات العالمية ØŒ ومن أكثرها عطاءً لشعوب الأرض ØŒ Ùقد غيّرت مجرى التاريخ وهزّت العالم بأسره ØŒ ÙˆØØ±Ù‘رت الانسان المسلم ØŒ ÙˆØ¯ÙØ¹Øª القطعات الشعبية من المسلمين إلى التمرّد على الظلم ØŒ ومناهضة الجور والطغيان.
وقد ساهم قمر بني هاشم ÙˆÙØ®Ø± عدنان ÙÙŠ هذه الثورة المباركة مساهمة إيجابية ÙˆÙØ¹Ù‘الة ØŒ وشارك أخاه Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙÙŠ جميع ÙØµÙˆÙ„ها ØŒ وقد وعى جميع أهداÙها وما تنشده من خير ورØÙ…Ø© للشعوب Ø§Ù„Ù…ØØ±ÙˆÙ…Ø© والمضطهدة ØŒ ÙØ¢Ù…Ù† بها إيماناً مطلقاً.
لقد كان العبّاس أهمّ عضو بارز ÙÙŠ هذه الثورة المشرقة ØŒ وقد لازم أخاه ممتثلاً لأمره ØŒ منÙّذاً لرغباته ØŒ شادّاً لعضده ØŒ مؤمناً بقوله ØŒ مصدقاً لمبادئه ØŒ لم ÙŠÙØ§Ø±Ù‚Ù‡ ÙÙŠ مسيرته الخالدة من يثرب إلى مكّة ØŒ ثم إلى أرض الكرامة والشهادة ØŒ ÙÙÙŠ كل موق٠من ثورة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ كان العبّاس معه ØŒ وشريكاً له ØŒ .. ÙˆÙ†ØªØØ¯Ù‘Ø« Ù€ عن بعض Ø§Ù„ÙØµÙˆÙ„ التأريخية لهذه الثورة العظمى التي كان العباس العلم البارز Ùيها.
Ø±ÙØ¶ الامام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† لبيعة يزيد :
وأعلن الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) رسمياً Ø±ÙØ¶Ù‡ الكامل لبيعة يزيد ØŒ وذلك ØÙŠÙ†Ù…ا استدعاه ØØ§ÙƒÙ… المدينة الوليد بن عقبة ÙÙŠ غلس الليل ØŒ وقد Ùهم الإمام ما أراد منه ØŒ ÙØ§Ø³ØªØ¯Ø¹Ù‰ عضده وأخاه أبا Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العبّاس وسائر Ø§Ù„ÙØªÙŠØ© من أهل بيته ليقوموا بØÙ…ايته ØŒ وأمرهم بالجلوس ÙÙŠ خارج الدار ÙØ§Ø°Ø§ سمعوا صوته قد علا ÙØ¹Ù„يهم أن يقتØÙ…وا الدار لانقاذه ØŒ ودخل الامام على الوليد ÙØ§Ø³ØªÙ‚بله بØÙاوة وتكريم ØŒ ثم نعى إليه هلاك معاوية ØŒ وما أمره به يزيد من أخذ البيعة من أهل المدينة عامة ومن Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† خاصة ØŒ ÙØ§Ø³ØªÙ…هله الإمام ØØªÙ‰ Ø§Ù„ØµØ¨Ø ØŒ ليجتمع الناس ØŒ وقد أراد أن يعلن أمامهم Ø±ÙØ¶Ù‡ الكامل لبيعة يزيد ØŒ ويدعوهم إلى التمرّد على ØÙƒÙˆÙ…ته ØŒ وكان مروان بن الØÙƒÙ… الذي هو من رؤوس المناÙقين ØŒ ومن أعمدة الباطل ØØ§Ø¶Ø±Ø§Ù‹ ØŒ ÙØ§Ù†Ø¯Ùع لاشعال نار Ø§Ù„ÙØªÙ†Ø© ØŒ ÙØµØ§Ø بالوليد :
« لئن ÙØ§Ø±Ù‚Ùƒ الساعة ØŒ ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها أبداً ØØªÙ‰ تكثر القتلى بينكم وبينه ØŒ Ø£ØØ¨Ø³Ù‡ ÙØ§Ù† بايع ØŒ وإلاّ ضربت عنقه .. ».
ووثب أبي الضيم ÙÙŠ وجه مروان ØŒ Ùقال Ù…ØØªÙ‚راً له :
« يا بن الزرقاء أأنت تقتلني أم هو ØŸ ØŒ كذبت والله ولؤمت .. ».
ثم Ø§Ù„ØªÙØª أبو Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± إلى الوليد ÙØ£Ø®Ø¨Ø±Ù‡ عن عزمه ØŒ وتصميمه ÙÙŠ Ø±ÙØ¶Ù‡ لبيعة يزيد قائلاً :
« أيّها الأمير ØŒ إنّا أهل بيت النبوة ØŒ ومعدن الرسالة ØŒ ومختل٠الملائكة ØŒ ومØÙ„Ù‘ الرØÙ…Ø© ØŒ بنا ÙØªØ الله ØŒ وبنا ختم ØŒ ويزيد رجل ÙØ§Ø³Ù‚ ØŒ شارب الخمر ØŒ قاتل Ø§Ù„Ù†ÙØ³ Ø§Ù„Ù…ØØ±Ù‘مة ØŒ معلن Ø¨Ø§Ù„ÙØ³Ù‚ ØŒ ومثلي لا يبايع مثله ØŒ ولكن Ù†ØµØ¨Ø ÙˆØªØµØ¨ØÙˆÙ† ØŒ وننظر وتنظرون ØŒ أيّنا Ø£ØÙ‚Ù‘ Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© والبيعة .. » (1).
لقد أعلن الإمام Ø±ÙØ¶Ù‡ لبيعة يزيد ÙÙŠ بيت الامارة ورواق السلطة ØŒ وهو غير ØØ§ÙÙ„ بالØÙƒÙ… القائم ØŒ Ùقد وطّن Ù†ÙØ³Ù‡ على التضØÙŠØ© ÙˆØ§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ لينقذ المسلمين من ØÙƒÙ… إرهابي عني٠يستهد٠إذلالهم ØŒ وإرغامهم على ما يكرهون.
لقد كان أبو Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± عالماً Ø¨ÙØ³Ù‚ يزيد ÙˆÙØ¬ÙˆØ±Ù‡ ومروقه من الدين ØŒ ولو أقرّ Ù„ØÙƒÙˆÙ…ته لساق المسلمين إلى الذلّ والعبودية ØŒ وعص٠بالعقيدة الإسلامية ÙÙŠ متاهات سØÙŠÙ‚Ø© من مجاهل هذه الØÙŠØ§Ø© ØŒ ولكنّه سلام الله عليه صمد ÙÙŠ وجه الاعاصير هازئاً من الØÙŠØ§Ø© ØŒ ساخراً من الموت ØŒ ÙØ¨Ù†Ù‰ للمسلمين عزّاً شامخاً ØŒ ومجداً رÙيعاً ØŒ ÙˆØ±ÙØ¹ كلمة الإسلام عالية ÙÙŠ الأرض.
إلى مكّة المكرّمة :
وصمّم أبو Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± على مغادرة يثرب ØŒ والتوجه إلى مكّة المكرّمة ليتّخذ منها مقرّاً لبثّ دعوته ØŒ ونشر أهدا٠ثورته ØŒ ويدعو المسلمين إلى Ø§Ù„Ø§Ù†ØªÙØ§Ø¶Ø© على الØÙƒÙ… الأموي الذي يمثّل الجاهلية بجميع أبعادها الشريرة ØŒ وقبل أن يتوجّه إلى مكّة Ø®ÙÙ‘ إلى قبر جدّه (صلى الله عليه واله) وهو ØØ²ÙŠÙ† قد Ø£ØØ§Ø·Øª به الأزمات ÙØ´ÙƒÙ‰ إليه ما ألمّ به من المØÙ† والبلوى ØŒ ثم توجّه إلى قبر سيّدة النساء أمّه الزكيّة ÙØ£Ù„قى عليها نظرات الوداع الأخير ØŒ وزار بعد ذلك قبر أخيه الزكيّ أبي Ù…ØÙ…د (عليه السلام) ثم توجّه مع جميع Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ عائلته إلى مكّة التي هي ØØ±Ù… الله ليعوذ ببيتها Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… الذي ÙØ±Ø¶ الله Ùيه الأمن لجميع عباده ØŒ وكان أخوه أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ إلى جانبه قد نشر رايته ØªØ±ÙØ±Ù على رأسه ØŒ وقد تولّى جميع شؤونه وشؤون عائلته ØŒ وقام خير قيام بما ÙŠØØªØ§Ø¬ÙˆÙ† إليه.
وسلك أبو Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± ÙÙŠ مسيره الطريق العام ÙØ£Ø´Ø§Ø± عليه بعض من كان معه بأن ÙŠØÙŠØ¯ عنه Ù€ كما ÙØ¹Ù„ ابن الزبير Ù€ Ù…Ø®Ø§ÙØ© أن يدركه الطلب من السلطة ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡ بكل شجاعة وثقة ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ :
« لا والله ما ÙØ§Ø±Ù‚ت هذا الطريق ØŒ أو أنظر إلى أبيات مكة ØØªÙ‰ يقضي الله ÙÙŠ ذلك ما ÙŠØØ¨Ù‘ ويرضى .. ».
وانتهى ركب الإمام إلى مكّة ليلة الجمعة لثلاث ليال مضين من شعبان ÙˆØØ·Ù‘ رØÙ„Ù‡ ÙÙŠ دار العبّاس بن عبد المطلب ØŒ وقد Ø§ØØªÙÙ‰ به المكّيون خير Ø§ØØªÙاء ØŒ وجعلوا يختلÙون إليه بكرة وعشية ØŒ وهم يسألونه عن Ø£ØÙƒØ§Ù… دينهم ØŒ ÙˆØ£ØØ§Ø¯ÙŠØ« نبيّهم ØŒ كما ØªÙˆØ§ÙØ¯ لزيارته القادمون إلى بيت الله Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… من Ø§Ù„ØØ¬Ù‘اج والمعتمرين من سائر Ø§Ù„Ø¢ÙØ§Ù‚ ØŒ ولم يترك الإمام (عليه السلام) Ù„ØØ¸Ø© تمرّ من دون أن يبثّ الوعي الديني والسياسي ÙÙŠ Ù†Ùوس زائريه من المكيّين وغيرهم ØŒ ويدعوهم إلى التمرّد على الØÙƒÙ… الأموي الذي عمد على إذلالهم وعبوديتهم.
ÙØ²Ø¹ السلطة بمكّة :
ÙˆÙØ²Ø¹Øª السلطة المØÙ„ّية بمكة من قدوم الإمام إليها ØŒ واتخاذها مقراً لدعوته ØŒ ومركزاً لإعلان ثورته ØŒ وكان ØØ§ÙƒÙ… مكّة الطاغية عمرو بن سعيد الأشدق ØŒ Ùقد رأى Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ تزاØÙ… المسلمين على الإمام ØŒ وسمع ما يقولونه ان الإمام أولى Ø¨Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ© الإسلامية وأØÙ‚Ù‘ بها من آل أبي سÙيان الذين لا يرجون لله وقاراً ØŒ ÙØ®Ù مسرعاً Ù†ØÙˆ الإمام Ùقال له بغيظ :
« ما أقدمك إلى البيت Ø§Ù„ØØ±Ø§Ù… ØŸ.. ».
وكأن بيت الله العظيم ملك لبني أميّة ØŒ وليس هو لجميع المسلمين ØŒ ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡ الإمام بثقة وهدوء :
« أنا عائذ بالله ØŒ وبهذا البيت ... ».
ÙˆØ±ÙØ¹ الطاغية بالوقت رسالة إلى سيّده يزيد بن معاوية Ø£ØØ§Ø·Ù‡ بها علماً بمجيء الامام إلى مكّة ØŒ واختلا٠الناس إليه ØŒ ÙˆØ§Ù„ØªÙØ§Ùهم ØÙˆÙ„Ù‡ ØŒ وان ذلك يشكّل خطراً على ØÙƒÙˆÙ…ته ØŒ ÙÙØ²Ø¹ يزيد كأشدّ ما يكون Ø§Ù„ÙØ²Ø¹ ØÙŠÙ†Ù…ا قرأ رسالة الأشدق ÙØ±Ùع ÙÙŠ الوقت مذكّرة إلى ابن عباس يتهدّد Ùيها Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† على ØªØØ±Ù‘كه ØŒ ويطلب منه التدخّل Ùوراً Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø£Ù…Ø± ÙˆØØ¬Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† عن مناهضته ØŒ ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡ ابن عبّاس برسالة ØŒ نصØÙ‡ Ùيها بعدم التعرّض Ù„Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ وانه انّما هاجر إلى مكّة ÙØ±Ø§Ø±Ø§Ù‹ من السلطة المØÙ„ّية ÙÙŠ يثرب التي لم ترع مكانته ØŒ ومقامه.
ومكث الإمام (عليه السلام) ÙÙŠ مكّة ØŒ والناس تختل٠إليه ØŒ وتدعوه إلى إعلان الثورة على الأمويين ØŒ وكانت Ù…Ø¨Ø§ØØ« الأمن تراقبه أشدّ ما تكون المراقبة ØŒ وتسجّل جميع ØªØØ±Ù‘كاته ونشاطاته السياسية ØŒ وما يدور بينه وبين Ø§Ù„ÙˆØ§ÙØ¯ÙŠÙ† عليه ØŒ وتبعث بجميع ذلك إلى دمشق لاطلاع يزيد عليه.
ØªØØ±Ù‘Ùƒ الشيعة ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© :
ÙˆØÙŠÙ†Ù…ا أشيع هلاك معاوية ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© أعلنت الشيعة Ø£ÙØ±Ø§ØÙ‡Ø§ بموته وعقدوا مؤتمراً شعبياً ÙÙŠ بيت أكبر زعمائهم ØŒ وهو سليمان بن صرد الخزاعي ØŒ ÙˆØ§Ù†Ø¯ÙØ¹ÙˆØ§ إلى إعلان الخطب الØÙ…اسية Ùيها وقد عرضوا بصورة شاملة إلى ما عانوه من الاضطهاد والتنكيل ØŒ ÙÙŠ أيّام معاوية ØŒ وأجمعوا على بيعة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ ÙˆØ±ÙØ¶ بيعة يزيد ØŒ وأرسلوا ÙÙŠ Ù†ÙØ³ الوقت ÙˆÙØ¯Ø§Ù‹ منهم Ù„ÙŠØØ«Ù‘ الإمام على القدوم إلى مصرهم لتشكيل ØÙƒÙˆÙ…ته ليعيد لهم الØÙŠØ§Ø© الكريمة التي Ùقدوها ÙÙŠ ظلال الØÙƒÙ… الأموي ويبسط ÙÙŠ بلادهم الأمن والرخاء ØŒ وترجع بلدهم عاصمة للدولة الإسلامية كما كانت أيّام أبيه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ØŒ وكان من بين ذلك Ø§Ù„ÙˆÙØ¯ عبد الله البجلي ØŒ وأخذ Ø§Ù„ÙˆÙØ¯ يسرع ÙÙŠ سيره ØØªÙ‘Ù‰ انتهى إلى مكّة ØŒ ÙØ¹Ø±Ø¶ على الامام مطاليب أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ وألØÙ‘وا عليه بالاسراع إلى القدوم إليهم.
رسائل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© :
ولم يكت٠الكوÙيون Ø¨Ø§Ù„ÙˆÙØ¯ الذي بعثوه إلى الإمام ØŒ وانّما عمدوا إلى إرسال آلا٠الرسائل إليه أعربوا Ùيها عن عزمهم الجادّ على نصرته ØŒ والوقو٠إلى جانبه ØŒ وانّهم ÙŠÙØ¯ÙˆÙ†Ù‡ بأرواØÙ‡Ù… وأموالهم ØŒ ويطلبون منه الإسراع إلى مصرهم ليشكّل Ùيه دولة القرآن والإسلام التي هي غاية آمالهم ÙˆØÙ…لوا الإمام المسؤولية أمام الله والتأريخ إن لم يستجب لدعوتهم.
ورأى الإمام (عليه السلام) أنّه قد قامت عليه Ø§Ù„ØØ¬Ù‘Ø© الشرعية ØŒ وان الواجب ÙŠØØªÙ‘Ù… عليه إجابتهم.
Ø¥ÙŠÙØ§Ø¯ مسلم إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© :
ولمّا تتابعت الوÙود والرسائل من أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© على الإمام ØŒ وهي ØªØØ«Ù‘Ù‡ على القدوم إليهم ØŒ لم يجد Ø¨ÙØ¯Ù‘اً من إجابتهم ØŒ ÙØ£ÙˆÙد إليهم ثقته وكبير أهل بيته ØŒ والمبرز من بينهم Ø¨Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© وتقوى الله ابن عمّه مسلم بن عقيل ØŒ وكانت مهمّته خاصة ÙˆÙ…ØØ¯ÙˆØ¯Ø© ØŒ وهي الوقو٠على واقع الكوÙيين ØŒ ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ© أمرهم ØŒ ÙØ§Ù† صدقوا Ùيما قالوا توجّه الإمام إليهم وأقام ÙÙŠ مصرهم دولة القرآن.
ومضى مسلم يجد ÙÙŠ السير لا يلوي على شيء ØØªÙ‰ انتهى إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© Ùنزل ÙÙŠ بيت زعيم من زعماء الشيعة ØŒ وسي٠من سيوÙهم ØŒ وهو المختار بن أبي عبيدة الثقÙÙŠ ØŒ الذي كان يتمتّع بخبرة سياسية واسعة ØŒ وشجاعة ÙØ§Ø¦Ù‚Ø© ØŒ ودراية تامة بالشؤون Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ© والاجتماعية ØŒ وقد ÙØªØ المختار أبواب داره إلى مسلم ØŒ وصار بيته مركزاً Ù„Ù„Ø³ÙØ§Ø±Ø© Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ†ÙŠÙ‘Ø©. ولما علمت الشيعه بقدوم مسلم سارعوا إليه مرØÙ‘بين به ØŒ ومقدمين له جميع ألوان الØÙاوة والدعم ØŒ والتÙوا ØÙˆÙ„Ù‡ ØŒ طالبين منه أن يأخذ منهم البيعة للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ واستجاب لهم مسلم ÙÙØªØ سجلاً للمبايعين وقد Ø£ØØµÙŠ Ø¹Ø¯Ø¯Ù‡Ù… ÙÙŠ الأيام القليلة بما يزيد على ثمانية عشر Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ ØŒ ÙˆÙÙŠ كل يوم يزداد عدد المبايعين منهم ØŒ وألØÙ‘وا عليه أن يراسل الإمام بالإسراع إلى القدوم إليهم ليتولّى قيادة الأمة ØŒ .. ومن الجدير بالذكر أن السلطة المØÙ„يّة ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© كانت على علم بمجريات الثورة ØŒ وقد ÙˆÙ‚ÙØª منها موق٠الصمت ØŒ Ùلم تتخذ أي اجراءات ضدّها ØŒ ويعود السبب ÙÙŠ ذلك إلى ان ØØ§ÙƒÙ… Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© النعمان بن بشير الأنصاري كان من Ø§Ù„Ù…Ù†ØØ±Ùين عن يزيد بسبب مواقÙÙ‡ المعادية للأنصار ØŒ ÙˆÙ…Ø¶Ø§ÙØ§Ù‹ إلى ذلك ÙØ§Ù† ابنته كانت زوجة المختار الذي استضا٠مسلماً ووق٠إلى جانبه.
ومن الطبيعي أنّه لم يرق لعملاء الأمويين وأذنابهم موق٠النعمان المتّسم بالليونة وعدم المبالاة بالثورة ØŒ ÙØ¨Ø§Ø¯Ø±ÙˆØ§ إلى الاتصال بدمشق ØŒ وعرّÙوا يزيد بموق٠النعمان ØŒ وطلبوا المبادرة بإقصائه ØŒ وتعيين ØØ§ÙƒÙ…اً ØØ§Ø²Ù…اً يستطيع القضاء على الثورة ØŒ وإخضاع الجماهير إلى ØÙƒÙ…Ù‡ ØŒ ÙˆÙØ²Ø¹ يزيد من الأمر ØŒ ÙØ£Ø±Ø³Ù„ إلى مستشاره الخاص سرجون ØŒ وكان دبلوماسياً Ù…ØÙ†Ù‘كاً ØŒ ÙØ¹Ø±Ø¶ عليه ما ألمّ به وطلب منه أن يرشده إلى ØØ§ÙƒÙ… يتمكّن من السيطرة على الأوضاع Ø§Ù„Ù…ØªÙØ¬Ù‘رة ÙÙŠ Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ ÙØ£Ø´Ø§Ø± عليه بتولّيه الإرهابي عبيد الله بن زياد ÙØ§Ù†Ù‘Ù‡ شبيه بأبيه ÙÙŠ التجرّد من كلّ نزعة إنسانية ØŒ وعدم المبالاة ÙÙŠ اقترا٠أبشع الجرائم ØŒ ÙØ§Ø³ØªØ¬Ø§Ø¨ يزيد لرأيه ØŒ وكتب لابن زياد مرسوماً بولايته على Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© بعد أن كان والياً على البصرة Ùقط ØŒ وبذلك Ùقد Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¹Ø±Ø§Ù‚ كلّه خاضعاً لسيطرته ØŒ وأصدر إليه الأوامر المشدّدة بالإسراع إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© لاستئصال الثورة ØŒ والقضاء على مسلم.
Ø³ÙØ± ابن زياد إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© :
ÙˆØÙŠÙ†Ù…ا تسلّم ابن زياد المرسوم ÙÙŠ ولايته على Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© توجّه إليها Ùوراً ØŒ وأخذ يجد ÙÙŠ السير لا يلوي على شيء Ù…Ø®Ø§ÙØ© أن يسبقه إليها الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ ÙˆØÙŠÙ†Ù…ا أشر٠على Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© غيّر ملابسه ØŒ ولبس ثياباً يمانية وعمامة سوداء ليوهم على الكوÙيين أنّه الامام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ وقد اعتقدوا بذلك ÙØ£ØØ§Ø·ÙˆØ§ به مرØÙ‘بين بقدومه ØŒ وهاتÙين بØÙŠØ§ØªÙ‡ ØŒ ÙØ§Ø³ØªØ§Ø¡ ابن زياد من ذلك كأشدّ ما يكون الاستياء ØŒ وأسرع ÙÙŠ سيره Ù…Ø®Ø§ÙØ© أن ينكش٠أمره ØŒ Ùيقتل ØŒ ولما انتهى إلى قصر الامارة ØŒ وجد الباب مغلقاً ÙØ·Ø±Ù‚Ù‡ ÙØ£Ø´Ø±Ù عليه النعمان ØŒ وقد توهّم أنه الامام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙØ§Ù†Ø¨Ø±Ù‰ يخاطبه بلط٠قائلاً :
« ما أنا بمؤدّ إليك أمانتي يا بن رسول الله ØŒ وما لي ÙÙŠ قتالك من ارب » ..
ÙØµØ§Ø به ابن مرجانة :
« Ø§ÙØªØ لا ÙØªØØª Ùقد طال ليلك .. ».
وعرÙÙ‡ بعض من كان خلÙÙ‡ ÙØµØ§Ø بالجماهير :
« انّه ابن مرجانة ØŒ وربّ الكعبة .. ».
وكان ذلك الصاعقة على رؤوسهم Ùولّوا منهزمين إلى دورهم ØŒ وقد ملئت قلوبهم Ø®ÙˆÙØ§Ù‹ ورعباً ØŒ وبادر الطاغية Ù†ØÙˆ القصر ÙØ§Ø³ØªÙˆÙ„Ù‰ على المال ÙˆØ§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ØŒ ÙˆØ£ØØ§Ø· به عملاء الأمويين أمثال عمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن ØŒ ومØÙ…د بن الأشعث وغيرهم من وجوه Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ÙØ¬Ø¹Ù„وا ÙŠØØ¯Ø«ÙˆÙ†Ù‡ عن الثورة ØŒ ويعرÙونه بأعضائها البارزين ØŒ ويضعون معه المخططات الرهيبة للقضاء عليها.
ولمّا Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„ØµØ¨Ø Ø¬Ù…Ø¹ ابن مرجانة الناس ÙÙŠ المسجد الأعظم ØŒ ÙØ£Ø¹Ù„مهم بولايته على مصرهم ØŒ ومنّى أهل الطاعة بالصلة ØŒ وأهل المعصيّة بالعقاب الصارم ثم عمد إلى نشر الخو٠والإرهاب بين الناس ØŒ وقد أمسك جماعة لم يجر معهم أي تØÙ‚يق ÙØ£Ù…ر بإعدامهم ØŒ وملأ السجون بالمعتقلين ØŒ واتخذ من ذلك وسيلة للسيطرة على البلاد.
ولمّا علم مسلم بقدوم ابن مرجانة ØŒ وما قام به من الأعمال الإرهابية تØÙˆÙ‘Ù„ من دار المختار إلى دار الزعيم الكبير هانئ بن عروة ØŒ وهو سيّد Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ وزعيمها المطاع ØŒ وقد عر٠بالولاء والمودّة لأهل البيت : ØŒ وقد استقبله هانئ بØÙاوة وتكريم ØŒ ورØÙ‘ب به كأعظم ما يكون الترØÙŠØ¨ ÙˆÙØªØ داره على مصراعيها لشيعة مسلم ØŒ واتخاذ القرارات لدعم الثورة ØŒ ومناهضة خصومها.
المخطّطات الرهيبة :
واتّخذ ابن مرجانة سلسلة من المخططات أدّت إلى نجاØÙ‡ ÙÙŠ الميادين السياسية ØŒ والتغلّب على Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« ØŒ ÙØ¨Ø¹Ø¯ أن كانت Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØªØØª قبضة مسلم انقلبت رأساً على عقب ØŒ وصارت مع ابن زياد ØŒ ومن بين تلك المخططات التي تمّ تنÙيذها ما يلي :
التجسّس على مسلم :
وأول بادرة سلكها ابن مرجانة هي التجسس على مسلم ØŒ ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙØ© نشاطاته السياسية ØŒ ÙˆØ§Ù„Ø§ØØ§Ø·Ø© بنقاط الضع٠والقوة عنده والوقو٠على جميع ما يجري عنده من Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« ØŒ وقد اختار للقيام بهذه المهمة مولاه معقلاً ØŒ وكان ÙØ·Ù†Ø§Ù‹ ذكياً ذا Ù…Ø¹Ø±ÙØ© بالسياسة الماكرة ØŒ وأعطاه ثلاثة آلا٠درهم ØŒ وأمره بالاتصال بأعضاء الثورة ØŒ وإعلامهم بأنه من الموالي الذين عر٠أكثرهم بالولاء لأهل البيت : ØŒ وانه قد جاء إلى مصرهم ØÙŠÙ†Ù…ا بلغه أن داعية الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) قدم إليهم ليأخذ البيعة منهم له ØŒ وان عنده مالاً ليوصله له ليستعين به على ØØ±Ø¨ عدوّه.
ومضى معقل ÙÙŠ مهمته ØŒ وجعل ÙŠÙØªÙ‘Ø´ عمن له Ù…Ø¹Ø±ÙØ© بسÙير Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ÙØ£Ø±Ø´Ø¯ إلى مسلم بن عوسجة وهو من أعلام الشيعة ØŒ ÙˆØ£ØØ¯ القادة الطليعيين ÙÙŠ الثورة ØŒ ÙØ§ØªØµÙ„ به ØŒ وأظهر له الولاء المزيّ٠لأهل البيت ØŒ والتعطّش الكاذب لرؤية سÙيرهم مسلم ØŒ ÙØ§Ù†Ø®Ø¯Ø¹ ابن عوسجة بكلامه ØŒ وغرّه تلهّÙÙ‡ المصطنع لرؤية داعية Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ØŒ ÙØ£Ø¯Ø®Ù„Ù‡ على مسلم ÙØ¨Ø§ÙŠØ¹Ù‡ ØŒ وأخذ المال منه ØŒ وجعل يتردّد عليه ÙÙŠ كل يوم Ùكان Ù€ Ùيما يقول المؤرّخون أوّل داخل عليه ØŒ وآخر خارج عنه ØŒ وقد وق٠على جميع شؤون الثورة ØŒ وعر٠أعضاءها ØŒ والمتØÙ…ّسين لها وما يستجدّ Ùيها من شؤون ØŒ وكان ينقل ذلك ØØ±Ùياً إلى سيّده ابن مرجانة وبذلك Ùقد Ø£ØØ§Ø· بجميع مجريات Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« ØŒ ولم يخ٠عليه أي شيء منها.
اعتقال هانئ :
وقدم ابن زياد على أخطر عملية ÙƒÙØªØ¨ له Ùيها Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ù„ØªÙ†Ùيذ مخططاته ØŒ Ùقد قام باعتقال هانئ بن عروة سيد Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ والزعيم Ø§Ù„Ø£ÙˆØØ¯ لقبائل Ù…Ø°ØØ¬ التي كانت تشكّل الأكثرية الساØÙ‚Ø© من سكّان Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ وقد أشاع بذلك موجة من الخو٠والإرهاب عند جميع الكوÙيين ØŒ كما وجّه ضربة قاسية ومدمّرة للثورة Ùقد استولى الرعب ÙˆØ§Ù„ÙØ²Ø¹ على انصار مسلم ØŒ ومنوا بهزيمة Ù†ÙØ³ÙŠØ© ساØÙ‚Ø© وعلى أي ØØ§Ù„ ÙØ§Ù† هانئ ØÙŠÙ†Ù…ا مثل أمام الطاغية استقبله بشراسة وعن٠وطلب منه بالÙور تسليم ضيÙÙ‡ الكبير مسلم ØŒ ÙØ£Ù†ÙƒØ± هانئ أن يكون عنده لأنّه Ø£ØØ§Ø· أمره بكثير من السرية والكتمان ØŒ ÙØ£Ù…ر ابن زياد Ø¨Ø¥ØØ¶Ø§Ø± الجاسوس معقل ØŒ Ùلما ØØ¶Ø± سقط ما ÙÙŠ يد هانئ وأطرق برأسه إلى الأرض. ولكن سرعان ما سيطرت شجاعته على الموق٠، ÙØ§Ù†ØªÙض كالأسد ساخراً من ابن زياد ومتمرداً على سلطته ØŒ ÙØ§Ù…تنع كأشدّ ما يكون الامتناع من تسليم ضيÙÙ‡ إليه لأنّه بذلك يسجّل عاراً وخزياً عليه ØŒ ÙØ«Ø§Ø± الطاغية ÙÙŠ وجهه ØŒ وثم أمر غلامه مهران أن يدنيه منه ØŒ ÙØ£Ø¯Ù†Ø§Ù‡ ØŒ ÙØ§Ø³ØªØ¹Ø±Ø¶ وجهه المكرم بالقضيب ØŒ وضربه ضرباً Ø¹Ù†ÙŠÙØ§Ù‹ ØØªÙ‰ كسر أنÙÙ‡ ØŒ ونثر Ù„ØÙ… خدّيه وجنبيه على Ù„ØÙŠØªÙ‡ ØØªÙ‰ ØªØØ·Ù‘Ù… القضيب ØŒ وسالت الدماء على ثيابه ØŒ ثم أمر باعتقاله ÙÙŠ Ø£ØØ¯ بيوت القصر. Ø§Ù†ØªÙØ§Ø¶Ø© Ù…Ø°ØØ¬ :
ولمّا شاع اعتقال هانئ Ø§Ù†Ø¯ÙØ¹Øª قبائل Ù…Ø°ØØ¬ Ù†ØÙˆ قصر الامارة ØŒ وقد قاد جموعها الانتهازي القذر عمرو بن Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ ØŒ وهو من أذناب السلطة ومن Ø£ØÙ‚ر عملائها ØŒ وقد Ø±ÙØ¹ عقيرته ليسمعه ابن زياد قائلاً :
« أنا عمرو بن Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ ØŒ وهذه ÙØ±Ø³Ø§Ù† Ù…Ø°ØØ¬ ØŒ ووجوهها لم نخلع طاعة ØŒ ولم Ù†ÙØ§Ø±Ù‚ جماعة .. ».
ÙˆØÙÙ„ كلامه بالخنوع والمسالمة للسلطة ØŒ وليس Ùيه أي Ø§Ù†Ø¯ÙØ§Ø¹ لإنقاذ هانئ ØŒ وانّما Ùيه التأييد والدعم لابن زياد ØŒ ولذا لم يكترث به ØŒ وأوعز إلى Ø´Ø±ÙŠØ Ø§Ù„Ù‚Ø§Ø¶ÙŠ ØŒ وهو من وعاظ السلاطين ØŒ ومن دعائم الØÙƒÙ… الأموي ÙØ£Ù…ره أن يدخل على هانئ ØŒ ويخرج لهم ØŒ ويخبرهم بأنّه ØÙŠÙ‘ سالم وانّه يأمرهم بالانصرا٠إلى منازلهم ØŒ ودخل على هانئ Ùلما بصر به ØµØ§Ø Ù…Ø³ØªØ¬ÙŠØ±Ø§Ù‹ :
« يا للمسلمين أهلكت عشيرتي !! أين أهل الدين ØŒ أين أهل المصر ØŒ أيخلوني وعدوهم .. ».
ÙˆØ§Ù„ØªÙØª إلى Ø´Ø±ÙŠØ ØŒ وقد سمع أصوات أسرته قائلاً :
« يا Ø´Ø±ÙŠØ Ø§Ù†Ù‘ÙŠ لأظنّها أصوات Ù…Ø°ØØ¬ وشيعتي من المسلمين ØŒ انّه إن دخل عليَّ عشرة Ù†ÙØ± أنقذوني .. ».
وخرج Ø´Ø±ÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ باع آخرته وضميره على ابن مرجانة ØŒ Ùقال Ù„Ù…Ø°ØØ¬ :
« نظرت إلى ØµØ§ØØ¨ÙƒÙ… ØŒ انّه ØÙŠ Ù„Ù… يقتل .. ».
وبادر ابن Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø¬ عميل الأمويين وخادمهم ÙØ±Ùع صوته لتسمعه Ù…Ø°ØØ¬ قائلاً :
« إذا لم يقتل ÙØ§Ù„ØÙ…د لله .. ».
وولّت قبائل Ù…Ø°ØØ¬ منهزمة كأنّما Ø£ØªÙŠØ Ù„Ù‡Ø§ الخلاص من سجن ØŒ وقد ØµØØ¨Øª معها الخيانة والخزي ØŒ ومن المؤكّد أن هزيمة Ù…Ø°ØØ¬ بهذه السرعة كانت نتيجة Ø§ØªÙØ§Ù‚ سرّي بين زعمائها وبين ابن مرجانة للقضاء على هانئ ØŒ
ولولا ذلك لهجمت على السجن وأخرجته.
لقد تنكّرت Ù…Ø°ØØ¬ لزعيمها الكبير الذي كان Ù…ØØ³Ù†Ø§Ù‹ عليها Ùلم ت٠بØÙ‚وقه ØŒ وتركته أسيراً بيد الإرهابي ابن مرجانة ØŒ وهو يمعن ÙÙŠ إذلاله وقهره ØŒ ÙÙŠ ØÙŠÙ† أن Ù…Ø°ØØ¬ كانت لهم السيادة على Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ©.
ثورة مسلم :
ولما علم مسلم ما جرى على هانئ العضو البارز ÙÙŠ الثورة من الاعتداء والاعتقال ØŒ بادر إلى اعلان الثورة على ابن زياد ØŒ ÙØ£ÙˆØ¹Ø² إلى Ø£ØØ¯ قاده جيشه عبد الله بن ØØ§Ø²Ù… أن ينادي ÙÙŠ Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØŒ وقد ملأ بهم الدور ØŒ ÙØ§Ø¬ØªÙ…ع إليه زهاء أربعة آلا٠مقاتل أو أربعون Ø£Ù„ÙØ§Ù‹ ØŒ كما ÙÙŠ رواية أخرى ØŒ وتعالت أصواتهم بشعار المسلمين يوم بدر « يا منصور أمت .. ».
وقام مسلم بتنظيم جيشه ÙØ§Ø³Ù†Ø¯ القيادات العامة إلى من عرÙوا بالولاء والإخلاص لأهل البيت : ØŒ وزØÙ بجيشه Ù†ØÙˆ قصر الإمارة ØŒ وكان ابن زياد قد خرج إلى الجامع ØŒ وقد ألقى خطاباً على الجماهير تهدّد Ùيه على كل من يخلع يد الطاعة ØŒ ويناهض الدولة ØŒ ÙˆØÙŠÙ†Ù…ا أنهى خطابه سمع الضجّة وأصوات الثوّار ÙˆÙ‡ØªØ§ÙØ§ØªÙ‡Ù… بسقوطه Ùهاله ذلك ØŒ وسأل عن السبب ÙØ£Ø®Ø¨Ø± أن مسلم بن عقيل قد أقبل ÙÙŠ جمهور من شيعته Ù„ØØ±Ø¨Ù‡ ØŒ ÙÙØ²Ø¹ الجبان ØŒ واختط٠الرعب لونه ØŒ وأسرع Ù†ØÙˆ القصر يلهث كالكلب من شدّة Ø§Ù„ÙØ²Ø¹ والخو٠وضاقت عليه الدنيا إذ لم تكن عنده قوة عسكرية تØÙ…يه سوى ثلاثين شرطياً وعشرين رجلاً من Ø£Ø´Ø±Ø§Ù Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© الذين عرÙوا بالعمالة للأمويين.
وتضاع٠جيش مسلم ØŒ وقد نشروا الاعلام والسيو٠، ودقّت طبول Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ØŒ وأيقن الطاغية بالهلاك إذ لم يكن يأوي إلى ركن شديد.
ØØ±Ø¨ الأعصاب :
وأمعن الطاغية ÙÙŠ أقرب الوسائل ØŒ وأكثرها ضماناً لإنقاذه ÙØ±Ø£Ù‰ أن لا طريق له سوى ØØ±Ø¨ الأعصاب ØŒ ونشر الدعايات الكاذبة ØŒ وكان عالماً بتأثيرها على Ù†Ùوس الكوÙيين ØŒ ÙØ£ÙˆØ¹Ø² إلى عملائه من Ø£Ø´Ø±Ø§Ù Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ووجوهها أن يندسّوا بين صÙو٠جيش مسلم ØŒ Ùيذيعون الإرهاب ØŒ وينشرون الخو٠، وانطلق العملاء بين قطعات جيش مسلم ØŒ ÙØ£Ø®Ø°ÙˆØ§ يبثّون الأراجي٠والكذب ØŒ وتناولت دعاياتهم ما يلي :
Ø£ Ù€ تهديد Ø£ØµØØ§Ø¨ مسلم بجيوش أهل الشام ØŒ وانّها سو٠تنكل بهم إن بقوا مصرّين على متابعة مسلم.
ب Ù€ ان الØÙƒÙˆÙ…Ø© سو٠تقطع مرتباتهم ÙˆØªØØ±Ù…هم من جميع مواردهم الاقتصادية.
ج Ù€ إن الدولة ستزجّ بهم ÙÙŠ مغازي أهل الشام.
د Ù€ إن الØÙƒÙˆÙ…Ø© ستعلن Ùيهم الأØÙƒØ§Ù… العرÙية ØŒ وتسوسهم بسياسة زياد بن أبيه التي تØÙ…Ù„ اشارات الموت والدمار.
وكانت هذه الاشاعات كالقنابل على رؤوسهم ØŒ Ùقد انهارت أعصابهم واضطربت قلوبهم ØŒ وجبنوا كأبشع ما يكون الجبن ØŒ وولّوا منهزمين على أعقابهم ØŒ وهم يقولون : « ما لنا والدخول بين السلاطين .. ».
ولم يمض قليل من الوقت ØØªÙ‰ ÙØ±Ù‘ معظمهم ØŒ وبقي ابن عقيل مع جماعة قليلة وقصد بهم Ù†ØÙˆ الجامع الأعظم ليؤدّي صلاة العشائين ØŒ ÙÙØ±Ù‘وا منهزمين ÙÙŠ أثناء الصلاة ØŒ Ùقد قذ٠ÙÙŠ قلوبهم الرعب ØŒ وسرت Ùيهم أوبئة الخو٠، وما أنهى ابن عقيل صلاته ØØªÙ‰ انهزموا جميعاً ولم يبق معه إنسان يدلّه على الطريق أو يأويه ØŒ وقد لبس الكوÙيون بذلك ثياب العار والخزي ØŒ وأثبتوا أن ولاءهم لأهل البيت : كان عاطÙياً ØŒ وغير مستقرّ ÙÙŠ دخائل قلوبهم ØŒ وأعماق Ù†Ùوسهم وأنّهم لا ذمّة ولا ÙˆÙØ§Ø¡ لهم.
وسار مسلم ÙØ®Ø± بني هاشم متلدّداً ÙÙŠ أزقّة Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ وشوارعها يلتمس Ùيها داراً لينÙÙ‚ Ùيه بقية الليل ØŒ Ùلم ÙŠØ¸ÙØ± بذلك ØŒ Ùقد خلت المدينة من المارة ØŒ كأنّما أعلن Ùيها منع التجول ØŒ Ùقد أغلق الكوÙيون عليهم الأبواب Ù…Ø®Ø§ÙØ© أن تعرÙهم Ù…Ø¨Ø§ØØ« الأمن ØŒ وعيون ابن زياد بأنّهم كانوا مع ابن عقيل ÙØªÙ„قي عليهم القبض ØŒ وتعرّضهم للتنكيَل وسوء العذاب.
ÙÙŠ Ø¶ÙŠØ§ÙØ© طوعة :
وبقي ابن عقيل ØØ§Ø¦Ø±Ø§Ù‹ لا يدري إلى ابن مأواه وملجئه ØŒ Ùقد Ø£ØØ§Ø·Øª به تيّارات من الهموم ØŒ وكاد قلبه أن ÙŠÙ†ÙØ¬Ø± من شدّة الألم العاص٠واستبان له انّه ليس ÙÙŠ المصر رجل شري٠يقوم Ø¨Ø¶ÙŠØ§ÙØªÙ‡ ÙˆØÙ…ايته ØŒ ومضى متلدّداً ÙÙŠ أزقّة Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ وانهى به السير إلى سيّدة كريمة ØŒ يقال لها طوعة هي سيّدة من ÙÙŠ المصر بما تملكه من إنسانية وشر٠ونبل ØŒ وكانت ÙˆØ§Ù‚ÙØ© على باب دارها تنتظر قدوم ابنها ØŒ وهي ÙØ²Ø¹Ø© عليه ØŒ من Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« الرهيبة التي Ù…Ùني بها المصر ØŒ ولما رآها مسلم بادر Ù†ØÙˆÙ‡Ø§ ÙØ³Ù„ّم عليها ØŒ ÙØ±Ø¯Ù‘ت (عليه السلام) ØŒ ووق٠مسلم ØŒ ÙØ£Ø³Ø±Ø¹Øª قائلة :
« ما ØØ§Ø¬ØªÙƒ ØŸ .. ».
« اسقيني ماءاً .. ».
وبادرت السيدة ÙØ¬Ø§Ø¡ØªÙ‡ بالماء ÙØ´Ø±Ø¨ منه ØŒ ثم جلس ÙØ§Ø±ØªØ§Ø¨Øª منه Ùقالت له :
« ألم تشرب الماء ØŸ.. ».
« بلى .. ».
« اذهب إلى أهلك ان مجلسك مجلس ريبة .. ».
وسكت مسلم ÙØ£Ø¹Ø§Ø¯Øª عليه القول ØŒ وطلبت منه الانصرا٠من باب دارها ومسلم ساكت ØŒ ÙØ°Ø¹Ø±Øª منه ØŒ ÙˆØµØ§ØØª به :
« Ø³Ø¨ØØ§Ù† الله !! إنّي لا Ø£ØÙ„Ù‘ لك الجلوس على بابي .. ».
ولمّا ØØ±Ù‘مت عليه الجلوس نهض ØŒ وقال لها بصوت Ø®Ø§ÙØª ØØ²ÙŠÙ† النبرات :
« ليس لي ÙÙŠ هذا المصر منزل ولا عشيرة ØŒ Ùهل لك إلي أجر ومعرو٠أن تقومي Ø¨Ø¶ÙŠØ§ÙØªÙŠ ÙÙŠ هذه الليلة ØŒ ولعلّي Ø£ÙƒØ§ÙØ¦Ùƒ بعد هذا اليوم .. ».
وشعرت المرأة بأن الرجل غريب ØŒ وانّه ذو شأن كبير ØŒ ومكانه عظمى ØŒ وانّه سيقوم Ø¨Ù…ÙƒØ§ÙØ¦ØªÙ‡Ø§ إن أسدت عليه Ø¥ØØ³Ø§Ù†Ø§Ù‹ ÙˆÙ…Ø¹Ø±ÙˆÙØ§Ù‹ ÙØ¨Ø§Ø¯Ø±ØªÙ‡ قائلة :
« ما ذاك يا عبد الله ØŸ!! »
Ùقال لها وعيناه تÙيضان دموعاً :
« أنا مسلم بن عقيل كذّبني القوم وغرّوني .. ».
ÙØ°Ù‡Ù„ت السيّدة ØŒ وقالت ÙÙŠ دهشة وإكبار :
« انت مسلم بن عقيل ØŸ. ».
« نعم .. ».
ÙˆØ³Ù…ØØª السيّدة بخضوع وإكبار لضيÙها الكبير بتشري٠منزلها وقد ØØ§Ø²Øª المجد والشر٠بذلك ØŒ Ùقد آوت سليل هاشم وسÙير Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله (صلى الله عليه واله) ØŒ وتØÙ…ّلت المسؤولية من السلطة Ø¨Ø¶ÙŠØ§ÙØªÙ‡Ø§ له.
وأدخلت السيّدة ضيÙها العظيم ÙÙŠ بيت غير البيت الذي كانت تأوي إليه ØŒ وجاءته بالضياء والطعام ØŒ ÙØ£Ø¨Ù‰ أن يأكل ØŒ Ùقد مزّق الأسى قلبه الشري٠، وأيقن بالرزء القاصم ØŒ وتمثّلت أمامه Ø§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« التي سيواجهها ØŒ وقد شغل Ùكره الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) الذي كتب إليه بالقدوم إلى Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© وانّه سيلاقي ما لاقاه.
ولم يمض قليل من الوقت ØØªÙ‰ قدم بلال ابن السيدة طوعة ØŒ ÙØ±Ø£Ù‰ أمّه تكثر من الدخول والخروج إلى البيت الذي Ùيه مسلم لتقوم بخدماته ورعايته ØŒ ÙØ£Ù†ÙƒØ± عليها ذلك ØŒ وسألها عن السبب ÙØ£Ø¨Øª أن تخبره ØŒ ÙØ£Ù„ØÙ‘ عليها ØŒ ÙØ£Ø®Ø¨Ø±ØªÙ‡ بالأمر بعد أن أخذت عليه الاَيمان والمواثيق بالكتمان ØŒ وطارت Ù†ÙØ³ الخبيث ÙØ±ØØ§Ù‹ وسروراً ØŒ وأنÙÙ‚ ليله ساهراً يترقّب Ø¨ÙØ§Ø±Øº الصبر انبثاق نور Ø§Ù„ÙØ¬Ø± ليخبر السلطة بمقام مسلم عندهم ليتزلّ٠بذلك إليها ØŒ وينال الجائزة منها ØŒ وقد تنكّر هذا الوغد لجميع الأعرا٠، والأخلاق العربية التي تلزم بقرى الضي٠، ÙˆØÙ…ايته من كل مكروه ØŒ وكانت هذه الظاهره سائدة ØØªÙ‰ ÙÙŠ العصر الجاهلي ØŒ وقد دلّ ما ÙØ¹Ù„Ù‡ هذا الجل٠على انهيار القيم الأخلاقية والانسانية ليس عنده ÙØØ³Ø¨ ØŒ وانّما ÙÙŠ أغلبية ذلك المجتمع الذي Ùقد جميع ما يسمو به الإنسان من القيم الكريمة.
وعلى أيّ ØØ§Ù„ Ùقد قضى سليل هاشم ليله ØØ²ÙŠÙ†Ø§Ù‹ قلقاً مضطرباً ØŒ وقد خلص ÙÙŠ معظم الليل إلى العبادة ما بين الصلاة وقراءة القرآن ØŒ Ùقد أيقن أن تلك الليلة هي آخر آيّام ØÙŠØ§ØªÙ‡ ØŒ وقد Ø®ÙÙ‚ ÙÙŠ بعض الليل ÙØ±Ø£Ù‰ عمّه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ÙÙŠ منامه ÙØ£Ø®Ø¨Ø±Ù‡ بسرعة Ø§Ù„Ù„ØØ§Ù‚ به ØŒ ÙØ¹Ù†Ø¯ ذلك أيقن بدنوّ الأجل Ø§Ù„Ù…ØØªÙˆÙ… منه.
Ø§Ù„Ø¥ÙØ´Ø§Ø¡ بمسلم :
ولمّا انبثق نور Ø§Ù„ØµØ¨Ø Ø¨Ø§Ø¯Ø± بلال إلى قصر الإمارة ليخبر السلطة بمكان مسلم عنده ØŒ وكان الخبيث Ø¨ØØ§Ù„Ø© من الدهشة ØªÙ„ÙØª النظر ØŒ Ùقصد عبدالرØÙ…Ù† بن Ù…ØÙ…د بن الأشعث وهو من الأسرة الانتهازية الخبيثة التي طلقت الشر٠والمعرو٠ثلاثاً ØŒ ÙØ£Ø³Ø±Ù‡ بالأمر ØŒ ÙØ£Ù…ره بالسكوت لئلا يسمعه غيره Ùيخبر ابن زياد Ùينال منه الجائزة ØŒ وأسرع عبدالرØÙ…Ù† إلى أبيه Ù…ØÙ…د ÙØ£Ø®Ø¨Ø±Ù‡ بالأمر الخطير ØŒ وبدت سØÙ†Ø§Øª Ø§Ù„ÙØ±Ø والسرور على وجهه ØŒ ÙˆÙØ·Ù† ابن مرجانة إلى أن هناك أمراً عظيماً يخصّ السلطة ÙØ¨Ø§Ø¯Ø± قائلاً :
« ما قال لك : عبد الرØÙ…Ù† ØŸ.. ».
Ùقال وقد ملأ Ø§Ù„ÙØ±Ø اهابه :
« Ø£ØµÙ„Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ الأمير البشارة العظمى ... ».
« ما ذاك ØŸ مثلك من بشّر بخير ... ».
« إن إبني هذا يخبرني أن مسلماً ÙÙŠ دار طوعة ... ».
وطار ابن زياد من Ø§Ù„ÙØ±Ø والسرور Ùقد تمّت بوارق آماله وأØÙ„امه ØŒ Ùقد Ø¸ÙØ± بسليل هاشم ليقدّمه قرباناً لاَمويته اللصيقة ØŒ وأخذ يمني ابن الأشعث بالمال والجاه المزيّ٠، قائلاً له :
« قم ÙØ£ØªÙ†ÙŠ Ø¨Ù‡ ØŒ ولك ما أردت من الجائزة ÙˆØ§Ù„ØØ¸Ù‘ الأوÙÙ‰ ... ».
وسال لعاب ابن الأشعث ÙØ§Ù†Ø¯Ùع وراء أطماعه الدنيئة لإلقاء القبض على مسلم.
الهجوم على مسلم : وندب ابن مرجانة Ù„ØØ±Ø¨ مسلم ØŒ Ù…ØÙ…د بن الأشعث ØŒ وعمرو بن ØØ±ÙŠØ« المخزومي وضمّ إليهما ثلثمائة رجل من ÙØ±Ø³Ø§Ù† Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ وأقبلت تلك الوØÙˆØ´ الكاسرة التي لا عهد لها بالشر٠والمروءة إلى ØØ±Ø¨ مسلم الذي أراد أن ÙŠØØ±Ø±Ù‡Ù… من الذلّ والعبودية ØŒ وينقذهم من ظلم الأمويين وجورهم.
ولما قربت الجيوش من دار طوعة علم مسلم أنها قد أتت Ù„ØØ±Ø¨Ù‡ ØŒ ÙØ³Ø§Ø±Ø¹ إلى ÙØ±Ø³Ù‡ ÙØ£Ø³Ø±Ø¬Ù‡ وألجمه ØŒ وصبّ عليه درعه ØŒ وتقلّد سيÙÙ‡ ØŒ ÙˆØ§Ù„ØªÙØª إلى السيّدة الكريمة طوعة ÙØ´ÙƒØ±Ù‡Ø§ على ØØ³Ù† Ø¶ÙŠØ§ÙØªÙ‡Ø§ ØŒ وأخبرها أنه انّما Ø£Ùوتي إليه من قبل ابنها الباغي اللئيم.
واقتØÙ… الجيش الدار على مسلم ÙØ´Ø¯Ù‘ عليهم كالليث يضربهم بسيÙÙ‡ ÙÙØ±Ù‘وا منهزمين من بين يديه يطاردهم الرعب والخو٠، وبعد ÙØªØ±Ø© عادوا إليه ÙØÙ…Ù„ عليهم ØŒ وأخرجهم من الدار ØŒ وانطلق Ù†ØÙˆÙ‡Ù… ÙØ¬Ø¹Ù„ ÙŠØØµØ¯ رؤوسهم بسيÙÙ‡ ØŒ وقد أبدى من البطولات النادرة ما لم يشاهد مثله ÙÙŠ جميع ÙØªØ±Ø§Øª التأريخ ØŒ Ùقد قتل منهم Ù€ Ùيما يقول بعض المؤرّخين Ù€ ÙˆØ§ØØ¯Ø§Ù‹ وأربعين ØŒ عدا الجرØÙ‰ ØŒ وكان من قوته النادرة ØŒ وعظيم بأسه أن يأخذ الرجل منهم بيده ØŒ ويرمي به Ùوق البيت كأنّه ØØ¬Ø± ØŒ ومن المؤكّد أنّه ليس ÙÙŠ تأريخ الإنسانية مثل هذه البطولة ØŒ ولا مثل هذه القوة ØŒ وليس ذلك غريباً عليه ØŒ ÙØ¹Ù…ّه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أشجع الناس ØŒ وأقواهم بأساً وأشدّهم عزيمة.
وجعل أنذال أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© يرمون مسلماً Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© وقذائ٠النار من Ùوق Ø³Ø·ÙˆØ Ø¨ÙŠÙˆØªÙ‡Ù… ØŒ ومما لا ريب Ùيه أن Ø§Ù„ØØ±Ø¨ لو كانت ÙÙŠ البيداء لأتى عليهم مسلم ØŒ ولكنها كانت ÙÙŠ الأزقة والشوارع ØŒ ومع ذلك Ùقد ÙØ´Ù„ت جيوش أنذال أهل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ وعجزت عن مقاومة البطل العظيم ØŒ Ùقد أشاع Ùيه القتل والدمار ØŒ وأسرع ابن الأشعث بالطلب إلى سيّده ابن مرجانة ليمدّه بالخيل والرجال ØŒ لأنّه لا يقوى على مقاومة هذا البطل العظيم ØŒ وبهر الطاغية ØŒ وأخذ يندد بقيادة ابن الأشعث قائلاً :
« Ø³Ø¨ØØ§Ù† الله !! بعثناك إلى رجل ÙˆØ§ØØ¯ تأتينا به ÙØ«Ù„Ù… ÙÙŠ Ø£ØµØØ§Ø¨Ùƒ هذه الثلمة العظيمة ... ».
وثقل على ابن الأشعث هذا التقريع ØŒ ÙØ±Ø§Ø يشيد ببطولات ابن عقيل قائلاً :
« أتظنّ أنّك أرسلتني إلى بقّال من بقّالي Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© ØŒ أو جرمقاني من جرامقة الØÙŠØ±Ø© وانّما بعثتني إلى أسد ضرغام ØŒ ÙˆØ³ÙŠÙ ØØ³Ø§Ù… ÙÙŠ ÙƒÙÙ‘ بطل همام من آل خير الأنام ». وأمدّه ابن زياد بقوة Ù…ÙƒØ«ÙØ© من الجيش ØŒ ÙØ¬Ø¹Ù„ بطل الإسلام ÙˆÙØ®Ø± عدنان يقاتلهم أشدّ القتال وأعنÙÙ‡ وهو يرتجز :
أقسمت لا أقتل إلاّ ØØ±Ù‘ا
وإن رأيت الموت شيئاً نكرا
أو يخلط البارد سخناً مرّا
ردّ شعاع الشمس ÙØ§Ø³ØªÙ‚را
كلّ امرئ يوماً يلاقي شرّاً
أخا٠أن أكذب أو أغرا
أما أنت يا بن عقيل Ùكنت سيّد الأباة ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± Ùقد Ø±ÙØ¹Øª لواء العزّة والكرامة ØŒ ÙˆØ±ÙØ¹Øª شعار Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© ØŒ وأما خصومك Ùهم العبيد الذي رضوا بالذلّ والهوان ØŒ وخضعوا للعبودية والذل ØŒ لقد أردت أن ØªØØ±Ø±Ù‡Ù… ØŒ وتعيد لهم الØÙŠØ§Ø© Ø§Ù„ØØ±Ù‘Ø© الكريمة ØŒ ÙØ£Ø¨ÙˆØ§ ذلك ØŒ وعدوا عليك يقاتلونك ØŒ وقد Ùقدوا بذلك إنسانيتهم ØŒ ومقومات ØÙŠØ§ØªÙ‡Ù….
ولمّا سمع ابن الأشعث رجز مسلم الذي أقسم Ùيه على أن يموت ميتة Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± والأشرا٠انبرى إليه ليخدعه قائلاً :
« إنّك لا تكذب ØŒ ولا تخدع ØŒ إن القوم بنو عمّك وليسوا بقاتليك ØŒ ولا ضاريّك .. ».
Ùلم ÙŠØÙÙ„ مسلم بأكاذيب ابن الأشعث ØŒ ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠÙ‚Ø§ØªÙ„Ù‡Ù… أعن٠القتال وأشدّه ØŒ ÙÙØ±Ù‘وا منهزمين من بين يديه ØŒ وهو ÙŠØØµØ¯ رؤوسهم ØŒ وجعلوا يرمونه Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© ØŒ ÙØ£Ù†ÙƒØ± عليهم مسلم ذلك ÙˆØµØ§Ø Ø¨Ù‡Ù… :
« ويلكم ما لكم ترمونني Ø¨Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© ØŒ كما ØªÙØ±Ù…Ù‰ Ø§Ù„ÙƒÙØ§Ø± ØŒ وأنا من أهل بيت الأبرار ØŒ ويلكم أما ترعون ØÙ‚Ù‘ رسول الله (صلى الله عليه واله) ØŒ وذريته .. ».
إنّ هؤلاء الأجلا٠قد Ùقدوا جميع القيم والأعرا٠، Ùلم يرعوا أيّة ØØ±Ù…Ø© لرسول الله (صلى الله عليه واله) الذي ØØ±Ù‘رهم من ØÙŠØ§Ø© التيه ÙÙŠ Ø§Ù„ØµØØ±Ø§Ø¡ وأقام لهم ØØ¶Ø§Ø±Ø© لم تعهدها الأمم والشعوب ØŒ Ùكان جزاؤه منهم أن عدوا على أبنائه وذريته ÙØ£ÙˆØ³Ø¹ÙˆÙ‡Ù… قتلاً وتنكيلاً.
وعلى أي ØØ§Ù„ ÙØ§Ù† جيوش ابن زياد لم تستطع مقاومة البطل العظيم وبان عليهم الانكسار ØŒ وضاق بابن الأشعث أمره ØŒ ÙØ¯Ù†Ø§ من مسلم ÙˆØ±ÙØ¹ عقيرته قائلاً :
« يا بن عقيل لا تقتل Ù†ÙØ³Ùƒ ØŒ أنت آمن ØŒ ودمك ÙÙŠ عنقي .. ».
ولم يعن مسلم بأمان ابن الأشعث لعلمه أنّه من أسرة خبيثة لا تعر٠أي معنى من معاني النبل ÙˆØ§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ ØŒ ÙØ±Ø¯Ù‘ عليه قائلاً :
« يا بن الأشعث لا أعطي بيدي أبداً ØŒ وأنا أقدر على القتال ØŒ والله لا كان ذلك أبداً .. ».
ÙˆØÙ…Ù„ عليه مسلم ÙÙØ±Ù‘ الجبان منهزماً يلهث كالكلب ØŒ وأخذ العطش
القاسي من مسلم مأخذاً عظيماً ØŒ ÙØ¬Ø¹Ù„ يقول :
« اللهمّ إن العطش قد بلغ منّي .. ».
وتكاثرت الجنود على مسلم ØŒ وقد استولى عليهم الرعب والخو٠، ÙˆØµØ§Ø Ø¨Ù‡Ù… ابن الأشعث :
« إن هذا هو العار ÙˆØ§Ù„ÙØ´Ù„ ان تجزعوا من رجل ÙˆØ§ØØ¯ هذا الجزع ØŒ اØÙ…لوا عليه بأجمعكم ØÙ…لة ÙˆØ§ØØ¯Ø© ... ».
ÙØÙ…Ù„ الأوغاد اللئام على مسلم ØŒ وجعلوا يطعنونه برماØÙ‡Ù… ØŒ ويضربونه بسيوÙهم ØŒ وقد ضربه الوغد بكير بن ØÙ…ران الاَØÙ…ري ضربة منكرة على Ø´ÙØªÙ‡ العليا ØŒ وأسرع السي٠إلى السÙلى ØŒ وضربه مسلم ضربة أردته إلى الأرض.
أسره :
وأعيى مسلماً نزي٠الدم ØŒ وقد أثخن Ø¨Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø§Ø ØŒ ÙØ§Ù†Ù‡Ø§Ø±Øª قواه ØŒ ولم يتمكّن على المقاومة ØŒ Ùوقع أسيراً بأيدي Ø£Ùولئك الأقزام ØŒ وتسابقوا إلى ابن مرجانة ÙŠØÙ…لون له البشرى بأسرهم للقائد العظيم الذي جاء ليقيم ÙÙŠ بلادهم ØÙƒÙ… القرآن ØŒ ÙˆÙŠØØ±Ø±Ù‡Ù… من جور الأمويين وظلمهم ØŒ وطار ابن مرجانة ÙØ±ØØ§Ù‹ ØŒ Ùقد Ø¸ÙØ± بخصمه ØŒ وتمّ له القضاء على الثورة ÙˆØÙ…Ù„ مسلم أسيراً إلى عبد الأمويين وعميلهم ØŒ وقد ازدØÙ…ت الجماهير التي بايعته ØŒ وأعطته العهود والمواثيق ÙÙŠ Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¡ ببيعته إلاّ أنهم خانوا بذلك ØŒ وراØÙˆØ§ يقاتلونه.
وانتهى بمسلم إلى قصر الامارة ØŒ وقد أخذ العطش منه مأخذاً عظيماً ÙØ±Ø£Ù‰ جرّة Ùيها ماء بارد ØŒ ÙØ§Ù„ØªÙØª إلى من ØÙˆÙ„Ù‡ Ùقال لهم : « اسقوني من هذا الماء .. ».
ÙØ§Ù†Ø¨Ø±Ù‰ له اللئيم الدنس عميل الأمويين مسلم بن عمرو الباهلي ØŒ Ùقال له :
« أتراها ما أبردها ØŒ والله لا تذوق منها قطرة ØØªÙ‰ تذوق الØÙ…يم ÙÙŠ نار جهنّم .. ».
ودلّت هذه البادرة وغيرها مما صدر من هؤلاء الممسوخين على تجرّدهم من جميع القيم الإنسانية ØŒ ومن المؤكّد أن هذا هو السمت البارز من أخلاق السÙلة الساقطين من قتلة الأنبياء والمصلØÙŠÙ† ØŒ وبهر مسلم من هذا الانسان الممسوخ Ùقال له :
« من أنت ØŒ .. ».
ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡ الباهلي بأنّه من خدّام السلطة وأذنابها قائلاً :
« أنا من عر٠الØÙ‚ ØŒ إذ تركته ØŒ ÙˆÙ†ØµØ Ø§Ù„Ø£Ù…Ø© والامام إذ غششته ØŒ وسمع وأطاع إذ عصيته أنا مسلم بن عمرو الباهلي .. ».
أيّ ØÙ‚Ù‘ عرÙÙ‡ هذا الجل٠الجاÙÙŠ ØŒ وهو والأكثرية الساØÙ‚Ø© من المجتمع الذي عاش Ùيه ØŒ قد غرقوا ÙÙŠ الباطل والمنكر ... ان غاية ما ÙŠÙØ®Ø± به الوغد تماديه ÙÙŠ خدمة ابن مرجانة الذي هو أقذر مخلوق عرÙÙ‡ التأريخ البشري ØŒ وردّ عليه مسلم بمنطقه الÙيّاض قائلاً : « لامك الثكل ØŒ ما Ø£Ø¬ÙØ§Ùƒ ÙˆØ£ÙØ¸Ù‘Ùƒ ØŒ وأقسى قلبك ØŒ أنت يا بن باهلة أولى بالØÙ…يم والخلود ÙÙŠ نار جنهّم منّي .. ».
وكان عمارة بن عقبة ØØ§Ø¶Ø±Ø§Ù‹ ÙØ§Ø³ØªØÙŠØ§ من جÙوة الباهلي ولؤمه ÙØ¯Ø¹Ø§ بماء بارد ÙØµØ¨Ù‘Ù‡ ÙÙŠ Ù‚Ø¯Ø ØŒ وناوله إلى مسلم ØŒ وكلما أراد أن يشرب امتلأ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø Ø¯Ù…Ø§Ù‹ ÙˆÙØ¹Ù„ ذلك ثلاثاً ØŒ Ùقال : لو كان لي الرزق المقسوم لشربته.
مع ابن مرجانة :
وادخل قمر عدنان على ابن مرجانة ØŒ ÙØ³Ù„ّم على Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø±ÙŠÙ† ØŒ ولم يسلّم عليه ØŒ ÙØ£Ù†ÙƒØ± عليه بعض صعاليك Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© قائلاً :
« هل تسلّم على الأمير ØŸ .. ».
ÙØµØ§Ø به البطل العظيم Ù…ØØªÙ‚راً له ولأميره قائلاً :
« اسكت لا أمّ لك ØŒ والله ليس لي بأمير ÙØ£Ø³Ù„ّم عليه .. »
وتميّز الطاغية غيظاً ÙØ±Ø§Ø يقول :
« لا عليك سلّمت أم لم تسلّم ÙØ§Ù†Ù‘Ùƒ مقتول .. ».
إنّ بضاعة هذا الطاغية هي القتل والدمار ØŒ وهي Ù…ØØ§Ù„اً ØªØ®ÙŠÙ Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± أمثال مسلم ممن صنعوا تأريخ هذه الأمة ØŒ وأقاموا كيانها Ø§Ù„ØØ¶Ø§Ø±ÙŠ ÙˆØ§Ù„Ùكري وجرت بين مسلم ØŒ وبين ابن مرجانة كثير من Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆØ±Ø§Øª أثبت Ùيها مسلم صلابته وقوّة عزيمته ØŒ وعدم انهياره أمام الطاغية ØŒ وأثبت بشجاعته أنّه من Ø£ÙØ°Ø§Ø° التأريخ.
إلى الرÙيق الأعلى :
ÙˆØ§Ù„ØªÙØª العتÙلّ الزنيم ابن مرجانة إلى بكير بن ØÙ…ران الذي ضربه مسلم Ùقال له : خذ مسلماً ØŒ واصعد به إلى أعلى القصر ØŒ واضرب عنقه بيدك ليكون ذلك أشÙÙ‰ لصدرك ØŒ واستقبل مسلم الموت بثغر باسم ØŒ Ùقد بقي رابط الجأش ØŒ قويّ العزيمة ØŒ مطمئنّ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ ØŒ ÙØµØ¹Ø¯ به إلى أعلى القصر ØŒ وهو ÙŠØ³Ø¨Ù‘Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ ØŒ ويقدّسه ØŒ ويدعو على السÙكة المجرمين وأشر٠به الجلاّد على موضع Ø§Ù„ØØ°Ø§Ø¦ÙŠÙ† ÙØ¶Ø±Ø¨ عنقه ØŒ ورمى بجسده ورأسه إلى الأرض ØŒ وهكذا انتهت ØÙŠØ§Ø© هذا البطل العظيم الذي استشهد Ø¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ عن ØÙ‚وق المظلومين ØŒ والمضطهدين ØŒ ÙˆØ¯ÙØ§Ø¹Ø§Ù‹ عن كرامة الإنسان ØŒ وقضاياه المصيرية ØŒ وهو أوّل شهيد من الأسره النبوية يقتل علناً أمام المسلمين ØŒ ولم يهبوا لإنقاذه ÙˆØ§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عنه.
إعدام هانئ :
أعدام هانئ :
وأمر سليل الغدر والخيانة بعد قتل مسلم ØŒ بإعدام الزعيم الكبير ØŒ والعضو البارز ÙÙŠ الثورة هانئ بن عروة ØŒ ÙØ£Ø®Ø±Ø¬ من السجن ØŒ وهو ÙŠØµÙŠØ Ø£Ù…Ø§Ù… أسرته التي هي ÙƒØ§Ù„ØØ´Ø±Ø§Øª قائلاً :
« وا Ù…Ø°ØØ¬Ø§Ù‡ .. ».
« وا عشيرتاه .. ».
ولو كان عند أسرته صبابة من الغيرة والØÙ…ية لهبّت لإنقاذ زعيمها العظيم الذي كان لها كالأب ØŒ والذي قدّم لها جميع الخدمات ØŒ ولكنها كبقيّة قبائل Ø§Ù„ÙƒÙˆÙØ© قد طلّقت المعرو٠ثلاثاً ØŒ ولا عهد لها بالشر٠والكرامة.
وجيء بهانئ إلى Ø³Ø§ØØ© يباع Ùيها الأغنام ØŒ ÙÙ†Ùّذ الجلاّدون Ùيه ØÙƒÙ… الإعدام ØŒ Ùهوى إلى الأرض يتخبّط بدم الشهادة .. لقد استشهد هانئ دون مبادئه وعقيدته ØŒ وقد انطوت بشهادته أروع ØµÙØØ© من ØµÙØØ§Øª البطولة والجهاد ÙÙŠ الإسلام.
السØÙ„ ÙÙŠ الشوارع :
وقام عملاء ابن زياد وعبيدة من الانتهازيين والغوغاء ÙØ³ØÙ„وا جثّة مسلم وهانئ ÙÙŠ الشوارع والأزقة ØŒ وذلك Ù„Ø¥Ø®Ø§ÙØ© العامة وشيوع الإرهاب بين الناس ØŒ والاستهانة بشيعة مسلم وأنصاره ØŒ وقد انتهت بذلك الثورة العملاقة التي كانت تهد٠إلى إشاعة العدل والأمن والرخاء بين الناس ØŒ وقد خلد الكوÙيون بعد ÙØ´Ù„ الثورة إلى الذلّ والعبودية وأمعن الطاغية ÙÙŠ ظلمهم ÙØ£Ø¹Ù„Ù† الأØÙƒØ§Ù… العرÙية ÙÙŠ بلادهم ØŒ وأخذ يقتل على الظنّة والتهمة ØŒ ويأخذ البريء بالمذنب ØŒ كما ÙØ¹Ù„ أبوه زياد من قبل ØŒ وقد ساقهم كالأغنام Ù„Ø£ÙØ¸Ø¹ جريمة عرÙها التأريخ البشري وهي ØØ±Ø¨Ù‡Ù… Ù„ØÙيد النبي (صلى الله عليه واله) الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام).
______________
(1) ØÙŠØ§Ø© الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† 2 : 255.