جاء Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« : إن Ø§Ù„ØØ³Ù† المثنى بن Ø§Ù„ØØ³Ù† بن أمير المؤمنين (عليه السلام) اتى عمه أبا عبدالله Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† (عليه السلام) يخطب Ø¥ØØ¯Ù‰ ابنتيه ÙØ§Ø·Ù…Ø© وسكينة Ùقال له ابو عبدالله (عليه السلام) اختار لك ÙØ§Ø·Ù…Ø© Ùهي اكثرها شبهاً بأمي ÙØ§Ø·Ù…Ø© بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) اما ÙÙŠ الدين ÙØªÙ‚وم الليل كله وتصوم النهار ÙˆÙÙŠ الجمال تشبه الØÙˆØ± العين واما سكينة ÙØºØ§Ù„ب عليها الاستغراق مع الله تعالى Ùلا ØªØµÙ„Ø Ù„Ø±Ø¬Ù„. إن هذه الكلمة الذهبية من سيد شباب أهل الجنة (عليه السلام) تÙيدنا درساً بليغاً عن مكانة ابنته ( سكينة ) من الشريعة المقدسة وان اختها الطاهرة مهما ØØ§Ø²Øª الثناء الغير متناهي لا تبلغ شأوها ولا تجاريها ÙÙŠ رهبانية وتجرد عن اللذات وإنقطاع عن الدنيا Ø§Ù„ÙØ§Ù†ÙŠØ© وكي٠لا تكون كذلك وهي إبنة معدن القداسة عجنت طينتها بماء النزاهة Ùكانت متأثرة Ø¨ØØ³Ù† التربية وكرم الاخلاق Ùهي مثال السؤدد وقد جللها Ø§Ù„Ø´Ø±Ù Ù…Ø·Ø§Ø±ÙØ§Ù‹ من الØÙŠØ§Ø¡ ÙˆØ§Ù„Ø¹ÙØ© Ùقول الامام الشهيد (عليه السلام) : ( غالب عليها الاستغراق مع الله ) يشير الى ان ابنته الكريمة كانت Ø³Ø§Ø¨ØØ© بين امواج الÙناء ÙÙŠ الله Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ ( ان لم نقل البقاء بالله ) وقد انعكست ÙÙŠ مرآة Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ لواعج الجلال والجمال الالهى ÙØ§ÙŠÙ†Ù…ا توجهت لا تجد الا تلك Ø§Ù„ØµÙØ§Øª المنتقشة Ùيها المعاني القدسية ولا ترى لغيرها كياناً ولا تعتبر لأي جمال خطراً ولا لأي مال معتبراً ولا ØªØØ³Ø¨ ان لسوى ما شاهدته مدكراً.
وإذا كان عشق الانسان يعشي البصر عن غير المعشوق ولا يشعر العاشق بكل ما يلاقيه عند توجه مشاعره Ù†ØÙˆÙ‡ كما لم تشعر النسوة بألم قطع المدية أيديهن عند توجه مشاعرهن Ù†ØÙˆ الصديق يوس٠(عليه السلام) {وَقَطَّعْنَ أَيْدÙÙŠÙŽÙ‡Ùنَّ ÙˆÙŽÙ‚Ùلْنَ ØÙŽØ§Ø´ÙŽ Ù„Ùلَّه٠مَا هَذَا بَشَرًا Ø¥Ùنْ هَذَا Ø¥Ùلَّا Ù…ÙŽÙ„ÙŽÙƒÙŒ كَرÙيمٌ} [يوسÙ: 31] ÙØ§Ù„عشق الØÙ‚يقي لمظاهر الجمال الالهي أولى بأن يق٠سدا دون ما سواه كما لم يشعر Ø£ØµØØ§Ø¨ Ø§Ù„ØØ³ÙŠÙ† : بما لاقوه من ألم Ø§Ù„Ø¬Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¯Ø§Ù…ÙŠØ© بعد تكهربهم بولاء سيد الشهداء وتوجه مشاعرهم Ù†ØÙˆ الجمال القدسي الآلهي ونزوع Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… الى الغاية القصوى من القداسة. وابنة النبوة « السيدة سكينة » بلغت من عظيم مجاهدة Ø§Ù„Ù†ÙØ³ إلى ØØ¯ لم يبق لها نزوع الا الى صقع القداسة ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†Ø¯ÙØ§Ø¹ الى مركز الÙناء ÙÙŠ الله عزوجل وليس لها Ù„ÙØªØ© الى نواميس الØÙŠØ§Ø© والانعطا٠الى لوازم المعاشرة مع الناس Ùهي بين عبادة وزهادة وتذكير وتÙكير وهذا معنى الاستغراق مع الله تعالى.
وكانت من اللاتي شغلتهن الآخرة عن الاولى Ùلا يرين لغير المولى تعالت آلاؤه كياناً يجلب النظر اليه ولا الى معاشرة من ليست هي مثلها ÙÙŠ السلوك والرياضة.
وكان ما شاهدته السيدة سكينة « ØÙ‚ اليقين » وهو أرقى مراتب السالكين ÙØ§Ù† أهل الكش٠والسلوك بعد أن عرÙوا اليقين بأنه الاعتقاد المطابق للواقع الثابت الذي لا يزول وهو ÙÙŠ الØÙ‚يقة مؤل٠من علمين : علم بالواقع وعلم Ø¨Ù…ØØ§Ù„ية خلاÙÙ‡ ذكروا له مراتب ثلاثة ÙØ§Ù†Ù‡ ان ØØµÙ„ من الاستدلال والنظر كالعلم Ø§Ù„ØØ§ØµÙ„ بوجود النار من الدخان سموه « علم اليقين ».
وان ØØµÙ„ بالكش٠والمشاهدة كمعاينة جرم النار ÙˆÙƒØ§Ù„ÙƒØ´Ù Ø§Ù„ØØ§ØµÙ„ للخلص من المؤمنين الذين اطمأنت قلوبهم بالله وتيقنوا بمعاينة قلوبهم ان الله نور السموات والأرض سموه « عين اليقين ».
وإن ØØµÙ„ بالاتصال المعنوي لأهل الشهود والÙناء الذين لا يرون ÙÙŠ الوجود شيئاً الا ( ذات الØÙ‚ ) تعالى شأنه كما قال سيد العارÙين اميرالمؤمنين (عليه السلام) لو كش٠الغطا ما ازددت يقيناً سموه ( ØÙ‚ اليقين ).
وقد أشار الكتاب العزيز الى هذه المراتب Ùقال Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ : ( كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجØÙŠÙ… ثم لترونها عين اليقين ) يريد جل شأنه انه لو ØØµÙ„ الاستدلال بالطرق الصØÙŠØØ© والنظر Ùيما ورد من الآيات والروايات بوجود ما أعد الله للعاصين Ù„ØØµÙ„ العلم اليقيني بوجود النار الكبرى ثم ترتقي Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© الى الكش٠عنها ØØªÙ‰ كأنهم يشاهدونها Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡Ø§. وهو المراد من قوله تعالى بعد ذلك : ثم لترونها عين اليقين.
واما المرتبة الثالثة التي أشار اليها بقوله تعالى : {وَأَمَّا Ø¥Ùنْ كَانَ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْمÙÙƒÙŽØ°Ù‘ÙØ¨Ùينَ الضَّالّÙينَ * ÙÙŽÙ†ÙØ²ÙÙ„ÙŒ Ù…Ùنْ ØÙŽÙ…Ùيم٠* وَتَصْلÙيَة٠جَØÙيم٠* Ø¥Ùنَّ هَذَا Ù„ÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ ØÙŽÙ‚ّ٠الْيَقÙينÙ} [الواقعة: 92 - 95] Ùلا ØªØØµÙ„ الا لمن نظر إليها بواسطة تجرده عن العوارض وتخلية Ù†ÙØ³Ù‡ عن الشهوات وانقطاعه عن عالم الملك الزائل .
وان ابنة النبوة ØØ§Ø²Øª أرقى هذه المراتب التي اخبر عنها الامام Ø§Ù„ØØ¬Ø© الواق٠على سرائر العباد بقوله : ( غالب عليها الاستغراق مع الله ) ÙØ§Ù† الاستغراق هنا عبارة عن الÙناء ÙÙŠ Ø¨ØØ± العظمة الالهية بØÙŠØ« لا تكون لها Ù„ÙØªØ© لوازم الØÙŠØ§Ø© وعوارض الدنيا Ø§Ù„ÙØ§Ù†ÙŠØ©.
ومن اجل ذلك أخذت بمجامع قلب ابيها وزاد ØÙ†ÙˆÙ‡ عليها ØØªÙ‰ استØÙ‚ت ان يصÙها المعصوم بخيرة النساء لما وق٠عليها يوم الط٠ورآها Ù…Ù†ØØ§Ø²Ø© عن النسوة باكية نادبة Ùقال (عليه السلام):
لا ØªØØ±Ù‚ÙŠ قلبي بدمعك ØØ³Ø±Ø© ما دام مني Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙÙŠ جثمان
ÙØ§Ø°Ø§ قتلـت ÙØ§Ù†Øª اولى بالذي تأتيـنه يـا خيـرة النسوان
وهل من المعقول ان ØØ¬Ø© الله يخبر عن مبلغ ابنته من الدين وسلوكها مع الله تعالى ثم يصÙها بخيرة النساء وهو يعلم انها مارقة عن صراط الشريعة ومتنكبة عن سبيل الØÙ‚ او انها تمرق عنه ØŸ كلا.
{ÙÙŽØ¨ÙŽØ´Ù‘ÙØ±Ù’ Ø¹ÙØ¨ÙŽØ§Ø¯Ù * الَّذÙينَ ÙŠÙŽØ³Ù’ØªÙŽÙ…ÙØ¹Ùونَ الْقَوْلَ ÙÙŽÙŠÙŽØªÙ‘ÙŽØ¨ÙØ¹Ùونَ Ø£ÙŽØÙ’سَنَه٠أÙولَئÙÙƒÙŽ الَّذÙينَ هَدَاهÙم٠اللَّه٠وَأÙولَئÙÙƒÙŽ Ù‡Ùمْ Ø£ÙولÙÙˆ الْأَلْبَابÙ} [الزمر: 17ØŒ 18] .