قبل أن Ø£ØªØØ¯Ù‘Ø« عن ولادة أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العباس (عليه السلام) ونشأته أعرض Ù€ بإيجاز Ù€ إلى نسبه Ø§Ù„ÙˆØ¶Ù‘Ø§Ø ØŒ ذلك النسب الكريم الذي كان له الأثر التام ÙÙŠ بناء شخصيته العظيمة ØŒ وتكوين سلوكه المشرّ٠القائم على Ø§Ù„Ø´Ø±Ù ÙˆØ§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© ÙˆÙيما يلي ذلك :
نسبه الوضّاØ
ليس ÙÙŠ دنيا الأنساب نسبٌ أسمى ØŒ ولا Ø£Ø±ÙØ¹ من نسب أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ Ùهو من صميم الأسرة العلوية ØŒ التي هي من أجلّ وأشر٠الأسر التي Ø¹Ø±ÙØªÙ‡Ø§ الإنسانية ÙÙŠ جميع أدوارها ØŒ تلك الأسرة العريقة ÙÙŠ الشر٠والمجد ØŒ التي أمدّت العالم العربي والإسلامي بعناصر Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© ØŒ والتضØÙŠØ© ÙÙŠ سبيل الخير ØŒ وما ÙŠÙ†ÙØ¹ الناس ØŒ وأضاءت الØÙŠØ§Ø© العامة Ø¨Ø±ÙˆØ Ø§Ù„ØªÙ‚ÙˆÙ‰ ØŒ والإيمان ØŒ وهذا عرض موجز للاَصول الكريمة التي ØªÙØ±Ù‘ع قمر بني هاشم ØŒ ÙˆÙØ®Ø± عدنان منها.
الأب :
أمّا الأب الكريم لسيّدنا العباس (عليه السلام) Ùهو الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ØŒ وصيّ رسول الله (صلى الله عليه واله) ØŒ وباب مدينة علمه ØŒ وختنه٠على ØØ¨ÙŠØ¨ØªÙ‡ ØŒ وهو أول من آمن بالله ØŒ وصدّق رسوله وكان منه بمنزلة هارون من موسى ØŒ وهو بطل الإسلام ØŒ ÙˆØ§Ù„Ù…Ù†Ø§ÙØ الأول عن كلمة التوØÙŠØ¯ ØŒ وقد قاتل الأقربين والأبعدين من أجل نشر رسالة الإسلام وإشاعة أهداÙÙ‡ العظيمة بين الناس ØŒ وقد تمثلت بهذا الإمام العظيم جميع ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„ الدنيا ØŒ Ùلا يدانيه Ø£ØØ¯ ÙÙŠ ÙØ¶Ù„Ù‡ وعلمه ØŒ وهو Ù€ بإجماع المسلمين Ù€ أثرى شخصية علمية ÙÙŠ مواهبه وعبقرياته بعد الرسول Ù…ØÙ…د (صلى الله عليه واله) ØŒ وهو غنّي عن البيان والتعري٠، Ùقد استوعبت ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„Ù‡ ومناقبه جميع لغات الأرض ... ويكÙÙŠ العباس Ø´Ø±ÙØ§Ù‹ ÙˆÙØ®Ø±Ø§Ù‹ أنّه ÙØ±Ø¹ من Ø¯ÙˆØØ© الإمامة ØŒ وأخ لسبطي رسول الله (صلى الله عليه واله).
الاÙÙ… :
أمّا الأم الجليلة المكرّمة لأبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العباس (عليه السلام) Ùهي السيدة الزكية ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت ØØ²Ø§Ù… بن خالد .. ØŒ وأبوها ØØ²Ø§Ù… من أعمدة الشر٠ÙÙŠ العرب ØŒ ومن الشخصيات النابهة ÙÙŠ السخاء والشجاعة وقرى الأضيا٠، وأما أسرتها Ùهي من أجلّ الأسر العربية ØŒ وقد Ø¹ÙØ±Ùت بالنجدة والشهامة ØŒ وقد أشتهر جماعة بالنبل والبسالة منهم :
1 Ù€ عامر بن الطÙيل :
وهو أخو عمرة الجدة الاولى لأم البنين ØŒ وكان من ألمع ÙØ±Ø³Ø§Ù† العرب ÙÙŠ شدّة بأسه ØŒ وقد ذاع اسمه ÙÙŠ الأوساط العربية وغيرها ØŒ وبلغ من عظيم شهرته ان قيصر إذا قدم عليه ÙˆØ§ÙØ¯ من العرب ÙØ§Ù† كان بينه وبين عامر نسب عظم عنده ØŒ وبجّله وأكرمه ØŒ وإلاّ أعرض عنه.
2 ـ عامر بن مالك :
وهو الجدّ الثاني للسيّدة أمّ البنين ØŒ وكان من ÙØ±Ø³Ø§Ù† العرب وشجعانهم ولÙقّب بملاعب الأسنّة لشجاعته Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Ù‚Ø© ØŒ ÙˆÙيه يقول الشاعر :
يلاعب أطرا٠الأسنة عامر
ÙØ±Ø§Ø له ØØ¸Ù‘ الكتائب أجمع
ÙˆØ¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© إلى شجاعته Ùقد كان من Ø£ÙØ¨Ø§Ø© الضيم ØŒ ÙˆØÙظة الذمار ومراعاة العهد ØŒ ونقل المؤرّخون عنه بوادر كثيرة تدلّل على ذلك.
3 Ù€ الطÙيل :
وهو والد عمرة الجدّة الأولى لأمّ البنين كان من أشهر شجعان العرب ØŒ وله أشقّاء من خيرة ÙØ±Ø³Ø§Ù† العرب ØŒ منهم ربيعة ØŒ وعبيدة ØŒ ومعاوية ØŒ ويقال لأمّهم ( أمّ البنين ) وقد ÙˆÙØ¯ÙˆØ§ على النعمان بن المنذر ÙØ±Ø£ÙˆØ§ عنده الربيع بن زياد العبسي ØŒ وكان عدوّاً وخصماً لهم ØŒ ÙØ§Ù†Ø¯Ùع لبيد وقد تميّز من الغيظ ÙØ®Ø§Ø·Ø¨ النعمان :
يا واهب الخير الجزيل من سعة
ØÙ† بنو أمّ البنيـن الأربعة
ونØÙ† خير عامر بن صعصعة
المطعمون الجÙنـة المدعدعة
الضاربون الهام وسط الØÙŠØµØ¹Ø©
إليك جاوزنا بـلاداً مسبعـة
تخبر عن هـذا خبيراً ÙØ§Ø³Ù…عه
مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه
ÙØªØ£Ø«Ù‘ر النعمان للربيع ØŒ وأقصاه عن مسامرته ØŒ وقال له :
شرّد برØÙ„Ùƒ عنّي ØÙŠØ« شئت ولا
كثر عليَّ ودع عنك الأباطيلا
قد قيل ذلك إن ØÙ‚اً وان كذبا
Ùما اعتذارك ÙÙŠ شيء إذا قيلا
ودلّ ذلك على عظيم مكانتهم ØŒ وسموّ منزلتهم الاجتماعية عند النعمان Ùقد بادر إلى اقصاء سميره الربيع عن مسامرته.
4 ـ عروة بن عتبة :
وهو والد كبشة الجدّة الثانية لأم البنين ØŒ وكان من الشخصيات البارزة ÙÙŠ العالم العربي ØŒ وكان ÙŠÙØ¯ على ملوك عصره ØŒ Ùيكرّمونه ØŒ ويجزلون له العطاء ØŒ ÙˆÙŠØØ³Ù†ÙˆÙ† له Ø§Ù„ÙˆÙØ§Ø¯Ø© (1).
هؤلاء بعض الأعلام من أجداد السيّدة الكريمة أمّ البنين ØŒ وقد عرÙوا بالنزعات الكريمة ØŒ ÙˆØ§Ù„ØµÙØ§Øª الرÙيعة ØŒ وبØÙƒÙ… قانون الوراثة Ùقد انتقلت ØµÙØ§ØªÙ‡Ù… Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© إلى السيّدة أمّ البنين ثم منها إلى أبنائها الممجدين.
Ù‚ÙØ±Ø§Ù† الإمام بأمّ البنين :
ولما ثكل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) Ø¨ÙˆÙØ§Ø© بضعة الرسول 9 ÙˆØ±ÙŠØØ§Ù†ØªÙ‡ سيّدة نساء العالمين ÙØ§Ø·Ù…Ø© الزهراء 3 ندب أخاه عقيلاً ØŒ وكان عالماً بأنساب العرب أن يخطب له امرأة قد ولدتها Ø§Ù„ÙØÙˆÙ„ ليتزوّجها لتلد غلاماً زكياً شجاعاً لينصر ولده أبا الشهداء ÙÙŠ ميدان كربلاء (2) ÙØ£Ø´Ø§Ø± عليه عقيل بالسيّدة أمّ البنين الكلابية ÙØ§Ù†Ù‘Ù‡ ليس ÙÙŠ العرب من هو أشجع من أهلها ØŒ ولا Ø£ÙØ±Ø³ ØŒ وكان لبيد الشاعر يقول Ùيهم : « Ù†ØÙ† خير عامر بن صعصعة » Ùلا ينكر عليه Ø£ØØ¯ من العرب ØŒ ومن قومها ملاعب الأسنّة أبو براء الذي لم يعر٠العرب مثله ÙÙŠ الشجاعة (3) ØŒ Ùندبه الإمام إلى خطبتها ØŒ وانبرى عقيل إلى أبيها ÙØ¹Ø±Ø¶ عليه الأمر ÙØ£Ø³Ø±Ø¹ ÙØ±ØØ§Ù‹ إليها ÙØ§Ø³ØªØ¬Ø§Ø¨Øª باعتزاز ÙˆÙØ®Ø± ØŒ وزÙّت إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ØŒ وقد رأى Ùيها العقل Ø§Ù„Ø±Ø§Ø¬Ø ØŒ والإيمان الوثيق وسموّ الآداب ØŒ ÙˆÙ…ØØ§Ø³Ù† Ø§Ù„ØµÙØ§Øª ØŒ ÙØ£Ø¹Ø²Ù‘ها ØŒ وأخلص لها كأعظم ما يكون الإخلاص.
رعايتها لسبطيّ النبيّ 9 :
وقامت السيّدة أمّ البنين برعاية سبطي رسول الله 9 ÙˆØ±ÙŠØØ§Ù†ØªÙŠÙ‡ وسيّدي شباب أهل الجنّة Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† 8 ØŒ وقد وجدا عندها من العط٠والØÙ†Ø§Ù† ما عوّضهما من الخسارة الأليمة التي Ù…Ùنيا بها بÙقد أمّهما سيّدة نساء العالمين Ùقد توÙّيت ØŒ وعمرها كعمر الزهور Ùقد ترك Ùقدها اللوعة ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† ÙÙŠ Ù†ÙØ³ÙŠÙ‡Ù…ا.
لقد كانت السيدة أم البنين تكنّ ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ من المودّة ÙˆØ§Ù„ØØ¨Ù‘ Ù„Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† 8 ما لا تكّنه لأولادها اللذين كانوا ملء العين ÙÙŠ كمالهم وآدابهم.
لقد قدّمت أم البنين أبناء رسول الله 9 ØŒ على أبنائها ÙÙŠ الخدمة والرعاية ØŒ ولم يعر٠التاريخ أن ضرّة تخلص لأبناء ضرّتها وتقدّمهم على أبنائها سوى هذه السيّدة الزكيّة ØŒ Ùقد كانت ترى ذلك واجباً دينياً لأن الله أمر بمودّتهما ÙÙŠ كتابه الكريم وهما وديعة رسول الله (صلى الله عليه واله) ØŒ ÙˆØ±ÙŠØØ§Ù†ØªØ§Ù‡ ØŒ وقد Ø¹Ø±ÙØª أمّ البنين ذلك ÙÙˆÙØª بØÙ‚ّهما وقامت بخدمتهما خير قيام.
مكانتها عند أهل البيت
ولهذه السيّدة الزكية مكانة متميّزة عند أهل البيت : ØŒ Ùقد أكبروا إخلاصها وولاءها للإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ وأكبروا تضØÙŠØ§Øª أبنائها المكرمين ÙÙŠ سبيل سيّد الشهداء (عليه السلام) ØŒ يقول الشهيد الأول وهو من كبار Ùقهاء الإمامية :
كانت أمّ البنين من النساء Ø§Ù„ÙØ§Ø¶Ù„ات ØŒ Ø§Ù„Ø¹Ø§Ø±ÙØ§Øª بØÙ‚Ù‘ أهل البيت : ØŒ مخلصة ÙÙŠ ولائهم ØŒ Ù…Ù…ØØ¶Ø© ÙÙŠ مودّتهم ØŒ ولها عندهم الجاه الوجيه ØŒ والمØÙ„Ù‘ الرÙيع ØŒ وقد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة تعزّيها بأولادها الأربعة ØŒ كما كانت تعزّيها أيام العيد .. » (4).
أنّ زيارة ØÙيدة الرسول 9 وشريكة الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ÙÙŠ نهضته زينب الكبرى 3 لأم البنين ØŒ ومواساتها لها بمصابها الأليم بÙقد السادة الطيبين من أبنائها ØŒ مما يدلّ على أهميّة أمّ البنين وسموّ مكانتها عند أهل البيت :.
مكانتها عند المسلمين :
ÙˆØªØØªÙ„Ù‘ هذه السيّدة الجليلة مكانة مرموقة ÙÙŠ Ù†Ùوس المسلمين ØŒ ويعتقد الكثيرون إلى أنّ لها منزلة عظيمة عند الله ØŒ وانّه ما التجأ إليها مكروب ØŒ وجعلها واسطة إلى الله تعالى إلاّ كش٠عنه ما ألمّ به من المØÙ† والخطوب ØŒ وهم ÙŠÙØ²Ø¹ÙˆÙ† إليها إن ألمّت بهم كارثة من كوارث الزمن أو Ù…ØÙ†Ø© من Ù…ØÙ† الأيّام ØŒ ومن الطبيعي أن تكون لها هذه المنزلة الكريمة عند الله ØŒ Ùقد قدّمت ÙÙŠ سبيله Ø£Ùلاذ أكبادها ØŒ وجعلتهم قرابين لدينه.
الوليد العظيم :
وكان أوّل مولود زكيّ للسيّدة أمّ البنين هو سيّدنا المعظّم أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العباس (عليه السلام) ØŒ وقد ازدهرت يثرب ØŒ وأشرقت الدنيا بولادته وسرت موجات من Ø§Ù„ÙØ±Ø والسرور بين Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ الأسرة العلوية ØŒ Ùقد ولد قمرهم المشرق الذي أضاء سماء الدنيا Ø¨ÙØ¶Ø§Ø¦Ù„Ù‡ ومآثره ØŒ وأضا٠إلى الهاشميين مجداً خالداً وذكراً نديّاً عاطراً.
ÙˆØÙŠÙ†Ù…ا Ø¨ÙØ´Ù‘ÙØ± الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذا المولود المبارك سارع إلى الدار ÙØªÙ†Ø§ÙˆÙ„Ù‡ ØŒ وأوسعه تقبيلاً ØŒ وأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعية ÙØ£Ø°Ù‘Ù† ÙÙŠ Ø£ÙØ°Ù†Ù‡ اليمنى ØŒ وأقام ÙÙŠ اليسرى ØŒ لقد كان أوّل صوت قد اخترق سمعه صوت أبيه رائد الإيمان والتقوى ÙÙŠ الأرض ØŒ وأنشودة ذلك الصوت.
« الله أكبر ... ».
« لا إله إلاّ الله ».
وارتسمت هذه الكلمات العظيمة التي هي رسالة الأنبياء ØŒ وأنشودة المتّقين ÙÙŠ أعماق أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ØŒ وانطبعت ÙÙŠ دخائل ذاته ØŒ ØØªÙ‰ صارت من أبرز عناصره ØŒ ÙØªØ¨Ù†Ù‰ الدعوة إليها ÙÙŠ مستقبل ØÙŠØ§ØªÙ‡ ØŒ وتقطّعت أوصاله ÙÙŠ سبيلها.
ÙˆÙÙŠ اليوم السابع من ولادة أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ (عليه السلام) ØŒ قام الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بØÙ„Ù‚ شعره ØŒ والتصدّق بزنته ذهباً أو ÙØ¶Ù‘Ø© على المساكين وعقّ عنه بكبش ØŒ كما ÙØ¹Ù„ ذلك مع Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† 8 عملاً بالسنّة الإسلامية.
سنة ولادته :
Ø£ÙØ§Ø¯ بعض المØÙ‚ّقين أن أبا Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العباس (عليه السلام) ÙˆÙلد سنة ( 26 Ù‡ ) ÙÙŠ اليوم الرابع من شهر شعبان (5).
تسميته :
سمّى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وليده المبارك ( بالعباس ) وقد استشÙÙ‘ من وراء الغيب انه سيكون بطلاً من أبطال الإسلام ØŒ وسيكون عبوساً ÙÙŠ وجه المنكر والباطل ØŒ ومنطلق البسمات ÙÙŠ وجه الخير ØŒ وكان كما تنبّأ Ùقد كان عبوساً ÙÙŠ ميادين Ø§Ù„ØØ±ÙˆØ¨ التي أثارتها القوى المعادية لأهل البيت : ØŒ Ùقد دمّر كتائبها وجندل أبطالها ØŒ وخيّم الموت على جميع قطعات الجيش ÙÙŠ يوم كربلاء ØŒ ويقول الشاعر Ùيه :
عبست وجوه القوم خو٠الموت
والعبّاس Ùيهـم ضاØÙ€Ùƒ متبسّم
كنيته :
وكÙنّÙÙŠ سيّدنا العبّاس (عليه السلام) بما يلي :
1 Ù€ أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ :
ÙƒÙنّي بذلك لأن له ولداً اسمه Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ØŒ ويقول ÙÙŠ ذلك بعض من رثاه :
أبا Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ يا من أسّس Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ والإبا
أبى Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ إلاّ أن تكون له أبا
وطابقت هذه الكنية ØÙ‚يقة ذاته العظيمة Ùلو لم يكن له ولد ÙŠÙØ³Ù…ّى بهذا الإسم ØŒ Ùهو Ù€ ØÙ‚ّاً Ù€ أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ØŒ ومصدره الÙياض Ùقد Ø£ÙØ§Ø¶ ÙÙŠ ØÙŠØ§ØªÙ‡ ببرّه وعطائه على القاصدين لنبله وجوده ØŒ وبعد شهادته كان موئلاً وملجأً لكل ملهو٠، Ùما استجار به Ø£ØØ¯ بنيّة صادقة إلاّ كش٠الله ما ألمّ به من المØÙ† والبلوى.
2 ـ أبو القاسم :
ÙƒÙنّي بذلك لأن له ولداً اسمه ( القاسم ) وذكر بعض المؤرّخين أنّه استشهد معه يوم الطÙÙ‘ ØŒ وقدّمه قرباناً لدين الله ØŒ ÙˆÙØ¯Ø§Ø¡Ù‹ Ù„Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله 9.
ألقابه :
أمّا الألقاب التي ØªÙØ¶ÙÙ‰ على الشخص Ùهي تØÙƒÙŠ ØµÙØ§ØªÙ‡ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ© ØØ³Ù†Ø© كانت أو سيّئة ØŒ وقد Ø£Ø¶ÙŠÙØª على أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ (عليه السلام) عدّة ألقاب رÙيعة تنمّ عن نزعاته Ø§Ù„Ù†ÙØ³ÙŠØ© الطيبة ØŒ وما اتص٠به من مكارم الأخلاق وهي :
1 ـ قمر بني هاشم :
كان العبّاس (عليه السلام) ÙÙŠ روعة بهائه ØŒ وجميل صورته آية من آيات الجمال ØŒ ولذلك لقّب بقمر بني هاشم ØŒ وكما كان قمراً لأسرته العلوية الكريمة ØŒ Ùقد كان قمراً ÙÙŠ دنيا الإسلام ØŒ Ùقد أضاء طريق الشهادة ØŒ وأنار مقاصدها لجميع المسلمين.
2 ـ السقّاء :
وهو من أجلّ ألقابه ØŒ ÙˆØ£ØØ¨Ù‘ها إليه ØŒ أما السبب ÙÙŠ امضاء هذا اللقب الكريم عليه Ùهو لقيامه بسقاية عطاشى أهل البيت : ØÙŠÙ†Ù…ا ÙØ±Ø¶ الإرهابي المجرم ابن مرجانة Ø§Ù„ØØµØ§Ø± على الماء ØŒ وأقام جيوشه على Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª لتموت عطشاً ذرية النبيّ 9 ØŒ Ù…ØØ±Ù‘ر الإنسانية ومنقذها من ويلات الجاهلية ... وقد قام بطل الإسلام أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ Ø¨Ø§Ù‚ØªØØ§Ù… Ø§Ù„ÙØ±Ø§Øª عدّة مرّات ØŒ وسقى عطاشى أهل البيت ØŒ ومن كان معهم من الأنصار ØŒ وسنذكر ØªÙØµÙŠÙ„ ذلك عند التعرّض لشهادته.
3 ـ بطل العلقمي :
أمّا العلقمي Ùهو اسم للنهر الذي استشهد على Ø¶ÙØ§ÙÙ‡ أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العباس (عليه السلام) ØŒ وكان Ù…ØØ§Ø·Ø§Ù‹ بقوى Ù…ÙƒØ«Ù‘ÙØ© من قبل ابن مرجانة لمنع Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله 9 وسيّد شباب أهل الجنّة ØŒ ومن كان معه من نساء ÙˆØ£Ø·ÙØ§Ù„ من شرب الماء ØŒ وقد استطاع أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ بعزمه الجبّار ØŒ وبطولته النادرة أن يجندل الأبطال ØŒ ويهزم أقزام ذلك الجيش Ø§Ù„Ù…Ù†ØØ·Ù‘ ØŒ ÙˆÙŠØØªÙ„Ù‘ ذلك النهر ØŒ وقد قام بذلك عدّة مرّات ØŒ ÙˆÙÙŠ المرّة الأخيرة استشهد على Ø¶ÙØ§ÙÙ‡ ومن ثمّ Ù„ÙÙ‚Ù‘ÙØ¨ ببطل العلقمي.
4 Ù€ ØØ§Ù…Ù„ اللواء :
ومن ألقابه المشهورة ( ØØ§Ù…Ù„ اللواء ) وهو أشر٠لواء انّه لواء أبي Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ وقد خصّه به دون أهل بيته ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨Ù‡ ØŒ وذلك لما ØªØªÙˆÙØ± Ùيه من القابليات العسكرية ØŒ ويعتبر Ù…Ù†Ø Ø§Ù„Ù„ÙˆØ§Ø¡ ÙÙŠ ذلك العصر من أهمّ المناصب Ø§Ù„ØØ³Ù‘اسة ÙÙŠ الجيش وقد كان اللواء الذي تقلّده أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ÙŠØ±ÙØ±Ù على رأس الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) منذ أن خرج من يثرب ØØªÙ‘Ù‰ انتهى إلى كربلاء ØŒ وقد قبضه بيد من ØØ¯ÙŠØ¯ ØŒ Ùلم يسقط منه ØØªÙ‰ قطعت يداه ØŒ وهوى صريعاً بجنب العلقمي.
5 ـ كبش الكتيبة :
وهو من الألقاب الكريمة التي تÙÙ…Ù†Ø Ø§Ù„Ù‰ القائد الأعلى ÙÙŠ الجيش ØŒ الذي يقوم بØÙ…اية كتائب جيشه Ø¨ØØ³Ù† تدبير ØŒ وقوّة بأس ØŒ وقد اضÙÙŠ هذا الوسام الرÙيع على سيّدنا أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ØŒ وذلك لما أبداه يوم الطÙÙ‘ من الشجاعة والبسالة ÙÙŠ الذبّ ÙˆØ§Ù„Ø¯ÙØ§Ø¹ عن معسكر الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) ØŒ Ùقد كان قوّة ضاربة ÙÙŠ معسكر أخيه ØŒ وصاعقة مرعبة ومدمّرة لجيوش الباطل.
6 ـ العميد :
وهو من الألقاب الجليلة ÙÙŠ الجيش التي تÙÙ…Ù†Ø Ù„Ø£Ø¨Ø±Ø² الأعضاء ÙÙŠ القيادة العسكرية ØŒ وقد Ù‚Ùلّد أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ (عليه السلام) بهذا الوسام لأنّه كان عميد جيش أخيه أبي عبد الله ØŒ وقائد قوّاته Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ù‘ØØ© ÙÙŠ يوم الطÙÙ‘.
7 Ù€ ØØ§Ù…ÙŠ الظعينة :
ومن الألقاب المشهورة لأبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ (عليه السلام) ( ØØ§Ù…ÙŠ الظعينة ).
يقول السيّد Ø¬Ø¹ÙØ± الØÙ„ّي ÙÙŠ قصيدته العصماء التي رثاه بها :
ØØ§Ù…Ù‰ الظعينة أين منه ربيعة
أم أين من عليـاً أبيـه مكرم وانّما اضÙÙŠ عليه هذا اللقب الكريم لقيامه بدور مشرّ٠ÙÙŠ رعاية مخدرات النبوة وعقائل الوØÙŠ ØŒ Ùقد بذل قصارى جهوده ÙÙŠ ØÙ…ايتهنّ ÙˆØØ±Ø§Ø³ØªÙ‡Ù†Ù‘ وخدمتهنّ ØŒ Ùكان هو الذي يقوم بترØÙŠÙ„هنّ ØŒ وانزالهنّ من Ø§Ù„Ù…ØØ§Ù…Ù„ طيلة انتقالهنّ من يثرب إلى كربلاء.
ومن الجدير بالذكر أن هذا اللقب اطلق على بطل من شجعان العرب ÙˆÙØ±Ø³Ø§Ù†Ù‡Ù… وهو ربيعة بن مكرم ØŒ Ùقد قام بØÙ…اية ظعنه ØŒ وأبلى ÙÙŠ ذلك بلاءً ØØ³Ù†Ø§Ù‹ (6).
8 Ù€ باب الØÙˆØ§Ø¦Ø¬ :
وهذا من أكثر ألقابه شيوعاً ØŒ وانتشاراً بين الناس ØŒ Ùقد آمنوا وأيقنوا أنه ما قصده ذو ØØ§Ø¬Ø© بنية خالصة إلاّ قضى الله ØØ§Ø¬ØªÙ‡ ØŒ وما قصده مكروب إلاّ كش٠الله ما ألمّ به من Ù…ØÙ† الأيام ØŒ وكوارث الزمان ØŒ وكان ولدي Ù…ØÙ…د Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† ممن التجأ إليه ØÙŠÙ†Ù…ا دهمته كارثة ÙÙØ±Ù‘ج الله عنه.
إنّ أبا Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ Ù†ÙØØ© من رØÙ…ات الله ØŒ وباب من أبوابه ØŒ ووسيلة من وسائله ØŒ وله عنده الجاه العظيم ØŒ وذلك لجهاده المقدّس ÙÙŠ نصرة الاسلام ØŒ والذبّ عن أهداÙÙ‡ ومبادئه ØŒ وقيامه بنصرة Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله (صلى الله عليه واله) ØØªÙ‰ استشهد ÙÙŠ سبيله هذه بعض ألقاب أبي Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ØŒ وهي تØÙƒÙŠ Ø¨Ø¹Ø¶ معالم شخصيته العظيمة وما انطوت عليه من Ù…ØØ§Ø³Ù† Ø§Ù„ØµÙØ§Øª ومكارم الأخلاق (7).
ملامØÙ‡ :
أمّا ملامØÙ‡ Ùقد كان صورة بارعة من صور الجمال ØŒ وقد Ù„Ùقّب بقمر بني هاشم لروعة بهائه ØŒ وجمال طلعته ØŒ وكان متكامل الجسم قد بدت عليه آثار البطولة والشجاعة ØŒ ووصÙÙ‡ الرواة بأنه كان وسيماً جميلاً ØŒ يركب Ø§Ù„ÙØ±Ø³ المطهم (8) ورجلاه يخطان ÙÙŠ الأرض (9).
تعويذ أمّ البنين له :
واستوعب ØØ¨ العباس قلب أمّه الزكّية ØŒ Ùكان عندها أعزّ من الØÙŠØ§Ø© ØŒ وكانت تخا٠عليه ØŒ وتخشى من أعين Ø§Ù„ØØ³Ù‘اد من أن تصيبه بأذى أو مكروه ØŒ وكانت تعوذه بالله ØŒ وتقول هذه الأبيات :
أعيـذه Ø¨Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯
من عين كلّ ØØ§Ø³Ø¯
قائمهم والقاعد
سلمهم ÙˆØ§Ù„Ø¬Ø§ØØ¯
صادرهم والوارد
ولدهم والوالد (10)
مع أبيه :
كان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يرعى ولده أبا Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ ÙÙŠ Ø·Ùولته ØŒ ويعنى به كأشدّ ما تكون العناية ÙØ£Ùاض عليه مكوّنات Ù†ÙØ³Ù‡ العظيمة العامرة بالإيمان والمثل العليا ØŒ وقد توسّم Ùيه أنه سيكون بطلاً من أبطال الإسلام ØŒ وسيسجّل للمسلمين ØµÙØØ§Øª مشرقة من العزّة والكرامة.
كان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يوسع العباس تقبيلاً ØŒ وقد Ø§ØØªÙ„Ù‘ عواطÙÙ‡ وقلبه ØŒ ويقول المؤرّخون : إنّه أجلسه ÙÙŠ ØØ¬Ø±Ù‡ ÙØ´Ù…ّر العبّاس عن ساعديه ØŒ ÙØ¬Ø¹Ù„ الإمام يقبّلهما ØŒ وهو غارق ÙÙŠ البكاء ØŒ ÙØ¨Ù‡Ø±Øª أمّ البنين ØŒ ÙˆØ±Ø§ØØª تقول للإمام :
« ما يبكيك ØŸ »
ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡Ø§ الإمام بصوت Ø®Ø§ÙØª ØØ²ÙŠÙ† النبرات :
« نظرت إلى هذين الكÙّين ØŒ وتذكّرت ما يجري عليهما .. »
وسارعت أمّ البنين Ø¨Ù„Ù‡ÙØ© قائلة :
« ماذا يجري عليهما » ..
ÙØ£Ø¬Ø§Ø¨Ù‡Ø§ الإمام بنبرات مليئة بالأسى ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† قائلاً :
« إنّهما يقطعان من الزند .. »
وكانت هذه الكلمات كصاعقة على أمّ البنين ØŒ Ùقد ذاب قلبها ØŒ وسارعت وهي مذهولة قائلة :
« لماذا يقطعان » ..
وأخبرها الإمام (عليه السلام) بأنّهما انّما يقطعان ÙÙŠ نصرة الإسلام والذبّ عن أخيه ØØ§Ù…ÙŠ شريعة الله Ø±ÙŠØØ§Ù†Ø© رسول الله 9 ØŒ ÙØ£Ø¬Ù‡Ø´Øª أمّ البنين ÙÙŠ البكاء ØŒ وشاركنها من كان معها من النساء لوعتها ÙˆØØ²Ù†Ù‡Ø§ (11).
وخلدت أمّ البنين إلى الصبر ØŒ ÙˆØÙ…دت الله تعالى ÙÙŠ أن يكون ولدها ÙØ¯Ø§Ø¡Ù‹ لسبط رسول الله (صلى الله عليه واله) ÙˆØ±ÙŠØØ§Ù†ØªÙ‡.
نشأته :
نشأ أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العبّاس (عليه السلام) نشأة ØµØ§Ù„ØØ© كريمة ØŒ قلّما ÙŠØ¸ÙØ± بها إنسان , Ùقد نشأ ÙÙŠ ظلال أبيه رائد العدالة الاجتماعية ÙÙŠ الأرض ØŒ ÙØºØ°Ù‘اه بعلومه وتقواه ØŒ وأشاع ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ النزعات Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠÙØ© ØŒ والعادات الطيّبة ليكون مثالاً عنه ØŒ وانموذجاً لمثله ØŒ كما غرست أمّه السيّدة ÙØ§Ø·Ù…Ø© ÙÙŠ Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ جميع ØµÙØ§Øª Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© والكمال ØŒ وغذّته Ø¨ØØ¨Ù‘ الخالق العظيم ÙØ¬Ø¹Ù„ته ÙÙŠ أيّام Ø·Ùولته يتطلّع إلى مرضاته وطاعته ØŒ وظلّ ذلك ملازماً له طوال ØÙŠØ§ØªÙ‡.
ولازم أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ أخويه السبطين Ø±ÙŠØØ§Ù†ØªÙŠ Ø±Ø³ÙˆÙ„ الله 9 Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† سيّدي شباب أهل الجنّة Ùكان يتلقّى منهما قواعد Ø§Ù„ÙØ¶ÙŠÙ„Ø© ØŒ وأسس الآداب الرÙيعة ØŒ وقد لازم بصورة خاصة أخاه أبا الشهداء الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) Ùكان لا ÙŠÙØ§Ø±Ù‚Ù‡ ÙÙŠ ØÙ„Ù‡ ÙˆØªØ±ØØ§Ù„Ù‡ ØŒ وقد تأثّر بسلوكه ØŒ وانطبعت ÙÙŠ قرارة Ù†ÙØ³Ù‡ Ù…ÙØ«Ùله الكريمة وسجاياه الØÙ…يدة ØØªÙ‰ صار صورة صادقة عنه ÙŠØÙƒÙŠÙ‡ ÙÙŠ مثله واتجاهاته ØŒ وقد أخلص له الإمام Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† كأعظم ما يكون الإخلاص وقدّمه على جميع أهل بيته لما رأى منه من الودّ الصادق له ØØªÙ‰ ÙØ¯Ø§Ù‡ Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡.
انّ المكونات التربوية Ø§Ù„ØµØ§Ù„ØØ© التي Ø¸ÙØ± بها سيّدنا أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ العبّاس (عليه السلام) قد Ø±ÙØ¹ØªÙ‡ إلى مستوى العظماء والمصلØÙŠÙ† الذين غيّروا مجرى تاريخ البشرية بما قدّموه لها من التضØÙŠØ§Øª الهائلة ÙÙŠ سبيل قضاياها المصيرية ØŒ وانقاذها من ظلمات الذلّ والعبودية.
لقد نشأ أبو Ø§Ù„ÙØ¶Ù„ على التضØÙŠØ© ÙˆØ§Ù„ÙØ¯Ø§Ø¡ من أجل إعلاء كلمة الØÙ‚Ù‘ ØŒ ÙˆØ±ÙØ¹ رسالة الإسلام Ø§Ù„Ù‡Ø§Ø¯ÙØ© إلى ØªØØ±ÙŠØ± إرادة الإنسان ØŒ وبناء مجتمع Ø£ÙØ¶Ù„ تسوده العدالة ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ¨Ø© ØŒ والإيثار ØŒ وقد تأثر العباس بهذه المبادئ العظيمة وناضل ÙÙŠ سبيلها كأشدّ ما يكون النضال ØŒ Ùقد غرسها ÙÙŠ أعماق Ù†ÙØ³Ù‡ ØŒ ودخائل ذاته ØŒ أبوه الإمام أمير المؤمنين وأخواه Ø§Ù„ØØ³Ù† ÙˆØ§Ù„ØØ³ÙŠÙ† : هؤلاء العظام الذين ØÙ…لوا مشعل Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© والكرامة ØŒ ÙˆÙØªØÙˆØ§ Ø§Ù„Ø¢ÙØ§Ù‚ المشرقة لجميع شعوب العالم وأÙمم الأرض من أجل كرامتهم ÙˆØØ±Ù‘يتهم ØŒ ومن أجل أن تسود العدالة والقيم الكريمة بين الناس.
_____________
(1) قمر بني هاشم 1 : 11 Ù€ 13 ذكر المØÙ‚Ù‚ الشيخ عبد Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ Ø§Ù„Ù…Ø¸ÙØ± ÙÙŠ كتابه بطل العلقمي عرضاً Ù…ÙØµÙ‘لاً لمآثر هذه الأسرة الكريمة.
(2) ØªÙ†Ù‚ÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø§Ù„ 2 / 128.
(3) ØªÙ†Ù‚ÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø§Ù„ 2 / 128.
(4) العباس للمقرّم : 72 ـ 73 نقلاً عن مجموعة الشهيد الأول.
(5) قمر بني هاشم 2 : 5.
(6) جاء ÙÙŠ العقد Ø§Ù„ÙØ±ÙŠØ¯ 3 / 331 ان دريد بن الصمة خرج ومعه جماعة من ÙØ±Ø³Ø§Ù† بني جشم ØØªÙ‰ اذا كانوا ÙÙŠ واد لبني كنانة يقال له الأخرم ØŒ وهم يريدون الغارة على بني كنانة ÙØ±Ø£ÙˆØ§ رجلاً معه ظعينة ÙÙŠ ناØÙŠØ© الوادي Ùقال دريد Ù„ÙØ§Ø±Ø³ من Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ امض واستول٠على الظعينة ØŒ وانتهى Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ø³ إلى الرجل ÙØµØ§Ø به خلّ عن الظعينة وانج Ø¨Ù†ÙØ³Ùƒ ØŒ ÙØ£Ù„قى زمام الناقة ØŒ وقال للظعينة :
سيري على رسلك سير الآمن
سير دراج ذات جأش طامـن
ان التـأني دون قرني شائني
ابلى بلائي ÙØ§Ø®Ø¨Ø±ÙŠ ÙˆØ¹Ø§ÙŠÙ†Ù€ÙŠ
ثم ØÙ…Ù„ على الرجل ÙØµØ±Ø¹Ù‡ ØŒ وأخذ ÙØ±Ø³Ù‡ وأعطاها للظعينة ØŒ وبعث دريد ÙØ§Ø±Ø³Ø§Ù‹ آخر لينظر ما صنع ØµØ§ØØ¨Ù‡ Ùلما انتهى إليه رآه صريعاً ÙØµØ§Ø بالرجل ÙØ£Ù„قى زمام الظعينة ØŒ Ùلما انتهى إليه ØÙ…Ù„ عليه وهو يقول :
خل سبيل الØÙ€Ø±Ø© المنيعة
انك لاق دونهـا ربيعـة
ÙÙŠ ÙƒÙـه خطيـة منيعة
أو لا ÙØ®Ø°Ù‡Ø§ طعنة سريعة
ÙˆØÙ…Ù„ عليه ÙØµØ±Ø¹Ù‡ ØŒ ولما أبطأ بعث دريد ÙØ§Ø±Ø³Ø§Ù‹ آخر لينظر ما صنع الرجلان ولما انتهى إليهما وجدهما صريعين ØŒ والرجل يجر رمØÙ‡ ØŒ Ùلما نظر إليه قال للظعينة اقصدي قصد البيوت ثم أقبل عليه وقال :
ماذا ترى من شيئم عابـس
أما ترى Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ø³ بعد Ø§Ù„ÙØ§Ø±Ø³
أرداهما عامل Ø±Ù…Ø ÙŠØ§Ø¨Ø³
ثم ØÙ…Ù„ عليه ÙØµØ±Ø¹Ù‡ ØŒ وانكسر رمØÙ‡ ØŒ وارتاب دريد ÙÙŠ امر جماعته وظن أنهم أخذوا الظعينة وقتلوا الرجل ÙÙ„ØÙ‚هم ØŒ وقد دنا ربيعة من الØÙŠ ØŒ Ùوجدهم دريد قد قتلوا جميعاً ØŒ Ùقال لربيعة : ان مثلك لا يقتل ØŒ ولا أرى معك رمØÙƒ ØŒ والخيل ثائرة Ø¨Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡Ø§ ÙØ¯ÙˆÙ†Ùƒ هذا Ø§Ù„Ø±Ù…Ø ÙØ§Ù†ÙŠ Ù…Ù†ØµØ±Ù Ø¹Ù†Ùƒ إلى Ø£ØµØØ§Ø¨ÙŠ ØŒ ومثبطهم عنك ØŒ ÙØ§Ù†ØµØ±Ù إلى Ø£ØµØØ§Ø¨Ù‡ وقال لهم : ان ÙØ§Ø±Ø³ الظعينة قد ØÙ…اها وقتل Ø£ØµØØ§Ø¨ÙƒÙ… وانتزع رمØÙŠ Ùلا مطمع لكم Ùيه ÙØ§Ù†ØµØ±Ù القوم Ùقال دريد ÙÙŠ ذلك :
ما ان رأيت ولا سمعت بمثله
ØØ§Ù…ÙŠ الظعينة ÙØ§Ø±Ø³Ù€Ø§Ù‹ لم يقتل
أردى Ùوارس لم يكونـوا نهزة
ثم استمـر كأنّـه لـم ÙŠÙØ¹Ù€Ù„
ÙØªÙ‡Ù„لت تبـدو أسـرة وجهـه
مثل Ø§Ù„ØØ³Ø§Ù… جلته ÙƒÙÙ‘ الصيقل
يزجى طعينته ÙˆÙŠØ³ØØ¨ رمØÙ‡
مثل البغاث خشين وقع الجندل
(7) جاء ÙÙŠ ØªÙ†Ù‚ÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø§Ù„ 2 / 128 أنه ØªØØ¯Ø« للعباس ستة عشر لقباً.
(8) Ø§Ù„ÙØ±Ø³ المطهم : هو السمين Ø§Ù„ÙØ§ØØ´ ÙÙŠ السمن كما ÙÙŠ القاموس ÙˆÙÙŠ المنجد أنه التام Ø§Ù„ØØ³Ù†.
(9) مقاتل الطالبيين : 56.
(10) المنمق ÙÙŠ أخبار قريش : 437.
(11) قمر بني هاشم 1 : 19.